أحدثت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق ولقائه المجرم بشار الأسد، حالة من التجاذب السياسي بين أقطاب المعارضة السورية، حيث ندد غالبيتهم بالزيارة واعتبروها محاولة لنشل الأسد من عزلته، واختلفت نبرة التنديد حيث كانت ناعمة عند البعض وهجومية عن آخرين.
وعلق رئيس هيئة التفاوض السورية "نصر الحريري" على زيارة البشير بقوله ان "مثل هذه الزيارة لا تستقيم مع حالة التعاطف والمناصرة التي لحظها الشعب السوري خلال سني الثورة من قبل الشعب السوداني الذي كان مثالا للكرم والدعم وحسن الإستقبال".
وقال الحريري "أن الزيارة لسفاح دمشق شكلت خيبة أمل كبيرة للشعب السوري الحر، وهي لا شك تشكل مخالفة صريحة لقرارات جامعة الدول العربية، وتشجع نظام الأسد لارتكاب المزيد والإيغال أكثر في الدم السوري، و تبعده أكثر عن احتمالية الدخول في مفاوضات الحل السياسي.
ورأى رئيس الائتلاف الوطني "عبد الرحمن مصطفى" أن زيارة البشير تصرف لا يمكن تبريره، مؤكدا أن "دعم الحل السياسي ودعم وحدة سورية لا يتم عبر خطوات غير محسوبة، ولا بالتواصل مع من قتل السوريين وهجرهم ودمّر بلدهم ليبقى في السلطة، ونوه مصطفى أن لديه ثقة بأن أبناء السودان الكرام لا يقرِّون هذه الخطوة، وأن القيادة هناك ستقوم بالمراجعة والتصويب.
ولاقت زيارة البشير لدمشق ردود فعل ساخرة ومنددة، كون البشير هو الأخر يواجه اتهامات بارتكابه جرائم حرب في بلده، ويتمسك بالسلطة منذ عقود طويلة كما تفعل عائلة الأسد، ويواجه هو الآخر عزلة دولية كبيرة منذ عقود طويلة، ليكون هو المنقذ للأسد ليفك عزلته في وقت لا يزال هو منعزلاً دولياً وعربياً.
وفي هذا الشأن اعتبر الكاتب العربي "عزمي بشارة" زيارة البشير للأسد لا تعتبر تغييراً في موقفه بل استمراراً له مستغرباً من "تجرئه على المجاهرة ومحاولة كسر عزلة النظام "، وخاصة أن لقبه رئيس عربي، وهذه سابقة قد يتم استغلالها ".
وقال الكاتب السوري "أحمد أبازيد"، "ضحكة عمر البشير عنوان للخراب العربي الكبير، بشار الأسد قدوة هذه النظم المتوحشة والتافهة، يحسدونه أنه قتل ودمّر أكثر، يحتفلون بمذابحه التي لم يفعلوا مثلها، يفرحهم إمكانية ارتكاب أفظع جرائم الإبادة بحق شعوبهم وأن يبقوا زعماء ويضحكون.. نظم متعفنة ومتشابهة لا بديل عن إسقاطها".
بينما قال الإعلامي في قناة الجزيرة فيصل القاسم "زيارة الرئيس السوداني لدمشق ليست قراراً عربياً سيادياً، بل هي تنفيذ لرغبات المتحكمين بالوضع العربي والسوري تحديداً. هي زيارة من مفعول به الى مفعول به، وعندما يزور رئيس دوله ذات سيادة لدولة اخرى بطائرة دولة اخرى "روسية" اعلم بأن هذا الحاكم مجرد روبوت تعا تعا . روح روح . والدليل في الصوره "مجرم يزور مجرم بطائرة مجرم".
طالب مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الولايات المتحدة الأمريكية، بالمصادقة على قانون "سيزر/قيصر" الذي أقره مجلس النواب الأمريكي في عام 2016، والذي يصب في صالح "حماية المدنيين" ويضمن معاقبة مسؤولي نظام الأسد وداعميه.
وأكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني ياسر الفرحان، على أهمية صدور هذا القرار من الإدارة الأمريكية، من أجل محاسبة مسؤولي نظام الأسد على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، ويفرض عقوبات على داعمي النظام، كما أنه يسعى إلى "إيقاف المذابح التي تطال الشعب السوري"، وفق بيان مجلس النواب.
