جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 01-12-2015
• علقت ياسمين براون، في مقالها بصحيفة الإندبندنت البريطانية، بأن العديد من القادة الغربيين تخلوا عن المنطق منذ هجمات باريس، لأن دوامات الانتقام والسيادة الغربية والغضب يحاصرهم وأصبحوا لا يستطيعون التفكير بوضوح ويجهلون ما هم على وشك القيام به في سوريا، وأشارت الكاتبة إلى أن جيش الأسد والمليشيات والمصالح الأجنبية المتنافسة يعملون جميعا على تخريب سوريا، ولا يكترث معظمهم بالسوريين العاديين الذين تم ترويعهم وإرهابهم وتعذيبهم وقتلهم على مدى خمس سنوات، وانتقدت براون رئيس الوزراء ديفد كاميرون، والمقربين منه الداعين إلى الحرب، بأنهم لا يكترثون بهؤلاء السوريين، وكل همهم هو التباهي والرد على عنف لا يستطيعون السيطرة عليه بالمزيد من العنف، وعلقت بأنه على الرغم من كل أولئك الذين يدعون للثأر وقصف تنظيم الدولة فليس هناك صوت مسلم بريطاني أو عربي واحد يرى أن الحرب في سوريا مبررة، وقالت إن التنظيم يستغل فكرة "الحملة الصليبية" والحكومات ووسائل الإعلام الغربية تغذيه بهذا السرد الخطير والمغري، وترى الكاتبة أن أي عمل عسكري بالشرق الأوسط سيزيد الأمور سوءا للغرب والشرق معا لأن "الإسلام المتطرف" المنتشر في كل مكان بالغرب سيصبح أكثر جاذبية وأقوى عندما يبدأ القصف، وختمت بأن هذه الدعوة للقصف مجنونة، وأن الصواريخ والطائرات بدون طيار ستزيد معاناة الأسر السورية العادية وتزيد عدد القتلى، وسينبذ المزيد من المسلمين البريطانيين الاعتدال وينقلبون على الدولة التي يعيشون فيها، فهل هذا هو ما يريده السياسيون المفرطون في حماستهم؟
• طرح مقال بصحيفة الغارديان البريطانية سؤالا قد يبدو غريبا وهو: هل الحرب الأهلية السورية كان سببها الجزئي تغير المناخ؟ وقالت الصحيفة إن ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز يعتقد ذلك عندما قال في مقابلة مع سكاي نيوز إن "هناك أدلة قوية على أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الرعب في سوريا كان الجفاف الذي دام لنحو ست سنوات، وأضاف أن تغير المناخ له "تأثير هائل" على الصراع والإرهاب، وأشارت الصحيفة إلى أن تشارلز ليس الوحيد في هذا الاعتقاد، فهناك جوقة من الأصوات تقول بمزاعم مماثلة في أميركا وبريطانيا، ومع ذلك يرى المقال أنه بتحليل الأدلة هناك سبب وجيه للشك في صحة هذه الادعاءات، لأن معظم الخطاب العام والسياسي بشأن آثار الصراع في تغير المناخ محركه هو السياسة وليس العلم، وأضاف أن أولى التقارير عن هذا الموضوع لم تكن دراسات علمية، بل محاولات موجهة عسكريا لتهويل أهمية تغير المناخ بربطه بالمصالح الأمنية، وقال إن الادعاءات الأخيرة المتزايدة بأن الحرب الأهلية في سوريا كان دافعها محاولة مماثلة مضللة لإضفاء صبغة أمنية على تغير المناخ قبيل قمة المناخ في باريس، وفندت الصحيفة دراسة في هذا الصدد لعلماء الأرض بجامعة كولومبيا الأميركية ربطت تغير المناخ بالصراع الحالي في سوريا بأنها كانت دراسة منقوصة لأنها لم تكن عن سوريا تحديدا ولا عن الروابط بين الجفاف والحرب الأهلية السورية، بل عن وجود جفاف لسنوات عدة في أواخر الألفية السابقة عبر منطقة الهلال الخصيب الممتدة من جنوب روسيا إلى السعودية، واعتبرت ربط مستوى النزوح الداخلي في سوريا قبل الحرب بالجفاف في الأساس مضللا، وأن الدراسة المذكورة لم تقدم دليلا جديا على أن "النازحين بسبب الجفاف" ساعدوا في إشعال الحرب الأهلية.
