تقرير شام الاقتصادي 29-04-2023
واصلت الليرة السورية انهيارها حيث تجاوزت في عدة مناطق حاجز 8,000 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء الأسعار وتراجع قيمة الليرة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
وشهدت الليرة اليوم السبت تغييرات جديدة في قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الرئيسية، وسجلت الليرة السورية اليوم مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 7975، وسعر 8050 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 8788 للشراء، 8875 للمبيع.
في حين وصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 8025 ليرة سورية للشراء، و 8100 ليرة سورية للمبيع، وسجلت أمام اليورو 8843 ليرة سورية للشراء، و8930 ليرة سورية للمبيع.
وبلغ سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في إدلب شمال غربي سوريا، سعر 8100 ليرة سورية للشراء، و 8150 ليرة سورية للمبيع، وسجلت أمام اليورو 8925 ليرة سورية للشراء، 8986 ليرة سورية للمبيع.
من جانبها أبقت الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات التابعة لنظام الأسد تسعيرة الذهب الرسمية، مستقرة اليوم السبت، حيث حدتت غرام الـ 21 ذهب، بـ 424000 ليرة شراءً، 425000 ليرة مبيعاً، دون تعديل مقارنة مع النشرة السابقة.
كما أبقت غرام الـ 18 ذهب، بـ 363286 ليرة شراءً، 364286 ليرة مبيعاً، وأبقت الجمعية سعر الأونصة المحلية (عيار 995)، بـ 15 مليوناً و875 ألف ليرة، وأبقت سعر الليرة الذهبية (عيار 21)، بـ 3 ملايين و635 ألف ليرة سورية.
وقال موقع اقتصاد المحلي إنه بالاستناد إلى سعر الأونصة العالمي، عند إغلاق تعاملات أمس الجمعة، تكون الجمعية قد أبقت تقديرها للدولار عند 7558 ليرة، وهو سعر أعلى بقليل من السعر الرسمي لمبيع "دولار الحوالات"، المحدد بـ 7500 ليرة، لكنه أقل بكثير من سعر السوق السوداء، الذي تجاوز الـ 8000 ليرة.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن تدهور الليرة جاء رغم ازدياد نسبة الحوالات الخارجية الواردة خلال موسمي شهر رمضان وعيد الفطر، وأرجع خبراء اقتصاديون ذلك إلى استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية وعجز النظام عن السيطرة على سوق الصرف رغم كل الإجراءات التي يتخذها.
وتوقع الخبراء أن يتدهور السعر خلال أشهر قليلة إلى 10 آلاف في حال استمر الوضع على ما هو عليه، وقال متعاملون في السوق السوداء إن هناك طلب كبير على الدولار وبكميات كبيرة. السعر الذي تظهره شاشات التطبيقات الإلكترونية غير حقيقي، إذ لا أحد يبيع بأقل من 8300 بسبب توقعات كبار العاملين في السوق بأن تشهد السوق مزيداً من الطلب.
ويصدر مصرف النظام يومياً نشرتي أسعار مختلفتين، الأولى هي نشرة الحوالات والصرافة ورفع سعر صرف الدولار فيها إلى 7500 ليرة، والثانية تسمى نشرة المصارف حيث ظل السعر فيها على حاله وهو 6532 ليرة علماً بأن سعر الدولار قبل 2011 كان بين يتراوح 45 و50 ليرة سورية.
وأرجع خبير اقتصادي التدهور الجديد إلى عدم توافر الدولار لدى الحكومة وعجزها عن السيطرة على سوق الصرف، رغم كل إجراءاتها وحاجتها الماسة للعملة الصعبة من أجل تمويل مستورداتها، وذلك بعد تراجع احتياطي (المركزي) من العملات الأجنبية من نحو 20 مليار دولار إلى الصفر خلال سنوات حرب النظام الشاملة ضد الشعب السوري.
وأضاف، أن النظام بات يستورد كل شيء محروقات، وقمح، ومواد غذائية أساسية، ومواد صناعية وغيرها وهو بحاجة ماسة إلى الدولار، والمصدر شبه الوحيد المعلن للدولار الذي يدخل إلى مناطقه هو حوالات اللاجئين والمغتربين، ويرغب النظام بالسيطرة على سوق الصرف والاستحواذ على معظم الحوالات.
