هزت عدة انفجارات محافظة طرطوس وسط تضارب الروايات حول أسباب هذه الانفجارات، مع غياب الرواية الرسمية فيما تحدثت مصادر إعلاميّة موالية عن تصدي لـ"أهداف المعادية".
وتناقلت صفحات إخبارية موالية مشاهد من سقوط شظايا صاروخ في مدرسة قرية البكرية والمنزل المجاور، الأمر الذي تكرر في عدة مناطق وسط ترجيحات بأنه نتيجة مضادات النظام الجوية.
وقالت وسائل إعلامية مقربة إن أصوات الانفجارات التي تسمع في جبلة بريف محافظة اللاذقية ناجمة عن مساندة الدفاعات الجوية للتصدي للأهداف المعادية قبالة البحر بين مدينة جبلة ومحافظة طرطوس.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن دفاعات جوية تتبع لنظام الأسد اعترضت صواريخ يشتبه أنها إسرائيلية كانت تستهدف طرطوس وذلك بعد أن قال شهود عيان إنهم سمعوا دوي عدة انفجارات.
وأعلنت حسابات موالية أن طائرات إسرائيلية نفذت غارات جوية على عدة نقاط في طرطوس وذكرت تلك الحسابات أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام تصدت للغارات، ولم يصدر أي بيان رسمي من النظام أو إسرائيل حول الموضوع.
وكانت جددت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها مواقع تتبع لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في دمشق وحمص، حيث قصفت عدة مواقع بمحيط العاصمة وسيارة لميليشيات حزب الله اللبناني بريف حمص وسط سوريا.
هذا وتتعرض مواقع عدة لنظام الأسد وميليشيات إيران بشكل متكرر لضربات جوية إسرائيلية، في مناطق دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب، في وقت كان رد النظام بقصف المناطق الخارجة عن سيطرته في سوريا، بينما يحتفظ بحق الرد في الرد على الضربات الإسرائيلية منذ عقود.
أكد المرصد المدني "أبو أمين 80" في حديث لشبكة "شام"، تورط ميليشيات "حزب الله" اللبناني" بشكل مباشر في ارتكاب مجزرة بلدة كفريا، التي خلفت 5 مدنيين، بقصف طال منازلهم يوم الاثنين 23 أيلول 2024، معتبراً أن المجزرة تحمل صبغة طائفية انتقامية.
وقال المرصد "أبو أمين 80"، إن ميليشيات "حزب الله" المتمركزة بريف إدلب الشرقي وحلب الجنوبي، هي التي قصفت بلدة كفريا بالمدفعية والصواريخ يوم الاثنين، موضحاً أن عمليات تتبع الاتصالات اللاسلكية ومواقع انطلاق القذائف والصواريخ تؤكد على تورط "الحزب" وتقصده ضرب بلدة كفريا بشكل عنيف.
ولفت "أبو أمين 80" في حديث لشبكة "شام" إلى أن فرق الرصد المدني والعسكري شمال غربي سوريا، تتبع بشكل يومي تواصلات النظام والميليشيات المتواجدة على الجبهات، كذلك تحركات الطيران الحربي في الأجواء، وتستطيع رصد اتصالاتهم وحتى معرفة مصادر القصف على المنطقة بشكل واضح.
وأكد أن يوم الاثنين 23 أيلول، تم رصد تحركات لعناصر ميليشيات "حزب الله" اللبناني على غير عادتها، والتي أعطت أوامر لعناصرها لضرب بلدة كفريا بالمدفعية والصواريخ بشكل عنيف ومتكرر، موضحاً أن القصف الصاروخي بدأ من مواقعها في "الشيخ أحمد"، في حين انطلقت القذائف المدفعية من مواقعها في "الكسيبية وكماري وقناطر"، كما كررت الرمي على مدينة سرمين وأطرافها من مرابض شرقي الدوير شمال مدينة سراقب.
وكشف "أبو أمين" في حديثه، عن انتشار كبير لميليشيات إيران في مقدمتها ميليشيا "حزب الله" على طول خطوط التماس مع المناطق المحررة، من ريف اللاذقية إلى حماة وإدلب وحلب، موضحاً أن لها مواقع وغرف رصد وعمليات معروفة، وحتى أنها ترفع أعلامها على تلك المواقع في عدة مناطق.
وبين المرصد أن ميليشيات "حزب الله" تنتشر بشكل رئيس على محاور "كنسبا والكبينة من جهة الزويقات وتل النبي يونس وجبل متة" بريف اللاذقية، كما تنتشر في "قلعة ميرزا وجورين وشطحة والشيخ ريحان وقلعة المضيق والحويجة والحويز" بريف حماة، وفي "معرة حرمة ومعرة النعمان وكفرنبل ومعرة الصين والطلحية وخان السبل وسراقب" بريف إدلب.
وأكد أن تلك الميليشيات لديها غرف عمليات ورصد وإشارة في معرة الصين ومعرة حرمة جنوبي إدلب، في حين تنتشر في مناطق "الشيخ أحمد والكسيبة وكماري والبوابية وإيكاردا" جنوبي حلب، وفي "خان العسل والفوج 46 وبلدات عاجل وعويجل وعينجارة وأورم الكبرى وكفرناها والشيخ عقيل" بريف حلب الغربي.
ونوه "أبو أمين 80" إلى أن ميليشيات "حزب الله" تملك أسلحة ثقيلة وخفيفة في مناطق انتشارها وتمركزها، وتتبع مباشرة لقيادة عمليات الميليشيات الإيرانية في سوريا، وبين أن لديها مدفعية ثقيلة عيار 130 ودبابات ومدافع أكاسيا 152 وقواعد م.د، وأجهزت تنصت وإشارة ورصد ليلية، كما تملك مسيرات رصد جوية وأخرى انتحارية تقوم بتوجيهها لضرب المناطق المدنية.
وربط المرصد "أبو أمين 80" القصف المدفعي للحزب على بلدة كفريا وتقصد ارتكاب مجزرة، بالتصعيد الإسرائيلي في جنوبي لبنان ومقتل العشرات من قيادات الحزب بعد تفجيرات "البيجر"، والتي لاقت تفاعلاً واسعاً في الوسط الثوري السوري، معتبراً أن الضربة كانت انتقامية وتحمل صبغة طائفية بالمطلق.
وكان طالب "الائتلاف الوطني السوري" في بيان له، المجتمع الدولي بإدانة جريمة الحرب تلك التي ارتكبتها قوات الأسد بمساعدة الميليشيات الإيرانية واللبنانية، في بلدة كفريا بريف إدلب والتي راح ضحيتها ستة مدنيين وعدد من الجرحى.
