قال عضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إنّ مقاطعة قوى المعارضة السورية المؤثرة قد يدفع روسيا إلى تأجيل "مؤتمر الحوار الوطني" في منتجع سوتشي حتى فبراير/شباط أو مارس/آذار من العام المقبل.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف، أحمد رمضان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مقاطعة القوى السورية المؤثرة، واستياء دول رئيسية، وتحذير أميركي من خلال اتصال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، يدفع روسيا إلى تأجيل مؤتمر سوتشي، ربما إلى فبراير/شباط أو مارس/آذار 2018، رغم توجيه دعوات لعشرات الأفراد، منهم ثلاثون من مليشيا سورية الديمقراطية".
وكانت المعارضة السورية، متمثلة بـ"وفد قوى المعارضة العسكرية إلى أستانة" و"الائتلاف الوطني" و"الهيئة العليا للمفاوضات" وتيارات وفعاليات أخرى، قد أعلنت، في بيانات منفصلة، عن رفضها "مؤتمر الحوار الوطني"؛ لأنّه "يناقش مستقبل سورية خارج القانون الدولي والقرارات الأممية".
وأعلن نظام الأسد أمس الأحد، استعداده لحضور المؤتمر الذي تحضّر له روسيا، بحسب ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية، كما رحّب النظام أيضاً بما سيتمخّض عن المؤتمر.
وكانت روسيا قد وجهت دعوات إلى العديد من الأطراف السورية، من بينها ممثلون عن مليشيات كردية، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة التركية.
شكّلت "الهيئة العليا للمفاوضات" السورية المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية الموسع "الرياض 2"، وفدها المفاوض في الجولة القادمة من مفاوضات جنيف مع نظام الأسد.
وأفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، بأن وفد هيئة التفاوض إلى جنيف "مؤلف من ثلاثة وعشرين عضواً يرأسهم نصر الحريري، ويضم أيضاً كلاً من: خالد محاميد، وجمال سليمان، وهنادي أبو عرب، وهادي البحرة، وعبد الأحد اسطيفو، وحواس خليل، وصفوان عكاش، وأليس مفرج، وأحمد العسراوي، وفراس الخالدي، ومنير درويش، وقاسم الخطيب، وعمار النحاس، ومحمد الدهني، وأحمد العودة، وياسر عبد الرحيم، وبسمة قضماني، وطارق الكردي، ومهند ديقان، وسامي بيتنجانة، ويوسف سلمان، ويحيى العريضي الناطق الرسمي باسم الوفد".
في المقابل، نقلت وكالة "فرانس برس" عن صحيفة "الوطن" الموالية للنظام أن وفد النظام أرجأ السفر إلى محادثات السلام في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة والمقرر أن تستأنف غدا الثلاثاء.
وقال مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إنه لن يعلق على خطط سفر وفد حكومة دمشق، ونقلت "الوطن" عن مصادر دبلوماسية أن دمشق "مستاءة" من بيان صدر عن اجتماع للمعارضة السورية في الرياض الأسبوع الماضي، وأن دمشق ترى في بيان الرياض "عودة إلى المربع الأول في المفاوضات".
وكانت المعارضة السورية قد شكلت "الهيئة العليا للمفاوضات" إثر مؤتمرها الموسع الذي انعقد في الرياض نهاية الأسبوع الماضي، وتشكلت الهيئة من ستة وثلاثين عضواً من "الائتلاف الوطني، وهيئة التنسيق الوطنية، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة، ومستقلين، والفصائل العسكرية.
ومن المتوقع أن تنطلق الجولة الثّامنة من مفاوضات جنيف حول الانتقال السياسي في سورية صباح يوم غد، الثلاثاء، برعاية الأمم المتحدة، وسط انخفاض سقف التوقعات بتحقيق اختراق من شأنه التوصل إلى حل سياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بالملف السوري والتي بقيت من دون تنفيذ، على الرغم من مرور سنوات على صدورها، وأبرزها بيان جنيف1 الذي صدر منتصف عام 2012، وتعتبره المعارضة المرجع الرئيسي للتفاوض.
