مضى أكثر من عام وعشرة أشهر على احتلال قوات "قسد"، أكثر من 42 مدينة وبلدة بريف حلب الشمالي، أجبرت أكثر من 250 ألفاً من سكانها على الخروج من مناطقهم باتجاه الحدود السورية التركية، لتغدوا المخيمات هي المأوى البديل لهم، وهم يترقبون بشكل يومي الوقت الذي تعود فيها مناطقهم لسيطرة الجيش الحر وتتخلص من محتليها الجديد ممثلة بقوات قسد وحلفائها.
يتطلع عشرات الألاف من بلدات ريف حلب الشمالي المحتلة مع انطلاق عملية "غصن الزيتون" من قبل القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر، لتحرير مناطقهم وبلداتهم من الميليشيات الانفصالية التي سيطرت عليها قبل أقل من عامين بدعم جوي روسي، ورفضت إعادتها لأهلها رغم كل المفاوضات التي أجريت لذلك.
وكانت تعرضت المدن والبلدات التالية أسمائها " مدينة تل رفعت، بلدة دير جمال، بلدة كفرنايا، بلدة الشيخ عيسى، كفرناصح، الشهابية، مزرعة الشيخ هلال، إحرص، حربل، أم حوش، حساجك، فافين، الزبارة، خربة الحياة، منغ، عين دقنة، مرعناز، المالكية، تل عجار، أناب، كشتعار، المزرعة، مريمين، شوارغة، مزرعة المزرعة، طاطا مراش، تبن، كفر أنطون، طويس، الهيبي، كفرمز، أم القرى، الوحشية، واسطة، سروج، الحصية، السموقة، طعانة، قرامل، تل حيحان، تل المضيقـ القلقمية"، لهجمة عسكرية كبيرة من قبل قوات قسد على رأسها جيش الثوار في شهر شباط من عام 2016 إبان تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية لبلدتي نبل والزهراء، حيث قامت قوات قسد بالسيطرة على البلدات المذكورة بعد اشتباكات مع الجيش الحر، قدمت فيها روسيا دعماً جوياٌ كبيراً لقوات قسد، في حين حظيت ذات القوات بتغطية مدفعية كبيرة من قبل قوات الأسد.
وشهدت تلك البلدات والمدن حركة نزوح كبيرة لآلاف المدنيين باتجاه منطقة إعزاز، حيث استحدثت عشرات المخيمات لإيوائهم، والتي لم تسلم هي الأخرى من قصف قوات قسد التي لاحقتهم لمخيمات نزوحهم، في الوقت الذي قامت فيه قسد بسرقة كل المقدرات الموجودة في هذه البلدات من مشافي وأفران ومستوصفات ومحولات كهرباء، وممتلكات خاصة وصلت حتى لتعفيش فرش المنازل ونقلتها لمنطقة وجودها في منطقة عفرين.
ولعل تغاضي المجتمع الدولي عن قضية آلاف المدنيين واستمرار قسد في تعنتها في احتلال مناطقهم، دفع الثوار من أهالي المنطقة لإطلاق سلسلة عمليات باسم "أهل الديار" استهدفت مواقع قوات قسد في انتظار اليوم الذي تبدأ فيه عمليات التحرير الحقيقية وتعود هذه المناطق لأهلها المبعدين عنها.
قالت وكالة "إباء" التابعة لهيئة تحرير الشام اليوم السبت، إن عناصر الهيئة استعادوا السيطرة على قريتي سروج وربيعة شمال مدينة سنجار بريف إدلب الشرقي، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، بالتزامن مع قصف مكثف استهدف المنطقة.
واستهدفت هيئة تحرير الشام بعملية استشهادية مواقع قوات الأسد والميليشيات المساندة في قرية سروج شمالي سنجار، تمكنت خلالها من قتل العشرات من عناصر قوات الأسد وتدمير مدفع 57 ، قبل أن تتمكن من استعادة السيطرة عليها بالكامل، في حين استهدفت مواقع قوات الأسد في إعجاز ومناطق عدة في المنطقة.
كانت أكدت مصادر ميدانية لـ "شام" أن مطار أبو الظهور العسكري لايزال تحت سيطرة فصائل الثوار، في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة اشتباكات عنيفة اليوم، حيث تمكنت هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من صد الهجوم وسط قصف جوي عنيف على المنطقة لايزال مستمراً.