ولفت إلى ارتكاب قوات الأسد وحلفاؤها جريمة حرب جديدة بحق المدنيين في قرية كفريا بريف إدلب أمس، راح ضحيتها 5 شهداء مدنيين وأصيب 12 آخرون بينهم أطفال ونساء، عبر قصف مدفعي مباشر على المنازل السكنية، وشمل القصف العديد من البلدات في ريفي إدلب وحلب في التوقيت ذاته.
وأكد الائتلاف أن نظام الأسد في ظل التوترات الكبيرة في المنطقة يستمر في إجرامه ومجازره بحق المدنيين، مستغلاً الانشغال الدولي وحالة الإفلات من العقاب وعدم اتخاذ المجتمع الدولي آليات رادعة من أجل حماية المدنيين في المناطق المحررة، ويشدد على أن أمن المنطقة منوط بإزالة تهديدات نظام الأسد والميليشيات التي تسانده، والتي تستمر بافتعال الأزمات والمجازر منذ 13 عاماً.
وشدد على ضرورة إيجاد آلية دولية فعالة لحماية المدنيين وإخراج الميليشيات الإرهابية ومحاسبة نظام الأسد على سجل مليء بجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وإنفاذ الحل السياسي وفق قراري مجلس الأمن 2254(2015) و2118 (2013) وتحقيق تطلعات السوريين وإنهاء مأساتهم.
وكانت أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن الإفلات من العقاب وغياب المحاسبة دافعٌ كبير لنظام الأسد لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في شمال غربي سوريا، لافتة إلى مقتل أربعة مدنيين ليلاً بقصف مدفعي وصاروخي للنظام في بلدة كفريا شمالي إدلب.
وصعّدت قوات النظام هجماتها على ريف إدلب مساء يوم الاثنين 23 أيلول مستهدفة مدن وبلدات ريف إدلب الشرقي ما أدى لمقتل 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين بقصف مدفعي وصاروخي جاء على دفعتين واستهدف أحياء بلدة كفريا وتجدد مرتين على مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.
ووفق المؤسسة، تتعمد قوات النظام وروسيا من تركيز القصف على المناطق القريبة من نقاط سيطرتها في ريف إدلب الشرقي واستهداف المدارس والمرافق العامة بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والطلاب واستهداف فرق الاستجابة الأولية لمنع وصولهم إلى مكان القصف وإنقاذ الضحايا.
وتأتي هذه الهجمات في ظل ظروف صعبة يعانيها المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا، بعد طول سنوات حرب النظام وروسيا، والزلزال الأخير، وتهدد هذه الهجمات استقرار المدنيين وتمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية، وتفرض حالة من عدم الاستقرار تضاعف المعاناة.
ويهدد التصعيد والهجمات الإرهابية على شمال غربي سوريا استقرار المدنيين في وقت باتت فيه المنطقة الملاذ الأخير لآلاف العائلات التي هجرتها قوات النظام وروسيا ويعيشون أزمة إنسانية حادة، وينذر هذا التصعيد بكارثة إنسانية حقيقية، في وقت مازالت آثار كارثة الزلزال تؤثر بشكل كبير على السكان وتعمق جراح الحرب المستمرة عليهم منذ 13 عاماً.
نفذت "غرفة عمليات الفتح المبين" يوم الثلاثاء 24 أيلول/ سبتمبر، عملية نوعية دقيقة خلال هجوم متزامن طال نقاط عسكرية لميليشيات الأسد على محور عين عيسى بريف اللاذقية الشمالي، رداً على مجزرة كفريا التي ارتكبتها ميليشيات حزب الله اللبناني.
وقالت "مؤسسة أمجاد الإعلامية" إن "لواء معاوية بن أبي سفيان"، التابع لـ"هيئة تحرير الشام" نفذ بالاشتراك مع "الفرقة الساحلية" عملية نوعية دقيقة ومتزامنة استهدفت نقاط على محور عين عيسى شمالي اللاذقية.
وذكرت أن العملية أسفرت عن مقتل وجرح 15 من عناصر عصابات الأسد، وأضافت "تأتي هذه العملية في إطار الرد على مجازر العصابات ومن يساندهم بحق أهلنا بالمناطق المحررة".
وذكر "الإعلام العسكري" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" أن اشتباكات عنيفة بين الفـتح المبين وميليشيا الأسد على جبهة عين عيسى بجبل التركمان شمال اللاذقية، ونوه إلى استهداف نقاط للنظام براجمة الصواريخ على المحور ذاته.
ومساء الاثنين 23 أيلول قصفت ميليشيات الأسد وحزب الله الإرهابي بلدة كفريا في ريف إدلب ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص بينهم امرأتان ورجل مسن، و12 جريحاً بينهم 6 أطفال وامرأتان، حسب حصيلة رسمية صادرة عن الدفاع المدني السوري.
كانت نفذت "غرفة عمليات الفتح المبين"، عملية نوعية ضد مواقع لقوات الأسد على جبهة تلة أبو أسعد بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من ميليشيات النظام عرف منهم الملازم "أغيد بسام صفتلي" وآخرين.
وأفادت مصادر عسكرية بأن "كتيبة القوات الخاصة" في "لواء الساحل" التابع لـ"أحرار الشام" نفذت عملية نوعية على نقاط ميليشيات الأسد في تلة أبو أسعد بمنطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ونشرت معرفات رسمية صوراً تظهر جانب من العملية والتحضيرات التي سبقتها.
وكشفت مشاهد مصورة عن جانب من الاشتباكات واستهداف مواقع للنظام على محاور تلة الخضر ومحيط قرية تردين وجبهة جبل أبو علي، ونشر "الإعلام العسكري" لدى "تحرير الشام" مشاهد من المواجهات بالأسلحة الرشاشة والثقيلة والمتوسطة داخل مواقع النظام خلال العملية.
هذا و أعلن الإعلام العسكري خلال الأشهر الأخيرة مقتل وجرح عناصر لميليشيات الأسد بعمليات نوعية على محاور بأرياف إدلب وحماة وحلب واللاذقية وكذلك تمكنت فصائل الثوار في غرفة عمليات الفتح المبين من قنص عدد من الجنود على محاور عدة شمال غربي سوريا.
وكانت شنت عدة فصائل من مكونات غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في إدلب وغربي حلب، هجمات صاروخية وعمليات قنص وانغماس، ضد مواقع قوات الأسد في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة، ردا على ارتكاب المجازر بحق المدنيين وقصف المناطق المحررة في شمال غربي سوريا.
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، إن الجيش الإسرائيلي يتابع بقلق وصول نحو 40 ألف مقاتل، من دول مختلفة بما في ذلك العراق واليمن وسوريا إلى مناطق قريبة من مرتفعات الجولان السوري المحتل، في إشارة إلى المناطق الجنوبية من سوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن المقاتلين ينتظرون دعوة الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" للانضمام إلى القتال، وتقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إنه على الرغم من أنهم ليسوا مقاتلين محترفين بشكل خاص، إلا أن هذا أمر مثير للقلق.
