استشهد طالب وأصيب ثمانية آخرين اليوم الثلاثاء، بقصف صاروخي لقوات سوريا الديمقراطية استهدف مدارس عدة وسط مدينة عفرين، في تكرار لسياستها في استهداف المناطق المأهولة بالسكان ضمن المدينة.
وقال نشطاء في عفرين، إن صواريخ عدة استهدفت وسط مدينة عفرين بريف حلب، طال بشكل مباشر مدرسة الاتحاد العربي ومدرسة الشرعية وسط المدينة، خلفت شهيد طفل وعدة إصابات وصلت لثمانية، إضافة لدمار في بناء المدرسة المستهدفة.
وتكرر قوات سوريا الديمقراطية استهداف مدينة عفرين بالقذائف الصاروخية وراجمات الصواريخ والمدفعية، تتركز تلك القذائف وسط المدينة ضمن المناطق المأهولة بالسكان، في نية مبيتة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا.
وتعمل قسد من خلال عمليات القصف والتفجيرات ضمن المناطق التي كانت تحتلها سابقاً وخرجت منها بعد عملية "غصن الزيتون" على خلق حالة من الفوضى وعدم الأمان، تبنت سابقاً عشرات التفجيرات والتي تسبب بمجازر كبيرة بحق المدنيين.
تحتفل وسائل إعلام النظام بالإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم بين نظام الأسد من جهة ومسؤول عن النظام الإيراني من جهة أخرى تنص على تنفيذ مشروع سكني من قبل الأخير في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات النظام.
وفي التفاصيل كشف تلفزيون إيراني نقلاً عن مساعد وزير الطرق وبناء المدن الإيراني "محمود زادة" أن إيران تعتزم بناء 30 ألف وحدة سكنية في سوريا، وفقاً لمذكرة تفاهم ثنائية بين نظام الأسد وإيران.
وبحسب وكالة أنباء النظام الإيراني "إرنا" فإنّ المذكرة تم توقيعها بين وزير الطرق الإيراني ووزير الإسكان التابع لنظام الأسد على هامش المعرض الدولي للبناء والإنشاء الذي أقيم مؤخراً في العاصمة الإيرانية طهران.
بالمقابل شرعت الشركات الإيرانية في التحضيرات بهدف بدء المشروع وتمثل ذلك في استقدام العمالة الوافدة من إيران إلى مناطق نفوذ الأخيرة بضواحي دمشق ومحيطها ومدينة حلب شمال البلاد، ما يرجح أن بناء تلك الوحدات السكنية سيكون في تلك المدن المدمرة بفعل عمليات القصف الوحشية التي مارستها ميليشيات النظام ضد المدنيين.
هذا ويعرف عن إيران سعيها إلى تنمية نفوذها في مناطق سيطرة النظام حيث تدخلت لصالح الأسد عسكرياً في العام الأول من انطلاقة الثورة السورية وعملت على احتلال مناطق استراتيجية اتخذتها قواعد لها لاحقاً، ما أدى لوجود حالة من التنافس بين الاحتلالين الروسي والإيراني في تلك المناطق.
وجاء في تصريحات سابقة لوزير التعليم الإيراني "محسن ميرزاي" خلال زيارته الأخيرة لنظام الأسد، إن بلاده مستعدة لبناء المدارس في سوريا، وأكد أن ذلك سيؤدي إلى "تشكيل ثقافة مشتركة" بين البلدين، حسب زعمه، بالوقت الذي وقع فيه نظام الأسد على اتفاقية تؤدي إلى تسليم وزارة التعليم الإيرانية لملف التعليم بما فيها المناهج الدراسية في مناطق سيطرة النظام.
واستطرد المسؤول الإيراني مدعياً إن إيران تمتلك تجارب كبيرة في مجال إعمار وتأهيل وتحديث المراكز التعليمية اكتسبتها نتيجة الدمار الذي لحق بتلك المراكز خلال الحرب العراقية الإيرانية وهي على استعداد تام لنقلها إلى "الأشقاء" في سوريا، حسب وصفه في إشارة إلى حليفه نظام الأسد.
