أظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، بدء القوات الإسرائيلية بـ "مشروع بناء" على طول "خط ألفا"، في المنطقة المنزوعة السلاح التي تشرف عليها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان المحتلة.
ووفق المعطيات يبدو أن إسرائيل تضع الأسفلت لمد طريق على طول الحدود مباشرة، وأكدت منظمة الأمم المتحدة لوكالة "أسوشيتد برس" أن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة المنزوعة السلاح في أثناء العمل، في انتهاك لقواعد وقف إطلاق النار التي تحكم المنطقة.
وحتى الآن، لم تحدث أعمال عنف كبيرة على طول "خط ألفا"، الذي يحدد المنطقة المنزوعة السلاح بين سوريا والأراضي التي تحتلها إسرائيل والتي تقوم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتسيير دوريات فيها منذ عام 1974، ولم يصدر عن نظام الأسد المستمر بالاحتفاظ بحق الرد أي بيان أو توضح أو تحرك جاد لوقف التمدد الإسرائيلي.
وكانت كشفت مصادر إعلام محلية جنوبي سوريا، عن تسجل توغل جديد هو الثالث خلال شهر تشرين الأول الفائت لقوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة بلدة الحرية غربي القنيطرة، على الحدود مع الجولان المحـتل، خلال اليومين الماضيين.
وأوضح موقع "تجمع أحرار حوران"، أن مجموعة عناصر مسلحة وعربات مصفحة تابعة للجيش الإسـ.ـرائيلي، توغلت نحو 500 متر من الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية بالقرب من بلدة الحرية غربي القنيطرة.
وأضافت المصادر أن هذا التوغل، المدعوم بجرافات وحفارات ثقيلة، يستهدف إكمال أعمال التجريف في الطريق الحدودي الذي تعمل عليه القوات الإسـ.ـرائيلية لحماية مواقعها على طول الحدود السورية-الإسـ.ـرائيلية.
وقال إن هذه العمليات بدأت من بلدة جباثا الخشب في شمال القنيطرة وصولاً إلى بلدتي كودنة والعشة جنوباً، وذلك بهدف تعزيز التحصينات الإسـ.ـرائيلية ضد أي تهديدات محتملة من ميليشيات حز/ب الله وإيـ.ـران.
وكانت توغلت قوات من الجيش الإسـ.ـرائيلي في 14 تشرين الأول 2024، إلى داخل الأراضي السورية قرب بلدة الأصبح الحدودية مع الجولان المحـ.ـتل، وتوغلت مجموعة عسكرية إسـ.ـرائيلية كبيرة، تتألف من عربات مصفحة وأربع دبابات “ميركافا”، نحو 200 متر داخل الأراضي الزراعية غرب بلدة الأصبح، قامت بتجريف الأراضي ورفع سواتر ترابية، إضافة إلى شق طرق جديدة لتسهيل تحركات الجيش الإسـ.ـرائيلي.
وأكد المصدر أن عملية التوغل تمت على مرأى من قوات النظام السوري المنتشرة في المنطقة، دون أن تتخذ أي إجراءات لصد الاعتداء، مما يعزز الشكوك حول تجاهل النظام لهذه التحركات وكأنها لا تعنيه.
وسبق أن قالت "كارولين روز" كبيرة المحللين في معهد "نيولاينز" الأمريكي " إن "صمت بشار الأسد ونظامه" حول التصعيد الإسرائيلي في لبنان والتوغل في القنيطرة السورية، يشير إلى رغبته في البقاء بعيداً عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل"، مشددة على أن "قوات الأسد هي بالفعل هدف للقوات الإسرائيلية نظراً لاصطفافها مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الأخرى المتحالفة مع إيران".
وأضافت الباحثة في حديث لموقع "العربية.نت"، أن "قوات الأمن أو الجيش السوري لا يستطيعان تنفيذ حملة دفاعية أو هجومية طويلة الأمد ضد الجيش الإسرائيلي"، في حال صعّدت إسرائيل أكثر من هجماتها داخل الأراضي السورية بالتزامن مع التصعيد في لبنان.
وكانت "القناة 14" الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية، كشفت عن عمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز الخط الفاصل مع سوريا بسياج أمني آخر وسواتر ترابية وخنادق، بينما نفى نظام الأسد عبر تصريحات رسمية أي توغل إسرائيلي المنطقة.
واعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادر لها، أن النفي الصادر عن نظام الأسد، حول حدوث أي توغل عسكري إسرائيلي في محافظة القنيطرة، يبعث رسالة مفادها أنها لا تستعد لأي عمل عسكري كبير في جنوب البلاد.
وكانت أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية في القنيطرة منذ 15 أيلول الماضي وحتى الآن، مشيرة إلى أن قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات ومعدات حفر قامت بالتوغل بعمق 200 متر داخل الأراضي السورية غرب بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، في الجولان السوري المحتل.
قصفت طائرات حربية مواقع لميليشيات إيران في محافظة ديرالزور شرقي سوريا، فيما أعلنت "القيادة المركزية الأمريكية" (سنتكوم) في بيان رسمي، استهداف مواقع مدعومة إيرانياً في سوريا.
وأكدت مصادر محلية مقتل عدد من ميليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، عرف منهم "حسين السعلو، مصطفی العرب، ماهر السعد، أحمد الحمادي"، نتيجة قصف نقاطهم في بادية مدينة الميادين شرقي ديرالزور.
وذكرت المصادر أن القصف الجوي طال مستودعات أسلحة لميليشيات إيران قرب المربع الأمني في حي التمو، إضافة إلى أبراج مراقبة قرب قلعة الرحبة، وعدة مواقع في باديتي الميادين والقورية ومن المجموعات المدعومة من إيران ميليشيا "أبو الفضل العباس" في منطقة الشبلي جنوب الميادين.
