تلقى العدوان الروسي على سوريا صفعتين جديدتين صباح هذا اليوم، وكان أبرزها قيام المضادات الجوية التركية بإسقاط طائرة حربية من طراز "سو-24" في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي وتحديدا في سماء منطقة كسب، حيث نُشرت فيديوهات مصورة تظهر لحظة اشتعال الطائرة وقفز الطيارين منها.

وبدأت وزارة الدفاع بالحكومة الروسية بالتبرير تغطية على خسارتها، حيث نفت في البداية اختراق الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي، ومن ثم صرحت بأن المقاتلة الروسية تم إسقاطها وهي على علو 6 كم ، بمضادات أرضية ، بخلاف كل التصريحات و التأكيدات التركية أن طائرتي اف 16 قامتا باسقاط الطائرة بعد تحذيرها لعشر مرات خلال خمس دقايق .

و أضافت وزارة الدفاع الروسية أن طيارا الطائرة التي أسقطت في سوريا تمكنا من القفز منها وتعمل على تحديد مصيرهما، ولم تذكر أي تفاصيل إضافية حتى اللحظة ، بالتزامن مع الاعلان عن القبض على أحدهما حي و نشر الناشطون فيديو لجثة الثاني .

أما الصفعة الثانية فتمثلت بإعلان وزارة الدفاع الروسية بأن مجموعة من الصحفيين الروس تعرضوا يوم أمس لإطلاق نار في سوريا ما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح، وذلك في منطقة الداغمشلية المؤدية إلى جبل زويك الاستراتيجي في جل التركمان بريف اللاذقية الشمالي أيضا، إذ تعرضت العربات التي تنقلهم لنيران صواريخ مضادة للدبابات من طراز تاو.

كما أصيب مراسل قناة "آر تي" الإنكليزية رومان كوساريف ومراسل وكالة "تاس" ألكسند إيليستراتوف.

انتقدت الامم المتحدة السياسيين الذين يريدون وقف استقبال اللاجئين السوريين بعد اعتداءات باريس، مؤكدة أن هذا "الخطاب" ينم عن عدم احترام وأنه لا مكان للتمييز في هذا المجال.

وكان مجلس النواب الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، تبنى الاسبوع الماضي إجراء يهدف إلى تعليق استقبال اللاجئين العراقيين والسوريين إلى أن تتخذ إجراءات مشددة في الانتقاء، على الرغم من الدعوات إلى الهدوء وتهديد الرئيس باراك أوباما بتعطيل القرار.

ورأى مسؤولون أوروبيون وأميركيون يمينيون أنه يجب عدم السماح للاجئين السوريين بالدخول إلى الأراضي الأوروبية والأميركية خوفا من استغلال مقاتلين من تنظيم الدولة لحق اللجوء وشن هجمات.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك إن هذه الدعوات هي "خطاب متعال (...) وتصاعد في لغة يتحدث فيها الناس عن تمييز، وعن عدم احترام للاجئين والمهاجرين الذين يمضون في بعض الاحيان عقودا في مخيمات وفروا من عنف مروع". وأضاف "الأمر الأكيد هو أنه لا يمكن أن يكون هناك تمييز على أساس الدين أو الاتنية أو أي عنصر آخر عندما يتعلق الأمر بإيواء لاجئين".

وكان بن كارسون أحد المرشحين الجمهوريين للسباق إلى الرئاسة الأميركية شبه المهاجرين الفارين من سوريا و تنظيم الدولة "بالكلاب المسعورة" ودعا إلى "وضع آليات للفحص تسمح بتحديد" هؤلاء. أما خصمه دونالد ترامب، فقد أدلى بعدة تصريحات حول المسلمين واللاجئين السوريين بعد الهجمات، داعيا إلى تسجيل الاميركيين المسلمين على لوائح خاصة.

ودعت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن إلى "الوقف الفوري" لاستقبال المهاجرين واللاجئين. ووضعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة سلسلة إجراءات للتأكد من ان الدول المضيفة تملك كل المعلومات عن خلفيات اللاجئين. وأكد دوجاريك ان "عملية استقبال اللاجئين برمتها تجري بعمل مشترك".

