اتفقت تركيا وروسيا على مقترح لوقف إطلاق نار شامل ، من المقرر أن يبدأ مساء الغد ،سيعرض على الأطراف في سوريا، ويستثني التنظيمات الإرهابية ، لم تحدد هذه التنظيمات.
وقالت مصادر موثوقة، للأناضول، إن تركيا وروسيا اتفقتا على مقترح لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار وإجلاء السكان في مدينة حلب ليشمل عموم الأراضي السورية، وسيتم عرضه على الأطراف في سوريا، ومن المقرر أن يتم ذلك اليوم و غد.
وقالت المصادر إن المقترح المذكور يهدف لتطبيق وقف إطلاق النار في جميع مناطق الاشتباكات بين اظام الأسد والتنظيمات الأجنبية الإرهابية الموالية له من جهة والمعارضة من جهة أخرى.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن أنقرة وموسكو ستبذلان جهودًا حثيثة لإدخال وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة حيّز التنفيذ اعتبارًا من الليلة القادمة، بحيث يستثني التنظيمات الإرهابية.
وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في "أستانة" عاصمة كازاخستان برعاية روسية تركية.
وتهدف تركيا وروسيا، من خلال ضمانهما للعملية، إلى المساهمة في المفاوضات ضمن عملية الانتقال السياسي، التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
رجح خبيران استراتيجيان في الشأن السوري، أن هذا الفيلق الخامس الذي يعده نظام الأسد، ماهو إلا الذراع الايرانية الدائمة في سوريا، في حال اضطرارها لسحب مليشياتها الأجنبية الارهابية منها ، في مشهد مكرر للحشد الشعبي الذي أسسته في العراق و أدخلته في هيكلية الدولة العراقية مؤخراً ، و ان كان الاتجاه الذي فضله أحد أبرز قيادي الجيش الحر في دمشق و ريفها أنه ليس كذلك و إنما تم بموافقة روسية.
الفيلق الخامس اقتحام “المتطوعين” أعلنت عنه وزارة الدفاع ، رسميا في ٢٢ تشرين الثاني الفائت ، وذلك بفتح المجال أمام جميع السوريين من سن ١٨ و حتى الـ٥٠ عاماً ، ومهما كان وضعهم المدني سواء أكانوا موظفين في الدولة السورية أم يخدمون كـ”احتياط” في جيش النظام.
و خصص خطباء يوم الجمعة يوم الجمعة الفائت (١٨ كانون الأول)، حيزا من خطبهم على المنابر في المساجد للدعوة إلى الالتحاق بالفيلق، بناء على توجيهات من وزارة أوقاف الأسد، التي عممت على مديريات الأوقاف في المحافظات، وطالبت فيه بحث المواطنين على الالتحاق بالفيلق الخامس وعرض ميزات هذا الالتحاق ، والتي تضمنت تسوية وضع المتخلفين عن الخدمة الالزامية والاحتياطية ، اضافة لتقديم راتب شهري يعادل أربع أضعاف راتب موظفي الدولة ، ويساوي قرابة ٢٠٠ دولار أمريكي (١٠٠ ألف ليرة سورية).
ووسع الاعلان من دائرة المستهدفين من اعلانته ، لتشمل الموظفين بالدولة ، حيث وجه مدير الصحة بمحافظة اللاذقية يطلب فيه من جميع العاملين في المشافي والهيئات والمراكز والأقسام من أبناء المحافظات الأخرى بالالتحاق بمعسكر للفيلق الخامس خلال مدة أقصاها 48 ساعة، مع التهديد بعقوبات تصل لفصل مع كل من يخاف تنفيذ القرار.
وقال العقيد الطيار الركن عمار النمر ، قائد المجلس العسكري لدمشق وريفه، أن الفيلق يدعم مالياً من روسيا اضافة لايران ، و يلتحق به من المناطق التي أجرت “اتفاقات مصالحة” مع الأسد ، بالإضافة لحالات الاعتقال التي تجري من 10 ايام في العاصمة دمشق، موضحاً أن الرواتب متفاوتة حسب الشهادات العلمية و الخبرات .