وأعلنت قوات "القيادة المركزية الأميركية"، استهداف مواقع مدعومة إيرانياً في سوريا رداً على الهجمات ضد أفراد أميركيين، وقدرت ضربات ضد 9 أهداف في موقعين مرتبطين بمجموعات إيرانية في سوريا.
وقالت إن هذه الضربات ستؤدي إلى إضعاف قدرة المجموعات المدعومة من إيران على التخطيط وشن هجمات مستقبلية على القوات الأميركية وقوات التحالف المتواجدة في المنطقة لتنفيذ عمليات دحر تنظيم داعش.
وفي بيان على منصة إكس قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد "سنتكوم" إن "رسالتنا واضحة لن يتم التسامح مع الهجمات ضد الولايات المتحدة وشركاء التحالف في المنطقة سنواصل اتخاذ كل خطوة ضرورية لحماية أفرادنا وشركائنا في التحالف والرد على الهجمات المتهورة".
وكشفت مصادر متطابقة عن تغيرات على مستوى تواجد ميليشيات إيران في سوريا، فيما كررت قوات التحالف الدولي المتمركزة بقاعدة حقل "كونيكو" للغاز بريف ديرالزور، قصف القرى السبع الخاضعة لسيطرة ميليشيات الأسد وإيران بعدة قذائف مدفعية.
وحسب نشطاء فإن من المواقع العسكرية المستهدفة "محيط مطار ديرالزور، ومقر للفرقة 17 في بلدة الجفرة، وبلدة هرابش، ومواقع مقرات للنظام وإيران في قرى خشام وطابية ومراط، ومنصة صواريخ في مدرسة ابتدائية في خشام شرقي بريف ديرالزور.
وفي آذار الماضي قتل عناصر من الميليشيات الإيرانية، وأصيب آخرون، بينهم قياديون، من جراء سلسلة غارات، يرجح أنها أمريكية، استهدفت مواقع في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وتوزعت أكثر من 10 غارات، على حي الفيلات في مدينة ديرالزور، إضافة إلى مواقع في مدينتي البوكمال الميادين التي أصبحت قاعدة رئيسة لعدة ميليشيات إيرانية أبرزها في بلدتي الصالحية والسويعية وشارع الهجانة بمدينة البوكمال بريف المحافظة.
الجدير ذكره أن الميليشيات الإيرانية كانت قد كثفت من نقل العناصر والسلاح إلى المناطق التي تحتلها في ريف ديرالزور، على ضوء الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة برمتها.
وكانت أفادت مصادر محلية في محافظة دير الزور، بأن المليشيات الإيرانية استقدمت مزيداً من التعزيزات العسكرية عبر الحدود السورية العراقية، وذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات إلى قواعد قوات التحالف الدولي في المنطقة.
أصدر الـ"مركز الإعلامي" لدى "قوى الأمن الداخلي" (الآسايش) الذراع الأمنية لقوات "قسد"، يوم الثلاثاء 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، بياناً أعلنت فيه مقتل 3 من عناصرها بانفجار سيارة وقع الليلة الماضية في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
وقالت استخبارات "قسد"، إن "جهات معادية" (لم تسمها) نفذت أمس الاثنين تفجيراً مساء بواسطة عبوة ناسفة مزروعة في سيارة من نوع "هونداي" تابعة لـ"دار جرحى الحرب" وذلك بحي الصالحية قرب دائرة المياه في مدينة الحسكة.
ورجحت "الآسايش" أن العبوة كانت "موصولة بجهاز تحكم عن بعد"، وربطت بين العملية التي قالت إنها أدت إلى مقتل 3 أعضاء من "قسد"، وبين ما قالت إنه عملها في "مكافحة الإرهاب وتطهير قرى ريف الحسكة وخصوصاً منطقة الهول والمُخيم من خلايا الإرهابيين".
وأعلنت استخبارات "قسد"، فتح تحقيق بعملية التفجير، ولفتت إلى أن 2 من قتلى التفجير هم من جرحى الحرب الذين أصيبوا أثناء المعارك التي خاضوها ضد "داعش" إضافة لسائق السيارة، وجاء البيان الرسمي عقب ساعات من انفجار سيارة في الحسكة.
ووفقًا لمصادر محلية، أكدت أن الانفجار وقع في الشارع العام بين حيي العزيزية والصالحية بمدينة الحسكة شمال شرق سوريا ما أدى إلى سقوط قتلى وأضرار مادية في محيط الحادث، وقد سارعت فرق الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من التفجيرات المماثلة وقعت في سيارات ومقرات ومراكز أمنية لقوات "قسد"، مناطق شمال وشرق سوريا، منها في شارع "القوتلي" بمدينة القامشلي، وكان قتل عناصر من قوات الأسايش التي تعتبر ذراعا لقوات "قسد" إثر انفجار سيارة مفخخة أمام مقر الدفاع الذاتي بالقرب من مدرسة الزراعة في منبج بريف حلب الشرقي.
أكد "جيف كريسب" الباحث الزائر في مركز دراسات اللاجئين بجامعة "أكسفورد"، على ضرورة منح اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم من لبنان حق الحماية الدولية المستمرة، "نظراً للتهديدات الخطيرة لحياتهم وحريتهم في كلا البلدين".
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رولا أمين، إن اللاجئين عادة ما يفقدون وضع الحماية، في حال غادروا البلد الذي تم تسجيلهم فيه، ولفتت إلى أن كيفية تطبيق ذلك بالوضع الحالي غير واضحة، خاصة أن النزوح من لبنان تم "في ظروف قاهرة".
وأضافت: "نظراً للوضع الراهن، يجب تطبيق الإجراءات مع ضمانات ضرورية وبروح إنسانية"، في حين لفت الأستاذ في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، جوزيف ضاهر، إلى أن عدد الاعتقالات للعائدين من لبنان ليس كبيراً، إذ قد لا تنظر حكومة دمشق إلى العائدين باعتبارهم تهديداً لأنهم في الغالب من النساء والأطفال.