ومن المرجح أن تكون هذه الجولة على مرحلتين، يتخللها مؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي، والمتوقع عقده مطلع الشهر المقبل.
أجل وفد نظام الأسد لحضور مؤتمر جنيف المقرر يوم غد، موعد وصوله إلى وقت لاحق لم يحدده، في الوقت الذي تصل فيه الوفود المشاركة في جنيف للبدء بالجولة الثامنة يوم غد الثلاثاء.
ونقلت صحيفة الوطن الموالية لنظام الأسد عن مصادر دبلوماسية في جنيف إن نظام الأسد كان مستاء بعد قراءة مجهرية لبيان "الرياض 2" والتفسير الملتبس لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ تجاه تمثيل المعارضات كافة.
وحسب المصادر فإن نظام الأسد ينظر لبيان الرياض 2 عودة للمربع الأول في المفاوضات، لاسيما فيما يتعلق بفرض شروط مسبقة منها عبارة "سقف المفاوضات رحيل الرئيس بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية"، معتبراً ذلك تجاوز للقرار ٢٢٥٤ ولا يليق بمسار سياسي من شأنه التوصل إلى حل لحرب مستمرة منذ ٧ سنوات.
كرر الطيران الحربي لتابع لقوات الأسد اليوم، غارته الجوية على بلدات الغوطة الشرقية موقعاً المزيد من الضحايا في مجزرة جديدة في بلدة مديرا، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف على باقي بلدات الغوطة وسط اشتداد حدة الحصار على آلاف المدنيين.
وقل ناشطون من الغوطة الشرقية إن طيران الأسد استهدف بعدة صواريخ بلدة مديرا، تركزت على الأحياء السكنية، موقعة مجزرة جديدة راح ضحيتها سبعة مدنيين كحصيلة أولية، وعشرات الجرحى، تعمل فرق الدفاع المدني والإسعاف على إسعافهم للمشافي والنقاط الطبية.
كما استشهد مدني وجرح آخرون بقصف جوي مركز على بلدة عربين، وشهيد آخر في مسرابا بقصف مماثل.
وشهد يوم امس سقوط عشرات الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال، حيث كانت المجزرة الأكبر في بلدة مسرابا والتي راح ضحيتها 21 شهيدا بينهم 3 أطفال وامرأة على الأقل، بالإضافة لإصابة أكثر من 60 مدنيا بجروح مختلفة أغلبهم نساء وأطفال وبينهم أحد متطوعي الدفاع المدني، كما وقعت مجزرة أخرى في بلدة مديرا راح ضحيتها 7 شهداء بينهم طفلين وامرأتين والعديد من الجرحى، كما تعرضت مدينة دوما لقصف مماثل أدى لسقوط شهيدين وعدد من الجرحى.
وتشهد بلدات الغوطة الشرقية منذ قرابة شهر حملة جوية وصارخية من القصف العنيف يستهدف بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، موقعاً العديد من المجازر بحق المدنيين العزل، وسط تزايد شدة الخناق والحصار على ألاف المدنيين.
شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً أمام الدولار خلال الأسبوع الماضي، أرجع البعض أن الحرك السياسي المتسارع حول الملف السوري هو السبب، فيما وجد البعض أنه لعبة مصرفية لإظهار النظام في موقع قوي قادر على التلاعب في السوق وإعطاء صورة أنه يعود بقوة للسيطرة عسكرياً واقتصادياً حتى.
الدكتور "عبد الحكيم المصري" معاون وزير المالية في الحكومة المؤقتة ونقيب الاقتصاديين الأحرار في درعا قال في حديث لشبكة "شام" الإخبارية إن هذا التحسن مؤقت وغير قابل للاستمرار، مرجعه لعدة عوامل داخلية وخارجية.
وبين المصري أنه من الممكن أن يكون الوضع السياسي والسيطرة على مناطق جديدة في دير الزور والرقة لاسيما أنها مناطق البترول من قبل قوات الأسد وحلفائه تأثير كبير، كما أرجع الأمر لاحتمالية تلقي نظام الأسد دعم من حفائه روسيا وإيران بالقطع الأجنبي والذي من شانه أن ينعش الليرة في ظل الحراك السياسي لحل القضية السورية.
