ما إن مكنت روسيا نظام الأسد من السيطرة على مساحات واسعة في الجنوب السوري بعد الغوطة وحمص والقلمون، حتى بدأت حراكاً واسعاً في تفعيل مسألة إعادة اللاجئين السوريين من الدول التي هُجروا إليها بفعل القتل والقصف والملاحقات من قبل النظام وحلفائه.
هذا الحراك بدأ بتشكيل مركز تنسيق خاص بعودة اللاجئين بإشراف روسي، والتي باتت تقدم نفسها بحسب مراقبين كـ "حمامة سلام"، وتسوق نفسها دولياً بأنها حريصة على إعادة الحياة للسوريين لإعادتهم إلى حضن الأسد.
وقال القاضي "خالد شهاب الدين" رئيس هيئة القانونيين السوريين في حديث لشبكة "شام" إن القرار جاء استكمالا لفصول المسرحية الروسية الهزلية المستهزئة بكل القرارات الدولية والمجتمع الدولي تطلق اليوم حملتها التي تروج لها حول إعادة اللاجئين السوريين ولكن على طريقتها الخاصة في تطبيق باقي فقرات القرار 2254 الفقرة 14 منه والخاصة بعودة اللاجئين الآمنة كما نص القرار، وتساءل "شهاب الدين" وأي أمان مع وجود نظام بشار الأسد ..!.
وأوضح القانوني أن الفقرة 14 من القرار المذكور نصت على تأمين البيئة الآمنة لعودة اللاجئين والنازحين الطوعية وفق القانون الدولي واتفاقيات حماية اللاجئين وإعادة اعمار مناطقهم الأصلية ولابد من قرار أممي يصدر بهذا الخصوص.
ولفت شهاب الدين لـ "شام" أن روسيا تريد بقوتها العسكرية إعادة بضعة آلاف من المهجرين وتظهر الأمر بأن فقرة عودة المهجرين والنازحين تم تنفيذها وان البيئة الآمنة تحققت بوجود بشار الأسد بعد أن هجر من تدعي روسيا بأنهم الارهابيون وبالتالي حان الوقت لعودة السوريين والتصفيق لبشار حامي الديار وقاهر الإرهابيين كما سمتهم روسيا.
وأكد القانوني أن عودة المهجرين السوريين لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود البيئة الآمنة المستقرة وبضمانات أممية وليس بضمانات روسية و هي طرف أساسي في الحرب في سورية كما أنه بوجود نظام بشار الأسد لا بيئة آمنة ولا مستقرة في سورية.
وبين أفي حديثه لـ "شام" أن روسيا تسعى من خلال عودة بعض السوريين إظهار الأمر في سورية وكأن الحرب انتهت وأصبح نظام الحكم ديمقراطيا متجاهلة عمداً ان أساس المشكلة ولبها هو نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية القمعية الإرهابية أي أن سبب انعدام الأمن والأمان قائم في سورية ولا يزول هذا السبب إلا بتغيير نظام الحكم وانتقال السلطة إلى نظام ديمقراطي جديد يضمن الحريات والحقوق لكل السوريين .
واعتبر شهاب الدين أن هذه المساعي هي استكمالا لخطوات الحل الروسي في سورية والتي تجسدت بانتهاك فقرات القرار 2254 لعام 2015 وكذلك نسف بيان جنيف 1 تاريخ 30 حزيران 2012.
وأشار إلى أن روسيا قامت بفرض مناطق خفض التصعيد بدلا من وقف إطلاق النار الشامل والعام الذي نصت عليه الفقرة 13 من القرار 2254 وفصلت كل منطقة عن الأخرى وبدأت باقتحامها واحدة تلو الأخرى مهددة بحرق المنطقة في حال عدم الرضوخ لشروطها .
كما أنها أوعزت لنظام بشار الأسد بتطبيق الفقرة 12 من القرار 2254 على الطريقة الروسية بإرسال قوائم الموت بأسماء المعتقلين بأنهم ماتوا الى كافة المناطق والمحافظات السورية دون تسليم أية جثة لذويها عوضا عن إطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء والأطفال كما نص القرار 2254 وذلك تمهيدا لإغلاق أضخم ملف إجرامي بحق بشار الأسد ونظامه وعدم فتحه في محفل دولي أو عند مناقشة أي حل سياسي في سورية .
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم 18 يوليو، عن إنشاء مركز خاص في سوريا لاستقبال وتوزيع وإيواء النازحين واللاجئين السوريين ومقره في دمشق، وأرسلت لاحقا فرق عمل إلى الأردن ولبنان وتركيا ودول غربية، لتنفيذ مهمات خاصة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
أكدت مصادر ميدانية لشبكة "شام" في منطقة سهل الغاب بريف حماة، أن "فصيل التركستان" أنهى عملية تفكيك العنفات التابعة لمحطة زيزون الحرارية، وقام بنقلها عبر شاحنات سطحية كبيرة إلى جهة مجهولة، بعد سلسلة عمليات تفكيك طالت بنية المحطة ومعداتها.
وتندرج هذه العملية ضمن بند "الغنائم" الذي يتعامل معها الحزب وغيرها من الفصائل كتجرير الشام، وتعد محطة زيزون من أكبر عمليات الغنيمة والتي كانت أحد أكبر المحطات الحرارية في الشمال، تعرضت لعمليات تفكيك شبه كامل للمولدات والأثاث وكامل أجهزتها، عن طريق الفصائل وبيعها في مناطق عدة، دون أي رادع، على الرغم من الحملات الإعلامية العديدة التي تحدثت عن الأمر وطالبت بوقف عمليات التخريب والسرقة للمنشآت المدنية.
