كررت قوات الأسد وحلفائها اليوم السبت، استهداف الأحياء السكنية في مدينة دوما بالأسلحة الكيميائية السامية، عبر استهدافها بقذائف وصواريخ مخملة بالفوسفور والنابالم والمواد السامة كالكلور المركز في القذائف الصاروخية.
وقالت مؤسسة الدفاع المدني في مدينة دوما إنها تقف عاجزة عن فعل أية شيء جراء الاستهداف العنيف والمكثف على المدينة بالغازات السامة، في وقت لاتتوقف الغارات والقذائف الصاروخية عن استهداف الاحياء السكنية، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى، سبق ان تعرضت المدينة لاستهداف بالفوسفور الحارق والنابالم ليلاً.
ويهدف النظام وروسيا من وراء تكثيف القصف مجدداً على مدينة دوما المحاصرة للضغط أكثر على جيش الإسلام والمدنيين المحاصرين لقبول التهجير على غرار ماحصل في القطاع الأوسط وحرستا، في وقت يصر فيه جيش الإسلام على البقاء وكذلك المدنيين الرافضين للتهجير، لاسيما أن روسيا لمست عزف المدنيين عن الخروج في الدفعات الثلاث التي خرجت من المدينة خلال الأيام الماضية إلا بضع مئات خلافاً لما توقعت.
يحاول الإعلام الروسي الرسمي والرديف وإعلام الأسد بشكل دائم خلق التبريرات لكل حملة قصف تستهدف منطقة ما في سوريا، وإظهار الجانب الروسي في دور المنقذ للمدنيين والحريص على حياتهم والمدافع عنهم في وجه "الإرهاب"، أو سوق الاتهامات لفصائل الثوار في استهداف السفارة الروسية تارة أو أحياء دمشق تارة أخرى لشرعنة قصفها المستمر لاسيما في الغوطة الشرقية.
أكثر من أسبوع مر على الهدوء الذي عاشته مدينة دوما أخر مناطق سيطرة المعارضة ممثلة بجيش الإسلام والتي يقيم فيها أكثر من 150 ألف مدني، تخللها مفاوضات مباشرة بين الجانب الروسي والجيش، والتي فيما يبدو أنها فشلت في التوصل لاتفاق لتهجير المدينة على غرار القطاع الأوسط وحرستا، مع إصرار الجيش على البقاء والذي فيما يبدو أنه يمتلك أوراق تفاوضية قوية منها أسرى النظام وأمور أخرى لم يفصح عنها إعلامياً.
ومع عودة القصف لمدينة دوما والتي يترقب مصيرها العالم أجمع كان لابد من سوق التبريرات وخلق الحجج لتجديد الحملة العسكرية على مدينة محاصرة من كل الاتجاهات فكان استهداف أحياء دمشق من قبل النظام أولى الحجج لإعادة استهداف المدينة بعشرات الغارات ومئات الصواريخ، والتي خلفت أكثر من 40 شهيداً خلال 24 ساعة، وعشرات الجرحى.
وأخر مسرحيات صفحة "قاعدة حميميم" والتي تندرج ضمن الإعلام الروسي الرديف توجه من خلالها روسيا ماتريد نشره سواء كان من شائعات أو تبريرات، نشرت الصفحة خبراً مفادة وجود انقلاب داخل جيش الإسلام وهو وراء تعطل التوصل لاتفاق مع الجانب الروسي.
ولعل روسيا أرادت من الخبر المقتضب خلق الفتنة وزرع الشقاق بين الجيش والحاضنة الشعبية في مدينة دوما من خلال الترويج أولا لرفض قادة من الجيش الخروج من دوما وأنهم أطاحوا بقيادتهم التي فاوضت الروس على الخروج، ومن خلال تبيان أن هناك ارباك وانشقاق وخلاف ضمن الجيش الذي من المفترض أن يدافع عن المدينة.
ومع عودة القصف بالأمس وبدء التحشدات نشرت المعرفات الرديفة والرسمية لجيش الإسلام صورة لقائد الجيش "عصام بويضاني" مع عدد من القادة في الصف الأول وهيئة الأركان، في اجتماع قالت إنه للاطلاع على خطط التحصين والتدعيم لجبهات مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ماينفي ويكذب الادعاءات الروسية المضللة.
حاولت قوات الأسد والميليشيات المساندة اليوم السبت، التقدم على جبهة حرستا من جهة مزارع دوما في الغوطة الشرقية، بعد يوم من عودة القصف والتحشيد العسكري حول مدينة دوما أخر مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية.
وقال جيش الإسلام صباح اليوم إنه أوقع ١٧ قتيلاً لميليشيات الأسد وعطب "بلدوزر" وعربة BMP بعد إفشال محاولة التقدم على جبهة حرستا من جهة مزارع دوما محور كازية الكيلاني، دون أن تتمكن القوات المهاجمة من إحراز أي تقدم.
وفي وقت سابق، نفى جيش الإسلام استهداف أي منطقة في العاصمة دمشق أو حي من أحيائها، مؤكداً أنه أن استهداف ميليشيات الأسد لأحياء دمشق يندرج في إطار تبرير الهجمة الوحشية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية وخرقهم لوقف إطلاق النار المتفق عليه في المفاوضات الجارية.
