أكدت وسائل اعلامية اسرائيلية، أن طائرات إسرائيلية اخترقت المجال الجوي الإيراني الشهر الحالي.
وبحسب التقارير، فإن مقاتلات إسرائيلية من طراز F35 انطلقت من مطار في أذربيجان وقامت بمهام استطلاعية فوق الأراضي الايرانية، ورصدت أهدافاً في بندر عباس وأصفهان وشيراز، محلقة على علو مرتفع، متجاوزة الرادارات الروسية في سوريا، وصولاً إلى العراق، ومنها إلى الأجواء الإيرانية.
وكان الجيش الاسرائيلي كشف يوم الأربعاء الماضي، عن تدميره ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري في ضربة جوية عام 2007، مشيراً الى إن الضربة الجوية أزالت تهديداً كبيراً على إسرائيل والمنطقة وكانت "رسالة" إلى آخرين في اشارة الى ايران.
وكانت الضربة تمت في الليلة بين الخامس من أيلول والسادس من أيلول 2007 ، حيث أغارت مقاتلات سلاح الجو الاسرائيلية على مفاعل نووي في مراحل بناء متقدمة في منطقة دير الزور 450 كم شمال دمشق وقامت بتدميره.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال جادي إيزنكوت، إن "الرسالة من الهجوم على المفاعل النووي في 2007 هي أن إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات تهدد وجودها".
وكان رئيس الوزراء، "بنيامين نتنياهو "، وجه عدة تحذيرات بشأن الوجود الايراني في سوريا، ونبه أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي "ليس الآن ولا بعد عشر سنوات ولا في أي وقت" ولن تسمح ببناء مصانع صواريخ في سوريا يمكن أن تهددها، أو توفر أسلحة متقدمة لحزب الله اللبناني
أكد وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، أن خطة مناطق خفض العنف في سوريا، سارية وفق الاتفاق المبرم بين الدول الضامنة لمسار محادثات أستانا (تركيا وإيران وروسيا)
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، "ستيفان دي ميستورا"، أن مناطق خفض العنف باقية على ما هي عليه في الوقت الراهن، ولن يجري اي تعديل عليها.
وأضاف لافروف، أنه تم تشكيل المنطقة الجنوبية بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والأردن، ولا توجد خطة على الأقل في الوقت الراهن حول زيادة عدد هذه المساحات.
وأشار لافروف الى أهمية اللقاء الذي جمعه بالمبعوث الأممي، قبيل انعقاد القمة الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران، في 4 أبريل/ نيسان المقبل في العاصمة التركية أنقرة.
وأعلنت الرئاسة التركية، أمس السبت، عن قمة ثلاثية ستجمع رؤساء الدول الضامنة للأستانا، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، في الرابع من أبريل/نيسان المقبل.
وأكد لافروف، على أهمية الاجتماع مع دي ميستورا وفريقه، مع الأخذ بعين الاعتبار دور روسيا وإيران وتركيا، في القضاء على فلول التنظيمات الإرهابية، وتحسين سير عملية وقف إطلاق النار وتوطيده، وخلق فرص لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فاعلية.
وتوصلت الدول الضامنة للأستانا لاتفاق مناطق خفض العنف، التي تضم مناطق جنوبي سوريا، وريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي ومحافظة اللاذقية ومحافظة إدلب، وتضم الغوطة الشرقية.
وصل الطفل "كريم" من أبناء الغوطة الشرقية والذي فقد أحدى عينيه جراء قصف نظام الأسد للغوطة إلى إدلب قبل أيام ضمن قوافل التهجير التي أقلته وعائلته مع عشرات الألاف من المهجرين، في حين سيتم نقله خلال الساعات القادمة إلى تركيا بطلب من الحكومة التركية لعلاجه هناك، مع عدد من الأطفال القادمين من الغوطة الشرقية.