وعبّر الفرحان عن استغرابه من تأخر صدور هذا القرار حتى الآن، بالرغم من كونه كان قد أمهل الرئيس الأمريكي مدة 90 يوما، لاقتراح آلية منطقة حظر جوي في سورية، وتساءل عن الجهة التي تضع "الفيتو" أمام رؤية هذا القرار الضوء، وقال: "ليس واضحا من يعيق مشروع القانون. روسيا تمنع تمرير القرارات الدولية داخل مجلس الأمن، لكن من يمنعها داخل الولايات المتحدة الأمريكية؟".
وكان القرار قد أقره مجلس النواب في 16 تشرين الثاني من عام 2016، كما صادقت عليه لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في أيلول 2017، ولكن لم يتم التصويت عليه حتى الآن.
وأضاف الفرحان أن الائتلاف الوطني "لطالما طالب واشنطن بجدية التعامل مع نظام الأسد، لكي لا يتمادى النظام وداعميه بأفعالهم"، ولفت إلى أن هذا التراخي الأمريكي قد "جلب الويلات للشعب السوري إلى جانب دعمهم لمليشيات الـ PYD".
مشروع قانون "سيزر" يؤكد أن بشار الأسد مسؤول عن مقتل أكثر من 400 ألف مدني، وتدمير أكثر من 50 في المائة من البنية التحتية السورية، إضافة إلى تشريد أكثر من 14 مليون نسمة، في أسوأ كارثة إنسانية عرفها العالم منذ 60 عاماً.
كما يشجع مشروع القانون على إيجاد حل تفاوضي في سورية، ويطالب الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على أي كيان يمول أو يتعامل مع النظام أو قواته أو أجهزتها الاستخبارية، بما في ذلك إيران وروسيا.
كم ذكر القانون أن المجتمع الدولي، فشل في حماية المدنيين من هجمات قوات الأسد وحزب الله، التي استهدفتهم بالبراميل، والأسلحة الكيماوية، واستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، كما تعمد قناصة النظام استهداف النساء الحوامل، والقصف المتعمد للمرافق الطبية، والمدارس، والمناطق السكنية، وأماكن التجمعات البشرية كالأسواق.
وكلمة "سيرز" تعود إلى لقب الضابط المنشق عن نظام الأسد، والذي سرّب 55 ألف صورة لـ 11 ألف معتقل عام 2014، قتلوا تحت التعذيب، وكانت تلك الصور قد عرضت في مجلس الشيوخ الأمريكي، وأثارت ردود أفعال واسعة في الإعلام العربي والغربي.
رفض الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال ندوة صحفية الإجابة عن سؤال يتعلق بعائدية الطائرة التي نقلت الرئيس السوداني، عمر البشير إلى دمشق، أمس الأحد.
وفي معرض إجابته عن سؤال صحفي حول ما إذا كانت طائرة من نوع "تو-154" نقلت الرئيس السوداني إلى دمشق أمس الأحد، قال بيسكوف إن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى وزارة الدفاع الروسية، مضيفا "لا أملك معلومات بهذا الخصوص، ولا أستطيع أن أجيب على سؤالكم".
وأوضح للصحفيين أنه "إذا كنتم تعتقدون أن طائرات لوزارة الدفاع قامت برحلات، فمن الأفضل توجيه هذه الأسئلة لوزارة الدفاع".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من زيارة لم يعلن عنها سابقا قام بها الرئيس السوداني إلى دمشق، حيث استقبله بشار الأسد، في مطار دمشق الدولي، وظهرت في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام السورية الرسمية، الطائرة التي هبط منها البشير، وهي من طراز "تو-154" ورسم العلم الروسي عليها
وكان رصد مركز "نورس للدراسات" يوم أمس، إقلاع طائرة توبوليف 154 روسية من مطار دمشق إلى مطار الخرطوم الدولي، عبرت فوق الأجواء الأردنية وصولاً للبحر الأحمر ومن ثم السودان، وظهرت الطائرة الروسية ذاتها أثناء لقاء الأسد بالبشير في مطار دمشق الدولي أثناء مراسم الاستقبال، مايعطي مؤشرات عن دور روسي كبير في "شحن" البشير وفق ماقال متابعين للقاء الأسد بإشراف وتوجيه روسي.
