خرجت قبل قليل دفعة جديدة من مهجري مدينة حلب إلى ريف حلب الغربي ضمن الاتفاق المبرم بين الفصائل من جهة والطرف الروسي ونظام الأسد والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، حيث وصلت العديد من الحافلات إلى منطقة الراشدين.
وأكد مراسل شبكة "شام" على أن 17 حافلة تقل حوالي 1000 شخص بين مدني ومسلح خرجت من الأحياء المحاصرة ووصلت إلى الريف الغربي من حلب، وتحركت قبيل دقائق مئات السيارات و 3 حافلات التي تقل مدنيين لذات الوجهة.
وفي المقابل أشار إعلام الأسد إلى أن 4 حافلات محملة بجرحى ومرافقيهم وصلت إلى مدينة حلب قادمة من قريتي الفوعة وكفريا اللتان يحاصرهما جيش الفتح شمال مدينة إدلب.
ومن المتوقع أن يتم استكمال تهجير أهالي مدينة حلب خلال الساعات القادمة وطوال الليل، إذ لفت ناشطون إلى أن المحاصرين في مدينة حلب سيتم إخراجهم على دفعات.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية عرقلت خروج المحاصرين من مدينة حلب منذ بدء الاتفاق، فيما لا يزال المحاصرون يعانون من أوضاع إنسانية صعبة خصوصا في ظل تساقط الثلوج على محافظات الشمال السوري وانعدام وسائل التدفئة.
بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من أسبوع في محيط مدينة الباب تمكن الثوار اليوم من دخول أسوار المدينة بعد السيطرة على جبل الشيخ عقل المطل المدينة.
وقال ناشطون أن فصائل درع الفرات تمكنت صباح اليوم من السيطرة على جبل الشيخ عقيل وأيضا على مشفى الباب الواقعة ضمن الجبل، وذلك بعد معارك عنيفة جدا ضد تنظيم الدولة تمكنت خلالها الفصائل من قتل وجرح عدد من عناصر التنظيم وأسر عدد أخر، وذلك بمساندة قوية وفاعلة من طائرات ومدفعية الجيش التركي.
ودخلت درع الفرات في المرحلة الثانية والأصعب ربما بتاريخ 9-12-2016 للسيطرة على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة والمعقل الأهم والرئيسي للتنظيم في ريف حلب.
وكانت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي أطلقت بمشاركة الجيش السوري الحر بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، حملة في 24 آغسطس/ آب الماضي، تحت اسم "درع الفرات".
قدمت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH)، ومنظمات مدنية أخرى، مساعدات إنسانية لنحو 20 ألف شخص، أجلوا من مدينة حلب، وأوضح بيان صدر عن الهيئة أمس الثلاثاء، أنها تواصل مد يدها للمظلومين الذين أُجلوا من حلب.
وأكد البيان أن الهيئة ومنظمات مختلفة، قدمت مساعدات فورية للنازحين من حلب، تتضمن موادا غذائية.
في سياق متصل، يستمر العمل لإنشاء ثلاثة مخيمات للنازحين في المناطق الآمنة بمحافظة إدلب شمالي سوريا، بجهود تركية، لاستقبال نازحين من حلب.
ومن المنتظر أن تستوعب تلك المخيمات 80 ألف شخص، عقب إتمام إنشائها.
كبد الثوار في ريف حماة الشمالي نظام الأسد خسائر مادية بعدما أوقعوا رتلا في كمين محكم أمس الثلاثاء، إذ أصبح رتل كان يتوجه نحو مدينة صوران تحت مرمى نيرانهم.
وأكد جيش النصر على أن عناصره قاموا باستهداف رتل لقوات الأسد كان متجها من قرية معردس إلى مدينة صوران بقذائف المدفعية وبالرشاشات الثقيلة، ما أدى لتدمير رشاش عيار 23 وسيارة محملة بالذخيرة بالإضافة لإعطاب عدة آليات.