استشهد سبعة مدنيين وجرح أخرون اليوم، جراء انفجار مجهول وسط مدينة الباب بريف حلب الشمالي، في وقت استشهدت فيه عائلة كاملة من خمسة أشخاص بقصف صاروخي للميليشيات الإيرانية على أطراف قرية القراصي بريف حلب الجنوبي.
وقال مراسل شبكة شام في مدينة الباب إن انفجاراً عنيفاً هز وسط مدينة الباب، سبب حرائق كبيرة في المحلات التجارية وبسطات الباعة، مخلفاً سبعة شهداء وعدد من الجرحى بين المدنيين، فيما لايزال سبب الانفجار مجهولاً مع توقعات بوجود عبوة ناسفة في الموقع نظراً لأن نسبة التدمير قليلة ماتلغي احتمالية وجود سيارة مفخخة.
وفي الأثناء، أكدت مصادر ميدانية في ريف حلب الجنوبي تعرض عائلة من خمسة أشخاص بينهم ثلاث نساء، في المزارع القريبة من قرية القراصي لاستهداف مباشر بصاروخ موجه من قبل الميليشيات الإيرانية القريبة من المنطقة، ما أدى لاستشهادهم على الفور، وذلك خلال عملهم في أحد الحقول الزراعية هناك.
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن عملية "غصن الزيتون" التي تجريها قوات بلاده في منطقة عفرين السورية، تُساهم في إحلال السلام بالمنطقة، وتحول دون توسّع الإرهاب باتجاه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أشار جاويش أوغلو إلى أن "غصن الزيتون" هي قبل كل شيء، خطوة للدفاع عن النفس ضد الهجمات الإرهابية على المناطق السكنية (التركية)، موضحاَ أن تركيا التي تحتضن 3.5 ملايين سوري، تهدف من خلال العملية العسكرية إلى إزالة عوائق إحلال السلام، التي يضعها المعارضون لمستقبل سوريا الموحدة.
وشدّد أوغلو على أن معسكرات منظمة "بي كا كا/ ي ب ك" الإرهابية الموجودة قرب الحدود التركية، تخدم هدفين اثنين، يتمثل الأول في فتح جبهة إضافية لعمليات "بي كا كا" الإرهابية إلى جانب شمالي العراق وربطها لتكون حزامًا إرهابيًا دائمًا، فيما أكد أن الأسلحة والبنية التحتية العسكرية التي ضبطتها تركيا في عفرين، تُثبت بشكل قطعي ذلك التقييم.
أمّا الهدف الثاني للمعسكرات الإرهابية، وفق جاويش أوغلو، فإنه يتمثل في تأسيس مواقع آمنة من أجل دويلتهم الصغيرة التي يرغبون بإقامتها على أنقاض سوريا والعراق في المناطق التي أخلاها تنظيم الدولة.
ولفت الوزير إلى أن عملية "غصن الزيتون" تعرضت لحملة تشويه وافتراءات واسعة، ولكن الحقيقة هي أن تركيا توخّت الحذر بشكل كبير لمنع تضرر المدنيين في المنطقة، وكانت العملية من أكثر العمليات نجاحًا في العالم.
ولفت إلى أن أطرافًا زعمت بأن العملية التركية عطّلت الحرب ضد تنظيم الدولة بسبب تركيز إرهابيي "ي ب ك" على صد التقدم العسكري التركي، معربًا عن اعتقاده في أن هذا الأمر يدل على حماقة أي استراتيجية تعتمد على هؤلاء الإرهابيين.
وأكّد أن تركيا لن تسمح بتجمع تنظيم الدولة مجددًا، وستعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد، داعيًا إلى تجنب إظهار عملية "غصن الزيتون" على أنها هجوم تركي ضد الأكراد، لأن إرهابيي "بي كا كا" و"ي ب ك" لا يمثّلون الأكراد إطلاقًا.
كما أشار جاويش أوغلو، إلى قيام "ي ب ك" بتهجير حوالي 400 ألف كردي من الأراضي الخاضعة لسيطرته في سوريا، وهؤلاء لا يستطيعون العودة إلى أراضيهم بسبب ممارسات التنظيم الإرهابي.
وقال إن تركيا تتمنى أن يعيش جميع الأكراد بسلام ووئام في كل البلدان، وإن إرهاب وقومية "بي كا كا" تُلحق الضرر بالجميع، بما في ذلك الأكراد، وفيما يتعلق بتنظيم الدولة، أشار وزير الخارجية التركي إلى أن التنظيم هُزم إلى حد كبير، ولكن ذلك لم يتحقق فقط بواسطة المجموعات المُدربة والمسلحة على يد الولايات المتحدة.
واعتبر أن تنظيم الدولة هُزم بفضل جهود بذلها الجيش العراقي وتحالف عالمي يعمل من تركيا التي أثبتت الجوانب الضعيفة للتنظيم عبر تدخلها المباشر في مدينة "جرابلس" شمالي سوريا.
ولفت إلى أن تركيا تمتلك أوسع قائمة حظر للمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وهي الدولة التي تنفذ أكبر عملية أمنية ضد التنظيم في العالم.
وعن التوتر في العلاقات التركية الأمريكية، قال جاويش أوغلو إن من بين نقاط الخلاف بين الجانبين هو سياسة الولايات المتحدة في تسليح تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" رغم تاريخه الإرهابي، والمتواصل منذ الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما.
