جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-05-2016
•نشرت صحيفة ميديا بارت الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الصراع الذي أصبح متركزا في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية حيث أصبحت تشهد في الآونة الأخيرة قصفا مكثّفا أودى بحياة المئات من المدنيين،وقالت الصحيفة في التقرير إن قصف المدنيين متواصل في حلب، خارقا الهدنة التي تم إقرارها في شهر شباط/ فبراير الماضي، الأمر الذي قضى على أحلام السوريين في بلد متعدد الأديان ويعمه السلام،وذكرت الصحيفة أن الحرب السورية يحكمها النظام السوري من جهة والمجتمع الدولي العاجز من جهة أخرى، بالرغم من النداءات التي أطلقها السوريون منذ سنوات حتى يتم إنقاذهم ولا يبدو أن بشار الأسد يولي أي اهتمام للمدنيين أو للهدنة، فقد لقي إلى حد الآن 250 سوريا حتفهم منذ بداية الغارات الجوية في حلب،وأفادت الصحيفة أن حلب كانت قلب الصراع السوري منذ أربع سنوات فقد قام الجيش السوري الحر بشن هجوم كبير في حلب سنة 2012، وكان ذلك في إطار محاولتهم طرد قوات النظام السوري، لكنها كانت محاولة شبه قاتلة للجيش السوري الحر حيث تعددت الجبهات في حلب،بين النظام والثوار وتنظيم الدولةوقد تمكن نظام الأسد من الاحتفاظ بالقسم الغربي من حلب،ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لمجلس محافظة حلب الحرة، يحيى نعناع، خلال اجتماع في معهد العالم العربي، أن "المجتمع المدني سيكون محرك أي مشروع سياسي جديد في سوريا، ونحن نفترض أن يساعدنا المجتمع الدولي وذلك ليس فقط من خلال استقبال اللاجئين"،وذكر المحلل السياسي اللبناني زياد ماجد خلال خلال الاجتماع ذاته أن "حلب هي مثال للمدينة التي لا تنتمي لنظام الأسد ولا تنتمي أيضاللإسلاميين"،وذكرت الصحيفة أن الجيش السوري قصف أحياء حلب بشكل عشوائي وقام أيضا بقصف المناطق التي تسيطر عليها منظمات قريبة من جبهة النصرة. وبالتالي فإن العنف على الأراضي السورية يبدد أي أمل في عملية انتقال سياسي،وكانت الولايات المتحدة قد دعت روسيا لاحتواء نظام حليفها بشار الأسد وتقول روسيا من جهتها إنها بصدد التفاوض مع الأسد ليتم إيقاف عمليات القتال لكن تبقى أولية موسكو والنظام السوري الآن هي دفع المجتمع الدولي لتصنيف أحرارالشام وجيش الاسلام كمنظمات إرهابية. وتبدو واشنطن عاجزة اليوم عن مواجهة المطالب الروسية، وقد تكون الأحداث الجارية الآن في سوريا مجرد نتيجة لرفض أوباما التدخل عسكريا رغم وصفه استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية بكونه "خطا أحمر"،وفي الختام قالت الصحيفة إن الدليل على النتائج الكارثية لسياسات أوباما هو فشل جميع مبادرات السلام بجنيف وتسجيل عدد كبير من الغارات الجوية في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جنيف بهدف إيجاد حل سياسي.