وكان الثوار الأحد قد تمكنوا من قتل وجرح عدد من عناصر الأسد على جبهة مدينة صوران بريف حماة الشمالي، إذ نفذوا عملية انغماسية مفاجئة على جبهة المدينة التي استعادها نظام الأسد قبل أشهر.
وفجر أمس الأول تسلل الثوار لحاجز الكمين المتقدم لحاجز أبو زهير وتل ملح، ودمروا مدفع 14.5 وقتلوا عدد من العناصر، كما دمروا دبابة ومدفع رشاش 23، وعادوا لمواقعهم بسلام.
لا يكاد يمر يوم على الشعب السوري الثائر إلا ويحمل معه مأساة وقصة جديدة من قصص العذاب والمرارة، على يد قوات الأسد وحلفائها، لتتراكم القصص والحكايا والمآسي يومياً بعد يوم، وتعتلج في قلوب الأمهات والمعذبين نار الحزن والأسى على فراق من فقدوه، تستعيدها الذاكرة ذكرى الواقعة، فتعيد ما أنسته عذابات الأيام المتراكمة، فتعود الصور للذاكرة وكأن الحدث اليوم.
ففي العام الأول للثورة وبعد أن اشتعل جبل الزاوية عن بكرة أبيه ناراً وجحيماً بوجه عصابات الأسد ليغدو المنبع والعمود الفقري للثورة آنذاك وبعد حصار لأشهر وإغلاق جميع المداخل والمخارج للمنطقة جاءت الأوامر لعصابات الأسد بدخول قرى الجبل مدعومة بعشرات الدبابات والأليات المصفحة لتبدأ مرحلة جديدة من المعارك ضمن بلدات الجبل ضمن الإمكانيات المتواضعة للثوار آنذاك من جهة التسليح والعتاد أمام دبابات الأسد ومجنزراته فتراجع الثوار واستشهد منهم العديد من الأبطال في معارك الرامي وابديتا وإبلين لتصل جحافل قوات الأسد حتى بلدة كفرعويد في أقصى الجنوب الغربي من جبل الزاوية وهنا كان الحدث الأكبر في تاريخ ثورة جبل الزاوية آنذاك.
بعد أن هرب عشرات المدنيين وبعض المنشقين عن نظام الأسد إلى بلدة كفرعويد لاحقتهم قوات الأسد وحاصرتهم من جهة سهل الغاب فما كان أمامهم خيار إلا التوجه إلى منطقة جبلية وعرة وبعيدة عن المناطق المدنية غرب بلدة كفرعويد تسمى "بدمايا" ولكن عملاء النظام والمتعاونين معه وشوّ بهم وقادوا قوات الأسد إليهم لتبدأ دبابات الأسد بالتمهيد المدفعي على بقعة صغيرة تسمى "وادي بدمايا" والذي يطل منحدراً من جبل الزاوية إلى سهل الغاب حيث اختبأ العشرات من المدنيين والمنشقين بعد أن تقطعت بهم كل السبل.
وما إن هدأ القصف حتى بدأت بنادق ورشاشات عناصر الأسد تنهال على الوادي من كل الاتجاهات لأكثر من ساعة بقصف متواصل لتغادر جحافلهم وتعود أدراجها لبلدة كفرعويد وتبدأ الأنباء تصل للمدنيين داخل قرى الجبل أن خطباً ما حدث في منطقة وادي بدمايا حيث توجه الأهالي شباباً ونساءً وشيوخاً للمنطقة ليجدو أمامهم عشرات الجثث التي فتتتها طلقات البارود وشظايا المدفعية، في منظر رهيب لم يسبق أن شاهدو مثله ونحن في العام الأول للثورة، حيث بدأت الأمهات تقلب الجثامين كلن تبحث عن ولدها وبدأ الأهالي ينتشلون جثامين الشهداء واحداً تلو الآخر ليصل العدد إلى سبعين شهيداً جمعوا في مسجد بلدة كفرعويد الكبير وبدأ الأهالي بالتعرف عليهم ونقلهم لقراهم.