واستأنفت قوات الأسد والميليشيات المساندة فجر اليوم السبت، تحركها باتجاه منطقة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي بعد توقف العمليات لعدة أيام في المنطقة، في الوقت الذي اقتربت فيه الميليشيات الإيرانية أكثر من المنطقة من جهة ريف حلب الجنوبي وكذلك بات تنظيم الدولة الذي يتوسع في الريف الشرقي على مشارق المنطقة.
تحوّلت منطقة عفرين السورية في الفترة الأخيرة إلى محط اهتمام دولي، مع العملية العسكرية التي تستهدف تركيا القيام بها في المنطقة تحت مبرر تشكيلها خطراً على أمنها القومي مع سيطرة الأكراد عليها. فما الذي حوّل هذه المنطقة إلى هدف جديد لأنقرة؟
تقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سورية، إلى الغرب من مدينة أعزاز، ومدينة حلب من جهة الجنوب التي تبعد عنها نحو 60 كيلومتراً وهي تتبع لها من الناحية الإدارية. ويحدها من الجنوب الغربي محافظة إدلب، بينما تحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، بحسب تقرير لـ "العربي الجديد".
وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل اثنين في المائة من مساحة سورية، وهي منفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا، والمتمثلة في منطقتي عين العرب والجزيرة في شرق البلاد، وإن كانت الوحدات الكردية توسعت إلى خارج حدود هذه المناطق بالاعتماد على الدعم الأميركي، مثل الرقة وريف دير الزور وريف حلب الغربي، لكنها مناطق خالية تقريباً من الوجود الكردي.
وعلى عكس منطقتي عين العرب والجزيرة، تقع عفرين في نقطة بعيدة نسبياً عن المناطق الكردية الأخرى، ولا تحاذيها مدن أو مناطق عربية، كما لا تجاورها في الجهة التركية مدن ولا قرى كردية. وعلى الرغم من أن عفرين ليست مدينة ساحلية، لكنها تشكل أمل القوميين الأكراد للوصول إلى البحر المتوسط، باعتبار أنها الأقرب إلى البحر، وخسارتها تعني فقدان هذا الأمل.
وتخضع المدينة سياسياً للإدارة الذاتية، وعسكرياً وأمنياً لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية التي أقامت تحصينات قوية في عفرين، ويتمركز فيها آلاف المقاتلين، وبعض الأرقام تقول إنهم قد يصلون إلى خمسين ألف مقاتل، ما يعني أن أي معركة فيها لن تكون سهلة.
غير أن مصادر محلية في المدينة تقول إن الأكراد في عفرين غير مرتاحين لسلطة حزب "الاتحاد الديمقراطي" وذراعه العسكري "وحدات حماية الشعب" لأنهم يعتبرونه أداة استخدمها النظام في قمع خصومه الأكراد، مشيرة إلى أن عفرين كانت من أهم معاقل الحركة الإسلامية في سورية قبل وصول حزب "البعث" إلى السلطة، وقاتل أهلها الاحتلال الفرنسي. وتلفت هذه المصادر إلى أن لدى أكراد عفرين علاقات طيبة مع تركيا، وكثيرا من عائلاتها لديهم أقارب في تركيا، وبعض أبنائها حصل على الجنسية التركية منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
يقول ناشطون أكراد إن حزب "الاتحاد الديمقراطي" قمع الناشطين الأكراد في عفرين الذين انضموا للثورة السورية منذ أيامها الأولى حين سلمه النظام عفرين، فاعتقل الكثير من شبابها، وأرسلهم إلى شُعب التجنيد، ما دفع العديد منهم إلى الهرب خارج المدينة.
ودفعت مخاوف حزب "الاتحاد الديمقراطي" من مهاجمة المدينة من قِبل تركيا أو فصائل المعارضة إلى إبرام اتفاق مع روسيا، يسمح لقواتها بالانتشار في موقعين قرب عفرين، وإقامة قاعدة عسكرية روسية في منطقة جنديرس، الأمر الذي نفته روسيا، وقالت إنها لا تعتزم إقامة أي قواعد عسكرية جديدة في سورية. غير أن مصادر مختلفة تقول إن روسيا موجودة في موقعين على الأقل، الأول في جنديرس على بعد 20 كيلومتراً تقريباً من عفرين إلى الجنوب الغربي بالقرب من أطمة في ريف إدلب، والثاني في معسكر الطلائع في كفر جنة شمال شرقي عفرين على بعد 11 كيلومتراً تقريباً بالقرب من قطمة التي تسيطر عليها قوات "درع الفرات".