وأعرب عن أمله في أن يكون تصحيح العلاقات بين البلدين، أولوية بالنسبة إلى نظيره الأمريكي الجديد مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الجديد للبيت الأبيض جون بولتون، كما دعا جاويش أوغلو إلى حماية الشرق الأوسط من خطر الطائفية والإمبريالية الجديدة ومناطق النفوذ وصراعات العائلات المالكة وجميع أشكال التطرف الديني وغيره.
وشدّد على أن مقومات خارطة الطريق بشأن مستقبل ناجح في المنطقة، قد بدأت تظهر بقيادة تركيا، معربًا عن أمله في أن تستغل الولايات المتحدة هذه الفرصة وتتجه لدعم رؤية السلام.
حذرت كاتبة بصحيفة نيويورك تايمز من أن السياسة الأميركية في سوريا أصابت الكثير من السوريين بخيبة أمل، خاصة لعدم إيفاء واشنطن بوعدها بحماية المدنيين ومنع النظام من ارتكاب الجرائم بحقهم، حتى بات الكثير منهم يرون في تنظيم الدولة الحل البديل للانتقام من النظام ومن أميركا.
وقالت الكاتبة جانين دي غيوفاني في مقابلتها إن الشعور بخيبة الأمل ازداد مؤخرا لدى السوريين بعد المجازر التي شهدتها الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق من قبل قوات النظام وبدعم من روسيا وإيران والمليشيات المتحالفة معه، وأدت إلى مقتل أكثر من 2000 شخص في أسبوعين باستخدام مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيميائية، بحسب مانقلت "الجزيرة".
ونقلت الكاتبة عن أصدقاء لها في سوريا وتحديدا ممن يقطنون قرب دمشق وفقدوا أفرادا من أسرهم وعايشوا الدمار الذي حل بمناطقهم، بأنهم سمعوا كثيرا من تصريحات المسؤولين الأميركيين بأن واشنطن لن تسمح بقتل المدنيين في سوريا وأن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر سيعقبه تحرك أميركي.
إلا أن كل هذا لم يتبعه تطبيق على أرض الواقع، فبعد أكثر من سبع سنوات على انطلاق الثورة السورية قتل نحو مليون شخص والنفوذ الروسي توسع ويد إيران تطول كل شيء، وبات تحقيق هدفها بالوصول إلى البحر المتوسط قريبا من خلال شراء الإيرانيين للكثير من الأراضي في سوريا، وبشار الأسد باق على كرسي الحكم ويبدو أنه سيستمر.
وتضيف الكاتبة نقلا عن سوريين أن من تضرروا من الحرب فقدوا الأمل بكل ما يسمى بأصدقاء سوريا، وعلى رأسهم أميركا، وبات الآلاف يرون أن خلاصهم من الظلم وتحقيق الانتقام للجرائم التي وقعت بحقهم يكمن في التوجه لإعادة تجربة تنظيم الدولة للانتقام من النظام وممن لم يف بوعده لرفع الظلم عنهم بما فيهم أميركا.
وأضافت أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب بقرب سحب قوات بلاده من سوريا أصابت السوريين خاصة الأكراد منهم بخيبة أمل كبيرة، وهو ما سيدفعهم أكثر للتفكير بطريقة تنتقم من الجميع ويلجؤون لفكرة تنظيم الدولة الذي يعادي الأنظمة المختلفة في العالم.
وتنقل دي غيوفاني عن صديق لها سوري يُدعى قاسم عيد أن العيش في ظل دكتاتورية الأسد لـ 40 سنة رسخ مفهوما وطنيا لدى السوريين بأن أميركا هي الشيطان وهي العدو، ومع انطلاقة الثورة السورية تبدد هذا المفهوم لينظر للولايات المتحدة كصديقة للسوريين، غير أنه بعد سبع سنوات من المعاناة لدى السوريين عادوا للقناعة بأن أميركا هي العدو مرة أخرى.
لا يزال ملف مدينة تل رفعت شمال حلب ينتظر اتفاقاً حاسماً بين موسكو وأنقرة، في وقت شددت الأخيرة على رفضها «تقديم أي تنازلات في شأن مدينة منبج»، التي تتمركز فيها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، «مواصلة الكفاح بلا أي تنازلات، طالماً استمر التهديد الإرهابي سواء في منبج أو في شرق نهر الفرات أو غربه». وتطرق يلدريم في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته أنقرة متوجهاً إلى العاصمة المنغولية، إلى تصاعد الخلافات بين بلاده وفرنسا في شأن دعم الأخيرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد).
وقال يلدريم: «حساسياتنا معروفة. لن نقدم تنازلات بأي شكل من الأشكال في المنطقة طالما استمر التهديد الإرهابي سواء في منبج أو في شرق نهر الفرات أو في غربه. و سنواصل كفاحنا».
وكانت العلاقات بين أنقرة وباريس توترت في الأيام الأخيرة، بعدما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفداً سورياً ضم «وحدات حماية الشعب» وذراعها السياسية، حزب «الاتحاد الديموقراطي»، وقدم لهم تطمينات في شأن دعم بلاده ومساعدتها لهم في إرساء الاستقرار في شمال سورية في مواجهة تنظيم الدولة. كما رفعت باريس من وتيرة انتقاداتها للعملية العسكرية التركية المستمرة منذ شهرين في شمال سورية ضد الوحدات الكردية، التي تعتبرها تركيا «منظمة إرهابية»، بحسب جريدة "الحياة"
ونبهت تركيا فرنسا الخميس إلى أن «عليها اختيار من تريده حليفا لها لقتال تنظيم داعش في سورية»، وحضتها على «القيام بما هو ضروري لضمان مغادرة الفصائل الكردية المسلحة منطقة منبج في شمال سورية».
وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك في مقابلة مع «رويترز» إن على الدول الحليفة التي تطلب من تركيا عدم التدخل في منبج أن «تفعل كل ما هو ضروري» لكي تغادر المنظمات الإرهابية المدينة. ودافع جليك عن الوجود التركي في عفرين، قائلا إنه «ليس غزوا لكنه جزء من الحرب ضد الإرهاب»، مشيراً إلى أنه طالب فرنسا والاتحاد الأوروبي بالمساعدة في بناء منازل في المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية للسماح ببعض اللاجئين بالعودة من تركيا.
ويأتي ذلك في وقت لا يزال ملف مدينة تل رفعت ومحيطها في ريف حلب الشمالي ينتظر اتفاقاً بين موسكو وأنقرة. وقال رئيس المكتب السياسي في تل رفعت، بشير عليطو، إن المؤشرات بخصوص الملف «ليست خفية بل واضحة وجلية من خلال تصريحات الطرفين خلال الساعات الماضية».
وأعلنت تركيا، الخميس، أنها تتحقق من معلومة روسية تتعلق بوجود عناصر «وحدات حماية الشعب» (الكردية) في تل رفعت. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر مشترك مع نظيريه الروسي والإيراني، الأربعاء الماضي: «لن نتوقف حتى ضمان أمن المناطق التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب بما فيها منبج».
ورأى عليطو، إن «الجديد في الملف هو حضور إيران للقمة الثلاثية»، معتبراً أنه «لم يكن إلا للتشويش وعدم الرغبة في الوصول إلى أي حل». وأشار إلى أنه «بعد عودة (الرئيس الإيراني) روحاني إلى طهران، بدأ (المرشد علي) خامنئي بانتقاد تركيا وتدخلها في سورية، مما يوحي بأن إيران لا تنظر إلى تركيا كشريك بل كمنافس».
ولفت إلى أن «الأيام المقبلة ستظهر حقيقة الموقفين الروسي والتركي، فتركيا تصر على إظهار رغبتها في تحرير تل رفعت، بينما تروج روسيا إلى خلوها من الوحدات». وأكد أن «ترويج روسيا مغاير للحقيقة، فالنازحون من عفرين إلى تل رفعت وما حولها، هم عناصر الوحدات وعوائلهم والذين انتقلوا بموجب عملية غصن الزيتون إلى المنطقة وبلدتي نبل والزهراء المجاورتين».
خرجت شعبة الهلال الأحمر السوري في مدينة دوما عن الخدمة نهائياً، جراء الاستهداف المباشر من قبل الطيران الحربي وصواريخ الغراد وقذائف الهاون، في سياق الحملة التي استأنفت بالأمس ضد المدنيين، إضافة لاستهداف مشفى حمدان والنقطة الطبية في المدينة.
ونفذ الطيران الحربي المدنية منذ الأمس أكثر من 240 غارة جوية، كما قصف بمئات الصواريخ من نوع غراد وأرض أرض من نوع جولان الأحياء السكنية بالإضافة الى استخدام صواريخ محملة بمادة النابالم الحارق و الفسفور الأبيض المحرمين دولياً.
وتسبب القصف استشهاد أكثر من 40 مدنياً خلال 24 ساعة، إضافة لعشرات الجرحى، كما طال القصف عدة مرافق مدنية وتسببت باشتعال الحرائق في مباني سكنية عدة، بهدف الضغط على المدنيين وجيش الإسلام لقبول الخروج على غرار ماحصل في القطاع الأوسط وحرستا بعد فشل المفاوضات مع جيش الإسلام.
نقل ناشطون في البادية السورية عن تمكن عناصر تابعين لتنظيم الدولة من التقدم في مناطق ريف حمص الشرقي الخاضعة لسيطرة قوات الأسد والميليشيات المساندة له بعد هجوم مباغت على عدة مواقع مساء الأمس الجمعة.
وقالت صفحة فرات بوست أن تنظيم الدولة سيطرة على حاجز السبع بيار وحاجز ظاظا الواقعان على الاستراد الدولي دمشق بغداد في البادية الشامية، الأمر الذي أدى إلى قطع الطريق الدولي والذي يعتبر أهم طرق أمداد قوات الأسد والميليشيات المساندة لها المتمركزة في دير الزور.
وتزامنت هذه السيطرة لصالح التنظيم مع تحليق مكثف من الطيران الحربي الروسي والسوري، الذي كان يحاول إيقاف تقدم التنظيم في البادية السورية، الذي تمكن من الوصول لمنطقة المحسا في ريف حمص الشرقي.
يذكر أن هجمات التنظيم تزايدت في الآونة الأخيرة ضد قوات النظام في ريف دير الزور وحمص، حيث تشهد مناطق من ريف دير الزور تحشدات لقوات التحالف الدولي وميليشيات قسد في حقول النفط، كان آخرها حقل كونيكو.
استشهد سبعة مدنيين وجرح اخرون اليوم في مدينة دوما، جراء استمرار القصف الجوي والصاروخي على المدينة من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ، في اليوم الثاني لاستئناف القصف، تزامناً مع محاولة للتقدم على جبهات المدينة.