وبينت المؤسسة الأمنية أنها شاهدت وعاينت ما يمكن أن تفعله قوة مكونة من 2000 إلى 3000 رجل مسلح عندما تفاجئ مستوطنة وتهاجمها، وقالت "هآرتس" إن السلطات في تل أبيب وبالرغم من الإضرار بقدرات حزب الله الصاروخية وإلحاق الضرر بعناصره وقتل المئات من أعضائه منذ بداية الحرب في العام الماضي بما في ذلك مقاتلون من وحدات النخبة، تعتقد أن نصر الله لن يجد صعوبة في تجنيد عدد كبير من المقاتلين ضد إسرائيل.
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير "إذا لزم الأمر سنتحرك في سوريا أيضا لنوضح لدمشق بشكل أفضل أننا لم نعد نقبل وجودهم هناك"، في الوقت الذي دخلت فيه المواجهة بين "إسرائيل وحزب الله" اللبناني مرحلة جديدة بعدما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مدار اليومين على أماكن متفرقة في لبنان، قابلتها عمليات مكثفة من حزب الله.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام زيارته لإحدى قواعد وكالة المخابرات الإسرائيلية بشن ضربات جديدة ضد حزب الله في لبنان، في وقت تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ورغم وصف نظام الأسد بأنه راعي المقاومة وأن سوريا هي جبهة إسناد، تعمق الصمت المدوي دون أن ينخرط النظام السوري بالمحور المزعوم، الذي بات يوصف من قبل حتى الموالين لهذا المحور بأنه خذلان غير مبرر وباتت نظيرات المحللين حول "الصبر الاستراتيجي" محط للسخرية.
ويذكر أن حتى الموقف الإيراني وذراعه حزب الله يؤكد خذلان المقاومة الفلسطينية في غزة وكذب وزيف ادعاءات مناصرة فلسطين، وطالما يزعم الحزب بأنه ساند المقاومة هناك إلا أن نتيجة هذه الإعلانات الإعلامية بالواقع صفرية بكل المقاييس.
وحتى الآن لم يسجل أي ضربة موجعة لإسرائيل واقتصرت استهدافات حزب الله على مواقع غير عسكرية منها مداجن ومزارع بكثافة نارية ضئيلة جدا عكس تدخله لصالح نظام الأسد في سوريا وقصف المناطق السورية بوابل من الذخائر متنوعة الأصناف.
وكانت كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مستشار في حكومة نظام الأسد، ومسؤول أمني أوروبي، عن أن نظام الأسد أبلغ إيران أنه لا يريد الانجرار إلى حرب، معتبرة أنّ تأخّر ردّ محور المقاومة على "إسرائيل" بعد اغتيال "هنية" يعود بجزء منه إلى خلافات داخله نتيجة تنوّع المصالح.
وسبق أن قال "فيصل المقداد" وزير خارجية نظام الأسد، إن نظامه يقف إلى جانب إيران وقوى "المقاومة" للتصدي لهذه "الاعتداءات والجرائم الصهيونية"، مشيداً بالجهود التي تبذلها طهران "لوقف الجرائم الصهيونية ووضع حد لها"، وفق تعبيره.
ويعيش نظام الأسد، أوقات حرجة للغاية، مع تصاعد التوتر بين حليفته "إيران من جهة، و"إسرائيل" من الجهة المقابلة، إذ أنها غير قادرة اليوم على الاصطفاف الحقيقي إلى جانب "محور الممانعة" واتخاذ موقف حقيقي، خوفاً من التهديدات الإسرائيلية التي قد تطال "بشار الأسد" ذاته، مع عدم إمكانية تحقيق توازن بين الطرفين.
وقالت مصادر متابعة لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن دمشق تواجه لحظة حرجة ودقيقة للغاية، بالتزامن مع التصعيد العسكري في المنطقة "فهي غير مستعدة لتوسيع الحرب على أراضيها، وفي الوقت ذاته لا يمكنها النأي بالنفس عن التصعيد الحاصل بين إيران وإسرائيل، وحالة التأهب القصوى للأطراف الموجودة على أراضيها".
وأوضحت المصادر أن دمشق واقعة بين فكي "الكماشة الإيرانية - الروسية"، والضغوط تشتد عليها من الجانبين، في وقت تصل فيه إلى حد الإنهاك العسكري والاقتصادي، ولفتت إلى أن الضغوط أضعفت قدرة دمشق على تحقيق شروط التحالف مع إيران والمواجهة مع إسرائيل، من جانب، وضرورة إيجاد مخارج للحل السياسي وشروط التحالف مع روسيا من جانب آخر.
وسبق أن اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، أن "بشار الأسد" اضطر للموافقة على تنازلات عدة أغضبت إيران، من بينها تجاهله لهجمات إسرائيل على أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية، التي تنفذ بالتنسيق مع القوات الروسية في سوريا، "في حين أن شرط ذلك هو تجنب المس بالنظام وبمؤسساته".
وتحدثت الصحيفة عن فشل إيران في ضم دمشق إلى "جبهة المقاومة" أو تحويل سوريا إلى عامل ناجع ضمن "وحدة الساحات" في مواجهة إسرائيل، وبينت إن الأسد "الذي نجح في اجتياز الحرب التي اندلعت قبل 13 سنة، وأن يعيد لنفسه بمساعدة كبيرة من روسيا السيطرة على معظم أجزاء بلاده، يدير منذ ذلك الحين منظومة علاقات محسوبة وحذرة مع إيران".
وسبق أن اعتبر مراقبون وخبراء سياسيون، أن مسألة انخراط دمشق في مواجهة مباشرة مع إسرائيل "معقدة جداً"، متحدثين عن احتمالية أن تقدم دمشق دعماً محدوداً لـ"حزب الله" اللبناني، في حال اندلاع مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وكان كشف "وكالة الصحافة الفرنسية" نقلاً عن دبلوماسي غربي، عن تلق "بشار الأسد"، تحذيراً واضحاً من الإسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت أراضي سوريا ضدهم، فسوف يدمرون نظامه، وقالت إن الأسد يأمل أن يحصل على مقابل لضبط النفس من العرب والغربيين، ويدفعه الروس باتجاه ذلك.
وذكرت الوكالة نقلاً عن الدبلوماسي (لم تسمه)، أن الأسد يكره "حماس"، ولا رغبة لديه بدعم "الإخوان المسلمين"، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا، نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.
وأكد محللون أن دمشق حرصت منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، على الرغم من أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق كاد يشعل المنطقة، وقال المحلل في "معهد واشنطن" أندرو تابلر، إن روسيا ودولة خليجية حثّتا بشار الأسد على البقاء بمنأى عن النزاع الدائر بين "حماس" وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023.
