طرحت وكالة “رويترز” سيناريو مثير للجدل حول فحوى الاتفاق الثلاثي الذي جمع “روسيا و ايران و تركيا” ، حول سوريا و الذي يقضي ، وفق الوكالة ، إلى تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ و بقاء الأسد حتى انتهاء ولايته المزعومة ، على أن يخلفه رئيس من ذات الطائفة.
وقالت الوكالة بناء على مصادها أن اتفاقا سيسمح بحكم ذاتي إقليمي في إطار هيكل اتحادي تسيطر عليه طائفة الأسد “العلوية “ولا يزال في مراحله الأولى وهو عرضة للتغيير وسيتطلب موافقة الأسد والمعارضة وفي نهاية المطاف دول الخليج والولايات المتحدة.
وقال أندرو كورتونوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية وهو مركز أبحاث مقرب من وزارة الخارجية الروسية “هناك تحرك صوب حل وسط… الاتفاق النهائي سيكون صعبا لكن المواقف تتغير.”
ويقول عدد من المصادر إن سلطات الأسد ستتقلص بموجب اتفاق بين الدول الثلاث. وستسمح له روسيا وتركيا بالبقاء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة عندما يتنحى لصالح مرشح علوي أقل إثارة للانقسام.
وتضيف المصادر أن إيران لم تقتنع بذلك بعد. لكن على أي حال سيرحل الأسد في آخر الأمر بطريقة تحفظ ماء الوجه مع ضمانات له ولأسرته.
وقال كورتونوف رافضا ذكر أسماء “تردد ذكر اسمين في القيادة (كخليفتين محتملين).”
وقال السير توني برينتون السفير البريطاني السابق لدى موسكو لرويترز “ستكون جائزة كبيرة جدا لهم إذا استطاعوا أن يظهروا أنهم في صدارة المشهد ويغيرون العالم. اعتدنا جميعا على أن الولايات المتحدة تفعل ذلك ونسينا أن روسيا اعتادت اللعب على نفس المستوى.”
إذا نجحت روسيا في مساعيها فسوف تبدأ محادثات جديدة بين نظام الأسد والمعارضة في منتصف يناير كانون الثاني في استانة عاصمة قازاخستان .
وقال مسؤول أمريكي رفض نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع “هذه الدولة التي لديها اقتصاد في حجم اقتصاد إسبانيا .. أقصد روسيا.. تتبختر وتتصرف كما لو كانت تعرف ماذا تفعل.
“لا أعتقد أن الأتراك والروس يمكنهم فعل ذلك (المفاوضات السياسية) من دوننا.”
وتقول مصادر روسية إن الخطوة الأولى هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد ثم الشروع في المحادثات. وسيكون الهدف عندئذ إشراك دول الخليج ثم الولايات المتحدة وفي مرحلة لاحقة الاتحاد الأوروبي الذي سيطلب منه- ربما مع دول الخليج- أن يتحملوا فاتورة إعادة الإعمار.
وتقول عدة مصادر على معرفة بالعملية إن بوتين توصل إلى سلسلة من التفاهمات خلف الكواليس مع نظيره التركي طيب إردوغان لتسهيل الوصول إلى اتفاق محتمل.
وقالت نفس المصادر إن موسكو دفعت إيران إلى قبول فكرة مسعى ثلاثي للسلام بحمل تركيا على التخلي عن مطالبها برحيل الأسد قريبا.
وقال مسؤول كبير بالحكومة التركية رفض نشر اسمه “أولويتنا ليست رحيل الأسد ولكن هزيمة الإرهاب.
“لا يعني ذلك قبولنا بالأسد. لكننا توصلنا إلى تفاهم. فعندما يتم القضاء على (تنظيم) الدولة الإسلامية فربما تساعد روسيا تركيا في سوريا في القضاء على حزب العمال الكردستاني.”
وأضاف المسؤول التركي نفسه “لدينا بالطبع خلافات مع إيران. فنحن ننظر لبعض القضايا بطريقة مختلفة لكننا نتوصل إلى اتفاقات لإنهاء المشكلات البينية.”
وقال أيدين سيزر رئيس مركز دراسات تركيا وروسيا للأبحاث في أنقرة إن تركيا “تخلت تماما الآن عن مسألة تغيير النظام” في سوريا.