من جهتها، عبرت وزارة الخارجية الروسية عن أملها بأن تساعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، ولقاؤه بشار الأسد في عودة سوريا الشاملة إلى جامعة الدول العربية.
وكان كثر في الآونة الأخيرة خروج المجرم "بشار الأسد" عبر وسائل الإعلام بتصريحات صحفية ومتلفزة ولقاءات دبلوماسية كان آخرها مع أول رئس عربي تطأ قدماه سوريا منذ أحد عشر عاماً والتي يعاني فيها النظام عزلة دولية كبيرة إلا من حلفاء روسيا.
قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن تركيا نفذت عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون (في سوريا)، بمفردها، غير آبهة بردّة فعل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال زيارة يجريها إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، لإجراء محادثات رسمية.
وأضاف صويلو، أن تركيا لم تتلق أوامر من واشنطن لتنفيذ عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، مشيراً إلى أن تركيا نفذت عملية غصن الزيتون، رغم معارضة الولايات المتحدة لهذه العملية والتهديدات التي أطلقتها.
ولفت صويلو، إلى أن الولايات المتحدة حاولت تطويق تركيا بشمال العراق، ومن ثم في عفرين (شمالي سوريا)، والآن تحاول في شرق الفرات (شمال شرقي سوريا)، وتركيا لم ولن تسمح بذلك.
وقبل أيام، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام، لتخليص منطقة شرق الفرات في سوريا من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا".
يشار أن وزارة الدفاع الأمريكية صرّحت، في وقت سابق، أنها بصدد تأسيس قوة يتراوح قوامها بين 35 و40 ألف مقاتل شرق نهر الفرات، لضمان سيطرة دائمة على المنطقة.
وتعارض تركيا خطة واشنطن، التي تعني تحويل تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، إلى جيش نظامي، وفرض نشوء كيان إرهابي بالأمر الواقع على حدودها الجنوبية.
حذرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، من أن أي عملية عسكرية تركية في سوريا من دون التنسيق مع النظام في دمشق ستؤثر على نتائج مباحثات أستانا بشأن السلام في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن أي عملية عسكرية تركية في سوريا يجب أن تكون بطلب من الحكومة السورية وبتنسيق معها، مؤكدا أنه لا يمكن لأي دولة شن أية عملية على الأراضي السورية من دون استئذان الحكومة السورية.
كما أعرب قاسمي عن أمله في أن تستمر تركيا في تعاونها الإيجابي ضمن إطار أستانا، قائلا: "نعتقد أن أصدقاءنا الأتراك مطلعون على الحقائق في المنطقة ونحن على اتصال معهم، وفي حال شنت تركية هجوما عسكريا في شمال سوريا سنتحدث عن ذلك فيما بعد".
تأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه أنقرة عزمها شن عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية شرق الفرات خلال أيام قريبة، كما تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بمهاجمة مدينة منبج في محافظة حلب في حال عدم إخراج الولايات المتحدة "وحدات حماية الشعب" منها.
وكانت دعت وحدات حماية الشعب الكردية حكومة النظام إلى حماية حدود سوريا وأرضها، مؤكدة استعدادها للعمل المشترك مع دمشق "لصد تركيا"، في وقت لم يصدر أي موقف واضح للنظام حيال تلك العملية.
كشف نائب وزير الدفاع الروسي، تيمور إيفانوف، عن مخطط لإنشاء مصنع لبناء وتصليح السفن في ميناء طرطوس السوري، في سياق المساعي الروسية لتمكين وجودها العسكري في سوريا.
وقال إيفانوف في حديثه لصحيفة "كومرسانت" الروسية: "يوجد لدينا مشروع مشترك لإنشاء ورشة أو مصنع لبناء السفن بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة الروسية في طرطوس، سيكون من الممكن فيه ترميم السفن من مختلف الطبقات. وتجري حاليا أعمال التصميم، وتوجه فريق الاستطلاع إلى المكان (ميناء طرطوس)".
وتعمل في طرطوس حاليا نقطة التزويد المادي والفني للأسطول الحربي الروسي التي تستخدم من قبل سفن الأسطول العاملة في البحر المتوسط.
