استقبل رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني اليوم الثلاثاء، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة الذي يزور المغرب على رأس وفد من الائتلاف، وتناول اللقاء مستجدات الملف السوري عشية انطلاق اجتماعات الهيئة الدستورية المرتقب غداً في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وحضر اللقاء من الجانب المغربي مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، وعضو البرلمان الدكتور محمد الطويـل، ومن الجانب السوري عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف وأحمد رمضان عضو الهيئة السياسية.
وثمّن رئيس الائتلاف السوري أنس العبدة، موقف القيادة المغربية من الثورة السورية، والتي كان أولها الاعتراف الدولي بالائتلاف الوطني في ١٢ كانون أول (ديسمبر) ٢٠١٢، حيث شغل العثماني حينها منصب وزير الخارجية، وما تلا ذلك من استقبال المغرب للاجئين السوريين، وتوجيهات الملك محمد السادس بالاهتمام بهم وتقديم وسائل الرعاية لهم.
من جهته أكد رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، متابعتهم للوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري، وأعرب عن أمله في أن تنجح الجهود السياسية في وقف نزيف الدم السوري برعاية أممية.
وأقام رئيس الحكومة المغربية مأدبة غداء على شرف الوفد السوري الضيف، تخلله شرح لواقع الثورة السورية، وسبل التعامل السياسي معها.
زعم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن عملية سحب القوات التابعة للميليشيات الانفصالية "قسد" من المنطقة الآمنة التي تخطط تركيا لإقامتها بشمال شرق سوريا، اكتملت قبل الموعد المقرر لها، في وقت أكدت مصادر عسكرية لشبكة "شام" أن عناصر تلك الميليشيات لاتزال متواجدة في منبج وعين العرب وتل رفعت.
وقال شويغو اليوم الثلاثاء خلال مباحثاته مع نظيره الأرمني دافيد تونويان، إن "سحب الفصائل المسلحة من الأراضي التي تخطط فيها لإنشاء ممر أمني، اكتمل بصورة مبكرة. ودخلت شرطتنا العسكرية وحرس الحدود السورية إلى هناك".
جاء تصريح الوزير الروسية بعد حديث لوزير الدفاع التركية لـ "صحيفة صباح"، اليوم الثلاثاء، قال فيها "إن وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لقسد لم تنسحب بالكامل من المناطق المتفق عليها مع روسيا وأمريكا في شمال شرق سوريا وذلك قبل بضع ساعات من حلول الموعد النهائي لانسحابهم" بحسب اتفاقية سوتشي.
وأوضح أكار بالقول: "يبدو أن وحدات حماية الشعب ما زالت في منطقة عملية نبع السلام"، وأضاف "محاربة الإرهاب هذه لم تنته وندرك أنها لن تنتهي، مؤكداً أن نحو ألف من مقاتلي وحدات حماية الشعب ما زالوا في مدينة منبج الحدودية وهناك ألف مقاتل آخرون في تل رفعت القريبة، وتقع المدينتان إلى الغرب من القطاع الذي تريد تركيا تحويله إلى "منطقة آمنة" لكن من المفترض أن تخرج القوات السورية والروسية وحدات حماية الشعب منهما.
ويأتي الانسحاب بموجب مذكرة تفاهم وقعها الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، يوم 22 أكتوبر خلال لقائهما في مدينة سوتشي الروسية.
وكان قال إيفان فولغين، قائد وحدة الشرطة العسكرية الروسية في مدينة القامشلي السورية، إنه من المقرر توسيع منطقة الدوريات الروسية إلى ضعفيها في وقت قريب، لـ"تشمل المناطق شرقي القامشلي حتى بلدة سيمالكا الواقعة على بعد 130 كم عن المدينة باتجاه الموصل العراقية".
وذكر أن الشرطة العسكرية الروسية قامت السبت بتسيير دورية جديدة على الحدود السورية التركية إلى الغرب من مدينة القامشلي باتجاه بلدتي عامودا والدرباسية وصولا إلى بلدة مختله، وأن الدورية الروسية قطعت أكثر من 210 كم.
واستضافت سوتشي، الثلاثاء، قمة تركية روسية توصلت إلى اتفاق من 10 نقاط، حول انسحاب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم في الداخل السوري، خلال 150 ساعة.
أعلن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني تقديم استقالته وهي الخطوة التي عارضها رئيس البلاد وزعيم ميليشا "حزب الله" حسن نصر الله، يأتي ذلك في الوقت الذي وقعت فيه اشتباكات بين مؤيدين لحزب الله وحركة أمل وبين المتظاهرين.
وقال سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني خلال تقديم استقالته من رئاسة الحكومة، إن الأمور "وصلت الى طريق مسدود وأنا طالع على قصر بعبدا لتقديم استقالتي"، على خلفية احتجاجات غير مسبوقة ضد النخبة الحاكمة التي يتهمها اللبنانيون بالفساد وجرِّ لبنان إلى انهيار اقتصادي لم يشهده منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وستمثل الاستقالة تحدياً لحزب الله، وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله مرتين إنه ضد هذه الخطوة مشيراً إلى خطر حدوث فراغ، في وقت أرغم مؤيدون لحزب الله وحليفته حركة أمل الشيعية، المحتجين على ترك حاجز كانوا قد أقاموه في بيروت ومزقوا خيامهم واشتبكوا معهم في أول حادث من نوعه في العاصمة.
