شهدت جبهات ريف حماة الجنوبي صباح اليوم، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بعد هجوم مباغت للثوار على حواجز قوات الأسد بمحيط بلدة حربنفسة تمكنوا خلالها من السيطرة على حاجز المحطة مع استمرار الاشتباكات على محاور أخرى.
وقال ناشطون إن الاشتباكات تركزت على حاجز المحطة القريب من بلدة حربنفسة، تمكن الثوار من السيطرة عليه بعد اشتباكات استمرت لساعات قتل خلالها العشرات من عناصر قوات الأسد وأسر أخرون، كما غنم الثوار أسلحة وذخائر مختلفة بينها دبابة من نوع تي 72.
هذا وتتوصل الاشتباكات بين قوات الأسد والثوار من مختلف الفصائل على مشارف حاجز المداجن وسط قصف جوي وصاروخي مركز يستهدف المنطقة بشكل عنيف في محاولة لوقف تقدم الثوار، وسط غارات جوية مكثفة من طيران الأسد الحربي والمروحي.
أكدت تقارير عدة على أن الأوروبيين باتوا يشعرون بالإحباط بسبب تهميشهم من الجهود الرامية لإزاحة بشار الأسد عن السلطة بعدما طالب بذلك الشعب السوري على مدى أكثر خمس سنوات، حيث قال دبلوماسيون إن فشل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إقناع روسيا بضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة هو ما سبب تنامي هذا الشعور، وتساءل بعض الدبلوماسيين والمحللين عما إذا كانت الولايات المتحدة أساءت التقدير فيما يتعلق برغبة روسيا في بقاء الأسد بالسلطة.
وقال مساعد سابق لأوباما لشؤون الأمن القومي "الكثيرون أساءوا التقدير فيما يتعلق بتصميم روسيا على الحيلولة دون سقوط الأسد، كانوا واضحين للغاية بأنهم ليسوا مستعدين للسماح بحدوث ذلك".
وعلى خلفية اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المكونة قال أحد دبلوماسيي الأمم المتحدة إن الأوروبيين "يميلون للشك كثيرا بشأن ثنائية "أمريكا - روسيا"، مشيرا إلى أن وسائل خلاقة توفرت لتحقيق انتقال للسلطة بعيدا عن الأسد لمنح جماعات المعارضة السورية سببا لوقف القتال وبدء التفاوض".
كما وأكد دبلوماسيون إن الانقسام بشأن الأسد بدا من الصعب تجاوزه وأدى لعرقلة محاولات الأمم المتحدة للتفاوض بشأن اتفاق سلام، ولكن التعاون الأمريكي الروسي ساهم بقدر كبير في التوصل لاتفاق وقف الاقتتال الجزئي ولقرارات مجلس الأمن.
ويرى دبلوماسيون إن إحدى المشكلات الرئيسية في تسيير الأوضاع نحو الأفضل هي عجز الإدارة الأمريكية أو عدم استعدادها للتصدي للعداء المتزايد من قبل روسيا، فيما رجح البعض أن واشنطن فقدت إلى حد ما أي قدرة ربما امتلكتها على التأثير على موسكو بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما في 2013 بمعاقبة سوريا لما تردد عن استخدامها لأسلحة كيميائية.
ومن المؤكد أن روسيا ستسمح بإسقاط الأسد حل تأكدها بوجود حليف يحمي قاعدة وحيدة للسفن والطائرات الحربية الروسية في البحر المتوسط.
طالبت سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة "أنجلينا جولي" الأسرة الدولية إلى تخطي مخاوفها وتكثيف الجهود في مواجهة أزمة المهاجرين، مشيرة إلى أن الأسرة الدولية ستعرض نفسها لحالة من الفوضى في حال لم تحقق ذلك.
وأضافت "جولي" أن النازحون فاق عددهم هذا العام الـ 60 مليون شخص و (ثلثهم لاجئون)، أي أن عددهم أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات السبعين الماضية، وذلك خلال خطاب ألقته في مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في لندن.
وشددت الممثلة الأميركية على أن هذا يدل على أمور مقلقة جداً بشأن السلام والأمن في العالم، وتساءلت "نظراً إلى الأوضاع في العالم هل من المفاجئ أن يحاول بعض هؤلاء الأشخاص اليائسين، الذين لم يعد لديهم أي خيار ولا أمل إن عادوا إلى ديارهم، في القدوم نهاية المطاف إلى أوروبا مجازفين بحياتهم؟".