مجزرة وادي بدمايا والتي ارتكبتها عناصر قوات الأسد بدم بارد بحق عشرات المدنيين مازال أهالي جبل الزاوية يذكرونها وكأنها اليوم بعد مضي خمس سنوات على نزيف دماء شبابها في ذلك الوادي والتي جعلت من يوم 20 - 12 - 2011 يوماً تاريخياً في مسيرة النضال ضد قوات الأسد وشعلة أضاءت الدرب أمام ثوار جبل الزاوية ليعيدوا الكرة على قوات الأسد ويثأروا لدماء شهدائهم ويحرروا جبل الزاوية من دنس عصابات الأسد التي خرجت مرغمة تجر أذيال الخيبة ورائها.
أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الدكتور رياض حجاب، ضرورة تبني أجندة واضحة وملزمة للانتقال السياسي وفق بيان جنيف والقرارات الأممية ذات الصلة، فيما يحقق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة.
و بحث حجاب خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، سبل تخفيف معاناة السوريين الذين ما زالوا عالقين في مدينة حلب الشرقية، وما يتعرضون له من عملية تهجير قسري.
وشدد حجاب على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الانتهاكات في حق السوريين، وعن قصف المدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً، مما أدى إلى سقوط أكثر من ١٠٠٠ شهيد وما يزيد عن ٧٠٠٠ جريح خلال الفترة الماضية، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
تصريحات حجاب جاءت في الوقت الذي اتفق وزراء خارجية تركيا و روسيا و ايران على جملة واحد، في ختام اجتماع سياسي عسكري ضمن الأطراف الثلاثة، على أن مكافحة “الارهاب” تمثل لهم أولوية في المرحلة القادمة، اضافة إلى التركيز على وحدة الأراضي السورية ، مع التعهد بضمان بنود ما أطلقوا عليه “بنود موسكو” لحل القضية السورية.
“بنود موسكو” التي يتم صياغتها من قبل الخبراء بعد منح الضوء الأخضر لهم من قبل السياسيين و العسكريين في كل من تركيا و روسيا و ايران، يتضمن وفق ما صُرح به ، خارطة الحل السياسي المتضمن وقفاً لاطلاق النار في كل سوريا ، مع استثناء تنظيم الدولة و بجهة فتح الشام منها، في مشهد متكرر للاتفاقات الدولية السابقة التي جمعت روسيا و أمريكا.
تتزايد يوماً بعد يوم أعداد المهجرين من المناطق المحررة في عموم المحافظات السورية، إلى محافظة إدلب، وذلك عبر عملية تهجير قسرية ممنهجة تتبعها قوات الأسد وحلفائها، وفق خطط مرسومة يتم العمل عليها من خلال الحصار والتضييق والقصف والتجويع، تدفع المحاصرين في النهاية للرضوخ لاتفاقيات التسوية وقبول الخروج من جحيم الحصار إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، وغالباً الوجهة إلى محافظة إدلب.
تكرار عمليات التهجير من محافظات الوسط والجنوب إلى إدلب جعلت المنظمات الإنسانية القائمة على إغاثة العائلات المهجرة، وتأمين متطلباتهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن تواجه تحديات كبيرة، نظراً لكثرة الأعداد الوافدة للمحافظة، إضافة لعميات النزوح الداخلية، ومن المحافظات المجاورة كريف حلب الجنوبي وريفي حماة واللاذقية.
ومع تزايد التضييق على مدينة حلب، وما آلت إليه الأوضاع الميدانية من تعنت القوات الروسية على الحسم العسكري في مدينة حلب، إذ كان الموت يهدد قرابة 100 ألف مدني محاصرون ضمن عدة أحياء في بقعة جغرافية صغيرة بمدينة حلب، تحاصرهم عشرات القوى والميليشيات، ما أجبر الثوار على قبول الخروج من الأحياء المحاصرة إلى الريف المحرر غربي حلب وإدلب، في أكبر عملية تهجير في سوريا حتى اليوم.