و أكد أن هذا التشكيل يحظى بدعم من حلفي نظام الأسد “روسيا وإيران” ، مشدداً على أن التدريب عُهد بشكل حصري لحزب الله اللبناني.
وقال المحلل الاستراتيجي العميد أحمد الرحال أن موضوع الفيلق الخامس يعبر عن صراع الروسي - الايراني في سوريا ، موضحاً ، أن روسيا تسيطر على جيش الأسد بشكل كامل كون غالبية الضباط قد تلقوا تدريباتهم وعلومهم في روسيا ، اضافة إلى استخدامهم الأسلحة الروسية.
و استطرد الرحال بالقول أن ايران أيقنت عدم استطاعتها السيطرة علي الجيش نظراً لسطوة روسيا ، وهي في ذات الوقت بحاجة لذراع لها في سوريا ، اذ لا تستطيع أن تبقي قواتها (الحرس الثوري) و المليشيات الأجنبية الارهابية مثل حزب الله الارهابي و المليشيات العراقية و الأفغانية ، مدى الحياة ، لذا ، والكلام لـ”الرحال”، قررت ايران ايجاد فصيل أو جسم عسكري يحفظ مصالحها في سوريا ، في حال سحب مليشياتها من هناك.
و توقع العميد الرحال ، أن يلتحق بالفيلق الخامس بعض المليشيات المحلية التي تساند النظام كـ”الدفاع الوطني” و “الشبيحة” ، تمهيداً للوصول إلى “حشد شعبي” مماثل لما حصل في العراق و لكن بنسخة سورية .
و تطالبق رأي الرحال مع العميد زاهر الساكت ، وهو محلل استراتيجي أيضاً ، حول تبعية الفيلق الخامس لايران ، موضحاً أن ايران حاليا ستشرف على تدريبه و وتسليحه بسلاح ايراني و “تشييعه”، مشيراً أن الهدف من الفيلق هو الدفاع عن “طائفة” بشار الأسد.
و قال الساكت، أن اتساع نطاق الدعوة للمواطنين السوريين ، هو لاخفاء “طائفية” التشكيل اذ سيعمد النظام و ايران على الزج ببقية الطوائف بالأنساق الأولى في المعارك للقضاء عليهم فيما سيحافظون على من ينتمي للطائفة الأسد أو الطائفة الشيعية .
و أكد العميد الساكت أن ايران بهذه الحالة تضمن وجودها في سوريا ، وفي حال جاءتها الأوامر للانسحاب ، فإنها ستنسحب دون أن تخشى من انهيار مصالحها.
و بدأت سلطات نظام الأسد منذ مطلع الشهر الجاري (كانون الأول) حملة تبليغ واسعة النطاق للمتخلفين عن خدمة “الاحتياط” والتي تشمل كل من تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٥٠ عاماً ، اضافة لحملة اعتقالات تطال المناطق في ريف دمشق التي أبرمت ما يعرف بـ”مصالحات” مع النظام السوري، لاجبار السكان على الانضمام إما لقوات النظام أو الفيلق الخامس .
طالب ناشطون وهيئات مدنية كافة الفصائل في درعا والقنيطرة بضرورة التوجه لفك الحصار الذي يفرضه نظام الأسد على بلدة محجة شمال مدينة درعا.
وذكرت عدة مصادر أن نظام الأسد يقوم بحشد قواته من الجهة الغربية للبلدة، وقام عناصره برفع سواتر، فيما أحكم حصاره على البلدة بعد سيطرته على قرية الوردات شرقها.
ويهدف نظام الأسد من خلال تضييق الحصار على البلدة إلى دفع أهلها إلى الاستسلام أو التهجير أو القبول بمصالحة تحقق له شروطه كما فعل في حلب وداريا ومعضمية الشام ومدينة التل وقدسيا والهامة وغيرها.