وأكد الدفاع المدني السوري في مدينة دوما استمرار القصف الجوي على المدينة منذ الأمس بأكثر من 100 غارة وبرميل متفجر موقعة العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح، عملت فرق الدفاع المدني على الإستجابة العاجلة لأحداث القصف.
وكانت استأنفت قوات الأسد وحلفائها من الروس والميليشيات المساندة في 6 نيسان، قصف مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، تزامناً مع تحشيد كبير على مشاف المدينة وتحركات لأليات عسكرية بهدف التقدم على جبهات المدينة التي يسيطر عليها جيش الإسلام، خلف القصف مجزرة بحق 50 مدنياً وعشرات الجرحى.
وبالتزامن مع القصف، حاولت قوات الأسد والميليشيات المساندة اليوم السبت، التقدم على جبهة حرستا من جهة مزارع دوما في الغوطة الشرقية، بعد يوم من عودة القصف والتحشيد العسكري حول مدينة دوما أخر مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية.
وقال جيش الإسلام إنه أوقع ١٧ قتيلاً لميليشيات الأسد وعطب "بلدوزر" وعربة BMP بعد إفشال محاولة التقدم على جبهة حرستا من جهة مزارع دوما محور كازية الكيلاني، دون أن تتمكن القوات المهاجمة من إحراز أي تقدم.
نتقد الكاتب مارك أ تيسين، في مقالة له بصحيفة الواشنطن بوست، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيّته الانسحاب من سوريا، محذّراً من "تكرار سيناريو الرئيس السابق، باراك أوباما، الفاشل بالانسحاب من العراق".
وذَكّر الكاتب الأمريكي بتصريحات لترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016، حين انتقد قرار أوباما بالانسحاب من العراق، معتبراً أن "هذا القرار كان سبباً رئيسياً لتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية".
كان ترامب على حقّ -يقول الكاتب- في نقده لأوباما؛ موضحاً: "فقد خلق الانسحاب من العراق فراغاً شغله تنظيم الدولة بسرعة، فلماذا يهدّد ترامب الآن بالانسحاب من سوريا وتكرار خطأ أوباما؟"، بحسب مانقلت "الخليج أونلاين".
وأضاف أن ترامب أعلن مؤخّراً أنه يريد سحب قوّاته من سوريا، مستعرضاً ما قاله الرئيس الأمريكي حول سبب هذا الانسحاب: "لأننا كنا ناجحين جداً في الحرب على داعش وحان الوقت لترك سوريا للآخرين للاعتناء بالأمر هناك".
واستطرد الكاتب الأمريكي قائلاً: "هذا هو الأساس المنطقي الذي ساقه أوباما وقتها عندما سحب القوات من العراق. كان المسلّحون قد طُردوا من معاقلهم، وبحسب مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك، جون برينان، لم يكن لديهم سوى ما يقرب من 700 مسلّح، لذا جاء قرار أوباما بالانسحاب".
وتابع: "قرار الانسحاب من العراق سمح للمسلّحين بتجميع أنفسهم من جديد وتشكيل تنظيم الدولة، هذا ما وصفه ترامب بالخطأ الكارثي".
وأشار إلى أن "ترامب يكرّر الآن ذات الخطأ. إنه يقول إن تنظيم الدولة تمت هزيمته، لكن الحقيقة أن التنظيم ليس مهزوماً، فقد عاد من جديد، وتحوّل من مجرد تمرّد إلى شبكة إرهابية لها تأثير عالمي".
وقال: إن "تنظيم داعش ليس هو التهديد الوحيد في سوريا، هناك أيضاً القاعدة، ولها عدة فروع في سوريا، ويُعتقد أنها ستحلّ محلّ تنظيم داعش".
واستند إلى دراسة لمعهد الحرب قال إنها تفيد بأن "القاعدة أكثر خطورة من داعش، على الرغم من أنهم يتشاركون في نفس الأهداف، ومن ضمن ذلك نية مهاجمة الغرب وتدميره".
لكن الكاتب يرى أن تنظيم القاعدة أقلّ تركيزاً على تطوير الخلافة من ناحيتها المادية.
ويرى الكاتب أيضاً أن "انسحاب ترامب من سوريا الآن سوف يترك للقاعدة ملاذاً، وأن الانسحاب يمكن أن يعجّل بعودة تنظيم الدولة مرة أخرى".
مارك أ تيسين أشار إلى أن "إدارة ترامب نجحت في إخراج داعش من معاقله، وذلك بالتعاون مع مليشيات كردية محلية، رأت فيها تركيا تنظيمات إرهابية، ومن ثم فإن الانسحاب الآن سيفتح المجال واسعاً أمام تركيا لملاحقة تلك القوات الكردية؛ ومن ثم السماح لتنظيم الدولة بإعادة تنظيم صفوفه مرة أخرى والعودة إلى معاقله".
هذا ليس كل شيء، يقول الكاتب، وإنما سيخلق الانسحاب الأمريكي من سوريا الآن فراغاً على غرار ما حصل في العراق، وهو فراغ يمكن أن تملأه إيران وحزب الله وروسيا ونظام بشار الأسد.
وأضاف: "فمن المتوقّع أن تُصعّد دمشق وحلفاؤها من حربهم على المعارضة وارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية، ومن ذلك استخدام غاز الكلور، وكل هذه أسباب قد تقود الشباب السنّة في تلك المناطق إلى التطرّف والالتحاق بالقاعدة، وذلك يمكن أن يؤدّي إلى ظهور أزمة لاجئين جديدة".