وسبق أن طالب مجلس الوزراء التابع لنظام الأسد جميع الوزارات التابعة له بضرورة إعداد رؤية عامة وخارطة زمنية وحصر المناطق المدمرة التي تتطلب اعادة إعمار البنية التحتية فيها، وتقدير التكلفة اللازمة ومقترحات التمويل وأوجه تأمينها، بحسب بيان رسمي زعم نظام الأسد آنذاك أنه حريص على إعادة إعمار المناطق المدمرة بفعل إجرامه المستمر ضد مناطق المدنيين.
يشار إلى أنّ ما يعرف بـ "حلفاء الأسد" وهي عدة أطراف دعمت النظام عسكرياً وسياسياً واقتصادياً باتت تنشط في المناطق التي اجتاحتها آلة القتل والإجرام الأسدية، وطالما تظهر الدول الداعمة للأسد بمظهر القائد الفعلي لمناطق سيطرة النظام حيث كثفت من بسط نفوذها على تلك المناطق في وقت بات دور نظام الأسد يؤدي دوره في توقيع الاتفاقيات التي تنص على توسع النفوذ الإيراني والروسي، وسط إذلال كبير يتعرض له لا سيما مع التصريحات الرسمية التي تتحدث عن سقوط نظامه لولا تدخل تلك الأطراف ودعم نظامه المتهالك أمام ضربات الثوار.
حلب::
تتواصل المعارك بشكل عنيف جدا على جبهات ريف حلب، حيث تمكنت فصائل الثوار من تدمير عربة "بي أم بي" وقتل وجرح العديد من عناصر الأسد على محور بلدة خلصة، كما تمكنت تدمير عربة شيلكا ودبابة على جبهة الصحفيين، وتدمير دبابة على جبهة الحميرة، وقاعدة إطلاق صواريخ في بلدة القلعجية، وتم استهداف تجمع لقوات الأسد في معمل الكرتون بقذائف الهاون.
شن الطيران الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات وبلدات الزربة وزيتان وجزرايا وخان العسل وأورم الكبرى وكفر حمرة.
تعرضت مدرسة الشريعة وأحياء مدينة عفرين بالريف الشمالي لقصف صاروخي من قبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ما تسبب باستشهاد طالب وإصابة آخرين بجروح، وردت المدفعية التركية باستهداف مواقع "قسد" في قرية مرعناز ومطار منغ.
إدلب::
تتواصل المعارك العنيفة في ريف إدلب، حيث تمكنت قوات الأسد من التقدم والسيطرة على بلدة تل مرديخ وقرى أنقراتي وكدور ورويحة والبليصة والواسطة وتل الاغر وطويل الحليب والراقم وكويرس، وتدور معارك عنيفة على محاور لوف والنيرب وكفروما، حيث أصبحت قوات الأسد على مشارف مدينة سراقب الإستراتيجية.
تمكنت فصائل الثوار من تدمير رشاش "23مم" لقوات الأسد في محور كفروما، بينما سقط عدد من جنود الأسد بين قتيل وجريح إثر وقوعهم بحقل ألغام زرعه الثوار في محيط قرية لوف، كما أعلن الثوار عن تدمير غرفة عمليات في محور أرمنايا، ما أدى لقتل وجرح عدد من العناصر.
شنت فصائل الثوار عملية إغارة نوعية على مواقع قوات الأسد في بلدة النيرب بالريف الشرقي، وتمكنت خلالها من قتل مجموعتي عناصر، وجرح عشرات آخرين، وتدمير دبابة واغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة والذخائر.
دخل رتل عسكري تركي كبير مؤلف من 40 سيارة وعربة تحمل دبابات ومدرعات وراجمات صواريخ واتجهت إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب وحلب.
شن الطيران الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات وبلدات وقرى سراقب وتفتناز وقميناس وكفرنبل وسرمين وبنش.
حماة::
استهدفت فصائل الثوار تجمعات قوات الأسد في قرية جورين بالريف الغربي بقذائف صاروخية.
الرقة::
انفجرت عبوة ناسفة استهدفت صهريج نفط تابع لشركة حسام القاطرجي بالريف الشرقي.
الحسكة::
قام مجهولون بإطلاق النار على أحد عناصر "قسد" في حي النشوة بمدينة الحسكة، ما أدى لإصابته بجروح.