وعبرت جولي عن أسفها من الواقع الحالي بالقول: أزمة اللاجئين أعطت هامش مناورة ونوعاً من الشرعية للذين يشجعون سياسة الخوف"، وجددت التساؤل: "إذا اشتعلت النيران في منزل جاركم فإنكم لا تغلقون أبوابكم حفاظاً على سلامتكم".
وفي سياق سعيها لجلب الدعم للاجئين في مختلف الدول دعت "جولي" الأسرة الدولية إلى التعامل بسخاء مع الواقع، معتبرة أن ذلك واجب يعني الجميع بما فيهم الأمين العام المقبل للأمم المتحدة والحكومات، والمجتمع المدني، وكل فرد في العالم، وحذرت بالقول: "سيساهم نجاحنا في رسم هذا القرن، والبديل؟ الفوضى".
والجدير بالذكر أن الممثلة الأميركية مشهود لها بمواقفها الإنسانية مع اللاجئين السوريين، حيث زارت المخيمات التي يقطنون فيها في الأردن ولبنان وتركيا، ورافقت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أكثر من عام في زيارته للاجئين في أحد مخيمات تركيا، وسعت لتحسين أوضاعهم.
استهدفت قوات الأسد حي السكري في مدينة حلب، بصاروخ من نوع سقط فوق مباني سكنية مخلفاً شهداء وجرحى ودمار كبير في المباني السكنية.
وقال ناشطون إن الصاروخ سقط فوق مبنى سكني مؤلف من عدة طبقات أسفر عن تهدمه بشكل كامل، واستشهاد ثمانية شهداء كحصيلة أولية بينهم أطفال ونساء وعدد أخر من الجرحى، بينما تواردت أنباء عن وجود عالقين تحت الأنقاض تعمل فرق الدفاع المدني جاهدة لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين.
هذا وشهد اليوم طريق الكاستيلوا قصفاً مدفعياً مركزاً مصدره حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، أدى لقطع المنفذ الوحيد عن مدينة حلب لساعات جراء استمرار الاستهداف بالقذائف الصاروخية.
انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني خلال اجتماعها الاستثنائي الذي عقد اليوم، الدكتور جواد أبو حطب رئيساً للحكومة المؤقتة خلفاً للرئيس السابق السمتقيل أحمد طعمة، بعد حصول أبو حطب على أغلبية ساحقة في الانتخابات.
، حصل أبو حطب على 54 صوت من اصل ٧١ صوت، بعد أن امتنع عن التصويت ٢٧ عضواً من أصل ٩٩ عضو شارك في الاجتماع الهيئة العامة للائتلاف، و ذلك بعد أن قدم المرشحون الثمانية خطة عملهم للائتلاف، و من ثم جرى الاقتراع الذي تنافس خلاله خمسة فقط و هم عوض العلي الذي حصل على صوت واحد ، و محمد نور حميدي بدون أي صوت، فيما نال وليد تانر ثلاثة أصوات، و حصل المنافس الأقرب لأبو حطب و هو ياسين نجار على ١٢ صوتاً.
أبو حطب و هو من مواليد ريف دمشق عام ١٩٦٢، يحمل شهادة دكتوراة في جراحة القلب من إيطاليا، وهو عضو في الائتلاف تقدم باستقالته من العضوية قبيل الترشح للانتخابات رئاسة الحكومة لأن القانون يمنع على أعضاء الائتلاف الترشح لهذا المنصب.
هذا و تضمن برنامج الاجتماع أيضاً مناقشة التوسعة النسائية، حيث طلبت اللجنة المكلفة بالتوسعة من الهيئة العامة التمديد لها من أجل استكمال المهمة وإعطاء الفرصة للمزيد من النساء للمشاركة ومتابعة دراسة السير الذاتية للسيدات الراغبات بالانضمام إلى الائتلاف الوطني، حيث تقدم نحو 100 سيرة ذاتية سيصار إلى اختيار نحو 15 سيرة منهن وفقاً للمعايير التي وافقت عليها الهيئة السياسية.