وسار مؤيدو حزب الله وحركة أمل في وسط بيروت وهم يهتفون "شيعة.. شيعة" ويوجهون الشتائم للمحتجين الذين يطالبون بالثورة. وتدخلت قوات من الجيش والأمن اللبناني للسيطرة على الأوضاع عن "جسر الرينج" ببيروت وسط اشتباكات بين محتجين ورافضين للاحتجاجات.
وأظهرت اللقطات التليفزيونية اشتعال حرائق في خيام المحتجين بالمنطقة. ويؤكد المحتجون أنهم لن يتركوا أماكنهم. وكانت اشتباكات بالأيدي وقعت في وقت سابق بين المحتجين المعارضين للنخبة السياسية اللبنانية وبين مناهضين للاحتجاجات من الموالين لحركتي حزب الله وأمل الشيعيتين.
وسعى الحريري الأسبوع الماضي إلى نزع فتيل الغضب الشعبي وذلك من خلال حزمة إجراءات إصلاحية اتفق عليها مع الأطراف الأخرى في حكومته الائتلافية التي تضم حزب الله، ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون الى إعادة النظر بالواقع الحكومي، لكن المتظاهرين يرون أنها طروحات متأخرة ولا تلبي طموحاتهم.
وتشمل الإجراءات مكافحة الفساد وإصلاحات اقتصادية تأخرت كثيراً ومنها إجراء دراسة لخصخصة جزئية أو كلية للعديد من المؤسسات والقطاعات العامة، ضمنها قطاع الهاتف المحمول، ومرفأ بيروت، وكازينو لبنان وخطوط طيران الشرق الأوسط. وتعهّدت الحكومة بإقرار مشاريع المرحلة الأولى من مؤتمر "سيدر" والبالغة قيمتها 11 مليار دولار، خلال ثلاثة أسابيع.
وتنص القرارات الجديدة أيضاً على خفض رواتب الرؤساء والنواب والوزراء الحاليين والسابقين بنسبة خمسين في المئة، وخفض العجز في مؤسسة كهرباء لبنان، القطاع الذي تقدّر قيمة العجز السنوي فيه بنحو ملياري دولار.
ويشكل إصلاح هذا القطاع أولوية بالنسبة للجهات المانحة. كما تتضمن أن يساهم القطاع المصرفي ومصرف لبنان بخفض العجز في لبنان، في اجراءات لم يكن من الممكن أن تقرها الحكومة لولا الضغط الشعبي في الشارع في الايام الأخيرة.
سيطر الجيش الوطني السوري اليوم الثلاثاء على العديد من القرى على محور مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي بعد انسحاب قوات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" منها.
وأعلن الجيش الوطني عن فرض سيطرته على القرى التالية "جان تمر شرقي وغربي، مريكيس حرب، عباه، تل بيدر، تل قرطل، مضبعة،باب الخير،الداودية، المقصعة، المحرمة،ب عيرير، عنيق الهوى، الصالحية، السنقلية، مويرط، ام حامل، المدينة، جاموس وتلتها، الاميراط، جكيمة، رمضان، تل امير، الراوية النويحات، عبد الحي"، ضمن عملية نبع السلام.
وتمكن الجيش الوطني خلال الاشتباكات من أسر 16 عنصرا من قوات الأسد بينهم ضابط برتبة ملازم بالقرب من قرية عنيق الهوى.
وعلى محور منبج شرقي حلب، تصدى الجيش الوطني السوري لمحاولة تقدم عناصر "قسد" على جبهة قرية يالشلي، بينما قامت المدفعية التركية باستهداف عناصر "قسد" قرب مدينة جرابلس.
حلب::
تصدى الجيش الوطني السوري لمحاولة عناصر من قسد التقدم على جبهة قرية يالشلي بريف مدينة منبج بالريف الشرقي، كما قامت المدفعية التركية بإستهداف عناصر قسد قرب مدينة جرابلس.
ادلب::
شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية استهدفت بلدات كنصفرة وركايا وكفرسجنة وحزارين ومعرة الصين، وقصفت مدفعية الأسد بلدات معرة حرمة وأم الصير، حيث أدت لسقوط عدد من الجرحى بين المدنيين.
تصدت فصائل الثوار لمحاولة قوات الأسد التقدم على محور قرية الخربة غربي مدينة أبو الظهور بالريف الشرقي.
الرقة::
انفجر لغم أرضي في قرية عبدي كوي غربي تل أبيض ما أدى لإستشهاد عنصر من الجيش الوطني.