وكانت عدة فصل من بينها جيش الأبابيل وألوية جيدور حوران وفرقة الحمزة وألوية سيف الشام قد أبدت استعدادها للدفاع عن بلدة محجة وفك الحصار عنهم، ولكن دون أي عمل عسكري حتى اللحظة.
نفت هيئة الطبابة الشرعية في محافظة حلب الحرة جملة وتفصيلا الأخبار التي يتداولها إعلام الأسد بخصوص العثور على مقابر جماعية لأشخاص أعدمهم الثوار في مدينة حلب خلال سيطرتهم على الجزء الشرقي من المدينة.
وأشارت الهيئة إلى أن ما يدعيه نظام الأسد محض افتراء، مؤكدة على أن المقابر الجماعية صحيحة، ولكن المدفونون فيها هم شهداء ارتقوا جراء قصف نظام الأسد وطائراته وطائرات حليفه الروسي على مدينة حلب، مشددة على أن القبور نفذت ما أجبرها على دفن الشهداء بمقابر جماعية.
وطالبت الهيئة بتشكيل لجنة حيادية لفحص الجثث وبيان سبب وفاتها، مع التحفظ عليها لحين قدوم لجنة مختصة حيادية لفحصها وبيان سبب وفاتها وطريقة القتل.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد سيطر على مدينة حلب بشكل كامل بعد أن نجح بتهجير الثوار والمدنيين منها عقب حملة قصف همجية غير مسبوقة بكافة أنواع الأسلحة، إذ خرجت آخر دفعة من المهجرين في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
ثمن رياض حجاب المنسق العامّ للهيئة العليا للمفاوضات الدور والجهود التي يبذلها أشقاء وأصدقاء سوريا في سبيل التوصل لهدنة تشمل جميع الأراضي السورية، وبالتالي تحقيق بنود القرارات الأممية الرامية للامتناع عن استخدام الأسلحة المحظورة كالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والفوسفورية.
كما وثمن سعي الدول لوقف الانتهاكات التي ترتكب بحق السوريين وفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وإيصال المساعدات للمحاصرين والإفراج عن المعتقلين وقف كافة أشكال القصف والتهجير والإعدام الميداني.
ورحب حجاب بالجهود الإيجابية لبعض القوى الدولية التي تمثل نقطة انطلاق لتحقيق تطلعات السوريين بجلب الأمن والاستقرار عبر تنفيذ مضامين بيان "جنيف 1".
وأشار حجاب إلى أن الهيئة العليا ليست معنية بأية صفقات خارجية تتم في منأى عن الشعب السوري، مشددا على أن المفاوضات يجب أن تقوم على أسس متوازنة وشاملة لا يمكن الخلاف عليها مستقبلا.
ولفت حجاب إلى أن الهيئة العليا لم تتلق دعوة لحضور أي مؤتمر أو ترتيبات رسمية، منوها إلى أنهم أكدوا على ضرورة تركيز أية مفاوضات مرتقبة على القضايا الميدانية.
وأخيرا أكد حجاب على أن الهيئة على اتصال مع سائر الفصائل الثورية بغية التعاون مع الجهود الإقليمية للتوصل إلى اتفاق هدنة وفق القوانين الدولية لسير الهدن.
أصيب متطوعون من الدفاع المدني في ريف حلب الجنوبي جراء قيام طائرات الأسد باستهداف مبنى مركز بلدة الحاضر الواقع في بلدة العثمانية بشكل متعمد ومباشر.
وأشار الدفاع المدني إلى أن القصف تسبب بخروج المركز عن الخدمة.
وفي سياق الموضوع قال حسين عساف مدير مركز الدفاع المدني في بلدة العثمانية أنّ الغارة الجويّة أدت لتضرر سيارة إطفاء وتدمير بعض المعدات التي كانت متواجدة داخل المركز بالإضافة لأضرار كبيرة لحقت بالمبنى المستهدف.
والجدير بالذكر أن مركز الحاضر نقل نشاطاته إلى بلدة العثمانية بعد سيطرة قوات الأسد على بلدة الحاضر مطلع العالم الجاري.