وتم تحديد معايير الاختيار للنساء من قبل الهيئة السياسية طبقاً للمعايير العامة من الانتماء للثورة والمشاركة الفاعلة في أنشطتها، والتمثيل الحقيقي للشريحة المجتمعية التي تنتمي إليها، مع مراعاة تمثيل المحافظات السورية.
تعرض حي الوعر اليوم لقصف مدفعي وصاروخي وبقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة طال الأبنية السكنية في الحي، ما أدى لسقوط شهيدين بينهم امرأة تجاوزت الخمسين من العمر، وإصابة 11 أخرين بينهم ثلاثة أطفال وخمسة من كبار السن، عملت فرق الدفاع المدني على إسعافهم ونقلهم للمشافي الطبية.
ويعاني الألاف من المدنيين المحاصرين في حي الوعر بحمص أوضاع إنسانية عصيبة وسط إغلاق المداخل والمخارج للحي من قبل عصابات الأسد واستمرار القصف المدفعي الذي يطال الحي من الأحياء والقرى الموالية ليرزح الألاف تحت وطأة الحصار والجوع والقصف بشكل يومي.
ويعاني حي الوعر الحمصي حصاراً خانقاً تفرضه قوات الأسد وتمنع عن الألاف من المدنيين الغذاء والدواء بعد تعسر المفاوضات بين لجان الحي وقوات الأسد التي ماطلت في تنفيذ البنود المتفق عليها مع أهالي الحي ولاسيما بما يتعلق بإدخال المساعدات الغذائية وإخراج المعتقلين من السجون.
هذا ويواصل ناشطون من محافظة حمص إضرابهم عن الطعام لليوم السابع على التوالي تضامناً مع المحاصرين في حي الوعر، ولإيصال رسالة للعالم أجمع عن حجم المعاناة التي يعيشها المحاصرون في الحي.
ونتيجة استمرار القصف الذي يستهدف الحي بالإضافة لحالة الحصار الطبي والغذائي التي يعيشها حي الوعر حذر ناشطون المدنيين للتخفيف من التجمعات البشرية في الأماكن العامة والابتعاد عن الأماكن المكشوفة لقناصات عناصر الأسد المتمركزة في المشفى الوطني وشارع الرئيس وشارع الغابة.
قالت الخارجية الروسية أن من تعتبرها معارضة ( معارضة حميميم و موسكو و الاستانة) قد قدمت مقترحات بناءة لمواصلة المفاوضات في جنيف، في الوقت الذي وصفهم فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه من لايطرحون شروطاً مسبقة على عكس غيرهم، في إشارة في وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
و قال لافروف عقب اجتماعه مع مجموعات ممن يسمون أنفسهم بـ"المعارضة"، أن اللقاء كان مفيدا لا سيما وأنه جاء قبل اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، المقرر عقده يوم غد في فيينا.
و ضمن الاجتماع بعض المجموعات المقربة من روسيا و التي تتخذ مسميات كمجوعة موسكو الاستانة و كذلك حميميم إضافة لبعض ممثلي مؤتمر القاهرة و الفصائل الكردية الانفصالية.
و شدد لافروف على أن الحوار السوري يجب أن يكون شاملا ويضم وفد الحكومة وجميع القوى المعارضة، مثنياً على تلك المجموعات بأنهم "نقيم أنكم لا تطرحون شروطا مسبقة على عكس غيركم، وتطلعون لحوار بناء وقدمتم مقترحات لخطوات عملية لإرساء محادثات ناجحة".
و يعقد يوم غد في مدينة فيينا اجتماعاً مفصلياً لمجموعة دعم سوريا برئاسة الولايات المتحدة وروسيا لمناقشة تطورات الوضع في سوريا ومتابعة اتفاقات وقف الأعمال العدائية، وكذلك إمكانية استئناف مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية.
وتضم مجموعة دعمم سوريا روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا ومصر وإيران والعراق والأردن ولبنان وعمان والإمارات وقطر وتركيا والسعودية. وحضر اجتماعاتها أيضا ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
بعد أن تجلّى العمل الصحي بشكل لافت في القسم الشرقي من مدينة حلب الخاضع لسيطرة الثوار ، حيث سلاسة دخول الدعم والمواد الطبية التي تجعل من حركة الكوادر الطبية والإسعافية سواء داخل بلدات الريف الشمالي والأحياء المحررة، أو بين سوريا وتركيا أسهل.