وشوهدت سيارات كبيرة "سطحية" تحمل معدات كبيرة من داخل محطة زيزون، وبحسب عمال كانوا يعملون في المحطة فإن الحزب قام بتفكيك كامل العنفات وتحميلها، في حين تشير مصادر إلى أن البيع يتم إلى النظام الذي يعمل على الاستفادة من هذه المعدات المفككة والتي تساوي ملايين الليرات.
وإضافة لمحطة زيزون فإن العديد من القاطرات والرافعات الثقيلة كانت تقوم قبل أشهر بعمليات تحميل قطع سكة الحديد " اللاذقية - حلب" في محطة جسر الشغور، بعد تفكيكها بشكل شبه كامل، سبق ذلك تفكيك محطة محمبل والخط الواصل حتى جسر الشغور واشتبرق بشكل شبه كامل على طول أكثر من 30 كم، وبيعها لصالح بعض الفصائل التي تسيطر على المنطقة، وعن طريق تجار كبار.
ولم تكن سكة الحديد هي الأولى التي تم تفكيكها وبيع قطعها، أيضاَ معمل العسكر أحد أكبر المعامل في الشمال السوري، تعرض لعمليات تخريب إبان سيطرة قوات الأسد علي المدينة واتخاذ العمل كثكنة عسكرية، تلا ذلك تفكيك كامل أثاث المعمل وآلاته وكامل معداته من قبل الفصائل بعد السيطرة عليه، وبيعها بشكل كامل.
وكذلك الحال في الفرن الألي الكبير في مدينة جسر الشغور والذي كان يعمل بطاقة أربع خطوط انتاج، تعرض هو الآخر لتفكيك وسرقة من قبل بعض المتنفذين في الفصائل، وأيضاَ مؤسسة السندس، وحتى نوافذ المدارس التعليمية وشبكات الحديد والمولدات التابعة لنهر العاصي والسيارات الخدمية في المدينة لم تسلم من عمليات السلب والنهب والبيع في السوق السوداء.
وتعرضت المئات من المنشآت الخدمة العامة الموجودة في المناطق المحررة، لعمليات سلب ونهب بوسائل وطرق عدة، باسم الغنائم، والتي شكلت أحد أكبر المعضلات في المحرر، كونها جردت المناطق المحررة من مؤسساتها ومصادر قوتها التي تمكنها من بناء الدولة من جديد بعد خروجها عن سلطة الأسد، انعكس ذلك سلباً على حياة المدنيين، وإيجاباً على بعض الفصائل التي كان لها اليد الطولى بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه العمليات، لاسيما في الريف الغربي لمحافظة إدلب منطقة جسر الشغور.
قال تقرير أميركي نشر أمس الجمعة، إن اختلافات حادة نشبت بين كبار المسؤولين في واشنطن، خصوصاً بين البيت الأبيض والبنتاغون، وأيضاً بين واشنطن وعواصم أوروبية، حول مصير معتقلي تنظيم الدولة في سوريا.
ونقل التقرير قول السيناتور لندسي غراهام (جمهوري، ولاية ساوث كارولاينا)، ورئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ: «ها نحن، بعد 17 عاماً من هجمات 11 سبتمبر، لا نقدر على إنهاء هذه الحروب (ضد الإرهاب والإرهابيين)».
وأشار التقرير إلى ميل الرئيس دونالد ترمب نحو نقل «قادة الداعشيين» إلى سجن غوانتانمو، في القاعدة العسكرية في كوبا. لكن، لا يتحمس العسكريون الأميركيون لذلك، لأن «معوقات تظل تواجه محاكمة سجناء غوانتانمو» بعد 16 عاماً من تأسيس السجن، وفق "الشرق الأوسط"؟
وحسب التقرير، من بين 780 معتقلاً تقريباً نقلوا إلى هناك، بقي 40 فقط، «لكن ثبت أنه من الصعب للغاية، بيروقراطياً وسياسياً، السماح للمعتقلين بالخروج من السجن».
وأضاف التقرير: «سيخلق إطلاق سراح أي معتقل مخاطر، وتبادل اتهامات حول نتائج ذلك». ورغم تصريحات ترمب المتطرفة، حسب التقرير، «يعارض البنتاغون العودة مرة أخرى إلى سنوات حجز المعتقلين لفترات طويلة».
ولهذا السبب «لم تنقل إدارة ترمب أي معتقلين جدد إلى غوانتانمو، رغم وعود ترمب المتشدد». وبالنسبة للدول الأوروبية، خصوصاً التي يوجد معتقلون ينتمون إليها في سجون سوريا، قال التقرير إن الأوروبيين يميلون نحو «الإجراءات القضائية»، وليس «الحل العسكري»، أي تحويل مسؤولية «الداعشيين» إلى البنتاغون، تمهيداً لإرسالهم إلى غوانتانامو.
لكن، في الوقت نفسه، كما قال التقرير، «صارت كثير من الدول الأوروبية تميل نحو إبقاء (الداعشيين) المعتقلين في سوريا، وربما عدم الاعتراض على إرسالهم إلى غوانتنمو».
وأضاف التقرير: «ها هي الدول الأوروبية تسمح لآخرين بحل مشاكل مواطنيها (الداعشيين)».