وسبق أن كشف موقع "القدس العربي"، عن أن نظام الأسد في دمشق، أبلغ دولاً عدة "التزامه" بعدم توسعة الحرب الجارية في غزة، والحفاظ على الجبهة السورية هادئة، ومنع "حزب الله" اللبناني وإيران من استخدامها في حال امتداد الصراع خارج إسرائيل وغزة.
صوت نظام الأسد، ضد "ميثاق المستقبل"، الذي اعتمدته غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعارضته روسيا، باعتبار أنه لا يذهب بعيداً بما فيه الكفاية فيما يتعلق بخطط إصلاح المنظمة الأممية، وفق تعبيرها.
وقال "قصي الضحاك" مندوب دمشق الدائم لدى الأمم المتحدة، إن أنظمة وآلية المنظمة الأممية بحاجة إلى التطور بعيداً عن خدمة "المصالح الضيقة" لحفنة من الدول الغربية، معتبراً أن "ميثاق المستقبل" لن يتحقق إلا من خلال "التغيير الجذري".
وأضاف: "سيتطلب من بعض الدول الغربية التخلي عن عقلية الماضي وأطماعها في الهيمنة والاستعمار، والتوقف عن محاولة فرض إرادتها على الشعوب الأخرى واحترام خياراتها الوطنية المستقلة"، وفق "عرب نيوز".
وتعهد الضحاك بأن تنضم دمشق إلى الدول الأخرى في الدعوة إلى إصلاح المؤسسات المالية العالمية "لضمان مشاركة الدول النامية في صنع القرار الاقتصادي العالمي".
ويتضمن الميثاق 56 "إجراء" في مجالات تراوح بين أهمية التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على السلام، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية ومجلس الأمن الدولي، وحتى مكافحة تغير المناخ ونزع السلاح وتطوير الذكاء الاصطناعي.
والميثاق هو تعبير عن التزام الدول القوي تجاه الأمم المتحدة والنظام العالمي والقانون الدولي. وقد وضع القادة، في الاتفاق، رؤية واضحة لمنظومة دولية قادرة على الوفاء بالوعود تكون أكثر تمثيلا لعالم اليوم، تستفيد من طاقات وخبرات الحكومات والمجتمع المدني والشركاء الرئيسيين الآخرين.
وكان دعا أنطونيو غوتيريش الدول الأعضاء إلى تطبيق ميثاق المستقبل من خلال منح الأولوية للحوار والتفاوض وإنهاء الحروب وإصلاح تشكيل وأساليب عمل مجلس الأمن وإسراع إصلاحات النظام المالي العالمي، ووضع مصالح البشرية في جوهر التكنولوجيات الجديدة.
وصوتت 143 دولة لصالح الطلب الذي تقدمت به الكونغو (بشأن عدم التصويت على التعديلات الروسية) مقابل 7 دول رفضت الطلب فيما امتنعت 15 دولة عن التصويت، وبعد كلمة موجزة من رئيس الجمعية العامة لافتتاح القمة، طلبت روسيا الكلمة وقال مندوبها إن التشاور حول مـيثاق المستقبل، لم يكن كافيا.
وأضاف "كان من الأفضل عدم طرح هذا النص الذي لا يحظى بالإجماع، وأن نواصل التفاوض حتى تحظى الوثيقة بقبول الجميع بدون استثناء". وأعرب عن أمله في أن "يتحلى رئيس الجمعية العامة بالشجاعة لاقتراح هذا الإجراء" أي عدم طرح مشروع القرار الذي يتضمن الميثاق للتصويت.
وذكر أن المضي قدما في طرح الميثاق بشكله الحالي، سيدفع بلاده ونيكاراغوا وبيلاروسيا إلى اقتراح تعديل على النص. وتحدثت دول أخرى بعد ذلك عن تأييدها للتعديلات الروسية بما فيها فنزويلا ممثلة عن كل من سوريا وإيران
وينص ميثاق المستقبل على أن تتعهد الدول الأعضاء في الميثاق باتخاذ 56 إجراء في مجالات التنمية المستدامة وتمويل التنمية، والسلام والأمن الدوليين، والعلم والتكنولوجيا والابتكار والتعاون الرقمي، والشباب والأجيال المقبلة، وإحداث تحول في الحوكمة العالمية.
حصلت شبكة "شام" من مصادر مقربة من فصيل "أنصار الإسلام"، على معلومات تفيد بتعرض مقر للفصيل لاستهداف عبر طيران يعتقد أنه تابع لقوات التحالف الدولي، مساء يوم الثلاثاء 24 أيلول 2024، في قرية دوير الأكراد بريف حماة الغربي، أدت لمقتل عدد من قيادات التنظيم على رأسهم القائد العسكري "أبو عبد الرحمن الأردني".
وقالت مصادر "شام" إن ثلاث أشخاص قياديين على الأقل من جماعة "أنصار الإسلام" قتلوا بالغارة التي استهدفتهم، متحدثة عن مقتل القيادي البارز "رائد عبدالله الخريسات" المعروف باسم "أبو عبد الرحمن الأردني"، وهو القائد العسكري العام للجماعة، من الجنسية الأردنية.
إضافة لذلك، أفادت مصادر "شام" أن من بين القتلى "أبو أيوب الغاب" وهو قائد سرية الانغماسيين، و"ملا عبدالرحمن " عراقي الجنسية، و"مولوي عبد الكريم البلوشي" وهو مهاجر إيراني الجنسية، كذلك قتل في الضربة "أبو حمزة الشامي - أبو عائشة الشامي - أبو قتادة الشامي - أبو عبد الله الحموي مرافق أبو أيوب - صبري الحموي".
وتتركز غالبية مقرات جماعة "أنصار الإسلام" في ريف إدلب الغربي، وفي منطقة دوير الأكراد ضمن منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، وفي جبل التركمان شمالي شرق محافظة اللاذقية، ويبلغ تعداد عناصرها وقادتها نحو 250 شخصاً بينهم 150 مهاجراً من الكُرد الإيرانيين والعراقيين، و100 من السوريين.
وواجهت الجماعة حملة أمنية واسعة النطاق من قبل "هيئة تحرير الشام" التي حاربتها واعتقلت قياداتها ولاحقتهم على غرار باقي التشكيلات المتشددة الأخرى كـ "حراس الدين وجند الله"، وفي 11 فبراير/ شباط 2021، كانت اعتقلت "تحرير الشام" أبو عبد الرحمن الأردني، الذي كان يشغل منصب الشرعي العام في تنظيم "حراس الدين"، بعد خروجه من مسجد، حيث أوقف على حاجز مؤقت أثناء قيادته لسيارته في أحد الأحياء السكنية وسط مدينة جسر الشغور غربي إدلب.