ووصف ضاهر، محاولات حكومة دمشق إظهار الترحيب باللاجئين العائدين بأنها "دعاية"، قائلاً: "إنها غير راغبة وغير مستعدة من الناحية الاقتصادية أو السياسية للقيام بذلك"، وفق وكالة "أسوشيتد برس.
وسبق أن قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها، إن السوريين الفارين من العنف في لبنان يواجهون مخاطر القمع والاضطهاد على يد حكومة النظام عند عودتهم، بما يشمل الإخفاء القسري، والتعذيب، والوفاة أثناء الاحتجاز، ولفتت إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة ضد لبنان منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2024 أجبرت مئات آلاف السوريين على الفرار عائدين إلى سوريا،
وبين المؤسسة أن السوريين الفارين من لبنان، وخصوصا الرجال، يواجهون خطر الاعتقال التعسفي والانتهاكات على يد السلطات السورية، وقد وثقت "هيومن رايتس ووتش" أربعة اعتقالات بحق أشخاص عائدين خلال هذه الفترة، بينما أفادت مجموعات أخرى، منها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، عن عشرات حالات الاعتقال الإضافية.
وقال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "يُجبر السوريون الفارون من العنف في لبنان على العودة إلى سوريا، حتى مع بقاء سوريا غير صالحة للعودة الآمنة أو الكريمة وفي غياب أي إصلاحات ذات مغزى لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح. الوفيات المريبة للعائدين أثناء احتجازهم تسلّط الضوء على الخطر الصارخ المتمثل في الاحتجاز التعسفي والانتهاكات والاضطهاد بحق الفارين والحاجة الملحة إلى مراقبة فعالة للانتهاكات الحقوقية في سوريا".
ولفتت إلى استمرار حكومة الأسد والجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء من سوريا في منع المنظمات الإنسانية والمنظمات الحقوقية من الوصول الكامل وغير المقيد إلى جميع المناطق، بما يشمل مواقع الاحتجاز، ما يعيق جهود التوثيق ويحجب الحجم الحقيقي للانتهاكات.
وأجرت "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع ثلاثة سوريين في لبنان وثمانية سوريين عادوا إلى سوريا، وكذلك أقارب خمسة رجال اعتقلتهم السلطات السورية بعد عودتهم من لبنان في أكتوبر/تشرين الأول. كما أجرت مقابلات بشأن مصير المرحّلين مع باحثَيْن حقوقيَّيْن سوريَّيْن، بالإضافة إلى مقابلات مع أشخاص آخرين عدة، منهم أقارب المرحّلين.
وكانت أصدرت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" يوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/أكتوبر، تقريرها حول اللاجئين السوريين العائدين من لبنان إلى سوريا، تحت عنوان "معاناة العودة: انتهاكات جسيمة تواجه اللاجئين السوريين العائدين من لبنان"، موضحة أنَّه تم اعتقال ما لا يقل عن 26 شخصاً، بينهم امرأة، وتعرض أحدهم للوفاة تحت التعذيب في مراكز احتجاز النظام السوري خلال الفترة من 23 أيلول/سبتمبر إلى 25 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
أوضح التقرير، الذي جاء في 20 صفحة، أنَّ اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون أوضاعاً متدهورة تجعلهم في أزمة حادة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، والسكن، والرعاية الصحية. ومع انعدام الخيارات الآمنة والبدائل المتاحة لهم للبقاء في لبنان، يجد البعض أنفسهم مضطرين للعودة إلى سوريا، رغم المخاطر الأمنية وعدم الاستقرار. ويقف هؤلاء اللاجئون أمام معضلة كبيرة بين انعدام الأمان والموارد في لبنان، وغياب الضمانات الأمنية لدى عودتهم إلى سوريا، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة تزيد من معاناتهم وتفاقم المأساة الإنسانية.
وأكدت الشَّبكة أنَّ رغم حالات العودة الجزئية والقسرية لبعض اللاجئين السوريين، لا تزال سوريا بيئة غير آمنة لهم، حيث يستمر النظام السوري في ممارساته القمعية، من اعتقالات تعسفية، واختفاء قسري، وتعذيب.
وثّقت الشَّبكة اعتقال قوات النظام ما لا يقل عن 208 من العائدين قسراً منذ بداية عام 2024، بينهم طفلان وست نساء، ولقي ستة من المعتقلين حتفهم تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز. كما يستمر النظام في إصدار تشريعات تتيح له الاستيلاء على ممتلكات اللاجئين والمشردين قسراً، ضمن سياسة ممنهجة لتعزيز السيطرة على الأراضي والممتلكات التي تركها أصحابها.
وتتعدد الانتهاكات الموثَّقة في التقرير، وتشمل الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، والتجنيد الإجباري على يد قوات النظام السوري، إضافة إلى عمليات الابتزاز المالي، والتمييز في توزيع المساعدات الإنسانية. كما استعرض التقرير الإجراءات المجحفة التي اعتمدتها بعض أطراف النزاع للسماح بعودة اللاجئين إلى مناطقها، بما في ذلك التحكم بفتح وإغلاق المعابر، وإجراء تحقيقات أمنية، وفرض وجود كفيل، إلى جانب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي واجهها اللاجئون عند العبور بين مناطق السيطرة المختلفة.
بحسب قاعدة بيانات الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان، تم توثيق اعتقال ما لا يقل عن 26 لاجئاً، بينهم امرأة، عادوا من لبنان هرباً من تصاعد النزاع بين إسرائيل ولبنان، وذلك خلال الفترة من 23 أيلول/سبتمبر حتى 25 تشرين الأول/أكتوبر 2024. من بين هؤلاء، اقتيد أربعة للتجنيد الإجباري أو الاحتياطي، بينما قُتل أحد المعتقلين نتيجة التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، حيث تم تسليم جثمانه إلى أسرته.