ورجح التقرير أن سبب ذلك هو «خوف من أن قبول المواطنين (الداعشيين)، وتقديمهم إلى محاكمات في أوطانهم، سيجعل (الداعشيين) يستغلون (عن طريق محاميي الحقوق المدنية، وحقوق الإنسان) حرية المحاكم الأوروبية. وإما يماطلون إلى ما لا نهاية، أو تطلق هذه الحكومات سراحهم». وتساءل التقرير: «هل يمكن أن تكون هناك محكمة دولية لجرائم الحرب؟» وأجاب: «ستكون هناك عراقيل كثيرة، ربما تضاعف العراقيل الحالية التي تواجه محكمة الجنايات الدولية».
فتحت جولة المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، في عاصمتي «اللجوء السوري»، عمان وبيروت، على مرحلة «وضع ملف اللاجئين على سكة المداولات الإقليمية والدولية»، استباقاً لجولة جديدة من مفاوضات آستانة، التي تنعقد نهاية الشهر في منتجع سوتشي الروسي، حيث ينتظر أن تركز موسكو خلالها على هذا الملف، وتقدمه على ملف «الإصلاح الدستوري» الذي عملت طويلاً لإحلاله بديلاً عن مسار التسوية السياسية.
الأولوية حالياً للملف الإنساني، بعدما غيبت التطورات الميدانية وموازين القوى الفعلية على الأرض ملامح الجهود السياسية لبلورة حل نهائي يقوم على أساس قرارات مجلس الأمن. والملف الإنساني الذي اختصرته موسكو في بند اللاجئين، كونه يشكل عنصر الضغط الرئيسي على قوى إقليمية ودولية، الذي يوفر وفقاً لقناعة نخب روسية المدخل المناسب لحشد تأييد واسع للمتغيرات السياسية والميدانية التي قادتها موسكو في سوريا.
لا تخفي الأوساط الروسية ارتياحاً لأن النتائج الميدانية في سوريا جاءت متزامنة مع انفراجة مهمة في اتصالات موسكو مع لاعبين كبيرين، مثل واشنطن وباريس، قادت إلى «التسليم بشكل كامل تقريباً» بالدور الروسي في تأسيس المرحلة الجديدة في سوريا. لذلك، سرعت موسكو خطواتها للإفادة من الزخم الذي وفرته قمة هلسنكي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، والاتصالات الروسية - الفرنسية أخيراً، من أجل الإعلان عن إطلاق «المشروع الإنساني» الذي تثق موسكو في أنه لن يلق معارضة من الأوساط الدولية والإقليمية أصلاً.
وفي هذا الإطار، جاء الإعلان عن تأسيس مركز إيواء اللاجئين، ومتابعة ملف العودة، بجهد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين. وفي الإطار ذاته، جاءت «العملية الإنسانية الروسية الفرنسية المشتركة في الغوطة الشرقية»، واستكمالاً لوضع هذا الملف على رأس أولويات الأجندة الإقليمية والدولية، جاءت أخيراً جولة لافرنتييف التي سعت موسكو من خلالها إلى تثبيت التوجه البديل لغياب مسار جنيف.
لذلك، جاءت تصريحات عدد من المسؤولين الروس متطابقة حول نية نقل ملف اللاجئين إلى مجلس الأمن، والحصول على دعم دولي واسع، مع اقتراب افتتاح الموسم السياسي الجديد في نيويورك في سبتمبر (أيلول) المقبل.
ما لفت الأنظار في جولة لافرنتييف أمران رئيسيان: الأول أن تحركاته لم تشمل عاصمة اللجوء السوري الأولى إقليمياً (أنقرة)، كون تركيا لاعباً أساسياً أصلاً في آستانة، وشريكاً للروس في صناعة التحركات الميدانية التي ستضع في المحصلة مساراً سياسياً يضمن لأنقرة مصالحها. ووفقاً لمحلل روسي، فإن الأتراك يضعون حالياً أولويات تسبق فتح النقاش حول ملف اللاجئين، رغم أهمية هذا الموضوع بطبيعة الحال بالنسبة إلى أنقرة في وقت لاحق.
والثاني أن لافرنتييف كان على رأس وفد واسع، مؤلف من 13 مسؤولاً، شمل نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين ومسؤولين في وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية، ما يوحي بحجم الزخم الذي أرادته موسكو لفتح التنسيق المتعدد الجوانب مع العاصمتين انطلاقاً من مدخل ملف عودة اللاجئين.
وأظهرت النقاشات التي أجراها المبعوث الرئاسي الروسي في بيروت وعمان حرصاً روسياً على ربط مسار عودة اللاجئين، باعتباره أمراً ملحاً ومطلباً فورياً في الأردن ولبنان، بمسارات عدة سياسية وأمنية وعسكرية، وهو ما عكسته تصريحات المسؤولين الروس الذين تحدثوا عن ضرورة بحث الجوانب الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية لعودة اللاجئين، ما يعني فتح مسار واسع يشمل بالدرجة الأولى تطبيع العلاقات مع النظام السوري لضمان تنفيذ كامل وسريع لخطط إعادة اللاجئين.
ولفت لافرنتييف في إيجازه للنتائج إلى أن «المحادثات كانت ممتازة. وإعادة النازحين مهمة، والمطلوب توفير الظروف الملائمة لهذه العودة، والحكومة السورية مستعدة لقبول من يريدون العودة»، وفق الشرق الأوسط".
