يمكن القول إن جميع أهالي الغوطة الشرقية في ريف دمشق باتوا يعيشون تحت الأرض، هكذا وصف أحد العاملين بمجال الإغاثة الحال في ظل سلسلة من الغارات الجوية التي يشنها الطيران الروسي والسوري منذ عدة أيام، كما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتقول الصحيفة بحسب تقرير ترجمته "الخليج أونلاين" إن هذا التكتيك سبق أن استخدمه النظام في محاولته لطرد المسلحين من مناطق مثل داريا وحلب، حيث يعمد إلى قصف المناطق السكنية والبنى التحتية لإجبار المسلحين على الخروج ونقلهم، ومعهم المدنيون، إلى مناطق أخرى.
وتصف الصحيفة حالة أهالي الغوطة الشرقية، وتقول: "تتجمع العوائل في ملاجئ تحت الأرض، يهرعون إليها مع كل غارة جديدة للطيران الروسي والسوري، ينتظرون لساعات قبل الخروج، وفي بعض الأحيان يقضون أوقاتاً طويلة هناك، إثر تواصل الغارات الجوية".
وتقدر منظمة "إنقاذ الطفولة" العالمية أن عدد المحاصرين في الغوطة الشرقية يبلغ 350 ألف مدني في الضاحية المترامية الأطراف والتي ترتبط في كثير من أجزائها بأنفاق تحت الأرض.
من جهتها قالت سونيا غوش، المديرة السورية لمنظمة "إنقاذ الطفولة" في العاصمة الأردنية عمّان: إن "آلاف الأسر قضت معظم الأسبوع في قبو تحت الأرض.. إنهم يلجؤون إلى تلك الأقبية لشعورهم بالأمان هناك، الجميع في الغوطة الشرقية يعيشون حالة من الرعب".
جماعات الإغاثة الدولية قالت إن الأوضاع في الملاجئ يمكن أن تتدهور بسرعة، فهي تفتقر للتهوية والكهرباء والمياه ومرافق الحمام، وليس هناك من جهات محلية طبية تقدم المساعدة، ما عدا المكتب الطبي الموحد في الغوطة، الذي قال من جهته، إن الذين يعيشون هناك يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ظهور القمل وأمراض الجرب.
قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا يوم الخميس، إنه يأمل أن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا لكنه أوضح أن الأمر ليس سهلا.
وقال دي ميستورا للصحفيين لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف ”آمل أن يحدث. لكنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية“، بحسب "رويترز"
وبسؤاله عما سيحدث ما لم يتم التوصل لاتفاق، أجاب ”حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن لأنه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق النار ووصول (المساعدات) الإنسانية“.
يعقد مجلس الأمن الدولي ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية".
وتوقعت مصادر أن يتم خلالها التصويت على مشروع قرار تقدمت به الكويت (رئيس أعمال المجلس للشهر الجاري) والسويد (إحدى أعضاء المجلس) ويقضي بفرض هدنة إنسانية مدتها شهر واحد لإيصال المساعدات ألإنسانية للمدنيين في كافة أرجاء سوريا.
وفي وقت متأخر الأربعاء، دعت واشنطن، مجلس الأمن الدولي للتحرك السريع من أجل "إنقاذ حياة الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للهجوم في الغوطة الشرقية من قبل نظام الأسد البربري"، جاء ذلك في بيان صادر عن نيكي هيلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اطلعت عليه الأناضول.
وقالت المندوبة الأمريكية "هجمات الأسد وداعميه ضد هؤلاء المدنيين تزداد سوءا يوما بعد يوم، بالإضافة إلى قصف أهداف مدنية مثل المستشفيات ومنع السكان من الحصول على المساعدات الإنسانية، وتركهم دون طعام وماء ودواء".
وتقع الغوطة ضمن اتفاق "خفض التوتر" التي تم التوصل إليه في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012، تتعرّض الغوطة الشرقية لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام، منذ أشهر، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين.