شبكة شام الإخبارية تواصلت مع "فؤاد سيد عيسى" مدينة منظمة بنفسج إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، والتي تشارك في عملية إجلاء المهجرين من مدينة حلب، واطلعت على تفاصيل عملية الإجلاء، والصعوبات التي تواجه عمل المنظمات، والمناطق التي يتم توزيع المهجرين بعد خروجهم من مناطق سيطرة قوات الأسد باتجاه المناطق المحررة.
وقال "فؤاد سيد عيسى" إن عملية الاستجابة لاستقبال المهجرين من مدينة حلب، تختلف بشكل كبير عن عمليات الاستيعاب السابقة من حيث أعداد المهجرين، والمناطق التي يتم إيوائهم فيها، حيث أن القسم الأكبر من المهجرين يملك أقرباء ومعارف وأهالي له في المناطق المحررة في ريف حلب الغربي وريف إدلب، ما سهل بشكل كبير عملية استيعاب هذا الكم الكبير من المهجرين.
وأضاف عيسى أن أكثر من 35 ألفاً من المهجرين من مدينة حلب وصلوا للنقطة صفر في موقع استقبال الخارجين من مناطق سيطرة قوات الأسد، تم استيعابهم جميعاً لدى أقارب لهم، وفي مخيمات إيواء جهزت بشكل عاجل، وعدة مراكز ومدارس ومنازل مستأجرة عملت المنظمة ومنظمات أخرى على تجهيزها.
وتابع " بدأت الاستجابة في نقطة الصفر نقطة الاستقبال بتقديم بعض المواد الجاهزة للأكل ومياه الشرب والبطانيات للتدفئة السريعة، وكذلك قدمت بنفسج عربة متنقلة للشرب تقدم مشروبات ساخنة ودافئة للأهالي بشكل مباشر لدى نقطة وصولهم للمناطق المحررة".
وأكد سيد عيسى أن الاستجابة وتلبية متطلبات المهجرين كانت بسيطة بالنسبة لحاجة الواصلين من حلب، وأن إمكانيات المنظمات لا تكفي لمساعدة الأهالي بشكل كامل وبالسرعة المطلوبة، منوهاً لوجود عدة مشاريع ودعم قد تأخر وصلوها بسبب الإجراءات المتبعة، وعدم وجود وقت كافي لتجهيزها، على أن العمل سيستمر على استقبال المهجرين، وإعداد المشاريع الرامية لتلبية متطلبات جميع العائلات.
ولفت "سيد عيسى" إلى أن منظمة بنفسج تعمل على استقبال المهجرين بمشاركة جميع المنظمات الأخرى من النقطة صفر لحظة وصولهم من خلال فريق الطوارئ الذي يتواجد على مدار الساعة في الموقع، وتقديم الخدمات الضرورية للواصلين، فيما عملت على تجهيز ثلاث مدارس كبيرة لإيواء المهجرين في مدينة أريحا، واستأجرت عشرات المنازل في مدينة إدلب وريفها وتأمين عائلات فيها بأجر مدفوع لمدة عام كامل، مع تلبية متطلبات هذه العائلات من الحاجيات الأساسية، فيما تعمل على مشروع لتقديم منحة مادية " 110 " دولار لأكثر من خمسة آلاف عائلة في مناطق عمل المنظمة.
وأشاد "سيد عيسى" باستجابة الأهالي والمجالس المدنية في ريفي إدلب وحلب، وتعاونهم في استقبال العائلات وتأمين منازل لإيوائها، ونقلهم لهذه المنازل، مع السعي لتأمين العائلات المتوقع وصولها في الساعات القليلة القادمة من حلب، وتقديم المتطلبات الضرورية لهذه العائلات.