ويرى مراقبون روس أن النتيجة الأبرز التي حملها معه لافرنتييف هي أن الظروف باتت مواتية للشروع بتعويم النظام إقليمياً، وأن كلاً من الأردن ولبنان لا يمانع في فتح قنوات التنسيق لإنجاح هذا الجهد مع دمشق عسكرياً وأمنياً. ورغم أن بعض الأطراف في لبنان ما زالت لديها تحفظات في هذا الاتجاه، لكن لن يكون من الصعب وفقاً لدبلوماسي روسي أن تكلف رئاسة الجمهورية بإدارة هذا الملف، كونها خلافاً لرئاسة الوزراء «لا تحفظات لديها»، وترحب بلعب هذا الدور.
ويرى الروس أن الأردن مهيأ بدوره للتعامل مع النظام، وهو لأسباب أمنية واقتصادية بحاجة إلى فتح المعابر الحدودية، وتنسيق دخول البضائع، وصولاً إلى بحث الملفات المتعلقة بعودة اللاجئين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت على فتح معبري نصيب مع الأردن والزمراني مع لبنان لعودة اللاجئين السوريين من هذين البلدين، ومن المقرر أيضاً فتح 3 مكاتب تابعة لمركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين في أبو الظهور والصالحية وتدمر قبل نهاية الشهر الحالي.
ويرى بعضهم في موسكو أن بين أسباب غياب أنقرة عن جدول تحركات لافرنتييف أن الجانب التركي ليس مستعداً بعد لتطبيع العلاقات مع دمشق، وينتظر تبلور ملامح التسوية النهائية.
والعنصر الثاني المهم في نتائج الجولة، وفقاً لمصادر روسية، أنها ربطت ملف اللاجئين بملفي إعادة الإعمار، ورفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق.
وفي هذا الإطار، فإن موسكو لا تخفي أن الخطوة التالية التي ستنشط بطرحها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تقوم على أهمية تسريع رفع العقوبات لتحسين «الوضع الإنساني»، ما يساعد بإيجاد حل شامل لعودة اللاجئين.
كما أن ملف إعادة الإعمار سيكون مطروحاً بقوة في ظروف الدفع باتجاه إيجاد الظروف الملائمة لإعادة اللاجئين إلى «أماكن سكنهم الأصلية»، وفقاً للتعهد الذي رفعته موسكو عند الإعلان عن تأسيس مركز إعادة اللاجئين.
ورغم أن هذا الأمر سيواجه رفضاً من جانب مانحين مهمين، إقليمياً ودولياً، يصرون على ربط ملف إعادة الإعمار بتسوية سياسية نهائية مقبولة من كل الأطراف، فإن التفاهمات الأولى مع واشنطن، والتنسيق الروسي الفرنسي «إنسانياً»، يضعان مقدمات لتطوير النقاش في هذا الاتجاه.
كما أن موسكو ترغب في إطلاق جزء من المشروع بجهود ذاتية، وبمساعدة بعض حلفاء موسكو، من أجل وضع ملف إعادة الإعمار تلقائياً على الأجندة الدولية، وهذا برز من خلال تلميحات إلى رغبة موسكو بالشروع في توفير ظروف مناسبة لتأسيس مراكز إيواء أولية في القلمون ومناطق الجنوب السوري.
لكن توجه موسكو يقابل برزمة من التعقيدات، وفقاً لمصادر روسية، أبرزها إصرار الأمم المتحدة على مبدأ العودة الطوعية، وهو أمر سيشكل اختباراً صعباً أمام المناورة الروسية، رغم أن موسكو تقدم أرقاماً وإحصائيات تدل على رغبتها سلفاً بتجاهل هذا العنصر. فمثلاً، تشير بيانات وزارة الدفاع إلى أن هناك «نحو 30 ألف نازح سوري فقط من أصل مليون شخص يتمنون البقاء في لبنان، فيما ترغب الغالبية الساحقة منهم في العودة إلى ديارها»، من دون أن توضح الوزارة كيف بنت أرقامها، وهل جاءت بنتيجة دراسة ميدانية شاملة في أماكن توزع اللاجئين؟
قال مسؤولون أمريكيون وعرب إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمضي قدما خفية في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج العربية ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.
وذكرت أربعة مصادر أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري ومكافحة الإرهاب وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية، بحسب وكالة رويترز.
والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو ”ناتو عربي“ للحلفاء المسلمين السنة، من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة والقوة الشيعية إيران، والمحتدم بالفعل بشكل متزايد منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة.
وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم ”تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي“ خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر تشرين الأول.
وأكد البيت الأبيض أنه يعمل على فكرة التحالف مع ”شركائنا الإقليميين الآن ومنذ عدة أشهر“.
وقال مصدر أمريكي إن مسؤولين سعوديين طرحوا فكرة إقامة حلف أمني قبيل زيارة قام بها ترامب العام الماضي إلى المملكة حيث أعلن عن اتفاق ضخم لبيع الأسلحة، لكن اقتراح تشكيل الحلف ظل يرواح مكانه.
وذكرت مصادر من بعض الدول العربية المشاركة أيضا أنهم على علم باستئناف الجهود لإحياء الخطة. ولم يرد مسؤولون من مشاركين محتملين آخرين على طلبات للتعقيب.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض ”تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي سيشكل حصنا في مواجهة العدوان والإرهاب والتطرف الإيراني، وسوف يرسي السلام بالشرق الأوسط“.