• كتب عمدة لندن بوريس جونسون في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية بعنوان "قصف سوريا ليس الحل الكامل- إلا أنه بداية جيدة"، وقال جونسون إن دولة تنظيم الدولة الاسلامية تعد أرضاً خصبة للكراهية، وهو تنظيم ينشر الارهاب عبر الانترنت حول العالم، وأضاف جونسون أنه من المتوقع أن تصوت الحكومة هذا الأسبوع على قرار يقضي بتمديد الضربات الجوية البريطانية على أكثر التنظيمات الارهابية معاداة للإنسانية، مشيراً إلى أنه يأمل أن يتم التصويت ايجابياً على هذا القرار من قبل نواب البرلمان، وأشار عمدة لندن إلى أن قوات الأمن البريطانية مجبرة على مراقبة مئات الآلاف من الأشخاص الذين قد يقدموا على ارتكاب أفعال مضرة بالبلاد، مضيفاً أن نشاط قوات الأمن ازداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة ليصل إلى اعتقال شخص واحد يومياً، وكتب جونسون أن طفلاً بريطانياً في الخامسة عشر من عمره، حكم عليه بالسجن مدى الحياة لتورطه بالتخطيط لتنفيذ اعتداءات ارهابية في البلاد، وأضاف أنه ما دام هناك وجود لتنظيم الدول الاسلامية، فإنه سيمارس سياسة القتل من دون توقف، وختم جونسون المقال بالقول إن الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ليست كافية لحل المشكلة، فالكل يعلم ذلك، إلا أن على الجهود العسكرية والسياسية الاستمرار يداً بيد، مضيفاً إنني آمل أن يصوت البرلمان على الانضمام لحلفائنا في حربهم ضد عدونا.
• نقرأ في صحيفة التايمز البريطانية مقالاً تحليلياً لهنا لوسيندا سميث بعنوان "اليائسون بحاجة لأسباب للبقاء"، وقالت كاتبة المقال إن أزمة المهاجرين في أوروبا، بدأت هذ الصيف، إلا أنها بدأت في تركيا منذ 4 سنوات، في محاولة من السوريين اليائسين الهروب من حمام الدم في بلادهم، وأضافت أن نحو مليوني سوري هربوا إلى تركيا جراء الحرب الدائرة هناك، وما هي إلا مسألة وقت، حتى بدأوا يبحثون عن مستقبل آمن لهم، وأوضحت أن الحرب في سوريا، تزداد سوءاً، وتتمدد في المنطقة بأكملها ومنها إلى أنحاء العالم، بشكل لا يمكن لأحد أن يتجاهله، وأشارت إلى أن تركيا ترى أن تردد الغرب في مواجهة بشار الأسد هو ما أدى إلى حدوث أزمة المهاجرين، لذا فعلى الغرب أن يدفع ثمن ذلك اليوم، وأوضحت كاتبة المقال أن تركيا تأمل بوضع حد لتدفق اللاجئين إلى أوروبا، إلا أن ذلك سيتطلب عملية أمنية ضخمة، وفي حال أرادت أوروبا بقاء هؤلاء اللاجئين في تركيا، فإن على أوروبا دفع الحكومة التركية إلى تأمين محيط يغريهم بالبقاء، وهذا الأمر لن يكون سهلاً.
• أفادت صحيفة أكشام التركية بأن القوات المسلحة التركية قررت نشر منظومة صواريخ مضادة للطائرات على الحدود السورية، لمواجهة خطر اختراق الأجواء من قبل الطائرات الروسية أو الطائرات الأخرى المختلفة، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإن قيام القوات الروسية بنشر منظومة "أس-400" في قاعدة حميميم في اللاذقية بعد اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية وإسقاطها من قبل المقاتلات التركية، أشعر المسؤولين الأتراك بالقلق وجعل المسؤولين الأتراك يتحركون، فقامت القوات التركية بنشر منظومة "كورال" المصنّعة محليا من قبل شركة أسلسان، وبينت الصحيفة أن منظومة "كورال" التي قامت القوات التركية بنشرها على الحدود السورية دخلت الخدمة عام 2015، بعد تسليمها من قبل شركة أسلسان التركية إلى القوات المسلحة التركية، تعمل كنظام دفاع جوي لدائرة نصف قطرها 100 كم، حيث استخدمت من قبل في منطقة أزمير لمواجهة اختراقات الطيران على بحر إيجة.