وأضاف: إن "الانسحاب على شاكلة ما فعله أوباما بالعراق يمكن أن يسمح لإيران بمزيد من الوجود العسكري الضخم في سوريا، خاصة في مناطق الجنوب الغربي، ما قد يؤدّي إلى إشعال حرب كارثية مع إسرائيل، فما الذي يتوجّب على إدارة ترامب أن تفعله؟".
يجيب الكاتب عن تساؤله بأنه "يجب الحفاظ على وجود أمريكي في سوريا لتأمين المكاسب التي حقّقتها القوات الأمريكية وحماية الحلفاء الأكراد، ومنع عودة تنظيم داعش، وأيضاً ملاحقة القاعدة، ويجب أيضاً منع إيران من ترسيخ وجودها في سوريا، وتوسيع قاعدتها العسكرية وتهديد إسرائيل".
وختم قائلاً: إنه "على المدى الطويل يجب العمل على فصل السكان السنّة عن القاعدة من خلال إيجاد شركاء سنة متحالفين مع أمريكا ضد السلفية الجهادية".
استشهد قيادي في جيش العزة ومرافقه اليوم، باستهداف مباشر لسيارته من قبل مجهولين بعبوة ناسفة في ريف إدلب الجنوبي.
وقال نشطاء إن القائد العسكري في صفوف جيش العزة حج نصر عزكور أبو مروان حصرايا و عبدالرحمن الديري استشهدا جراء انفجار عبوه ناسفه استهدفت سيارتهم على طريق كفرسجنة - خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وسبق أن تعرضت قيادات من جيش العزة بينها الرئد جميل الصالح قائد الجيش لمحاولات اغتيال في المنطقة الواقعة شمالي مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، فيما لم تكشف أي من الجهات التي تقف وراء هذه العمليات.
وجيش العزة من فصائل الجيش السوري الحر، له باع طويل في العمل العسكري ضد مواقع قوات الأسد لاسيما في ريف حماة الشمالي التي تتمركز فيها قواته بشكل كبير.
نشرت وكالة "رويترز" تحقيقاً كشفت فيه كيفية حصول نظام الأسد على دعم روسي من خلال نقل عشرات المتطوعين برحلات جوية سرية باستخدام طائرات مدنية
تعود ملكية هذه الطائرات في السابق لشركات طيران أوربية وأمريكية، ثم جرى نقلها عبر شبكة من الشركات الوسيطة إلى شركات طيران شرق أوسطية تخضع لعقوبات الولايات المتحدة، وهي تحركات تقول واشنطن إنها تساعد سوريا في تجاوز العقوبات بحسب التحقيق.
وذكر التحقيق أن الرحلات من وإلى مطار روستوف جنوب روسيا، لم توثق من أي منظمة من قبل، ويجري تشغيلها من قبل شركة أجنحة الشام، وهي شركة طيران سورية فُرضت عليها عقوبات أمريكية عام 2016، بزعم أنها تنقل مقاتلين موالين للأسد إلى سوريا وتساعد المخابرات العسكرية التابعة للنظام على نقل أسلحة ومعدات، ولا تظهر الرحلات، التي غالباً ما تهبط في ساعات متأخرة من الليل، في جداول الرحلات الجوية بالمطارات، وتقلع من دمشق أو من مدينة اللاذقية التي تضم قاعدة عسكرية روسية.
وتكشف العملية الثغرات في نظام العقوبات الأمريكية الذي يستهدف حرمان الأسد وحلفائه في "الحرس الثوري الإيراني " و "حزب الله" من الرجال والعتاد الذي يحتاجونه لحملتهم العسكرية، كما أن وزارة الدفاع الروسية لم ترد على الأسئلة، كما لم يرد نظام الأسد، واكتفت شركة أجنحة الشام بالقول إن المعلومات عن وجهات رحلاتها متاحة في موقعها على الإنترنت.
ولا يرد ذكر الرحلات إلى روستوف على الموقع الإلكتروني، لكن الرحلات تظهر في قواعد بيانات تتبع الرحلات على الإنترنت، وتتبع المراسلون الرحلات الجوية بين مطار روستوف وسوريا من 5 كانون الثاني/ يناير 2017 إلى 11 آذار/ مارس 2018، حيث سيرت خلال تلك الفترة شركة أجنحة الشام 51 رحلة ذهاب وعودة، مستخدمة في كل مرة طائرات إيرباص إيه320 التي يمكن أن تقل ما يصل إلى 180 راكبا.
ويشتبه أصدقاء وأقارب المتعاقدين في أن موسكو تستخدم مقاتلين بشكل خاص في سوريا، لأنها بهذه الطريقة تستطيع نشر مزيد من الأفراد على الأرض دون المخاطرة بأرواح الجنود النظاميين الذين يتعين رصد وإعلان وفياتهم، حيث تعتبر الخسائر العسكرية في صفوف الجيش الروسي قضية حساسة في روسيا، حيث لا تزال ذكريات العمليات في الشيشان وأفغانستان التي استمرت سنوات حاضرة في الأذهان.
وقالت روسيا إن 44 من الجنود الروس قتلوا في سوريا منذ بدء العملية هناك في سبتمبر أيلول 2015. وتفيد قائمة رويترز التي تستند إلى تقارير من عائلات وأصدقاء القتلى ومسؤولين محليين أن 40 متعاقدا خاصا على الأقل قتلوا بين كانون الثاني وآب/أغسطس 2017 فحسب.