وناشد والد الرضيع كريم إبان وجودهم في الغوطة الشرقية محاصرين، العالم لإنقاذ ابنه من فقدان بصره بشكل كامل، خصوصا وأن الحصار الذي فرضه النظام، منذ سنوات، على الغوطة، يعقد الوضع الصحي للرضيع، ويدفع نحو أسوأ الاحتمالات.
وكانت قصة الطفل "كريم" هزت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن فقد إحدى عينيه وأمه، وكسرت جمجمته في قصف لنظام الأسد في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
وقال والد كريم في حديث سابق لوسائل الإعلام إن الأطباء أبلغوه أن ابنه بحاجة إلى العلاج خارج الغوطة، حتى لا تصاب شبكية عينه الثانية فيفقد بصره، لافتاً أن الأطباء في الغوطة بذلوا أقصى جهودهم، لكن شروط الحصار المفروض على المنطقة لا يسمح بأكثر من ذلك.
وأكد أبو كريم أن ابنه حظي باهتمام إعلامي كبير على مستوى العالم، كما أن مؤسسات خيرية في الغوطة عرضت عليه المساعدة، ما خفف من مصابه بشكل كبير، مشدداً على أن الحاجة التي تفرضها حالة ابنه لا تتعلق بالمساعدة المادية، وإنما بضرورة أن يتلقى كريم العلاج.
ووجه والد كريم في وقت سابق رسالة لكل شخص تضامن مع كريم، وقال "كريم يحتاج لعلاج، وفي حال بقائه بالغوطة، فلن تكون هناك فائدة من التضامن معه"، وأضاف "رسالتي لا تهم ابني كريم فحسب، وإنما يوجد في الغوطة أكثر من 200 طفل بحاجة للعلاج خارجها".
وتساءل والد الطفل الرضيع، "ما عساني أقول لكريم حين يكبر فاقدا للبصر؟ أأقول له أنه لم يكن بوسعي فعل شيء حيال الأمر؟ أأقول له أنه لم يكن بإمكاني سوى عرض قصته على الإعلام؟"
وشارك عدد من الشخصيات المهمة حول العالم في حملة التضامن مع الرضيع كريم، منها رئيس الوزراء اللبناني، "سعد الحريري"، ووزراء أتراك، إضافة لشخصيات أخرى في كافة دول العالم.
تتحضر عدد من الحافلات على أطراف مدينة دوما اليوم الأحد، لنقل مقاتلين من فصيل فيلق الرحمن وعائلاتهم موجودين في مدينة دوما، باتجاه الشمال السوري، بعد انتهاء عمليات تهجير المدنيين والمقاتلين من القطاع الأوسط في الغوطة الخاضع بالكامل لسيطرة الفيلق.
وأكدت مصادر ميدانية بريف دمشق أن قرابة 1700 شخص بين مدنيين ومقاتلين من فيلق الرحمن سيخرجون اليوم ضمن قافلة باتجاه الشمال السوري، في وقت لم يحسم ملف التفاوض بين روسيا وجيش الإسلام بما يخص مدينة دوما التي بقيت وحيدة في الغوطة الشرقية خارج سيطرة النظام.
وروجت مواقع إعلامية موالية للنظام عن التوصل لاتفاق مع جيش الإسلام يقضي بخروجه إلى منطقة ريف حلب الشمالي "درع الفرات"، وتسليم المعتقلين لدى جيش الإسلام وكامل المؤسسات الحكومية وتسوية أوضاع من يبقى في المدينة، إلا أن جيش الإسلام لم يؤكد الاتفاق أبداً.
وعقدت اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات في قطاع دوما بالغوطة الشرقية أمس السبت جولة جديدة من المفاوضات مع الطرف الروسي، حيث تم الاتفاق على إخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري مع استمرار وقف إطلاق النار.