•تساءلت صحيفة "عكاظ"السعودية: ماذا يريد الأسد وروسيا من هذه المذبحة في هذا التوقيت، فهل فعلا يفكر الأسد ومن ورائه روسيا وإيران في استعادة حلب التي لم تعد نافعة للسيطرة،وأشارت إلى أن المعادلة الرئيسية في خريطة العمليات العسكرية تقول، «إن تدمير مدينة بهذا الشكل الذي جرى على حلب، يعني أنه لم يعد يفكر فيها، وكل ما يشاع عن حشود عسكرية للنظام للاستيلاء على حلب، ما هو إلا تمويه لغايات أكبر من ذلك»، حتى الروس انتقدوا الأسد قبل شهرين، حين قال «إنه يفكر باستعادة كل الأراضي السورية، ذلك أن قدرة جيش الأسد لم تعد قادرة على ملء الفراغ بسبب إجهاد قواته إذن ما وراء حلب،وقالت: يسعى المحور السوري الإيراني الروسي، إلى تطويق تركيا التي تعتبر حلب خط دفاعها الأول في الشمال السوري، كل دولة من هذه الدول لها حسابات طويلة مع تركيا، بالنسبة لروسيا لم تنس حتى الآن حادثة طائرة السوخوي التي أصابت كبرياء القيصر بوتين، وبالنسبة لنظام الأسد مازالت تركيا الصداع الأكثر وجعا في الشمال التي استوعبت كل اللاجئين وباتت حاضنة الهاربين من جحيم البراميل، فضلا عن دورها في تسليح المعارضة المعتدلة، أما إيران فأوجعها التقارب السعودي التركي في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد الصفعة التي تلقاها الرئيس الإيراني روحاني بعزله في القمة الإسلامية التي انعقدت في إسطنبول الشهر الماضي.
•استشفت صحيفة "اليوم"السعودية من تصريحات وزير الخارجية الأمريكية الأخيرة حول الأزمة السورية وإمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع النظام الأسدي ، أن الأزمة وصلت الى نفق مسدود لا يوجد في آخره بصيص ضوء حول إمكانية تسوية الأزمة سياسياً،وأشارت إلى أنه أمر يضع الأوساط السياسية في كل مكان أمام تساؤلات ملحة حول معالجة الولايات المتحدة الأزمة برمتها، فالتفاوض مرفوض من قبل كافة دول العالم مع نظام تمرس على إراقة الدماء ومواصلة الحرب،وقالت: ولا شك أن التصريحات الأمريكية أثارت موجة من التساؤلات حول أزمة لا يمكن تسويتها الا من خلال انتقال سياسي للسلطة دون مشاركة من قبل نظام الأسد، فضمان الانتقال بهذه الطريقة هو المنفذ الوحيد لانهاء تلك الأزمة في ظل مختلف الجهود الدبلوماسية الدولية التي تصب في قنوات انهاء الاقتتال الدائر في سوريا وانهاء حالة الحرب وعودة الأمن والاستقرار الى الربوع السورية،ورأت أنه لا بد أن تستمر الولايات المتحدة في ممارستها والاضطلاع بمهماتها كشريك مهم من شركاء دول المنطقة لإعادة السلام المفقود إلى سوريا ، ومن دون هذا الدور الحيوي فإن النظام الأسدي سوف يستمر في ارتكاب مجازره الفظيعة ضد السوريين ، وستظل جرائم القتل والتدمير والتخريب قائمة بصورها الوحشية والهمجية من خلال سلسلة من المجازر التي يرتكبها النظام.
•كتبت صحيفة "الشرق"السعودية مبرزة أن الإرهاب الأسدي في حلب يستهدف تقويض الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة،وأشارت إلى أنه مع كل هدنة في سوريا ومع كل جولة مفاوضات نجد أن نظام بشار الأسد يتصرف بالطريقة نفسها خرق اتفاقيات وقف الأعمال العدائيةوالتضييق على إدخال المساعدات الإنسانية وصولاً إلى منعها،لذا تتعقَّد كل جولة تفاوضٍ سياسي،وبينت أنه منذ عام 2011 لم يُظهِر الأسد أي جدية في التفاوض والتعاطي سواءً مع مكونات المجتمع السوري أو المجتمع الدولي ، وأن والكل يذكر كيف تصرَّف وفد نظامه برعونة بالغة في الجولة الأولى من مباحثات جنيف التي عُقِدَت في يناير 2014 ، ونفس الأسلوب تصرَّف به وفد النظام المشارك في اجتماعات 2016،ووصفت مرواغات نظام الأسد بأنها حالة من المخالفة الصارخة للقانون الدولي ومن الامتناع المستمر عن الاستجابة إلى مطالب المجتمع الدولي ، وأن ما يفعله الأسد أشبه بمراوغةٍ لفرض واقع جديد والهروب من مسألة الانتقال السياسي، وهو ما لا يمكن للمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري تقبُّله.