شهدت محافظة الرقة منذ مطلع العام ٢٠١٧، عمليات عسكرية لنظام الأسد وميلشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكياً، لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة، ومع بدء تقدم مليشيات الأسد في ريف الرقة الغربي، كانت أولى مناطق سيطرته في بلدة دبسي عفنان، والتي طرد منها جيش النظام خلال عام ٢٠١٢ على يد قوات الجيش السوري الحر، وكانت سيطرة مليشيات الأسد على دبسي عفنان، سبباً في نزوح قاطنيها، وتركهم لمنازلهم، والهروب عبر نهر الفرات إلى الجهة المقابلة “الجزيرة”، هرباً من بطش تلك المليشيات، ليجد عناصر الأسد البلدة الفارغة، غنيمة جاهزة، فأخذوا في سرقة محتوياتها، وتعفيش الممتلكات ونقلها إلى “أسواق التعفيش” في حمص وحماة.
ومع تمدد رقعة السيطرة لجيش نظام الأسد واحكام سيطرته على معظم مناطق ريف الرقة الشرقي، ازدادت حملات التعفيش والسرقة حتى طالت معظم منازل ريف الرقة الشرقي، وعمد تلك المليشيات على حرق العديد منها بعد سرقتها انتقاما من أهلها، وسرقة عشرات الأليات الزراعية التي كانت موجودة في القرى ونقلها أيضاً إلى “أسواق التعفيش”، بحسب تقرير لـ "الرقة تذبح بصمت"
ولم يكن الحال أفضل في المناطق التي سيطرت عليها ميلشيا قسد، والتي بدأت مع تقدم قواتها في قرى وبلدات ريفي الرقة الشمالي والغربي، بحملات سرقة منظمة، حيث وثق فريق “الرقة تذبح بصمت” عدداً كبيراً من حملات السرقة بحق منازل الرقيين، ودخول عشرات الشاحنات إلى المدينة بمرافقة من عناصر قسد، وإفراغ معظم المنازل وأسواق الرقة من محتوياتها، ونقلها إلى “أسواق التعفيش” في الحسكة والقامشلي.
هذا ولم تسلم البنى التحتية في مدينة الرقة من السرقة أيضاً، حيث تم توثيق عمليات تفكيك العديد من المحولات الكهربائية في المدينة، ونقلها إلى مدينة عين العرب “كوباني” في ريف حلب، إضافة لنقل ما سلم من القصف من معدات وأجهزة طبية في مشفى الرقة الوطني، ونقله إلى جهة مجهولة.
نقلت وكالة الأنبار السعودية "واس" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، عن قلقها العميق من استمرار تصاعد هجمات النظام على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وشدد المصدر على ضرورة وقف النظام للعنف وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، والأخذ بشكل جاد بمسار الحل السياسي للأزمة، وفق المبادئ المتفق عليها والمتمثلة في إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وكان ندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين بما قال إنها "حملة إبادة وحشية" ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية في سوريا.
وتواجه بلدات ومدن الغوطة الشرقية بجميع بلداتها حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.
لم تتوقف آلة القتل والإجرام الروسية والأسدية والإيرانية من إستهداف كل ما هو مدني في الغوطة الشرقية، حيث ما تزال الطائرات الحربية والمروحية الروسية والأسدية بإستهداف منازل المدنيين والمشافي الميدانية والأفران وكل ما هو مدني وإنساني، في صورة بشعة عن حقيقة العالم الصامت عما يجري من قتل وإجرام بحق الإنسانية، هذا الصمت المخزي الذي تقوم به الدول العربية والغربية والتي تكتفي ببيانات الإدانة والقلق فقط، سيتذكره التاريخ يوما.
قام الطيران الروسي المجرم ترافق مع قصف بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية صباح اليوم بإستهداف منازل المدنيين في مدينة دوما وخلفت 14 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم 3 نساء و3 أطفال، عملت فرق الدفاع المدني على رفع الأنقاض وإنتشال الشهداء والجرحى ونقلهم إلى المشافي الميدانية، كما سجل ناشطون سقوط شهيد في بلدة جسرين جراء الغارات الجوية.