وأوضح "المصري" لـ "شام" أن من الملاحظ أن سعر صرف الليرة في السوق السوداء أقل من سعر صرف المركزي وبالتالي يدفع ذلك التجار لسحب الليرة السورية من السوق وبيعه للمركزي بسعر أعلى وتحقيق ربح أسعار وهي عملية محدودة لفترة معينة وبعدة مدة سينعكس الأمر.
وأكد أن انعكاسه على المناطق المحررة واقع لايمكن أن يكون المحرر بمعزل عنه فنجد أنه حتى المواد المستوردة كالسكر والدخان تشهد ارتفاع في الأسعار، وهي لعبة للنظام يستفيد منها أشخاص اقتصاديين يتعاملون معه موجودين في المحرر، وسينعكس في المحرر كون أن غالبية رواتب الموظفين في المنظمات بالدولار وبالتالي انخفاض سعر الصرف مع قيمة الراتب مع بقاء الأسعار.
وذكر "المصري" أن لنظام الأسد طرق عديدة لتثبيت سعر الصرف والحفاظ على الليرة وحمايتها من الانهيار، من خلال إلزام الصرافين ببيع التجار بسعر منخفض مثلا بيع النجار بـ 450 ليرة وهو يشتريها بـ 490 وهنا يحقق الربح للتاجر ويزداد الطلب على الليرة ويزيد القطع الأجنبي لدى البنك المركزي، ولكن هذا كالمريض الذي يعطى خافض حرارة قبل الذهاب للطبيب، وهذا شيئ مؤقت سيعاود للارتفاع من جديد.
كذلك الهدوء على بعض الجبهات وانخفاض حدة المعارك تعطي النظام المجال لزيادة انتاجه وتحسينه وبالتالي تحسين وضع الليرة.
وأردف المصري أنه من المؤكد أن النظام يقوم بسحب القطع الأجنبي من خلال حاجة المناطق المحررة لمواد موجودة في مناطق سيطرته وبالتالي توجه الأموال من المحرر إلى مناطق نظام الأسد عن طريق تجار لاتقبل التعامل إلا بالقطع الأجنبي.
الحل لمنع تأثر المحرر برأيه هو فتح معبر تبادل تجاري بين المناطق المحررة مع الدول المجاورة لها ويكون بيع منتجات المناطق المحررة وتصديرها عبر هذه المعابر ووقف أي تعامل مع نظام الأسد أو أي مواد أو تجار فيها، وكذلك عدم وجود مصرف مركزي في المحرر يعقد الإجراءات، ولكن المقاطعة ووقف التعامل مع نظام الأسد لأسبوعين أو ثلاث ممكن أن يعدل الموقف.
تعتبر مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، من أولى المدن الثائرة ضد الأسد، خرج أبناؤها ضد نظام الاستبداد والتحقوا بالحراك السلمي في أيامه الأولى، كانت أول مظاهرة سلمية لأهالي المدينة والريف تنادي بإسقاط نظام الأسد بتاريخ 25/4/2011 وتلاها مظاهرات أخرى في كل يوم جمعة.
كان رد قوى الأمن التابعة للأسد باعتقال أبناء المدينة وشبابها خلال سلسلة اقتحامات ليلية، واقتيادهم إلى فرع الأمن العسكري في إدلب، فما كان من الأهالي إلا التظاهر من جديد وقطع الطريق الدولي حلب - اللاذقية احتجاجاً على اعتقال أبناء المدينة وطالبوا بإطلاق سراحهم وأجبر فرع الأمن العسكري على إطلاق سراحه المعتقلين في نفس اليوم وكان أول انتصار يحسب على الأمن العسكري المعروف بإجرامه.
واستمرت المظاهرات في كل يوم وكانت تزين ساحة المدينة باللوحات والعبارات المعبرة لمطالب المتظاهرين، وبعد شهر من هذه الحادثة حاول الأمن العسكري اقتحام المدينة أكثر من مرة لرد اعتباره لكنه فشل أمام المتظاهرين وكان آخر اعتداء على المظاهرات في المدينة بتاريخ ٤/٦/٢٠١١ وأدى الهجوم لسقوط عدد من الشهداء من أبناء المدينة و على إثر ذلك انتفض أهالي المدينة والريف وصدوا هجوم الأفرع الأمنية، وتمكنوا بعد معركة شرسة مع الأفرع الأمنية من السيطرة على المدينة وطرد الأفرع الأمنية منها، لتكون جسر الشغور أولى المدن المحررة.
