
مصدر لـ شام يفند حقيقة المفاوضات الروسية المباشرة مع هيئة تحرير الشام بشأن معبر مورك
تصاعد الحديث مؤخراً عن إعادة فتح معبر مورك بريف حماة الشمالي الفاصل بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة، وسط سجال كبير خلفه مع الحديث عن أن هذه الخطوة لاتندرج ضمن تطبيق اتفاق "سوتشي" وإنما اتفاق فردي بين هيئة تحرير الشام من جبهة والجانب الروسي من جهة أخرى.
وشكك مناصرون لهيئة تحرير الشام في صحة التفاصيل نافين وجود أي مباحثات بين روسيا وتحرير الشام في هذا الشأن، في وقت اعتبر فيه نشطاء وجود أي مفاوضات روسية مع هيئة تحرير الشام بشكل مباشر خيانة لدماء الشهداء ومراوغة من طرف الهيئة لتحقيق مصالحها على حساب المدنيين.
بالعودة للمفاوضات، التي أكدها قيادي بارز في الهيئة في حديث لشبكة "شام" (طلب عدم الكشف عن هويته)، لافتاً إلى أن المفاوضات بين هيئة تحرير الشام وروسيا بدون أي وسيط ليست وليدة اليوم، وإنما تعود لأكثر من عامين، وأنها مرت بمراحل فتور ومماطلة قبل أن تستأنف قبل أشهر.
وأعاد المصدر القيادي للذاكرة بعض التفاصيل التي تؤكد وجود تنسيق وتفاوض مباشر بين الهيئة وروسيا إلى حادثة تسليم الطائرة المروحية من نوع "مي- 8"، والموجودة سابقاً في مطار تفتناز، وكيف قامت الهيئة بجمع حطامها وتسليمها لروسيا، لما لهذه المروحية الروسية من أهمية بالغلة لدى الجانب الروسي، خوفاً من كشف بعض أسرارها من قبل جهات أخرى قد تحصل عليها فطلبت استعادتها.
ولفت المصدر في حديث لشبكة "شام" إلى أن عمية افتتاح معبر مورك نفذ على مراحل عدة، كانت البداية بلقاءات عدة جمعت مسؤولين من هيئة تحرير الشام من جهة ومسؤولين من مخابرات النظام وضباط روس في قرية أبو دالي، والتي انتهت بسيطرة الهيئة على المنطقة أواخر عام 2017، وقطع جميع الطرق التي كانت تشرف عليها إيران من المنطقة وتحويلها لمدينة مورك.
وتابع" ثم كان للاقتتال بين هيئة تحرير الشأم وجبهة تحرير سوريا الأثر الكبير في خسارة الهيئة للمعبر بعد أن كانت قد بدأت في فتحه وأبرمت صفقات كبيرة مع تجار ضمن مناطق النظام لتقاسم الأتاوات وكذلك ماقامت به من تقاضي رسوم كبيرة على كل البضائع التي تدخل للنظام من جهة المحرر، قبل أن تستعيد الهيئة السيطرة على المعبر في شهر نيسان من عام 2018.
وحول نقاط القوة التي تملكها هيئة تحرير الشام لتقبل روسيا التفاوض معها بشكل مباشر، نوه المصدر إلى أن الهيئة تحتفظ بعدد من الأوراق التفاوضية، أبرزها جثث الطيارين الروس الذين قتلوا في سقوط مروحيتهم في منطقة تل الطوكان قبل سنوات عدة، إضافة لحطام الطائرة، واوراق أخرى لم يفصح عنها المصدر.
وتعتبر هيئة تحرير الشام المعابر الحدودية مع مناطق سيطرة النظام ركيزة أساسية في تنمية مواردها المالية، لما لهذه المعابر من أهمية بالغة في تحصيل ملايين الدولارات سنويا، من خلال الرسوم والأتاوات التي تفرضها على البضائع التي تدخل من مناطق سيطرة النظام إلى المحرر وبالعكس، والتي تنعكس سلباً على أسعارها ويكون فيها المدنيون هم الحلقة الأضعف وهم من يتحملون تبعياتها.
ولهذا السبب تحاول هيئة تحرير الشام وقبل أي حل في الشمال السوري السيطرة على جميع المناطق الاستراتيجية لاسيما على طريق الأوتستراد الدولي حلب - دمشق، ولهذا يعود محاولاتها المتكررة للسيطرة على ريف حلب الغربي والمناطق المتاخمة لمدينة حلب، كما أنها افتتحت معبراً آخر في منطقة العيس جنوب حلب.