نشطاء من داخل الغوطة الشرقية أكدوا أن القصف المستمرة منذ 5 أيام لم يتوقف أبدا وهو مستمر وبوتيرة متسارعة، حيث تعرضت شعبة الهلال الأحمر السوري في مدينة حرستا لقصف مباشر أخرجها عن الخدمة بشكل كامل، وكان الطيران يوم أمس قد دمر مركز الرحمة الطبي والفرن الآلي في بلدة حزة ما أخرجهما عن الخدمة.
الطيران الحربي يواصل قصفه المدنيين العزل في مدن وبلدات عربين وحمورية وسقبا وزملكا وأوتايا ما تسبب بسقوط عشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة.
استنكرت هيئة التنسيق الوطنية الاعتداء المتواصل على الغوطة الشرقية، مطالبة الدول الضامنة "روسيا ومصر" بالوفاء بالتزاماتها ووقف الهجوم، ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية - بدلا من دعم الاتحاد الروسي ومساهمته في الاعتداء.
كما طالبت الهيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الكبرى بالضغط على الاتحاد الروسي والنظام، للتوقف عن القصف والتدمير وما يتسبب به من نزوح وتهجير وماسي إنسانية، عدا عن التدمير البنية التحتية في مناطق الغوطة الشرقية، وتطالب بوقف رد الفعل العشوائي بقصف دمشق ومحيطها.
وأكدت الهيئة أن النظام في هذا التصعيد إنما يهدد وحدة سورية واستقلالها، ويعطل المفاوضات والانتقال السياسي الصالح استمرار الاستبداد والإرهاب.
وبينت الهيئة أن قوات النظام وحلفاؤها باشرت هجوما على الغوطة الشرقية بقصف مدنها وقراها ومزارعها بكل أنواع الأسلحة، متجاهلة اتفاقية خفض التصعيد الموقعة مع فصائل المعارضة المسلحة من الجيش الحر المنخرطة في العملية السياسية وارتكاب مجازر بحق المدنيين الأبرياء، وبرفض وتعطيل العملية السياسية والحل السياسي التفاوضي في جنيف لتنفيذ بیان جنيف /1/ والقرار /۲۰۱۰/۲۲۰4.
قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن مفاوضات التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة قد انهارت، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن الوزارة قولها، إن مقاتلي المعارضة "رفضوا دعوة الجيش السوري لهم بإيقاف المقاومة، وإلقاء السلاح".
وأشارت وزارة الدفاع أن "الوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي في الغوطة بلغ مرحلة حرجة"، في حين أكد جيش الإسلام في بيان بالأمس مشاركة سلاح الجو الروسي في الحملة العسكرية التي تتعرض لها الغوطة الشرقية، محملاً روسيا المسؤولية المباشرة عن سفك دماء الأبرياء في الغوطة الشرقية إلى جانب إيران وذلك على عكس الإداعاءات الروسية التي تتحدث عن عدم المشاركة في هذه المحرقة.
ولفت جيش الإسلام إلى أن عصابات الأسد الطائفية وبدعم إيراني روسي تشن حملة عسكرية بربرية ضد السكان المدنيين في الغوطة الشرقية لإرغامهم على الاستسلام تمهيدا لإخراجهم من ديارهم بغية إتمام الطوق الطائفي على دمشق، متوعداً بمواجهة كبيرة في الدفاع عن الغوطة الشرقية.
أثارت التصريحات الرسمية الروسية الفرنسية بالأمس، حول الغوطة الشرقية جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية والمحلية، كونها لم تتحدث بشكل صريح عن وقف للقتل والقصف المركز على الغوطة الشرقية، بقدر ما ألمحت لوقف القصف لما اسموه اتاحة المجال لخروج المدنيين.
ويأتي إعلان الخارجية الروسية عن انهيار المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق هدنة مع فصائل المعارضة قبيل انعقاد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي ظهر اليوم لمناقشة وضع الغوطة الشرقية وإمكانية التوصل لهدنة فيها بناء على مشروع قرار مطروح للتداول والنقاش.
يعقد مجلس الأمن الدولي ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية".
