أكد 47 فصيلا ثوريا إلى جانب الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري على دعمهم للعملية السياسية ضمن ثوابت الثورة مشددين على ضرورة تنفيذ البندين 12 و 13 الواردين في قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015 والذان ينصان على وقف استهداف المدنيين وفك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين مشيرين إلى أنه لايمكن البدء بأي عملية سياسية قبل تنفيذهما.
كما أكدت الفصائل أيضا على مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في استمرار الحصار والتجويع وقصف المدنيين لعدم إلزامهم نظام الأسد بالبندين السابقين .
ورفضت الفصائل الاملاءات الروسية وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية مشيرين إلى أن روسيا تستخدم الضغط العسكري للضغط على الثوار من خلاله.
وحملت الفصائل نظام الأسد وحليفه الروسي مسؤولية أي فشل للعملية السياسية لاستمرارهم في قصف المرافق الحيوية والمدنيين .
هذا البيان يأتي في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية هذه الأيام ما يسمى بتحركات اللحظات الأخيرة بغية انقاذ بقايا الأمل في عقد جلسة المفاوضات بين المعارضة السورية و نظام الأسد تنفيذاً للقرار الأمميي ٢٢٥٤ للبدء بالحل في سوريا ، ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم في الرياض الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر المعارضة الذي عقد في كانون الأول الماضي ، حيث يسعى كيري لتخفيف حدة الخلاف بين معسكري الدول الفاعلة في سوريا من جهة و كذلك بين النظام و المعارضة ،و إن كان الضغط كما العادة سيتركز على المعارضة لتغيير موقفها من الوفد المشكل قبل يومين و ادخال عناصر جديدة ارضاءً لروسيا و أبرزهم صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي .
و سيعمل كيري ،وفق صحيفة "لحياة " ، باستبدال رئيس وفد المعارضة العميد أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الاسلام ، بآخرين ممن يحملون الصفة المدنية ولا ينتمون إلى فئة العسكر ، إضافة لأمر مفصلي يتمثل بزج بأسماء جديد ممن تقترحهم روسيا ارضاء لها ، و يبقى السؤال هل سترضخ المعارضة هذه المرة وهي التي أعلنت تحدٍ عالي السقف بإعلانها عن وفد كانت واثقة برفض جميع من لا يقف مع الشعب السوري أن يرفضه .
في حين نقلت مجلة "فورين بوليسي "الأمريكية عن دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة أن الوفد التركي برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو سلم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في بداية الأسبوع تحذيرا حول استعداد أنقرة للخروج من عملية التسوية السورية.
وأشارت المجلة إلى أن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي يحاول خلال زيارته الحالية لتركيا إقناع أنقرة بعدم الخروج من المفاوضات حتى في حال اشتراك الأكراد في عملية التفاوض.
ريف دمشق::
في الغوطة الغربية تعرضت مدينة داريا لغارات جوية من الطيران الحربي وقصف بصواريخ ارض ارض وألقت مروحيات الأسد براميل متفجرة على المنطقة الفاصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام، وتعرضت أطراف بلدة المقيلبية لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة.
حلب::
في الريف الشمالي وعلى جبهات الثوار ضد تنظيم الدولة تمكن التنظيم من بسط السيطرة الكاملة على بلدتي البل وبراغيدة بدأها التنظيم بالهجوم على واقع الثوار بسيارة مفخخة وتقدم بعدها الى داخل البلدتين حيث سقط خلال الاشتباكات عدد من الشهداء والجرحى وقتل عدد من عناصر التنظيم، كما تجري اشتباكات على جبهة بلدتي الشيخ ريح كفرغان في محاولة مستمرة من التنظيم لبسط السيطرة على هذه البلدات، ومن ناحية أخرى ألقت مروحيات الأسد براميل متفجرة على محيط بلدة باشكوي ومنطقة الملاح، وفي الريف الشرقي أغارت طائرات العدو الروسي على مدينة الباب وبلدة بزاعة وقرية قصر البريج دون ورود أي أنباء عن إصابات بين المدنيين، أما في مدينة حلب فقد تعرضت أحياء حلب القديمة لغارات جوية من طيران العدو الروسي، وتصدى الثوار لمحاولة قوات الأسد التسلل على جبهة الشيخ سعيد.