استهدف الجيش التركي مواقع تابعة لـ "قسد" في محيط قرية أبو راسين شرقي رأس العين بقذائف المدفعية.
اعترضت القوات الأمريكية دورية روسية في محيط بلدة تل تمر بالريف الشمالي.
أصيب مدني بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات "قسد" غربي مدينة رأس العين.
قال الرئيس التركي رجب طيب أروغان اليوم الثلاثاء، إن القوات التركية لن توقف عملياتها العسكرية في إدلب بل ستواصلها "بنفس الحزم"، لافتاً إلى أنه لا حاجة للدخول في خلاف خطير مع روسيا بشأن سوريا حاليا وسنتحدث مع الروس بدون غضب، وفق تعبيره.
ولفت الرئيس التركي إلى أن هجمات النظام الأخيرة في إدلب والتي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، "تعد انتهاكا لاتفاقية إدلب" الموقعة مع روسيا، مؤكدا أن "نتائج هذا الاعتداء ستنعكس بالطبع على النظام السوري"، في وقت لم يتطرق للضحايا المدنيين والتي تشكل جرائم حرب.
وأكد على الدور المهم جدا الذي تلعبه نقاط المراقبة التركية في إدلب، مشيرا إلى أنها ستبقى، منوها في الوقت نفسه بأن تبعات القصف السوري للقوات التركية لن تتطور إلى نزاع مع روسيا، وقال "ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا في هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية".
وشدد أردوغان على أن بلاده لن نسمح للنظام السوري بالسيطرة على مزيد من الأراضي في إدلب، في وقت تتواصل دخول القوات التركية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة لريف إدلب، بالتزامن مع تقدم النظام هناك
وكان قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده ستواصل الرد على النظام السوري إن كرّر استهدافه القوات التركية في إدلب، في وقت لم يحدد المسؤول التركي موقفهم من التقدم السريع للنظام ومحاصرة النقاط التركية هناك، الهجمات المتوصلة التي تستهدف المدنيين.
وأضاف تشاووش أوغلو: "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف قواتنا في إدلب، قمنا بالرد وسنواصل الرد إن تكررت"، معتبراً أنه "يقع على عاتق روسيا مهمة كبيرة في إيقاف وقاحة نظام الأسد التي زادت في الآونة الأخيرة".
وبيّن تشاووش أوغلو:" الجروح بدأت تصيب مساري أستانة وسوشي (حول سوريا) ولكنهما لم ينتهيا تماما "، وأكد أن : "العذر الروسي بعدم قدرتهم التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً".
أرسل الجيش التركي اليوم الثلاثاء، كبائن حراسة متنقلة تتميز بمقاومتها للرصاص، إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب، وفق ماقالت وكالة "ترك برس"، في سياق التعزيزات العسكرية التركية المكثفة للمنطقة.
وانطلقت 10 شاحنات محملة بالكبائن من قضاء ريحانلي، إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب، ودخلت الشاحنات التركية إلى الأراضي السورية، وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات إضافية إلى وحداته العسكرية قرب الحدود السورية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق، ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي في إدلب إلى 6 بينهم مدني، وإصابة 7 آخرين، وقالت إن القوات التركية "ردت فورا على مصادر النيران".
وهددت الدفاع التركية في البيان بأنها "ستحاسب منفذي هذا الهجوم وستستخدم حق الدفاع المشروع في حال وقوع اعتداءات مماثلة".
وكان قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الطائرات الحربية والمدفعية التركية قامت بقصف أهدافا للنظام السوري في شمال سوريا، لافتاً إلى أن طائرات "أف16"، والمدفعية قامت بقصف أهدافا للنظام السوري، وتم تحييد نحو 30- 35 من قوات النظام.
وأوضح أن سلاح المدفعية التركية ردّ بـ 122 رشقة إلى جانب 100 قذيفة هاون على 46 هدفا للنظام السوري، ولفت إلى أن بلاده مصممة على مواصلة علمياتها في الشمال السوري.