وتوقعت مصادر أن يتم خلالها التصويت على مشروع قرار تقدمت به الكويت (رئيس أعمال المجلس للشهر الجاري) والسويد (إحدى أعضاء المجلس) ويقضي بفرض هدنة إنسانية مدتها شهر واحد لإيصال المساعدات ألإنسانية للمدنيين في كافة أرجاء سوريا.
وفي وقت سابق الأربعاء اقترح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا، عقد الجلسة المذكورة.
وقال نيبيزيا في إفادته خلال جلسة لمجلس الأمن "سمعنا وشهدنا اليوم (خلال الجلسة) أشياء كثيرة عن الغوطة وما يجري فيها.. لقد أعربت الدول الأعضاء وأيضا الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) عن القلق لما يجري هناك.. دعوني اقترح عليكم عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن غدا لمناقشة الموقف هناك".
وتابع: بحسب مانقلت "الأناضول" "أعتقد أن ذلك أمر ضروري، خاصة بعد الشواغل التي استمعنا إليها الآن حتى نعرف يقينا مواقف الأطراف المعنية بالوضع".
وفي وقت متأخر الأربعاء، دعت واشنطن، مجلس الأمن الدولي للتحرك السريع من أجل "إنقاذ حياة الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للهجوم في الغوطة الشرقية من قبل نظام الأسد البربري"، جاء ذلك في بيان صادر عن نيكي هيلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اطلعت عليه الأناضول.
وقالت المندوبة الأمريكية "هجمات الأسد وداعميه ضد هؤلاء المدنيين تزداد سوءا يوما بعد يوم، بالإضافة إلى قصف أهداف مدنية مثل المستشفيات ومنع السكان من الحصول على المساعدات الإنسانية، وتركهم دون طعام وماء ودواء".
وتقع الغوطة ضمن اتفاق "خفض التوتر" التي تم التوصل إليه في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012، تتعرّض الغوطة الشرقية لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام، منذ أشهر، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين.
قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن المنشآت الطبية التي تدعمها في الغوطة الشرقية أبلغت عن تدفق أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في الغوطة الشرقية المحاصرة، وسط زيادة غير عادية في القصف الجوي والمدفعي على المنطقة.
وبينت المنظمة في بيان لها إن القصف المستمر أدى لتهدّم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها المنظمة خلال ثلاثة أيّام فقط، مما يقلل من القدرة على توفير الرعاية الصحية في وقت تشتد فيه الحاجة للخدمات الطبية، كما أن الحصار المفروض على الغوطة الشرقية يمنع من وصول الإمدادات الضرورية لإنقاذ حياة الجرحى.
وأوضحت المنظمة أن وتيرة القصف تصاعدت خلال الأيام الماضية وأبلغت عن 1285 جريحاً و237 قتيلاً في 10 منشآت طبية تدعمها بشكل كامل وفي ثماني منشآت تزودها المنظمة بالدعم الطبي الطارئ، إضافة لضحايا وجرحى في مراكز أخرى لاتدعمها المنظمة.
وقالت "لورينا بيلباو" منسقة عمليات منظمة أطباء بلا حدود لبرامج المنظمة في سوريا إنّ "الحاجة للرعاية الطبية المنقذة للحياة مرتفعة جدّاً في الغوطة الشرقية منذ بداية الحرب، ونحن قادرون حتّى اللحظة على الحفاظ على خطوط الإمدادات لبعض المواد الطبية الأساسية البسيطة وتوفيرها للمنشآت الطبية التي ندعمها، كما أننا نوفّر الدعم الطبي غير المنتظم للمنشآت التي لا ندعمها بانتظام عند وجود حاجة ماسة لهذا الدعم. إلا أنه يوجد مناطق لا نستطيع الوصول إليها، وهو ما قد يصنع فرقاً جوهرياً في تقديم الأطباء السوريين العاملين على الأرض للخدمات المنقذ للحياة. إننا نوجه نداء إلى أولئك الموجودين في الغوطة الشرقية وما حولها بوجوب منح حق وصول الإمدادات الطبية الفوري للأطباء في الغوطة الشرقية، فحياة الأشخاص معتمدة عليها."
