غارات جوية متواصلة للطيران الروسية على محافظة دير الزور منذ بدء الهجمة الأخيرة لتنظيم الدولة على الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد في المدينة تسببت بسقوط العشرات من الشهداء غالبيتهم من المدنين في بلدات ريف المحافظة.

وسجل ناشطون اليوم استشهاد ثلاثة أطفال وسقوط أكثر من خمسة جرحى بقصف روسي استهدف قرية الخريطية بريف دير الزور الغربي فيما سجلت عدة غارات جوية استهدف حطلة تحتاني وقريتي الحسينية والجنينة.

وعلى صعيد الإشتباكات تستمر الاشتباكات بين تنظيم الدولة قوات الأسد في أحياء الرشدية والحويقة وسط أنباء عن اقتراب التنظيم من السيطرة على كامل حي الرشدية .

شهدت جبهة باشكوي بريف حلب اليوم اشتباكات بين قوات الأسد والثوار على عدة محاور وسط غارات جوية مكثفة للطيران الروسي تستهدف المنطقة والمناطق المجاورة لها.

وقال ناشطون إن اشتباكات بمختلف الأسلحة تدور رحاها على جبهة باشكوي تمكن خلالها الثوار من تدمير عربتي بي أم بي واغتنام ثالثة وتدمير سيارة انتر محملة بالذخيرة بالإضافة لقتل العشرات من عناصر قوات الاسد والميليشيات الشيعية المساندة لها .

وتعتبر جبهة باشكوي احد أهم الجبهات المشتعلة مع قوات الأسد والتي تشهد بشكل دائم اشتباكات وسط محاولات قوات الأسد التوسع في المنطقة والسيطرة على نقاط جديدة.

مع استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني على بلدات الزبداني ومضايا وبقين بريف دمشق تتواصل الانتهاكاتها بحق المدنيين وحملات التضييق والخروقات للهدنة المبرمة بين جيش الفتح وإيران في الزبداني والفوعة.

قصف متواصل من حواجز ميليشيات حزب الله أخره اليوم باستهداف مدرسة النور الابتدائية المحدثة في بلدة بقين بالمدفعية الثقيلة أثناء دوام الطلاب نجم عنها اصابة خمسة طلاب بينهم حالة خطرة.

وبالأمس شهدت أطراف بلدة مضايا قصفاً بمدافع الهاون من مدفعية الأتاسي كما شهدت حواجز مرج التل إطلاف نار مكثف بالرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المدنيين في مضايا بالإضافة لمواصلة عمليات زرع الألغام وتدمير المنازل على أطراف بلدات الزبداني ومضايا.

استشهد وجرح عدد من المدنيين صباح اليوم بغارات للطيران الروسي على مدينتي عندان وحيان في ريف حلب الشمالي.

وشن الطيران الروسي  20 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية مستهدفا المنازل السكينة وسط مدينة عندان وأطرافها، ما أدى إلى استشهاد 4 نساء وجرح أكثر من عشرة مدنيين آخرين بعضهم بحالة حرجة، إضافة إلى دمار طال عددا من المنازل.

كما استهدف الطيران الروسي مدينة حيان بـ 15 غارة تركزت بمعظمها على الأطراف الشرقية والجنوبية للمدينة، ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة أكثر من خمسة آخرين بجروح، في حين اقتصرت أضرار القصف الجوي على بلدات رتيان وبيانون وحريتان  على المادية فقط.

أحبط الثوار صباح اليوم الاثنين محاولة تقدم لقوات الأسد على محور قرية "آرا" في جبل الأكراد شمال اللاذقية.

وذلك عندما حاولت القوات التقدم للسيطرة على مناطق جديدة ،لكن الثوار تصدوا لها ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل نحو 15 عنصرا في صفوف قوات الأسد إلى جانب جرح آخرين واغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة والذخائر.