وسبق أن أعلن قائد أسطول البحر الأسود الروسي الفريق البحري، ألكسندر مويسييف، أن تحديث قاعدة الأسطول العسكري الروسي في ميناء طرطوس السوري لا يزال مستمرا.
وقال مويسييف في حديثه لصحيفة "كراسنايا زفيزدا" ("النجم الأحمر") التابعة لوزارة الدفاع الروسية: لا يزال تحديث النظام المتقادم لقاعدتنا في ميناء طرطوس مستمرا".
وتقضي الاتفاقية الروسية السورية حول نقطة التزويد التقني في طرطوس باحتمال مرابطة 11 سفينة في هذا الميناء، بما في ذلك السفن المزودة بمفاعل الطاقة النووية. كما من المخطط توسيع قدرات القاعدة لإصلاح السفن.
كشف مصدر كردي مطلع، عن أن الأمريكان أعطوا الضوء الأخضر لدخول قوات "بيشمركة روجآفا" منذ شهرين لمناطق شرقي الفرات، لكن الخلافات تدور حول دورها في المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بشمال سوريا.
وأكد المصدر أن الاجتماع الذي عقد مؤخراً بين ضباط بيشمركة روجأفا وقيادة الوحدات الكردية بوساطة أمريكية، لم يتوصل لأي اتفاق بين الطرفين، حيث ترفض الوحدات الاقتراح الأمريكي في أن يكون لقوات البيشمركة دور في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما لفت المصدر إلى أن قوات البيشمركة تطلب أن تكون قوة حقيقية في روج آفا شمال سوريا، وليس تحت أمرة وحدات حماية الشعب على الحدود من دون أي صلاحيات.
وأكد المصدر، أن الاجتماع الذي عقد في شمال شرق سوريا جرى برعاية قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لم ولم يتمخض عنه شيء إيجابي.
وبيّن المصدر أن" PYD يخشى دخول بيشمركة روجأفا إلا حسب شروطه ، لأنه يعلم جيدا حينما يدخلون سينضم إليهم عدد كبير من الأهالي كما سينشق عدد كبير من افراد وحدات حماية الشعب وينضموا لهم»، وفق موقع "باسنيوز" الكردي.
وكانت نفت "وحدات حماية الشعب" الكردية التقارير التي تحدثت عن انتشار قوات البيشمركة شمال العراق في مناطق سيطرتها شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا، وفق خطة أمريكية تجنب المنطقة التهديدات التركية.
وكشفت مصادر يوم أمس الأحد، عن أن الولايات المتحدة ستلجأ لقوات "بيشمركة روجافا" لتتولى بالتعاون مع القوات الامريكية هناك حماية ومراقبة المناطق الحدودية الجنوبية مع تركيا، التي تسيطر الوحدات الكردية السورية على مناطق واسعة منها.
أعلنت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، أن (89) لاجئاً فلسطينياً أُعدموا ميدانياً منذ بداية الأحداث الدائرة في سورية وذلك حتى يوم 15 آذار/ مارس 2018.
وأوضح فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل أن من بين من أعدموا 17 مجنداً من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني تم خطفهم في منتصف عام 2012 وهم في طريق عودتهم من موقعهم العسكري في مصياف إلى مخيمهم النيرب في حلب، قبل أن تتم تصفيتهم بعد شهر من اختطافهم.
وأكدت مجموعة العمل أن الضحايا الذين أعدموا توزعوا حسب المخيمات الفلسطينية والمدن السورية على الشكل التالي: (19) أُعدموا في مخيم درعا، و(18) في حلب، فيما أعدم (19) لاجئاً في مخيم اليرموك، و(7) آخرين في حي التضامن بريف دمشق، و(5) لاجئين في مخيم الحسينية، ولاجئان في السيدة زينب، وآخر في مخيم العائدين حماة، ولاجئ في مخيم خان الشيح.
كثر في الآونة الأخيرة خروج المجرم "بشار الأسد" عبر وسائل الإعلام بتصريحات صحفية ومتلفزة ولقاءات دبلوماسية كان آخرها مع أول رئس عربي تطأ قدماه سوريا منذ أحد عشر عاماً والتي يعاني فيها النظام عزلة دولية كبيرة إلا من حلفاء روسيا.
وتتمحور أهداف هذه الزيارات واللقاءات في إيصال رسائل "روسيا وإيران" بلسانه لأطراف دولية عديدة بدفع وتوجيه روسي، في وقت يشعر النظام بنشوة الانتصار وأنه تمكن من قتل إرادة الشعب السوري في الثورة ضده، وأنه بإبعادهم عن مناطقهم بات يراهن على مدى قدرتهم على الاستمرار في حراكهم.
وبعد زيارات رسمية لدول القرم والدول السوفيتية التي تتمتع بعلاقات كبيرة مع روسيا دفعتها لتقوية العلاقات مع النظام في سوريا في محاولة روسية حثيثة لإخراج الأسد من عزلته الدولية التي يعاني منها منذ سنوات، جاءت زيارة الرئيس السوداني "عمر البشير" يوم أمس لترسم معالم مرحلة روسية جديدة في إعادة تعويم النظام السوري دولياً والبداية من البوابة العربية فيما يبدو.
ورصد مركز "نورس للدراسات" يوم أمس، إقلاع طائرة توبوليف 154 روسية من مطار دمشق إلى مطار الخرطوم الدولي، عبرت فوق الأجواء الأردنية وصولاً للبحر الأحمر ومن ثم السودان، وظهرت الطائرة الروسية ذاتها أثناء لقاء الأسد بالبشير في مطار دمشق الدولي أثناء مراسم الاستقبال، مايعطي مؤشرات عن دور روسي كبير في "شحن" البشير وفق ماقال متابعين للقاء الأسد بإشراف وتوجيه روسي.
جاء ذلك وسط مساعي روسية عبر البرلمان العربي لإعادة النظام السوري إلى العمل العربي وإعادته إلى مقعد الجامعة العربية الذي خسره النظام منذ بدايات الحراك الشعبي السوري ومواجهته لشعبه بالمدافع والدبابات والطائرات، وعانى منذ ذلك الحين عزلة عربية وغربية كبيرة.
ولاقت زيارة البشير لدمشق ردود فعل ساخرة ومنددة، كون البشير هو الأخر يواجه اتهامات بارتكابه جرائم حرب في بلده، ويتمسك بالسلطة منذ عقود طويلة كما تفعل عائلة الأسد، ويواجه هو الآخر عزلة دولية كبيرة منذ عقود طويلة، ليكون هو المنقذ للأسد ليفك عزلته في وقت لايزال هو منعزلاً دولياً وعربياً.
وفي هذا الشأن اعتبر الكاتب العربي "عزمي بشارة" زيارة البشير للأسد لا تعتبر تغييراً في موقفه بل استمراراً له مستغرباً من "تجرئه على المجاهرة ومحاولة كسر عزلة النظام "، وخاصة أن لقبه رئيس عربي، وهذه سابقة قد يتم استغلالها ".
وقال الكاتب السوري "أحمد أبازيد"، "ضحكة عمر البشير عنوان للخراب العربي الكبير، بشار الأسد قدوة هذه النظم المتوحشة والتافهة، يحسدونه أنه قتل ودمّر أكثر، يحتفلون بمذابحه التي لم يفعلوا مثلها، يفرحهم إمكانية ارتكاب أفظع جرائم الإبادة بحق شعوبهم وأن يبقوا زعماء ويضحكون نظم متعفنة ومتشابهة لا بديل عن إسقاطها".
بينما قال الإعلامي في قناة الجزيرة فيصل القاسم "زيارة الرئيس السوداني لدمشق ليست قراراً عربياً سيادياً، بل هي تنفيذ لرغبات المتحكمين بالوضع العربي والسوري تحديداً. هي زيارة من مفعول به الى مفعول به، وعندما يزور رئيس دوله ذات سيادة لدولة اخرى بطائرة دولة اخرى "روسية" اعلم بأن هذا الحاكم مجرد روبوت تعا تعا . روح روح . والدليل في الصوره "مجرم يزور مجرم بطائرة مجرم".
وكان أحدث إعلان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان رسميا، ترشيح الرئيس عمر حسن البشير لولاية ثالثة في انتخابات الرئاسة للعام 2020، حالة من الجدل في السودان بين مؤيدي الرئيس السوداني ومعارضيه.
وجاء ترشيح الحزب للرئيس السوداني البالغ من العمر 74 عاما، والموجود في السلطة منذ 29 عاما، رغم أن الدستور السوداني لا يسمح للرئيس، بأكثر من ولايتين في السلطة، مشابهاً أفعال عائلة الأسد واستبدادهم في السلطة على حساب عذابات شعبهم، بعد أن عدل الحزب الحاكم من نظامه الأساسي، بما يسمح للبشير بالبقاء رئيسا للحزب.
يجتمع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف مساء اليوم، مع مساعدي وزراء الخارجية الروسي والتركي والإيراني لتسلم قائمة الدول الثلاث «الضامنة» في اللجنة الدستورية السورية، على أن يجتمع وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو وإيران محمد جواد ظريف، صباح الثلاثاء، لإعلان تشكيل اللجنة الدستورية.
ويعقد المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري ونظراؤه في دول «المجموعة الصغيرة» اجتماعا, لاتخاذ قرار في شأن كيفية التعاطي مع «الهجوم السياسي الثلاثي بقيادة روسيا»، الأمر الذي كان قام به دي ميستورا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في الدوحة أمس.
الهدف الرئيسي من «الهجوم الثلاثي» هو قطع الطريق على التصعيد الأميركي لإنهاء مسار أستانة - سوتشي ومواجهة نصائح واشطن للمبعوث الدولي الجديد غير بيدرسون، للبحث عن مداخل جديدة للعملية السياسية بعيدا عن اللجنة الدستورية التي انطلقت مسيرتها في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي بداية العام الجاري، بحسب مصادر دبلوماسية غربية.
كان دي ميستورا استند إلى مؤتمر سوتشي وشكل قائمة المجتمع المدني والمستقلين والنساء وضم 50 اسما وتسلم قائمتي الحكومة السورية والمعارضة وضمت كل منهما ٥٠ مرشحاً. لكن دمشق، وموسكو وطهران وأنقرة، رفضت قائمة دي ميستورا وأي دور للأمم المتحدة في تشكيل اللجنة الدستورية باعتبار الأمر «سياديا»، لكنها قبلت «دور المسهل» لدى ميستورا لمشاورات بين «الضامنين» الثلاثة والحكومة السورية لتشكيل اللجنة.
كما تمسكت دمشق بأغلبية الثلثين في اللجنة ورئاستها لتعديلات في دستور العام ٢٠١٢ وفق الآليات الدستورية القائمة، أي بتوقيع الرئيس بشار الأسد وعبر اللجنة الدستورية في مجلس الشعب (البرلمان) الحالي.
هنا، اتخذت واشنطن مسارا تصعيدياً واكبه المبعوث الدولي، تمثل في ست نقاط: الأولى، وضع جداول زمنية لتشكيل اللجنة برعاية الأمم المتحدة. الثانية، اتهام موسكو بالتراجع عن تفاهمات بين لافروف وغوتيريش أسفرت عن مشاركة دي ميستورا في مؤتمر سوتشي.
الثالثة، تحميل دمشق مسؤولية عدم تشكيل اللجنة الدستورية. الرابعة، التلويح بعدم إعطاء شرعية دولية لأي لجنة لا تشكل وفق مسار جنيف وآلياته. الخامسة، الإشارة إلى إنهاء مسار سوتشي - آستانة. السادسة، نصيحة للمبعوث الدولي الجديد للبحث عن مدخل جديد للعملية السياسية في جنيف لتنفيذ القرار ٢٢٥٤.
ضمن هذا السياق، بعثت موسكو «إشارة» إلى واشنطن عشية اجتماع «المجموعة الصغيرة» في العاصمة الأميركية بالتريث وإعطاء فرصة لـ«الضامنين» الثلاثة بعدما كانت واشنطن ودي ميستورا أعربا عن خيبة من فشل اجتماع آستانة الأخير والحديث عن وصول المسار إلى «طريق مسدود».
بالتوازي مع تمديد التفاهمات الروسية - التركية حول إدلب ونفوذ أنقرة شمال سوريا وتلويح الجيش التركي بعملية ضد حلفاء واشنطن شرق نهر الفرات وحديث جاويش أوغلو أمس عن قبول التعامل مع الأسد إذا فاز بالانتخابات، تحركت عجلة الدبلوماسية الروسية بزيارة المبعوث الرئاسي الروسي الكسندر لافرينييف إلى أنقرة ودمشق للوصول إلى توافق على القائمة الثالثة للجنة.
بحسب المعلومات لـ«الشرق الأوسط»، جرى حذف جميع الأسماء والشخصيات التي ساهمت في مفاوضات المسار الثاني حول الخيارات الدستورية وتم وضع قائمة من شخصيات محسوبة على دمشق وعاملة في مؤسسات حكومية.
وأفيد بأن «الضامنين» توافقوا على صيغة ١٨ للحكومة و١٢ للمعارضة و١٠ لـ«المستقلين» لترجيح كفة القرار الرسمي في تعديل الدستور الجديد.
تصور موسكو وحلفائها يقوم على تسليم القائمة إلى دي ميستورا لـ«رمي الكرة في ملعب الأمم المتحدة وواشنطن»، من دخول في تفاصيل آلية عمل اللجنة ومرجعيتها ونظام التصويت ورئاستها، بحيث تترك هذه الأمور إلى المبعوث الدولي الجديد كي لا يخرج عن مسار سوتشي - آستانة ولا تبحث واشنطن عن مداخل جديدة ولا يتهم دي ميستورا دمشق بـ«التعطيل» خلال إيجازه في مجلس الأمن في ٢٠ الشهر الجاري، ولا يتهم الرئيس فلاديمير بوتين بعدم الوفاء لالتزاماته في بيان القمة الروسي - التركية - الفرنسية - الألمانية في إسطنبول نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
«الهجوم الثلاثي» يضع غوتيريش أمام خيارين: إما قبول العرض مع وضع شروط معقولة لتحسينها أو إغضاب موسكو بالانحياز إلى واشنطن، ويضع واشنطن أمام القبول على مضض أو التصعيد والبحث عن بدائل سياسية تخص موسكو وأنقرة. كما يضع «هيئة التفاوض السورية» المعارضة بين خياري الموافقة على السقف السياسي الجديد أو الانقسام بين مؤيدين لموقف أنقرة ومعارضين.
كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، التابعة للنظام السوري، عن إحصاء ما يزيد على 30 ألف يتيم في دمشق وريفها، 600 يتيم منهم فقط يعيشون في دور رعاية الأيتام في دمشق وريفها.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية، ريمه القادري، إن عدد الأيتام زاد في سوريا خلال الحرب، وإن وزارتها تعمل على إنشاء قاعدة بيانات حول الأيتام في سوريا، والبداية ستكون في دمشق وريفها، ليشمل المشروع لاحقاً باقي المحافظات، وفق ما نقلته جريدة «الوطن» التابعة للنظام، على أن تكون قاعدة البيانات أداة لمتابعة أوضاع الأيتام، في إطار برنامج «لا يتيم بلا كفيل»، وهو مشروع طويل الأمد.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 800 ألف طفل يتيم، ممن فقدوا الوالدين أو أحدهما، يتركز غالبيتهم شمال البلاد، في المخيمات داخل الأراضي التركية، أو على الحدود قريباً منها.
وكانت وزارة العائلة والسياسيات الاجتماعية التركية قد أعلنت في وقت سابق بداية الشهر الجاري عن وجود ما يزيد على 2100 عائلة تركية تنتظر دورها في تبني أطفال سوريين أيتام، وحذرت الوزارة التركية من أن قسماً من الأطفال السوريين الأيتام يؤخذ بشكل سري، أو يختطف، إلى البلدان الغربية، بهدف التبني.
وطالبت العائلة التركية بضرورة وضع صيغة قانونية للتعامل مع الأطفال الأيتام الذين لا عائلات لهم، والذين لا يتلقون مساعدة، وذلك عبر توفير عائلات حاضنة لهم، أو عبر عملية التبني.
وفي دمشق، التي تشهد شوارعها حضوراً كثيفاً للأطفال المشردين الذين يتم استخدامهم في أعمال التسول من قبل مجموعات تمتهن التسول، يعاني الأطفال في سوريا وفي مخيمات اللجوء من الاستغلال والحرمان من التعليم والفقر.
وأكدت الوزيرة ريمة القادري أن 90 في المائة من حالات الأطفال المتسولين في دمشق، التي تم رصدها، هي «بحاجة وعوز اجتماعي، من مأوى وغيره»، ورأت أن الحل في إعادة ربط هؤلاء مع مسار التعليم أو مهنة أخرى، والتشدد في العقوبة كي تكون أكثر ضبطاً لموضوع التسول، مع أن بعض عقوبات امتهان التسول يمكن أن تصل إلى 3 سنوات.
وفيما يخص كفالة اليتم، رأت أنها يجب أن تتم ضمن بيئة اليتيم، وتعزيزها بدلاً من «عزله في مقر الأيتام»، لأن الحل يكون بتأمين أسرة للطفل اليتيم تكفله.
ويتعرض الأطفال الذين فقدوا معيلهم أو عائلاتهم إلى مخاطر كثيرة، لا سيما المشردين منهم في الشوارع، عدا عن نشوئهم في بيئة غير صحية تحرمهم الطفولة، وتؤهلهم لدخول المستقبل كمجرمين. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد حذرت، قبل أيام، من أن نصف أطفال سوريا لا يعرفون إلا العنف.
هاجم معارضون سوريون الدعوة التي وجهها البرلمان العربي إلى أعضاء جامعة الدول العربية من أجل إعادة تفعيل مقعد نظام الأسد في أروقة الجامعة.
وكان البرلمان العربي قد وجه خلال جلسته قبل يومين برفع بيان إلى مجلس جامعة الدول العربية وكافة اللجان والهيئات والمؤسسات التابعة لها، تضمن مطالب بالتنسيق من أجل إعادة النظام السوري إلى العمل العربي المشترك، بما يسهم في حل الأزمة في سوريا لصالح الشعب السوري، بحسب البيان.
وفي هذا الصدد ربط المحلل السياسي السوري الدكتور حميد العسكر دعوة البرلمان العربي لجامعة الدول العربية لأجل إعادة نظام الأسد للجامعة، ضمن مساعٍ روسية بدعم من عدة دول عربي لتهيئة النظام مجدداً قبل أن تظهر الموافقة العلنية على عودته.
واتهم في تصريح لموقع "عربي21" بعض الدول العربية على أنها خنجر في خاصرة و ظهر ثورة الشعب السوري ، معتبرا أن جامعة الدول العربية بـ"ادارة مصرية و تمويل خليجي لم تقف يوما الى جانب تطلعات الشعب السوري بدليل أن معظمها لاتزال داعمة لنظام الأسد، والبعض الاخر يمول و يدعم الانفصاليين شمال و شرق سورية في إشارة إلى وحدات الحماية الكردية".
وأكد الدكتور العسكر أن تزايد الدعوات في الآونة الأخيرة لعودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية هي مطلب روسي من خلال مصر و الامارات و الجزائر، مرجحا عودة النظام للجامعة قبل نهاية شهر فبراير/ شباط من العام القادم.
من جهته ذهب رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير إلى اعتبار أن دعوة البرلمان العربي لعودة نظام الأسد تأتي بعد خروج معظم الدول العربية من الازمة السورية وغياب دورهم، داعيا الدول العربية إلا تستبق الأمور وتعيد النظام لجامعة الدول العربية وتقدمه كمنتصر عليهم وعلى الشعب.
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن العراق كانت قد طالبت سابقا بعودة النظام للجامعة العربية، معتقدأ أن النظام أصبح أقرب من أي وقت مضى لعودته، خاصة أننا نسمع بين الفينة والأخرى غزل اعلامي عربي لنظام الأسد.
وحسب بشير فإن إخراج نظام الأسد من جامعة الدول العربية كان خروجا إعلاميا فقط، متهما عدة دول عربية لم يسمها بعدم قطع علاقتها مع النظام، إنما على العكس هناك من ساهم في تقديم الدعم للنظام، بالإضافة إلى من بقي على تنسيق تام مع اجهزته الأمنية، وبالتالي فإن عودته للجامعة العربية أصبح امر وارد في ظل الأصوات التي تخرج بين الحين والآخر.
لكنه في المقابل شدد على أن عودة النظام للجامعة العربية إذا تمت فلن تستمر، حيث أن النظام لن يستطيع أحد أن يؤهله لا الجامعة العربية ولا العالم، وطالما بشار الأسد بالسلطة فلا استقرار في سوريا.
يذكر أن عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، قد تم تجميدها في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر لعام2011، وذلك على خلفية القمع الذي مارستها قوات النظام ضد المتظاهرين خلال الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الأسد.