"التدمير الشامل" سياسية روسيا والنظام لكسر "صمود إدلب" وعزيمة ثوارها
"التدمير الشامل" سياسية روسيا والنظام لكسر "صمود إدلب" وعزيمة ثوارها
● أخبار سورية ٢٨ مايو ٢٠١٩

"التدمير الشامل" سياسية روسيا والنظام لكسر "صمود إدلب" وعزيمة ثوارها

منذ بدايات الحراك الشعبي في آذار 2011 ضد نظام الأسد كانت محافظة إدلب شوكة كبيرة في مواجهة النظام، وتمكن ثوارها من تحرير جزء كبير من الريف وطرد النظام منه في وقت مبكر من عمر الثورة، كما كانت من أولى المحافظات التي نالت التحرير وخرجت عن سيطرة الأسد الذي رد بنشر الموت والقتل في ربوعها الخضراء.

محافظة إدلب في الشمال السوري، كانت ومازالت عصية على النظام الذي مارس بحق أبنائها لعشرات المرات شتى أنواع القصف والتدمير، والتي خرجت من جميع الحملات التي تعرضت لها بصمود أسطوري أرهق النظام، ساعدت طبيعتها الجغرافية وموقعها على الحدود التركية بشكل كبير على الصمود التي امتلكت مقوماتها أبرزها عزيمة أهلها ورفضهم الظلم والركوع.

وباتت إدلب منذ بدء أول عمليات التهجير مقصداً وملاذاً أخيراً لأبناء الثورة والرافضين للتسوية مع النظام والقبول بالبقاء تحت حكمه، ليقوم بتصفية المناطق واحدة تلو الأخرى بالقتل والموت الذي نشرته طائرات النظام وروسيا، لم تكن إدلب ببعيدة عن تلك الحملات التي مورست لمرات عديدة، وقابلته بالصمود.

ومع انتهاء النظام من تثبيت سيطرته بمساعدة روسيا وإيران على جل مناطق سوريا من الجنوب إلى الشمال والشرق، عاد للانتقام من صمود إدلب بأبنائها من كل المحافظات، الذين يتشاركون اليوم الصمود والدم، فكانت الحملة العسكرية الأعنف التي بدأت في 26 نيسان الفائت، والتي ماتزال مستمرة حتى اليوم.

ويحاول النظام وحلفائه جاهدين في كسر صمود إدلب بثوارها وأبنائها وضيوفها من خلال تكثيف القصف واتباع سياسية التدمير الشامل وقتل كل حياة من مشافي ومدارس وأسواق ومراكز دفاع ومدنيين، في وقت يواجه أبناء المحافظة وقاطنيها الموت والتدمير بصمود أرهق النظام وجعله عاجز عن فعل شيئ إلا مواصلة القصف.

وتراهن روسيا في كل حملة تقوم بها في منطقة ما من سوريا خارجة عن سيطرة الأسد على القصف وإطالة أمد القصف والتدمير، إلا أن الوضع بختلف تماماً بإدلب عن باقي المناطق لأسباب عديدة أبرزها أنها آخر قلاع الثورة، إضافة لموقعها الجغرافي وطبيعة أهلها الصلبة، لتواجه صواريخ النظام وروسيا التدميرية بالصمود والصمود في كل مرة.

والمتتبع لسلسلة القصف اليومي يرصد السياسية التدميرية التي تمارسها روسيا والنظام بحق المدنيين والمنطقة بشكل عام، من خلال تكثيف القصف الجوي من طائرات حربية ومروحية والقصف الأرضي من الراجمات والصواريخ مستخدمة لذلك شتى صنوف الأسلحة المحرمة دولياً والقذائف، لتدمر كل حياة وتطال البشر والحجر.

ورغم كل ما تواجهه إدلب منذ اكثر من شهر من قتل يومي ودمار وتهجير هو الأكبر في تاريخ المنطقة، إلا أن الصمود اليوم هو عنوان المرحلة في مواجهة عنجهية النظام وروسيا، يساعدهم على ذلك رفضهم التسليم والركوع، وعزيمة الثوار الصامدين على الجبهات متحدين جميعاً، رغم تخلي العالم بجميع مؤسساته المتحضرة عنهم وصمته على إبادتهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