وكان الثوار قد تصدوا لهجوم مماثل أمس الأول من محوري "آرا" و "طعوما" أردوا خلاله عشرا القتلى أيضا.

توقف صباح اليوم الاثنين جهاز غسيل الكلى الوحيد في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وذلك لنفاد مواد جلسات التحال الدموي ما يهدد حياة 17 مريضا كانوا يتلقون العلاج في المكتب.

وناشد المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما وما حولها كافة المنظمات والهيئات الإنسانية بذل أقصى الجهود لإدخال مواد وأدوية غسيل الكلى للمنطقة.

وأكد المكتب في بيان له أن نظام الأسد منع دخول المواد والأجهزة للمنطقة مشيرا إلى وجود قرار أممي يقضي بضرورة دخولها.

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين ، اليوم ، إن تجويع المدنيين السوريين قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب ويشكل جريمة ضد الإنسانية يجب محاكمة مرتكبيها ولا ينبغي أن يشملها أي عفو مرتبط بإنهاء الصراع.

وأضاف في تصريح صحفي في جنيف، بينما كانت بالتزامن مع انعقاد مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة،" نحن هنا لتذكير الجميع بأنه حيث تكون هناك مزاعم تصل إلى حد جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية فإن العفو غير جائز".

وفي إشارة إلى ما وصفه بتجويع الناس ببلدة مضايا ومحاصرة 15 بلدة ومدينة أخرى في سوريا قال: "ليست جريمة حرب وحسب بل جريمة ضد الإنسانية إذا تم إثبات هذا في المحكمة".

وتابع "نشير تقديراتنا إلى أن هناك أن عشرات الآلاف مسجونون تعسفياً ويجب الإفراج عنهم".

شنت الطائرات الروسية منذ الساعة الواحدة ليلا عشرات الغارات على مناطق في ريف حمص الشمالي بالاضافة لعشرات الغارات الجوية على بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي في محاولة منها التغطية على تقدم قوات الأسد.

وبالتزامن مع ذلك تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الاسد على أطراف بلدة حربنفسه في محاولة من الأخيرة بسط سيطرتها على البلدة.

وأعلن الثوار تشكيل "غرفة عمليات حربنفسه" والتي تضم ( أهل السنة والجماعة – حركة أحرار الشام الإسلامية – كتائب القادسية – كتيبة سيف الله – لواء أحرار حر بنفسه – جبهة الأصالة والتنمية – لواء أول مشاة – سرايا الأبابيل – لواء أبناء الوليد – حركة تحرير حمص ) لصد تقدم قوات الأسد في المنطقة.

استشهد صباح اليوم الاثنين 5 أشخاص بينهم أحد القادة الميدانيين في لواء شهداء الإسلام الشهيد محمد أبو أنس في مدينة داريا غرب دمشق بقصف عنيف لدبابات ومدفعية قوات الأسد المتمركزة على الأطراف.

وتدور اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد المدعومة بميليشيات طائفية على الجبهة الغربية الشمالية في المنطقة الفاصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام في محاولة من الأخيرة التقدم للسيطرة على المنطقة بشكل كامل.

وفي محاولة تقدمها تستهدف مروحيات قوات الأسد المدينة بعشرات البراميل المتفجرة بشكل يومي إلى جانب عشرات صواريخ الأرض - أرض والمدفعية الثقيلة.

يذكر أن عشرات آلاف المدنيين يعانون من الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على المدينة منذ سنوات.

أحبط الثوار فجر اليوم الاثنين محاولة تقدم لقوات الأسد على محورين وأردوا عددا من القتلى والجرحى في صفوف القوات المهاجمة.

حيث حاولت القوات التقدم على محوري باشكوي ودوير الزيتون إلى جانب محاولة أخرى من بلدتي نبل والزهراء المواليتين.

فقام الثوار بالتصدي لتلك المحاولات ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة قتل خلالها عدد من القوات كما دمر الثوار عربة ناقلة للجند واغتنموا أخرى.