على إثر ذلك حشد نظام الأسد للمدينة وطوقها من عدة محاور لاستعادة السيطرة عليها، دفعت الأهالي للنزوح منها خوفاً من انتقام النظام عناصر الأمن والمخابرات، فكانت أول مدينة تنزح من المنازل وتتوجه باتجاه الريف والحدود التركية، حيث تمكن نظام الأسد من اقتحامها فوجدها خالية على عروشها من سكانها
في عام 2012 تمكنت فصائل الجيش السوري الحر من تحرير ريف جسر الشغور والوصول لمشارف المدينة، التي تمكن نظام الأسد من تحصينها وفصلها عن الريف المحرر لتغدوا سجن كبير يحكمه ضباط الأمن والشبيحة، وبعد ثلاث سنوات على احتلالها قامت فصائل إسلامية ومن الجيش الحر بتحرير المدينة بتاريخ ٢٥ / ٤ /٢٠١١ استمرت المعركة ثلاثة أيام وبقي المستشفى الوطني حيث تمركز فيه الجيش والشبيحة بسبب قوة بناءه وتحصينه حاولت جبهة فتح الشام حينها والحزب الإسلامي التركستاني اقتحام المستشفى أكثر من مرة وقاموا بتفجير ثلاثة مفخخات فيه ما أدى إلى دمار جزء كبير منه لكن دون فائدة وبعد شهر من حصار المستشفى حاولت قوات الأسد الانسحاب منه وقتل أغلبهم أثناء هذه المحاولة.
تعرضت المدينة بعد التحرير لسلسلة حملات قصف جوية عنيفة شارك فيها الطيران الروسي بشكل كبير، وساهم بتدمير غالبية الأبنية السكنية فيها، ودمر مرافقها الخدمية بشكل كبير، كما أجبر غالبية سكانها للنزوح من جديد وإخلاء المدينة، واستمرت حملات القصف بشكل متتابع على المدينة لأشهر عدة.
بعد التحرير خضعت المدينة لسيطرة مشتركة لجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني، ومازالت تحت سيطرتهم حتى اليوم، وكان لهما القرار عسكرياً ومدنياً من مختلف النواحي فيها، ومنع تشكيل أي مجلس محلي لتأمين الخدمات وإعادة الحياة إلا عبر هذه الفصائل لاسيما بعد تشكيل هيئة تحرير الشام وتمكنها من إحكام قبضتها بشكل كامل على المدينة والتملك بقرارها، ولم تشهد أي مظاهرة سلمية ضد الأسد حتى اليوم بسبب منع العسكر لأي حراك مدني فيها.
تعرض ماسلم من المنشآت الخدمية والمرافق العامة من القصف والتخريب لعمليات سلب ممنهجة ومدروسة، بإشراف الفصائل المسيطرة لاسيما الحزب التركستاني والتي اعتبرت كل ماسلم من النظام والقصف "غنائم حرب" وأنه بات ملكاً لها وعاملته على هذا الأساس، فكان الفرن الألي الكبير في المدينة ومعمل السكر من ابرز هذه الغنائم والتي تم تفكيكها بشكل كامل وبيعها في الأسواق لتجار كبار، كذلك المدارس والمنازل التابعة للشبيحة أو المنازل للطوائف الأخرى التي نزحت من المدينة ولم تعد، والأراضي الزراعية التي تقدر بآلاف الهكتارات.
كذلك تعرضت سكة الحديد التي تصل حلب باللاذقية مروراً بجسر الشغور لتفكيك كامل للخط الحديدي والمحطات الرئيسية منها محطة محمبل والمحطة الواقعة غربي المدينة من قبل فصيل التركستان، وتم جمع مئات الأطنان من الحديد وبيعه لتجار من طرف نظام الأسد بمئات الملايين، كما حاولوا تفكيك مبنى السراي الحكومي وبيع الأحجار الأثرية فيه.