وباتت محافظة إدلب ذاب البقعة الجغرافية الأصغر بين المحافظات السورية، من أبر التجمعات التي تغص بآلاف المهجرين من محافظات حمص وحماة واللاذقية وريف دمشق وحلب والرقة ودير الزور، غالبية العائلات تقطن في عشرات المخيمات على الحدود السورية التركية ومخيمات بريف جسر الشغور الغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي، فيما تغص المدارس التعليمية والمراكز الخدمية والعامة، ومنازل المدنيين بعشرات الآلاف من المهجرين والمبعدين قسراً عن ديارهم، وسط تحذيرات كبيرة من تفاقم الوضع الإنساني في المحافظة بعد تهجير المحاصرين بمدينة حلب، وسط عزل المنظمات الدولية الكبرى عن تقديم الدعم اللازم لهؤلاء المهجرين.
تقوم ميليشيا فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة التابعين لنظام الأسد بعمليات دهم واعتقال في منطقة القلمون الغربي وخاصة في مدينة التل ومدينة يبرود وما حولها من قرى مجاورة منذ عدة أيام.
وأكد أحد النشطاء من داخل مدينة يبرود المحتلة لشبكة شام الإخبارية على أن عناصر من الأمن السياسي والعسكري نفذوا عدة عمليات تفتيش للمنازل وطلب الهويات الشخصية من الرجال، وتم توثيق اعتقال ما يزيد عن الـ 23 شخص بين أعمار الـ 18 - 50 سنة في مدينة يبرود، وأكثر من 15 شخص في قرية رأس العين التابعة لمدينة يبرود".
وأضاف الناشط: "تم إبلاغ 60 شخص بتسليم هوياتهم وضرورة الالتحاق بقوات الأسد خلال 10 أيام، حيث وصل إلى مخفر يبرود أكثر من 300 اسم للاحتياط".
وفي بلدات جيرود والناصرية والعطنة وصل أكثر من 700 اسم شاب ورجل بهدف سحبهم لأداء الخدمة العسكرية في جيش الأسد كاحتياط، وتم تعليق قائمة كبيرة من الأسماء في بلدية جيرود وهناك حملة اعتقال كبيرة أيضا على حواجز هي البلدات.
وصل 148 مدنيًا مصابًا بجروح بليغة، ولاية هطاي التركية بعد إجلائهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب المحاصرة على خلفية اتفاق بين الفصائل من طرف وروسيا ونظام الأسد والميليشيات الإيرانية من طرف آخر، وجاء ذلك في بيان صدر، اليوم الثلاثاء، عن المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام التابعة لرئاسة الوزراء التركية.
وأوضح البيان أن 148 مدينًا بينهم 58 طفلاً، حالتهم حرجة في مدينة إدلب تم نقلهم إلى تركيا، بعد أن أجلوا من حلب، وأكد أن المصابين نقلوا بسيارات إسعاف عبر معبر "جيلفا غوزو" التركي، المقابل لمعبر باب الهوى من الجانب السوري.
ولفت إلى إنهاء علاج 13 أشخاص وخروجهم من المستشفى، ونقل 64 آخرين لمستشفيات مختلفة خارج هطاي، واستدرك البيان أن 8 أشخاص استشهدوا رغم جميع المحاولات الطبية لانقاذهم بسبب إصاباتهم البليغة.
كما أشار البيان إلى انتظار 10 سيارات إسعاف في الحدود التركية - السورية، وجاهزية 48 شخصًا من الطاقم الطبي، بهدف استقبال المصابين ونقلهم إلى تركيا.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي بدأت عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة، إلا أنها واجهت عراقيل من قبل نظام الأسد والميليشيات الشيعية الإيرانية.
والجدير بالذكر أن خروج أهالي وثوار الأحياء المحاصرة في مدينة حلب ما يزال مستمرا ومن المتوقع أن تخرج أخر دفعة مساء اليوم، وبهذا تكون مدينة حلب بأحيائها الشرقية تحت سيطرة قوات الأسد والمليشيات الشيعية.