فجر تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه الانسحاب من سوريا، وترك المجال هناك لمن أسماهم "الآخرين"، في إشارة واضحة إلى التحالف الثلاثي إيران وروسيا وتركيا التي يبدو أنها الأضعف في هذا الحلف، تساؤلات كبيرة عن موقف ترامب وأسباب هذا الإعلان.
قرار ترامب هذا تبعه نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أصدر تعليمات بتجميد مساعدات قدرها 200 مليون دولار، مخصصة لإعادة إعمار مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب مسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة، فإن البيت الأبيض يدرس دور الولايات المتحدة في مستقبل سوريا، وإن قرار تجميد المساعدات المذكورة جاء في إطار هذا التقييم، وبالتزامن مع تصريح ترامب حول انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بحسب مانقل موقع "الخليج أونلاين".
وذكرت الصحيفة أن وصول مكافحة تنظيم الدولة في سوريا إلى طريق مسدود دفع الرئيس الأمريكي إلى اتخاذ هذا القرار.
وكان ظهور التنظيم في المنطقة من العام 2014 وحتى 2017 لحظة مفصلية؛ إذ أدى ذلك إلى خلق قوات كردية ذات طموح انفصالي، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وحزب الاتحاد الكردستاني القريب من نظام الأسد، كما عززت تركيا وجودها هناك عبر قوات "درع الفرات"، وكثفت روسيا، بالتحالف مع نظام الأسد وإيران، عملياتها لتعزيز سيطرتها في المنطقة، لكن الوجود الأمريكي حال دون ذلك.
كما حطت أقدام الجنود الأمريكيين رسمياً في تلك الفترة، ووصل عددهم وفق ما أعلن البنتاغون في العام 2017 إلى 2000 جندي، ويمتد الوجود الأمريكي من منبج "شمال غرب" حتى الحسكة "شمال شرق" مروراً بمحافظتي الرقة ودير الزور، فضلاً عن وجود قواعد لها على الحدود العراقية - الأردنية "جنوبي البلاد".
قرار ترامب بالانسحاب يثير مخاوف داخلية وخارجية، إذ يحذر مسؤولون أمريكيون من أن الانسحاب الآن من شأنه أن لا يقوض فقط مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة، ولكن سيدفع إلى صراع مدمر بالفعل في المنطقة؛ لكون الوجود الأمريكي يشكل نقطة توازن.
أما خارجياً فقد صرح الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي، لصحيفة "تايمز" أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم يكن على المدى الطويل، وبرّر بن سلمان مطالبته هذه بالقول: "إن وجود القوات الأمريكية داخل سوريا هو آخر جهد يوقف إيران عن مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين"، وتابع: "وجود القوات الأمريكية داخل سوريا يسمح أيضاً لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا".
لكن اللافت في تصريحات ترامب أن البنتاغون والخارجية الأمريكية أعلنا أنهما ليس لديهما علم بتفاصيل قرار الانسحاب، ووفق ما ذكر مسؤول رفيع في البنتاغون لشبكة "CNN" فإن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا سيخالف أيضاً التقييم العسكري الحالي، بضرورة التركيز على إعادة بناء المناطق التي طرد "داعش" منها حتى لا يعود للظهور مرة أخرى.
وفي فبراير الماضي، تصدت القوات الأمريكية لقوات من النظام والمرتزقة الروس عند محاولتهم الاستيلاء على حقول النفط وغيرها من الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (شمال شرق)، لكن قرار ترامب سيشجع هذه القوات لمحاولة الكرة من جديد.
يقول عمرو السراج، المحلل في الشؤون الأمريكية-السورية، إن رغبة ترامب بالانسحاب من سوريا وعدم التدخل فيها ليست وليدة اللحظة بل تعود إلى ما قبل توليه الرئاسة، حيث يرى أن "الأوان فات بشأن تدخل أمريكي حاسم في سوريا، بعد أن تردد سلفه باراك أوباما بضرب الأسد عسكرياً، خصوصاً عقب مجزرة الكيماوي في الغوطة التي راح ضحيتها 1500 إنسان".