ووفق الشبكة فإن هذه الأرقام تبرز استمرار النهج القمعي للنظام السوري تجاه العائدين، وتوضح غياب الضمانات الحقيقية رغم الإجراءات الشكلية المفروضة عليهم، مما يؤكد أنَّ الانتهاكات الحالية لا تختلف كثيراً عن تلك التي دفعتهم إلى اللجوء في البداية، ليظل الاعتقال والتجنيد القسري والاختفاء القسري واقعاً يتفاقم في حياتهم.
أشار التقرير إلى أنَّ اللاجئين اللبنانيين استفادوا من مراكز إيواء رسمية بلغ عددها نحو 30 مركزاً موزعاً في محافظات ريف دمشق، طرطوس، اللاذقية، حمص، حماة، وحلب، بينما بقي غالبية اللاجئين السوريين، وخاصة من تهدمت منازلهم، بدون مأوى رسمي. وقد اضطر كثير منهم للاعتماد على دعم الأقارب أو اللجوء إلى تجمعات غير رسمية، وقضى آخرون فترات طويلة في العراء، حيث تلقت بعض الأسر مساعدات من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عبر شركائها المحليين المرتبطين بالنظام السوري، إلا أنَّ هذه المساعدات لم تكن كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأورد التقرير أنَّ التقديرات تشير إلى أنَّ حوالي 23,409 لاجئاً سورياً عائداً من لبنان، أي نحو ربع عدد العائدين، توجهوا إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، إما لانتمائهم لتلك المناطق أو لتجنب المخاطر الأمنية في مناطق النظام. عبر معظم هؤلاء اللاجئين من معبر الطبقة في محيط الرقة أو معبر التايهة قرب منبج في ريف حلب، للوصول إلى شمال شرق سوريا، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد (في محافظات الحسكة، والرقة، ودير الزور. بينما توجه آخرون عبر معبر عون الدادات قرب منبج إلى شمال غرب سوريا، الخاضع لسيطرة قوات الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام.
انطلقت القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، بحضور الإرهابي "بشار الأسد" لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، الذي أكد خلال كلمته بأن الأولوية حاليا هي وقف المجازر، ووقف الإبادة ووقف التطهير العرقي، دون أن يتطرق لحرب الإبادة والتطهير التي يمارسها منذ سنوات بحق الشعب السوري.
وقال "بشار" في كلمته في القمة، إن "المشكلة تحدد الوسيلة والوسيلة أساس النجاح، وهنا جوهر اجتماعنا اليوم الذي أرجو أن يكون ناجحاً ونوفق باتخاذ القرارات الصائبة، ولن أتحدث عن حقوق الفلسطينيين التاريخية الثابتة وحتمية التمسك بها أو واجبنا تجاه دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني وشرعية المقاومة في كلا البلدين"".
وأضاف أنه "منذ عام والجريمة مستمرة، وفي العام الماضي أكدنا على ضرورة وقف العدوان، وكانت حصيلة السنة المزيد من الشهداء والمهجرين في فلسطين ولبنان، نحن لا نتعامل مع شعب بل مع قطعان من المستوطنين وحكومة مجرمة مريضة بوهم التفوق".
وتابع الإرهابي وقاتل الأطفال في سوريا كلمته بالقول: "نقدم السلام فنحصد الدماء، وتغيير النتائج يستدعي استبدال الآليات والأدوات"، معتبراً أن الأولوية حاليا لوقف المجازر ووقف الإبادة ووقف التطهير العرقي.
وكانتقالت صفحة "الرئاسة السورية"، إن الإرهابي "بشار الأسد" بحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي ضد بعض دولها.
وأضافت أن الأسد وبن سلمان ناقشا أهمية تنفيذ مخرجات قمة الرياض، كما أكدا أهمية مركزية القضية الفلسطينية، وخطورة توسيع رقعة العدوان على دول أخرى في المنطقة، وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين دمشق والرياض وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وافتتح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القمة، مؤكداً ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مجدداً رفض المملكة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان.
تعرض "الشيخ سليمان عبد الباقي"، قائد تجمع أحرار جبل العرب، في محافظة السويداء، اليوم الاثنين 11 تشرين الثاني، لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين هاجموا سيارته بالرصاص أمام مشفى السويداء الوطني، ما أدى لإصابته مع اثنين آخرين بجروح.
وقال موقع "السويداء 24" إن الرصاص اخترق سيارة عبد الباقي، ما أدى لإصابته برصاصة نافذة، وفق مصدر طبي. كما أصيب شخص آخر في رأسه، وثالث بجروح طفيفة، بحسب مصدر طبي.
وأكد المصدر الطبي، أن حالة "الشيخ سليمان عبد الباقي" الصحية ليست حرجة، في حين أن الشخص المصاب برأسه حالته خطيرة، وليس مؤكداً بعد إن كان مرافقه أو أحد المارة، حيث حصل الاستهداف في منطقة مكتظة بالمارة.
ولفت الموقع إلى تجمع العشرات بعد انتشار الخبر في مشفى السويداء الوطني. كما تبدو أثار الرصاص كيف اخترق سيارة عبد الباقي من الجهة الخلفية، مع وجود أثار للدماء داخل السيارة وعلى جانبها الأيمن.
ووفق الموقع، لوحظ استنفار لدى مختلف المراكز الأمنية في السويداء، عقب انتشار الأخبار عن محاولة اغتيال عبد الباقي المعروف بمواقفه المناوئة للنظام.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن المسلحين الذين نفذوا عملية الاغتيال كانوا يستقلون سيارة مفيمة، وقد فتحوا النار من نوافذ سيارتهم، وذلك في منطقة تشهد حركة سكانية كثيفة، وتتواجد فيها العديد من كاميرات المراقبة.