وانضمت جماعة "أنصار الإسلام" ضمن غرفة عمليات "وحرّض المؤمنين" التي شُكلت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، إلى جانب تنظيم "حراس الدين"، وجماعة "أنصار التوحيد"، العاملة في منطقة إدلب، و "جبهة أنصار الدين" العاملة بريف حلب الغربي، قبل أن تتعرض كل تلك الجماعات لمواجهة مع "هيئة تحرير الشام" ساهمت في تقويض قوتها واعتقال قياداتها تباعاً.
أُسست جماعة "أنصار الإسلام" في أيلول 2001، واتخذت من مناطق أقصى الجهة الشمالية الشرقية من العراق (مناطق كردستان العراق) معقلًا لها في بيارة وجبال هورامان، وتصنف على أنها حركة "سلفية جهادية" تسعى إلى "إقامة دولة إسلامية" وإقامة نظام حكم إسلامي، وتحصيل الحقوق الشرعية للشعب الكردي والحفاظ عليها.
بحسب موقع “الجزيرة نت“، مع بدء الحرب الأمريكية على العراق، تلقت الجماعة ضربة قوية من القوات الأمريكية بالتعاون مع قوات “البشمركة” التابعة لـ”الاتحاد الوطني”، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من مقاتليها، وتشريد الباقين عبر الحدود الإيرانية، بينما اختفى البعض داخل القرى والمدن الكردية في محافظة السليمانية، لكن ذلك لم يقضِ على الجماعة بل أعادت نشاطها، وقُتل حوالي 57 شخصًا نتيجة قصف أمريكي استهدف الجماعة الإسلامية وجماعة “أنصار الإسلام” الكردية، في 22 من آذار 2003.
وأعلنت الجماعة في تموز 2014 مبايعتها لتنظيم “الدولة الإسلامية” بعد صراعات مسلحة عنيفة بينهما في العراق، إلا أن انتقال عدد من قياداتها إلى سوريا، ساعدها على تشكيل فرع لها في عدة مناطق، وتعرف بأنها من الفصائل الجهادية المستقلة إداريًا، وانضوت ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا” عام 2020.
هذا وسبق أنّ تصاعدت حدة التوتر بين "هيئة تحرير الشام" من جهة و "حراس الدين"، من جهة وبدى ذلك في كانون الأول ديسمبر من عام 2019، على خلفية اعتقالات متبادلة بين الطرفين، وصلت لحد اعتقال قيادات وأمراء قطاعات، فيما استطاعت الهيئة لاحقاً إنهاء التشكيل الذي تعرض أيضاً لعدة ضربات من التحالف الدولي طالت قيادات بارزة فيه.
وفي ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، القضاء على "أبو عبد الرحمن المكي"، العضو في مجلس الشورى لجماعة "حراس الدين"، وقالت إنه "مسؤول عن الإشراف على عمليات إرهابية انطلاقا من سوريا"، في ضربة جوية نفذتها في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب بشمال سوريا.
وفي آب/ أغسطس 2023، علّق "حراس الدين" على إعلان "هيئة تحرير الشام"، ضبط خلية أمنية في صفوفها، بالدعوة إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق مع "الموقوفين بتهمة العمالة"، وقال "حراس الدين" إنه خسر عناصر وقادة بارزين باستهدافات للتحالف الدولي في سوريا، نتيجة للمعلومات التي نقلت من قبل مخبرين قابعين في سجون "هيئة تحرير الشام" حسب نص البيان.
وفي حزيران 2022 أعلن الجيش الأميركي، أنه استهدف بغارة جوية في محافظة إدلب القيادي في تنظيم "حراس الدين" أبو حمزة اليمني، وفق بيان رسمي.
وتنظيم "حراس الدين" من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، وتم تشكيله في بدايات عام 2018، من عدد من الفصائل المنشقة عن جبهة فتح الشام وهيئة تحرير الشام منها "جيش الملاحم - جيش البادية - جيش الساحل وعدد من السرايا" اتحدت تحت مسمى "تنظيم حراس الدين".
وكان أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، بيث ريوردان، في بيان سابق، عن تنفيذ القوات الأمريكية ضربات عدة ضد تنظيم القاعدة في سوريا في محيط محافظة إدلب، حيث طالت الغارات المسيرة الأمريكية عدداً من قيادات التنظيم أدت لمقتل عدد منهم، باستخدام صواريخ مجنحة دقيقة الإصابة.
طالب "الائتلاف الوطني السوري" في بيان له، المجتمع الدولي بإدانة جريمة الحرب تلك التي ارتكبتها قوات الأسد بمساعدة الميليشيات الإيرانية واللبنانية، في بلدة كفريا بريف إدلب والتي راح ضحيتها ستة مدنيين وعدد من الجرحى.
ولفت إلى ارتكاب قوات الأسد وحلفاؤها جريمة حرب جديدة بحق المدنيين في قرية كفريا بريف إدلب أمس، راح ضحيتها 5 شهداء مدنيين وأصيب 12 آخرون بينهم أطفال ونساء، عبر قصف مدفعي مباشر على المنازل السكنية، وشمل القصف العديد من البلدات في ريفي إدلب وحلب في التوقيت ذاته.
وأكد الائتلاف أن نظام الأسد في ظل التوترات الكبيرة في المنطقة يستمر في إجرامه ومجازره بحق المدنيين، مستغلاً الانشغال الدولي وحالة الإفلات من العقاب وعدم اتخاذ المجتمع الدولي آليات رادعة من أجل حماية المدنيين في المناطق المحررة، ويشدد على أن أمن المنطقة منوط بإزالة تهديدات نظام الأسد والميليشيات التي تسانده، والتي تستمر بافتعال الأزمات والمجازر منذ 13 عاماً.
وشدد على ضرورة إيجاد آلية دولية فعالة لحماية المدنيين وإخراج الميليشيات الإرهابية ومحاسبة نظام الأسد على سجل مليء بجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وإنفاذ الحل السياسي وفق قراري مجلس الأمن 2254(2015) و2118 (2013) وتحقيق تطلعات السوريين وإنهاء مأساتهم.
وكانت أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن الإفلات من العقاب وغياب المحاسبة دافعٌ كبير لنظام الأسد لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في شمال غربي سوريا، لافتة إلى مقتل أربعة مدنيين ليلاً بقصف مدفعي وصاروخي للنظام في بلدة كفريا شمالي إدلب.
وصعّدت قوات النظام هجماتها على ريف إدلب مساء يوم الاثنين 23 أيلول مستهدفة مدن وبلدات ريف إدلب الشرقي ما أدى لمقتل 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين بقصف مدفعي وصاروخي جاء على دفعتين واستهدف أحياء بلدة كفريا وتجدد مرتين على مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.