وكان الطيران الحربي قد شن غارات جوية اليوم على ريف حلب الجنوبي إذ استهدف قريتي البطرانة والبويضة دون وورد معلومات عن حدوث أضرار بشرية.
ارتكبت طائرات حربية "لم يتم تحديد تبعيتها بشكل دقيق" مجزرة بحق المدنيين في قرية الحجنة بريف ديرالزور الشمالي، وراح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال.
فقد أكد ناشطون على أن عدد الشهداء فاق العشرين شهيدا، فيما أصيب العشرات بإصابات متفاوتة الخطورة، فضلا عن حدوث أضرار مادية في الموقع المستهدف.
ولفت ناشطون إلى أن المجزرة حدثت بعد أن قصفت الطائرات أربع منازل في القرية تعود لعائلة "كرمان الكذالي".
والجدير بالذكر أن اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات الأسد دارت في حيي الرشدية والحويقة على إثر هجوم عنيف شنه التنظيم على مواقع الأسد، كما دارت اشتباكات أيضا في محيط مطار ديرالزور وقرية البغيلية ومنطقة البانوراما.
لليوم السادس على التوالي شنت قوات نظام الأسد مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني ومليشيات الدفاع الوطني هجوما جديدا على عدة محاور أهمها محور قرية الحسينية ومحور دير قانون ومحور وادي بسيمة في محاولة للسيطرة على مناطق وادي بردى وتمكن الثوار من صد الهجوم وقتل أكثر من 20 عنصر من القوات المهاجمة.
يقول الناشط الإعلامي سبع القلموني من وادي بردى لشبكة شام الإخبارية : " ثوار وادي بردى بايعوا على الموت ولن نكون لقمة سائغة لدى النظام وقواته وأعلنت جميع الفصائل عدم الرضوخ لمطالب لنظام بأي تهجير أو خروج من وادي بردى، ونحن من سيفرض الشروط على النظام بعد إيقافه حملته ووقف القصف سنعرض شروطنا".
يضيف الناشط سبع القلموني : " هاجم اليوم الثوار قوات نظام الأسد وحزب الله في محور قرية الحسينية وتمت السيطرة على عدة نقاط وتلة تطل على مواقع مهمة للنظام وقتل وجرح الكثير وهروب الباقي ، وصعد النظام من قصفه لقرى الوادي وتم تدمير المعبد الروماني القديم وجدد قصفه لمحطة مياه عين الفيجة ليعلن للجميع أن هدفه ليس احتلال فحسب بل تدمير كل شيء".
يذكر أن مروحيات نظام الأسد قامت بتدمير محطة مياه عين الفيجة مما تسبب بأزمة مياه في معظم أحياء مدينة دمشق وريفها واعتمدت الأهالي هناك على شراء مياه الشرب دون أي اعتراض من حكومة نظام الأسد الذي كان السبب الأول في التدمير والتهجير.
لم تكد تنتهي معركة احتلال كامل مدينة حلب ، بعد تهجير أهلها تحت ضغط لم تعهده أي مدينة سورية طوال السنوات الست ، حتى بدأت المليشيات الشيعية تعزف على وتر جديد ، يبرر وجودها ، ويرسخه لمدى طويل جداً ، مع التمهيد لانطلاق باتجاه “كربلاء العصر” الجديدة ألا وهي ثكنتي “الفوعة و كفريا”.
ميليشيات تقودها “مظلومية”
المليشيات الشيعية المرسلة من قبل ايران تستند على محور أساسي في وجودها، وتبرير مواصلة القتل التي تمارس على الشعب السوري ، على افكار “دينية” ، تقوم على المظلومية التي لحقت بالحسين (حفيد رسول الله صل الله عليه و سلم) قبل ١٤٠٠ عاماً ، هذه الأفكار الذي استخدمت بخبث من قبل نظام الأسد الساعي لحفظ وجوده ، النظام الايراني الساعي لتمديد مساحة سيطرته في استرجاع لاحلام امبراطورية “فارسية” ملّبسة بشعائر دينية.