وفي نفس السياق شنت الطائرات الروسية عشرات الغارات على بلدات وقرى مارع وعندان وحيان ورتيان وبيانون والملاح ومعرستة الخان وإحرص ودوير الزيتون ومحيط باشكوي إلى جانب قصف مدفعي وصاروخي عنيف.

صدحت مآذن المساجد في مدينة التل في ريف دمشق مطالبة من عناصر تنظيم الدولة تسليم سلاحهم و الاستسلام ، بعد يوم دام تسبب بمقتل و جرح العشرات ، وشهد منعاً للتجوال في المدينة المحاصرة منذ قرابة ٧ أشهر و يقطنها قرابة مليون نسمة غالبيتهم من النازحين من الريف الدمشقي .

و في بيان صادر عن "الفصائل المجاهدة" في التل مساء أمس ،أن "بعد طول حلم على ثلة من المفسدين الذين انتسبوا لهذا التنظيم الخبيث ( داعش ) وبعد أن بلغ السيل الزبا حيث قام ثلة من هؤلاء المارقين بالاعتداء على بعض مقار المجاهدين " ، و أضاف البيان "وأنهم لا قدر الله لو تركوا ليتمكنوا من المجاهدين فلن يقفوا عند هذا الحد كما عرف عنهم فإنهم سيتطاولون على كل المسلمين استباحة للدماء والأعراض والأموال" داعين "المغرر بهم و المخدوعين بشعاراتهم الكاذبة ممن انتسب للدواعش عودوا إلى رشدكم و ارجعوا لربكم وكل من ألقى السلاح وسلم نفسه فهو آمن وكل من لزم بيته وألقى سلاحه “

"على أن يسلم نفسه فهو آمن ..

ويعود أصل الخلاف إلى مقتل أحد عناصر التنظيم قبل عدة أيام على يد مجهولين شن على اثرها التنظيم حملة اعتقالات تولد عنها اشتباكات تصاعدت تدريجياً و بلغت أشدها يوم أمس و سجل مقتل أربعة أشخاص على الأقل و اصيب العشرات .

فيما تعاني المدينة التي تعتبر بوابة القلمون من حصار شبيه بحصار مضايا ، و يسكن في أحيائها و أبنيتها مئات آلاف النازحين من قرى و بلدات و مدن ريف دمشق الذين هربوا من القصف و القتل ليجدوا أنفسهم اليوم داخل رقعة جغرافية ضيقة محاصرة باحكام ، و تشتعل النار في داخلها .

وجهت إحدى المنظمات الخيرية انتقادات لاذعة للعالم وخاصة الدول الغنية، لـ "خذلانه الشعب السوري"، كاشفت عن قيام دول بتخفيض مساعداتها بدرجة كبيرة فيم انخرطا دول أخرى بالحرب و هي من بين الدول الأقل المساهمة في مساعدة ضحايا الحرب أمثال روسيا و وفرنسا و استراليا.

و أصدرت منظمة "أوكسفام" الخيرية العالمية تقرير اليوم وعنوانه "الأزمة السورية.. تحليل النصيب العادل 2016 ، ويأتي قبيل انعقاد مؤتمر دولي للمانحين يعقد يوم الخميس في بريطانيا ،مصحوبا بنداء لزيادة المساعدة وإعادة التوطين في الخارج لعشرة في المئة من اللاجئين المسجلين في الدول المجاورة لسوريا بحلول نهاية العام.

و نشرت المنظمةمقارنة بيبن المساعدات التي قدمتها الدول العام الفائت و النصيب العادل الذي يجب على كل بلد أن يساهم به، في مساعدة السوريين، بالتناسب مع حجم اقتصاد هذا البلد.