وأوضح السراج لـ"الخليج أونلاين" أن قرار ترامب هذا لن يمر دون مقاومة داخلية، خصوصاً من المسؤولين الذين عينهم مؤخراً، وتحديداً جون بولتون الذي يكن العداء للنظام وإيران، بالإضافة إلى وزير الدفاع جميس ماتيس الذي يرى وجوب بقاء واشنطن في المناطق التي كان فيها "داعش" وإعادة إعمارها؛ للنجاح في إنشاء بيئة جديدة معادية للفكر المتطرف، مبيناً أن قرار ترامب هذا قد يكون أيضاً "تمهيداً لإقصاء ماتيس من الحكومة".
وسبق أن صرح وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس في أكتوبر الماضي، أن قوات بلاده ستبقى إلى أجل غير مسمى، لمنع عودة "داعش" ومحاربة التمدد الإيراني الذي يؤثر على المصالح الأمريكية.
ويبن السراج أن نهج ترامب في التدخلات الخارجية يختلف عمَّن سبقه من الإدارات؛ إذ يرى أن الإنفاق في الخارج يجب أن يكون على قضايا مجدية وليس على قضايا لا يرى بلاده معنية بها.
لكن في نفس الوقت رأى أن هناك ثلاثة أسباب ستقف في وجه قرار ترامب هذا: الأول ضغط من داخل المسؤول العسكريين والأمنيين، الثاني رفض من الكونغرس الذي يمول برامج مختلفة في سوريا، والثالث رفض إقليمي إذ سترى دولٌ إقليمية عدة هذه الخطوة انتصاراً كبيراً لإيران وروسيا.
وعلى المدى البعيد رأى السراج أن الخاسر الأكبر هي تركيا التي سترتبط أكثر بروسيا وإيران، في ظل غياب واضح لأي سياسة عملية وواضحة اتجاه الملف السوري، كما أن الوجود الأمريكي يشكل عامل توازن لها في سوريا ما يعني أنها ستخسر ورقة قوية جداً في التعامل مع الغرب، وستجد نفسها رويداً رويداً خارج سوريا بضغوطات إيرانية - روسية.
وفي الوقت الراهن تساعد الولايات المتحدة في تأمين الحدود السورية مع العراق، حيث لا يزال تنظيم الدولة يحافظ على وجوده في تلك المنطقة.
وتخشى أوساط عدة من أن تنهار تلك المنطقة إن انسحبت الولايات المتحدة ويستغل ذلك التنظيم، خاصة أنه حذرت أوساط دولية عدة مؤخراً من أن التنظيم بدأ إعادة تشكيل قواته في بعض المناطق في سوريا والعراق، فضلاً عن خلق فراغ على غرار ما حدث بعد أن غادر الجنود الأمريكيون العراق عام 2011.
ويتفق معظم خبراء السياسة الخارجية على أنه من المحتمل أن تملأ روسيا أو تنظيم الدولة هذا الفراغ، هذا فضلاً عن أن إيران ستكون قادرة على تأمين طريقها البري من دمشق إلى طهران ممَّا يضمن المزيد من النفوذ.
لكن هناك من ذهب إلى أن إعلان ترامب هو مجرد خطاب إعلامي موجه للداخل الأمريكي أكثر من غيره، بأن الجيش الأمريكي أنجز المهمة التي ذهب لأجلها وهي طرد داعش "من دون أي خسائر بين جنوده"، على غرار الإعلانات الروسية المتكررة بالانسحاب من سوريا.
ويؤيد الخبير في الشؤون الدولية باسل الحاج جاسم ذلك بالقول إن واشنطن عملياً تتحرك داخل سوريا عبر أدوات "باتت معروفة" على حد قوله، مضيفاً أنه لا أحد يعرف على وجه الدقة إلى اليوم حجم القوات الأمريكية داخل سوريا، وعلى وجه الخصوص البرية، وهل كانت تشارك فعلاً في معارك.