اللاذقية::
معارك عنيفة جدا على تلال كبينة بجبل الأكراد بالريف الشمالي، قامت خلالها الطائرات الروسية بإستهداف المنطقة بعدة غارات ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي تلاها محاولة تقدم جديدة لقوات الأسد بائت بالفشل بعد تمكن فصائل الثوار من صد المحاولة وتدمير جرافة وقتل وجرح عدد من العناصر.
الحسكة::
تمكن الجيش الوطني السوري من السيطرة على قرى (جان تمر شرقي وغربي، مريكيس حرب، عباه، تل بيدر، تل قرطل، مضبعة،باب الخير،الداودية، المقصعة، المحرمة، بعيرير، عنيق الهوى، الصالحية، السنقلية، مويرط، ام حامل، المدينة، جاموس وتلتها، الاميراط، جكيمة، رمضان، تل امير، الراوية) على محور مدينة رأس العين بعد إنسحاب قوات قسد والأسد منها ضمن عملية نبع السلام، كما سيطر الجيش الوطني على قرية النويحات وعبد الحي شرقي رأس العين، هذا بالإضافة لأسر 16 عنصرا من قوات الأسد بينهم ضابط برتبة ملازم بالقرب من قرية عنيق الهوى.
اعترف قائد في فيلق القدس الإيراني اليوم الثلاثاء، باستخدام الطائرات المدنية في نقل الجنود إلى سوريا، في حين أدرجت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شركات خطوط الطيران الإيراني العديدة على قائمة عقوبات، بسبب استخدامها في نقل الجنود والعتاد والصواريخ إلى سوريا واليمن والعراق ومناطق الصراع الأخرى في المنطقة.
ونقلت وكالة "مهر" شبه الرسمية الإيرانية عن نصرت الله بور حسيني، أحد قادة قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، قوله إن " طائرات شركة "ماهان " العملاقة كانت تساعدنا في نقل القوات إلى سوريا بالرغم من أن مطار دمشق كان تحت القصف"، كما أكد بور حسيني أن "إيران تدعم كل دولة لديها معاهدة صداقة معها"، حسب تعبيره.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على شركة خطوط "ماهان" الإيرانية، التي لعبت دوراً أساسياً في دعم الحرس الثوري الإيراني وميليشياته ووكلائه الإقليميين عن طريق نقل المقاتلين الأجانب والأسلحة والأموال.
وخلال العام الماضي فرضت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات اقتصادية على 11 كياناً وأفراداً قدموا الدعم أو تعاملوا مع شركة "ماهان" بما في ذلك البنوك التي تقدم الخدمات المالية وشركات الواجهة التي تقوم بشراء قطع غيار الطائرات ووكلاء المبيعات العامة التي قدمت تلك الخدمات في ماليزيا وتايلاند وأرمينيا.
كما صنفت أيضاً خطوط "قشم فارس" وهي شركة نقل بضائع تجارية تسيطر عليها "ماهان"، حيث تعتبر ميسِّرا رئيسيا لأنشطة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، في أوائل عام 2019 تحت إشراف سلطات مكافحة الإرهاب.
وأكدت الخزانة الأميركية أنه بالإضافة إلى نقل الأسلحة والمقاتلين في الحرس الثوري الإيراني، تم استخدام مطار ماهان من قبل الحرس الثوري في مارس 2019 لنقل جثث المقاتلين الذين قضوا في القتال في سوريا إلى عدة مطارات في إيران.
وفي يوليو/ تموز الماضي، حذر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في بيان، كافة شركات الطيران المدني من التعرض للعقوبات في حال تعاملت مع الخطوط الإيرانية سواء في عمليات النقل غير المصرح بها أو البضائع أو التكنولوجيا أو الخدمات المرتبطة بإيران.
وذكرت الوزارة أن شركة ماهان قامت بنقل قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي تمت المصادقة على تصنيفه ضمن قائمة العقوبات بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231، حيث يخضع لحظر سفر من قبل الأمم المتحدة.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الثلاثاء، إن قوات أمريكية قتلت الرجل الذي كان من المرجح أن يخلف زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" الذي قُتل ليل السبت، خلال عملية خاصة نفذتها القوات الأمريكية في ريف إدلب أفضت لمقتل زعيم التنظيم.
وكتب ترمب على تويتر: "تأكد للتو أن القوات الأميركية قتلت الشخص رقم واحد المرجح لخلافة أبو بكر البغدادي. كان من المرجح أن يحتل منصب القيادة، ولكنه الآن ميت كذلك"، ولم يحدد ترمب هوية الشخص الذي يقصده بالاسم لكن الولايات المتحدة أكدت أمس الاثنين مقتل "أبو الحسن المهاجر" المتحدث باسم تنظيم داعش والشخصية البارزة في التنظيم.
وكان أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، مقتل المتحدث باسم تنظيم داعش "أبو حسن المهاجر"، في عملية قرب مدينة جرابلس شمالي سوريا، وفق تصريحات أدلى بها المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه، لوسائل إعلام أمريكية، الاثنين، حول مقتل المهاجر.