عاد قسم كبير من أهالي المدينة خلال العام الحالي وبدأت الفعاليات المدنية بالعمل على إعادة إحياء الخدمات والمؤسسات في المدينة، إلا أنها اصطمت من جديد بتحكم العسكر في القرار المدني وفرضهم مجلس مجلي وشورى ووجهاء من قبلهم بحسب الولاءات، ما سبب حرمان المدينة من المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية والمشاريع الخدمية لأنها اعتبرتها نقطة سوداء ويمنع الاقتراب منها بسبب سيطرة الهيئة عليها.
مؤخراً حاول أهالي المدينة تشكيل مجلس وجهاء لإدارة المدينة والعمل على تسهيل وصول المنظمات الإنسانية للمدينة من خلال جهة مدنية، والعمل على تنفيذ مشاريع خدمية لأهالها، اصطدم مجدداً بتدخل العسكر في هيئة تحرير الشام بتشكيلة المجلس وفرض أشخاص من طرفهم، هذا عدا عم التضييق الذي يمارس على كل منظمة تفكر في العمل ضمن المدينة.
عمل بعض الأشخاص من أبناء المدينة في مجلس الوجهاء على وصل خط الكهرباء الإنساني للمدينة، إلا أن هيئة تحرير الشام وعبر المجلس المحلي الذي شكلته قامت مؤخراً بفك محولة الكهرباء الواقعة قرب مبنى البريد والتي كانوا يجهزونا لتشغيلها وإعادة ضخ المياه لأحياء المدينة، ولكنهم قاموا بفكها وبيعها لاحد التجار وايهام الأهالي بأنهم نقلوها لحي آخر من المدينة.
مدينة جسر الشغور التي ضحت وقدمت الغالي والنفيس في الحراك الثوري، وشاركت أبناء الشعب السوري في بذل الدماء وعانت ماعانته من ظلم وجور الأسد وأفرعه الأمنية، وتحملت ماطالها من القصف الروسي والدماء والتشرد، تعيش اليوم بعيدة عن كل حياة في ظل هيمنة العسكر على مفاصل القرار فيها، ومنع أي حراك مدني لإعادة الحياة فيها، تفتقر لأدنى مقومات الحياة على الرغم من امتلاكها الكثير من الموارد التي لو ترك أبنائها لإدارتها لتمكنوا من إعادة الروح للمدينة التي يغزيها نهر العاصي ويمر بطرفها الشرقي، محرومة من أي خدمات يتساءل أبنائها عن الذنب الذي اقترفوه حتى تمنع عنهم الخدمات وتغدوا حياتهم بيد العسكر.
رفض وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، "أنور قرقاش"، اليوم الاثنين، أن يكون الحل في سوريا تركياً أو إيرانياً، بعيداً عن الدور العربي.
وقال في تغريدة على حسابه على تويتر إن الحل السياسي في سوريا هو الطريق الوحيد للأزمة الدموية المشتدة، ولكنه وبكل واقعية، لا يمكن أن يكون حلاّ إيرانيا أو تركيا وأن يغيب عنه الدور والبعد العربي.
وأضاف الوزير الاماراتي، " إنه من المؤسف في التطورات الدولية للأزمة السورية تهميش الدور العربي، فباستثناء جهود الرياض في توحيد صفوف المعارضة، نرى أن التوافق الروسي الإيراني التركي غالب والدور العربي ثانوي".
وكانت المعارضة السورية اجتمعت الأسبوع الماضي على مدى يومين في الرياض، وتوصلت إلى انتخاب هيئة مفاوضات عليا جديدة للمشاركة في مفاوضات "جنيف 8"، المزمع انطلاقها في 28 من نوفمبر، برئاسة نصر الحريري.
وعقد رؤساء الدول الثلاثة (روسيا وتركيا وايران)، قمة سوتشي يوم الخاص بسوريا الاربعاء الماضي، وأشار البيان الختامي للقمة إلى أن رؤساء البلدان الثلاثة "وجهوا دعوة لممثلي الحكومة السورية والمعارضة الملتزمة بوحدة البلاد للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري"، الذي لم يحدد له موعد بعد.