أعلنت "غرفة صناعة دمشق وريفها"، عن مبادرة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية تهدف إلى دمج اللاجئين اللبنانيين والعائدين السوريين في سوق العمل المحلي، وتوفير فرص عمل لهم، ما أثار تعليقات متباينة.
وقالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن نائب رئيس غرفة صناعة دمشق "لؤي نحلاوي"، استقبل وفداً من منظمة العمل الدولية لمناقشة سبل توفير فرص العمل لـ"اللاجئين اللبنانيين" إضافة إلى دراسة احتياجات السوق وربطها بمهارات العائدين.
وبحسب بيان صادر عن غرفة صناعة دمشق وريفها اقترح نحلاوي إقامة ملتقيات عمل في دمشق ومناطق أخرى تجمع بين أرباب العمل والوافدين لتوظيف المهارات المتاحة في السوق السوري.
وعلق الخبير الاقتصادي "جورج خزام" على البيان بقوله "وخاصة بعد ما اللبناني يعرف أن راتبه في الشهر 20 دولار أمريكي"، وطالب سكان مناطق سيطرة نظام الأسد بتأمين فرص عمل للسوريين وخاصة من خدموا في قوات الأسد لسنوات طويلة.
وكان أعلن الهلال الأحمر لدى نظام الأسد عن لقاء بين "خالد حبوباتي" رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، و"طلال المصري" أمين عام المنظمة، بالصليب الأحمر البريطاني، والنرويجي والكندي.
وعرض "حبوباتي" (ذراع النظام لسرقة الدعم الدولي) الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا لاسيما بعد توافد آلاف العائلات من لبنان واستقبالها في مجتمعات تعاني أساساً من تداعيات الأزمة والتغيّر المناخي والزلزال، وفق تعبيره.
وصرح "أحمد الحاج أحمد"، رئيس بلدية الغور الغربية في ريف حمص الشمالي أن أهالي الغور استضافوا عدد من اللاجئين اللبنانيين وقاموا بتأمين منازل لهم، مشيرا إلى تأمين مادة الخبز يوميا لهم من مخبز تلذهب الاحتياطي، في وقت يعاني فيه سكان النظام صعوبات كبيرة لتحصيل الخبز.
كما قام "فرع الهلال الأحمر" لدى نظام الأسد بتقديم المساعدات من سلل غذائية وصحية وفرش وبطانيات، وذكر أن "الجمعية الخيرية الإسلامية"، تقوم بتوزيع سلة منظفات، وأشار إلي تأمين اسطوانات غاز و خطوط اتصال مع التحاق عدد من الطلاب اللبنانيين بالمدارس.
وكان عقد رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" يوم الثلاثاء 24 أيلول/ سبتمبر الماضي، اجتماعاً مع الحكومة الجديدة، وصرح بأنّ تزامن تشكيل الحكومة مع التصعيد في لبنان يجب أن يجعل العنوان الأساسي لها الوقوف مع لبنان قبل كل العناوين الأخرى.
قصفت طائرات حربية إسرائيلية ظهر يوم الاثنين 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، مواقع لميليشيات نظام الأسد وإيران جنوب حمص، بينما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية إدانة غارات إسرائيلية على منطقة السيدة زينب جنوب دمشق أمس الأحد.
وفي مؤتمر صحفي قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "إسماعيل بقائي" إن بلاده تدين بشدة ما وصفه بـ"الهجوم العدواني" ضد مبنى سكني بدمشق، داعياً لحظر تزويد إسرائيل بالأسلحة وطردها من الأمم المتحدة.
وفي تكرار لغارات الأمس، قصفت طائرات حربية إسرائيلية مواقع جانب ضاحية المجد بريف حمص الجنوبي، وسط معلومات عن استهداف مخازن أسلحة وذخيرة ومراكز وآليات تتبع لـ"حزب الله" و"الحشد الشعبي العراقي" جنوبي حمص.
وطالت الغارات منطقة قرب المدينة الصناعية في حسياء الخاضعة لسيطرة ميليشيات إيرانية، ومحيط منطقة شنشار بريف حمص الجنوبي، التي تضم مستودعات أسلحة ومقرات للميليشيات الإيرانية وسط سوريا.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد أن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت "قافلة مساعدات إنسانية قرب منطقة شمسين جنوب حمص" ومعلومات عن انقطاع طريق حمص - دمشق نتيجة الغارات، فيما قالت مصادر أن الطريق لم يتعرض لأضرار بل أن دوريات أمنية وعسكرية قطعت الطريق أمام المارّة.
وقالت وكالة أنباء النظام "سانا"، إن قطع طريق "حمص- دمشق" مؤقتاً جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مكان تجمع مساعدات للاجئين اللبنانيين بمنطقة شمسين جنوب حمص بالقرب من الاتستراد الدولي.
هذا وخلال حوالي شهر قصفت طائرات حربية إسرائيلية المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا 27 مرة، وأشارت مصادر إلى أن الضربات استهدفت مواقع ومعابر حدودية رسمية وغير شرعية وطرقاً فرعية وترابية، تستخدم للتنقلات بين سوريا ولبنان.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد عن مقتل "سبعة مدنيين بينهم أطفال ونساء استشهدوا وأصيب عشرون آخرون جراء عدوان إسرائيلي استهدف أحد الأبنية السكنية في منطقة السيدة زينب بريف دمشق"، وفق نص البيان.
هذا ويوم أمس تعرضت شقة في مبنى في منطقة "السيدة زينب" جنوب العاصمة السورية دمشق لغارة إسرائيلية، أدت إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 23 آخرين كحصيلة غير النهائية، وسط دمار في الموقع المستهدف.