وترى مصادر في المعارضة السورية أن نشر القوات الروسية بالقرب من مدينة عفرين كان خطوة استباقية لتعطيل أي محاولة من قبل قوات "درع الفرات" للتقدّم واستعادة المناطق التي استولت عليها الوحدات الكردية في ريف حلب الغربي مثل تل رفعت ومطار منغ.
ومن أبرز الأسباب التي تسوقها تركيا لعمليتها المرتقبة في عفرين، هو أن المدينة تحوّلت تحت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" إلى مركز تدريب وتصدير لـ"الإرهابيين" إلى أراضيها. وتقول مصادر تركية إن عناصر حزب "العمال الكردستاني" الناشطين في جبال الأمانوس التركية المطلة على البحر المتوسط، يحصلون على تمويلهم وإعاشتهم من مدينة عفرين.
وحسب هذه المصادر، فإن عفرين توفر دعماً لوجستياً وموارد بشرية لـ"العمال الكردستاني" وتُعتبر مقراً لتدريبات عناصر هذا الحزب. وتقول هذه المصادر إنه خلال السنوات الثلاث الماضية، بلغ عدد الذين انتقلوا إلى جبال الأمانوس قادمين من عفرين بعد تلقي تدريبات على حمل السلاح والمتفجرات هناك، إلى أكثر من 40 ألف مقاتل.
ويبلغ عدد سكان منطقة عفرين أكثر من نصف مليون نسمة حسب إحصائيات النظام عام 2012، غير أن مصادر كردية تقول إن عدد السكان اليوم يزيد عن المليون بعد موجات النزوح إلى المنطقة نتيجة المعارك بين مختلف الأطراف في السنوات الأخيرة.
وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، أهمها عفرين المدينة التي يزيد عدد سكانها عن خمسين ألف نسمة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا. كما تضم المدينة العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة النبي هوري وتل عين داره، والجسور الرومانية على نهر عفرين وجسر هره دره الذي بنته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى. وتمر منها سكة حديد آتية من تركيا وتصل إلى مدينة حلب وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى.
تُعد منطقة عفرين من المناطق الجبلية، والتي يتراوح ارتفاعها ما بين 700 إلى 1300 متر، ويعتبر الجبل الكبير أو ما يعرف بجبل "كرية مازن" أعلى قممها، وهي تمتد على مساحة نحو 55 كيلومتراً من الغرب إلى الشرق و75 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب.
تتميز المنطقة بتنوع تضاريسها بين الجبال والسهول، ويمر منها نهر عفرين الذي يعتبر من أهم المصادر التي تمد الأراضي الزراعية السورية بالمياه، ويمتد ضمن الأراضي السورية مسافة 85 كيلومتراً. وتشتهر المنطقة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم. وأقيم سد 17 نيسان على نهر عفرين عام 1984 في منطقة ميدانكي وتشكلت بحيرة خلف السد مما جعل المنطقة المحيطة بالبحيرة مركز اصطياف. كما تُعتبر منطقة عفرين مركزاً تجارياً وإدارياً، وتضم معامل ومنشآت صناعية كبيرة، خصوصاً تلك التي تعتمد على المنتجات الزراعية مثل معاصر الزيتون. كما انتقل عدد من معامل الألبسة من مدينة حلب إلى عفرين بسبب الوضع الأمني المتدهور في حلب.
قصفت مقاتلات سلاح الجو التركي نقاط مراقبة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في منطقة عفرين شمالي سوريا، واستهدفت نقاط المراقبة والأهداف التابعة لقوات "قسد" في قرى حمدية وحاجيلار وتل سللور وفريرية التابعة لناحية جنديرس.
يأتي ذلك بالتوازي مع إعلان رئاسة الأركان التركية اليوم العشرين من شهر كانون الثاني، بدء عملية عسكرية تستهدف مواقع قوات "قسد" في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، اعتبارا من الساعة الخامسة من مساء اليوم السبت، تحت اسم عملية "غصن الزيتون ".
وذكرت الأركان التركية أن العملية العسكرية تهدف لإرساء الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية لتركيا، وأنها تجري في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، مع احترام وحدة الأراضي السورية.
وتستعد القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر لشن هجمات عسكرية برية من محاور عدة في منطقة عفرين تستهدف السيطرة على مواقع قوات "قسد"، سبقها سجالات سياسية وإعلامية كبيرة وتهديدات تركية على أعلى المستويات للقضاء على تهديد قوات قسد في المنطقة.