قال مسؤولون في «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساساً من قوات الحماية الشعبية الكردية، إن واشنطن لن توقف دعمها عن قواتهم، حيث اعتبروا أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك صادق لن يخل بوعوده، وذلك حسب تصريحات لـ "القدس العربي".
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو قد صرح قبل أيام، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال بوقف شحنات الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، في حين أكد البيت الأبيض تغييرات متعلقة بالمساعدات العسكرية المقدمة إلى الشركاء على الأرض في سوريا، بما أن معركة الرقة قد انتهت الآن، في إشارة إلى «القوات الكردية».
ونفى الرئيس المشترك لـ "مجلس سوريا الديمقراطية" رياض درار، إعلان الويلات المتحدة الأمريكية وقف دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، التي اعتبرها شريكاً صادقاً لن يتخلى عن وعوده، حيث لهم معها مهمة لا تتوقف إلا بالقضاء على الإرهاب وإغلاق منابعه وتجفيف مستنقعاته على حد تعبيره.
وقال درار لـ "القدس العربي"، إن أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية يرسمان واقعاً جديداً لسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط، حيث لا حاجة لنا أن نسمع تصريحات من هنا وهناك وهي لا تزيد عن تسميتها بروباغندا إعلامية.
وأضاف، «لا حاجة لتركيا أن تمارس الضغط على أمريكا من أجل وقف تسليح قواتنا لأنها ترتكب إثم السير عكس الاتجاه المطلوب، حيث إنها بموقفها هذا تؤكد دعمها للإرهاب المرفوض أمريكياً، معتبراً أن توترها وتحركها زادا بهذا الاتجاه منذ تأكد سقوط داعش التي تعايشت معها ثلاث سنوات دون حرج، حيث عندما طلب منها أن تبدأ معركة التخلص من داعش تلكأت وفق قوله".
وأردف، نحن لا نهدد الحدود التركية وإنما نحميها من عودة تنظيم الدولة إلى هذه الحدود، ونعمل على تحقيق الأمن للنازحين من أثر اعتداءاتهم ونطور مسيرة البناء المادي والسياسي من أجل لحظة تعود فيها سوريا موحدة وأهلها سالمين من الأذى، في حين استبعد درار أن تسمح الدول الكبرى لتركيا بأي اعتداء على قواتهم لكنه أكد في الوقت ذاته أنه عند وقوعه سيكونون على استعداد للتصدي له.
واعتبر مدير المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي، أن أردوغان منذ سنوات يظهر وكأنه الناطق الرسمي باسم الدول الكبرى و يصرح نيابة عنها، وينسب أحياناً تصريحات لتلك الدول لا أساس لها، مما يضطر تلك الدول لنفي ما يقوله أردوغان.
وأضاف، نحن لا نتناول هذه الشراكة بمجرد التسليح، بقدر ما نتعاطى معها كمشروع سياسي يطرح حلولاً واقعية لإخراج سوريا من دوامة العنف ويضعها على سكة الحلول الواقعية، على أرضية الدولة الفيدرالية التي تعترف دستوريا بالحقوق القومية لكل مكوناتها.
دمشق وريفها::
تواصل قوات الأسد استهداف المدنيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعشرات الغارات الجوية وصواريخ الفيل وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة خلفت عشرات الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال، حيث كانت المجزرة الأكبر في بلدة مسرابا والتي راح ضحيتها 21 شهيدا بينهم 3 أطفال وامرأة على الأقل، بالإضافة لإصابة أكثر من 60 مدنيا بجروح مختلفة أغلبهم نساء وأطفال وبينهم أحد متطوعي الدفاع المدني، وذلك جراء غارات جوية عنيفة، كما وقعت مجزرة أخرى في بلدة مديرا راح ضحيتها 7 شهداء بينهم طفلين وامرأتين والعديد من الجرحى، كما تعرضت مدينة دوما لقصف مماثل أدى لسقوط شهيدين وعدد من الجرحى، وتعرضت مدينتي حرستا وعربين وبلدة عين ترما لقصف مماثل خلف عددا من الجرحى ودمارا كبيرا في المنازل والممتلكات.
جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على جبهات إدارة المركبات بالغوطة الشرقية، تمكن خلالها الثوار من قتل العميد الركن "علي محمد بدران"، وقتلوا وجرحوا عدد أخر من عناصر الأسد.
سقطت عدة قذائف على حي الميدان بدمشق القديمة ومحيط فوج إطفاء منطقة العباسيين.
تمكن الثوار من قنص ثلاثة من عناصر الأسد على أطراف قرية مزرعة بيت جن بالريف الغربي، في حين ألقت مروحيات الأسد أكثر من 20 برميلا متفجرا على القرية، فيما سقط أكثر من 10 صواريخ فيل على تلة بردعيا، دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
حلب::
توفي طفل وأصيبت امرأة ورضيعها بحروق جراء احتراق خيمة لهم في منطقة يازيباخ بالريف الشمالي على الحدود السورية التركية.
إدلب::
احترق فرن في قرية مشمشان بريف جسرالشغور الشرقي بريف إدلب الغربي بشكل كامل، في حين سمعت أصوات انفجارات في مدينة الدانا بالريف الشمالي، وكان إحداها داخل كازية أيوب.
انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة إسعاف أمام مشفى الهلال الأحمر في مدينة معرة مصرين بالريف الشمالي.
حماة::
تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على قريتي أبو عجوة وعنبز بالريف الشرقي بعد اشتباكات عنيفة ضد هيئة تحرير الشام، وذلك بالتزامن وبالتعاون مع قوات الأسد التي تحاول التقدم على جبهة المستريحة، وسط غارات جوية عنيفة من طائرات العدوين الروسي والأسدي على قرى المعكرات والبليل والظافرية وابودالي وثروث والرهجان والشاكوسية وأم ميال ومستريحة.
شن الطيران الروسي غارة جوية استهدفت بلدة الزكاة بالريف الشمالي دون وقوع أي إصابات بين المدنيين.
حمص::
تعرضت مدينة الرستن وقرية السعن الأسود بالريف الشمالي لقصف مدفعي وبالرشاشات الثقيلة من قبل قوات الأسد.
ديرالزور::
شن الطيران الحربي غارات جوية على تجمعا للنازحين في بلدة الشعفة بالريف الشرقي، ما أدى لارتكاب مجزرة راح ضحيتها حسب ناشطين حوالي 50 شهيدا وعشرات الجرحى، كما سقط 4 شهداء وعدد من الجرحى أيضا في بلدة درنج جراء الغارات الروسية.
قال ناشطون أن تنظيم الدولة بعد أن تمكن من استعادة السيطرة على مدينتي العشارة والقورية واصل هجومه ليتمكن من استعادة السيطرة على أجزاء من حي الجمعيات والصناعة والمناطق المحاذية للنهر بمدينة البوكمال، كما تتواصل المعارك بين الطرفين في بادية الصالحية وبادية الدوير.
الرقة::
استشهدت امرأة وزوجها وأصيب طفليهما بجروح جراء انفجار لغم أثناء تفقدهم لمنزلهم في مدينة الرقة.
استشهد عشرات المدنيين وأصيب عشرات غيرهم بجروح جراء شن الطيران الحربي غارات جوية على قرية الشعفة بريف مدينة البوكمال "جزيرة" بريف ديرالزور الشرقي.
وأكد ناشطون على أن الطائرات الحربية أغارت فجر اليوم على القرية ما أدى لاستشهاد حوالي 50 مدني وإصابة العشرات بجروح، وشددوا على أن حصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع نظرا لوجود عدد من الجرحى بإصابات متفاوتة الخطورة، إضافة إلى وجود عالقين بين الأنقاض لم يتم إخراجهم حتى الآن.
ووفق المعلومات الواردة من القرية بحسب "فرات بوست" فإن طائرة من طراز "أف 166" تابعة للتحالف الدولي، استهدفت مجمعاً سكنياً (مجمع الفندي)، والذي يضم مئات النازحين من مدينة البوكمال وريفها بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد عدد كبير جدا من المدنيين بحسب "فرات بوست".