ويذكر أن هذه الحصيلة حسبما نقلت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن مصادر طبية في مستشفى "الصدر" الذي تديره إيران في المنطقة، وسط تقارير تتحدث عن الغارات أدت لمقتل القيادي في ميليشيا حزب الله "علي موسى دقدوق"، دون إعلان رسمي حتى الآن.
أفادت مصادر محلية أن نقاطاً عسكرية تابعة لقوات النظام، بما في ذلك نقاط انتشار الفرقة 18، تعرضت لهجمات متكررة من جانب تنظيم داعش في بادية السخنة شرقي حمص.
وأكد موقع "البادية 24" أن الهجمات نفذت باستخدام أسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة، بالإضافة إلى قذائف من نوع RPG، وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.
وادعت مصادر موالية أن غارات جوية روسية مع غارات للطيران المروحي لدى نظام الأسد، على مواقع لـ"داعش" في جبال بادية تدمر والسخنة شرقي حمص وزعمت تدمير وقتل عدد من خلايا التنظيم.
وقال المراسل الحربي في ميليشيات لواء القدس "محمد أبو الليل" يوم أمس في منشور له على حسابه في فيسبوك إن عناصر اللواء يخوضون اشتباكات يومية على جبهة السخنة بريف حمص الشرقي، ضد "داعش"، وفق تعبيره.
وذكر أن ميليشيات "لواء القدس"، خسرت في الأسبوع الماضي عنصرين وإصابة 14 عنصر على يد خلايا داعش، وذكر أن الفرقة 18 في قوات الأسد تساند اللواء في هذه المواجهات على حد قوله.
وزعم أن "لواء القدس" الذي يقوده "محمد السعيد" منذ 2013 بدعم من مخابرات الأسد، تمكن من تدمير آليتين لـ"داعش" ومصادرة آلية وجد فيها أسلحة وقناصات وذخيرة ومعدات طبية وأجهزة اتصال.
وكانت تناقلت صفحات وحسابات موالية لنظام الأسد في تشرين الأول الماضي معلومات عن مقتل 12 عنصر من قوات النظام إثر هجوم قالت إن خلايا تتبع لتنظيم داعش نفذته في البادية السورية، الأمر الذي أكده "محمد الحلو" مصور داخلية الأسد.
قال "فادي مرعي" رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي في سوريا، إن علاقة أمريكا مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي عبارة عن عقود لا غير، ولا توجد اتفاقات سياسية بينهم كما أن علاقتها مع النظام لم تتوقف يوماً.
وأضاف السياسي الكردي في تصريح لموقع (باسنيوز)، أن "الوضع السوري بشكل عام بعد جملة التغيرات الدولية والإقليمية لم تعد من أوليات الدول ذات في الوضع السوري"، ولفت إلى أن "السياسة الأمريكية لم يحددها الرئيس المنتخب حيث هناك مجلس الشيوخ والكونغرس يرسمون سياسات أمريكا لسنوات عدة مستقبلاً".
واستبعد مرعي "أن يقوم ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، حيث هناك تجارب سابقة لترامب عندما تحدث عن أمور عديدة لكنها كانت مجرد كلام ودعايات إعلامية ولم تترجم إلى قرارات".
ولفت إلى أن "بعض التصريحات لا يمكن الأخذ بها على أنها قرار نهائي لترامب ملف سحب القوات الأمريكية من سوريا معقد جدا ويحتاج إلى التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا، وغيرها وسوريا هي الأرض الملائمة لأمريكا لمنافسة خصومها من الدول".
وحول مصير "قسد" قال مرعي: "في ظل جميع الإدارات الأمريكية حيث أكثر من مرة صرحت أمريكا بأن علاقتها مع "قسد" عقود لا غير لا توجد اتفاقات سياسية بينهم كما أن علاقة قسد مع النظام لم تتوقف يوماً".
وأشار السياسي الكردي إلى أن "المطلوب كرديا إن لم تكن هناك تغيرات أو هناك تغيرات، فإن وحدة الصف والموقف الكردي السبيل الأمثل لتحقيق مستقبل غربي كوردستان وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة"، وفق موقع "باسنيوز".
وكانت توقعت "سينم محمد" ممثلة مجلس سوريا الديمقراطي "مسد" في الولايات المتحدة، أن تكون السياسة التي سيتبعها الرئيس الأميركي "دونالد ترمب"، مختلفة عن سياساته خلال ولايته الأولى حيال سوريا والمنطقة.
واعتبرت المسؤولة الكردية أن "الأوضاع السياسية والأمنية في العالم ومنطقتنا الآن، اختلفت عما كانت عليه عندما كان رئيساً لأول مرة، لذلك سياسته حسب ما وعد في حملته الانتخابية هي إيقاف الحروب واتخاذ نهجاً جديداً".
وقالت: "سوف يستمر ترمب بحربه على الإرهاب، لأنه عمل سابقاً عليها، وستعتمد سياسته التي سيتخذها تجاه الشرق الأوسط على من سيختاره للعمل معه في الشؤون الخارجية، وعبرت عن أملها في أن تكون سياسة ترمب تجاه سوريا متجهة لإيقاف الأزمة وإحلال الاستقرار والسلام فيها.
وكان هنأ قائد قوات "قسد" الكردية مظلوم عبدي، ترمب على فوزه في الانتخابات، وقال عبر منصة "إكس": "أتطلع إلى العمل معاً كما فعلنا في الماضي، على استعداد لتعزيز شراكتنا وتوفير الاستقرار للمنطقة".
وكانت قالت مصادر سياسية كردية، إن قيادة قوات سوريا الديمقراطية وذراعها السياسي "مسد" يتوجسان من عودة الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" إلى البيت الأبيض، بسبب الإرث الذي خلّفه في المنطقة أثناء رئاسته الأولى (2016-2020).