ووفق المؤسسة، تتعمد قوات النظام وروسيا من تركيز القصف على المناطق القريبة من نقاط سيطرتها في ريف إدلب الشرقي واستهداف المدارس والمرافق العامة بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والطلاب واستهداف فرق الاستجابة الأولية لمنع وصولهم إلى مكان القصف وإنقاذ الضحايا.
وتأتي هذه الهجمات في ظل ظروف صعبة يعانيها المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا، بعد طول سنوات حرب النظام وروسيا، والزلزال الأخير، وتهدد هذه الهجمات استقرار المدنيين وتمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية، وتفرض حالة من عدم الاستقرار تضاعف المعاناة.
ويهدد التصعيد والهجمات الإرهابية على شمال غربي سوريا استقرار المدنيين في وقت باتت فيه المنطقة الملاذ الأخير لآلاف العائلات التي هجرتها قوات النظام وروسيا ويعيشون أزمة إنسانية حادة، وينذر هذا التصعيد بكارثة إنسانية حقيقية، في وقت مازالت آثار كارثة الزلزال تؤثر بشكل كبير على السكان وتعمق جراح الحرب المستمرة عليهم منذ 13 عاماً.
على مدى عقود تاجر نظام الأسد بالقضية الفلسطينية مدعياً المقاومة والممانعة قبل أن تندلع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011 وتكشف زيف هذه الادعاءات بشكل لا يحتمل الشك، حيث واجه الشعب السوري بالحديد والنار مستعيناً بأدعياء المقاومة، فيما تبقى جبهة الجولان المباع دون طلقة واحدة.
واعتاد نظام الأسد الاحتفاظ بحق الرد على الضربات الإسرائيلية المتكررة التي دكت معاقله ذهابا وإيابا، ومع اقتراب العام على معركة "طوفان الأقصى" وصولا إلى التصعيد الأخير على جنوب لبنان تجدد موقف النظام السوري الذي يعتمد سياسة النأي بالنفس.
ورغم وصف نظام الأسد بأنه راعي المقاومة وأن سوريا هي جبهة إسناد، تعمق الصمت المدوي دون أن ينخرط النظام السوري بالمحور المزعوم، الذي بات يوصف من قبل حتى الموالين لهذا المحور بأنه خذلان غير مبرر وباتت نظيرات المحللين حول "الصبر الاستراتيجي" محط للسخرية.
ويذكر أن حتى الموقف الإيراني وذراعه حزب الله يؤكد خذلان المقاومة الفلسطينية في غزة وكذب وزيف ادعاءات مناصرة فلسطين، وطالما يزعم الحزب بأنه ساند المقاومة هناك إلا أن نتيجة هذه الإعلانات الإعلامية بالواقع صفرية بكل المقاييس.
وحتى الآن لم يسجل أي ضربة موجعة لإسرائيل واقتصرت استهدافات حزب الله على مواقع غير عسكرية منها مداجن ومزارع بكثافة نارية ضئيلة جدا عكس تدخله لصالح نظام الأسد في سوريا وقصف المناطق السورية بوابل من الذخائر متنوعة الأصناف.
ونشرت قناة تضم آلاف من أنصار الحزب الإرهابي الممول من إيران، تساؤلات حول بشار الأسد وجيشه، منها "أين رد الجميل" في إشارة إلى تدخل حزب الله في قتل وتهجير السوريين دعما للنظام السوري، في وقت لم يقوم بأي رد أو إسناد على جبهة الجولان.
وبعد أن تجاهل التدخل وعدم ضرب أي قواعد إسرائيلية على جبهة الجولان يحاول نظام الأسد حاليا إظهار الممانعة من خلال ترويج استقبال اللاجئين، فيما بات موقف نظام الأسد مادة للسخرية والتندر في آن واحد.
ونشر حساب ساخر يحمل اسم "بشار الأسد"، منشورا تهكميا قال فيه "قناة العالم الإيرانية، الرئيس السوري بشار الأسد لم يجدد اشتراكه في محور المقاومة هذا العام وأكد أنه سيعود للعضوية بعد انتهاء الحرب وهدوء المنطقة".
وفي منشور آخر قال، ىاليوم صباحا دخلت إلى جروب "المقاومة والممانعة" على واتس آب الذي قامت إيران بفتحه قبل سنوات ويضم حزب الله وحماس والحوثي والحشد الشعبي فتفاجأت بأن إيران قامت بعمل تسجيل خروج منه أين إيران ؟ هل ورطتنا وهربت؟".
ووفق مقال بصحيفة "لوتان" السويسرية فإن رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، ويلتزم الصمت تجاه حرب إسرائيل على غزة، ولم تصدر منه أي ردة فعل "وهو منكب بدلا من ذلك على حماية إمبراطوريته الاقتصادية القائمة على المخدرات".
وكذلك التركيز على شؤونه الخاصة وإحكام قبضته على دائرته الداخلية، ورغم أنه يعتبر نفسه جزءا رئيسيا من "محور المقاومة"، ويدين لحلفائه إيران وحزب الله ببقائه بالسلطة، فإنه لم يتخذ أي إجراءات ضد غارات إسرائيل على سوريا ولبنان وغزة.
وحسب الصحيفة لا يولي النظام اهتماما، لإدارة علاقاته بالدول بالمنطقة، وبينما "يطأطئ رأسه" خاضعا أمام حليفيه الرئيسيين إيران وروسيا، فإنه يهمش علاقاته بالدول العربية، ويرفض تقديم أي تنازلات لها حول قضايا اللاجئين السوريين والمخدرات.
وحسب مديرة برنامج الجبهة الشمالية في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، "كارميت فالينسي" فإن إسرائيل، أرسلت منذ بداية الحرب رسائل تهديد للأسد، مفادها أن الدخول في المعركة سيعرض دمشق ووجوده فيها للخطر.
وذكرت أن "العلاقات السورية مع حركة حماس تدهورت بعد الثورة في سوريا، رغم مصالحتهما في أكتوبر 2022، لكن بشار الأسد صرّح أكثر من مرة أن العلاقات لن تعود لطبيعتها، ورجحت عدم التدخل يكمن في توجيهات "المحور" وتوجيهات إيران.
وكانت كشفت مصادر لوكالة الأنباء "رويترز"، أن رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، لم يشجع على دعم حماس بعد أن تلقى تهديدات من إسرائيل عبر الإمارات، كما أخذ حزب الله هذه التهديدات على محمل الجد، وبين جميع هذه المعطيات يؤكد موقف رأس النظام كذبة المقاومة والممانعة التي تبيّن أنها ضد الشعب السوري فقط.