جرت اليوم في أجواء ديمقراطية انتخابات مدير لمؤسسة الصحة في حلب ، وقد انتهت بفوز الدكتور عبدالباسط الشيوخي بمنصب مدير الصحة متفوقاً على منافسه الدكتور عبدالله القاسم بـمجمل أصوات 173 مقابل 141 صوتاً للدكتور القاسم .
يذكر أن مدينة حلب منذ تحرير القسم الشرقي منها كانت سباقة بالاهتمام إلى الجانب الصحي ومعالجة المصابين، وخصوصاً منذ بدء تأسيس مديرية صحة حلب في 2 كانون الأول 2013 .
حاولت قوات الأسد اليوم التقدم على محور تل الحدادة بجبل الأكراد بريف اللاذقية، وذلك في سياق سعيها لفرض السيطرة على ما تبقى من نقاط محررة في المنطقة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين على إثر ذلك، وتمكن الثوار خلالها من التصدي للقوات المهاجمة، وقتلوا وجرحوا حوالي 15 عنصر، وعادت قوات الأسد إلى نقاطها التي انطلقت منها.
تتعرض قرى عدة بجبلي الأكراد والتركمان لقصف صاروخي من قبل قوات الأسد، حيث تستمر الأخير بقصف معبر اليمضية بجبل التركمان.
وتحاول قوات الأسد بشكل شبه يومي التقدم على محاور جبل الأكراد، بعدما سيطرت على غالبية قرى جبلي الأكراد والتركمان، فقد تقدمت قوات الأسد بشكل سريع بسبب التغطية الجوية الروسية والأسدية، حيث تعرضت المنطقة لقصف بمئات الغارات الجوية وبآلاف قذائف المدفعية والصواريخ.
والجدير بالذكر أن قرى ريف جسر الشغور بريف إدلب تتعرض لقصف جوي وصاروخي عنيف أدى لسقوط العديد من الشهداء والجرحى، وذلك على خلفية الاشتباكات الدائرة بجبل الأكراد المجاور لها.
أرتكبت قواتُ الأسد اليوم مجزرةً مروعة في بلدة بداما في ريف جسر الشغور بريف إدلب الغربي ، وذلك بعد استهدافها بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى استشهاد 12 مدنياً وجرح العشرات، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان القصف لإنقاذ الجرحى العالقين بين الأنقاض.
ولم تتضح الحصيلة النهائية للشهداء والجرحى، سيما أن فرق الإنقاذ لا زالت تبحث عن الضحايا في مكان الاستهداف، بينما أحدث القصف دماراً واسعاً في المنطقة المستهدفة.
وفي السياق .. استهدف طيران النظام الحربي السجن المركزي غرب مدينة إدلب، كما طال قصف مماثل محيط مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي.
يذكر أن "بلدة بداما" القريبة من جبل الأكراد ومن طريق "حلب - اللاذقية" تتعرض بشكل شبه يومي إلى قصف عنيف من قبل الطيران الحربي، وتعرض مركزاً للدفاع المدني يوم أمس في البلدة لقصف صاروخي آدى لجرح 3 عناصر.
أكدت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ان روسيا تركز على دعم نظام بشار الأسد، و هي تستثمر الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على أهمية إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في هذا الدعم .
وقالت رايس ، في لقاء مع سي ان ان ، أنه: "بالطبع لا نملك وجهات نظر وذات المصالح في سوريا، هناك تداخل في المصالح وهناك اختلافات، وعليه فإن التحديات تتمثل بإمكانية توسيع المناطق التي لنا فيها مصالح مشتركة؟"
وتابعت رايس: "على سبيل المثال الروس يتشاركون في مصلحة إضعاف داعش، وعليه فهم يستثمرون بصورة كبيرة في دعم بشار الأسد، فهم يعتقدون أن الطريقة لمحاربة داعش فلابد من وجود حكومة قوية في دمشق تحت الأسد، فيما نرى نحن أن الطريقة لمحاربة داعش هي من خلال وجود حكومة شرعية ونرى أن الأسد وبعد قتل مئات الآلاف من مواطنيه فقد كل الشرعية وعليه الذهاب."