منعت اليوم ميليشيات حزب الله الإرهابي لجنة المفاوضات الممثلة عن نظام الأسد والمشكّلة من أبناء بلدة مضايا من الدخول إلى البلدة، للقاء مدنييها و عسكرييها لدراسة ما ستؤول أليه الأوضاع بعد خروج أكثر من 1500 شخص من أبنائها باتجاه إدلب شمالاً.
وآثار تصرف عناصر الحزب الإرهابي هذا مخاوف كبيرة لدى الناشطين داخل البلدة والذين حذروا بدورهم من بقاء البلدة ضمن اتفاق المدن الأربعة بعد خروج أغلب كوادرها منها بموجب الاتفاق المبرم أخيراً والقاضي بخروج 1500 شخص من مضايا و مقابلهم من بلدة الفوعة في ريف إدلب.
حسام محمود ناشط إعلامي تحدث في سياق الموضوع قائلاً: "عدد كبير من الشبان الذين من المفترض أن يخرجوا خلال اليومين القادمين باتجاه الشمال سيرفضون الخروج ما لم يتم تقديم ضمانات جدية تضمن بقاء عوائلهم و أقاربهم داخل البلدة بمأمن من اعتداءات و بطش ميليشيات حزب الله الإرهابي".
ويرى محمود أن تلك الضمانات تتجسد في عدة نقاط أبرزها: "إصدار وثيقة رسمية من كافة المسؤولين عن ملف المدن الأربعة يعلن فيها إنهاء الاتفاق لترفع بذلك يد ميليشيات حزب الله عن المنطقة ولتتمكن لجنة المفاوضات من مزاولة عملها للوصول إلى حل جذري لكل الذين سيبقون داخل البلدة".
أمجد المالح ناشط مدني مستقل من الشبان الذين قرروا الخروج باتجاه الشمال يرى أن ما حدث اليوم من قبل حزب الله يدل على أنه متمسك بحصار بلدة مضايا لتهجير كافة سكانها لتصبح منطقة نفوذ خاصة به كالقصير وغيرها من المناطق التي استباحها بحجة اتفاق المدن الأربعة الأمر المفروض جملةً و تفصيلاً لدى غالبية المدنيين و العسكريين في البلدة.
يقول المالح أيضاً: "ما من عملية إخلاء ستكتمل ما لم يتم تقديم ضمانات دولية بفك الحصار عن البلدة وإبعاد حزب الله عنها والسماح لأهاليها النازحين والمهجرين عنها بشكل قسري من العودة إلى منازلهم".
والجدير بالذكر أن بلدة مضايا تخضع لحصار خانق من ميليشيات حزب الله منذ أكثر من سنة و نصف هجر عدد كبير من أبنائها بشكل قسري من منازلهم تحت قوة السلاح من قبل عناصر ميليشيات حزب الله، علما أن ناشطون تمكنوا من توثيق سقوط أكثر من 212 شهيد قضوا إما بسبب الجوع أو القنص.
أعلنت القيادة العامة لقوات "قسد" في 10 كانون الأول الجاري، عن انطلاق المرحلة الثانية لمعركة "غضب الفرات" التي تقودها "قسد" بدعم جوي من التحالف الغربي بريف محافظة الرقة، تهدف لتضييق الخناق على مدينة الرقة المعقل الرئيس لتنظيم الدولة في سوريا وعزلها عن الريف الغربي، بعد معارك عديدة شهدتها بلدات الريف الشمالي ضمن المرحلة الأولى من المعركة.