وفي السنوات الأخيرة جرى تسجيل عشرات الطائرات في أوكرانيا ضمن شركتين هما خورس ودارت، اللتان أسسهما قائد سابق بالبحرية السوفيتية واثنان من رفاقه العسكريين السابقين، وفقا لسجل الطائرات الوطني الأوكراني، وأفادت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن هذه الطائرات بيعت أو استؤجرت بعد ذلك وانتهى بها الأمر للعمل في شركات طيران إيرانية وسورية.
وأفادت المعلومات بحسب "رويترز" والتي جمعتها من سجلات الطائرات الوطنية أنه في السنوات السبع الماضية، تمكنت خورس ودارت من الحصول على 84 طائرة مستعملة من طراز إيرباص وبوينج أو استئجارها عن طريق نقل الطائرات عبر كيانات لا تشملها العقوبات، وتفيد بيانات من ثلاثة مواقع تتتبع رحلات الطيران وتظهر مسارات الطيران ونداءات الاتصال للشركات التي تشغلها أنه من بين هذه الطائرات، جرى استخدام ما لا يقل عن 40 طائرة في إيران وسوريا والعراق.
و أضافت وزارة الخزانة الأمريكية في أيلول/ سبتمبر شركتي خورس ودارت إلى القائمة السوداء للعقوبات، قائلة إنهما تساعدان شركات الطيران الواقعة تحت طائلة العقوبات على شراء الطائرات الأمريكية الصنع. ونفت الشركتان وكذلك تومتشاني ارتكاب أي مخالفات تتعلق بتزويد طائرات إلى كيانات خاضعة للعقوبات.
وأظهرت تواريخ ملكية بعض الطائرات التي تتبعتها الوكالة، كيف يمكن تجاوز القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على الإمدادات لشركات الطيران الإيرانية والسورية، وبينما تنتقل الملكية من بلد إلى آخر، تخفي الأدلة الورقية المعقدة هوية الأطراف الضالعة في شراء سوريا للطائرات.
ووفقا لسجل الطائرات الأيرلندي فإن إحدى طائرات أجنحة الشام وهي من طراز إيرباص إيه320 قامت بالرحلة من روستوف إلى سوريا، مملوكة لشركة (آي إل إف سي أيرلندا) المحدودة، وهي شركة تابعة لشركة إيركاب ومقرها دبلن وهي واحدة من أكبر شركات تأجير الطائرات في العالم.
وقال متحدث باسم هيئة الطيران الايرلندية التي تدير السجل إن الطائرة حذفت من السجل الايرلندي في يناير كانون الثاني 2015. وخلال الشهرين التاليين، اختفت الطائرة، التي كانت تحمل رقم التعريف (إي.أي-دي.إكس واي) من سجلات وطنية قبل أن تظهر في سجل الطائرات في أوكرانيا.
ويذكر السجل الأوكراني أن المالك الجديد للطائرة هي شركة جريشام للتسويق المحدودة المسجلة في الجزر العذراء البريطانية. ووفقا لوثائق خاصة بالشركة تسربت من مؤسسة موساك فونسيكا في بنما، يملك الشركة أوكرانيان هما فيكتور رومانيكا ونيكولاي سافرتشينكو. وتظهر سجلات الأعمال الأوكرانية أنهما مديران لأعمال محلية صغيرة. وقال رومانيكا عند الاتصال به هاتفيا إنه لا يعرف شيئا قبل أن ينهي المكالمة. أما سافرتشينكو فلم يتسن الاتصال به عبر الهاتف ولم يرد على رسالة أرسلت على عنوانه المسجل.
ويشير سجل الطائرات الأوكراني إلى أن شركة جريشام أجرت الطائرة (إي.أي-دي.إكس واي) إلى شركة دارت في مارس آذار 2015. وجرى تغيير رقم التعريف إلى رقم أوكراني هو (يو.أر-سي.إن.يو). وأظهر السجل أن خورس أصبحت الشركة المشغلة للطائرة في 20 أغسطس آب 2015.
وذكر ممثل عن هيئة الطيران الحكومية الأوكرانية أن السجل ليس الهدف منه هو التأكيد الرسمي للملكية لكن لم ترد أي شكاوى بشأن دقة المعلومات، ووفقا لبيانات من مواقع تتبع الرحلات فمن أبريل نيسان في ذلك العام. كانت شركة أجنحة الشام هي التي تسير الطائرة.
ولم ترد جيليان كولهان، المتحدثة باسم شركة إيركاب التي كانت شركتها الفرعية تملك الطائرة في عام 2015، على أسئلة مكتوبة كما لم ترد على مكالمات هاتفية متكررة تطلب التعليق على ما تعرفه إيركاب بشأن المالكين والمشغلين اللاحقين للطائرة. ولم ترد دارت وخورس على أسئلة متعلقة بتلك الطائرة بعينها.
ويقول أربعة محامين متخصصين في قواعد التصدير الأمريكية إن الصفقات التي تشمل طائرات ينتهي بها الأمر في إيران أو سوريا تنطوي على مخاطر كبيرة للشركات الغربية التي تورد الطائرات أو المعدات. وقال المحامون إنه حتى لو لم تكن لديهم تعاملات مباشرة مع كيان تحت طائلة العقوبات، فإن الشركات التي تقدم الطائرات يمكن أن تواجه عقوبات أو قيودا تفرضها الحكومة الأمريكية.