بيد أن الموقف العلني لتركيا لا يزال مناهضا للأسد بشدة وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الأربعاء إنه يستحيل حدوث انتقال سياسي في وجود الأسد.
وقال برينتون السفير البريطاني السابق إن موسكو وأنقرة توصلتا إلى اتفاق لأن موسكو احتاجت تركيا لإخراج المعارضة من حلب وللمجيء إلى مائدة التفاوض.
وأضاف “الغرض الحقيقي للأتراك من اللعبة ومبعث قلقهم هو ظهور كردستان شبه مستقلة داخل سوريا وما له من تداعيات مباشرة عليهم.”
وتريد تركيا أن تسيطر بشكل غير رسمي على مساحة من شمال سوريا توفر لها منطقة آمنة لإيواء النازحين وقاعدة لمعارضي الأسد وحصنا ضد النفوذ الكردي.
ومصير الباب تلك المدينة التي تسيطر عليها تنظيم الدولة ، عامل آخر في هذا الصدد. فإردوغان مصمم على سيطرة قوات المعارضة المدعومة من تركيا على المدينة لمنع الفصائل الكردية المسلحة من فعل الشيء نفسه.
وقال عدد من المصادر إنه كان هناك تفاهم بين أنقرة وموسكو على إمكانية مغادرة مقاتلي المعارضة حلب للمساعدة في السيطرة على الباب.
وتقول مصادر دبلوماسية روسية وغربية إن إيران ستصر على الحفاظ على هذا الممر وعلى بقاء الأسد في السلطة في الوقت الحالي. وإذا تنحى بالفعل فسوف ترغب طهران أن يحل محله آخر من الطائفة العلوية التي تعتبرها أقرب الطوائف إلى الشيعة.
وربما تكون إيران أكبر حجر عثرة في طريق اتفاق أوسع. فقد قال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إن السعودية يجب ألا تشارك في المحادثات بسبب موقفها من الأسد حيث تطالب الرياض بتنحيه عن السلطة.
وكثيرة هي الشكوك بشأن فرص التوصل إلى اتفاق أوسع.
وقال دينيس روس الذي عمل مستشارا للإدارات الديمقراطية والجمهورية الأمريكية ويعمل الآن بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه لا يعتقد أن اتفاقا من هذا القبيل سيجلب السلام إلى سوريا.
وقال لرويترز “أشك في أن هذا سينهي الحرب في سوريا حتى بعد (معركة) حلب. وجود الأسد سيظل مصدرا للصراع مع المعارضة.”
فر ملايين السوريين من منازلهم وأحياءهم ومدنهم وبلداتهم وقراهم في مختلف المحافظات السورية إلى دول الجوار السوري خوفا من القصف الأسدي والروسي الذي تسبب بسقوط مئات الآلاف من المدنيين بين شهيد وجريح.
فقد اقترب عدد اللاجئين السوريين المسجلين بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، من نحو 6 ملايين سوري.
واحتلت تركيا المرتبة الأولى من حيث استقبالها للاجئين، إذ تم تسجيل ما لا يقل عن 1.9 مليون لاجئ توزعوا في مخيمات عدة في محافظة هاتاي.
واحتلت لبنان المرتبة الثانية ببن دول الجوار واستقبلت نحو1.7 مليون لاجئ، توزعوا في مخيمات عديدة في عكار والبقاع.
واستقبل الأردن ما لا يقل عن 1.4 مليون لاجئ، مكث أغلبهم في مخيم الزعتري والمفرق وفي باقي المحافظات.
أما العراق فاستقبل أكثر من 500 ألف لاجئ توزعوا في مناطق عديدة داخل البلد، الذي يعاني ويلات الحرب أيضاً، بحسب العربية نت.
هذا في حين استضافت دول المغرب العربي في كل من ليبيا والجزائر والمغرب ما لا يقل عن 40 ألف لاجئ سوري.
سقط خمسة شهداء وعدد من الجرحى كحصيلة أولية في مدينة درعا جراء قيام قوات الأسد باستهداف منازل المدنيين بقذائف المدفعية الثقيلة، كما وتسبب القصف بسقوط عدد من الجرحى بإصابات خطرة.