وأضاف، أن النظام السوري يختبر عزيمة بلاده عبر هذه الهجمات "الدنيئة"، مضيفا: "سيعلمون أنهم يرتكبون خطأ كبيرا"، وأكد أن بلاده تجري الاتصالات اللازمة مع روسيا حول الهجوم الأخير على القوات التركية وعمليات بلاده تتواصل استنادا لذلك، لافتا إلى أنه أن سيجري الاتصالات اللازمة إن اقتضى الأمر.
اعتبر منسقو استجابة سوريا في بيان له، أن الغارات والهجمات المتواصلة التي تقوم بها قوات النظام السوري وروسيا وإيران على مناطق شمال غربي سوريا تمثل جريمة إبادة جماعية تصنف كجرائم ضد الإنسانية.
وأكد أنّ استهداف المدنيين يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب متكاملة الأركان، تدخل ضمن خطة واضحة تهدف إلى المزيد من تهجير آلاف المدنيين من مناطقهم قسراً.
واستنكر منسقو استجابة سوريا الصمت الرهيب للمنظمات الدولية والدول الأوربية التي تدعي وقوفها إلى جانب الشعب السوري إزاء تلك الجرائم البشعة التي تحصل في محافظة ادلب ويعتبر صمتها تواطئاً ومشاركة في الجرائم التي يتعرض لها المدنيين في المنطقة.
ولفت منسقو استجابة سوريا إلى توثيق نزوح أكثر من 61,384 عائلة (349,889 نسمة) من أرياف حلب وإدلب خلال الفترة الواقعة بين 16 يناير وحتى الرابع من فبراير 2020، بعضهم نزح أكثر من ست مرات نتيجة العمليات العسكرية في المنطقة.
ودعا جميع الفعاليات المحلية والاقليمية والدولية إلى اتخاذ موقف إدانة واضح إزاء جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين العزل في المنطقة، مؤكداً أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة ويطالب بوقف العمليات العسكرية من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة وخاصة مع اقتراب النظام السوري من مدينة ادلب والمناطق المحيطة بها والتي يقطنا أكثر من 1.2 مليون نسمة.
وكان قال المتحدث باسم الولايات المتحدة دوغريك: "نشعر بالقلق إزاء الأوضاع الإنسانية وإزاء حماية أكثر من 3 ملايين من المدنيين في المنطقة"، وأشار إلى أن نحو 1.5 مليون شخص هجّروا من مناطقهم بسبب الاشتباكات، لافتاَ إلى أن 80 في المئة منهم نساء وأطفال.
وأضاف "هناك 53 مشفى ومركز صحي تم تعليق أعمالهم بسبب تهديدهم بالهجمات منذ بداية يناير/كانون الثاني وحتى اليوم"، ودعا دوغريك إلى "الوقف الفوري لاطلاق النار، وتخفيض التوتر، والعودة إلى العملية السياسية برقابة أممية".
يأتي ذلك في وقت تشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده ستواصل الرد على النظام السوري إن كرّر استهدافه القوات التركية في إدلب، في وقت لم يحدد المسؤول التركي موقفهم من التقدم السريع للنظام ومحاصرة النقاط التركية هناك، الهجمات المتوصلة التي تستهدف المدنيين.
وأضاف تشاووش أوغلو: "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف قواتنا في إدلب، قمنا بالرد وسنواصل الرد إن تكررت"، معتبراً أنه "يقع على عاتق روسيا مهمة كبيرة في إيقاف وقاحة نظام الأسد التي زادت في الآونة الأخيرة".
وبين أوغلو "الجروح بدأت تصيب مساري أستانة وسوشي (حول سوريا) ولكنهما لم ينتهيا تماما "، وأكد أن : "العذر الروسي بعدم قدرتهم التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً".
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الجاري، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.
أعربت الأمم المتحدة، يوم أمس الاثنين، عن قلقها إزاء الاشتباكات بين الجيش التركي وقوات نظام الأسد في إدلب بسوريا، داعية الطرفين إلى "خفض التوتر" في المنطقة، وفق مؤتمر للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك" بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده ستواصل الرد على النظام السوري إن كرّر استهدافه القوات التركية في إدلب، في وقت لم يحدد المسؤول التركي موقفهم من التقدم السريع للنظام ومحاصرة النقاط التركية هناك، الهجمات المتوصلة التي تستهدف المدنيين.
