أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أنها نجحت مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، في إيصال الإمدادات الضرورية للحياة إلى أكثر من 40 ألف شخص، ضمن أكبر قافلة إنسانية منذ بداية الأزمة السورية.
وأشارت "اليونيسف" في بيان أصدرته اليوم الجمعة، "تمكن العاملون الصحيون المدعومون من اليونيسف من تلقيح آلاف الأطفال ضمن مهمة استغرقت 9 أيام، وذلك في منطقة الركبان النائية على الحدود مع الأردن، حيث يعيش أكثر من 40 ألف شخص — معظمهم من النساء والأطفال".
كما أوضحت "اليونيسف" أن القافلة التي شاركت فيها والأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري إلى الركبان، تعد "واحدة من أكبر عمليات إيصال المساعدات الإنسانية خلال السنوات الثمانية من الأزمة السورية، حيث تكونت من 118 شاحنة، 30 شاحنة منها محملة بالإمدادات المنقذة للحياة التي قدمتها اليونيسف للأطفال. واشتملت هذه المساعدات على الإمدادات الصحية والتغذية لحوالي 20 ألف طفل وامرأة، ورزم ومستلزمات النظافة الأساسية لأكثر من 40 ألف شخص، ورزم للترفيه للأطفال، إلى جانب المواد التعليمية من كتب مدرسية وقرطاسية وحقائب مدرسية لأكثر من 8 آلاف طفل".
وقالت هينريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، والتي زارت سوريا، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي: "لا يزال الأطفال في الركبان وغيرها من المناطق التي يصعب الوصول إليها في سوريا، يناضلون من أجل بقائهم ولا يزالون بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة قبل فوات الأوان، وقد سمحت لنا هذه القافلة الإنسانية بتقديم الدعم الذي يحتاجه بشدة بعض الأطفال والأسر الأكثر ضعفا. وفي حين أن هذه خطوة تستحق الترحيب، فإننا نواصل حث جميع الأطراف على منحنا أمكانية الوصول المنتظم والمستدام وغير المشروط لجميع الأطفال في جميع أنحاء سوريا".
بدوره، قال ممثل اليونيسف في سوريا، فران إكيثا، والذي رافق القافلة: "كانت أشهر الشتاء قاسية للغاية على الأمهات والأطفال في الركبان. وقد أدى سوء التغذية والظروف المعيشية الصعبة للغاية إلى تدهور حالتهم الصحيّة". وأضاف: "حين لا تتوفر إمكانية الوصول إلى مرافق طبية ملائمة، ولا يتوفر طاقم طبي مُؤهل، فإن أي تعقيد بسيط يطرأ أثناء عملية الولادة قد يودي بحياة الأم والطفل معا".
وحسب اليونيسيف، فإن هناك ما يقرب من 3 آلاف طفل، ممن حرموا من دخول المدرسة في الركبان بسبب اكتظاظ صفوف الدراسة ونقص المعلمين المؤهلين والظروف المالية الصعبة. وبسبب محدودية فرص الحصول على دخل، فإن معظم العائلات لا تستطيع تحمل أعباء الرسوم المدرسية الشهرية، والتي تبلغ 2000 ليرة سورية (3.5 دولار).
وأضاف إكيثا: "حتى في الصفوف الطينية المزدحمة، حيث يجلس الأطفال على الأرض، وحيث اللوح عبارة عن قطعة من الورق مثبتة على الجدار، فقد التقيت بأطفال متلهفين للتعلم، ومسرورين لرؤية حقائبهم المدرسية الجديدة". وأضاف قائلاً: "بالنسبة لأولئك الأطفال، فإن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل المكان الذي يوفر لهم مساحة من الأمان، يختلف عن واقعهم القاسي خارج جدران المدرسة".
ولفت إكيثا إلى أنه "لا يزال الوضع الإنساني في المخيم يائسا بالنسبة للأطفال والعائلات الذين تقطعت بهم السبل في هذه المنطقة النائية" وأضاف بأن: "الاحتياجات ملحة، خاصة فيما يتعلق بالغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى. وإيصال المعونات الإنسانية هو مجرد حل مؤقت".