وشهدت جبهات ريف الرقة الغربي قصف جوي عنيف من طيران التحالف الغربي، استهدف مناطق سيطرة تنظيم الدولة، وقام بقصف جميع الجسور والممرات الرئيسية لإضعاف حركة مقاتلي التنظيم في المنطقة، حيث تمكنت قوات "قسد" في اليوم الأول من المعركة بتاريخ الثاني عشر من كانون الأول من السيطرة على قرى "طرة على قرى صايكول والحصان وسيف أغا والمزارع المحيطة بها "شمال غرب المدينة"، تلاها السيطرة في اليوم التالي على قرى " الأحمدية ومجبني وشلالا شمال الرقة"، تعرضت تلك المناطق لقصف جوي من طيران التحالف الدولي خلفت شهداء وجرحى مدنيين في قرية الكور شمال غربي مدينة الرقة.
كما تمكنت قوات "قسد" من السيطرة على قرى "خربة الجحشة والكلي والحرية والمزيونة بالقرب من بلدة الجرنية" في حين شهدت مدينة عين عيسى اشتباكات عنيفة مع عناصر لتنظيم الدولة تسللوا للمدينة.
وتابعة قوات "قسد" وتحت غطاء جوي كثيف من طيران التحالف الدولي التقدم على حساب تنظيم الدولة حيث سيطرت على قرى "خربة الجحشة وكركافي وأم ردانة بريف الرقة الشمالي والشمالي الغربي، وقرى " قرى دوخان و "أم حناوي" و"ملا بوحميد، التياسة، بور سنجار شمالي، بور سنجار جنوبي، سهبا، أبو جلات، حاجي سليمان، خزوم ، بير خزوم، حسان حجي" بريف الرقة الغربي، بينما تدور معارك عنيفة جدا داخل بلدة الجرنية.
وبالأمس شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم الدولة قوات "قسد" سيطر الأخير على قرى " الطويحينة والمويلح وأبو صخرة ودور صايل وفروان وحنية وبير زاهر وكروان وبير زايد" غربي مدينة الرقة، قتل خلالها العشرات من العناصر من الطرفين، وسط غارات جوية عنيفة لطيران التحالف الدولي على المنطقة، وأصبحت "قسد" بهذا قريبة جدا من مدينة الطبقة على الضفة الأخرى من نهر الفرات.
وحسب البيان الصادر عن "قسد" فإن المعركة تستهدف بلدات الريف الغربي لمدينة الرقة، وتهدف للسيطرة على المنطقة، وعزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً لمرحلة قادمة تستهدف السيطرة على المدينة، حيث ان مدينة الرقة لن تكون ضمن الأهداف المرسومة لهذه المرحلة من المعركة.
وذكر البيان الصحفي أن معركة " غضب الفرات" تتوسع بانضمام مكونات جديدة للمعركة بينها كما ذكرت المجلس العسكري لمدينة دير الزور، وقوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري، ولواء ثوار الرقة، وأكثر من 1500 مقاتل من المكون العربي تم تدريبهم وتجهيزهم لخوض المعركة.
وأكد البيان أن عملية التنسيق بين قوات "قسد" والتحالف الغربي توسعت وهي مستمرة، وأن التنسيق سيكون أقوى من قبل على عدة أصعدة، وأن معركة السيطرة على الرقة ستكون ضمن مرحلة قادمة تلي المرحلة الحالية.
وكانت قوات "قسد" بدأت في تشرين الثاني معركة للسيطرة على الريف الشمالي لمدينة الرقة، تمكنت خلالها من تحقيق تقدك ضئيل على حساب تنظيم الدولة، تكبدت خلالها خسائر كبيرة، فيما شهدت مناطق المعارك حركة نزوح كبيرة للمدنيين تعرضوا لعمليات اعتقال وتضييق كبي من قوات قسد التي رفضت دخولهم لمناطق سيطرتها إلا بوجود كفيل، فيما قضى العشرات من المدنيين بقصف جوي لطيران التحالف الدولي في المنطقة كان آخرها بالأمس في مجزرة معيرزيلة، والتي راح ضحيتها أكثر من 20 مدنياً.