حماة::
استهدف الثوار بقذائف مدفع "بي9" معاقل الاسد في حاجز تل الصخر بالريف الشمالي محققين اصابات مباشرة.
حمص::
ألقت مروحيات الأسد براميل متفجرة على بلدة تيرمعلة بالريف الشمالي دون وقوع أي اصابة بين المدنيين.
درعا::
منذ الصباح تجري اشتباكات عنيفة جدا بين الثوار وقوات الأسد والمليشيات الشيعية المساندة له في مدينة الشيخ مسكين، وسط غارات جوية مكثفة من سرب طائرات روسية يحلق في سماء المدينة، حيث تحاول قوات الأسد التقدم من محور الدار الزهرية والمساكن العسكرية شمال المدينة بإتجاه دوار المدينة الرئيسي، وسط تصدي قوي وشرس لفصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية، في حين سقط عدد من الجرحى جراء قصف مدفعي على بلدة إبطع، أما في مدينة درعا سقط عدد من الجرحى جراء قصف مدفعي استهدف أحياء درعا البلد.
ديرالزور::
شن الطيران الروسي غارات جوية مكثفة على مدن القورية والميادين وموحسن وسط العديد من الشهداء والجرحى في بلدة خشام جراء استهداف منازل المدنيين، بينما شن ذات الطيران غارات جوية على أحياء في مدينة ديرالزور، وتعرض حي الجورة لقصف بقذائف الهاون من قبل تنظيم الدولة.
اللاذقية::
تمكن الثوار بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الاسد في جبل الأكراد من استعادة السيطرة على تلة باشورة وقتلوا وجرحوا العديد من قوات الاسد والمليشيات الشيعية، وسط غارات جوية مكثفة وعنيفة على البلدات المحررة.
قال وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، إن وحدة مهام القوة الأمريكية الخاصة المتواجدة في سوريا هي تحديد الجماعات التي ترغب بقتال تنظيم الدولة ."
و أوضح كارتر ، في لقاء مع قناة سي ان ان أن بلاده تنظر إلى " الفرص التي يمكننا من خلالها تقديم المزيد، نحن لا ننظر لأن نكون بديلا عن القوات المحلية فيما يتعلق بحكم وتنظيم أمور المناطق، فإرسالنا لعناصر من القوات الخاصة إلى سوريا وهو الأمر الذي أكدناه ولكننا لا نتكلم عن مهمة هذه القوة بالضبط، ولكنهم يقومون بزيادة أعداد القوات بصورة كبيرة حيث يحددون مكان الجماعات التي ترغب في قتال تنظيم داعش وربطهم بآلتنا العسكرية العظيمة."
وتابع بالنسبة للعراق : "فيما يتعلق بالتدخل البري، هناك الكثير للحديث عنه، لدينا 3500 عنصر على الأرض، ذهبت الأسبوع الماضي إلى فورت كامبل المقر الرئيسي للفرقة 101 المحمولة جوا.. هؤلاء سيكونون الوحدة الثانية التي ستذهب إلى العراق، الفرقة بأكملها، وأوضحت لهم ما أوضحته لك بأن مهمتكم تتمثل بتحضير القوات العراقية.. هل هذه مهمة خطرة وهل تعتبر عملا بريا، نعم، ولكن المفهوم الاستراتيجي هنا هو ليس إجراء عملية استبدال بل يهدف للتمكين."
بلغ عدد المدارس السورية التي استهدفتها المقاتلات الروسية منذ بدء عملياتها الجوية في سوريا، قبل نحو 4 أشهر، 25 مدرسة واقعة في مناطق خاضعة لسيطرة الثوار ، وفقاً لإحصاءات الحكومة السورية المؤقتة.