وشكلت الميليشيات الإيرانية والعراقية و الأفغانية و الباكستانية و بالطبع اضافة حزب الله التي بلغ تعدادها أكثر من 100 ميليشيا على الأراضي السورية من مختلف الدول، العامود الفقري لقوات الأسد في العمليات العسكرية على المناطق المحررة، وصلت أعداد كبيرة منهم في بداية الحراك الثوري وتم نقلهم وتوطينهم في البلدات الشيعية منها " كفريا والفوعة" بإدلب و " نبل والزهراء" بحلب، ثم تزايدت أعداد هذه الميليشيات ووجهت للتمركز في المدن الرئيسية الأكبر وحولها كالعاصمة دمشق وحلب.
بعد مرحلتي “نبل و الزهراء” و “حلب”
ويعتبر ريف حلب الجنوبي منطقة “عزان” المركز الرئيس لتلك المليشيات في الشمال السوري، و بدأت بالانتقال إلى " منطقة الحاضر" تمهيداً للمرحلة الثالثة بعد ففتح الطريق باتجاه نبل الزهراء ، و طرد سكان حلب الرافضين لوجودهم ووجود أي محتل أو مستنبد.
ومع انتهاء العمليات العسكرية في مدينة حلب والتي لعبت الميليشيات الشيعية فيها دوراً كبيراً في قيادة العمليات العسكرية على الأرض بالتشارك مع الاحتلال الروسي الذي مهد جواً لأكثر من 8 أشهر على الأحياء الشرقية المحررة، وتولي الميليشيات عمليات المواجهة مع الثوار بشكل مباشر في معارك الكاستيلوا والراموسة ومعارك الأحياء داخل المدينة، والتي انتهت بتهجير أكثر من 100 الف مدني خارج حلب، وبذلك تمت السيطرة على كامل المدينة وربطها بالريف الشمالي وصولاً لنبل والزهراء، بدأ اليوم الحديث عن هدف الميليشيات الشيعية الثالث بعد نبل والزهراء وحلب، والمتمثل ببلدتي " كفريا والفوعة" بريف محافظة إدلب المحاصرتين من قبل الثوار منذ الشهر الثالث من عام 2014 بعد تمكن الثوار من تحرير محافظة إدلب وبقاء الميليشيات الشيعية داخل البلدتين حتى اليوم.
اخلاء الفوعة من “الضعفاء”
ولعل عملية الإجلاء لحوالي ٣ ألاف شخص من بلدتي كفريا والفوعة والتي تمت بعد تعطيل الميليشيات الإيرانية وحزب الله اتفاق خروج أهالي مدينة حلب، طلبهم بإخراج جزء من أهالي البلدتين دون الضغط لإخراج الكل، يرسم تساؤلات كبيرة عن سبب اخراج مايقارب الـ 3000 شخص جلهم من الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن، دون إخراج المقاتلين الشيعية ومن معهم من المقاتلين الأجانب الذين دخلوا للبلدتين قبل إطباق الحصار عليهما، هذه العملية من شانها حسب مراقبين أن تعطي الميليشيات الشيعية في البلدتين المحاصرتين حرية اكبر في الحركة والدفاع والصمود، بعد ان اخرجوا من كان يعيقهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
اعادة الترتيب للانطلاق من جديد
وإذا ما حاولنا التعمق والتنبؤ بمعركة الميليشيات الشيعية باتجاه بلدتي كفريا والفوعة لفك الحصار عنهما، لاسيما بعد عمليات التجييش المذهبي الأخير لـ " مظلومية الفوعة" وتداول انباء عن سحب الميليشيات الشيعية من مدينة حلب بعد سيطرتهم عليها، والعودة من جديد للريف الجنوبي تمهيداً لانطلاق عملية عسكرية واسعة النظام، سيكون هدفها الأول هو الانطلاق من بلدة الحاضر باتجاه العيس والتلال المحيطة بها، وخان طومان في آن واحد، لتكون هذه المناطق نقطة الانطلاقة لقطع اتستراد حلب دمشق، والتقدم غرباً في ريف إدلب.