وفي الوقت الذي تعتبر فيه القافلة التي أرسلت هذا الأسبوع خطوة مرحب بها، فإن اليونيسف تواصل دعوة جميع الأطراف إلى توفير إمكانية الوصول المستمر وغير المشروط إلى جميع الأطفال في سوريا.
يشار إلى أن اليونيسف، ووكالات الأمم المتحدة في سوريا، تواصل الدعوة إلى حل آمن وطوعي وطويل الأمد، لمساعدة العائلات في الركبان، سواء من خلال تسهيل العودة الطوعية إلى منازلهم أو إلى أي مكان يختارونه، مع الحفاظ على أمانهم وكرامتهم.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد يفرض حصارا خانقا على النازحين في المخيم، حيث يمنع غالبية المساعدات الإنسانية من الوصول إليهم، في الوقت الذي توفي فيه العديد من الأطفال بسبب الجوع والبرد الشديد وسوء الرعاية الصحية.
استشهد 8 مدنيين جراء قيام قوات الأسد باستهداف مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ بشكل مكثف.
وقال ناشطون أن أحياء المدينة والتجمعات السكنية تعرضت لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الأسد المتمركزة في قرية قبيبات الهدى، ما أدى لاستشهاد خمسة أطفال وثلاث نساء، بالإضافة لسقوط عدد من الجرحى.
وتزامن القصف على مدينة خان شيخون مع قصف عنيف استهدف قرى تلمنس ومعرشمارين ومعرشمشة بريف إدلب الجنوبي.
وفي ريفي حماة الشمالي والغربي تعرضت مدن قلعة المضيق واللطامنة وكفرزيتا وقرى وبلدات حويجة السلة وجسر بيت الراس والشريعة، لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لسقوط جرحى في صفوف المدنيين.
والجدير بالذكر أن روسيا وقوات الأسد صعدتا خلال الأسابيع الماضية، من خروقاتها لاتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري ضمن المنطقة الرابعة لخفض التصعيد، في وقت اختفى فيه الرد العسكري لكافة الفصائل العسكرية العاملة في الشمال السوري.
قال مبعوث الأمم المتحدة الجديد لسوريا يوم الجمعة إنه يأمل في دعوة لجنة دستورية للاجتماع في جنيف "في أقرب وقت ممكن" دون ذكر إطار زمني محدد في أحدث محاولة لإنهاء الحرب السورية.
وقال جير بيدرسن، رابع وسيط في الأزمة السورية بعد كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي وستافان دي ميستورا، إن لديه أفكارا أيضا بشأن كيفية بناء الثقة بين الجانبين الذين شاركا في تسع جولات سابقة لم تثمر عن شيء تقريبا.
وقال بيدرسن للصحفيين "أعتقد أننا وضعنا أيدينا على التحديات واتفقنا بشأن كيفية المضي قدما وأرى أن هذا مؤشرا إيجابيا جدا جدا".
وأضاف "آمل أن يتمكنوا في أقرب وقت ممكن من عقد اجتماع للجنة الدستور في جنيف".
وقال بيدرسن إنه لا يستطيع تحديد إطار زمني معين لاجتماع اللجنة لكنه ذكر أن المناقشات مع الأطراف المعنية تمضي على نحو جيد.
حلب::
استهدف مجهولون بقذيفة "ار بي جي" مقرا تابعا للجيش الوطني في محيط مدينة الباب بالريف الشرقي.
ادلب::
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد على مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي ما أدى لسقوط شهيدتين وعدد من الجرحى.
انفجرت عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة لفصيل "أنصار الإسلام" ببلدة كفرعروق بالريف الشمالي ما أدى لإستشهاد أحد العناصر.
حماة::
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد على مدن اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي وبلدة قلعة المضيق وقريتي الشريعة و"حويجة السلة" بالريف الغربي ما أدى لسقوط جرحى بين المدنيين.
درعا::
استهدف مجهولون بالرشاشات الخفيفة سيارة تقل عددا من قوات الأسد على طريق مشفى الصنمين العسكري بالريف الشمالي، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.
ديرالزور::
تشهد مناطق سيطرة تنظيم الدولة اشتباكات متقطعة في بلدتي الباغوز السفافنة بالريف الشرقي، حيث تحاول قسد التقدم في هذه المناطق.