ورفض المتحدث تأكيد أن ترامب سيستضيف قمة في تلك المواعيد، كما نبهت المصادر إلى أنه لا يزال غير مؤكد ما إذا كانت الخطة الأمنية ستكتمل بحلول منتصف أكتوبر تشرين الأول.
وأخفقت في الماضي مبادرات مشابهة من جانب حكومات أمريكية في إبرام تحالف رسمي مع حلفاء خليجيين وعرب.
وتتهم واشنطن والرياض وأبوظبي إيران بزعزعة استقرار المنطقة وإثارة الاضطرابات في بعض البلدان العربية من خلال وكلاء لطهران فضلا عن تهديد إسرائيل بشكل متزايد.
وسيركز هذا التحالف على الدولتين الخليجيتين الأكثر تأثيرا في المنطقة وهما السعودية والإمارات للعمل عن كثب مع إدارة ترامب لمواجهة إيران.
ولم يتضح كيف سيمكن للتحالف مواجهة طهران على الفور لكن إدارة ترامب وحلفاءها السنة لديهم مصالح مشتركة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا إضافة إلى الدفاع عن مسارات الشحن الخليجية التي تمر عبرها أغلب إمدادات النفط العالمية.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز ”الأمريكيون وحلفاؤهم الإقليميون يأججون التوتر في المنطقة بذريعة تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط“. وأضاف أن هذا النهج ”لن يسفر عن أي نتائج“ بخلاف ”توسيع الفجوات بين إيران وحلفائها الإقليمين من جانب والدول العربية المدعومة من الولايات المتحدة من جانب آخر“.
ومن بين العقبات الكبرى المحتملة أمام التحالف المزمع تلك المقاطعة المستمرة منذ 13 شهرا من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة. واتهمت تلك الدول قطر بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة.
وفي حين صرح أحد المصادر بأن الإدارة الأمريكية قلقة بشأن إمكانية عرقلة هذا الخلاف الخليجي للمبادرة قال المصدر ومسؤول عربي إن الرياض وأبوظبي أكدتا لواشنطن أن الخلاف لن يمثل مشكلة أمام التحالف الجديد.
ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن الخلاف الخليجي يشكل عقبة.
وفيما يواصل ترامب تطبيق سياسة ”أمريكا أولا“ يتطلع البيت الأبيض للتخلص من جزء من عبء مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية وإلقائها على عاتق حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يوم الخميس إن بلاده مستعدة لنشر مزيد من القوات في أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة خصومها لأنها تعتقد أنه لم يعد بوسعها الاعتماد على حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال مصدر مطلع على الخطة إن إقامة درع دفاع صاروخية في المنطقة سيكون من بين أهداف التحالف إضافة إلى التدريب لتحديث جيوش تلك الدول. وناقشت الولايات المتحدة ودول خليجية لسنوات أمر الدرع الدفاعية دون الخروج بنتائج.
وزاد التوتر مع إيران منذ أن أعلن ترامب في مايو أيار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015 للحد من الطموحات النووية لطهران.
ورفضت إيران يوم الاثنين تحذيرا من ترامب قال فيه إنها ”ستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ“ إذا لم تتوقف عن تهديد الولايات المتحدة.
أبلغت مسؤولة أممية مجلس الأمن الدولي، أن معدلات قتل وتشويه الأطفال في سوريا ارتفعت خلال الربع الأول من 2018، بنسبة 348 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2017.
جاء ذلك على لسان وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة "فيرجينيا غامبا"، في إفادتها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة اليوم الجمعة، بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك.
ولم تشر المسؤولة الأممية إلى عدد حالات قتل وتشويه الأطفال خلال الربع الأول من 2018، أو الفترة المقابلة لها العام الماضي، بحسب وكالة الأناضول.
إلا أنها قالت إن الشهور الستة الأولى من العام الحالي شهدت انتهاكات جسيمة بحقق الأطفال السوريين، وصلت إلى أكثر من 1200 حالة.
ومن بين تلك الانتهاكات 600 حالة قتل أو تشويه للأطفال فضلًا عن أكثر من 100 هجمة عسكرية استهدفت المستشفيات والمدارس بمناطق مختلفة من البلاد، بحسب المسؤولة الأممية.
وأوضحت "غامبا" أن الانتهاكات الجسيمة بحقوق الأطفال شملت اعتداءات جنسية على الأطفال المزعوم ارتباطهم بأطراف معينة في الصراع السوري، دون مزيد من التفاصيل.
وتابعت "أدعو جميع أطراف الصراع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب القوانين الدولية لحماية الأطفال، وأن تتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان أن تجري العمليات العسكرية في توافق تام مع القانون الدولي وخاصة ما يتعلق منها بقواعد التناسب والتمييز (تمنع منعًا باتًا الهجمات الموجهة ضد المدنيين والمنشآت المدنية)".
واستطردت: "يتعين على مجلس الأمن الضغط على أطراف الصراع لإجبارهم على التمسك بالقانون الدولي لحماية الأطفال، بما في ذلك وقف أساليب الحرب التي لا تتسم بالتناسب".
"غامبا"، أوضحت أنه "منذ بدء الأزمة في سوريا في مارس/آذار 2011، وثقت الأمم المتحدة مقتل وإصابة أكثر من 7 آلاف طفل".