ووفق المنظمة قطر دفعت 10.2 مليون دولار خلال ٢٠١٥ وهي تشكل 18 في المئة فقط من إجمالي "نصيبها العادل" البالغ 57.1 مليون دولار، في حين دفعت السعودية 88.8 مليون دولار فقط تمثل 28 في المئة من إجمالي "نصيبها العادل" البالغ 317.6 مليون دولار

ويضيف تقرير أوكسفام أن معظم الدول الغنية تساهم بأقل من "حصتها العادلة" من المساعدات المالية ، إن "دول العالم قدمت 56.5 في المئة من 8.9 مليار دولار كانت مطلوبة للمساعدات لعام 2015."

وكانت الكويت هي أكبر الدول الخليجية المساهمة في مساعدة السوريين، إذ دفعت 313.6 مليون دولار تمثل 554 في المئة من نصيبها المقدر بـ 56.6 مليون دولار

ومضى التقرير بالقول أن عام 2015،شهد زيادة التدخل المباشر من جانب روسيا واستراليا وفرنسا في الصراع العسكري في سوريا.

غير أن هذه الدولة "أخفقت في تمويل النداءات الدولية بالقدر الواجب"، حسب تقرير أوكسفام.

فروسيا قدمت "واحدا في المئة من نصيبها العادل، كما لم تتعهد بقبول لاجئين سوريين،كما أن روسيا تساند نظام الأسد عسكريا بأشكال منها الدعم الجوي.".

أما استراليا، فإنها وفت بـ 37 في المئة فقط من نصيبها العادل، إذ دفعت 44.3 مليون دولار فقط من اجمالي 119.2 مليون دولار مستحقة عليها، حسب أوكسفام.

وقالت أوكسفام إن فرنسا وهي من بين الدول الغربية التي انضمت للحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في سوريا في سبتمبر أيلول قدمت 45 في المئة من "حصتها العادلة ، فلم تدفع فرنسا سوى "139.4 مليون دولار أمريكي من نصيبها المستحق البالغ 308.7 مليون دولار."

واستقبلت باريس نحو خمسة آلاف لاجيء سوري العام الماضي.

وأشادت أوكسفام بـ "سخاء" المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا ماليا.

وقالت إن لندن دفعت 702.4 مليون دولار، تعادل 237 في المئة من نصيبها المفترض البالغ 296.8 مليون دولار.

غير أنها انتقدت المملكة المتحدة لإخفاقها في تحمل "نصيبها العادل" من استقبال اللاجئين السوريين.

ووفق تقديرات أوكسفام، فإن الإمارات العربية المتحدة دفعت 71.9 مليون دولار تشكل نسبة 63 في المئة من نصيبها المستحق، وهو 113.2 مليون دولار.

واحتلت الولايات المتحدة صدارة الدول التي قدمت مساعدات مالية،ووفق تقديرات المنظمة الخيرية، فإن أمريكا دفعت مليار و565.9 مليون دولار.

غير أن هذا المبلغ يشكل 76 في المئة فقط من نصيبها المقدر، وفق حسابات أوكسفام، بمليارين و62.2 مليون دولار

وقال مارك غولدرنغ، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام في المملكة المتحدة، إن العالم "يخذل الشعب السوري".

وأضاف في بيان رافق صدور تقرير المنظمة أنه "بعد مرور 5 سنوات على بدء الحرب، يواصل العنف والمعاناة التصاعد لكن مستوى التمويل والدعم أخفق في مواكبة ذلك."

ودعا غولدرنغ دول العالم إلى فعل المزيد لمساعدة السوريين في سوريا أو المنطقة وفي إعادة توطين الفئات الأضعف من السوريين في الخارج.

وطالبت أوكسفام لبنان والأردن برفع القيود المفروضة على الإقامة القانونية ومنح الوظائف للاجئين السوريين، وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية.

لكنها طالبت، في الوقت نفسه، بضرورة تقديم الدعم المالي للدولتين في تحقيق التنمية طويلة الأمد "لو أريد منع شعبي البلدين من الانزلاق إلى الفقر"