وأكد ناشطون على أن مدفعية الأسد قصفت أحياء درعا البلد بالعديد من القذائف، ما أدى لسقوط 5 شهداء وسبعة جرحى جميعهم من الأطفال والنساء، علما أن حصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع نظرا لخطورة إصابات الجرحى.
ووثق ناشطون أسماء الشهداء، وهم:
1- ميسون منصور قطيفان.
٢- وداد منصور قطيفان.
٣- إخلاص موسى قطيفان.
4- عطالله موسى قطيفان.
5- شهيد مجهول الهوية حتى اللحظة.
وكان الطيران الحربي قد شن غارات جوية على مدينتي الحراك وبصر الحرير وبلدة الصورة بريف درعا ما أدى لسقوط عدد من الجرحى بين المدنيين، وتعرضت مدينة داعل وأيضا قرية جدل بمنطقة اللجاة لقصف مدفعي عنيف دون سقوط أي إصابات.
تمكن الثوار من قتل وجرح العديد من قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها على جبهة ضاحية الأسد غرب مدينة حلب، بعد استهداف مجموعتين بصاروخين مضادين للدروع.
وقام الثوار في البداية باستهداف عدد من العناصر بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى لإيقاعهم بين قتيل وجريح، وبعد ذلك حاولت مجموعة أخرى إسعافهم ونقلهم إلى المشافي، قبل أن يتم استهدافهم بصاروخ آخر أوقعهم بين قتيل وجريح أيضا.
وكان الثوار قد تمكنوا في الثامن والعشرين من الشهر الماضي من قتل أكثر من 10 عناصر من قوات الأسد بعد استهداف تجمعهم على جبهة ضاحية الأسد أيضا بصاروخ موجه.
والجدير بالذكر أن الثوار سيطروا خلال معركة حلب الكبرى على ضاحية الأسد بشكل كامل في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر، قبل أن يخسروها بعد هجوم بري عنيف من قبل نظام الأسد والميليشيات الشيعية المدعومة بتغطية جوية روسية.
قامت ،عصر اليوم ، دورية أمن تابعة للأسد ، مؤلفة من عدد من الضباط و العناصر بمداهمة عدد من المنازل في مدينة الهامة غرب العاصمة السورية دمشق و اعتقلت 5 شبان من ابناء البلدة الذين كانوا قد عقدوا مصالحة و تسوية مع قوات النظام منذ اتمام اتفاق قدسيا و الهامة ، قبل شهر .
بحسب الناشطون الذين لا زالوا موجودين داخل مدينة الهامة ، ان تصرف من قبل قوات النظام آثار غضب الأهالي في المدينة و نزلوا للاعتصام في ساحة المدينة الرئيسية و رفعوا عدة شعارات طالبوا فيها قوات النظام الالتزام بالاتفاق و بضرورة إطلاق سراح المعتقلين الخمسة و عدم الاعتراض للبقية .
يذكر أن من أهم بنود المصالحات و التسويات مع قوات النظام في كافة المناطق تنص على منح مهلة للمنشقين عن قوات الأسد و المتخلفين عن خدمة العمل مدتها 6 أشهر ليتمكنوا من تسوية امورهم المدنية فالمتخلفين يكون لديهم الوقت الكافي ليعدوا ترتيب أوراق دراستهم و التأجيل بشكل نظامي بموجب ورقة مدرسية او جامعية أما المنشقين فالمدة من شأنها منحهم الوقت ليحسموا قراراهم .
زكريا الأحمد ناشط إعلامي من مدينة الهامة من المهجرين بشكل قسري باتجاه الشمال قال :" اغلب النشطاء المدنيين و الذين لم ينغمسوا بالحراك المسلح غادروا مدينتهم باتجاه مدينة أدلب شمالاً خوفاً من مسلسل الاعتقالات و التغييب القسري ، و لعلمهم المسبق بأن نظام الأسد لا عهد له و لا يمكن الثقة به على مدار الخمسة أعوام الماضية لم نراه التزم بأي اتفاق أجراه مع قوى المعارضة على طول و عرض الخارطة السورية "
دخلت بلدتي قدسيا و الهامة باتفاق مع قوات النظام في 13/11/2016 بعد ضغوطات عسكرية كبيرة من قبل النظام أجبرت جزء من الثوار بداخلها على الرضوخ للأمر الواقع و القبول بخروجهم باتجاه مدينة ادلب شمالاً و بقاء عدد كبير من الشباب المتخلفين و المنشقين عن الجيش ليرضوا بمرارة التسوية من دون ضمان من اي جهة .