أعلنت رئاسة الأركان التركية اليوم العشرين من شهر كانون الثاني، بدء عملية عسكرية تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، اعتبارا من الساعة الخامسة من مساء اليوم السبت، تحت اسم عملية "غصن الزيتون".
وذكرت الأركان التركية أن العملية العسكرية تهدف لإرساء الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية لتركيا، وأنها تجري في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، مع احترام وحدة الأراضي السورية.
ونفذت الطائرات الحربية التركية العديد من الغارات الجوية على مواقع قوات قسد في مناطق عدة ضمن عفرين، فيما تستعد القوات البرية لشن هجمات عسكرية واسعة النطاق تشارك فيها فصائل الجيش السوري الحر.
وكان أكد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، اليوم السبت، على بدء عملية عفرين "فعلياً" على الأرض، والتي ستستمر في منبج، معتبراً أن كل من تنظيم الدولة والوحدات الكردية "منظمات إرهابية"، ولا فرق بينهما.
وقال أردوغان، سنقوم بما يلزم للقضاء على الإرهاب على حدودنا، مشيراً إلى أنه "نعلم بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سوريا غير آمنة"، مضيفاً أن "الكثير من السوريين يعودون إلى بلدانهم نتيجة تأمين تركيا لمستقبلهم، والذين لا يستطيعون العودة فمنازلهم تحت تهديد المنظمات الإرهابية".
ولفت أردوغان إلى أن "وجودنا في هذه الجغرافيا منذ 1000 عام، هو بفضل شجاعتنا وصبرنا، ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا".
وتأكد تركيا على استمرار دحر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري من المناطق الحدودية، وقد توعد وزير الدفاع التركي بتدمير الوحدات الكردية و"القضاء عليها بالكامل في شمال سورية"، مؤكداً أن "لا بديل" عن العملية العسكرية.
لم تكن "سعاد الكياري أم عبود" الثائرة الحرة بعيدة عن ساحات القتال والتضحية في درب الثورة إلى جانب الثوار الأحرار في بلدها أبو الظهور بريف إدلب الشرقي، قدمت أخويها شهداء في معارك التحرير وناضلت وقاتلت وحملت السلاح مع الثوار على الجبهات حتى استشهدت وهي تدافع عن أرضها في مواجهة تقدم قوات الأسد.
أم عبود امرأة بألف رجل كما يصفها أبناء وثوار إدلب، كانت تقدم الطعام وتعين الثوار وتطببهم في أبو الظهور، قبل ان تحمل السلاح وتقاتل جنباً إلى جنب إلى جانب الأبطال على الجبهات، عرفت في كل بقاع إدلب وعرفها كل من زار الجبهات قوية صلبة حرة ثائرة صابرة ثابتة.
لم تغير طول السنين قناعات أم عبود ومبادئها بعد استشهاد أخويها وبعد ماشهدته الجبهات من تراخي وتقدم لقوات الأسد، بل أصرت على الاستمرار في درب الثوار، شاركت في معارك تحرير مطار أبو الظهور قبل أعوام عدة مع فصائل الجيش السوري الحر، وعادت لتشارك في الدفاع عن ثرى المطار العسكري وتصد مع الصادقين تقدم الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد، لتضرج بدمائها الطاهرة الذكيرة ثرى أبو الظهور بعد أن قضت في معارك التصدي والبطولة.
أم عبود تغادر اليوم شهيدة لم تنحني ولم تنكسر وواصلت تضحياتها وصبرها على الشدائد، وقاومت كألف رجل لسنين طويلة كل مرارة الحياة وجور التشرد والقصف والخذلان الذي عاشته في أخر مراحل حياتها عندما رأت الجبهات تفرغ من المقاتلين فحملت سلاحها من جديد لتقاتل إلى جانب الصادقين وتحظى بالشهادة بعد صبر وكفاح ونضال طويل.
نعت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" استشهاد المتطوع "محمد البويضاني أبو كاسم" أحد عناصر الدفاع المدني السوري، جراء القصف بقذائف الهاون على السوق الشعبي في مدينة دوما، خلال تأديته واجبه الإنساني في إنقاذ المدنيين.
وكانت نعت مؤسسة الدفاع المدني السوري الأربعاء في الرابع من كانون الثاني، استشهاد المتطوع "باسم الفضلي" من كوادر الدفاع المدني السوري في ريف دمشق جراء غارات جوية شنّها الطيران الحربي الروسي بصواريخ ارتجاجية على الأحياء السكنية ببلدة مسرابا في الغوطة الشرقية خلال تأدية واجبه الإنساني في إنقاذ المدنيين.