الحكومة المؤقتة سبق وأن أشارت في عدة بيانات لها، أن القوات الروسية، المشاركة في الحرب الدائرة بسوريا، بحجة “مكافحة تنظيم الدولة”، منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، ركّزت غاراتها على المناطق التي يسيطر عليها الثوار، والمدنيين القاطنين فيها، أكثر من استهدافها مواقع تنظيم الدولة”.
وفي هذا الإطار، كثفت الطائرات الروسية ضرباتها على مناطق المعارضة في محافظات حلب وحماة وحمص، إضافة إلى مناطق في ريف دمشق، حيث تمّ استهداف المخابز والمدارس والمستشفيات الميدانية والمساجد، فيما بقيت الغارات محدودة على مواقع تنظيم الدولة.
وبحسب المعلومات الصادرة عن الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد طعمة، والتي تمّ تشكيلها من قِبل الائتلاف السوري المعارض، في 14 أيلول/ ديسمبر عام 2013، فإنّ المقاتلات الروسية استهدفت حتى اليوم، 14 مدرسة في محافظة حلب، و6 في محافظة إدلب، و3 في دمشق، وواحدة في دير الزور، ومدرسة واحدة في الرقة.
وفي 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، استهدفت المقاتلات الروسية مدرسة في بلدة عنجارة بمحافظة حلب، أسفرت عن مقتل 17 شخصًا، بينهم 8 طلاب.
وعقب استهداف المقاتلات الروسية المدرسة المذكورة، قال الناطق باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”، إن استهداف المدارس والمقرات الصحية في الآونة الأخيرة، بات أمرًا يبعث القلق، مؤكدًا أن الاعتداءات تمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان.
وإلى جانب مدرسة بلدة عنجارة، استهدفت المقاتلات الروسية عددًا من المدارس الموجودة في منطقة الأتارب، وقرى الحور، وكفر داعل، وكفر مايا، ومنغ، وياقد العدس.
وفي بقية المحافظات، استهدف الطيران الروسي مدارس في منطقة جرجناز وجسر الشغور ومعرة النعمان وسرمدا والرامي وكنصفرة، بمحافظة إدلب، فيما قصف مدارس في بلدة دير العصافير ومنطقة دوما، بالعاصمة دمشق.
وتواصل روسيا – من خلال قصفها المخابز والمستشفيات الميدانية والمدارس والمساجد الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار – سياسة تهجير المدنيين، التي كانت تتبعها في حربها على الشيشان (1994-1996)، فقد عمدت القوات الروسية التي عجزت عن مواجهة المقاتلين الشيشان، إلى استهداف المدنيين بغارات جوية لترويعهم وإجبارهم على النزوح من أماكنهم.
وتقوم موسكو بتقديم الغطاء الجوي لقوات الأسد، للحد من دعم المدنيين للثوار، إذ يعمد الروس إلى ممارسة ضغوط مادية ونفسية للسكان المدنيين، بهدف منعهم من تقديم الدعم للثوار.
ومن بين الأهداف التي تسعى روسيا لتحقيقها من خلال اتباع تلك السياسة، إدخال المنطقة برمتها إلى حالة حرب، لإجبار المدنيين على إخلاء مناطقهم، من أجل فتح المجال لطائراتها لتكثيف الغارات على المناطق ذات الأهمية بالنسبة لها.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان، فإنّ الغارات الروسية خلال الـ 100 يوم الأولى، خلفت قرابة ألف شهيد من المدنيين، فيما أعلن الناطق باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أنّ الغارات الروسية على حلب وحماة وإدلب، خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أجبرت أكثر من 123 ألف و842 مدني إلى ترك مناطقهم.