أجمعت القوى الثورية في بلدة معرة حرمة بريف إدلب، على تشكيل كتيبة أمنية لتأمين حماية البلدة على مدار الأربع والعشرين ساعة ضد أي اعتداء تتعرض له، وذلك بعد سلسلة عمليات اغتيال نفذتها خلايا مجهولة بحق عدد من الفصائل، من بينها مداهمة مقر لجيش إدلب الحر وتصفية قائدين عسكريين رمياً بالرصاص بأسلحة كاتمة للصوت.
ودعت الكتيبة الأمنية جميع الفصائل والجهات الأمنية لديها بعدم تنفيذ أي عمل امني ليلاً داخل البلدة، وذلك لعدم استتباب الأمن في البلدة والحوادث المتكررة التي كانت الأعمال الأمنية ذريعة لها، مع قرار يمنع دخول أي شخص ملثم للبلدة ليلاً أو نهاراً تحت طائلة الاستهداف المباشر.
كما منعت الكتيبة الأمنية إطلاق النار في البلدة ليلاً في أي حدث كان، تحت طائلة الغرامة وسحب السلاح، وطالبت القضاء والمحاكم الشرعية بعدم اعتقال أي مطلوب إلا من خلال الكتيبة الأمنية في البلدة.
وكانت شهدت بلدة معرة حرمة خاصة وبلدات الريف الجنوبي لإدلب عامة، حالة من الخلل الأمني خلال الأسبوع الفائت، حيث نفذت مجموعات ملثمة عدة عمليات أمنية في البلدة ومحيطها طالت عدة حواجز ومقرات للثوار خلفت العديد من الضحايا.
دك الثوار مواقع عدة لقوات الأسد في الريف الغربي لحماة بصواريخ الغراد وقذائف المدفعية وحققوا إصابات مباشرة، نصرة لأهالي وثوار منطقة وادي بردى بريف دمشق.
فقد قام الثوار باستهداف كل من مدينتي ديرمحردة وسلحب وقريتي الصفصافية والربيعة وأيضا معسكر جورين ومطار حماة العسكري ونقاط عسكرية محيطة بمدينة محردة بقذائف المدفعية وصواريخ الغراد.
كما وصد الثوار هجمات لنظام الأسد على محور تل حوير بريف حماة الشمالي الشرقي، وجرحوا عنصرين، وبعد ذلك وقع العديد من العناصر بحقل ألغام وفروا لمواقعهم التي انطلقوا منها.
وأعلن الثوار عن قنص عنصرين من قوات الأسد داخل حاجز المداجن على جبهة الكم في سهل الغاب بالريف الغربي.
وفي سياق آخر قصف نظام الأسد عدة نقاط في ريفي حماة الشمالي والشرقي بقذائف المدفعية والصواريخ، وشنت الطائرات الحربية غارات جوية عدة، ما أدى لسقوط جرحى في صفوف المدنيين.
ففي الريف الشمالي شن الطيران الحربي غارات جوية على مدينتي كفرزيتا واللطامنة، وتعرضت منازل المدنيين في المدينتين ومدينة حلفايا وقرية الزلاقيات لقصف مدفعي وصاروخي عنيف تسبب بسقوط جرحى في صفوف المدنيين بجروح خطرة.
وفي الريف الشرقي شن الطيران الحربي غارات جوية عدة على ناحية عقيربات ومنطقة "قصر بن وردان" بالريف الشرقي دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
قالت الفاصائل الكردية الانفصالية أن ثلاثة عناصر من التابعية التركية ، قتلو خلال المعارك الدائرة ضمن عملية “غضب الرقة”، التي تقودها تلك الفصائل بمشاركة عناصر أجنبية و مساندة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
و أعلن فصيل “وحدات حماية الشعب” الكردي الانفصالي ، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ،ثلاثة مقاتلين أتراك وهم: عبد المطلب ضومان من مدينة وان التركية، وفيدات يوسف أوغلو من اسطنبول هاروق باجوك من مدينة ماردين التركية، قتلو خلال الفترة الممتدة من ٢٣ الشهر الجاري و ٢٥ منه.