انفجر لغم أرضي في قرية أبو النيتل بالريف الشمالي ما أدى لإصابة 3 أطفال بجروح متفاوتة.
الرقة::
انفجر لغم أرضي أثناء حفر خندق في المنطقة الفاصلة بين قسد والأسد في ريف الطبقة الغربي ما أدى لمقتل أحد العمال وإصابة آخرين.
قالت مصادر إعلام محلية في دير الزور، عن طيران التحالف الدولي واصل غاراته على مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في منطقة الباغوز، وسط استمرار المعارك في آخر جيوب التنظيم التي يتحصن بها في المنطقة.
وذكر موقع "دير الزور 24" أن مقاتلات التحالف الدولي، شنت صباح اليوم الجمعة غارات جوية مكثفة على مواقع لتنظيم داعش على أطراف بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي.
كما دارت اشتباكات بين تنظيم داعش وقوات قسد على أطراف البلدة ذاتها، وسط قصف مدفعي متقطع من قسد على المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم.
وتأتي الغارات الجوية بالتزامن مع إطلاق قسد والتحالف الدولي المرحلة الأخيرة من عملية عاصفة الجزيرة لطرد تنظيم داعش من أخر جيوبه شرق الفرات.
وكانت قوات قسد قد تمكنت من السيطرة على مواقع لتنظيم داعش في بلدة الباغوز فوقاني، بريف ديرالزور الشرقي، عقب معارك عنيفة مع تنظيم داعش.
وفي خضم المعارك المستعرة في تلك المناطق، تتواصل معاناة آلاف المدنيين الهائمين على وجوههم دون مأوى أو مساعدات، حيث تضطر المئات من العائلات للهروب من موقع لآخر بحثاً عن ملاذ آمن بعد تمكنها من الخروج من مناطق سيطرة التنظيم، في وقت تواصل قوات سوريا الديمقراطية عمليات التضييق على المدنيين واحتجازهم في معسكرات ومواقع تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
يعقد وزراء دفاع دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في ميونيخ اليوم الجمعة، اجتماعاً لمناقشة التحولات التي سيعرفها التنظيم بعد طرده من آخر جيب لهم في سوريا ومغادرة القوات الأميركية البلاد.
ويحضر حوالى 20 وزيرا مؤتمر ميونيخ للأمن من بينهم وزراء دفاع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وتعد القوات الأميركية أكبر المشاركين في التحالف لمحاربة التنظيم وسيؤدي انسحابها بعد اعلان هزيمة تنظيم الدولة الى اعادة خلط الاوراق بين مختلف اللاعبين الرئيسيين في الملف لسوري.
وأعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في كانون الثاني/ ديسمبر 2018 قراره سحب نحو ألفي جندي أميركي في قرار فاجأ حلفاء فيما فرنسا وبريطانيا من أن المعركة ضد الجهاديين لم تنته.
وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي إن "انسحاب القوات الأميركية من سوريا سيكون حتما في صلب المحادثات". وأضافت في بيان لوزارتها أنه "سيتعين على المجتمع الدولي عندما لا يعود لما يسمى بالخلافة أي أراض، ضمان عدم عودة داعش إلى سوريا أو في مكان آخر".
وكان وزير الدفاع الاميركي بالوكالة باتريك شاناهان أعلن في وقت سابق خلال الأسبوع أنه ضمن التحالف "تجري محادثات لمعرفة كيفية ضمان الاستقرار والامن وبأية امكانات بعد انسحاب الولايات المتحدة ومن سيساهم في تلك الجهود".
كشفت مصادر كردية مطلعة اليوم الجمعة، عن مساعي أمريكية لإيجاد "حل توافقي" بين الميليشيات الانفصالية والجانب التركي، يراعي مخاوف تركيا وتلك الميليشيات بشأن منطقة شرقي الفرات قبيل الانسحاب الأمريكي من سوريا.