ولفت المسؤول أن المهاجر الذي كان يعتبر بأنه خليفة زعيم داعش المقتول أبو بكر البغدادي، قُتل في عملية قرب مدينة جرابلس السورية أمس الأول، مؤكدًا أن العملية نفذتها قوات خاصة أمريكية|، ولم يدل المسؤول الأمريكي بتفاصيل حول العملية، في وقت لم يصدر عن وزارة الدفاع الأمريكية أي بيان بخصوص ذلك.
ويأتي ذلك بعد يوم من استهداف طيران حربي يعتقد أنه تابع للتحالف الدولي، سيارة قادمة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في قرية عين البيضا، طالت قيادي بارز في تنظيم داعش.
وكانت نقلت شبكة "شام" عن مصادر عسكرية قولها، إن القيادي في داعش الذي تبنت "قسد" المشاركة في تحديد موقعه وهو "أبو الحسن المهاجر"، الساعد الأيمن لأبو بكر البغدادي و المتحدث باسم تنظيم داعش، كان محتجزاً لديها، وهي من أطلقت سراحه وقامت بتهريبه باتجاه مناطق سيطرة الجيش الحر، قبل أن تعطي إحداثياته للتحالف ليقوم بملاحقته واستهدافه.
وتداول نشطاء من ريف حلب الشرقي استطاعوا الوصول للموقع، مقطع فيدو يظهر جثة لشاب تحولت لأشلاء، وهو من مدينة حلب قيل أنه سائق السيارة المستهدفة، في وقت كانت جثة القيادي في التنظيم المستهدفة داخل صندوق مخفي ضمن السيارة، وقد تفحمت داخل الصندوق.
وجاء اغتيال مساعد البغدادي على يد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ القوات الأمريكية عملية إنزال جوي في قرية باريشا بريف إدلب، استهدفت أمير تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وأعلنت عن مقتله.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إنّ العالم بأسره كان شاهدا على العزيمة التي أبدتها تركيا في تدمير الممر الإرهابي على حدودها مع سوريا، من خلال عملية "نبع السلام".
وأضاف أردوغان، "من خلال عملية نبع السلام، التي بدأناها في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومن خلال الانتصارات التي حققناها في فترة وجيزة، أظهرنا للعالم بأسره مجددا عزيمتنا عن طريق تدمير الممر الإرهابي الذي كان يراد إنشاءه على حدودنا".
وكتب الرئيس التركي، في دفتر الزوار خلال زيارته ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، بالعاصمة أنقرة، بمناسبة الذكرى الـ 96 لتأسيس الجمهورية: "العزيز أتاتورك، نحتفل اليوم كشعب تركي، بالذكرى الـ96 لتأسيس الجمهورية. في هذا اليوم المبجل نستذكر فخامتكم وكافة شهداءنا وأبطالنا الذين سكبوا دماءهم فداء للوطن، ونقدم شكرنا للمحاربين القدامى".
وتابع "في الوقت الذي تزداد فيه الهجمات المستهدفة لاستقلالنا وسيادة شعبنا، نواصل بكل عزيمة كفاحنا في داخل الوطن وخارجه مستلهمين روح المقاومة من حرب الاستقلال المكللة بالنصر".
وأضاف أردوغان، "من خلال عملية نبع السلام التي بدأناها في 3 أكتوبر، ومن خلال الانتصارات التي حققناها خلال فترة وجيزة، أظهرنا للعالم بأسره مجددا عزيمتنا من خلال تدمير الممر الإرهابي، الذي كان يراد إنشاؤه على حدودنا".
وكانت اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حقق لبلاده انتصارا في سوريا، حيث حصلت أنقرة على ما تريده هناك، لافتة إلى أن ترامب أعلن ما سماها "نتيجة عظيمة" في سوريا، ورأت أنه على صواب في ما أعلنه إذا كان يشير إلى مصالح الرئيس التركي ونظيره الروسي فيلاديمير بوتين.
يحتفل العالم منذ إعلان مقتل أمير تنظيم داعش الإرهابي، "أبو بكر البغدادي" في سوريا، وإنهاء شخصية إجرامية كبيرة روعت العالم بما ارتكبته من جرائم بحق الإنسانية، في وقت يغيب عن المشهد المجرم الآخر الموجود في سوريا والذي ارتكب مجازر وأنتهك الحقوق وقتل ونكل بحق الشعب السوري أكثر مما فعله البغدادي وهو الإرهابي الآخر "بشار الأسد".
ومارس رأس النظام السوري منذ عام 2011، أي قبل ظهور تنظيم داعش في سوريا بأربع سنوات، إرهاباً لم يسبق إليه إلا والده بقتل المدنيين السوريين المطالبين بالحرية والخلاص، وارتكب ومازال المجازر مستخدماً شتى أنواع الأسلحة والذخائر، ليتفوق على الإرهابي الآخر "أبو بكر البغدادي" في التدمير والتهجير والأسلحة التي استخدمها في قتل الكبار والصغار دون تمييز.