تاريخ أسود لـ”ايران”
هذه المعركة التي سبق أن حاولت الميليشيات الشيعية لمرات أن تخوضها وتقدمت باتجاه العيس وسيطرت على تلالها ثم تقدمت باتجاه الاتستراد ومنطقة إيكاردا، إلا أنها لاقت مواجهة شرسة من فصائل الثوار، حيث شهدت المنطقة معارك طاحنة في أواخر عام 2015 تكبدت فيها الميليشيات الشيعية المئات من القتلى والجرحى في صفوفها، وخسائر كبيرة أمنيت بها على جبهات العيس وخان طومان، ولم تستطع تحقيق هدفها في بلوغ الاتستراد الدولي والسيطرة على التلال التي تكشف المنطقة، رغم كل ما قدم لها من دعم جوي من الطيران الحربي الروسي، ومع ذلك فإنها ماتزال تطمح لإعادة الكرة، والتوجه باتجاه بلدتي " كفريا والفوعة" لفك الحصار عنهما.
ولعل الثوار يدركون أهمية معركة العيس والاتوستراد الدولي، ولكت إعادة تجميع الميليشيات في ريف حلب الجنوبي بعد الانتهاء من مدينة حلب، من شانه أن يطلق صافرات الإنذار من جديد للجميع لتوخي الحذر وأخذ التدابير اللازمة لأي هجوم قد يحصل في المنطقة، حيث أثبتت عملية الإجلاء الأخيرة من كفريا والفوعة، إضافة لاستمرار عمليات الإمداد الجوي بالذخيرة والسلاح للمحاصرين في البلدتين، أن المنطقة على موعد مع معركة كبيرة سيكون منطلقها من ريف حلب الجنوبي.
خزان “الفوعة” البشري
كما حذر مراقبون من الميليشيات الشيعية المحاصرة في البلدتين، حيث يتواجد أكثر من أربع آلاف مقاتل مدرب بينهم المئات من الميليشيات الإيرانية وحزب الله، لم تتوقع عمليات إمدادهم بالسلاح والذخائر الخفيفة والمتوسطة منذ بدء الحصار حتى اليوم، على الرغم من توقف العمليات العسكرية في المنطقة بعد توقيع اتفاق المدن الأربعة، إلا أنهم يعملون على التحضير لمعركة فك الحصار، حيث ستلعب الميليشيات الشيعية في داخل البلدتين على إشغال الثوار وفتح عدة جبهات ربما باتجاه بنش وتفتناز ومعرة مصرين، في الوقت الذي ستتقدم فيه الميليشيات الشيعية من ريف حلب الجنوبي باتجاه الغرب، وهذا مايستوجب الحذر والحذر الشديد من غدر هذه الميليشيات، لأن الامر لن يتوقف عند معركة فك للحصار، بل ستغدوا هاتين البلدتين منطلقاً لشن عمليات برية على جميع المناطق المحيطة حولها وتشكل تهديد كبير في قلب المحافظة، ربما بكون بالتوازي مع معارك أخرى من الريف الغربي لجسر الشغور وريف حماة الشمالي تستهدف المحافظة.
ادلب و نسيجها “السياج”
بالمقابل يتحدث مراقبون أن الميليشيات الشيعية تعي جيداً مغبة المخاطرة والدخول في محافظة إدلب ذات النسيج السكاني الموحد، ولو اختلفت فصائلها في مسائل الاندماج والتوحد وظهرت فيها التفرقة، إلا أن لمحافظة إدلب خصوصية تميزها عن جميع المحافظات في التكاتف والتعاضض لجميع الثوار في أي خطر يهدد أمن أرضهم، حيث ان المعركة لن تكون سهلة ولن تنجز بأيام، ويتوقع أن تتكبد فيها الميليشيات الشيعية عشرات القتلى والخسائر في حال فكرت بالدخول لمناطق المحافظة، هذا عدا عن وجود العديد من المكونات الثورة من المحافظات الأخرى التي تدرك جيداً مغبة دخول الميليشيات الشيعية للمناطق التي هجرت إليها، وبالتالي سيكون الدفاع مستميتاً عن المنطقة، يضاف لذلك أنباء ليست بالمؤكدة عن تجهيز الثوار أنفسهم لمعركة وشيكة على بلدتي كفريا والفوعة في حال فكرت أي من الجهات فك الحصار عنها، وأن أنفاقاً عدة جهزت لأكثر من عام تم العمل عليها وسيتم استخدامها في حال عجت غبار المعركة حسب بعض التسريبات التي لم نتأكد من صحتها.