• في صحيفة العربي الجديد نقرأ مقالا لفاطمة ياسين بعنوان "سورية.. وامتلاك السماء"، وقالت كاتبة المقال إن البحر الأبيض المتوسط يزدحم بالقطع البحرية العسكرية فائقة القدرة، وأشارت إلى أن فرنسا قد أطلقت حاملة طائراتها "شارل ديغول" بعد هجمات باريس الإرهابية، وقبلها حركت أميركا حاملة "هاري ترومان"، إلى مواقع في البحر المتوسط، كما التحقت موسكو بهذا الحشد العائم، لتأخذ منصة بين هذه القوارب الضخمة، تطلق منها طائراتها ومضاداتها، ورأت الكاتبة أن الاستخدام النهائي لكل هذه القطع يوحي بتفضيل الجو بوصفه ساحة معركة، مبرزة أنه على الرغم من تباين ظروف وجود كل قطعة من هذه القطع في البحر المتوسط، إلا أن العنوان العريض والمبرر هو الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليه، واعتبرت الكاتبة إلى أن امتلاك الأرض شرط أساسي للقضاء على التنظيم، وهو شرط بحاجة إلى قوة عسكرية أرضية ذات أعداد مناسبة، للتمسك بالأراضي التي تقصفها الطائرات من الجو، لمنع التنظيم من العودة إليها، وبعد أن لفتت إلى أن الدول الكبرى قد تقبل سقوط طائراتها لكنها لن تقبل بالتضحية بقوات برية، بينت الكاتبة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقدم مرشحه، أي الجيش التابع لبشار الأسد، وهو عرض مغر قبلته فرنسا، وسرعان ما نفته على لسان وزير خارجيتها، فيما رفضت الولايات المتحدة مناقشته، واختارت دعم قوات كردية، مثيرةً بذلك حساسية تركيا، وهي النقطة التي قد تستغلها روسيا، بالإضافة إلى الغبار الذي أثاره إسقاط طائرتها، وأوضحت الكاتبة أن روسيا ماضية في تعويم جيش الأسد خياراً بَرياً، واصفة هذا الخيار بأن الوهن قد أتلفه، ولا ينفع معه حتى الكي.
• تحت عنوان "حرب سوريا طويلة..." كتب علي حماده مقاله في صحيفة النهار اللبنانية، ورأى فيه أن التوتر بين موسكو وأنقره سيبقى محصورا بالمواجهة غير المباشرة في الميدان السوري، وأشار إلى أن حلفا يضم تركيا والرياض والدوحة قد نشأ حول القضية السورية، وجرى إمداد عدد من الفصائل المقاتلة بسلاح مضاد للدبابات، مكنها من إجهاض جميع الهجمات التي شنتها قوات النظام والمليشيات التابعة لإيران على مختلف الجبهات من ريف حماه، إلى ادلب، وجبل التركمان وريف حلب الجنوبي، مبينا أن الثوار السوريين وداعميهم تمكنوا بذلك من استيعاب الصدمة الأولى للتدخل الروسي، محتفظين بعنصر المبادرة في الميدان على كامل الجغرافيا السورية، واعتبر الكاتب أن التصعيد الروسي الكبير ضد تركيا، مع حادثة إسقاط "السوخوي"، هو سعي لترهيب تركيا والحد من دعمها للفصائل المعارضة المقاتلة في سوريا، بما يمكن أن يضعف الأخيرة ميدانيا، وأشار إلى أن الأزمة السورية تتجه نحو مزيد من التأزم، فالحرب مستمرة، والحل السياسي يبتعد في ظل إصرار روسيا وإيران على رفض رحيل بشار الأسد، في ظل محاولتهما إلحاق هزيمة عسكرية بالمعارضة، مبرزا أن روسيا ستتورط أكثر في سوريا، أما إيران فلن تدع "حزب الله" ينسحب في المدى المنظور، وخلص إلى القول: إنها حرب طويلة حقاً.
• تحدثت صحيفة الراية القطرية عن الأزمة التركية الروسية عقب إسقاط الطائرة الروسية و شددت في افتتاحيتها على ضرورة أن يدرك الجانبان الروسي والتركي، خاصة الجانب الروسي، أهمية التهدئة والعمل معا من أجل إيجاد مخرج سياسي ودبلوماسي للأزمة بينهما، وأن تدرك موسكو أن التهديد بالتصعيد وفرض عقوبات اقتصادية لن يجدي نفعا، وأضافت الصحيفة أن السجال الحالي بين تركيا وروسيا، يعوق حل الأزمة السورية، خاصة أن البلدين يلعبان دورا محوريا في الأزمة، مبرزة أن فقدان الثقة بينهما سيقود إلى مزيد من التأزيم في الوضع بسوريا كما يعوق جهود المجتمع الدولي تجاه الحل السلمي، خاصة في ضوء تفاهمات قمة "فيينا 2" والتي حددت الإطار السياسي لحل الأزمة عبر الحوار.