كما رجح أن يكون إعلان ترامب انطلق من تقارير أقنعته بأن القوات التي تدعمها بلاده والمتمثلة بـ"قوات سوريا الديموقراطية" باتت تمسك بزمام الأمور، ويمكن الاعتماد عليها في المناطق السورية التي لها أهمية لدى واشنطن، مبيناً وفق ذلك أن "الأمريكيين يستطيعون التدخل عند الحاجة لذلك؛ بالإضافة إلى وجود القواعد العسكرية الأمريكية على الأرض السورية" والتي رجح أنها قد لا تُفكك.
وفي المقابل أوضح الحاج الجاسم أن السيناريو الذي ربما يكون هو السبب وراء إعلان ترامب هذا؛ هو الأزمة المتصاعدة بين موسكو والغرب، وربما رغبة الولايات المتحدة الابتعاد ولو إعلامياً عن كل ما سيجري في سوريا وترك روسيا في الواجهة، وترك المنطقة تدخل بفوضى عارمة ولإنهائها لا بد من تدخل أمريكي حاسم بقوة عسكرية غير مرهقة.
لكن بالمحصلة، يضيف الحاج جاسم، أن ما سنراه من تطورات على الأرض السورية وفي المناطق التي لأمريكا اهتمام بها، هو الذي سيكشف حقيقة ما قصده ترامب في كلامه عن الانسحاب من سوريا، وهل قصد مناطق حدودية معينة بالذات أم كامل المنطقة التي تقع تحت نفوذ واشنطن.
وبين أنه لا يوجد خاسر في حال انسحاب واشنطن سوى "أدواتها الانفصالية"، في إشارة إلى "قوات سوريا الديموقراطية" والمليشيات الكردية الانفصالية المدعومة منها، والتي كما يرى لم تعد لها قيمة بانتهاء الحرب على داعش، بل وجودها تحول إلى عبء على واشنطن بعد إصرار تركيا حليفة واشنطن الاستراتيجية تاريخياً على تطهير المنطقة منهم، موضحاً أن "فوضوية المشهد السوري وتعقيده تجعلان من الصعب إيجاد تفسير منطقي لكل ما يحدث على الساحة السورية، ولكن هذا هو الشرق الأوسط الذي دوماً ما يشهد خلط الأوراق".
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها إعلان الرئيس دونالد ترامب قرب سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، واصفة تلك الفكرة بـ"السيئة".
وأكدت أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها ترامب بقرارات مفاجئة لا تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، مُرجحة عدم إمكانية تنفيذ هذه الخطوة لأسباب واعتبارات عدة.
وفي شرح الأسباب قالت الصحيفة إن الفجوة بين السياسات التي تتبعها إدارة ترامب وما يعلنه خارجها لا تزال كبيرة، معتبرةً أنه "أمر مثير للقلق"، بحسب مانقل موقع "الخليج أونلاين".
وأضافت: "في مهرجان حاشد بولاية أوهايو، فاجأ ترامب الجميع بإعلانه قرب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وبعدها بيوم واحد قرر تعليق مساعدات بقيمة 200 مليون دولار من مخصصاتها".
قرار ترامب كان مفاجئاً على ما يبدو لوزير الدفاع جيمس ماتيس، والقادة الأمريكيين ومسؤولين كبار في وزارة الخارجية، فجميعهم كان يتحدث ويعمل على سياسة معكوسة تماماً خلال الأشهر الماضية.
فوزير الدفاع قال في نوفمبر الماضي إن قوات بلاده لن تغادر سوريا الآن، "وسنحرص على وضع شروط الحل الدبلوماسي، دون الذهاب إلى الطريقة العسكرية".