بدمار تجاوز نسبة 70% من بناء منشأة عبن الفيجة في قرى و بلدات وادي بردى غرب العاصمة دمشق ، و أضرار كبيرة بالأنابيب و آبار المياه التي تغذيها، أعلنت الهيئات المدنية في قرى و بلدات وادي بردى خروج المنشأة بشكل نهائي عن الخدمة , حيث تمكن الناشطون هنالك من توثيق سقوط أكثر من 20 برميل متفجر عليها و أكثر من 15 صاروخ فراغي.
بخروج منشأة عين الفيجة عن الخدمة بدأت أزمة المياه بالتصاعد بشكل تدريجي في العاصمة السورية دمشق , اذ وصل ثمن برميل واحد من المياه في المناطق التي يتوفر فيها آبار ارتوازية الى اكثر من 2500 ليرة سورية بينما في المناطق الغير موجودة فيها آبار و المعتمدة بشكل كامل على مياه عين الفيجة وصل ثمن اللتر الواحد من المياه الى اكثر من 150 ليرة سورية , وسط استغلال كبير يمارسه أصحاب صهاريج المياه نظراً لحاجة الناس لتلك المادة .
كعادته أعلام النظام لا يوفر اي مناسبة للإلصاق التهمة بالثورة و ثوارها فمن خلال مدير عام مؤسسة المياه و الصرف الصحي التابعة لنظام الأسد في دمشق و ريفها، اتهم الثوار أو كما أسماهم المسلحين بالوقوف خلف ازمة المياه في دمشق ، و أدعى انهم أقدموا على سكب مئات البراميل من المازوت و عشرات الحاويات من المواد الملوثة في نبع عين الفيجة ليحرموا دمشق و ريفها من مياه الشرب , كما و أشار في مداخلته عبر احدى محطات الأسد، الى خطة تقنين جديدة للمياه ستنفذ في العاصمة دمشق و ان المؤسسة ستعمل على تأمين 35 للتر للمواطن كل ثلاثة أيام ، مؤكداً ان المؤسسة عاجزة تماماً في الوقت الحالي عن محاسبة المستغلين نظراً لأهمية عملهم في الوقت الحالي .
معاذ القلموني ناشط أعلامي داخل بلدة قرية عين الفيجة قال : " منذ بدء الحملة و حتى اللحظة النظام لا زال يركز قصفه على منشأة عين الفيجة رغم خروجها بشكل كامل عن الخدمة و حرمانه لأكثر من 6 ملايين انسان في العاصمة السورية دمشق و ريفها من مياه الشرب "
يرى القلموني : " ان النظام يكثف من قصفه لنبع عين الفيجة بهدف الضغط على الثوار و المدنيين داخل قرى و بلدات وادي بردى للاستسلام و القبول بأي حل او مبادرة قد يقدمها خلال الأيام القادمة مستغلاً تعاطف الثوار مع مدنيي العاصمة دمشق و ريفها "
كمال جمال الدين ناشط مدني من قرية بسيمة قال : " ان النظام بإخراجه لنبع الفيجة عن الخدمة وضع نفسه امام خياران صعبان او الاستمرار بالحملة و حرمان العاصمة السورية و ريفها من المياه لأشهر أو أيقافها و الرضوخ لمطالب الثوار و المدنيين داخل قرى و بلدات الوادي و التي لا يتعدا سقفها أيقاف القصف و فك الحصار المفروض "
يرى جمال الدين : " أن النظام و على مدار الستة اعوام من عمر الثورة أثبت للعالم اجمع انه لا يفرق بين صراخ موالي او معارض و أن اي ضغط سيمارس من قبل المدنيين في العاصمة دمشق بخصوص موضوع المياه لن يقابل من حكومة النظام و مؤسساته الا بالتسويف و الوعود بانه سيحرر نبع عبن الفيجة خلال ايام و ستعود المياه الى مجاريها كما كانت "
منذ اليوم الاول للحملة سارعت الهيئات المدنية و الناشطين في قرى و بلدات وادي بردى الى توثيق عمليات القصف التي طالت القرى عموماً و منشأة عين الفيجة خصوصاً كما و حذروا من مغبة استهدافها و خروجها عن الخدمة الامر الذي من شانها وضع احياء العاصمة دمشق في كارثة حقيقة متمثلة بحرمان أكثر من 6 ملايين انسان من مياه الشرب او الغسيل .
