
تشكيل غرفة عمليات مشتركة للحد من حريق الربيعة بريف اللاذقية
أعلنت وزارة الطوارئ والكوارث عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، مع وزارات الزراعة والدفاع والداخلية، بهدف السيطرة على الحرائق المستمرة في أحراج منطقة الربيعة في ريف اللاذقية، والتي اندلعت لليوم الثالث على التوالي.
وفي تصريح لموقع سانا، أوضح معاون وزير الطوارئ والكوارث، الدكتور حسام حلاق، أن فرق الدفاع المدني استجابت للحريق منذ اللحظات الأولى وبدأت في عمليات الإخماد للحد من تمدد النيران. لكنه أشار إلى أن التحديات الكبيرة التي تواجه فرق الإطفاء دفعت إلى تشكيل غرفة العمليات المشتركة، لتوحيد الجهود وتسريع عمليات السيطرة على الحريق.
وأضاف حلاق أن التنسيق مع وزارة الخارجية جارٍ تحسبًا لطلب المساعدة من تركيا في حال امتد الحريق لمساحات أكبر، حيث قد تحتاج العملية إلى دعم جوي بواسطة مروحيات إطفاء، وذلك بسبب تضاريس المنطقة المعقدة. كما أكد أن السفير التركي في دمشق، الدكتور برهان كور أوغلو، أبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم.
من جانب آخر، أوضح الدفاع المدني عبر قناته على تلغرام أن فرق الإطفاء التابعة له وفوج إطفاء اللاذقية تواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق المستمر في أحراج منطقة السكرية في جبل التركمان.
وأشار إلى أن طبيعة المنطقة الجغرافية وصعوبة التضاريس، بالإضافة إلى غياب خطوط نيران جاهزة ومصادر المياه القريبة، تجعل عملية السيطرة على النيران أكثر تعقيدًا. على الرغم من هذه التحديات، أكّد الدفاع المدني أن جميع الفرق تعمل بأقصى جهدها للتعامل مع الحريق ومنع امتداده.
وتواصل فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بالتعاون مع فوج إطفاء اللاذقية، عملها المكثف لإخماد الحريق الكبير الذي اندلع على طريق السكرية في منطقة الربيعة بجبل التركمان في ريف اللاذقية، وتبذل فرق الإطفاء أقصى الجهود لفتح خطوط نيران جديدة بهدف تطويق الحريق ومنع امتداده إلى المناطق السكنية والغابات المحيطة.
ومنذ أكثر 48 ساعة تعمل فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بالتعاون مع فوج إطفاء اللاذقية ودائرة الأحراج في مديرية الزراعة، على الاستجابة لحريق واسع الانتشار منطقة حراجية على طريق السكرية في منطقة الربيعة بجبل التركمان في ريف اللاذقية.
وتمكنت الفرق حتى الساعة 5:30 عصر اليوم الجمعة 9 أيار من السيطرة على أكثر من 50 بالمئة من الحريق، وتعاني الفرق من صعوبة تضاريس المنطقة و عدم وجود خطوط نيران جاهزة للحد من توسع الحريق، وبُعد مصادر التزود بالمياه، وعدم توفر آليات نوعية مجنزرة ما يجعل التدخل أكثر صعوبة.
وتسعى الفرق لاحتواء النيران بشكل مستمر، مع التركيز على حماية الحياة البرية والتنوع البيئي في المنطقة، لاسيما الغابات والمساحات الخضراء. ويشارك في جهود الإطفاء حوالي 50 إطفائيًا من فرق الدفاع المدني السوري، من مديرية الساحل، إلى جانب دعم إضافي من مركزي بداما وجسر الشغور في مديرية الدفاع المدني في إدلب.
على الرغم من هذه الجهود، تواجه فرق الإطفاء العديد من التحديات والصعوبات. فمن جهة، هناك غياب خطوط نيران جاهزة للحد من توسع الحريق، ومن جهة أخرى، تواجه الفرق صعوبة في التنقل في الطبيعة الجبلية الوعرة، مما يعيق حركة الآليات والفرق الميدانية. كما أن المساحات الحراجية الواسعة تسهم في تسارع انتشار النيران، بينما يعاني الدفاع المدني من نقص في الآليات المجنزرة، مما يجعل التدخل أكثر تعقيدًا.
تواجه فرق الدفاع المدني صعوبات كبيرة أثناء محاولاتها لإخماد الحريق بسبب الرياح العاتية والظروف الجغرافية الصعبة في مناطق ريف اللاذقية وطرطوس. ورغم هذه التحديات، تواصل الفرق بذل جهود استثنائية لحماية المدنيين من تهديدات النيران المتزايدة.
ويذكر أن حرائق ضخمة كانت قد اندلعت في مناطق حراجية في ريف مدينة القرداحة يوم الثلاثاء 4 مارس، مما خلق حالة من الخوف والهلع بين آلاف المدنيين الذين كانت النيران تهدد قراهم وبلداتهم. ورغم الصعوبات، استنفرت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وعملت لساعات طويلة لإخماد الحرائق، متجاوزة الظروف الجوية القاسية والتضاريس المعقدة.
كانت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قد أكدت في تقرير موسع لها أن الحرائق التي تجتاح الغابات والحقول في شمال غرب سوريا تشكل تهديدًا مستمرًا على حياة السكان المدنيين، خاصة في المخيمات والمنازل المحيطة بالمناطق الزراعية والغابات. ومع اقتراب فصل الصيف الحار، يتوقع أن تزداد الحرائق بشكل كبير، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تواجهها سوريا.