ورأى المصدر - وفق صحيفة النهار - أنّ نوعين من القرارات التي قد تتّخذها الإدارة الأميركية قد تمسّ بما هو قائم من استقرار نسبي في شمال وشرق سوريا، ومنها إجراءات مستعجلة بالانسحاب العسكري، قبل إحراز أي توافقات سياسية تؤمّن وضعيّة ما لـ"قسد".
ونقلت الصحيفة عن المصدر السياسي الكُردي قوله، إن هذه المخاوف ليست محصورة بـ"قسد"، وإن كانت التنظيم السياسي والعسكري الذي قد يكون الأكثر تعرّضاً لتأثيرات سياسات الإدارة الجمهورية في حال فوز ترامب في الانتخابات المُنتظرة، مضيفاً أنّ كلّ القوى السياسية في منطقة شمال شرقي سوريا، بما في ذلك القواعد الاجتماعية والشعبية في هذه المنطقة، سواء أكانت كردية أم عربية أم سريانية، تتخوّف من ذلك.
ورأى المصدر أنّ نوعين من القرارات التي قد تتّخذها الإدارة الأميركية قد تمسّ بما هو قائم من استقرار سياسي وأمني نسبي في تلك المنطقة، ومنها إجراءات مستعجلة بالانسحاب العسكري من سوريا، قبل إحراز أي توافقات سياسية تؤمّن وضعيّة ما لـ"قسد"، كذلك قد تدخل الإدارة الجمهورية في صفقات سياسية/أمنية ارتجالية مع الأطراف المتصارعة ضمن الملفّ السوري، سواء مع تركيا أم مع روسيا، وحتى مع إيران نفسها.
وكانت اتّخذت الإدارة الأميركية الجمهورية (2016-2020) في عهد ترامب قرارات مماثلة أثناء فترة حُكمها، فما أن تمكنت من كسب فوز معنوي بالشراكة مع "قسد" عبر القضاء على تنظيم "داعش" في ربيع عام 2019، بعد معركة الباغوز، حتى أقدمت على مجموعة من القرارات السريعة التي أضرّت بموقع "قسد" وقدرتها على السيطرة الميدانية في مناطق وجودها.
وكان أصدر الرئيس ترامب فجأة قراراً بسحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا وإخلاء العشرات من القواعد العسكرية، حتى تدخلت المؤسسات الأمنية الأميركية، وأوقفت تنفيذ القرار كاملاً.
علاوة على ذلك توافق ترامب شخصياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أواخر عام 2019، ما سمح للقوات التركية باستهداف المنطقة الممتدة من بلدة رأس العين حتى بلدة تل أبيض، التي كانت ضمن سيطرة "قسد"، بعملية عسكرية والسيطرة عليها.
ووفق الصحيفة، لا تعبّر "قسد" عن مخاوفها من عودة ترامب صراحة، تجنباً لأيّ تأثيرات لذلك على مواقفه مستقبلاً، لكنّها تعتبر أنّ أي سياسات من مثل تلك قد تؤدّي إلى انبلاج ثلاث قوى عسكرية على أرض الواقع، تناهضها جميعها.
وعزا السياسي ذلك إلى أن مثل هذه القرارات قد توصل رسائل تشجيعية إلى "داعش"، الذي تقول آخر التقارير العسكرية الأميركية إنّه زاد من مستويات تنظيمه وقدرته على شنّ هجمات مركّزة في كلّ من سوريا والعراق. والكثير من مناطق شمال شرقي سوريا، بالذات تلك الصحراوية والقريبة من الحدود السورية العراقية، لا تزال هشّة أمنياً، ومن دون تغطية أمنية وجوية واستخبارية أميركية، ما قد يعيد إلى "داعش" القدرة على تنشيط دورها.
كما أن قرارات الإدارة الأميركية ستدفع بالانسحاب أو التوافق مع تركيا، هذه الأخيرة إلى أن تزيد من تطلّعاتها للسيطرة المزيد من المناطق من شمال شرقي سوريا، وإن على دفعات، وهي أساساً لم توقف حملات قصفها شبه اليومية في المنطقة. وحتى في حال تدخّل النظام السوري وبدعم من روسيا لإيقاف مثل هذا التمدّد التركي، فإنّها ستشترط أن تشغل مكان "قوات سوريا الديموقراطية"، مثلما فعلت عام 2019، وهذا يمسّ حتى في إمكان بقاء "قسد".
في السياق، قال الكاتب الباحث في "مركز الفرات للدراسات" الدكتور وليد جليلي، لـ"النهار"، إنّ عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستدفع "قسد" إلى اتّخاذ إجراءين سريعين، تجنباً لأي آثار "كارثية" قد تحدث بعد شهور من استقرار الإدارة.
وأضاف: "خلال المرحلة الفاصلة بين الانتخاب وتسلّم الإدارة التي تمتدّ لأكثر من شهرين، سوف تحاول الأدوات السياسية لقوات سوريا الديموقراطية استكشاف الاستراتيجية السياسية الكلية لهذه الإدارة، بالضبط من حيث مستويات اختلافها عمّا كانت عليه خلال الولاية السابقة، وطبعاً ستحذّر من تأثيرات ذلك على الأمن القومي الأميركي، وكل حلفائها السياسيين في المنطقة.
وأشار إلى أنه في حال اكتشاف استمرار الإدارة بالاستراتيجية السابقة نفسها، ستجد نفسها مُجبرة على خلق توافقات سياسية في مناطق حُكمها، بالذات مع الأطراف السياسية المحلية، ومع النظام السوري نفسه، وإن من موقع الضعف، درءاً لأي عواقب أكبر".