أكدت الهيئة العليا للمفاوضات أنها لم تطلع على أي تفاصيل بما يُسمى "مفاوضات الاستانة" المزمع عقدها في كازاخستان، وفق ما تروج روسيا ، مشدداة على أنها لم تتلق أي دعوة بهذا الشأن.
و أكدت الهيئة العليا للمفاوضات ، في تصريح صحفي حصلت شبكة “شام” الاخبارية ، على نسخة منه ، على التزامها بالحل السياسي وفق بيان جنيف 2012 وما تضمنه بيان مؤتمر الرياض والقرارات الدولية ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن، مشيرة إلى التزامها بمفاوضات جادة في اطار الشرعية الدولية وتحت مظلة الامم المتحدة، تبدأ بمناقشة الانتقال السياسي وتنتهي ببدء مرحلة انتقالية ضمن جدول زمني واضح لا وجود للاسد ولا لمن اقترف الجرائم بحق السوريين فيها.
و كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طرح فكرة عقد مؤتمر بين المعارضة السورية و نظام الأسد ، في كازاخستان منتصف الشهر القادم، و استبعدت منه روسيا الهيئة العليا للمفاوضات حيث سيكون المشاركون ممن تقبل بهم روسيا ، لتطبيق بنود ما يعرف بـ”بنود موسكو” التي تمخضت عن اجتماعات عسكرية و سياسية ثلاثية بين روسيا و ايران و تركيا.
تحدثت مصادر ميدانية و أخرى اعلامية كردية ، عن بدء حركة خروج الفصائل الكردية الانفصالية من حي الشيخ المقصود، الذي تسيطر عليه منذ ثلاث سنوات ، نتيجة ضغط من قوات الأسد و حلفاءه ، بعد تهجير سكان الأحياء الشرقية في المدينة قبل اسبوع.
وتتحدث الوسائل الاعلامية الكردية أن قوات الأسد و حلفاءه أمهلت وحدات حماية الشعب الكردية ، التي تسيطر على الحي ، مهلة حتى نهاية الشهر الحالي لابرام اتفاق يعيد من خلاله النظام سيطرته على الحي ، واعادة فتح مقراته الأمنية ، بعد أن حاول النظام فتح مخافر له في الحي ، وانشاء حواجز مشتركة مع المليشيات الشيعية الارهابية ، والذي جوبه برفض من الفصائل الانفصالية.
كما و أشارت الوسائل الاعلامية ذاتها إلى أن الدفعة الأولى من الوحدات الكوردية خرجت ،يوم أمس، من الحي متجهة إلى مدينة عفرين ، دون ايراد أي تفاصيل .
ولعبت الفصائل الكردية الانفصالياً دوراً في الهجوم الذي شنه الأسد و المليشيات الشيعية الارهابية المدعومة من ايران و كذلك العدو الروسي، على الأحياء الشرقية المحررة في تشرين الثاني الفائت، حيث استحوذوا على ستة أحياء كانت خاضعة للثوار بالقرب من حي الشيخ مقصود ، كما سبق و أن لعبت دوراً مشابهاً ابان سيطرة النظام على طريق الماستلو و ادخال حلب في الحصار في تموز الفائت.