أدانت قطر، في بيان ألقاه "عبد العزيز المنصوري" السكرتير الثاني لبعثة الدوحة الدائمة لدى الأمم المتحدة بمدينة جنيف، استمرار نظام الأسد بارتكاب "الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واستخدام القمع والاضطهاد للبقاء في السلطة والهيمنة عليها".
وطالب المنصوري، خلال الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، ضمن الدورة 57 لـ"مجلس حقوق الإنسان"، المجتمع الدولي وجميع الأطراف المؤثرة بمواصلة دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن.
ودعا إلى بذل المزيد من الضغوط على دمشق من أجل "استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية والمشاركة فيها بشكل جدي وفاعل للتوصل إلى حل سياسي وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري".
وعبر المسؤول القطري عن قلق بلاده إزاء تواصل الانتهاكات والعنف وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوري، وبحب بجميع الإجراءات والجهود الرامية إلى إنهاء حالة الإفلات من العقاب، وببدء عمل المؤسسة المستقلة المعنية بالأشخاص المفقودين في سوريا، متطلعاً إلى تعاون جميع الأطراف المعنية معها.
في السياق، أكد وزير الدولة في الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، خلال لقاء أجراه وفد من هيئة التفاوض السورية، ضم بدر جاموس وصفوان عكاش وجمال سليمان، على هامش اجتماعات الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقوف الدوحة إلى جانب السوريين وتأييد دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية.
وقالت "هيئة التفاوض السورية"، إن الجانبان بحثا "طرق إحياء العملية السياسية، وتنفيذ القرار الدولي 2254 بشكل كامل وصارم، من أجل إنهاء المأساة السورية والوصول إلى استقرار شامل، وضرورة إيجاد آليات مُلزمة وواضحة لتطبيق هذا القرار، ومنع النظام من الاستمرار في عرقلة العملية السياسية والتهرب منها".
وتحدث رئيس هيئة التفاوض عن "أهمية البعد العربي في الحل السياسي، وعبثية التطبيع مع النظام السوري الذي يستمر برفض الحل السياسي والتهرب من كل الاستحقاقات التي تفرضها عليه القرارات الدولية".
وأشار إلى أن سوريا "غير آمنة، ولا يمكن التفكير بعودة آمنة وطوعية للسوريين إلى بلداتهم وبيوتهم إلا بعد تطبيق الحل السياسي، وإيجاد هيئة الحكم الانتقالي البيئة الآمنة والضامنة لعودة السوريين بكرامة وحرية إلى ديارهم".
وأشاد وفد هيئة التفاوض بدور دولة قطر "الثابت والداعم للسوريين وقضيتهم العادلة، حكومةً وشعباً، على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإنساني، والتأثير الإيجابي لهذا الدعم على السوريين"، معرباً عن تقديره لموقف دولة قطر "الثابت والواضح الداعم للحل السياسي للقضية السورية وفق القرارات الدولية".
وأكد رئيس هيئة التفاوض على "ضرورة محاسبة النظام السوري على جرائم الحرب التي ارتكبها، وأهمية العدالة الانتقالية في المرحلة اللاحقة، والتي هي جزء لا يتجرأ من الحل السياسي العادل، وضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي بعين الاعتبار أولوية قضية المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون النظام السوري، وأهمية استمرار تقديم الدعم الإنساني للسوريين في كل مكان".
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفاع عدد قتلى وجرحى الغارات الإسرائيلية على لبنان، وسط تسجيل عدد من الضحايا في صفوف اللاجئين السوريين في لبنان، دون أن يتم التطرق لهم بيان لخارجية الأسد وكذلك سفارة النظام في بيروت.
في حين أصدرت خارجية الأسد بيان إدانة للغارات الإسرائيلية على لبنان دون أن تتطرق للضحايا السوريين ممن قام بتهجيرهم إلى لبنان، وهناك مخاوف كبيرة من تزايد عددهم حيث يعجز اللاجئين عن التنقل لأسباب مالية وغيرها.
وكذلك يشكل خيار العودة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خشية التعرض للاعتقال في حين تشير تقديرات رسمية إلى أن عدد السوريين القتلى حتى الآن تخطى 20 لاجىء، بالوقت الذي يرجح أن الحصيلة أضعاف ذلك، معظمهم من محافظات إدلب وحماة وحمص.
ووفقا للسلطات اللبنانية قتل 23 سوريين بينهم سيدتان في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة مناطق في لبنان خلال الساعات الماضية، في حين قتل حوالي 80 سوري في لبنان بينهم 10 سيدات و16 أطفال منذ أكتوبر 2023.
وكان كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا" التابع الأمم المتحدة في لبنان، عن مقتل 29 سورياً في لبنان، معظمهم لاجئين، جراء التصعيد المستمر بين إسرائيل و"حزب الله" منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وفي آب/ أغسطس الماضي أحصت وزارة الصحة اللبنانية، مقتل أربعة سوريين على الأقل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، وأوضح مصدر في الهيئة الصحية أنهم من أفراد عائلة سورية نازحة.
هذا وحسب وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد فإنه حتى ظهر يوم الثلاثاء 24 أيلول/ سبتمبر دخل قرابة 2000 مواطن لبناني إلى سوريا وهناك عدد مماثل ينتظر انتهاء الإجراءات للدخول كما دخل نحو 3000 سوري وفق الأرقام المعلنة.
أعلنت جهات سياسية وحكومية تتبع لنظام الأسد، عن اتخاذ إجراءات جديدة تهدف إلى تسهيل قدوم اللبنانيين الفارين من الغارات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني والبقاع إلى سوريا.
وحسب "حزب الاشتراكيين العرب" أحد مكونات ما يسمى بـ"الجبهة الوطنية التقدمية" التي يقودها حزب البعث، فإنه يطلب تهيئة المقرات الحزبية لاستقبال العائلات اللبنانية والسورية الفارة من لبنان على مدار اليوم.
وطلب الحزب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم الإغاثة بالتعاون مع منظمات منها الهلال الأحمر، وشدد على إرسال تقارير أسبوعية تتضمن مستوى التقدم والإنجاز والحالات التي يمكن استقبالها.
ويأتي ذلك مع تداول مشاهد تظهر زحمة سير خانقة نتيجة حركة النزوح الكبيرة من لبنان إلى سوريا هربا من الغارات الإسرائيلية، فيما قام محافظ النظام بريف دمشق "أحمد خليل" وعدد من الضابط بجولة في معبر جديدة يابوس الحدودي بريف دمشق.
وتحدث المحافظ عن أهمية تبسيط الإجراءات وانسياب حركة القدوم والمغادرة وانجاز المعاملات بالسرعة المطلوبة واستمرار العمل للارتقاء بمستوى الخدمات في المعبر وتأمين كل المستلزمات الضرورية لذلك، وفق تعبيره.