وتابعت "قد منع حصار الغوطة الشرقية بشكل فعّال من وصول العناصر الرئيسية المنقذة للحياة بكميات كافية إلى الأطباء العاملين هناك؛ وحتى عندما يتم السماح للقوافل الرسمية التابعة للأمم المتحدة أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر -وهو أمر نادر الحدوث- فإن المواد التي تشمل إمدادات التخدير يُمنع دخولها بشكل منهجي أو يتم إزالتها. كما تم الإبلاغ عن أن الأطباء لا يستطيعون الوصول لمخزونات طبية موجودة حالياً داخل الغوطة الشرقية".
ودعت منظمة أطباء بلا حدود -وعلى وجه الاستعجال- حكومة الأسد وجميع الأطراف الأخرى، وكذلك التجّار في الغوطة الشرقية ممن يمتلكون مخزوناتٍ من المواد الطبية، أن يجعلوا هذه الإمدادات متاحة فوراً للمنشآت الطبية التي تحتاج إليها لإنقاذ الأرواح.
وأكدت المنظمة واستناداً إلى القانون الإنساني الدولي دعوتها مجدداً إلى تحييد العاملين في القطاع الصحي والمرضى والمنشآت الطبية عن الصراع المستمر، وتؤكد المنظمة على ضرورة السماح بعمليات الإجلاء الطبي وإخراج الإصابات الحرجة من الغوطة الشرقية.
أثارت التصريحات الرسمية الروسية الفرنسية بالأمس، حول الغوطة الشرقية جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية والمحلية، كونها لم تتحدث بشكل صريح عن وقف للقتل والقصف المركز على الغوطة الشرقية، بقدر ما ألمحت لوقف القصف لما اسموه اتاحة المجال لخروج المدنيين.
وكان دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأمس الأربعاء، إلى هدنة إنسانية في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، للسماح بإجلاء المدنيين وذلك في مؤتمر صحفي مع الرئيس الليبيري جورج ويا في باريس ”تندد فرنسا بوضوح وقوة بما يجري في الغوطة الشرقية“.
ونقلت "رويترز" عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا والذي يديره الجيش الروسي في بيان في وقت لاحق الأمس "أن المحادثات مع المسلحين الرامية لإنهاء العنف في المنطقة قد انهارت، واتهم المسلحين بمنع المدنيين من مغادرة منطقة الصراع" وقال البيان ”بدأ يتشكل وضع إنساني واجتماعي واقتصادي حرج في الغوطة الشرقية“.
وأضاف ”الدعوات التي وجهها المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار إلى الجماعات المسلحة غير القانونية في الغوطة الشرقية لوقف المقاومة وإلقاء سلاحهم وتسوية وضعهم لم تسفر عن أي نتائج“.
هذه العبارات التي تمهد إليها الدعوات الروسية الفرنسية تدل على نية مبيتة لتكرار سيناريوا إجلاء الأحياء الشرقية في مدينة حلب وتطبيقها على الغوطة الشرقية، وليست دعوات لوقف القتل وإطلاق النار بحسب مراقبين، ما تنذر بظهور اتفاق دولي مبدئي على ذلك للضغط أكثر والوصول لذات النتيجة.
وتواجه بلدات ومدن الغوطة الشرقية بجميع بلداتها حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.
استهدفت طائرات النظام ومدفعيته اليوم، مركز شعبية الهلال الأحمر السوري في مدينة حرستا، مخلفة إصابات عدة بين متطوعي الهلال وأضرار كبيرة في المعدات الطبية والتجهيزات التابعة للمركز، سبق ذلك استهداف سبع نقاط طبية في بلدات الغوطة الشرقية خلال خمسة أيام من الحملة.
وتعرض المركز الطبي الوحيد في بلدة مديرا بالأمس لاستهداف بالبراميل المتفجرة والصواريخ، خلفت أضرار كبيرة في المركز وأخرجته عن الخدمة، كما خرج مشفى اليمان الطبي في مدينة دوما بعد استهدافه بشكل مباشر بعدة غارات من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد.