•انتقدت صحيفة الراية القطرية المجتمع الدولي "لفشله في وقف حملة الإبادة التي يرتكبها نظام الأسد بشكل ممنهج في حلب ومدن سورية أخرى"،وقالت الصحيفة إن "حديث المسؤولين في الدول الكبرى خاصة روسيا وأمريكا عن الهدنة أو التهدئة التي لم يلتزم بها النظام ، الأمر الذي يقدح في حقيقة التعاون والتنسيق الروسي الأمريكي بشأن سوريا، ومن هنا فإن العرب مطالبون بإعادة النظر في تأييدهم لمواقف البلدين"،وأضافت الراية "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن جرائم الإبادة التي ينفذها نظام الأسد ضد سكان حلب، لن تتوقف ما لم يتحرك الجميع بشكل عاجل وفاعل".
•قال طارق مصاروة في صحيفة الرأي الأردنيةإن "اتفاق الأمريكان والروس على استثناء حلب من وقف إطلاق النار يعني دفع المتقاتلين إلى المزيد من القتال والقتل والتدمير وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين سوري آخر"،وأضاف مصاروة " لا أحد يعرف الحكمة من اتفاق الأمريكان والروس على إزالة حلب من الخارطة السورية، إلا إذا وجد الطرفان أنها تخل بعملية تمزيق سوريا. فالجميع حريصون على إبقاء داعش والنصرة في الجزيرة المحاطة بدجلة والفرات والبادية".
•شن طلال آل الشيخ هجوما لاذعا على الرئيس السوري في صحيفة الوطن السعودية قائلا إنه "لا جدوى لأي مفاوضات مع السفاح بشار الأسد وعصاباته تزهق أرواح السوريين بالجملة في طول البلاد وعرضها، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وآخرها ما يجري في حلب من إبادة جماعية لأبناء المدينة التي عذبت الطاغية فغدر بنسائها وأطفالها قبل رجالها"،وأضاف الكاتب أن "حلب تحتاج اليوم موقفا موحداً من قبل دول التحالف الإسلامي ضد زبانية النظام السوري المستبد الذي كلما أحس بقرب سقوطه في الهاوية فجر تحتها أنهاراً من الدماء للتلذذ".
•حمّل صالح عوض في صحيفة الشروق الجزائرية "الدول العربية والأحزاب العربية والنخب العربية" مسؤولية ما يحدث في حلب،وقال الكاتب إن "هؤلاء الذين استقالوا من مهماتهم وواجبهم.. تحميل المسؤولية لهؤلاء ليس من جانب أخلاقي فقط، حيث أصبحت الأخلاق في السياسة اليوم ليست دافعا ذا أولوية إنَّما من جوانب المصلحة الحقيقية للمنطقة كلها للعرب جميعا وللمسلمين كافة، فماذا ينتظر العرب بعد دمار سوريا وخراب مدنها وتركها هكذا حطاما أمام الكيان الصهيوني الذي يستعد للإعلان عن ضم معظم أراضي الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني رسميا؟".
•كتب أشرف أبوالهول في صحيفة الأهرام المصرية مقالاً بعنوان "حلب واغتصاب العقل العربي". وقال الكاتب إن "الكارثة الحقيقية بحلب تتمثل في محاولة سرقة عقولنا وقلوبنا لكي نتعاطف مع طرف ما من الأطراف هناك حتي يستطيع تحقيق انتصارات معنوية تؤهله للفوز في الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف فخلاصة ما يجري في كل سوريا وليس في حلب وحدها هو أن جميع المتحاربين مجرمون وقتلة ولا نستثني أحدا منهم"،وأضاف أبوالهول "الخلاصة أن الكل يقتل أهل حلب ولا أحد بريء والغالبية تعمل لحساب قوي أجنبية".