وأردفت رايس قائلة: "التحدي أيضا لا يتمثل بصورة تامة حول الاتفاق على الخاتمة بل الاتفاق على الوسائل والطرق للوصول إلى ذلك، ولا يزال بيننا اختلافات كبيرة حول هذه الأمور، والرئيس أوباما كان واضحا بأنه سيرحب بدور أكبر تقوم به روسيا لملاحقة داعش حصرا ولكن للأسف روسيا تلاحق داعش بصورة محدودة وتلاحق أكثر عناصر المعارضة الأخرى التي تهدد نظام الأسد بشكل مباشر."
ربما أراد والداها عندما سمياها "جنى" أن يتمسكا بأهداب مستقبل أفضل وسط ظلام الحرب التي تعصف بسوريا منذ 5 أعوام، إلا أن هذا لم يشفع للطفلة الصغيرة ذات الأعوام الثلاث، لدى نظام الأسد الذي أمطر الخراب والدمار والموت على مدينتها حلب، فنالت منهم ما لا يتلاءم مع براءتها والزمن القصير الذي قضته في هذه الدنيا.
قبل 6 أشهر كانت جنى مع أمها وأخويها في منزلهم بحلب، يحاولون الاستمرار في الحياة رغم مصاعب الحرب، عندما تعرضت منطقتهم لقصف صاروخي من قوات الأسد، أدى إلى احتراق منزلهم، وتغير حياتهم بالكامل.
أصيب الأربعة في القصف إلا أن إصابات جنى كانت الأقوى، حتى أنه لم يكن هناك املا في بقائها على قيد الحياة، فقد أصيبت بحروق شديدة في الوجه وجميع أجزاء الرأس وعدة أماكن من جسدها، وفقدت يدها اليسرى، وأصابع يدها اليمنى، وتحملت آلاما لا تطاق.
وقال والد جنى، محمد القدور، في تصريحات لوكالة لأناضول، إن الأطباء في سوريا لم يتمكنوا من التعامل مع حالة ابنته لخطورتها، ما دفع الأسرة بأكملها للجوء إلى تركيا، حيث تم علاج الأم والابنين الذين كانت جروحهم طفيفة، في حين نقلت جنى إلى مركز "تورغوت أوزال" الطبي التابع لجامعة "إينونو"، في ولاية "مالاطيا" وسط تركيا، حيث بقيت لأربعة أشهر ونصف في العناية المركزة، وخضعت لسبع عمليات قبل أن تخرج من مرحلة الخطر.
ويعتزم القدور الذهاب مع طفلته إلى إسطنبول حيث تقيم بقية الأسرة، بعد أن أنهت جنى المرحلة العلاجية الأولى في مالاطيا، ويعرب عن شكره لجميع الأطباء وطاقم المستشفى الذين تعاملوا مع ابنته، وللرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وينتظر والدا جنى بفارغ الصبر، اليوم الذي ستتمكن فيه من الخضوع لعمليات تجميلية، أو عملية نقل وجه، رغم معرفتهم أنها لن تعود أبدا إلى هيئتها السابقة.
وقال طبيب جنى، رئيس قسم جراحة الأطفال في جامعة "إينونو"، محمد دميرجان، إنها كانت مصابة بحروق شديدة وصلت إلى العظم في بعض المناطق، لدى قدومها إلى المستشفى، وقام طاقم المستشفى بتنظيف المناطق المحروقة وغلق الجروح، موضحا أن هذا لا يعني نهاية العلاج، لأن عضلات وجهها احترقت بالكامل، ما تسبب في مشاكل متعلقة بالعضلات وتعابير الوجه، وهو ما سيتم التعامل معه بالجراحة التجميلية.
وأضاف دميرجان، أن العلاج التجميلي سيبدأ بعد أن يتخذ رأس وجسم الطفلة شكلهما وحجمهما النهائي، ويحتمل أن يتضمن العلاج زراعة وجه ويد.
وأكد دميرجان على الأهمية الكبرى للدعم النفسي في حالة جنى، وعلى الدور الكبير للأهل في هذا الإطار.
ولفت إلى أن المركز الطبي يستقبل حالات كثيرة مشابهة لأطفال سوريين، ويتعامل معهم بالشكل المطلوب، قائلا إن ما تقدمه تركيا في هذا المجال لا تقدمه دولة أخرى، حيث يتم علاج جميع المرضى القادمين من سوريا دون تفرقة، وبدعم كبير من الحكومة التركية.