
تقرير شام الاقتصادي | 19 نيسان 2025
حافظت الليرة السورية اليوم، السبت 19 نيسان 2025، على استقرارها النسبي في السوق السوداء، وسط تفاوت طفيف بين المحافظات، في حين أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن إطلاق مشروع تمويلي جديد يستهدف الفئات ذات الدخل المحدود، بالتوازي مع تحركات تركية لعقد اتفاقيات اقتصادية مع دمشق.
الليرة السورية تواصل استقرارها في السوق السوداء
أصدر مصرف سوريا المركزي نشرته اليومية التي حدد فيها سعر الدولار عند 12,000 ليرة للشراء و12,120 ليرة للبيع، ضمن قائمة تشمل أكثر من 30 عملة، منها الليرة التركية واليورو.
وفي السوق السوداء، بلغ سعر الدولار في كل من دمشق، حلب، وإدلب نحو 11,050 ليرة للشراء و11,150 ليرة للبيع، بينما سجل في الحسكة ارتفاعاً طفيفاً إلى 11,075 ليرة للشراء و11,175 ليرة للبيع.
وبحسب هذه الأسعار، فإن قيمة 100 دولار تعادل حوالي 1,105,000 ليرة سورية في السوق غير الرسمية.
كما سجل سعر صرف اليورو نحو 12,541 ليرة للشراء و12,659 ليرة للبيع، بينما بلغ سعر الليرة التركية 288 ليرة للشراء و293 ليرة للبيع.
ويعتمد السوريون حالياً على مزيج من الليرة السورية والدولار الأميركي والليرة التركية في تعاملاتهم اليومية، ما يخلق تفاوتات في الأسعار بين منطقة وأخرى بحسب طبيعة العملة المتداولة.
الأمم المتحدة تطلق مشروع "الفائدة المدعومة" بقيمة 2.9 مليون دولار
في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في سوريا، وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) اتفاقية مع أربعة مصارف للتمويل الصغير، لتطبيق مشروع "الفائدة المدعومة"، بقيمة 2.9 مليون دولار أمريكي، بهدف توسيع فرص الوصول إلى التمويل ودعم الشمول المالي.
المشروع يستهدف أكثر من 1,600 مستفيد، ويرمي إلى تسهيل القروض بأسعار فائدة منخفضة، ما يساعد على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية وتقلص فرص التمويل المحلي.
وشارك في توقيع الاتفاقية ممثلون عن الحكومة السورية، بينهم وزير الاتصالات المؤقت عبد السلام هيكل، وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، بالإضافة إلى الدكتور عبد الله الدردري ممثلاً عن الأمم المتحدة.
ما معنى "مشروع الفائدة المدعومة"؟
تُعد هذه المشاريع من الأدوات الاقتصادية التي تعتمدها الدول والبنوك المركزية لتحفيز قطاعات حيوية، عبر تقديم قروض بفوائد أقل من السعر السائد. ويتم ذلك من خلال تدخل حكومي يغطي جزءاً من الفائدة، ما يخفف الأعباء عن المقترضين، ويحفّز الإنتاج في قطاعات مثل الزراعة، الصناعة، والإسكان.
لكن البرنامج الأممي لم يوضح بعد تفاصيل آليات التمويل، كما لم تُعلن الجهات الحكومية المشاركة عن خطوات تنفيذية واضحة حتى الآن.
اتفاقيات اقتصادية مرتقبة بين دمشق وأنقرة
في تطور سياسي اقتصادي لافت، أعلن رواد رمضان، عضو مجلس العلاقات الاقتصادية في الخارجية التركية، عن قرب توقيع 12 اتفاقية تعاون بين سوريا وتركيا، وذلك خلال زيارة وفد تركي رفيع المستوى برئاسة وزير التجارة عمر بولاط إلى دمشق.
من جهته، كشف مسؤول في وزارة المالية السورية، محمد الأتاسي، عن نية الجانبين إعادة تفعيل أكثر من 8 اتفاقيات سابقة، تتعلق بالشراكات الاستراتيجية، والازدواج الضريبي، والتعاون المصرفي، إلى جانب تنشيط قطاعات صناعية تركية داخل سوريا.
وصرح وزير التجارة التركي بأن البلدين يسعيان إلى بناء نموذج اقتصادي متكامل شبيه بنماذج التعاون بين أمريكا وكندا والمكسيك، أو دول الاتحاد الأوروبي.
وكان الوفد التركي قد وصل دمشق يوم الأربعاء، بمشاركة نخبة من رجال الأعمال وممثلي غرف التجارة، حيث عُقد لقاء موسع مع نظرائهم السوريين في فندق شيراتون دمشق، لمناقشة العقبات التجارية وسبل تجاوزها.
هذا ويرى مراقبون أن تزامن استقرار سعر الصرف مع إعلان مشاريع دولية وشراكات إقليمية قد يحمل مؤشرات على مرحلة تحوّل اقتصادي قيد التشكل، لكن فعالية هذه المبادرات ستظل رهينة الترجمة العملية على الأرض، ومدى انعكاسها على الأسعار وفرص العمل في المدى القريب.