وكان للأسد شركاء دوليين ساهموا ولا يزالون في قتل الشعب السوري، وإمداد الأسد بالأسلحة والمال ليواصل القتل، ويرتكب الإرهاب المنظم المُشرعن دولياً، بعد أن عجز كل العالم بما فيها الولايات المتحدة عن ردع إجرام وإرهاب الأسد، وصمتوا كل هذه المدة، ليحتفوا اليوم بمقتل "البغدادي" الأقل إرهاباً من الأسد وحلفائه، ويبقى الأسد حراً طليقاً يواصل الإرهاب والقتل.
وفي الصدد، قدمت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقارنة بين حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد قوات النظام السوري وتنظيم داعش منذ آذار 2011 حتى تشرين الأول 2019، وحيث قتل تنظيم داعش "5004 مدنياً، بينهم 952 طفلاً، و 584 سيدة"، في حين أن بشار الأسد ونظامه قتلوا " 199455 مدنياً، بينهم 22737 طفلاً، و11875 سيدة"، لتؤكد الإحصائيات على وجود فرق شاسع بين إجرام الإرهابيين، فيما تؤكد الإحصائيات للضحايا الغير مدنيين تفوقاً للأسد في القتل أيضاَ.
كما قدمت "الشبكة السورية" مقارنة بين حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد تنظيم داعش والقوات الروسية منذ الإعلان عن تأسيس التنظيم في سوريا وبدء التدخل العسكري للقوات الروسية حتى تشرين الأول 2019، حيث قتلت داعش "5004 مدنياً، بينهم 952 طفلاً، و 584 سيدة"، بينما قتلت القوات الروسية "6686 مدنياً، بينهم 1928 طفلاً، و908 سيدات" أي تفوقاً أيضاَ لإرهاب القوات الروسية على إرهاب داعش في قتل السوريين.
وإضافة لروسيا والأسد، هناك إرهاب الميليشيات الإيرانية التي مارست عبر أذرعها العسكرية ممثلة بميليشيات شيعية عدة أبرزها "الحرس الثوري، حزب الله، لواء القدس، فاطميون" وعشرات الميليشيات الأخرى ضروباً عديدة من الإرهاب المنظم بحق الشعب السوري، والذي لايزال مستمراً بصمت دولي.
وعدى القتل والتنكيل بالمدنيين، عبر القتل المنظم والقصف والإرهاب، يتفوق الإرهابي "الأسد"، بأشواط كبيرة على الإرهابي "البغدادي"، بعمليات الاعتقال والتصفية في السجون، وممارسة صنوف عديدة من التعذيب والموت البطئ، والتي لاتزال ممارسة وتتكشف يومياً صنوف من العذاب والإرهاب الممارس بحق الشعب السوري، هذا عدا عن عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي التي مارسها الأسد وقصف المدن وتدميرها.
ورغم تفوق "بشار الأسد" في الإرهاب وحجم القتل والإجرام على "البغدادي" إلا أن الأسد لايزال حتى اليوم قابعاً في قصره بدمشق يدير جرائم الحرب المنظمة ضد السوريين بمباركة دولية، لم تنفع خطوط واشنطن الحمراء والدول الحليفة الأخرى على ردع وإنهاء إرهابه المنظم، لتحتفل بقتل الوجه الآخر من الإرهاب ممثلاً بـ "البغدادي"، في دليل واضح على استهانة الدول الغربية بدماء الشعب السوري على حساب مصالحها.
قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها الصادر اليوم، إن النظام السوري عبر الاستخدام المتكرر لسلاح الدمار الشامل الكيميائي يشكل خطراً يهدد العالم والبشرية وليس السوريين فقط، ودعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تنفيذ تعهد الخط الأحمر بعد إعلان وزير خارجيتها استخدام النظام السوري مجدداً الأسلحة الكيميائية.
وأشار التقرير إلى أن التحقيقات الأمريكية بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف اللاذقية والإعلان عنها يصب في مسار كشف جرائم الحرب التي لا يزال النظام السوري يمارسها، وتعريته أمام دول العالم كافة وبشكل خاص أمام الدول التي ترغب في إعادة العلاقة معه كالدولة المصرية التي تقود جهود حثيثة لإعادة نظام يرتكب جرائم حرب إلى الجامعة العربية بدلاً من التأكيد على طرده وفرض مزيد من العقوبات والعزلة الدولية ضده.
ونوه التقرير الذي جاء في 11 صفحة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أعلن في الـ20 من آب عام 2012 -وكرر ذلك في مناسبات عدة- أنَّ استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري يعتبر خطاً أحمر، لافتة إلى أن هذا التصريح يُعتبر بمثابة تعهد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للشعب السوري بأن لا يستخدم السلاح الكيميائي ضدهم ويضمن اتخاذها كل الإجراءات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في حال استخدامه للسلاح الكيميائي.
وطبقاً للتقرير فإن هذا التعهد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا يصبُّ في صالح السوريين وحدهم بل هو خدمة للبشرية جمعاء وتعهد لكل سكان العالم بأن لا يشاهدوا أشخاصاً يقتلون خنقاً.