كما استهدف طيران الأسد المروحي، مركز الرحمة الطبي والفرن الألي في بلدة حزة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، متسبباً بأضرار كبيرة في المرفقتين، وإخراجهما عن الخدمة، في سياق الحملات الجوية من القصف المتواصل على بلدات الغوطة المحاصرة.
واستهدف الطيران المروحي التابع لنظام الأسد 20 شباط، مشفى دار الشفاء في مدينة حمورية بعدة براميل متفجرة، تسببت بأضرار كبيرة داخل المشفى وخروجه عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الطيران المروحي مشفى طبي في مدينة كفربطنا تسبب بأضرار كبيرة، في سياق الحملة الجوية والصاروخية التي تستهدف المرافق الطبية بالدرجة الأولى وطواقم الإسعاف إضافة للمدنيين.
واستهدف الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد الأسد، مشفى سقبا الميداني في مدينة سقبا في الغوطة الشرقية بعدة غارات، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف، أسفرت عن تضرر المشفى بشكل كبير وخروجه عن الخدمة، كما قصفت المدفعية التابعة لقوات الأسد وراجمات الصواريخ المشفى الطبي في المرج، مخلفة أضرار كبيرة، واستشهاد طبيب التخدير في المشفى ويدعى "أبو إسماعيل"، في وقت تعرضت فيه عدة نقاط طبية لقصف مباشر اليوم، تسببت بتضررها بشكل كبير.
وتتبع قوات الأسد وروسيا ذات السياسية في التدمير الشامل لكل ما يقدم الحياة للمدنيين ويخف عنهم قبل كل حملة، فلم تكتف بما دمرته طائراتها من مشافي ونقاط طبية في الغوطة الشرقية خلال الحملات المتتالية إضافة للحصار المفروض ومنع دخول الدواء والمواد الطبية، لتكمل في حملتها الحالية قصف ما بقي من مشافي طبية في ظل صمت دولي مطبق حيال كل مايجري في الغوطة.
وأكدت مديرية صحة دمشق وريفها في وقت سابق أن هناك تعمد واضح في استهداف البنية الطبية وسيارات الإسعاف من قبل قوات النظام وحلفائه، مؤكدة أن عدة مشافي في الغوطة الشرقية تعرضت للاستهداف وبعضها خرج عن الخدمة واستشهد أحد الكوادر الطبية فيها.
وتواجه بلدات ومدن الغوطة الشرقية بجميع بلداتها حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.
قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، إن الاتهامات الأمريكية والأممية الموجهة لروسيا حول مسألة سقوط ضحايا مدنيين جراء قصف منطقة الغوطة الشرقية في سوريا لا أساس لها.
وأضاف بيسكوف للصحفيين بحسب "سبوتنيك" : "إنها اتهامات لا أساس لها، ومن غير الواضح إلى ماذا تستند، لم يتم تقديم أي معلومات دقيقة، بالذات هذا تقييمنا لهذه الاتهامات".
وكان أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء أن موسكو تعمل على مشروع قرار حول مدينة الغوطة الشرقية في سوريا، لافتاً أن بلاده تعمل على إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، حول الغوطة الشرقية في سوريا.
وقال للصحفيين: "فيما يتعلق بالهدنة الإنسانية، فهذا يعتمد على كيفية سير إعداد مشروع القرار هذا، أعتقد أن هذه المسألة ستحل أيضا. إنه قرار حول المسائل الإنسانية بشكل عام".
ويأتي النفي الروسي في وقت رصد فيه نشطاء الغوطة الشرقية تحليق طائرات حربية روسية في أجواء الغوطة الشرقية بشكل مكثف، كما أن الصواريخ التي تقصف المناطق المدنية في الغوطة الشرقية تدل على استخدامها من قبل طائرات حربية حديثة روسية تشارك في العمليات العسكرية والقصف، هذا إصافة للخبراء والتقنيات الروسية التي تتولى بنفسها إدارة العمليات العسكرية الداعمة لنظام الأسد ضد 350 ألف مدني في الغوطة الشرقية.