الموقف ذاته أكدت عليه دانا وايت، المتحدث باسم البنتاغون، قبل ساعات من تصريح ترامب، يوم الخميس الماضي.
وأشارت وايت إلى أن "القوات الأمريكية ستعمل مع بقية الحلفاء (في سوريا) لتأمين واستقرار الأراضي المحررة، إضافة إلى العمل الدبلوماسي لحل النزاع هناك".
أما موقف الخارجية الأمريكية فجاء على لسان العديد من مسؤوليها، لعل آخر ذلك البيان الصادر عنها، والذي اعتبر أنه "من المهم لأمننا الوطني (الأمريكي) أن نحافظ على وجودنا العسكري في سوريا، وإنهاء النزاع هناك ومساعدة الشعب السوري".
في حين كان موقف وزير الخارجية المُقال، ريكس تيلرسون، أكثر وضوحاً عندما أعلن أن إدارة ترامب "عاقدة العزم" على عدم تكرار "الخطأ" الذي ارتكبته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بالانسحاب من العراق، وهو ما سمح لتنظيم القاعد بالتوسع والتحول إلى تنظيم الدولة.
وتساءلت الصحيفة إن كان ترامب يتفق مع موقف إدارته الذي يرفض الانسحاب المبكر من سوريا؟
وتجيب الصحيفة: "يمكن القول إن لدى المشاركين في الصراع في سوريا من إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل، إضافة إلى نظام بشار الأسد، قناعة بأن ترامب لن يتمكن من تنفيذ هذه الخطوة".
كما أن وجود القوات الأمريكية في المناطق السورية الغنية بالنفط التي تسيطر عليها حالياً القوات الكردية المدعومة أمريكياً، لا يؤشر على قرب انسحاب واشنطن.
واستدركت الصحيفة بالقول: "لكن الوجود الأمريكي لا يؤشر أيضاً على أن هناك رغبة أمريكية لدفع مسار الحل السياسي في سوريا".
وفي الوقت الراهن، وحتى وفق معايير ترامب، فإن القوات الأمريكية في سوريا يجب أن تبقى، برأي الصحيفة، فتنظيم الدولة ما زال يسيطر على عدة جيوب ومناطق.
كما أن ترامب يعلم أن إعلانه هذا سينعش الآمال الروسية والإيرانية لدفع الولايات المتحدة إلى الخروج من سوريا، حتى تتمكنا من ترسيخ قواعدهما العسكرية ونفوذهما السياسي.
فضلاً عن أن قرار الانسحاب من سوريا الآن، بحسب الصحيفة، سيشكل تهديداً لـ"إسرائيل"، ويدمر نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
فككت وحدة نزع الألغام التابعة للجيش التركي، 650 عبوة ناسفة و80 لغما في منطقة عفرين شمالي سوريا، وذلك منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وشرع الجيش التركي، في تطهير عفرين من الألغام والمتفجرات التي زرعها عناصر وحدات حماية الشعب "واي بي جي"، وذلك عبر فرق مختصة.
وسيطرت القوات التركيا والجيش السوري الحر على مدينة عفرين بالكامل، يوم الأحد الموافق 24 مارس/آذار الماضي، وهدد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، بنقل عمليات قواته إلى منبج.
أكد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، يوم الجمعة، أن بلاده مستمرة في عملية "غصن الزيتون"، من أجل السيطرة على "تل رفعت" و"عين العرب" و"تل أبيض" و"رأس العين" و"الحسكة" صوب الحدود العراقية من الإرهاب في اشارة الى وحدات حماية الشعب "واي بي جي".
مع دخول مدينة الرقة شهرها السابع تحت سيطرت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، منذ انسحاب تنظيم الدولة منها، لاتزال جثث مئات الرقيين تحت ركام المدينة المدمرة، ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة، بدأت تنتشر روائح كريهة وعدد كبير من الحشرات نتيجة للجثث المتفسخة في معظم شوارع الرقة.