وأضاف تشاووش أوغلو: "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف قواتنا في إدلب، قمنا بالرد وسنواصل الرد إن تكررت"، معتبراً أنه "يقع على عاتق روسيا مهمة كبيرة في إيقاف وقاحة نظام الأسد التي زادت في الآونة الأخيرة".
وبيّن تشاووش أوغلو:" الجروح بدأت تصيب مساري أستانة وسوشي (حول سوريا) ولكنهما لم ينتهيا تماما "، وأكد أن : "العذر الروسي بعدم قدرتهم التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً".
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الجاري، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.
أعربت الأمم المتحدة، يوم أمس الاثنين، عن قلقها إزاء الاشتباكات بين الجيش التركي وقوات نظام الأسد في إدلب بسوريا، داعية الطرفين إلى "خفض التوتر" في المنطقة، وفق مؤتمر للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك" بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
أعربت الأمم المتحدة، يوم أمس الاثنين، عن قلقها إزاء الاشتباكات بين الجيش التركي وقوات نظام الأسد في إدلب بسوريا، داعية الطرفين إلى "خفض التوتر" في المنطقة، وفق مؤتمر للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك" بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوغريك إن "الاشتباكات بين الجنود الأتراك وقوات الأسد في إدلب تدعو للقلق"، لافتاً إلى "استمرار الحرب والتوتر في سوريا يؤكد التهديدات التي يشكلها الصراع على السلم والأمن الإقليمي والدولي".
وحول الأوضاع الإنسانية الحالية شمال غربي سوريا، قال دوغريك: "نشعر بالقلق إزاء الأوضاع الإنسانية وإزاء حماية أكثر من 3 ملايين من المدنيين في المنطقة"، وأشار إلى أن نحو 1.5 مليون شخص هجّروا من مناطقهم بسبب الاشتباكات، لافتاَ إلى أن 80 في المئة منهم نساء وأطفال.
وأضاف "هناك 53 مشفى ومركز صحي تم تعليق أعمالهم بسبب تهديدهم بالهجمات منذ بداية يناير/كانون الثاني وحتى اليوم"، ودعا دوغريك إلى "الوقف الفوري لاطلاق النار، وتخفيض التوتر، والعودة إلى العملية السياسية برقابة أممية".
وكانت أدانت كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بشدة الاعتداء المستمر وغير المبرر والقاسي من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران وحزب الله على السكان في إدلب، على خلفية التصعيد المستمر والإصرار الروسي على مواصلة حرب الإبادة الجماعية شمال سوريا.
ساهمت دول العالم المدعية حرية وحقوق الإنسان والديمقراطيات الزائفة خلال سنوات عديدة مضت في إطالة أمد النزيف السوري لشعب خرج عن صمته ونفض عنه الاستبداد وطالب بجزء من الحرية التي تتفاخر بها تلك الدول، التي لم تسانده بل منعت عنه وسائل الوصول لمبتغاه.
ومنذ بدء الحراك الشعبي ضد الأسد في سوريا، أبدت الكثير من دول العالم تضامنها مع الشعب السوري الذي واجه القمع والاعتقال والتضييق والتسلط الأمني، وبدأت تلك الدول بقطع علاقاتها مع النظام، وأطلقت تصريحات ضد الأسد وإجرامه واعتبرت أنه فاقد للشرعية التي تؤهله لحكم بلد ثار ضده.
ومع انتقال الحراك الشعبي لمواجهة النظام وبدء الانشقاقات في صفوف جيش النظام الذي استخدمه لقمع الحراك الشعبي السلمي، وبداية الحرب المسلحة، مع ظهور الجيش الحر وانتقال الثوار للدفاع عن أنفسهم وحراكهم الشعبي، أيدت الكثير من الدول هذا التحرك وأعلنت دعمها للجيش الحر.
ومع تزايد وتيرة الانشقاق وتصاعد المعارك بين الجيش الحر والنظام، وتمكن الحر من السيطرة على مناطق واسعة من سوريا، كانت كفيلة بالتضييق على النظام، كان لابد من تدخل الكثير من الأطراف الدولية بدعوى دعم الجيش الحر، وبدأت تظهر التدخلات الدولية جلياً سواء عربية أو غربية من خلال تنوع الفصائل وتشتيت قوتها وتفريق كلمتها من خلال الدعم المقدم.