نشر تنظيم الدولة في ٢٣ الشهر الجاري، صوراً لقتلى قال انهم جنود من غربيين قضوا في الاشتباكات مع عناصر التنظيم في الريف الغربي من مدينة الطبقة، حيث تشهد المنطقة لا سيما محاور جعبر اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة وعناصر قوات "قسد".
الصور التي نشرت تظهر جثثاً عدة لجنود يبدو أنهم من جنسيات غير عربية بعضهم يلبسون لباس المارينز والجيش الأمريكي، خاضوا الاشتباكات ضد عناصر التنظيم ضمن صفوف قوات "قسد" التي تتلقى دعم كبير من القوات الأمريكية على الأرض في قتال التنظيم، ومن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت أعلنت "قسد" التي تقودها الوحدات الكردية الانفصالية، عن معركة باسم" غضب الفرات" قبل أكثر من شهر تستهدف السيطرة على ريفي مدينة الرقة الشمالي والغربي، قتل خلالها العشرات من عناصرها من جنسيات مختلفة، وسط سعيها للتقدم باتجاه مدينة الطبقة حيث تتركز الاشتباكات في المنطقة، وسط قصف جوي عنيف من طيران التحالف الدولي يستهدف المناطق المدنية خلفت شهداء وجرحى مدنيين.
شكل تعقيد المرحلة الراهنة من عمر الثورة السورية مع احتلال روسيا والميليشيات الشيعية لمدينة حلب، وسط بدء الحديث عن سعي روسيا لفرض حل سياسي في سوريا والتمهيد لوقف إطلاق للنار في كامل المحافظات السورية، وسط استمرار عمليات التضييق على المناطق الثائرة في ريف دمشق والسعي لإخلاء جميع هذه المناطق، لتتم لروسيا السيطرة الكاملة على أكبر قاعدتين شعبيتين وذات ثقل كبير وهما "دمشق و حلب"، الأمر الذي يتطلب برؤية البعض أن تحافظ روسيا على هاتين المدينتين بأي شكل من الأشكال مع تأمين خطوط الإمداد الكاملة بينهما.
الانتقال للعسكرة بعد فشل السايسة
وحسب التسريبات الروسية عن الخطة المسمات بـ “المدن الحضرية“ أو اختصار “M5” فإن فشل الحل السياسي المطروح حاليا، سيدفع روسيا للتصعيد العسكري في سوريا، والسعي لتـأمين المناطق الرئيسية ابتداء من دمشق مروراً بحمص وحماه و بالطبع الساحل، و أخيراً حلب، وهذا ما يدفع روسيا لخوض معارك عنيفة على الأرض لتوسيع دائرة وضمان خطوط الإمداد.
تأمين خط الامداد
ومن خلال البحث في السيناريوهات المطروحة ضمن الخطة المشار إليها فإن روسيا ستسعى لتأمين خط الإمداد الرئيسي بين حلب ودمشق المتثل بالاتستراد الدولي الذي يمر عبر محافظات حمص وحماة وإدلب وصولاً لحلب، وهذا ما يعني الدخول في معركة طويلة الأمد للسيطرة على كامل هذا الطريق، وإلا فإن قواتها ومناطق نفوذها في حلب ستتعرض لتهديدات مستمرة من الثوار وهذا مالا تريد أن تصل إليه روسيا ضمن خطتها المرسومة، لأنها غير قادرة على الاستمرار في حرب استنزاف طويلة على الأراضي السورية والاستمرار في دفع التكاليف الباهظة.
خيار الهجوم من ريف حماه
وفي استعادة بسيطة لتاريخ المعارك التي شهدها الاتستراد الدولي، والخطوات التي يترتب على روسيا أن تتبعها للسيطرة عليها، فإن ريف حماة سيكون منطلقاً لهذه العمليات بالتوازي مع انطلاقة للميليشيات الشيعية من ريف حلب الجنوبي، حيث يترتب على روسيا السيطرة على مدينة مورك والتقدم شمالاً باتجاه مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ثم الخوض في مغامرة كبيرة للتقدم عبر "طريق الموت" على طول خط الاتستراد من خان شيخون حتى مدينة معرة النعمان، ومن ثم التقدم باتجاه مدينة سراقب، وبالتالي تلتقي القوات المهاجمة مع ريف حلب الجنوبي في منطقة إيكاردا جنوب حلب.