وفي ظل التقاعس الكبير من قبل سلطة الأمر الواقع الممثلة بمجلس الرقة المدني التابع لمليشيا قسد، والذي تلقى مبالغ كبيرة من الدول المشاركة في التحالف الدولي، لدعم عملية رفع الأنقاض وإزالة الألغام، وانتشال الجثث من شوارع المدينة المدمرة، إلا أنّ التقاعس بدء واضحاً من قبل الجهات المختصة، بحسب تقرير لفريق "الرقة تذبح بصمت".
وبين التقرير أن مجلس الرقة المدني شكل منذ حوالي ٣ أشهر، فريقاً مؤلفاً من ٣٠ عامل، اطلق عليه “فريق انتشال الجثث”، مزود بلافتة تحمل شعار المجلس، وبمولدة كهرباء صغيرة، إضافة لحفارة كهربائية وشاحنة من نوع “هيونداي”، وبعد عمل لمدة ٣ أشهر لم يستطع الفريق انتشال أكثر من ٢٠٠ جثة، فيما لاتزال هنالك قرابة ١٢٠٠ جثة منتشرة تحت ركام المنازل، في كافة أحياء المدينة، مما خلق حالة غضب لدى الأهالي العائدين إلى الرقة، عقب رحلة النزوح المريرة في مخيمات الموت التي تديرها مليشيا قسد.
وفي حديث “الرقة تذبح بصمت” إلى أحد الأطباء في مدينة الرقة، قال: “ترك الجثث منتشرة في شوارع المدينة، ربما يفاقم الحالة الصحية المتردية أساساً، حيث ستتعرض تلك الجثث للتفسخ بفعل درجات الحرارة الأخذة بالارتفاع، ما قد يسبب انتشاراً للأمراض والأوبئة كالطاعون والجمرة الخبيثة، وقد تصل إلى المياه المعدة للشرب ما يسبب انتشار الأمراض المستعصية، والتي لن نستطع مجابهتها في ظل الوضع الطبي الضعيف الذي تعيشه المدينة المنكوبة”.
وفيما يقدم مجلس الرقة المدني نفسه، كواجهة سياسية خدمية، معلناً في كل صباح عن حزمة من القرارات الجديدة الخاصة بالاحتفالات ومراسم التجنيد الإجباري، واطلاق سراح عناصر تنظيم الدولة، يبقى مدنيو الرقة، ضحية للبروبوغندا التي تبثها قسد عن الديمقراطية والعيش المشترك.
استهدف الطيران الحربي الروسي اليوم الأحد، مخيم قيد الإنشاء في مدينة أريحا، كان يتجهز لاستقبال المهجرين من الغوطة الشرقية.
وقال نشطاء من أريحا إن الطيران الروسي استهدف النادي الرياضي وسط المدينة حيث تتجهز خيم للمهجرين من الغوطة الشرقية من قبل عدد من المنظمات الإنسانية، جاء الاستهداف بشكل مباشر على المخيم قبل أن يسكنه أي من المهجرين علماً أنه في المراحل الأخيرة من التجهيز.
وكانت تعرضت مدينة أريحا بالأمس لقصف جوي مماثل من الطيران الحربي، خلفت شهيدان بينهم أول شهيد من مهجري الغوطة الشرقية من مدينة زملكا بعد وصوله للمدينة قادماً ضمن قوافل التهجير من الغوطة الشرقية بعدة أيام.
نفى القيادي في جبهة تحرير سوريا في القلمون الشرقي، صحة ماتم تداوله عن نيتهم الخروج إلى الشمال السوري ضمن اتفاق تهجير أو مصالحة، وفقاً لما روجت مواقع موالية للنظام.
وعلق القيادي ويدعى " أبو آدم القلموني" في تغيريدة عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" على الأمر بالقول: " يسعى بعض المرجفين لنشر شائعات عن نيتنا ترك أرضنا التي قدَّمنا على أسوارها خيرة رجالنا فنقول اننا متجذرون في أرضنا ثابتون على مبادئنا و إننا جسد واحد مع باقي فصائل المنطقة في قرارنا بإذن اللّه".