وذكر التقرير أن ما لا يقل عن 191 هجوماً كيميائياً هي حصيلة استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري منذ تعهد الرئيس باراك أوباما حتى نهاية حقبته الرئاسية في 20/ كانون الثاني/ 2017.
وبحسب التقرير فإن هذا التعهد لا يتعلق بإدارة الرئيس باراك أوباما وحده بل بجميع الحكومات الأمريكية المتعاقبة، وأن هذا التعهد لا يزال سارياً ولا يزال الشعب السوري والبشرية تأمل في تصحيح الخطأ والإيفاء به وتخليصها من سلاح الدمار الشامل الذي يمتلكه النظام السوري ومن كل من تورط في استخدامه، وكذلك من برَّر استخدامه عن طريق النفي أو استخدام حق النقض لحماية النظام السوري؛ مشيراً إلى روسيا التي أعاقت تمديد عمل آلية التحقيق المشتركة المشكَّلة بقرار مجلس الأمن رقم 2235 ما يعني أن النظام الروسي قد وافق على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية بشكل أو بآخر وقدم له الحماية كي يقوم بتكرار استخدامها مرة أخرى.
واعتبر التقرير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت أكثر حزماً واتخذت خطوات أكثر جدية في ظل فشل مجلس الأمن الدولي في منع النظام السوري من استخدام أسلحة دمار شامل وبالتالي تهديد الأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا الإطار ذكر التقرير استهداف القوات الأمريكية مطار الشعيرات بريف حمص الشرقي بعد هجوم خان شيخون الكيميائي في 4/ نيسان/ 2017 ولكنه أشار إلى أن هذا الهجوم لم يمنع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية 14 مرة قبل أن ينفذ هجوم مدينة دوما بريف دمشق الذي ردت عليه قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية واستهدفت منشآت تعمل على تطوير برنامج النظام السوري للأسلحة الكيميائية، عقب الهجوم في نيسان/ 2018، إلا أن الهجوم العسكري بحسب التقرير لم تتبعه خطوات دولية جدية نحو عملية انتقال سياسي تساهم في تنحية الحكومة والنظام الذي أمر باستخدام أسلحة الدمار الشامل، وبناء على كل ذلك، فقد تشجَّع النظام السوري وكرَّر استخدام الأسلحة الكيميائية في قرية الكبينة بريف اللاذقية الشرقي في 19/ أيار/ 2019.
وفقاً للتقرير فقد ارتكب النظام السوري على مدى ثماني سنوات جرائم وانتهاكات فظيعة بحق المدنيين السوريين، ولم يستجب لأي من مطالب لجنة التحقيق الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية، ولا مطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولا حتى قرارات مجلس الأمن، وكان يفترض بمجلس الأمن أن يتَّخذ تدابير جماعية ويتحرك بموجب المادتين 41 و42 من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه فشل أيضاً بسبب الحصانة التي منحتها روسيا للنظام السوري، كما أنَّها لم تُحجم عن استخدام حق النقض في حالة النظام السوري، الذي ليس فقط لم يلتزم بمسؤولية حماية المدنيين، بل هو من ارتكب أفظع الانتهاكات بحقهم، وصلت مرتبة جرائم ضدَّ الإنسانية، وإبادة داخل مراكز الاحتجاز عبر عمليات التعذيب.
وبحسب التقرير فإنَّ ما يحصل في سوريا ليس مجزرة واحدة أو انتهاك واحد بل هو استمرار في عمليات القتل والتعذيب، والعنف الجنسي، والإخفاء القسري، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، وحصار المدنيين واقتبس التقرير ما ذكرته اللجنة الدولية المعنية بالتَّدخل وسيادة الدول في تقريرها المنشور في كانون الأول 2001، الذي جاء فيه: "إنْ تخلَّف مجلس الأمن عن الوفاء بمسؤوليته في أوضاع تهز الضمير وتستصرخ النجدة فسيكون من غير المعقول أن نتوقع من الدول المعنية أن تستبعد استخدام وسائل أخرى أو اتخاذ أشكال أخرى من التدابير للتصدي لخطورة وإلحاح هذه الأوضاع"
وفي هذا السياق أكد التقرير أن الدول وافقت بالإجماع في قمة عام 2005 على مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وإن هذه المسؤولية تستلزم منع هذه الجرائم، ومنع التحريض على ارتكابها بكافة الوسائل الممكنة، وعندما تخفق الدولة بشكل واضح في حماية سكانها من الجرائم الفظيعة، أو تقوم هي بارتكاب هذه الجرائم كما في حالة النظام السوري، فإن من مسؤولية المجتمع الدولي التدخل باتخاذ إجراءات حماية بطريقة جماعية وحاسمة وفي الوقت المناسب.
استعرض التقرير حصيلة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وفقاً لتواريخ قرارات مجلس الأمن الدولي، التي بلغت ما لا يقل عن 217 هجوماً كيميائياً نفَّذها النظام السوري منذ أول استخدام موثق للأسلحة الكيميائية في سوريا في 23/ كانون الأول/ 2012 حتى تشرين الأول/ 2019، نفَّذ النظام السوري ما لا يقل عن 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 في حين أنه نفَّذ 184 هجوماً بعد هذا القرار، منها 115 بعد القرار رقم 2209، و59 هجوماً بعد القرار رقم 2235.