هذه العملية وإن فكرت روسيا في خوض غمارها فانها ستتطلب أعداد كبيرة من القوات البرية، ولربما عمليات قصف وتمهيد طويلة على طول خط سير الاتستراد، وفي حال تمكنت من التقدم فرضياً فإنها تحتاج للتوسع على أطراف الاتستراد من الجهتين لمسافة تضمن أمن هذا الاتستراد، وتضمن عدة تعرضه لهجمات قد تعيد قطعه وبالتالي تهديد خطة روسيا المطروحة ضمن السيناريوهات العسكرية المتعددة.
تاريخ “مؤرق” .. "طريق الموت"
وشهد الاتستراد الدولي من مورك بريف حماة الشمالي، حتى طريق الموت بين خان شيخون ومعرة النعمان، وطريق معرة النعمان سراقب معارك طاحنة في 2012 و 2013 خسرت فيها قوات الأسد المئات من الدبابات والألاف من العناصر، في معارك طويلة خاضها الثوار على عدة جبهات، حتى لقبت مورك بمرتكبة مجازر الدبابات، وعرف طريق خان شيخون - معرة النعمان بطريق الموت، لكثرة ما لاقت فيه قوات الأسد والميليشيات التي ساندتها من مقتلة كبيرة، أيضا طريق خان السبل بين معرة النعمان وسراقب أيضا مازالت قطع الدبابات المتناثرة على أطراف الاتستراد تشهد للمعارك التي خاضها الثوار في تلك الفترة على الرغم من قلة إمكانياتهم العسكرية آنذاك.
مفاتيح القوة
ويرى مراقبون أن روسيا التي تحدثت ضمن الخطة الروسية للسيطرة على طريق الأتستراد الدولي الرابط بين دمشق وحلب، تعي جيداً مغبة الدخول في حرب طويلة مع عشرات الفصائل على أرض سبق أن شهدت مثيلاً لهذه المعارك واكتسب فيها الثوار تكتيكات كبيرة لطرق التعامل مع الدبابات عبر خطوط الاتستراد المكشوفة، حيث يملك الثوار مجالاً واسعاً للتحرك في المنطقة وعلى طرفي الأتستراد من مورك جنوباً حتى إيكارداً شمالاً.
أيضاَ إن خوض غمار معركة الاتستراد وسط وجود مدن رئيسية يمر بها الأتستراد كمورك وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب، سيكلف روسيا الكثير للسيطرة على هذه المدن لتأمين طريق عبورها، وبالتالي فإن المعركة لن تحسم بأشهر وربما تحتاج لأكثر من عام، وهذا مالاتريده روسيا في الغرق أكثر في الملف السوري وتحمل التكاليف الباهظة، ولإدراكها التام بعدم ضمان نتائج هذه المعركة.
خيار “خناصر”
أما عن البديل المطروح عن الخطة الروسية وهي باكتفاء روسيا بتأمين خط امداد من دمشق إلى حلب، بتكاليف وخسائر أقل، يتمثل في التوسع في طريق خناصر - إثريا، وضمان أمن هذا الطريق من خلال السيطرة على كيلوا مترات إضافة على أطراف هذه الأتستراد وبناء قواعد مركز رئيسية للقوات الروسية تضمن حماية هذا الطريق، وبالتالي العدول عن الخطة " أم 5" التي لاتعرف عواقبها ولاتضمن نتائجها.
هذه السيناريوهات المحتملة في حال فشل الاتفاق الروسي التركي مع فصائل الثوار في إيجاد أرضية صلبة للتمهيد للحل السياسي والانتقال السلمي في سوريا، لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى مكونات الثورة العسكرية، وعدم التساهل في أخذ الحيطة والحذر لأي سيناريوا محتل التنفيذ ربما تكون جميعها في خط وتوقيت واحد، قد يشتت قوة الثوار في حال لم يحضروا لهذه السيناريوهات على طول خطوط الجبهات من ريف حماة حتى ريف حلب وريف اللاذقية.