ويستثمر إعلام النظام موجات النزوح في وقت طالب موالون للنظام بإلغاء إجراءات تصريف 100 دولار أمريكي قبل الدخول إلى سوريا، ويأتي ذلك في ظل تحذيرات حقوقية من احتمالية توطين النازحين من جنوب لبنان في سوريا استكمالا لجرائم التغيير الديموغرافي التي ارتكبها نظام الأسد.
ونشرت عدة شخصيات من عائلة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" منشورات تشير إلى الترحيب والاستعدادات لتقديم مسكن للنازحين اللبنانيين، في وقت أطلق حقوقي سوري تحذيرات من احتمالية توطين النازحين من جنوب لبنان في سوريا.
ونشر تاجر المخدرات "وسيم الأسد"، مقطعا مصورا ولفت إلى وضع رقم هاتف مخصص للعائلات اللبنانية التي لا تملك مسكن، كما نشرت عدة شخصيات أخرى مثل "حافظ منذر الأسد" منشورات مماثلة.
وشهدت الحدود السورية اللبنانية حركة نزوح كبيرة من لبنان إلى سوريا، بالتزامن مع تصاعد الغارات الإسرائيلي على مواقع تخضع لسيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني، وتركزت على الجنوب وامتدت مؤخرًا إلى منطقة البقاع الحدودية مع سوريا.
هذا وتشير مصادر مطلعة بريف حمص، إلى أن العديد من عوائل عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني، قامت بالاستيلاء على منازل ومزارع في قرى القصير بوقت سابق، علماً بأن هذه المنازل تم تهجير أصحابها منذ سنوات، أما من يستحوذ عليها الآن هم موالين للحزب في مناطق البقاع اللبناني مثل الهرمل وبعلبك.
وتجدر الإشارة إلى أن "حزب الله" شارك بقتل وتهجير السوريين وتناقل صور مشاركته بإلقاء البراميل المتفجرة عليهم وحصارهم وطالما نشر أنصاره صورهم وهم يستلذون بالطعام ويمنعونه عن المحاصرين، واليوم في نعيه للقيادات التي تغتالها إسرائيل، يذكر "الحزب" ويتباهى بدور هؤلاء في قتلهم للسوريين وتهجيرهم.
أدانت وزارة خارجية النظام السوري، في بيان لها، الغارات والضربات الإسرائيلية التي تطال مناطق سيطرة ميليشيا "حزب الله" في لبنان، واستنكرت "بأشد العبارات"، الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته بـ "الوحشي الجبان" في جنوب لبنان.
وحذرت الخارجية في بيان، من "التبعات الخطيرة لهذا السعي الإسرائيلي إلى تصعيد الأوضاع وتوسيع دائرة العدوان في المنطقة"، ودعت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى إدانة مثل هذه "الأفعال الإجرامية"، التي "ما كانت لتحدث لولا مظلة الحماية والتواطؤ التي توفرها الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي".
وأشارت وزارة خارجية النظام إلى أن "الكيان الإسرائيلي يتصرف وكأنه فوق القوانين الدولية وفوق ميثاق الأمم المتحدة، وبمنأى عن أي محاسبة على أفعاله الشنيعة".
وكانت نشرت عدة شخصيات من عائلة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" منشورات تشير إلى الترحيب والاستعدادات لتقديم مسكن للنازحين اللبنانيين، في وقت أطلق حقوقي سوري تحذيرات من احتمالية توطين النازحين من جنوب لبنان في سوريا.
وشهدت الحدود السورية اللبنانية حركة نزوح كبيرة من لبنان إلى سوريا، بالتزامن مع تصاعد الغارات الإسرائيلي على مواقع تخضع لسيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني، وتركزت على الجنوب وامتدت مؤخرًا إلى منطقة البقاع الحدودية مع سوريا.
وذكرت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد أن المنطقة الحدودية تشهد تدفقاً لعدد كبير من العائلات اللبنانية الهاربة من القصف الإسرائيلي، وتعبر هذه العوائل الحدود إلى الداخل السوري، وتحديداً إلى منطقة القصير بريف حمص، وكذلك من ريف دمشق.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات من استيطان البيئة الحاضنة لميليشيات حزب الله الإرهابي التي تعلن الولاء المطلق له وتتبنى خطاب عداء وكراهية على خلفيات طائفية ضد السوريين ويظهر ذلك جليا من خلال المشاركة وتأييد جرائم نظام الأسد.
وفي سياق متصل أطلق المحامي "عبد الناصر حوشان"، "صيحة نذير" مشيراً إلى خطر توطين هؤلاء في سوريا، مؤكدا أن النظام السوري وإيران وروسيا ارتكبوا عن عمد جريمة التغيير الديموغرافي، وعدد ما تبع ذلك من أدوات بما فيها حرمان السكان من العودة إلى منازلهم.
وتطرق على أن من بين الأدوات عمليات الاستيلاء والنهب بالقوة على الأراضي والممتلكات، وكذلك تعديل قانون تملك الشركات الأجنبية ما أدى إلى تملك الشركات والأفراد الأجانب عقارات في سوريا وكشف عن أكثر المناطق المستهدفة وفقا لمخطط التغيير الديموغرافي.
لافتاً إلى أنها تتوزع على "دمشق وريف دمشق، حمص وريفها، حماه وريفها، حلب وريفها، دير الزور، والرقة حيث ينتشر نشاط الإيرانيين في عملية التشييع، أي تحويل السوريين من كل الطوائف إلى مذهب الملالي في إيران.
ونوه أن "المناطق التي ستشهد توطين جماعة حزب اللات من وجهة نظري هي منطقة القصير ثم مدينة حمص وبعض القرى في ريفها الغربي، ومنطقة جنوب دمشق التي تم الاستيلاء عليها من قبل الشركات ورجال الأعمال الشيعة اللبنانيين والإيرانيين".
هذا وتشير مصادر مطلعة بريف حمص، إلى أن العديد من عوائل عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني، قامت بالاستيلاء على منازل ومزراع في قرة القصير بوقت سابق، علماً بأن هذه المنازل تم تهجير أصحابها منذ سنوات، أما من يستحوذ عليها الآن هم موالين للحزب في مناطق البقاع اللبناني مثل الهرمل وبعلبك.
وتجدر الإشارة إلى أن "حزب الله" شارك بقتل وتهجير السوريين وتناقل صور مشاركته بإلقاء البراميل المتفجرة عليهم وحصارهم وطالما نشر أنصاره صورهم وهم يستلذون بالطعام ويمنعونه عن المحاصرين، واليوم في نعيه للقيادات التي تغتالها إسرائيل، يذكر "الحزب" ويتباهى بدور هؤلاء في قتلهم للسوريين وتهجيرهم.