يرى معارضون روس أن وسائل الإعلام في بلادهم تسعى من خلال تحاملها على اللاجئين السوريين إلى تبرير الموقف الروسي الرسمي المتخاذل تجاه قضيتهم، وتحويل الرأي العام الروسي ليسير باتجاه استحسان الموقف الرسمي، وعدم التعاطف مع هؤلاء اللاجئين.
مع تزايد أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا، بات الإعلام الروسي يسلط الضوء بشكل لافت على الممارسات المشينة التي تصدر عن بعض اللاجئين، لتبرر وجهة النظر الروسية التي ترى أن استقبال أوروبا هؤلاء اللاجئين خطيئة فادحة.
وقادت محطات تلفزة حكومية رئيسية مثل "أو أر تي" و"إر تي إر" و"روسيا 24"، بالإضافة إلى قنوات خاصة واسعة الانتشار مثل "إن تي في"، حملات تحريضية اعتمدت على الحديث على ما تعدّه جوانب سلبية لتواجد المهاجرين في أوروبا.
ومن بين الأخبار التي يتم تداولها بشكل مكثف خلال النشرات والتقارير الإخبارية والبرامج الحوارية، أن إمام مسجد في ألمانيا يقول إن "اللاجئين الشباب تستفزهم ملابس الأوروبيات المتحررة وتضطرهم للتحرش بهن"، وكذلك خبر عن طالب مدرسة سوري في السويد أقدم على ذبح زميله في الدراسة بعد خلاف معه.
ومن بين عناوين المقالات التي يمكن قراءتها على صفحات جرائد مثل صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" و"إوفستيا"، أوروبا تقف أمام خياري الأسلمة والفاشية، ونجم أوروبا يبدأ بالأفول.
كما كتب أستاذ العلوم السياسية في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية بوريس شيميلوفالذي مقالة في صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" واسعة الانتشار، قال فيها إن "تدفق اللاجئين إلى أوروبا ما هو إلا رد إسلامي على الحملة الصليبية التي أرسلتها أوروبا في الماضي إلى المشرق العربي، وهم يسعون من وراء ذلك لنشر الفوضى في أوروبا، التي تواجه خطر الاجتياح من جانب اللاجئين العرب والسوريين الذين سيغيرون وجه القارة بما يحملونه من عقائد وأفكار وعادات سيسعون لفرضها".
تبرير موقف
الحقوقي والمعارض الروسي قسطنطين كوروتي أكد أن أوروبا فتحت أبوابها لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الفارين بأرواحهم من ويلات الحرب بلا متاع، تاركين كل ما يملكون خلف ظهورهم، طلبا للأمان لأنفسهم وأطفالهم، وهذه حالة إنسانية بكل المقاييس.
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أنه كان من المفترض من الدول التي تمتلك الإمكانيات أن تتقاسم عبء استضافتهم، وروسيا بدلا من أن تأخذ على عاتقها جزءا من المسؤولية، أخذت تنتقد السلوك الأوروبي، واصفة إياه بالخاطئ والغبي، وفي المقابل رأت أنها تصرفت بذكاء وببعد نظر عندما منعت وصولهم إليها.
وأردف قائلا إن "الإعلام الروسي بتحامله على اللاجئين يسعي لتبرير الموقف الروسي الرسمي المتخاذل تجاه قضيتهم، وتحويل الرأي العام الروسي ليسير باتجاه استحسان الموقف الرسمي، وعدم التعاطف مع اللاجئين".
وتابع أن الإعلام الروسي يبالغ في الحديث عن التهديدات التي كانت ستتعرض لها روسيا في حال استقبالها لاجئين، بإظهار لجوئهم إلى أوروبا كأنه اجتياح مخطط ومنظم تقف خلفه تنظيمات إسلامية إرهابية ودول معادية لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أوروبا، وهو إعلام موجه للداخل يزيد من حالة "الإسلام فوبيا".