لم تسمح للهيب اليأس أن يكوي وجنتيها، على الرغم من تحجّر الدمعة في عينيها، وهي تكرر كلماتها الدائمة “الحمد لله، الله عطاني والله أخدهم”، إنها “خنساء الساروت”، المرأة التي تُرفع لها القبعة احترامًا لصبرها وتضحياتها.
بتجاعيد وجهها التي أعطتها وقارًا فوق وقارها، قالت والدة أيقونة الثورة “عبد الباسط ساروت”، المرأة التي تستحق لقب “خنساء الساروت”، الأم لسبعة شبان، والمعروفة بأم وليد، تقبّلت فُقدان زوجها وخمسة من أبنائها وخمس من أخواتها، واثنين من أحفادها، بقلب صبور، لتواصل ممارسة “الصبر والتحمل” مع فقيدها الخامس “بسام”، الذي لم تقتله القذائف والشظايا، بل خطفه الموت خلسة بجلطة أودت بحياته، ليترك أمّه تتّقد بلوعة الأم.
أخبرتنا خنساء الساروت، بابتسامة ممزوجة بالطيبة والوقار، مع لمعة في عينيها تجمع فيها كل أنواع التعب وأقوى أنواع الإيمان: “لقد رأيت عبد الباسط قبل موت أخيه بيوم واحد. لم أره مطولًا، على الرغم من شوقي الكبير إليه”.
وأضافت: “لم يتمكن عبد الباسط من المجيء إلى منزلنا؛ لرؤية أخيه وأولاد أخيه، إنهما طفلان يتيمان، فذهبت أنا لأراه بعد عام من غيابه، وكم كان اللقاء حميمًا بعد صبر، ولم أتوقف عن تشجيعه ليشق طريقه في الثورة والجهاد، فالله الحامي”، قالت كلماتها الأخيرة عن لقاء عبد الباسط بقلب يرقص، لكنها ما لبثت أن عادت، وتذكرت مصابها الأليم.
سردت أم وليد قصة فقيدها الخامس، الذي تعرّض لجلطة، بعد يومين من دخول أخيه عبد الباسط إلى سورية، فبعد يوم من رؤيتها لعبد الباسط، عادت إلى منزلها، وقالت “سهرت مع ابني بسام، وكان في صحة جيدة. في صباح اليوم التالي، تعرض لنوبة قلبية حادّة. نقلناه إلى مستشفى في ريف حلب، لكن المستشفيات رفضت استقباله لسوء حالته، وحولته إلى مستشفيات تركيا. أخذت ابني وحيدة أسابق الزمن، فعبد الباسط لا يستطيع التحرك بحرية عبر الحواجز، وابني الآخر في ريف حمص، أخذته إلى الحدود التركية”.
وتابعت: “لم توافق الجندرما التركية على دخولي في بادئ الأمر؛ لعدم وجود بطاقتي الشخصية، ولكن أحدهم تعاطف معي وأدخلني إلى الأراضي التركية عن طريق معبر باب الهوى، وصلت إلى المستشفى، وكنت أعلم أني لن أعود إلى البيت برفقة بسام، وصلنا إلى المستشفى، وكنت فقدت الاتصال بالجميع خلال تلك الساعات، بعد أقل من ساعة توفي بسام، ليلحق بأبيه وإخوته، ما كان علي إلا أن أقول فوق جثمانه (سلّم لي على الأحباب)؛ لينُقل جثمانه في اليوم التالي، ويدفن في ريف ادلب”.
روت خنساء الساروت، حالات استشهاد أبنائها الواحد تلو الآخر: “استشهد ابني الأكبر، وليد، مع ثمانية شُبان بقصف طائرة لمنزل كانوا فيه، وكانت صدمتي الكبرى الأولى، استشهاد البكر، ثم استشهد ولداي الآخران بمجزرة المطاحن”، وتمتمت بصوت حزين “الحمد لله، الله أحبّهم، الله أصطفاهم”.
وتابعت: “استشهد ابني الرابع في معركة بحمص، أما صديق عمري وزوجي، فقد استشهد بعد أن أخطأ ذات يوم في الطريق مع أحفادي وزوجة ابني الأكبر، لتبدأ قوات النظام بإطلاق النار عليهم من أحد الحواجز”.