وأشارت إلى توافر معلومات أخرى لم تتمكن الأمم المتحدة من توثيقها بأن العدد يتجاوز 20 ألف طفل.
ولفتت إلى تزايد حالات اعتقال الأطفال في سوريا بسبب ادعاءات ارتباطهم بقوات وجماعات مسلحة.
وقالت إنه أفيد باعتقال أكثر من 1300 طفل من قبل الأطراف (الصراع) في شمال شرقي سوريا خلال 2018.
وأضافت "شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي زيادة بنسبة 25 بالمائة في تجنيد واستخدام الأطفال، و348 بالمائة في قتلهم وتشويههم، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي".
وأوضحت أن "مسؤولية تجنيد واستخدام الأطفال تعود إلى الجماعات المسلحة، فيما تنسب غالبية أعمال القتل والتشويه إلى الحكومة السورية والقوات الموالية لها".
وتابعت أن "نحو 30 بالمائة من المدارس إما هدمت أو ألحقت بها أضرار أو أصبحت تستخدم كمأوى أو لأغراض عسكرية، ما يحرم 2.1 مليون طفل من التعليم بسبب عوامل منها انعدام الأمن والفقر والنزوح".
وأبلغت أعضاء المجلس بأن التقرير السنوي للأمين العام، للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" حول الأطفال والصراع المسلح في سوريا والذي سيغطي نحو 5 سنوات من النزاع السوري، سيتم نشره خلال الشهور القليلة المقبلة.
حلب::
عثرت الشرطة الحرة على جثة شخص مجهول الهوية في محيط بلدة باتبو بالريف الغربي.
سقط شهداء وجرحى أثناء قيام الشرطة الحرة بتفكيك لغم من مخلفات قوات الحماية الشعبية في مدينة عفرين.
تعرضت بلدة بيانون بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
إدلب::
تعرضت أطراف مدينة كفرنبل وقرية معرة الصين بالريف الجنوبي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد، وتعرضت مدينة جسرالشغور ومحيطها وبلدتي بداما والناجية بالريف الغربي لقصف صاروخي، ما أدى لسقوط جرحى.
شن مجهولون يعتقد أنهم تابعون لتنظيم الدولة هجوما على صوامع الحبوب جنوب مدينة سراقب بالريف الشرقي.
انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من أحد الحواجز على طريق "إدلب-باب الهوى"، ما أدى لإصابة شخص فقط.
حماة::
تعرضت مدينتي كفرزيتا واللطامنة وقرى حصرايا والجنابرة والزكاة وأبو رعيدة وتل الصخر بالريف الشمالي لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الأسد، ما أدى لسقوط جريح.
جنوب غرب سوريا::
تتواصل المعارك العنيفة في حوض اليرموك وخاصة في محيط بلدة نافعة بين تنظيم الدولة من جهة وقوات الأسد وعناصر قاموا بعمل مصالحات من جهة أخرى، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا.
انطلقت 15 حافلة تقل الرافضين للتسوية مع نظام الأسد في الجنوب السوري بدءا من مدينة نوى بريف درعا الغربي باتجاه الشمال السوري.
شن الطيران الحربي غارات جوية على القرى التي لم تتمكن من دخولها في منطقة اللجاة بالريف الشمالي الشرقي.
ديرالزور::
اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عدد من أصحاب سيارات الأجرة في بلدتي الطبانة وذيبان بالريف الشرقي بتهمة اختطاف عناصر لها، كما اعتقلت عدد من المدنيين في قرية الزباري.
قام تنظيم الدولة بإعدام سيدة من أبناء مدينة البوكمال بالريف الشرقي دون توضيح التهمة.
تعرضت بلدة السوسة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بالريف الشرقي لقصف صاروخي من قبل قوات الأسد.
خرج عدد من أبناء مدينة هجين النازحين في بلدة البحرة لمطالبة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بعدم تأخير عملية السيطرة على المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بغية العودة لمنازلهم.
الحسكة::
قال ناشطون أن التحالف الدولي نفذ عملية إنزال جوي استهدفت منزل يضم لاجئين عراقيين قرب قرية الدويم بريف بلدة اليعربية.
داهمت دورية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي منزل أحد المدنيين بحثاً عن ابنته بحجة هروبها من التجنيد في بلدة الهول بالريف الشرقي.
اللاذقية::
تصدت الدفاعات الجوية في قاعدة حميميم لطائرات مسيرة باتجاه القاعدة بعد إصابتها بصواريخ "أرض جو".
نعى نشطاء وفعاليات مدنية من مدينة داريا اليوم، استشهاد اثنين من نشطاء الحراك الشعبي في المدينة في معتقلات الأسد، بعد اعتقالهما في بدايات الحراك ضد الأسد، في سياق القوائم التي تصل تباعاً لأسماء المتوفين تحت التعذيب في سجون الأسد.
ووصل اليوم الجمعة نبأ استشهاد كلاً من الناشطين "مازن سليمان شربجي الذي اعتقل في 15 آب 2011،وتوفي بحسب وثائق النظام في 15 كانون الثاني 2013 في سجن صيدنايا"، والناشط "عبد الحكيم شربجي، والذي اعتقل في 24 نيسان 2011، وتوفي في 15 كانون الثاني 2013 في سجن صيدنايا".