وطيلة السنوات الماضية، والنظام يواصل إجرامه وقتله للمدنيين بجرائم حرب لم يسبق لها مثيل تشاركه روسيا وإيران، من عمليات قتل وتدمير وتهجير واستخدام لشتى أنواع الأسلحة والميليشيات، والدول التي تدعي صداقتها للشعب السوري الثائر تمنع عنه وسائل الدفاع إلا من بعض الأسلحة البسيطة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه روسيا عدوانها على الشعب السوري، وارتكاب المزيد من الجرائم على مرأى ومسمع الدول المدعية للديمقراطية والتحضر، ومساندة الثوار بسوريا، إلا أنها تمنع حتى اليوم وصول مضادات الطيران والأسلحة التي يمكن أن تغير معادلة المعركة، علاوة عن الصمت الدولي حيال كل الجرائم في المؤتمرات الدولية التي باتت هي وتصريحات الدول مجرد مسكنات لا فائدة منها.
ورغم كل التشتت والتشرذم الذي أوجدته الدول العربية والغربية بصوف الفصائل الثورية، وتوجيه أهدافها في غير موضعها، ومساهمة أطراف عربية عديدة في الصدام بين الفصائل وقتال بعضها البعض، علاوة عن دعم بعض التنظيمات المتشددة والتي أرهقت ثورة السوريين، وكانت حجة لتدخل الدول على الأرض ليس لمساندة الشعب السوري بل للسيطرة على أرضه وثرواته بدعوى محاربة الإرهاب التي كانت ورقة بيد الأسد أيضاَ لمواصلة سفك دم الشعب وتدمير مدنه، ومع ذلك كله استطاعت الفصائل الصمود حتى اليوم في وجه أعتى الجيوش و الترسانات العسكرية بأسلحة تقليدية ومعارك غير متكافئة.
ومع طول أمد الثورة والتغييرات التي طرأت على الخارطة العسكرية للسيطرة، وتمكن روسيا وإيران عبر جيوش كبيرة وترسانة عسكرية هي الأكبر لقتال فصائل متشعبة و مشتتة وغير موحدة، إلا أن تلك الفصائل حتى اليوم لاتزال تواجه بإمكانياتها القوى العالمية، وتدافع بما يمكنها عن المناطق المحررة.
وفي المقابل، تواصل واشنطن الدولة العظمى في مواجهة روسيا عالمياً، إطلاق التصريحات المسكنة للشعب السوري، من تأييد ورفض لاستخدام السلاح الكيماوي، باتت خطوطها الحمراء موضع سخرية للسوريين، والتي منعت تزويد الجيش الحر ولاتزال بالأسلحة النوعية والقادرة على صد روسيا والنظام وردعه، ومع ذلك تواصل الادعاء بوقوفها إلى جانب الشعب السوري الذي لم تتخذ أي خطوات عملية لتخفيف معاناته ووقف حرب الإبادة بحقه.
وساعد الموقف الأمريكي المتذبذب روسيا وإيران في تمكين نفوذهما في منطقة شرقي المتوسط، وأعطت السياسة الأمريكية المتقلبة الوقت الكافي للنظام وحلفائه لمواصلة حرب الإبادة وتدمير سوريا بمدنها وشعبها، في وقت لاتزال تواصل إطلاق التصريحات الواحد تلو الآخر عن خطوط حمراء في حال استخدام الكيماوي وكأن كل الأسلحة الفتاكة الأخرى مباحة لقتل السوريين.
أكدت مصادر عسكرية من فصائل الثوار بريف إدلب الشمالي الشرقي اليوم الثلاثاء، سيطرة قوات النظام وميليشيات إيران وروسيا على قريتي أنقراتي ومرديح في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة سراقب، بعد سيطرتها يوم أمس على بلدة النيرب غرب المدينة.
ولفتت المصادر إلى أن معارك عنيفة خاضتها فصائل الثوار على أكثر من محور في المنطقة، وشهدت - وفق المصدر- جبهات مرديخ معارك عنيفة تمكنت خلالها فصائل الثوار من تدمير العديد من الأليات وقتل العشرات من عناصر النظام، وقاومت حتى اللحظات الأخيرة.