تتسارع الأخبار حول اسقاط الطائرة الحربية فوق جبل التركمان بريف اللاذقية ، قرب الحدود التركية ، فبعد الإعلان عن إسقاط طائرة مجهولة ، دون توضيح الجهة التي أسقطتها ، بدأت الأخبار تتولى ليتعلن تركيا مسؤوليتها عن عملية الإسقاط ، و أن الطائرة التي تم اسقاطها لم تستجب للتحذيرات مما دفع بسلاح الجو التركي بإرسال طائرة إف 16 للتعامل معها .

وقالت وسائل الإعلام التركية أن إسقاط الطائرة تم بأمر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعد إعلامه بانتهاك الأجواء التركية من قبل رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار.

واشار الإعلام التركي أن أوغلو يطّلع على أخر المستجدات على الحدود مع ‫‏سوريا، خلال مكالمتين هاتفيتين مع رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، ووزير الخارجية فيريدون سينيرلي أوغلو ، و أن رئيس الوزراء قد أعطى تعليماته للخارجية بالتشاور مع الدول المعنية و الناتو بشأن تطورات الحدود.

وأظهر فيديو كيفية اشتعال الطائرة و سقوطها بين التلال ، كما أظهر خروج الطياران بالمظلات من الطائرة ، لتعلن قناة سي ان ان التركية أن أحد الطيارين تم اعتقاله من قبل الثوار .

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرة من نوع سوخوي 24 تم اسقاطها ، و خرج الطيارين منها و البحث جاري عنهما ، و أكدت الوزارة أن الطائرة لم تخترق الأجواء التركية وفق ما أعلنت تركيا .

التطورات التي حدثت اليوم كانت نتيجة طبيعية للتحذيرات التركية على مدى أيام عدة منذ بدء الحملة العنيفة لقوات الأسد المدعومة بسلاح الجو الروسي و قوات خاصة روسية على الأرض ، و التي استهدفت منطقة جبال التركمان ، الأمر الذي دفع تركيا للاستنفار الشعبي و الرسمي ، و عقد سلسلة اجتماعات و اطلاق تحذيرات بضرورة عدم الاقتراب من المناطق ذات الغالبية

أعلن تركيا عن اسقاطها لطائرة مجهولة اقتربت من الحدود التركية في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية ، وقالت وسائل الإعلام التركية أن إسقاط الطائرة تم بأمر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعد إعلامه بانتهاك الأجواء التركية من قبل رئيس هيئة الأركان خلوصي .

وبثت وكالة الأناضول التركية فيديو يظهر لحظة سقوط الطائرة في المناطق الحدودية فيما لم تحدد نوع الطائرة .

يأتي هذا بالتزامن مع الاشتباكات الدائرة على عدة محاور بجبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية بعد هجوم مباغت شنه الثوار فجر اليوم على منطقة تل زاهية والمناطق المحيطة بها وبعد ساعات قليلة من الاشتباكات أعلنت فصائل عدة عن السيطرة على المنطقة بشكل كامل وقتل العشرات من قوات الأسد وميليشيات إيران واغتنام دبابة ورشاشات ثقيلة .

وكانت القوات التركية أسقطت طائرة استطلاع في وقت سابق بعد اقترابها من الحدود السورية التركية منذ أسابيع قليلة .

قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونير، إن "التركمان من بين القوة المؤثرة في سوريا التي سندعمها في مواجهة داعش".

وفي الموجز الصحفي اليومي، بالعاصمة واشنطن، أمس الإثنين، أكد تونير، "أهمية دور التركمان في سوريا، في مواجهة تنظيم داعش".  

ورفض تونير التعليق على سقوط ضحايا مدنيين على يد نظام الأسد والطائرات الروسية في جبل التركمان بريف اللاذقية، مكتفيًا بالقول أنه "لم يشاهد أي أخبار تتعلق بهذا الموضوع".

وتسبب القصف الروسي الذي ذهب بالأزمة السورية إلى منعطفٍ جديد، في إجبار 80 ألف شخص خاصة في ريف حماة الشمالي وسط سوريا، لترك منازلهم واللجوء إلى ريف إدلب (شمال) والمناطق الحدودية مع تركيا، إضافة إلى نزوح آلاف التركمان السوريين في الأيام الأخيرة من منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية نحو الحدود التركية جراء هجوم قوات النظام المدعمومة بغطاء جوي روسي.