وقبل أيام نعت مدينة داريا بنشطائها وفعالياتها الشهيدين “يحيى الشربجي” و” إسلام دبّاس” الذين تمّ تأكيد أنباء وفاتهما إعداماً يوم 15 كانون الثاني من العام 2013. سُلّمت أوراق وفاة “الشربجي” مع أخيه “محمد الشربجي” المعروف بمعن الشربجي يوم 23 تموز 2018، علماً أنّ معن وبحسب ما أُبلغت العائلة توفيّ 13 كانون الأول من العام نفسه.
وكان “الشربجي” وهو من أبرز قادة الحراك المدني السلمي في مدينة داريا، وأحد مؤسّسي لجان “لجان التنسيق المحليّة” قد اعتقل يوم 6 أيلول 2011 في الكمين الذي نصبته قوات المخابرات الجويّة السورية لشقيقه، واعتقل برفقته آنذاك “غياث مطر” رفيق دربه الذي تمّ تسليم جثمانه إلى ذويه بتاريخ 10 أيلول 2011 وقد شوّهه التعذيب.
“إسلام دبّاس” من مواليد عام 1989، وقتل في ظلام السجون السورية عام 2013، إلاّ أنّ عائلته لم تُبلّغ حتى يوم 16 تموز 2018. اعتقل الدبّاس وهو طالب هندسة معمارية لنشاطه البارز في قيادة الحراك المدني السلمي في مدينة داريا التي أعلنت انتمائها الكلّي إلى ثورة الكرامة والحريّة، الثورة السلميّة غير المُسلحّة، التي انطلقت في آذار 2011، وكان لا بُد للقضاء عليها من القضاء على فرسانها المدنيين، ومن أبرزهم شباب داريا. فاعتقل إسلام يوم 22 تموز 2011 في يوم الجمعة التي سُميّت “بجمعة الوحدة الوطنية”.
واليوم، أكد فريق التوثيق بالتعاون مع صفحة تنسيقية أهالي داريا في الشتات من توثيق أسماء 68 شهيد استلم ذويهم وثائق تؤكد وفاتهم تحت التعذيب في سجون النظام منهم سبعة شهداء استشهدوا إعداما في سجن صيدنايا العسكري بتاريخ 15-1-2013.
ونقلاً عن مصادر من السجل المدني في داريا فإن النظام قام بإرسال قائمة فيها أسماء الشهداء الذين استشهدوا تحت التعذيب وفيها ما بين 950 و 1000 اسم، على أن يكون هُناك قائمة ثانية سترسل بعد فترة.
وتلقت دوائر النفوس في المدن والمحافظات السورية قوائم تضم عشرات الأسماء لمعتقلين سابقين، قتلوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، وبعد إخفاء مصيرهم لسنوات جاءت تلك الوثائق لتؤكد وفاتهم، ولكن بحسب مزاعم النظام إن الوفيات كان سببها "أزمات قلبية"، في محاولة للنظام للتملص من آلاف القضايا الجرمية التي تطاله.
مصادر حقوقية قالت إن العشرات من الذين أعلن النظام وفاتهم، كانوا من جيل الثورة السورية الأول «جيل السلمية»، وقبل ظهور الجيش السوري الحر، وآخرون اعتقلوا على حواجز المخابرات والشبيحة، فأصبحوا أرقاماً في غياهب المعتقلات، وأخيراً أسماء بدون جثث في دوائر النفوس.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أصدرت قبل أسبوعين تقريراً قالت فيه إن عدد السوريين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام يبلغ 13066 معتقَلاً، بينهم 163 طفلاً و 43 سيدةً، فيما لا يزال مصير 121829 معتقَلاً مجهولاً.
قال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، إن المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم تؤمّن عودة نحو 890 ألف سوري من لبنان إلى بلادهم.
وابلغ عون، خلال لقائه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بيرنيلكارديل قصر بعبدا شرق بيروت أن "لبنان رحّب بالمبادرة الروسية التي تم التطرق إليها خلال قمة هلسنكي الأخيرة بين الرئيسين الروسي والأميركي، وهي تؤمّن عودة نحو 890 ألف سوري من لبنان إلى بلادهم".
وأعرب عون عن أمله، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، في أن "تلقى المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، دعم الأمم المتحدة، لوضع حد لمعاناة هؤلاء النازحين، لاسيما أولئك المنتشرين في المناطق اللبنانية".
وأضاف " أن لبنان سوف يشكّل من جانبه لجنة للتنسيق مع المسؤولين الروس المكلفين لهذه الغاية، وذلك لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة".
وجاء إعلان عون غداة استقباله مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، في إطار جولة شملت عمان ودمشق، لبحث مبادرة اقترحتها روسيا على الولايات المتحدة تنص على التعاون لضمان عودة اللاجئين إلى سوريا بعد أيام من قمة جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي.
وتقضي المبادرة الروسية بوضع خطة مشتركة، وإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان تضم كل منها بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة.
ويقدر لبنان حاليا وجود نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون، فيما يستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون لاجئ.
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، إن أكثر من 110 آلاف من المدنيين السوريين أصبحوا نازحين بمدينة القنيطرة، جنوب غربي سوريا، ولا تصلهم أي مساعدة إنسانية.
جاء ذلك في إفادة قدمها لوكوك، اليوم الجمعة، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليًا في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك.
وطالب المسؤول الأممي مجلس الأمن بضرورة التحرك من أجل "وصول إنساني فوري وغير مشروط وبلا عوائق إلى جميع أنحاء سوريا"، محذراً من أن الاحتياجات الإنسانية تبقي حاجة ملحة للغاية في غوطة دمشق الشرقية، في ظل وجود نحو 10 آلاف رجل تتراوح أعمارهم بين 15 و65 سنة لا يزالون في مخيمات النزوح قرب ريف دمشق.