تحدثت مصادر أمنية عراقية، عن تكثيف نشاط الطيران المسير الأمريكي على الحدود بين العراق وسوريا، بهدف مراقبة ورصد أنشطة الميليشيات الموالية لإيران، لا سيما عمليات نقل الأسلحة والمقاتلين بين البلدين أو شن الهجمات، بالتوازي مع استمرار التوتر العسكري في عموم الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أمني عراقي لموقع "العربي الجديد"، إن العملية الجارية أشبه ما تكون بفرض "حظر أمريكي" على نشاط الفصائل العراقية لإسناد "حزب الله" اللبناني، أو تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وأكد أن نقل السلاح من العراق إلى سوريا تراجع في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أن "الطيران المسير يسعى إلى الكشف عن مواقع انطلاق الهجمات باتجاه قواعد الاحتلال"، وهو ما يفسر تحول الفصائل العراقية إلى إطلاق الطائرات المسيرة ليلاً فقط.
وبينت المصادر أن الطيران الأمريكي المسير يغطي سماء مدينة الرمادي والمناطق الغربية وصولاً إلى الحدود العراقية - السورية، وأشارت إلى أن المسيرات تحلق على مستويات متوسطة الارتفاع، لمراقبة الحدود والقوافل المتجهة إلى الأراضي السورية، التي قد تكون محملة بالأسلحة والمقاتلين.
وسبق أن كشفت "وزارة الداخلية العراقية"، في بيان لها، عن إطلاق مشروع لنصب 100 كم من الكونكريت على الحدود مع سوريا، قالت إنها جزء من الإجراءات الأمنية لتأمين حدودها مع سوريا، سبق ذلك نصب كاميرات حرارية، وحفر خنادق، ونصب جدار كونكريتي لمنع تسلل "الإرهابيين".
وقالت الوزارة، إنها أطلقت العمل في مشروع لتحصين جزء "مهم" في حدود العراق، من خلال نصب 100 كم من الجدران الكونكريتية، شمال وجنوب نهر الفرات في منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار.
ولفتت إلى أن "نصب الجدار مع سلسلة التحصينات الأمنية الأخرى، أسهم في تحقيق ضبط كبير للحدود العراقية السورية، لم يشهد له مثيل طوال تاريخ الدولة العراقية".
وعبر مراقبون عن مخاوفهم مع إعلان العراق وصول نحو خمسة الاف لبناني تركوا مناطقهم هربا من العمليات العسكرية الاسرائيلية، من إمكانية أن تستغل جهات بعض الجهات الظرف الإنساني الطارئ للتسلل عبر الحدود بين العراق وسوريا.
ولطالما كانت الحدود مع سوريا، عامل قلق بالنسبة للسلطات العراقية، حيث أستخدمت لسنوات معبرا لعناصر تنظيم "داعش" للتنقل بين البلدين، وعززت وزارة الداخلية في العامين الأخيرين قوات قيادة حماية الحدود، ونصبت مجموعة مخافر في نقاط حدودية عدة، بعد أن خصص مجلس الوزراء مبلغ 10 مليارات دينار عراقي في عام 2023 لتعزيز تأمين الحدود.
تبدأ، أعمال الجولة الـ22 من مسار "أستانا" اليوم الاثنين 11 تشرين الثاني، حول سوريا، بين مايسمى الدول الضامنة وهي (تركيا وروسيا وإيران)، في حين أن التوقعات تشير إل بقاء الوضع على ما هي عليه منذ مارس/آذار 2020، وانتظار توجهات الإدارة الأميركية الجديدة حيال الملف السوري برمّته.
وتتناول النسخة الـ22 من الاجتماعات إيجاد حل للأزمة السورية، وإجراءات بناء الثقة بين الأطراف، وإعادة إعمار سوريا وشروط عودة السوريين إلى وطنهم، وتجري الوفود خلال المحادثات اليوم اجتماعات تشاورية ثنائية، حيث يمثل تركيا في المحادثات وفد برئاسة السفير إحسان مصطفى يورداكول مدير عام العلاقات الثنائية السورية في وزارة الخارجية.
ويترأس الوفد الروسي الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، فيما يترأس الوفد الإيراني علي أصغر حاجي، مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية.
ويشارك في الاجتماعات وفد النظام الذي يرأسه نائب وزير الخارجية أيمن رعد، فيما يرأس وفد المعارضة أحمد طعمة، بالإضافة إلى الوفد الذي يرأسه الممثل الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون.
ويشارك في الاجتماعات أيضا ممثلون عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي، كما يحضر مراقبون من الأردن ولبنان والعراق.
وقال "ألكسندر لافرينتيف" مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، على هامش مفاوضات أستانا اليوم الاثنين، إن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لمنع امتداد أزمة الشرق الأوسط إلى سوريا، ولفت إلى أنه في الجولة الحالية سيتم بحث الوضع في المنطقة وتأثيره على سوريا.
ولفت لافرينتيف إلى أن الجولة الحالية من مفاوضات أستانا تجري في ظل ظروف صعبة من التوتر الإقليمي بسبب الوضع في غزة.
وحول التغييرات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا في عهد ترامب، قال لافرينتيف إن روسيا ترى آفاقا معينة في تغيير محتمل بمسار السياسة الخارجية لدونالد ترامب لكنها لن تنظر إلى التصريحات، بل تأخذ بالإجراءات والمقترحات التي سيقدمها.
وعُقدت الجولة الـ21 من مسار مفاوضات أستانة في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، بمشاركة وفود الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، ووفدي النظام السوري والمعارضة، وحضور الأردن ولبنان والعراق بصفة مراقبين، إضافة إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ومن المتوقع ألا يحدث أي اختراق مهم خلال الجولة الـ22 في الملفات التي يتعامل معها مسار أستانة، خصوصاً لجهة ملف المعتقلين في سجون النظام. ومن ثم لن تكون هذه الجولة مختلفة عن سابقاتها لجهة الدفع بشكل جدي إلى التوصل لحلول، من خلال الانخراط مجدداً في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة والمتوقفة منذ عام 2022.