وأكدت المصادر أن القصف الجوي والصاروخي لم يتوقف للحظة على المنطقة خلال الأيام الماضية، وهي العائق الأكبر في الصمود بالمنطقة، كون امتلاك النظام وروسيا الأجواء يقيد حركة الفصائل ويقطع إمدادها.
وبسيطرة النظام على مرديخ يقترب من حدود مدينة سراقب من الجهة الجنوبية الشرقية، ومن نقطة تمركز القوات التركية في منطقة تل الطوكان وكذلك النقطة المثبتة على حدود المدينة من الجهة الشرقية مؤخراً.
وتحاول روسيا والنظام تطويق مدينة سراقب التي تمركزت على حدودها أربع نقاط تركية، لمنع الصدام والمواجهة المباشرة، لتلجأ للتوسع من جهة جوباس باتجاه النيرب وتطويق المدينة من الجهة الجنوبية الغربية والغربية، ولتتم السيطرة على مرديخ وتتمكن من التوسع من الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة.
ومدينة سراقب، تتمتع بموقع استراتيجي كبير، كونها تقع على الطرق الدولية وعقدة اتصال بين الطريق الدولي "حلب - دمشق" الذي يتفرع إلى طريق "حلب - اللاذقية"، غرباً باتجاه أريحا وجسر الشغور، إضافة لكونها عقدة اتصال بين مدينة إدلب مركز المدينة غرباً وريف المحافظة الشرقي.
أدانت الولايات المتحدة الأميركية بشدة الاعتداء المستمر وغير المبرر والقاسي من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران وحزب الله على السكان في إدلب، على خلفية التصعيد المستمر والإصرار الروسي على مواصلة حرب الإبادة الجماعية شمال سوريا.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لقناة "الحرة"، "إن هذه الهجمات أدت أيضا إلى مقتل العديد من الأتراك العاملين في مراكز المراقبة في إدلب، التي تستخدم للتنسيق ووقف التصعيد"، معلناً "وقوف الولايات المتحدة إلى جانب تركيا، الحليف في حلف شمال الأطلسي، ضد هذه الأعمال". وقدم التعازي إلى الحكومة التركية بوفاة مواطنيها.
وأعرب عن " الدعم الأميركي الكامل لإجراءات الرد التركي المبررة من أجل الدفاع عن النفس"، موضحا أن "الولايات المتحدة تتشاور مع الحكومة التركية في هذا الشأن".
وأشار المسؤول إلى أن الأعمال المزعزعة للاستقرار التي قامت بها روسيا والنظام الإيراني وحزب الله ونظام الأسد تعرقل تثبيت وقف إطلاق النار على المستوى الوطني في سوريا، والذي نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2254 والعودة الآمنة لمئات آلاف من النازحين في شمال سوريا إلى منازلهم.
ودعا المسؤول في الخارجية الأميركية إلى وقف فوري لإطلاق النار ووصول المنظمات الإنسانية بشكل كامل إلى المناطق المتضررة لتخفيف معاناة مئات آلاف الذين فروا من القصف المتواصل.
وأكد "أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لمنع إعادة دمج نظام الأسد في المجتمع الدولي حتى يلتزم بجميع أحكام قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بما في ذلك وقف إطلاق النار على المستوى الوطني والذي يشمل إدلب.
وكانت أدانت بريطانيا استهداف قوات النظام السوري، للجنود الأتراك في محافظة إدلب، مؤكدة أن الهجوم لا يمكن قبوله، مطالبة سوريا وداعمتها روسيا الالتزام بوقف إطلاق النار واتخاذ خطوات عاجلة لخفض التوتر.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أندرو موريسون، في تغريدة عبر تويتر: "أدين هجمات نظام الأسد في إدلب والخسائر غير المقبولة في أرواح المدنيين السوريين والجنود الأتراك".
وأعلنت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق، ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي في إدلب إلى 6 بينهم مدني، وإصابة 7 آخرين، وقالت إن القوات التركية "ردت فورا على مصادر النيران".