جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 01-09-2015
• في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية علق بوريس جونسون، عمدة لندن، على تدمير الآثار السورية بأن الأمر خطير جدا وأنه يستحق الكتابة عنه، لأن هذه الآثار صمدت عبر التاريخ حتى يومنا هذا إلى أن بدأ تنظيم الدولة في تدميرها، وقال جونسون إن صمود هذه الآثار أمام الغزاة عبر الأجيال والعصور يجعل الناس يشعرون غريزيا أن هذه الصروح تقف شامخة لسبب ما، ألا وهو استعداد كل حضارة للتعلم من الأخرى، ولتبنى الطُرُز المعمارية بمزجها بإرث الماضي والزيادة عليه، ويرى الكاتب أن مصير كل هذه الآثار قاتم أو ضائع في ضباب الحرب الدائرة في سوريا، ويأمل أن ينزاح هذا الكابوس قريبا بدحر التنظيم وعودة السلام إلى البلد، وتساءل عن مستقبل سوريا بعد هذا الدمار الاقتصادي الذي لحق بها، لا سيما في قطاع السياحة مع ضياع تراثها الحضاري، وأشار إلى أن التدخل في المنطقة لم ينجح وأنه كان كارثة في العراق وكارثة في ليبيا، وفي المقابل تساءل الكاتب هل يمكن اعتبار عدم التدخل في سوريا نجاحا؟ وأردف أنه إذا استمر الغرب في سكوته على الكابوس الذي يحدث في هذا البلد فعليه أن يستعد لنزوح أبدي للاجئين السوريين والمزيد من البشر الذين يختنقون في شاحنات الماشية في محطات الخدمة على الطرق السريعة الأوروبية، والمزيد من البشر الذين يحاولون تسلق الأسلاك الشائكة التي يتم بناؤها حول الاتحاد الأوروبي.
• ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن كل يوم يمر يكشف عن مأساة جديدة ترتبط بعمليات الهجرة والنزوح نحو دول الاتحاد الأوروبي، موضحة أن المئتي جثة التي عثر عليها بعرض الشواطئ الليبية الجمعة الماضي، والـ71 جثة التي تم اكتشافها قبل ذلك داخل شاحنة تم التخلي عنها بين النمسا وهنغاريا، حصيلة مؤلمة جديدة تضاف لقرابة 31 ألف شخص لقوا حتفهم منذ العام 2000 أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، الصحيفة الفرنسية أوضحت أنها حصلت على هذا العدد من خلال حصيلة قام بإعدادها فريق من الصحافيين الأوروبيين، وشددت على أن الأمر يتعلق بحصيلة ينبغي التعامل معها بحذر، لأنه لم يتم إحصاء الوفيات غير المسجلة، كما أضافت أن القيام بوضع تلك المعطيات على خريطة، يوضح أن جغرافية الأماكن التي شهدت أكبر عدد من الوفيات ترسم صورة سلبية عن المسارات التي يسلكها المهاجرون من أجل الوصول لأوروبا، وكذا العراقيل المادية والتشريعية التي تضعها الدول من أجل منعهم من ذلك، ولفتت الصحيفة إلى أن أوروبا تحولت إلى الوجهة الأكثر خطورة، والأصعب بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء في العالم بأسره، حسب الإحصائيات الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة. كما أضافت أنه من بين 5 آلاف مهاجر لقوا حتفهم في العام 2014 بالعالم بأسره، 66.5 في المائة منهم فقدوا حياتهم على أبواب أوروبا، لا سيما بالبحر الأبيض المتوسط (65 في المائة)، وأضافت أن هذه النسبة عرفت ارتفاعا مهولا هذا العام، فبين بداية يناير/كانون الثاني و25 أغسطس/آب، لقي ثلاثة آلاف مهاجر حتفهم بأوروبا وحدها من أصل أربعة آلاف بالعالم بأسره.
• أفادت مصادر صحفية يديعوت الإسرائيلية أن روسيا ستتدخل عسكريا لصالح "النظام السوري" من خلال قاعدة عسكرية وطيارين روس، سيشنون غارات على مواقع المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها مراسلها العسكري أليكس فيشمان، أن روسيا وإيران -وبموافقة صامتة من الولايات المتحدة- اتخذتا قرارا إستراتيجيا للقتال إلى جانب بشار الأسد من أجل إنقاذه، وأوضحت الصحيفة أن سلاح الجو الروسي بدأ الطيران في سماء سوريا، وأن الآلاف من الجيش الروسي والمستشارين ورجال الجهاز اللوجستي والفني ومقاتلين من جهاز مضادات الطائرات وطيارين، سيصلون جميعا في الأسابيع القريبة القادمة إلى سوريا، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن قوة طليعية من القطار الجوي وصلت إلى سوريا، وتمركزت في مطار يخضع لسيطرة الأسد، موضحة أن الحديث يدور عن مطار في دمشق سيستخدم قاعدة جوية روسية، ووفق الصحيفة، فإنه من غير الواضح أي نوع من أنواع الطائرات والمروحيات العسكرية ستصل من روسيا، لكنها تجزم بأن وجود طيارين روس في سماء سوريا سيؤثر على قواعد اللعبة في سماء الشرق الأوسط من جهة، وعلى شكل استخدام سلاح الجو الإسرائيلي من جهة ثانية، وذكرت يديعوت أن روسيا وايران تجريان مفاوضات حثيثة حول تهديد تنظيم الدولة لنظام الأسد، وفي إطار هذه الاتصالات، زار موسكو قبل نحو شهر قائد جيش القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، وأضافت أن الروس والإيرانيين اتخذوا قرارا إستراتيجيا ببذل كل جهد لإبقاء الأسد، لتكون سوريا حاجزا أمام انتقال تنظيمات إسلامية مسلحة نحو الجمهوريات الإسلامية التي كانت في الماضي جزءا من الاتحاد السوفياتي، ووفق مصادر الصحيفة، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على وعي بالقرار الروسي للتدخل العسكري المباشر في سوريا، ولكنها حتى اليوم لم ترد على ذلك، وذكرت أن الإيرانيين والروس -وبعلم الولايات المتحدة- بدأوا المساعي لإعادة بناء وتسليح الجيش السوري الذي فتته القتال المستمر.
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لبرهان غليون تحت عنوان "سورية.. الحل السياسي في زمن الاحتلال الإيراني"، الكاتب أشار إلى أن الإيرانيين يعملون بأقصى ما يستطيعون من عزيمة وسرعة، لاستغلال التردد والغموض والتجاذبات القوية في الموقف الدولي، من أجل تكريس أمر واقع على الأرض السورية، يضمن ما يعتبرونها مصالحهم الاستراتيجية في المستقبل، من دون أدنى مراعاة حتى لمصالح حليفهم الأسد في الحفاظ على الحد الأدنى من مظاهر السيادة والاستقلال، ولفت الكاتب إلى أن حكومة الحرس الثوري في إيران تستخدم النظام السوري، بعد أن ورطته في حرب خاسرة، وحشرته في الزاوية، من أجل خلق وقائع جديدة صلبة لا يمكن تغييرها، مبينا أنها تستفيد من تعبئة المهاجرين الشيعة في إيران نفسها من الأفغان والباكستانيين وغيرهم، من أجل قلب الأوضاع السياسية داخل المنطقة رأسا على عقب، وإعادة رسم الخرائط الجيوسياسية على حسب مطامعها وأحلامها، وأكد الكاتب على أنه ما لم تبرز إرادة دولية قوية لوضع حد للحرب، وتسمية المسؤول عن استمرارها وإيقاد نارها بالاسم، وتحديد مسؤوليات الأطراف، وإظهار الرغبة في الانخراط الجدي وتقاسم المسؤوليات تجاه محنة الشعب السوري من الأطراف الدولية، وخصوصاً الدول الديمقراطية، فإنه لن يكون هناك أي حل، وسوف تتحول المفاوضات إلى سراب يدفع السوريين إلى الركض وراءه من دون أن يجدوا أمامهم سوى الحرب المستمرة، وفي ظلها تحقيق طهران مزيدا من التطهير المذهبي والإثني الذي تسعى إليه في المناطق الاستراتيجية التي تريد البقاء فيها.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا ليوسف الديني بعنوان "الأسد: ورقة مفاوضات معطوبة"، الكاتب أشار إلى أن بقاء نظام الأسد بات لغًزا سياسًيا محيرا، مبرزا أن الأطراف الدولية ما زالت مترددة حيال بقاء الأسد، مع علمها أنه ورقة مفاوضات معطوبة لا يمكن الرهان عليها، لكنها أيضا مصابة بالفزع من سيناريو تسليم ما تبقى من المناطق بيد الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش" الذي لا يعيش أحسن أحواله الآن، ورأى الكاتب أن إسقاط نظام الأسد يبدأ بصناعة البديل السياسي قبل العسكري، معتبرا أن مفتاح التعجيل بسقوط بشار الأسد هو بإيجاد بديل مطمئن للعلويين والأقليات والشعب المضطهد، وأوضح الكاتب أن الحل يبدأ بفحص البناء الهيكلي لنظام الأسد وتحييد أكبر قدر منه حتى لا نقع في فخ العراق مجدًدا، مشددا على أنه من المهم الآن خلق طبقة سياسية مؤمنة بشعار «سوريا للجميع» بما يعني ذلك الحفاظ على التنوع العرقي والسياسي والمذهبي في سوريا ما بعد الأسد، والتي ستعاني كثيًرا من استقطاب كل أولئك المهاجرين الذين قاسوا الويلات للهروب من نيران الحرب، وخلص الكاتب إلى أن التعويل على القوى الغربية في الملف السوري، أقرب لإضاعة الوقت، مؤكدا أن البداية الفعلية لمستقبل سوريا هو رحيل نظام الأسد، وكل ما عداه مجرد أعراض لأزمات مزمنة تعيشها المنطقة منذ عقود.
• في صحيفة المستقبل اللبنانية نقرأ مقالا للكاتب خير الله خير الله تحت عنوان "الحدث في سوريا وليس في لبنان"، الكاتب رأى أنه من الضروري عدم الغرق في الوحول اللبنانية كي تنعدم رؤية الحدث الأهم في المنطقة، والمتمثل في أنّ لا مرحلة انتقالية في سوريا بوجود بشّار الأسد، ولا يمكن للبنان أن يرتاح ما دام النظام السوري قائما، وشدد الكاتب على أنه لا مجال لأي تسويق للنظام السوري، وأكد أن صلاحية هذا النظام قد انتهت، و لا مجال لتمديد هذه الصلاحية بغض النظر عن كلّ الجهود التي تبذلها موسكو وطهران، وعلى الرغم من كلّ الأسلحة المتوافرة للنظام، وأعرب كاتب المقال عن أسفه أن على السوريين دفع ثمن غال في الأشهر القليلة المقبلة، إلى أن يكتشف الأميركي ما ليس في حاجة إلى اكتشافه، أي ان التخلص من بشّار الأسد هو الطريق الأقصر للانتهاء من "داعش".