ووفق المصدر الذي نقل عنه موقع "باسنيوز" الكردي فإن اقتراحاً أمريكياً يقضي بإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني PKK والإبقاء على مقاتلي وحدات حماية الشعب YPG على اعتبارها قوات سورية مكونة من المكون الكردي وبعض المكونات السورية الأخرى
ولفت المصدر إلى أن تركيا لاعب أساسي في المنطقة الأمنة المزمع نشاؤها ولايمكن استبعادها، في وقت هناك مكون كردي – وفق تعبيره – فعال ويشكل قوة كبيرة في القتال ضد داعش في المنطقة التي يسطر عليها، ولايمكن فرض حل من دونهم.
وأوضح المصدر أن هذه المساعي تنصب في رغبة أمريكية وأوربية بعدم التخلي عن حلفائهم الأكراد، في حال شنت تركيا عملية عسكرية ربما تكون بتوافق روسي وبالتالي خسارة واشنطن لحلفائها وتمكين القبضة الروسية في المنطقة، معتبراً أن هذا السبب جعل الولايات المتحدة تبطئ في الانسحاب من سوريا.
وفي الطرف الآخر، أشار المصدر إلى أن أي اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري لن يكون خارج التفاهمات الروسية الأمريكية ولذلك فإن وتيرة المفاوضات بين قسد والنظام مرتبطة ليس فقط برغبة الطرفين المتفاوضين وإنما بتوافق القوى الكبرى أيضا.
طالبت عائلات التلميذات البريطانيات، اللاتي ذهبن إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش، بـ"العفو والصفح" عن بناتهن، بعد أن أبدى بعضهن الرغبة في العودة إلى البلاد.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، أن عائلة شميمة بيغوم (19 عاما) تقدمت بطلب للسلطات من أجل "الرحمة" بشأن ابنتها الحامل في شهرها التاسع، وتمكينها من العودة إلى بريطانيا.
وقالت بيغوم، التي انضمت إلى داعش رفقة ثلاثة من صديقاتها عام 2015، إنها "لا تشعر بالندم على قرار الانضمام إلى تنظيم داعش"، وأضافت للصحيفة أنها تريد الآن العودة إلى الوطن، لأنها "حامل في شهرها التاسع".
ودافع أحد أقارب بيغوم عنها قائلا إنها "كانت بريئة، وتعرضت للاستدراج عبر الإنترنت من داعش في ذلك الوقت حين كان عمرها لا يتجاوز 15 عاما"، حيث تزوجت بيغوم في سوريا من مقاتل بوسني في صفوف تنظيم داعش، في حين تزوجت صديقتها خديجة سلطان من رجل أميركي، وأميرة عباس من أسترالي.
وكان أعرب وزير الأمن البريطاني بين واليس عن رفض حكومة بلاده المخاطرة بأرواح مواطنيها بين عسكريين أو مدنيين لاستعادة دواعش بريطانيا محتجزين في سوريا والعراق بعد قتالهم في صفوف "داعش"، وذلك رداً على مقابلة أجرتها صحيفة "تايمز" مع الفتاة البريطانية شميمة بيغوم، التي سافرت عام 2015 إلى سوريا مع صديقاتها للالتحاق بـ"داعش".
أصدرت محكمة كندية يوم أمس الخميس، قراراً بسجن امرأة لسبع سنوات لإدانتها بارتكاب جرائم إرهابية ومحاولتها الالتحاق بتنظيم داعش ومهاجمتها باسم التنظيم موظفا في أحد متاجر تورونتو في 2017.
ودانت الهيئة رحاب دغمش البالغة 34 عاما، التي أوقفت في يونيو 2017 ، بأربع تهم هي مغادرة البلاد بهدف الالتحاق بمنظمة إرهابية، وارتكاب اعتداءين بواسطة مضرب غولف وسكين قصّاب.
وقالت القاضية في محكمة أونتاريو العليا مورين فورستيل إنّ المرض العقلي الذي أصيبت به دغمش، ويعتقد أنه انفصام الشخصية، جعلها هدفا سهلا للأفكار المتطرفة، لكنها شدّدت وهي تقرأ الحكم الخميس، أنّ ذلك لا يعفيها من الجرائم.
وأوردت وسائل إعلام كندية نقلا عن وثائق المحكمة أن دغمش حاولت السفر إلى سوريا في أبريل 2016 للالتحاق بتنظيم الدولة، لكن عندما فشلت في مسعاها عادت إلى كندا وخططت لاعتداء في مركز تجاري.