ويعمل الدفاع المدني السوري كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 100 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت 204 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
قالت قيادة الثورية في دمشق وريفها، إن فصائل الثورة تجاوبت مع المسارات الدولية المعنية بالقضية السورية، إيمانا منها بضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل يوقف نزيف الدم السوري والتدمير الممنهج للبنى التحتية والمدن والقرى والتجمعات السكنية، ووقف سياسة التهجير والتغيير الديموغرافي التي انتهجها نظام الأسد المجرم وحلفاؤه، وبهدف استئناف المسار السياسي في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وأوضحت القيادة في بيان رسمي أن مخرجات اجتماعات الأسيتانة، واتفاقيات خفض التصعيد بقيت مجرد حبر على ورق، واستخدمتها روسيا لتضليل الرأي العامر العالمي، وذر الرماد في العيون وإيهام المجتمع الدولي بجديتها في التصرف كراع للحل السياسي في سوريا؛ في حين استمر النظام الأسدي والميليشيات الإيرانية وبغطاء عسكري وسياسي روسي في اقتراف المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي مخالفة كل الاتفاقيات.
وأدانت القيادة عجز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وتقصيرهم عن القيام بواجبهم في حماية المدنيين واغاثتهم، وصمتهم عن المجازر وتواطؤهم على تقرد الاحتلال الروسي في فرض رؤيته للحل في سوريا خلافا لإرادة الشعب السوري الذي ينشد العدالة والحرية والكرامة.
وأكدت أن المعارك التي يخوضها ثوار الغوطة الشرقية على كافة الجبهات لصد المحاولات المستمرة من قبل الميليشيات الأسدية والإيرانية بغطاء سياسي وعسكري روسي لاقتحام الغوطة الشرقية وتهجير أهلها، تندرج في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس المقرر في كل القوانين والشرائع.
كما رأت أن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يستند إلى المرجعيات الدولية المقررة وفي مقدمتها بيان جنيف 1 لعام ٢٠١٢م والقرارات الأممية ذات الصلة والقائم على تسليم السلطة لهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.
ودعت القيادة مجلس الأمن والمجتمع الدولي عموماً لإثبات جديته في تحقيق السلام في سوريا بعيداً عن حرف المسار السياسي والتلاعب بمرجعيات الحل، وطالبت الاتحاد الروسي خصوصاً الالتزام بذلك، معتبرة أن مؤتمر سوتشي المزمع عقده مؤتمر غير شرعي، ومرفوض شكلا ومضموناً، وأن أي مؤتمر للحوار الوطني لن يكون جادا ومثمرا مالم يسبقه تحقيق الانتقال السياسي الفعلي.
نفت مديرية الصحة في دمشق وريفها، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إخلاء عدد من المرضى للعلاج في مراكز طبية خارج الغوطة الشرقية.
وأكدت المديرية أن هذا الخبر عار تماماً عن الصحة حيث لم يتم التنسيق بهذا الأمر معها علماً أن أسماء المرضى والحالات الطبية المطلوب خروجها لتلقي العلاج مسجلة في المديرية وأنها تواصلت مع المنظمات الدولية لم يتوقف من أجل السعي لخروجهم .
وكان أجلى الهلال الأحمر السوري في التاسع والعشرين من كانون الاول المنتصرم، الدفعة الثالثة والأخيرة من مرضى الغوطة الشرقية باتجاه مشافي العاصمة دمشق عبر معبر مخيم الوافدين.
وذكر ناشطون أن ثلاث عشرة حالة مرضية حرجة أجليت من الغوطة ضمن الدفعة الأخيرة، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم بين نظام الأسد وجيش الإسلام، تضمن سماح قوات الأسد بإجلاء 29 حالة مرضية حرجة من الغوطة الشرقية باتجاه مشافي العاصمة دمشق، مقابل إطلاق جيش الإسلام سراح تسعة وعشرين أسيراً من قوات الأسد المحتجزين لديه.
وكان جيش الإسلام نشر بيانا توضيحيا أكد من خلاله أنه ونظراً لتعنت نظام الأسد وتجاهله محاولات منظمة الهلال الأحمر والمنظمات الدولية إخراج الحالات الإنسانية دون قيد أو شرط، وافق على إخراج عدد من الأسرى الموقوفين لديه منذ معارك عدرا العمالية، بالإضافة إلى بعض العمال والموظفين الذين وجدهم في سجون جبهة النصرة أثناء حملته للقضاء عليها، وذلك مقابل إخراج الحالات الإنسانية الأشد حرجاً من بين مئات الحالات الحرجة في الغوطة الشرقية.