خطر حقيقي
في المقابل، أكد خبير الحرب الإعلامية بافيل رودكين أن الإعلام الروسي يقدم صورة سلبية لكنها واقعية لممارسات اللاجئين وردود أفعال المواطنين الأوروبيين، وهو بذلك ينقل صورة موضوعية لوجود اللاجئين في أوروبا دون أية أهداف جانبية.
ورأى -في حديث للجزيرة نت- أن الإعلام الأوروبي لا يملك مساحة الحرية التي تتوفر في الإعلام الروسي، وذلك لأن الإعلام الأوروبي محكوم بالقوانين الأوروبية، التي تمنع التطرق بحرية للآثار السلبية الناجمة عن تواجد أعداد كبيرة من اللاجئين، خشية أن يفسر ذلك كتحريض على الكراهية والعنصرية، والإساءة للثقافات الأخرى، وهذه من المعيقات التي يواجهها الإعلام الأوروبي.
وأضاف أن الإعلام الروسي يستطيع الحديث عن هذه المواضيع، كونها تحدث خارج روسيا، وبالتالي يمكنه تناول قضية اللاجئين القادمين من سوريا وشمال أفريقيا بمختلف جوانبها، بما في ذلك التبعات السلبية لتواجدهم وتأثيراته على المجتمعات الأوروبية.
وشدد على أن أغلب اللاجئين من المسلمين، وهم يشكلون خطرا على أوروبا المسيحية، بثقافتهم وتقاليدهم، كما قد يكون من بينهم إرهابيون مندسون، وهذه مسألة حساسة تتعلق بالأمن القومي.
تشهد الساحة السياسية هذه الأيام ما يسمى بتحركات اللحظات الأخيرة بغية انقاذ بقايا الأمل في عقد جلسة المفاوضات بين المعارضة السورية و نظام الأسد تنفيذاً للقرار الأمميي ٢٢٥٤ للبدء بالحل في سوريا ، واليوم سيعود وزير الخارجية الأمريكي ليزور الرياض( كوسيط) لتخفيف حدة الخلاف بين معسكري الدول الفاعلة في سوريا من جهة و كذلك بين النظام و المعارضة ، إن كان الضغط كما العادة سيتركز على المعارضة لتغيير موقفها من الوفد المشكل قبل يومين و ادخال عناصر جديدة ارضاءً لروسيا و أبرزهم صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي .
تركيا وفقاً لما نقلته مجلة "فورين بوليسي "الأمريكية نقلا عن دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة أن الوفد التركي برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو سلم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في بداية الأسبوع تحذيرا حول استعداد أنقرة للخروج من عملية التسوية السورية.
وأشارت المجلة إلى أن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي يحاول خلال زيارته الحالية لتركيا إقناع أنقرة بعدم الخروج من المفاوضات حتى في حال اشتراك الأكراد في عملية التفاوض.
في حين سيكون أمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مهمة من نوع آخر تتمثل ،وفق صحيفة "لحياة " ، باستبدال رئيس وفد المعارضة العميد أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الاسلام ، بآخرين ممن يحملون الصفة المدنية ولا ينتمون إلى فئة العسكر ، إضافة لأمر مفصلي يتمثل بزج بأسماء جديد ممن تقترحهم روسيا ارضاء لها ، و يبقى السؤال هل سترضخ المعارضة هذه المرة وهي التي أعلنت تحدٍ عالي السقف بإعلانها عن وفد كانت واثقة برفض جميع من لا يقف مع الشعب السوري أن يرفضه .
بعد توارد أنباء يوم أمس عن قدوم تعزيزات ضخمة لقوات الأسد الى مدينة إزرع القريبة من مدينة الشيخ مسكين وتحركات عسكرية بإتجاه الشيخ مسكين، جاء صباح اليوم محملا بحملة شرسة وقوية جدا تشهدها مدينة الشيخ مسكين، حيث يقوم سرب من الطائرات الروسية بشن غارات جوية مكثفة وصلت لغاية اللحظة الى 30 غارة جوية بالإضافة للقصف المدفعي والصاروخي العنيف جدا على نقاط تمركز الثوار وعلى أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرتهم في سياسية الجبناء التي يستخدمها النظام دائما وهي سياسة الأرض المحروقة.