ولفتت مصادر إعلامية إلى تحوط أصحاب السوبر ماركات منذ صباح أمس من التدهور الجديد في سعر الصرف عبر رفعهم عموم الأسعار، وبعضهم بشكل جنوني يقارب سعر صرف 10 آلاف، بدا الوجوم واضحاً على وجوه المواطنين الذين يعيش أكثر من 90 في المائة منهم تحت خط الفقر جراء موجة الغلاء الجديدة التي تتكرر كلما تدهور سعر الصرف، وتتسبب في مزيد من تدهور حالتهم المعيشية.
وبحسب النشرة الصادرة عن تموين النظام تم تحديد سعر كيلو الفروج المنظّف بـ 29 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو شرحات الدجاج بـ 45 ألف ليرة سورية بينما سعر كيلو الدبوس تم تحديده بـ 30 ألف، وكيلو الوردة بـ 31 ألف ليرة سورية، وكيلو الجوانح 21500 ليرة سورية، وسعر صحن البيض بوزن 2001غ وما فوق بـ 23 ألف ليرة سورية.
وأما على أرض الواقع، فبلغ سعر كيلو الفروج المنظّف 32 ألف ليرة سورية، أما سعر كيلو شرحات الدجاج 52 ألف ليرة سورية، بينما سعر كيلو الدبوس بلغ 35 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو الوردة 37 ألف ليرة سورية، أما سعر الجوانح فكان 25 ألف ليرة سورية. بينما بلغ سعر صحن البيض بوزن 2000 غرام 25 ألف ليرة سورية، وتختلف الأسعار تبعاً للمحال التجارية والمناطق.
وبرر أمين سر غرفة زراعة دمشق "محمد جنن"، في حديث لموقع مقرب من نظام الأسد سبب ارتفاع الأسعار الفروج والبيض إلى عدم استقرار الأسعار العلفية، مبيناً أن لجنة التموين تضع الأسعار على هذا الأساس، ولكن في اليوم التالي لوضع التسعيرة يباع العلف بسعر أعلى من السابق ما يسبب تفاوت الأسعار.
وذكر أن نسبة المربين الخارجين عن الخدمة ازدادت، لافتاً إلى أن الموضوع بحاجة لدعم خاص وجدي من رئاسة مجلس الوزراء لأن الوضع أصبح خطيرًا جداً وأكد "جنن"، أن الذرة وفول الصويا هما المواد التي تتحكم بسعر البيض والفروج، موضحاُ أن 90 % من المواد العلفية مستوردة وليست مصنعة محليا، وهذا سيختلف بحسب سعر الدولار الأمريكي.
وأشار إلى أن المستوردين يطالبوا بخروجهم من المنصة لأنها تشكل عبئا كبيرًا عليهم، فعندما يضعون الأموال فيها يجب عليهم أن ينتظروا 6 أشهر ليتم تحويلها للتجار في الخارج، وهذا يعني أن المستورد اليوم يدفع سعر الشحنة مرتين لمرة واحدة، موضحاً أن معظمهم يطالب بمعاملتهم مثل الصناعيين وذلك بأن يتم تحويل المال بيوم ويصل للخارج في اليوم الذي يليه.
من جهته، طالب أمين سر جمعية حماية المستهلك "عبد الرزاق حبزة"، الحكومة بأن تساهم في منح الإعفاء الضريبي والجمركي على الأعلاف ريثما يتم تجاوز المحنة على غرار عملية استيراد البصل، لأن هذا يشكل الجزء الأكبر من كلفة المنتج إن كان بالدجاج أو اللحوم، كما طالب بزيادة كمية اللحوم في منافذ السورية للتجارة وزيادة عدد الصالات التي توزع المادة، وكذلك التأكيد على طرح مادة البيض في السورية للتجارة.
وكانت شهدت الأسواق بمناطق سيطرة النظام مؤخراً ارتفاعاً كبيراً في الأسعار قُدّر بنحو 200% لمعظم المواد، وسط تجاهل النظام وبالتزامن مع تراجع غير مسبوق لليرة السورية والرفع المتكرر لأسعار المحروقات الذي انعكس على كامل نواحي الأوضاع المعيشية.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد أصدر قرارات رسمية تنص على مضاعفة الأسعار وتخفيض المخصصات وفرض قوانين الجباية وتحصيل الضرائب، وشملت قراراته "الخبز والأدوية والسكر والرز والمازوت والبنزين والغاز ووسائل النقل والأعلاف والخضار والفواكه واللحوم، وسط تجاهل تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.