وشهدت منطقة القلمون الشرقي التي تتشارك في السيطرة عليها كلاً من قوات الشهيد أحمد العبدو وجيش الإسلام وكتائب من أحرار الشام التابعة لجبهة تحرير سوريا، محاولات مستمرة من قبل النظام وحلفائه لعقد اتفاقيات مصالحة أو تهجير، فيما لاتزال الفصائل تتمسك بوجودها في المنطقة.
وصلت الدفعة الثامنة والأخيرة من مهجري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية فجر اليوم الأحد، إلى نقطة التبادل في قلعة المضيق، تعرضت القافلة كسابقاتها لمضايقات من قبل الموالين للأسد خلال المرور في مناطق سيطرته بريفي حماة وطرطوس خلفت جرحى بين المدنيين وأضرار في الحافلات.
وتتضمن الدفعة بحسب منسقي الاستجابة في الشمال السوري 2875 شخصاً، تقلهم 65 حافلة، كانت سبقتهم سبع دفعات من المهجرين من القطاع الأوسط، توزعت إلى 3337 شخصاً في الدفعة السابعة، و 3596 شخصاً في الدفعة السادسة، و 2196 شخصاً في الدفعة الخامسة، و 3 ألاف شخص في الدفعة الرابعة، و 6768 شخصاً في الدفعة الثالثة، و 5314 شخصاً في الدفعة الثانية، وألف شخص في الدفعة الأولى.
وبخروج المدنيين من القطاع الأوسط وقبله مدينة حرستا باتت مدينة دوما الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام وحيدة في الغوطة الشرقية والتي تضم مئات الألاف من المدنيين، حيث لاتزال عمليات التفاوض مستمرة بين الجيش والاحتلال الروسي لضمان بقاء العائلات وعدم التهجير بحقهم.
ومع توافد الألاف من المهجرين من القطاع الأوسط وحرستا في الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، يغيب من المشهد عشرات الألاف من العائلات التي أجبرت مرغمة على العبور باتجاه مناطق سيطرة النظام، حيث يبقى مصيرها مجهولاً في المراكز التي قامت قوات الأسد والميليشيات بنقلها إليها.
جريمة التهجير القسرية المرتبكة بحق أهالي الغوطة الشرقية ليست الأولى سبقها عمليات تهجير ممنهجة من داريا ومعضمية الشام والغوطة الغربية وأحياء حمص والأحياء الشرقية بحلب والقصير والقلمون الغربي وريفي حماة وإدلب وحلب الشرقية وعقيربات ومناطق عدة، أمام مرأى العالم الذي يتغاضى عن كل ماتمارسه روسيا والنظام بحق المدنيين من جرائم حرب.
استشهد مدنيان وجرح أخرون في مدينة دوما اليوم الأحد، جراء سقوط قذيفة مدفعية على الأحياء السكنية في المدينة ليلاً، في وقت أعلنت فيه لجنة التفاوض المكلفة عن المدينة عن التوصل لاتفاق لنقل الحلالات الإنسانية للشمال السوري.
وباتت مدينة دوما وأطرافها هي البقعة الجغرافية الوحيدة لتي لاتزال تحت سيطرة الثوار في الغوطة الشرقية بخروج المدنيين من القطاع الأوسط وقبله مدينة حرستا، حيث لاتزال عمليات التفاوض مستمرة بين الجيش والاحتلال الروسي لضمان بقاء العائلات وعدم التهجير بحقهم.
وعقدت اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات في قطاع دوما بالغوطة الشرقية أمس السبت جولة جديدة من المفاوضات مع الطرف الروسي، حيث تم الاتفاق على إخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري مع استمرار وقف إطلاق النار.