وكانت السلطات التركية منعتها من دخول سوريا بعد أن أبلغ عنها شقيقها. وادّعت دغمش حينها أنها تريد زيارة العائلة، لكنّها أقرّت بعد توقيفها أنها كانت تنوي السفر للالتحاق بتنظيم داعش.
وخلال جلسات المحاكمة قال الادعاء إنها أقرت بمبايعتها تنظيم داعش، وكانت في اليوم الذي أوقفت فيه قد ملأت حقائبها بالأسلحة البيضاء وبينها قوس نشاب ومطرقة وأسياخ شواء ومجرفة أطفال حولّتها إلى كماشة. وأخفت السكين والقوس النشاب تحت ثوبها.
توفي الطفل "عبد الإله محمد القسوم" من أبناء مدينة كفرزيتا، وأحد المهجرين إلى مخيمات أطمة شمالي إدلب اليوم الجمعة، متأثراً بحروق أصيب بها جراء احتراق خيمتهم قبل أسبوع، مسجلاً ضحية جديدة بسبب استخدام الوقود المكرر للتدفئة.
ووفق إحصائيات تقريبية فإن قرابة خمسة أطفال لقوا مصرعهم خلال شهر شباط الجاري جراء حرائق سببها الوقود المكرر الذي يستخدم للتدفئة لاسيما في المخيمات، في وقت سجل أكثر من 15 حالة حرق لمدنيين بجروح خطرة نقلوا للمشافي التركية.
ويوم أمس توفي الطفل "عبد المجيد علاء القاضي" من بلدة التمانعة بحريق أصيب به قبل أيام في مخيمات أطمة، وفارق الحياة في المشافي التركية، كما توفي الطفل "عبد الرحمن حامد حاج إبراهيم" من قرية البشيرية بحريق في مخيمات وادي عباس قرب سرمدا سببه استخدام الوقود المكرر.
وأيضاً توفي الطفل "محمد معتز الداني" في مدينة كفرنبل، وتسبب انفجار برميل وقود مكرر في بلدة بسقلا القريبة بوفاة الطفلة "آلاء الصالح"، وإصابة والدتها، في وقت اندلعت عدة حرائق في مخيمات أطمة والعمر والإحسان والانصار بريف إدلب، جميعها سببها استخدام الوقود المكرر.
وتستخدم جل العائلات في المناطق المحررة وفي المخيمات الوقود القادم من مناطق سيطرة قوات قسد وداعش شرقي دير الزور، وهو وقود خام غير مكرر، يقوم بعض القائمين على بيعه بتكريره بمصافي يدوية، لتبقى فيه الكثير من الشوائب التي تسبب حرائق ناهيك عن الغازات المنبعثة منه.
ولا يملك المدنيون في المناطق المحررة أي بدائل عن استخدام الوقود المكرر رغم تكرار حوادث الحرائق في المخيمات وفي منازل المدنيين، بسبب غلاء أسعار الوقود النظامي المستورد، وعدم قدرتهم على تحمل أعباء تكاليفه، إضافة لغلاء أسعار الحطب للتدفئة وقلته، حيث يضطرون لاستخدام الأنواع الرديئة من الوقود وتعريض حياتهم للخطر في كل دقيقة.
قال تقرير نشرته منظمة "أنقذوا الأطفال" Save the Children في ألمانيا، إنّ أكثر من 100 ألف رضيع يموتون سنوياً بسبب الحروب، في عدة دول بينها سوريا التي تواجه حرباً مستمرة منذ ثماني سنوات، كان الأطفال هم أبرز ضحاياها.
وبحسب تقرير المنظمة غير الحكومية، فقد توفي ما لا يقلّ عن 550 ألف رضيع بين عامي 2013 و2017 في الدول العشر الأكثر تضرّراً من الحروب بسبب الجوع أو قلّة النظافة أو الافتقار إلى الرعاية الصحيّة أو الحرمان من المعونة.
وأوضح التقرير أنّه إذا أضيف إلى هؤلاء الرضّع، الأطفال دون الخمس سنوات الذين توفّوا خلال هذه الفترة، فإنّ عدد القتلى يرتفع عندها إلى 870 ألف رضيع وطفل، وهي حصيلة رجّحت المنظّمة أن تكون في الواقع أكبر من ذلك بكثير.