ونوه ناشطون إلى أن الغارات شملت منازل مجاورة في القرية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، بينما تخضع باديتها لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعمد التنظيم إلى حرق الآبار المتواجدة فيها قبيل انسحابه منها في فترة سابقة.
ولفت ذات المصدر إلى أن من بين ضحايا المجزرة، أفراد 33 عائلات، ولم يتمكن المدنيون من دفن جثث شهدائهم لفترة من الزمن، بسبب تحليق الطيران الحربي وعدم مغادرة الأجواء سوى فترة وجيزة، استغلت من أجل دفن ما تبقى من جثث ضحايا المجزرة.
وفي ريف دير الزور الشرقي أيضاً، ارتكب طيران التحالف مجزرة أخرى في قرية درنج التابعة لمدينة العشارة، والتي استعاد تنظيم الدولة السيطرة عليها من قبضة قوات سوريا الديمقراطية، وراح ضحيتها 4 شهداء في حصيلة أولية، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، بينهم نساء وأطفال.
ارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا اليوم جراء القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي تعرضت له مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة إلى 25 شهيدا، علما أن القصف تسبب أيضا بسقوط عشرات الجرحى.
وسجّل ناشطون استشهاد 16 مدنيا جراء شن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة مسرابا، والتي ترافقت مع قصف مدفعي عنيف، وكان من بين الشهداء ثلاثة أطفال وامرأة، وتسبب القصف بسقوط عشرات جرحى بينهم نساء وأطفال وعنصر من متطوعي الدفاع المدني.
هذا وقد تعرضت بلدة مديرا لاستهداف بأربع غارات جوية من قبل الطيران الحربي، وتعرضت البلدة لقصف بعدد من قذائف الهاون، ما أدى لارتقاء 7 شهداء بينهم سيدتين وطفلين وإصابة عدد من المدنيين بجروح.
وتعرضت مدينة دوما لقصف صاروخي ما أدى لارتقاء شهيدين وإصابة عدد من المدنيين بجروح، وعملت فرق الإطفاء على إخماد حرائق نشبت نتيجة استهداف الأسواق والمحال التجارية.
وشن الطيران الحربي سبعة غارات جوية على مدينة حرستا ما أدى لإصابة عدد من المدنيين بجروح، وتعرضت مدينة عربين وبلدة عين ترما لقصف مدفعي أدى لسقوط جرحى.
وسارعت فرق الدفاع المدني في الغوطة الشرقية من 7 مراكز لاحتواء الكارثة وإخلاء المصابين إلى المراكز الطبية وانتشال الشهداء من المناطق المستهدفة، وإجلاء المتضررين إلى مناطق أكثر أمناً، وأسفر القصف عن دمار واسع في الممتلكات واندلع حريق في شقة سكنية، وعملت فرق الإطفاء على إخماد الحريق الناجم عن القصف.
والجدير بالذكر أن فرق الدفاع المدني في الغوطة الشرقية لا زالت تبذل جهوداً كبيرة في إنقاذ الأرواح بكامل الإمكانيات المتاحة رغم اشتداد الحصار المفروض من قبل قوات الأسد.
واصل الطيران المروحي لقوات الأسد اليوم، قصف بلدات الغوطة الغربية بالبراميل المتفجرة، تزامناً مع قصف صاروخي عنيف استهدف المنطقة خلف أضرار كبيرة في الممتلكات.
وقال الناشط "معاذ حمزة" لـ"شام" إن الطيران المروحي ألقى 28 برميلاً متفجراً على مزرعة بيت جن، تزامناً مع استهداف البلدة بـ 13 صاروخ أرض - أرض، بالإضافة لسقوط عشرات القذائف والصواريخ على جبهات تلة بردعيا مصدرها مواقع قوات الأسد المتمركزة في تلة حينا وتلة أم بشار واللواء 68.
كما تعرضت بلدة بيت جن لقصف مدفعي خلف أضرار في الممتلكات.
وبالتزامن مع القصف تمكن الثوار من قنص ثلاث عناصر من ميليشيات الأسد على أطراف بلدة مزرعة بيت جن.