ومن فجائع المرأة أن تُقتل حفيدتُها ذات العامين بشظايا قذيفة، وأضافت، وهي تختم سيرة مآسيها: “أصيب حفيدي من ابنتي، وعمره 16 عامًا، في إحدى المعارك ضد قوات النظام، وقد مات اثنان من أولادي، واثنان من إخوتي في العام نفسه، نحسبهم عند الله شهداء”.
اتهم فيلق الشام فصيل "جند الأقصى" في ريف حماة الشمالي، بممارسة أعمال " تشبيحية وأفعال همجية" لا تخدم سوى سقوط هذه المناطق بيد قوات الأسد وانسحاب الثوار منها حسب بيان رسمي لفيلق الشام.
وقال الفيلق في بيانه إن فصيل "جند الأقصى" عمد لإقامة مقرات في الخطوط الخلفية لنقاط تمركز الثوار بريف حماة الشمالي، والتي تمركز فيها عناصر فيلق الشام بعد انسحاب عناصر الجند خلال الاقتتال الأخير مع أحرار الشام، حيث قام عناصر "جند الأقصى" باختطاف العديد من عناصر فيلق الشام، وسلب أسلحتهم ومعداتهم العسكرية، كما منعت بعض المجموعات من الوصول لنقاط رباطها في منطقة طيبة الإمام بريف حماة.
وطالب الفيلق فصائل ريف حماة بالعمل على وقف هذه العمليات وتدارك ردود الفعل عن مثل هذه الأعمال بحق المرابطين والتي من الممكن أن تكون كارثية على المنطقة، كما طالب جبهة فتح الشام بإيجاد حل سريع وإجراءات فورية من أجل وضع حد لهذه الأفعال الاستفزازية باعتبارهم الجهة الضامنة لفصيل جند الأقصى المنضوي تحت قيادتهم.
كما طالب الفيلق بالإفراج الفوري عن جميع مقاتليه المختطفين، وإعادة ما سلب من سلاح وعتاد، متوعداً بالرد القاسي على هذه الأعمال للحفاظ على سلامة عناصرهم وسلاحهم، والانسحاب من بعض الخطوط الأمامية في حال استمرت هذه الاعتداءات.
وكانت شهدت جبهات ريف حماة الشمالي وإدلب توتراً كبيراً بين حركة أحرار الشام وفصيل جند الأقصى على خلفية اتهامات وجهت لعناصر الجند بالقيام بعميات تهريب مقاتلين لمناطق تنظيم الدولة شرقاً، والتورط بعدة عمليات اغتيال وتفجير طالت العديد من الفصائل في مناطق عدة من ريفي إدلب وحماة، انتهت بتوقف الاقتتال وحل تشكيل "جند الأقصى" وانضمامه لجبهة فتح الشام، إلا أن العديد من القطاعات التابعة لجند الأقصى في مقدمتها قطاع حماة رفض الاندماج مع فتح الشام ومازال يعمل بشكل مستقل بعيداً عن الجبهة.
عاود الطيران الحربي والمروحي لقصف قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق، مستهدفاً بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية قرى بسيمة وعين الفيجة بشكل عنيف، تزامناً مع قصف بقذائف الهاون والرشاشات على المنطقة، وسط تحذيرات من مغبة الاستمرار في قصف منطقة النبع.
وقال ناشطون إن منطقة الربوة بريف دمشق الغربي شهدت فيضانات كبيرة لمياه نبع عين الفيجة، على خلفية أغلاق مجرى نهر بردى ببلدية الربوة وتحويله للمجرى العلوي من النهر اثر القصف الذي طال المنطقة.
وينذر القصف المتواصل على منطقة وادي بردى التي تشكل المنبع الرئيسي لنبع عين الفيجية الذي يغذي العاصمة دمشق وبلدات الريف الغربي، بكارثة إنسانية كبيرة قد تحصل في حال استمر القصف، الذي من شأنه التسبب بتصدعات في طبقات الأرض السفلية، وبالتالي غور مياه النبع، وأغلاق الممرات الرئيسية باتجاه عين الفيجية لاسيما بعد تدني منسوب مياه النبع بشكل كبير بعد القصف والخراب الذي تعرض له بناء النبع الرئيسي في عين الفيجية.