لكنهم ذكروا أن المسؤولية القانونية على صانعي الطائرات مثل بوينج وإيرباص محدودة، لأن التجارة تشمل طائرات من الدرجة الثانية عمرها أكثر من عشرين عاما بوجه عام كما أن الطائرات مرت على قائمة طويلة من المالكين قبل أن ينتهي بها الأمر في أيدي شركات تحت طائلة العقوبات.
وقال اثنان من المحامين بينهما إدوارد كراولاند المحامي بمؤسسة ستيبتو أند جونسون إن قواعد التصدير الأمريكية تسري بشكل صريح على طائرات بوينج لأنها صنعت في الولايات المتحدة. لكن يمكن أن تسري أيضا على طائرات إيرباص لأنه في كثير من الأحيان تكون نسبة كبيرة من قطع الطائرة من أصل أمريكي.
وقالت بوينج في بيان ”صفقات الطائرات الموصوفة في تحقيقكم لا تشمل شركة بوينج. تطبق بوينج برنامجا صارما للرقابة على التجارة والامتثال للعقوبات“. وقال متحدث باسم إيرباص ”إن إيرباص تحترم تماما جميع المتطلبات القانونية المعمول بها فيما يتعلق بالمعاملات مع الدول التي تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة“.
عندما أرسلت رويترز سلسلة من الأسئلة إلى شركتي خورس ودارت حول أنشطتهما، اتصل تومتشاني الميجر السابق بالبحرية، بالمراسلة في غضون دقائق.
وقال إنه لم يعد مساهما في أي من الشركتين لكنه يعمل مستشارا لهما وإن الأسئلة أحيلت إليه. ودعا تومتشاني المراسلة للقاء في اليوم التالي في مطعم فيلور الراقي في كييف.
وخلال الاجتماع الذي استمر 90 دقيقة، نفى تومتشاني تقديم طائرات إلى إيران أو سوريا. وقال إنه بدلا من ذلك، قدمت خورس ودارت الطائرات لأطراف ثالثة رفض تحديد هوياتها. وقال إن تلك الأطراف الثالثة قدمت الطائرات للمستخدمين النهائيين.
وقال تومتشاني وهو رجل عسكري الطباع في أواخر الخمسينيات من العمر بينما كان يحتسي شاي الأعشاب ”لم نزود إيران بطائرات... ليست لدينا صلة بتقديم طائرات لشركة أجنحة الشام“.
وأضاف أنه لم يكن من الممكن أن تبيع دارت أو خورس أو تؤجر طائرات لأجنحة الشام لأنهما لا تملكان الطائرات.
وكان تومتشاني يخدم في وحدة بحرية تابعة للقوات المسلحة السوفيتية في فلاديفوستوك المطلة على ساحل روسيا على المحيط الهادي. وبعد استقالته من الجيش برتبة ميجر، أسس شركة خورس عام 1991 مع ضابطين آخرين في وحدته. وكسب تومتشاني وشريكاه رزقهم بتشغيل طائرات سوفيتية الصنع، بيعت بأسعار رخيصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وإرسالها إلى مناطق حرب.
وكانت خورس تنقل شحنات بضائع إلى أنجولا لصالح الحكومة الأنجولية ووزارة الدفاع ووكالات الإغاثة خلال حربها الأهلية. وقال تومتشاني إن شركاته قامت أيضا بتشغيل رحلات جوية في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، حيث قامت بنقل متعاقدين أمنيين خصوصيين.
وأظهر سجل الأعمال الأوكراني أن تومتشاني لم يعد أحد المساهمين في خورس بعد يونيو حزيران 2010 وأنه تخلى عن اهتمامه بشركة دارت في مرحلة ما بعد أبريل نيسان 2011. وقال لرويترز إنه باع حصته إلى ”رجال أعمال كبار“ لكنه امتنع عن ذكر أسمائهم.
غير أنه أضاف أن الأشخاص المسجلين في سجل الأعمال باعتبارهم ملاك الشركتين لدى وقت المقابلة هم مجرد وكلاء. وكان أحد المالكين الذين وردت أسماؤهم في السجل مسؤولا تنفيذيا متوسطا في خورس بينما كان أحدهم محاسبا يبلغ من العمر 81 عاما ويعمل لدى عدة شركات في كييف.
وقالتا إن المتعاقدين سبق لهما الذهاب في مهمات قتالية. وأضافتا أنهما حصلتا على شهادتي وفاة تفيدان بأن مكان الوفاة هو سوريا. وأطلعت رويترز على الشهادتين. وكتبت على إحدى الشهادتين أن سبب الوفاة هو ”تفحم الجسم“ بمعنى أنه احترق حتى الموت. بينما أفادت الشهادة الثانية أن المتعاقد نزف حتى الموت من عدة جراح بسبب شظايا.
ووصفت إحدى الأرملتين محادثات مع زوجها بعد عودته من أول مهمة له في سوريا. وقال لها إن المتعاقدين الروس غالبا ما يرسلون إلى المناطق التي يحتدم فيها القتال ويكونون أول من يدخل البلدات التي تتم السيطرة عليها. ثم تدخل قوات الحكومة السورية إلى البلدة وترفع العلم السوري وتنسب النصر لنفسها.