طالب مدير الصحة في نظام الأسد بمحافظة اللاذقية، بتوجيه جميع العاملين في المشافي والهيئات والمراكز والأقسام من أبناء المحافظات الأخرى بالالتحاق بمعسكر للفيلق الخامس خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
وفي كتاب حصلت شبكة شام على نسخة منه وجهه " عمار غنام" مدير الصحة في اللاذقية في نظام الأسد، لجميع المديريات والمراكز والشعب، لفرز العاملين فيها من المحافظات الأخرى للتوجه إلى معسكر طلائع البعث في الرمل الجنوبي، المخصص للفيلق الخامس، يشمل جميع العاملين بين سن" 18 - 50 "، مع عقوبات تصل لفصل مع كل من يخاف تنفيذ القرار.
وكانت أعلنت ما يسمى بالقيادة العامة لقوات الأسد في 22 تشرين الثاني الفائت، عن تشكيل كيان عسكري جديد لدعم ما تبقى من قوات التي تحولت لميليشيات، تمتهن في قتل المدنيين العزل، إضافة لعشرات الميليشيات السابقة والتي تشكلت في الداخل او استقدمها نظام الأسد من لبنان وإيران ودول عدة لقتل الشعب السوري .
وبحسب القيادة فإن التشكيل والذي اعلن عنه باسم " الفيلق الخامس اقتحام" والمشكل من الطوعيين جاء استجابة للتطورات والأحداث المتسارعة، وتلبية لرغبات الجماهير في وضع حد نهائي لما أسماه الإرهاب، على أن يتولى هذا التشكيل مع باقي التشكيلات السابقة مهمة دعم قوات الأسد في القضاء على "الإرهاب"، مع باقي التشكيلات الرديفة والحليفة.
وتشكل الميليشيات المتنوعة من الدفاع الوطني لصقور الصحراء وعدة ميليشيات أخرى، إضافة للميليشيات الشيعية والمرتزقة الأجانب العمود الرئيسي لقوات الأسد في قتل الشعب السوري، والتي ساهمت إلى حد كبير بإطالة عمر نظام الأسد بعد ان وصل لمرحلة انهيار شبه كامل لجيشه بعد الانشقاقات وتزايد اعداد القتلى في صفوفه، لتأتي هذه الميليشيات وتساهم في إعادة التوازن العسكري وحماية نظام الأسد من الانهيار وبدعم دولي كبير.
ومن أبرز أعمال الميليشيات والتي تديرها زعامات أمنية أو شخصيات قيادية في نظام الأسد، هي القيام بعمليات التعفيش والسرقة للمناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد وحلفائها، حيث تقوم بسرقة منازل المدنيين وكل ما يمكن حمله، لتباع في الأسواق السوداء التي ازدهرت في مناطق سيطرة قوات الأسد.
كما يسند لهذه الميليشيات عمليات حماية الأحياء الشعبية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، والانتشار على الحواجز لاعتقال المدنيين، إضافة لزجها على جبهات القتال مع الثوار، حيث ان غالبية القتلى تكون في صفوف هؤلاء المرتزقة ممن لايأبه نظام الأسد لمقتلهم، ويقوم بحملات الاعتقال المستمرة في مناطق سيطرته لرفد هذه المكونات بالشباب تحت إغراءات المال والسرقة.
ونتيجة ازدياد عدد القتلى في صفوف عناصر قوات الأسد والميليشيات المختلفة لاسيما في معارك حلب، كان لابد لنظام الأسد من إظهار تشكيل جديد لإغراء الشباب وإجبارهم على الانضمام له، ليزج بهم من جديد على جبهات القتال المتنوعة بعد تهالك الميليشيات الأخرى ومقتل المئات من كوادرها، وبذلك يحافظ نظام الأسد على التوازن العسكري، ويساهم في الحفاظ على ماتبقى من هيبة في جيشه المنهار بهذه التشكيلات وبحجة محاربة الإرهاب وحماية الشعب الذي لم يسلم من تسلط هذه الميليشيات حتى في مناطق سيطرة قوات الأسد.