والدول العشر التي أوردها التقرير هي أفغانستان وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديموقراطية وسوريا واليمن والعراق ومالي ونيجيريا والصومال.
ولفت التقرير إلى عدد المقاتلين الذين قضوا في هذه الدول العشر بين 2013 و2017 بلغ حوالي 175 ألف مقاتل، أي ثلث عدد الرضّع الذين توفّوا خلال هذه الفترة.
ونقل التقرير عن هيلي ثورنينغ-شميت، المسؤولة في المنظمة، قولها إنّه "يومياً هناك أطفال يتعرّضون لهجوم بسبب جماعات مسلّحة لا تحترم القوانين والمعاهدات الدولية. من استخدام الأسلحة الكيمياوية إلى استخدام الاغتصاب كسلاح حرب، فإنّ جرائم الحرب ترتكب في ظلّ إفلات تامّ من العقاب".
ولفتت منظمة "أنقذوا الأطفال"، في تقريرها الذي نشرته على هامش مؤتمر الأمن السنوي في ميونيخ، إلى أنّ هؤلاء الأطفال ما كانوا ليموتوا على الأرجح لو لم يكونوا يعيشون في مناطق متضرّرة من الحروب.
واعتبرت هيلي ثورنينغ-شميت في التقرير أنّه "عندما تُنتهك قوانين الحرب، يجب على المجتمع الدولي أن يكون واضحاً عبر التذكير بأنّ هذا الأمر لا يمكن التسامح معه وبأنّ مرتكبي هذه الأعمال يجب أن يحاسبوا".
ولفت التقرير إلى أنّ حوالي 420 مليون طفل، أي 18% من أطفال العالم أجمع، كانوا في العام 2017 يعيشون في مناطق متضرّرة من نزاعات، بزيادة 30 مليون طفل عن عام 2016.
وقدّمت المنظمة في تقريرها توصيات إلى الحكومات والجماعات المسلحة من بينها مطالبة المتحاربين بأن يتعهّدوا عدم تجنيد مقاتلين ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً وعدم استخدام الأسلحة المتفجّرة في المناطق المأهولة بالسكان.
وكان وثَّق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 28226 طفلاً في سوريا منذ اندلاع الحراك الشعبي، قتل 22444 طفلاً على يد قوات النظام السوري منذ آذار/ 2011، بينهم 196 طفلاً قضوا خنقاً إثرَ هجمات بالأسلحة الكيميائية، و394 طفلاً قضوا إثرَ هجمات استخدم فيها النظام السوري ذخائر عنقودية أو إثرَ انفجار مخلفات قديمة لذخائر عنقودية. و301 طفلاً بسبب نقص الغذاء والدواء جراء في العديد من المناطق التي تعرضت للحصار منذ آذار 2011.
حذّر قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس الخميس، من إعلان "النصر" على تنظيم الدولة، في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك ضد أخر معاقل التنظيم في دير الزور، وسبقه إعلان الرئيس الأمريكي ترامي الانتصار على التنظيم.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ سأل سناتور الجنرال توماس عن ماهية الانتصار في سوريا، فأجاب "أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف".
وأضاف "الهدف يتمثّل في تقليص التهديد في تلك المنطقة، ونحن على وشك تقليص هذا التهديد، وبصدد تحديد القدرات التي يجب أن تبقى في المكان داخل المنطقة حتى نضمن هذا الهدف".
ومنذ تصريح ترامب عن انتصاره على تنظيم الدولة، حرص مسؤولون أميركيون على التقليل من أهمية إعلان النصر النهائي على التنظيم، مشيرين إلى أنّه سيبقى يمثل تهديداً حتى بعد فقدانه السيطرة على "الخلافة" التي كان أعلنها في 2014.
كما أكّد الجنرال أنّه ليس واثقاً من تقييم الوضع في سوريا، وقال "إنّه أحد التحديات الأشدّ تعقيداً التي واجهتها قواتنا منذ فترة"، في وقت أشار الجنرال إلى أن واشنطن تدرس حلول لإبقاء الاتصال مع حلفائها "قسد" وتقديم مستوى معين من الدعم وفق تعبيره.