وفي السياق نفسه، شدد المسؤول الأممي على ضرورة ضمان استمرارية الخدمات لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير الحماية لـ300 ألف متضرر بجنوب غربي سوريا، وفق "الأناضول".
وأعرب المسؤول الأممي عن أسفه إزاء تواصل الأعمال العدائية في جنوب غرب سوريا، خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
وذكر أن "ما يقرب من 182 ألف شخص اضطروا للنزوح من ديارهم في المنطقة وهم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، مع افتقار الأمم المتحدة للوصول المستمر إلى السكان المتضررين".
والإثنين الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنها لا تزال غير قادرة على الوصول الإنساني للمدنيين جنوب غربي سوريا، ولا سيما السكان المدنيين في القنيطرة، بحسب تصريحات لـ"استيفان دوغريك"، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
وأمس الخميس، طالب مجلس الأمن الدولي، نظام الأسد وجميع الأطراف الأخرى، بضرورة السماح بالوصول الإنساني الفوري والمستدام وغير المشروط، إلى المدنيين في جميع أنحاء سوريا.
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لنساء قالت أنهن من ضمن الأشخاص الذين اختطفهم تنظيم الدولة بعد الهجمات التي شنها على ريف السويداء الشرقي أمس الأول الأربعاء.
وأظهرت الصور نساءً من مختلف الفئات العمرية، ويظهر خلفهن في الصور راية تنظيم الدولة.
وبحسب مصادر عدة فإن المختطفات ينحدرن من قرية شبكي بريف السويداء الشرقي، حيث قام تنظيم الدولة بعد الهجمات التي شنها باقتياد عدد كبير من أبناء القرية كأسرى باتجاه نقاطه في البادية الشرقية، مما يؤكد التواطؤ الكبير الذي قام به نظام الأسد تجاه أهالي ومدنيي المنطقة،
والجدير بالذكر أن يوم الأربعاء شهد سقوط اكثر من 215 قتيلا و180 جريحا غالبيتهم من المدنيين جراء الهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنه تنظيم الدولة على مدينة السويداء وريفها الشرقي، حيث شن التنظيم هجومه انطلاقا من نقاط تمركزه وسط انسحاب قوات الأسد من عدد من القرى والبلدات، ما أدى لتمكن التنظيم من السيطرة على مساحات واسعة.
ونجح التنظيم على خلفية هجماته من الدخول إلى قرى طربا ورامي والشبكي والكسيب وأم رواق وعراجه والشريحي وسعنة والمتونة ودوما وتيما بريف السويداء الشرقي، حيث جرت معارك عنيفة جدا بين تنظيم الدولة وميليشيات محلية منها قوات "حركة رجال الكرامة" ومليشيات نزيه الجربوع وميليشيا النضال وغيرهم العديد من الفصائل التي تنتمي لعوائل معروفة في الجبل حملت السلاح.
وكان أهالي السويداء قد رفضوا اليوم استقبال المحافظ "إبراهيم العشي" والوفد المرافق له بعدما حضر حفلة تشييع القتلى الذين قتلوا جراء هجمات التنظيم، واستنكروا قيام نظام الأسد بسحب السلاح منهم، ما جعلهم لقمة سائغة في فم التنظيم.
حلب::
عثرت الشرطة الحرة على جثة شخص مجهول الهوية في محيط بلدة باتبو بالريف الغربي.
سقط شهداء وجرحى أثناء قيام الشرطة الحرة بتفكيك لغم من مخلفات قوات الحماية الشعبية في مدينة عفرين.
إدلب::
تعرضت أطراف مدينة كفرنبل وقرية معرة الصين بالريف الجنوبي وبلدتي بداما والناجية بالريف الغربي لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
شن مجهولون يعتقد أنهم تابعون لتنظيم الدولة هجوما على صوامع الحبوب جنوب مدينة سراقب بالريف الشرقي.
انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من أحد الحواجز على طريق إدلب-باب الهوى أدى لإصابة شخص فقط.
حماة::
تعرضت مدينتي كفرزيتا واللطامنة وقرى حصرايا والجنابرة والزكاة وأبو رعيدة بالريف الشمالي لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الأسد، ما أدى لسقوط جريح.
جنوب غرب سوريا::
تتواصل المعارك العنيفة في حوض اليرموك وخاصة في محيط بلدة نافعة بين تنظيم الدولة من جهة وقوات الأسد وعناصر قاموا بعمل مصالحات من جهة أخرى، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا.
انطلقت 15 حافلة تقل الرافضين للتسوية مع نظام الأسد في الجنوب السوري من مدينة نوى بريف درعا الغربي باتجاه الشمال السوري.
شن الطيران الحربي غارات جوية على القرى التي لم تتمكن من دخولها في منطقة اللجاة بالريف الشمالي الغربي.
ديرالزور::
اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عدد من أصحاب سيارات الأجرة في بلدتي الطبانة وذيبان بالريف الشرقي بتهمة اختطاف عناصر لها، كما اعتقلت عدد من المدنيين في قرية الزباري.
الحسكة::
قال ناشطون أن التحالف الدولي نفذ عملية إنزال جوي استهدفت منزل يضم لاجئين عراقيين قرب قرية الدويم بريف بلدة اليعربية.