وطبقاً للتقرير فقد تسببت الهجمات جميعها في مقتل ما لا يقل عن 1472 شخصاً، منهم1397 مدنياً، بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة، إضافة إلى 68 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في أحد سجون المعارضة.
أكد التقرير أن كلاً من لجنة التحقيق الدولية المستقلة وآلية التحقيق المشتركة ومنظمات دولية مثل هيومان رايتس ووتش، والعفو الدولية قد أثبتت مسؤولية النظام السوري مرات عديدة عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقد خرق النظام السوري عبر استخدام الأسلحة الكيمائية عدداً واسعاً من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وشكَّل ذلك الخرق المتكرر والواسع النطاق بحسب التقرير جرائم ضدَّ الإنسانية وكذلك جرائم حرب وفقاً للمادة السابعة والثامنة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية كما خرق كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
طالب التقرير الإدارة الأمريكية بالقيام بتحقيقات في حوادث إضافية لهجمات بالأسلحة الكيميائية قام بها النظام السوري وفضح ممارساته وتعرية حلفائه مشيراً إلى الاتفاقية الموقعة بين الحكومة الأمريكية والشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي سيتم بموجبها تزويد الحكومة الأمريكية بالحوادث الموثقة في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأوصى التقرير الإدارة الأمريكية بملاحقة الضباط والقادة السياسيين والعسكريين المسؤولين عن ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، مؤكداً أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان ستقوم بتزويديها بقوائم المتورطين باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وحثَّ التقرير الإدارة الأمريكية على الحفاظ على تعهد "الخط الأحمر" عبر استهداف القوات والمطارات التي لا تزال تستخدم أسلحة الدمار الشامل الكيميائية، وملاحقة القادة الذين أمروا تلك القوات باستخدام الأسلحة الكيميائية.
ودعا إلى تشكيل تحالف حضاري يهدف إلى القضاء على الأسلحة الكيميائية المتبقية لدى النظام السوري وضمان عدم تكرار استخدامها، وإلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية صارمة على كل من يحاول تأهيل النظام السوري الذي أثبتت الإدارة الأمريكية تورطه باستخدام أسلحة كيميائية تُهدد أمن وسلامة الإقليم والعالم.
قالت شبكة "فوكس نيوز" إن أفراد القوات الأمريكية الخاصة الذين نفذوا عملية قتل زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، استخدموا تقنية حديثة لاختبار الحمض النووي (دي إن إيه) للتأكد من هويته.
وأضافت الشبكة الأمريكية أنه بعد سنوات من جمع المعلومات الاستخبارية، لم يشك أفراد الكوماندوز في أن الجثة المشوهة كانت لزعيم تنظيم "داعش"؛ حيث لجأوا إلى تقنية حديثة لاختبار الـ"دي إن إيه" لتأكيد هوية جثة مقطوعة الرأس بعد مقتل صاحبها بدقائق.
ولفتت إلى أن أفراد الكوماندوز تمكنوا من التعرف على البغدادي بالعين المجردة قبل فراره إلى نفق مسدود رفقة 3 أطفال؛ حيث عثروا عليه وحاصروه قبل أن يفجر سترة ناسفة، لكن ذلك لم يكن كافيا في ظل تكرر روايات مقتله سابقا قبل أن يظهر مجددا.
وقال الرئيس ترامب، عن بقايا جثة البغدادي، خلال مؤتمر صحفي الأحد، عقب الهجوم الذي جرى في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، : "لم يتبق الكثير منها، لكن ما زالت هناك قطع كبيرة أعادوها".
وبقي رأس البغدادي على حاله بعد الانفجار؛ ما سمح للقوات الخاصة باستخدام القياسات البيومترية (الحيوية)، وبالتحديد التعرف على الوجه؛ لتحديد هويته على الفور، حسبما ذكرت مراسلة "فوكس نيوز" جينيفر جريفين.
والقياسات الحيوية هي طريقة للتحقق من هوية شخص باستخدام السمات البشرية مثل بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه أو غيرها من الخصائص الجسدية، ويمكن للقوات الأمريكية استخدام صورة ملتقطة لإرهابي أو مشتبه به؛ للبحث في قواعد بيانات الصور التي بنيت لدى الجيش على مدى سنوات لتتوافق مع هوية الفرد، وفقا لصحيفة "أرمي تايمز" الأمريكية.
لكن الجنود لم يعتمدوا على القياسات الحيوية فقط؛ حيث قال ترامب إنهم أحضروا عينات من الحمض النووي للبغدادي، ولم يكن من الواضح كيف حصلوا عليها، لكن مسؤولا أمريكيا (طلب عدم ذكر اسمه) قال لصحيفة "واشنطن بوست" إن إحدى بنات زعيم تنظيم "داعش" أسهمت بتقديمها طوعا.