ومنذ الصباح تجري اشتباكات عنيفة جدا بين الثوار وقوات الأسد والمليشيات الشيعية المساندة له وسط غارات جوية مكثفة من سرب طائرات روسية يحلق في سماء المدينة، حيث تحاول قوات الأسد في هذا الأثناء التقدم من محور الدار الزهرية والمساكن العسكرية شمال المدينة بإتجاه دوار المدينة الرئيسي، وسط تصدي قوي وشرس لفصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية.
وعلى ما يبدو أن النظام استفاد من حالة التشرذم والاقتتال الداخلي بين الكتائب الثورية والإسلامية فيما بينها، حيث ازدادت حالة التشرذم في الآونة الأخيرة بين كتائب الجيش الحر وحركة المثنى الإسلامية على خلفية اختطاف رئيس مجلس محافظة درعا الدكتور يعقوب العمار ومن ثم اختطاف أعضاء في رابطة أهل حوران من قبل المثنى ما زاد حالة العداء الكبيرة بين الأطراف، ولم يتوقف العداء للتصريحات والبيانات فقد قالت بعض الفصائل ان حواجز حركة المثنى الإسلامية أوقفت ومنعت عناصرها من التوجه للمشاركة في معركة الشيخ مسكين وهو ما نفته الحركة في بيان لها نشرته على صفحاتها، وللعلم فإن حركة المثنى أحد أهم الفصائل المرابطة على جبهات الشيخ مسكين بجانب فصائل الجيش الحر الأخرى، وهو ما يزيد التعقيد وعدم الثقة والأهم عدم التوافق على كيفية سير المعركة وعدم وجود غرفة عمليات تقودها وتوجهها، وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه.. يبقى التساؤل فقط.. متى ستسقط الشيخ مسكين؟؟!!.
اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن "بشار الأسد تسبب بحدوث إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ من خلال استخدام السلاح ضد شعبه في سوريا".
وأكد كيري، في جلسة خاصة عقدت في إطار منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، أن "الأسد استخدم السلاح بشكل وحشي ضد شعبه، وتسبب بأكبر أزمة إنسانية في الوقت الراهن، حيث استخدم الغاز الذي يعد إحدى أسلحة الدمار الشامل المحظورة منذ زمن طويل".
وبيّن كيري، أن "الحرب ضد تنظيم الدولة متواصل من قبل التحالف الدولي، الذي تشكل قبل 16 شهرا، ونفذ نحو 10 آلاف غارة جوية ضد التنظيم"، مؤكدا أنهم بذلك "أظهروا مدى تأثير وحدة القوات الجوية للتحالف".
ولفت كيري، إلى أن "التحالف يتعاون مع العناصر المحلية في حربه ضد تنظيم الدولة، وأنهم حققوا انتصارات مهمة في الحرب ضد الإرهاب، ومنعوا قنوات التمويل للتنظيم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض تسديد التنظيم لمنتسبيه بنسبة 50 بالمائة".
وفي السياق ذاته، أكد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن مستقبل رأس النظام السوري بشار الأسد ستتم مناقشته في "المفاوضات المستقبلية"، بين أطراف الأزمة السورية.
وقال المسؤول الأممي، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن "موقف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من مصير بشار الأسد يبقى على ما هو عليه، وهو أن مصير الأسد بيد الشعب السوري، وهذا أمر ستتم مناقشته في المفاوضات مستقبلا".
ولم يوضح "حق"، إن كان يقصد بذلك مفاوضات جنيف، التي يجري حاليا التشاور بشأن تحديد موعد لها، سيتم الإعلان عنه قريبا، أم في مفاوضات المرحلة الانتقالية.
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الدول الإقليمية والدولية، لممارسة نفوذها، على أطراف النزاع في سوريا، من أجل التوصل إلى حل سياسي، مضيفاً “وعندها لن تكون هناك مناطق محاصرة”.
وحذر، غراندي، في مؤتمر صحفي عقده،مساء الجمعة، من مقر المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في العاصمة اللبنانية، بيروت، من أنه “بدون السلام، سيستمر انتشار صور الاطفال الذين يتضورون جوعا، بسبب عدم التمكن من دخول المناطق المحاصرة”.
وقال المفوض الأممي، في المؤتمر الذي حضرته، سفيرة المفوضية في لبنان، ميراي جيرار، إن “انتشار صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً، في الإعلام أمر معيب بالنسبة لسوريا، وشددت (أمام المسؤولين السوريين) على أهمية ضمان دخول كل وكالات الإغاثة الإنسانية إلى المناطق المحاصرة”.
وأردف قائلا “ومن ثم، إذا أردنا وقف تدفق صور الأطفال الجوعى، على شاشاتنا عليهم (هذه الدول) أن يكونوا جديين، في دفع محادثات السلام (في سوريا)، وبأن يقوموا بالتسويات الحقيقية والجدية من اجل بلوغ السلام”. وذلك حسب وكالة الأناضول.
ووصل غراندي، الذي تسلم منصبه، مطلع الشهر الجاري كانون ثان/ يناير، لبنان، في أول زيارة رسمية له، قبل ثلاثة أيام، للاطلاع عن كثب، على أوضاع اللاجئين السوريين في البلاد، في أعقاب زيارته تركيا والأردن، للغرض ذاته.
ويستضيف لبنان نحو 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين رسميا لدى الامم المتحدة، ما يجعله من أكبر البلدان التي تستضيف لاجئين نسبة لعدد سكانه الذي يبلغ نحو 4 ملايين نسمة.
كشفت لقطات جوية صادمة مدى الدمار الذي لحق بمدينة حمص أكبر محافظة سورية بعد حرب استمرت بها لأكثر من 3 سنوات بين الثوار و قوات الأسد.
وتحولت حمص ثالث أكبر المدن السورية، كما توضح الصور التي التقطت بواسطة طائرة بدون طيار ونشرتها صحيفة "ديلي ميل"، إلى مدينة أشباح فحطام المباني والأنقاض والقذائف الفارغة هي حالياً كل ما تمتلكه تلك المدينة والتي كانت مركزا صناعيا هاما للغاية.
قارن الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، بين التدخل الروسي الأخير في سوريا، والتدخل الروسي في الشيشان، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيفشل "في إعادة ترتيب البيت المسلم في سوريا، كما فشل في إنجاز ذلك في شمال القوقاز"، على حد قوله.
وتساءل رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن دوافع تدخل روسيا في سوريا، بالرغم من عدم تقارب الرئيس الروسي مع رأس النظام السوري بشار الأسد خلال الفترة الأخيرة، إذ "تجاهل الأسد بوتين لخمسة أعوام مؤثراً التنقل بين العواصم الغربية بدلاً من التقارب معه، وحينما جاءت روسيا للتعامل مع الدين السوري تحققت أول زيارة إلى موسكو، وبالمثل، لم تكن سوريا في صميم اهتمامات روسيا إلى أن جاء الربيع العربي وقام الأسد حينها بسحق انتفاضة مدنية غير مسلحة في درعا"، بحسب قوله.
وتابع هيرست: "خسرت روسيا أولى حملاتها في الشيشان وسعت من أجل السلام، وفعلاً تحقق السلام، وإن لم يكن بالأمر اليسير. ولكن، ما لبث الزعيم الشيشاني أصلان ماسخادوف أن نضبت موارده المالية، وبدأ القادة الميدانيون الأفضل تمويلاً وتسليحاً والواقعون تحت تأثير الوهابية بقيادة الزعيم المنافس وأمير الحرب شامل باساييف في السيطرة. حتى بدأ الأجانب يتعرضون للخطف، وتفاقمت الأمور حتى وصلت إلى شن هجوم داخل داغستان وتعرضت روسيا لسلسلة من التفجيرات التي استهدفت شققا سكنية راح ضحيتها ما يزيد عن ثلاثمائة شخص".
وتبنى بوتين في ذلك الحين الخطاب نفسه الذي يتبناه حاليا في سوريا، وهو مكافحة الإرهاب، إذ كان يصرخ: "سوف نتعقبهم في كل مكان، إذا وجدنا إرهابيين في المرحاض فسوف نقضي عليهم داخل المرحاض، وهذا كل ما في الأمر".
وأوضح هيرست بقوله: "ليكن معلوماً أن الحرب التي أشعلها بوتين في عام 2000 لم تفارقه أبدا، إذ تدعي المخابرات العسكرية الروسية اليوم وجود 3 آلاف من مواطني روسيا الاتحادية و4 آلاف من مواطني المناطق التي بقيت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي يقاتلون الأسد في سوريا، وهذا يعني ما مجموعه 7 آلاف مقاتل على أهبة الاستعداد للعودة والقتال في شوارع موسكو".
وقال هيرست إن بوتين: "حينما يرى تنظيم الدولة أو قوى المعارضة السورية فإنه يرى العدو نفسه الذي تقاتله روسيا منذ ثلاثة عقود في شمال القوقاز وفي طاجاكستان في آسيا الوسطى".
وأوضح هيرست أن بوتين "يقاتل أيضاً ضد الربيع العربي بكل الأشكال والوسائل المتاحة لديه، ولا عجب إذ ذاك أن يصدر عنه إطراء بحق زعيم الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في مصر وتعهد بدعمه، فهو في هذا الموقف ينطلق من مبدأ محاربة الربيع العربي نفسه".
وأكد الكاتب البريطاني أن التدخل الروسي في سوريا سيطول وسيمتد، و"لا أدل على ذلك من التجمعات السكنية التي يجري إنشاؤها لعائلات الطيارين الروس في اللاذقية. فلم يعد من المجدي أن يعمل الطيار لدورة من ستة أسابيع ثم يعود إلى بلاده ليستبدل بغيره"، بحسب قوله.
واختتم هيرست بقوله إن "الغضب الشعبي أكبر من أن يوصف، ولا ينبغي أن يظن فلاديمير بوتين أن بإمكانه أن ينجح في إعادة ترتيب البيت المسلم في سوريا أكثر مما نجح في إنجاز ذلك في شمال القوقاز، ولو كان حكيماً فعلاً، فإن عليه أن يخطط من الآن لاستراتيجية الخروج بأمان".
توقع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن تبدأ محادثات السلام بشأن سوريا يوم 27 أو 28 يناير/ كانون الثاني الجاري، في حين استبعد جورج صبرة نائب رئيس وفد المعارضة إجراء المحادثات قبل وقف الضربات الروسية ورفع الحصار عن المناطق المدنية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن غاتيلوف قوله إن تأخير بدء المحادثات بين النظام السوري والمعارضة، والتي كان يفترض أن تبدأ يوم 25 من الشهر الجاري، سببه حالة من الغموض بشأن تشكيل وفد المعارضة السورية.
وتتوافق تصريحات المسؤول الروسي مع ما صرح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال إن المفاوضات قد تتأجل يوما أو يومين، لكن لن يحدث تأخير كبير.
وكانت روسيا كررت انتقاداتها لتركيبة وفد المعارضة، وقالت إنها ستدعم وفدا بديلا من المعارضة للتفاوض مع حكومة بشار الأسد إذا لم يتم تعديل الوفد الحالي، أو إذا قاطع المفاوضات.
وأوضح دبلوماسي روسي أن ما تسعى إليه بلاده هو أحد أمرين، إما توسيع وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض، وإما أن يكون هناك وفد معارض آخر منفصل.