والجدير بالذكر أن حوالي 540 مريضا محاصرا بحاجة لإخلاء عاجل لمشافي العاصمة دمشق، حيث يهدد الحصار المئات من المدنيين بالموت، خصوصا إذا ما تواصَل صمت المنظمات الدولية والإنسانية.
أكد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، اليوم السبت، على بدء عملية عفرين "فعلياً" على الأرض، والتي ستستمر في منبج، معتبراً أن كل من تنظيم الدولة والوحدات الكردية "منظمات إرهابية"، ولا فرق بينهما.
وقال أردوغان، سنقوم بما يلزم للقضاء على الإرهاب على حدودنا، مشيراً الى أنه "نعلم بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سوريا غير آمنة".
وأضاف الرئيس التركي، "الكثير من السوريين يعودون إلى بلدانهم نتيجة تأمين تركيا لمستقبلهم، والذين لا يستطيعون العودة فمنازلهم تحت تهديد المنظمات الإرهابية".
ولفت أردوغان الى أن "وجودنا في هذه الجغرافيا منذ 1000 عام، هو بفضل شجاعتنا وصبرنا، ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا".
وتأكد تركيا على استمرار دحر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري من المناطق الحدودية، وقد توعد وزير الدفاع التركي بتدمير الوحدات الكردية و"القضاء عليها بالكامل في شمال سورية"، مؤكداً أن "لا بديل" عن العملية العسكرية.
وكان الرئيس التركي، أكد في تصريحاته رداً على اعلان واشنطن تشكيل قوات أمنية حدودية، قوامها 30 ألف عنصر من القوات الكردية، أنه سيسحق تلك القوات الارهابية.
أكدت مصادر ميدانية بريف حلب الشرقي، أن انفجاراً هز الأطراف الغربية لمدينة منبج، استهدف قياديين في قوات "قسد" خلفت ثلاثة قتلى في صفوفهم بينهم مسؤول في المحكمة العسكرية التابعة لقسد في المنطقة.
وذكرت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت خلال مرور سيارة تابعة لقوات قسد تقل شخصيات عسكرية قيادية قرب دوار الكتاب في الأطراف الغربية لمدينة منبج، خلف الانفجار حريق كبير وانفجارات داخل السيارة ومقتل ثلاثة أشخاص قياديين.
وكانت شهدت مدينة منبج وريفها توتراً كبيراً بين قوات قسد والقبائل التي عبرت عن رفضها للممارسة قوات قسد التعسفية بحق المدنيين في المنطقة، دفعها ذلك لإعلان إضراب عام في مدينة منبج وريفها نفذته قبل أسبوع.
تعرض موكب لضباط كبار في الفرقة التاسعة التابعة لقوات الأسد لإطلاق رصاص من قبل مجهولين مساء الأمس الجمعة، تم نقلهم إلى دمشق على اثره، وسط استنفار من قبل قوات الأسد في مدينة الصنمين.
وقصفت قوات الأسد الطريق العام شرقي مدينة الصنمين بالرشاشات الثقيلة، وإطلاق عدد من القنابل المضيئة في سماء المدينة مساء الأمس بحسب ناشطين من المدينة.
ونقل الناطق باسم تجمع أحرار حوران أبو محمود الحوراني لشام عن تعرض ضباط كبار من الفرقة التاسعة لمحاولة اغتيال في مدينة الصنمين من قبل ملثمين كانوا يستقلون دراجة نارية، دون وصول معلومات عن الحادثة او تبنيها من قبل أي فصيل".
وأوضح الحوراني أن الضابطين تعرضا لإطلاق رصاص مباشر أثناء مرور موكبهم في مدينة الصنمين، مما أسفر عن تعرضهم لإصابات خطيرة، نقلوا على اثرها للمشفى العسكري في مدينة الصنمين، ومنها إلى دمشق، وفي الوقت ذاته شهدت مدينة الصنمين استنفار ووصول تعزيزات لحاجز مفرق قيطة القريب من مشفى الصنمين العسكري، بالتزامن مع تحرك لدبابات وآليات ثقيلة".
يذكر أن مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي وقعت على مصالحات مع قوات الأسد، بالإضافة إلى بلدات غباغب ومحجة، والتي دخلت جميعها في مصالحات مع قوات الأسد بعد حصار مستمر منذ عدة سنوات، في ظل تواجد العديد من عناصر الجيش الحر بداخل تلك المناطق.