وأضاف ترامب: "لقد قاموا بإجراء اختبار (الحمض النووي) في الموقع؛ لأنه كان علينا معرفة ذلك. لقد كانت مكالمة سريعة للغاية حدثت بعد حوالي 15 دقيقة من مقتله، وكانت (النتيجة) إيجابية.. لقد كان هو".
ولفتت "فوكس نيوز" إلى أنه بعد أن قتلت وحدة نخبة من القوات البحرية الأمريكية الخاصة "نافي سيلز" أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، في باكستان عام 2011، استغرق الأمر 8 ساعات لتأكيد هويته من خلال تحليل الحمض النووي، وفقا لوثيقة استخبارات أمريكية ذكرت أنهم اضطروا إلى أخذ عينات من رفاته إلى مختبر الحمض النووي الأمريكي في أفغانستان لتأكيد التطابق بشكل قاطع.
ومنذ ذلك الحين، سمحت التطورات التقنية لما يسمى بـ"اختبار الحمض النووي الفوري" أو "الميداني"؛ وهو ما يقلل بشكل كبير من وقت التجهيز للحصول على النتائج.
يصل إلى جنيف مساء اليوم، «ضامنو» عملية آستانة، وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو وإيران محمد جواد ظريف لعقد اجتماع ثلاثي مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن عشية اجتماع اللجنة الدستورية السورية.
وقالت مصادر دبلوماسية إن بيدرسن رفض دعوة ممثلي «ضامني» آستانة الأصليين أو المراقبين، لبنان والأردن والعراق وممثلي «المجموعة المصغرة»، إلى حفل افتتاح أعمال اللجنة الدستورية في مقر الأمم المتحدة صباح غد لتأكيد «مبدأ أن العملية بقيادة وملكية سوريا لإجراء الإصلاح الدستوري بعيداً من أي تدخل خارجي».
لكن المفاجأة، كانت بقرار الوزراء الثلاثة القدوم لساعات إلى جنيف مساء اليوم، حيث لوحظ أنهم يريدون عقد اجتماع ثلاثي ثم لقاء مشترك مع بيدرسن، من دون دعوة ممثلي الدول المراقبة في عملية آستانة.
وقال دبلوماسيون غربيون في لندن، إن الدول الثلاث «تريد خطف مسار الإصلاح الدستوري لإعطاء الانطباع أنه نتيجة مسار آستانة وليس جهود الأمم المتحدة أو المجموعة الصغيرة، إضافة إلى محاولة روسيا وتركيا شرعنة تفاهم سوتشي الأخير الذي نص على إعطاء غطاء روسي للتدخل العسكري التركي».
وقال أحدهم: «إيران، من جهتها، تريد أن تكون جزءاً من المسار الثلاثي بعدما استبعدت منه في الفترة الأخيرة لصالح موسكو وأنقرة».
وفي المقابل، حرص المبعوث الأممي، والأمين العام أنطونيو غوتيريش، على التمسك بجميع الخطوات الرمزية والفعلية للتأكيد على أن مسار الإصلاح الدستوري والعملية السياسية يجري وفق القرار 2254، والتفويض الممنوح لبيدرسن بـ«تسهيل» الإصلاح الدستوري، تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، بإشراف الأمم المتحدة، وفق القرار 2254.
لذلك، كان الإعلان عن الاتفاق على تشكيل قائمة اللجنة الدستورية الـ150 والقواعد الإجرائية من قبل غوتيريش، وليس «ضامني آستانة» في القمة الثلاثية الأخيرة، على أن يكون أول اجتماع للجنة في جنيف.
وكان أوضح بيدرسون أن الافتتاح الرسمي لاجتماع اللجنة الدستورية سيكون يوم 30 أكتوبر/ تشرين أول الجاري في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وأن اتفاق تشكيل اللجنة الدستورية هو أول اتفاق سياسي بين حكومة النظام والمعارضة.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن اللجنة الدستورية غير قادرة بمفردها على إيجاد حل للصراع في سوريا، مؤكداً أن اللجنة الدستورية مهمة لأنها خطوة نحو الاتجاه الصحيح، معربا عن أمله في إحراز تطورات مهمة ميدانيا.
وشدد بيدرسون على ضرورة مناقشة وضع المعتقلين والمختطفين والمفقودين المدنيين في اجتماعات جنيف، وتابع: "لا يزال عشرات الآلاف من السوريين معتقلين أو مختطفين أو مفقودين، وفي المقام الأول أدعو إلى إطلاق سراح النساء والأطفال".
وأكد بيدرسون على ضرورة مصادقة الشعب السوري على الدستور الجديد (المرتقب). مشيرا إلى أن قرارات اللجنة الدستورية ستنفّذ بالإجماع أو موافقة 75 بالمئة من أعضاء اللجنة عليها.
وبدعم دولي، تفتح الأطراف السورية، الأربعاء، صفحة جديدة في مسار الحل السياسي، على أمل إنجاز دستور جديد، في ضوء انطلاق اجتماعات اللجنة الدستورية، بمقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف.