حاز الشّاب السّوري "باسل عتال" ابن مدينة حلب أمس الأحد، على المركز الأول بحفظ القرآن في المسابقة الدّوليّة السادسة لحفظ القرآن الكريم والترتيل الجيد، والتي عقدت في العشرين من الشهر الجاري بمدينة أسطنبول التركية، وذلك تحت إشراف لجنة تحكيم ضمّت سبعة أعضاء من تركيا وبنغلاديش والمغرب ومقدونيا والبحرين والجزائر والعراق.
شارك في المسابقة 162 متسابقاً من 72 دولة ضمن فئتي الحفظ والترتيل الجيّد، حيث جاء في المرتبة الأولى في مسابقة الحفظ السوريّ باسل عتال، تبعه في المركز الثاني التّركي حسن بدرهان، بينما جاء في المركز الثالث الفلسطيني سحر أسمر، بحسب "حلب اليوم".
وحلّ التركي فرقان شينار بالمركز الأول في مسابقة الترتيل الجيّد، بينما حلّ المغربي إلياس محيوي في المركز الثاني، تلاه في المركز الثالث العراقي حسن علاء.
وفي تعليق – قامت حلب اليوم بترجمته إلى العربية – قال رئيس الشؤون الدينية في تركيا البروفسور د. علي إرباش خلال حفل توزيع الجوائز: إنّ عدد حفاظ القرآن الكريم في تركيا اقترب من 150 ألف حافظ، مشيراً إلى أن الشؤون الدينية تسعى لزيادة هذا العدد.
وفي العام الماضي، نال الشاب "عمر عبد الكريم الزعبي" من أبناء بلدة المسيفرة بريف درعا، جائزة المركز الأول في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي أقيمت في مركز المؤتمرات في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة في تركيا، ضمن المسابقة الدولية التي تقام فيها بحضور 62 دولة عربية وإسلامية.
تتأزم الأوضاع في مخيم السد بريف الحسكة الجنوبي، على خلفية التطورات اللاحقة والممارسات المستمرة من قبل "قسد" بحق المدنيين المحتجزين في المخيم، مع عودة أزمة المياه واعتداء عناصر لـ "قسد" على إحدى السيدات المشاركة في الاحتجاجات في المخيم.
ونقلت شبكة "فرات بوست" عن شهود عيان قالوا إن تطورات الساعات الماضية، جاءت بعد يوم من شن “الأسايش” حملة اعتقالات ومداهمات طالت المخيم،، حيث اقتحم عناصر “الأسايش” خيم النازحين عند الساعة الرابعة من فجر السبت، ما أدى إلى إصابة الأطفال والنساء بحالة هلع و خوف.
الحملة أسفرت عن اعتقال قرابة 200 نازحاً أغلبهم من أبناء دير الزور، وتم تحويلهم إلى جهاز “الجريمة المنظمة” التي يقودها هفال أسعد، أحد قيادي “الأسايش”، بهدف التحقيق معهم ومعرفة من قام بإرسال نداءات الاستغاثة حول أزمة مياه الشرب وقوالب الثلج المستمرة حتى الآن، وبالتزامن مع ذلك، قامت دوريات بتفتيش الهواتف المحمولة داخل المخيم.
ويبدو أن هذه الحملة، تأتي كرد فعل على زيارة لجنة من التحالف الدولي لمخيم السد الأسبوع الماضي، بعد انتشار صور وتسجيلات مرئية، تؤكد قيام عناصر الإدارة الذاتية بمنع مياه و قوالب الثلج عن النازحين، بالإضافة إلى حصول انتهاكات أخرى، لتقوم إدارة المخيم بالسماح للنازحين بجلب المياه وقوالب الثلج ليوم واحد فقط أثناء تواجد اللجنة، وبعد خروجها عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، بالإضافة إلى الاعتقالات والمعاملة السيئة .
ويشتكي القاطنون في مخيم السد الواقع في بلدة عريشة (ضمن منطقة صحراوية قاحلة تبعد 22 كيلومتر عن نهر الخابور)، من انقطاع المياه عن المخيم، منذ أيام عدة، دون وجود أي تحرك لمعالجة الأزمة، رغم ازدياد الحاجة إلى المياه جراء ارتفاع درجات الحرارة.
يذكر بأن “قسد” تحتجز الآلاف من النازحين في السد ومخيمات أخرى توزعت في أرياف الحسكة والقامشلي والرقة، وذلك لإجبار الهاربين من الحرب في دير الزور والرقة على الإقامة فيها، بعد منعهم من دخول مدينة الحسكة وقراها الخاضعة للإدارة الكردية، دون وجود كفيل.
وتعاني هذه المخيمات التي أطلق عليها ناشطون اسم “مخيمات الموت، من غياب شبه كامل للخدمات والرعاية الصحية، ما تسبب بحصول وفيات معظمهم أطفال ونساء، ناهيك عن سوء تعامل القائمين على هذه المخيمات، وانتشار حالات فساد داخلها، دون وجود أي محاسبة.
توصلت اللجنة القائمة على حل الخلاف بين فصيل "احرار الشرقية" وعائلة "الواكي" في مدينة الباب، لاتفاق ينهي التوتر الحاصل بين الطرفين على خلفية الاشتباكات التي شهدتها مدينة الباب شرقي حلب قبل قرابة 20 يوماً.
وقررت اللجنة المكلفة بحل الخلاف بعد اجتماعها برئاسة الشيخ "تحام الخالد" وسماع الطرفين بالجلسة المنعقدة في مقر أحرار الشام (عولان)، منع المدعو "أبو جمو" من الشرقية ومن تثبت إدانته معه من دخول منطقة الباب.
كما قررت بإلزام الشرقية بتسليم البيوت والمزارع المستولى عليها لأصحابها الأصليين، و دفع الديات من قبل لجنة شرعية ترتضيها اللجنة المكلفة بالحل ويكون قرارها
ملزم للطرفين، والبحث في الأضرار المادية و الجسدية لكلا الطرفين، مع إلزام الشرقية بعدم تسيير الأرتال المسلحة داخل مدينة الباب وفي حال الضرورة يتم سلوك طريق المحلق.
أيضاَ إلزام الشرقية بإخلاء المقرات المتواجدة داخل مدينة الباب في حال استجابة جميع
الفصائل لهذا القرار، و في حال حدوث أي خلاف بين أي شخصين من الطرفين يعتبر خلاف شخصي ولا علاقة للعائلة أو الفصيل به ويحل عن طريق القضاء.
وفرضت اللجنة بمنع تجييش الرأي العام والفصائلية بأي خلاف يحصل، مع تشكل لجنة من الأستاذ : نافذ النهار رئيسة، ومضر أبو عبد الله عضو، و عبد الله الرينة عضوة وتكون مهمة هذه اللجنة متابعة تنفيذ القرارات المذكورة.
وفي بداية شهر أيار الجاري اندلعت اشتباكات بين فصيل الشرقية وعائلة الواكي في مدينة الباب، انتهت بعد تدخل الفيلق الثالث بين الطرفين والعمل على تشكيل لجنة للحل بينهما.
لم يمض على وجود عمر مسلماني في ألمانيا أكثر من 4 سنوات. ومع ذلك؛ فإن هذا الشاب الذي لا يتجاوز عمره الـ21 يتقن الألمانية بطلاقة وثقة كبيرة. ورغم أن عمر القادم من مدينة حلب السورية، لم يعمل سابقاً في مجال التمثيل فقد تحول إلى أحد نجوم الكوميديا في ألمانيا وباتت له منصة على التلفزيون الألماني «في دي آر فور يو».
عمر واحد من الشبان السوريين الذين نجحوا في تحويل تجربتهم في اللجوء والهجرة في ألمانيا إلى أعمال فنية ترتكز على الكوميديا. ويروي في اتصال مع «الشرق الأوسط» كيف بدأ في نشر فيديوهات على صفحته على «فيسبوك» يتناول فيها بطريقة طريفة ما يواجهه في الحياة اليومية في ألمانيا بصفته سورياً وصل حديثاً.
يقول، إن الفكرة بدأت بتصوير فيديوهات قصيرة استلهمها من الفروقات البسيطة التي تلفت نظره بين الألمان والسوريين القادمين حديثاً، حاملين معم عاداتهم وتقاليدهم. في أحد الأشرطة مثلاً يتخايل عمر بأن الأدوار تنقلب في صف تعلم اللغة الألمانية. وبدلاً من أن يكون الطلاب سوريون والأستاذ ألماني، يكون الطلاب ألماناً يتعلمون اللغة العربية في سوريا على يد أستاذ سوري يحاول تعليمهم الفصحى.
يتناول عمر عامة في فيديوهاته «الكليشيهات» النمطية المنتشرة عن الألمان مثل دقتهم في المواعيد، ورفض التكلم بلغة غير الألمانية، وعدم امتلاكهم حس الدعابة... وفي المقابل أيضاً يتطرق إلى الكليشيهات المنتشرة عن السوريين. ويصور أيضاً موضوعات مرتبطة بالمجتمع الألماني وإثنياته المختلفة، وبخاصة الألمان من أصول تركية.
يعرض أيضاً في أحد المقاطع تجربة سوري وصل حديثاً في زيارة الأطباء في ألمانيا. يزور أولاً طبيباً ألمانياً يرفض الحديث معه بالإنجليزية، رغم أن الشاب السوري لا يتكلم الألمانية جيداً. فيغادر ليزور طبيباً ألمانياً تركياً يعرض عليه كتابة تقرير طبي يسمح له بالتغيب عن العمل من دون أن يفحصه، قبل أن يغادر إلى طبيب عربي يصف له وصفات منزلية... لينهار في النهاية وسط العيادة.
عندما وصل عمر إلى ألمانيا كان ينشر فيديوهاته باللغة العربية على «فيسبوك». وكان الفيديو الأول الذي نشره باللغة الألمانية يتحدث فيه عن اختلاف اللهجات في ألمانيا، هو الذي لفت انتباه الألمان إليه. ويقول: «لم أتوقع أن يكون للفيديو هذا الصدى الكبير. لكن بعد يومين من نشره وتداوله بشكل كبير تلقيت اتصالات من قناة (في دي آر فور يو) تطلب التعاون معي لتصوير حلقات صغيرة وعرضها على القناة».
يحاول عمر أن يوازن بين دراسته وهوايته في الكوميديا. فهو يدرس علم النفس في جامعة بيلفيلد؛ لذلك فإن إيجاد الوقت لكتابة فكرة وتنفيذها يكون صعبا أحياناً. لكن التجربة أعطت عمر كما يقول، شعوراً بأن عمله الذي بدأ للتسلية بات جدياً نوعاً ما ومحترفاً، وأن الأفكار التي يعالجها عليه التفكير بها بشكل أعمق. ويرى أنه بات عليه أن يفكر في «تأثير الفيديوهات التي يصورها».
تصف إيزابيل شاياني، رئيسة تحرير قناة «في دي آر فور يو»، عمر بأنه «من أكثر الكوميديين السوريين نجاحاً»، وتضيف في اتصال مع «الشرق الأوسط»: إن القناة الموجهة بشكل أساسي للاجئين الذين يتحدثون الألمانية لديها نحو 400 ألف اشتراك، وإن برنامج عمر من «الأكثر نجاحاً». تقول، إن «حس الدعابة» لدى عمر أعجبها؛ لأنه «يسخر من وضع مأساوي بطريقة سلسة».
وترى أنه من الضروري أن يتمكن الألمان والسوريون من أن يضحكوا على أنفسهم وبضعهم في الوقت نفسه. لكنها تعترف بأن بعض أعماله مثيرة للجدل، وتقول، إن بعض المشاهدين الألمان يشعرون بالإهانة من الطريقة التي يصورهم بها، وتقول: «المشاهدون إما يحبونه أو يكرهونه، لكن هكذا هي الأعمال الكوميدية».
شاب سوري آخر نجح أيضاً في الوصول إلى جمهور واسع عبر التعاون مع التلفزيون الألماني (دويتشه فيله) بنسخته العربية، هو فراس الشاطر. الشاب العشريني هرب من سوريا بعد أن اعتقل من قوات النظام وبدأ في البداية نشر فيديوهات على محطة أنشأها على موقع «يوتيوب».
تحول فراس «نجماً» بعد أن نشر شريطاً يتساءل فيه «من هم هؤلاء الألمان؟» ثم يظهِر صوراً من مظاهرات عنصرية رافضة للاجئين وأخرى مرحبة بهم. وبعدها يتحدث عن «تجربة اجتماعية» قام بها ليعرف من هم حقاً. ويظهر في المقطع واقفاً وسط ساحة ألكسندر بلاتز الشهيرة في برلين، معصوم العينين وأمامه لوحة كتب عليها: «أنا لاجئ سوري وأثق بك. هل ثقف بي؟ إذا كنت تثق بي عانقني». يقول فراس في مقابلات أدلى بها بعد هذه التجربة، إنه وقف لأكثر من ساعة ونصف الساعة من دون أن يتلقى عناقاً واحداً. وبعد أن ملّ المصور الألماني معه، توجه إليه وعانقه. وما لبث أن بدأ أشخاص يقومون بالمثل. وكتبت إحدى الصحف عنه إنه «أكثر اللاجئين الذي تلقوا عناقاً».
مقاطع فراس تختلف قليلاً عن عمر، فهو يتناول موضوعات ألمانية ليعرّف السوريين على عادات الألمان وتقاليدهم. يصور مثلاً حلقة عن المأكولات العضوية يشرح ماهيتها بطريقة فكاهية، وأخرى عن تعلق الألمان بالكلاب، وكيف يتحول إلى شخص ذو شعبية كبيرة إذا ما اقتنى كلباً.
ينشر فراس مقاطعه على «يوتيوب» باللغة الألمانية، ومن التعليقات التي يتلقاها يبدو أن متابعيه من الألمان الذين يستمتعون بمقارناته وتصويره الفكاهي لهم.
شابان سوريان آخران، هما عبد الله عباسي وعلاء فحام، يتناولان كذلك الحياة في ألمانيا بطريقة فكاهية، وإن كانت جدية نوعاً ما، على الأقل في الوقفات الكوميدية التي يقدمانها على المسارح. ففي أحد المقاطع مثلاً، يتبادل الشابان الحديث على أنه بين شاب سوري وآخر ألماني. ويسأل الألماني ما إذا كان السوري لديه 3 زوجات، وما إذا كانت النساء في سوريا جميعهن محجبات... ثم يجيب الآخر بنفي النظرات السائدة باستثناء السؤال الأخير حول ما كان في سوريا انتخابات ديمقراطية.
الشابان لديهما أيضاً صفحة على «فيسبوك» «نمط الحياة في ألمانيا» أو German lifestyle GLS وقناة على «يوتيوب»، يعرضان فيهما تجاربهما الخاصة لناحية الاختلافات الثقافية والنظرات السائدة عن السوريين بطريقة خفيفة مضحكة. في أحد الفيديوهات مثلا يتبادل الشابان حديثاً من «المستحيل أن تسمعه بين سوريين». يسأل الأول الآخر ما إذا كان لديه أشقاء، فيجيب بأنه وحيد، ثم يقولان بأن الأكل الألماني ألذ من السوري.
عباسي الذي يدرس طب الأسنان في إحدى الجامعات الألماني ويعمل أيضاً في أحد مراكز مساعدة اللاجئين، التقى المستشارة الألماني أنجيلا ميركل التي منحته جائزة تعطى للذين يساعدون في دعم الاندماج بين القادمين الجدد والألمان.
ضاقت السبل وتقلصت خيارات الشباب السوري في الهروب من شبح الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، لتتحول الأنظار إلى التطوع في الحرس الثوري الإيراني مقابل الإعفاء من الخدمة ومغريات أمنية ومالية أخرى.
وقال الناشط بحماة نضال الخليل للجزيرة نت إن الحرس الثوري الإيراني في سوريا يتبع إدارته المباشرة بإيران، ومسؤولو هذه المراكز يعتمدون في عمليات تطويعهم للشبّان على الفئة العمرية 17-24 عاما، ومن الطائفة السنية بشكل خاص، مستغليّن ظروف طلبهم للخدمة الإلزامية، وسهولة تغيير معتقداتهم الدينية التي يؤمنون بها ليوجهونهم كما يشاؤون، بالإضافة للناحيتين المالية والأمنية التي تعد مطلبا لكل شاب.
وبحسب الخليل، فإن أشهر تلك المراكز هو مركز "سوا" للتدريب في حي المحافظة في حلب، وكذلك المركز الإيراني -كما هو متعارف عليه- في منطقة السيدة زينب في دمشق، ومركز اللواء 47 أو ثكنة محمد سلمون الذي يقع على طريق حمص حماة على السفح الشمالي لجبل الأربعين في الريف الجنوبي لحماة.
ووفق ما أفادت به مصادر ميدانية من داخل اللواء 47 -رفضت الكشف عن هويتها- فإن اللواء يعد من أهم المراكز الإيرانية وأضخمها على مستوى سوريا، حيث يضم المتطوعين في الحرس الثوري الإيراني من أهالي حماة وحمص، ويشرف عليه ضابط إيراني يدعى "الحاج أبو نداء".
ويضيف المصدر أن السوري "أبو الخير" (58 عاما) يساعد أبو نداء، وهو من أهالي مدينة مصياف، وقد أنهى وظيفته مساعدا في المخابرات الجوية منذ بداية الثورة بعد انتقائه من قبل قيادات الحرس الثوري الإيراني، إذ تم تشييعه ثم تدريبه على أيديهم، وعقب استلامه إدارة هذا المركز أصبح ذا سلطة نافذة في محافظة حماة، لتضاهي كلمته أي سلطة أمنية فيها.
أسباب متعددة
ولم يُكتفَ بإجبار المتطوعين من أبناء الطائفة السنية على التشيع والهتاف صباحا مساء أثناء تدريباتهم العسكرية باسم الحسن والحسين والسيدة زينب، بل تم إجبارهم أيضا على تشييع أفراد أسرهم؛ ورغم ذلك فإن هذه المراكز ما زالت الخيار الأول والأفضل لآلاف من الشباب السوري، بحسب ما يقول بعض المتطوعين.
يقول أبو عبد الحميد -وهو والد ثلاثة شبّان متطوعين في الحرس الإيراني- إن هذه المليشيات تقدم للمتطوعين عقدا رسميا يضمن الإعفاء من الخدمة الإلزامية بالكامل مقابل تأدية الخدمة فيها لمدة عام ونصف فقط، كما تضمن عدم الاحتفاظ بالمتطوع بعد إنهائه الخدمة، على خلاف قوات النظام التي ما زالت تحتفظ بالآلاف من عناصرها لما يزيد على ستة أعوام.
ويضيف الرجل أن المتطوع يحصل على راتب شهري يقارب 75 ألف ليرة سورية (175 دولارا)، مع بطاقة أمنية تمنع التعرض له من أي فرع أمني، كما أن تأدية الخدمة تتم في المدينة التي يقطن فيها المتطوع، ما لم يتم الدفع به إلى الجبهات الساخنة.
وقد ازدادت أعداد المتطوعين بعد إيقاف التأجيل الدراسي الخاص بدبلوم التأهيل التربوي مع انتهاء الطالب الجامعي من مرحلة البكالوريوس، حيث وقع نحو خمسون ألف طالب جامعي -بحسب إحصائيات النظام- تحت طائلة التخلف عن تأدية الخدمة الإلزامية والمنع من السفر، ليلجؤوا إلى هذه المليشيات التي باتت سبيلهم الوحيد للنجاة من الخدمة في جيش النظام.
السبيل الوحيد
يقول كريم -وهو شاب عشريني من أبناء الطائفة السنية في حماة- إنه ينوي التطوع في صفوف الحرس الثوري الإيراني عند تخرجه من كلية طب الأسنان، وذلك للهروب من كابوس الخدمة الإلزامية الذي يلاحقه.
ويضيف أنه سيفعل كما فعل الكثيرون، فيدفع مبلغا ماليا يقارب مليوني ليرة سورية إلى "أبي الخير" ويتنازل عن الراتب الشهري، مقابل عدم الخدمة في المركز بشكل عملي.
من جهة أخرى، يروي عامر -الشاب الثلاثيني السني من حماة أيضا- أن أحد أقربائه دفع مليوني ليرة لأبي الخير، لكن الأخير صار يطلب منه مبلغا آخر بصورة أسبوعية لإبقائه في منزله، وإلا فإنه سيدفع به مع العناصر المرسلة إلى معارك ريف حماة وغيرها، وفي حال عدم التحاقه سيتم فصله من تلك المليشيات وبالتالي ملاحقته أمنيا للالتحاق بالخدمة الإلزامية.
وقد أكدت عدة إحصاءات من تنسيقيات المعارضة السورية وجود نحو ثلاثين ألف متطوع سوري في صفوف الحرس الثوري الإيراني في سوريا، منهم ما يقرب من 12 ألف متطوع من السنة، غالبيتهم في سن الخدمة الإلزامية.
علمت جريدة «الحياة» أن «الترويكا» الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) تُعدّ اقتراحاً للتفاوض مع إيران، من اجل إبقائها في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست (عام 2015)، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وتخشى «الترويكا» من أن قراراً يتخذه المرشد علي خامنئي بالخروج من الاتفاق، قد يشعل حرباً بين إيران وإسرائيل، تتمدّد إلى لبنان وتوسّع نزاعات في المنطقة. وحذرت طهران الأوروبيين من أنها لن تواصل التفاوض معهم، إذا «ماطلوا» في استجابة مطالبها.
وقال مصدر فرنسي لـ «الحياة» إن «الترويكا» تخشى أن يقرر خامنئي الانسحاب من الاتفاق النووي، إذا رأى أن إيران «مخنوقة اقتصادياً» بسبب العقوبات الأميركية. ورجّحت أن يعني ذلك استئناف طهران برنامجها النووي واستمرارها في زعزعة استقرار دولٍ في المنطقة، وتشديد القمع داخلياً، عبر منح «الحرس الثوري» مزيداً من النفوذ.
ولفت إلى أن «الترويكا» تعتبر أن انتهاج سياسة القوة والمواجهة مع ايران قد يتحوّل «تطوراً دموياً، يدفع لبنان ثمنه، وتشتدّ الحرب في سورية ويتفاقم الإرهاب»، مشدداً على وجوب «تهدئة الأوضاع وتجنّب التصعيد». ونبّه إلى خطر اندلاع «حرب واسعة بين إسرائيل وإيران، قد تؤدي إلى حرب في لبنان وتوسيع الحروب في المنطقة».
ورأى المصدر أن نجاح إسرائيل في التسلّل إلى «قلب الدولة الإيرانية»، ومصادرتها آلافاً من وثائق الأرشيف من مكاتب لـ «الحرس»، في شأن البرنامج النووي، يعكس «فشل الحرس في حفظ أسرار دولة». وأضاف أن «قياديّي الحرس قادرون على تعذيب أبرياء وصنع صواريخ وتزويد حزب الله (اللبناني) بها، لكنهم عاجزون عن محاربة جيش منظم وقوي».
في المقابل أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده «ستواصل مفاوضاتها مع الأوروبيين ما دامت تسير في الطريق المناسب، وما داموا يلتزمون المهلة الزمنية» التي حددتها طهران لاستكمالها، وتنتهي آخر الشهر.
ولفت إلى أن طهران «لم تقرّر بعد هل تبقى في الاتفاق النووي»، مشيراً إلى أن القرار مرتبط بالمفاوضات مع الدول الخمس الباقية في الاتفاق (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا). وتابع: «تراعي وزارة الخارجية مصالح الشعب الإيراني، ولن نستمر في المفاوضات إذا شعرنا بأنها تتجه نحو إطالة أو مماطلة وإضاعة الوقت».
لكن الأميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اعتبر أن «الواقع يُظهر أن الأوروبيين لا يسايرون (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب»، فيما ذكر الرئيس حسن روحاني أن «الأميركيين يضغطون على الأوروبيين لكي يختاروا، إما أميركا وإما ايران»، مستدركاً أن «الأوروبيين اعلنوا انهم يختارون الاتفاق النووي». وأضاف: «الظروف في أميركا ليست دائمة، وليس واضحاً ما سيحدث في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس وانتخابات (الرئاسة) المقبلة. في أي حال، علينا تسوية الملفات من خلال الحكمة والتدبير».
وبثّت قناة «العربية» أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على طائرة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
مرت 3 أسابيع على الانتخابات اللبنانية ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية يهنئ اللبنانيين بالنتيجة، بل اكتفت واشنطن حتى الآن بالإحالة إلى بيان صدر عن السفارة الأميركية في بيروت، اكتفى بتهنئة اللبنانيين بالعملية الانتخابية وليس بالنتائج، كما أن واشنطن لم تصدر بيانات رسمية بعد انتخاب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب، أو تكليف سعد الدين الحريري بتأليف الحكومة العتيدة.
نتائج الانتخابات سيئة
ولعل السؤال الأكبر بالنسبة للأميركيين يبقى "اتجاه" وتوجه البلد الصغير في ظل التأثير الإيراني المتصاعد وما ظهر من نتائج الانتخابات النيابية.
فوزارة الخارجية الأميركية كانت تراقب خلال الأشهر الماضية بنوع من الاطمئنان مسار الحملة الانتخابية، وكانت على اقتناع أن النتائج لن تعطي حزب الله وحلفاءه الثلث المعطّل. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ"العربية.نت" لدى سؤاله عن تعليقه على النتائج "لا نعتقد أن ميزان القوى سيتغيّر عما كان عليه في الحكومة السابقة". وأضاف "إن العمل جار على تشكيل الحكومة اللبنانية، وسنراقب عن قرب هذا المسار".
في المقابل، علمت "العربية" أن السفارة الأميركية في بيروت بدأت تشعر الآن بأن نتائج الانتخابات اللبنانية جاءت أسوأ مما توقعته السفارة والسفيرة اليزابيت رتشاردز.
فمن جهة، لم تتقلّص كتلة حزب الله، ومن جهة أخرى تضخّمت كتلة حليفه نبيه بري، كما انضم إلى مجلس النواب عدد أكبر من "المحسوبين" على سوريا ونظام الأسد، فيما تقلصت كتلة وشعبية رئيس الحكومة الحالي سعدالدين الحريري، وبات الحاجز أمام النفوذ الإيراني السوري وحزب الله أقل مناعة وقوّة.
هذه النتائج تشغل بال الأميركيين، فواشنطن اعتبرت أن سعدالدين الحريري حليف، ولا يمكن أن يسقط في فخ النفوذ الإيراني وحزب الله، خصوصاً أن أعضاء من ميليشيات حزب الله متهمون ويُحاكمون بتهمة اغتيال والده رفيق الحريري العام 2005، لكن خسارة تيار المستقبل من شعبيته ومقاعده تعطي فرصة أكبر لحلفاء سوريا وإيران لمدّ نفوذهم، في حين تريد واشنطن مواجهة طهران والقضاء على نفوذها في بلدان العالم العربي.
العقوبات آتية
تنتظر الإدارة الأميركية الآن تشكيل الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرارات بشأن فرض عقوبات إضافية على حزب الله، فيما يستعد الكونغرس الأميركي لإقرار النسخة الثانية من قانون عقوبات حزب الله.
كان هذا القانون تأخّر في الكونغرس لأن وزارة الخارجية الأميركية، خصوصاً السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت رتشاردز، عملت على إقناع أعضاء الكونغرس خلال العام 2017 بتأخير القانون وإعطاء اللبنانيين فرصة لإجراء الانتخابات، على أمل أن يضعف حزب الله وحلفاء سوريا، وعلى أمل أن يبرز الحريري أكثر قوّة، لكن العكس هو ما حصل، والآن تشعر السفيرة الأميركية أن لا سبب للتمهّل ولا داعي لتأخير القانون.
في هذا الوقت، بدأت إدارة ترمب تأخذ خطوات حازمة ضد حزب الله، ووضعت وزارة الخزانة منذ أيام عدداً من أعضاء الميليشيات الموالية لإيران على لائحة الإرهاب.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي "إن ضرب إمكانيات حزب الله الإرهابية والعسكرية هو أولوية قصوى لدى الإدارة الأميركية".
وأضاف "إن الرئيس ترمب أعلن بوضوح منذ البداية قلقنا من نشاطات حزب الله الإرهابية وعملياته المثيرة للاضطرابات في المنطقة، وأيضاً عملياته الإجرامية".
سيف مسلط على حزب الله وحلفائه
وفي إشارة إلى نيّة إدارة ترمب فرض عقوبات واسعة وكثيفة على حزب الله، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، القريب من الرئيس الأميركي "إن الولايات المتحدة ستستعمل كل أداة متوفّرة لديها وكل سلطة لها لتعطيل النشاطات الإجرامية" لحزب الله.
اكتفى الأميركيون حتى الآن بفرض عقوبات على شخصيات من ميليشيات حزب الله، أما الآن فلديهم الإرادة لفرض عقوبات على أعضاء من حزب الله منتخبين في مجلس النواب أو أعضاء في الحكومة. وقد ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في تصريحه لـ"العربية.نت": "أن حزب الله موضوع على لائحة المنظمات الإرهابية، والولايات المتحدة لا تفرّق بين الذراع السياسية لحزب الله والعسكرية".
إلى ذلك، ما زال مشروع القانون في الكونغرس الأميركي مفتوحاً أمام فرض عقوبات على أي شخص أو مؤسسة أو حزب يتعامل مع حزب الله، ويمكنه من ممارسة نشاطاته السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، أي أن السيف مسلّط مرة أخرى على أحزاب سياسية مثل حلفاء حزب الله في مجلس النواب اللبناني.
"لا تسامح" بعد اليوم
ويبدو أن لحزب الله أيضاً إمكانية استجلاب العقوبات عليه وعلى حلفائه، عبر فرض حضور في الحكومة اللبنانية العتيدة بما لا يترك مجالاً للأميركيين في تأخير أي من عقوباتهم.
وقد كرر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الموقف الرسمي لبلاده والذي يطالب "جميع اللبنانيين بصرف النظر عن انتماءاتهم أن يحافظوا على التزامات لبنان الدولية، بما في ذلك ما تضمّنه قرار مجلس الأمن رقم 1559 و1701 والمحافظة على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية"، وهذا ما ذكره بيان السفارة الأميركية لدى انتهاء الانتخابات.
لكن البيت الأبيض وعلى لسان متحدث باسم مجلس الأمن القومي ينظر بتشدّد أكبر تجاه حزب الله ودوره، ويعتبره ذراعاً لإيران، ويستعمل لهجة أكثر حزماً، ويقول إن الولايات المتحدة "كانت وما زالت قلقة من نفوذ إيران الذي يزعزع الاستقرار في لبنان من خلال وكيله حزب الله اللبناني"، وهذا النفوذ قرّرت الولايات المتحدة مواجهته والقضاء عليه.
لم تعد هناك فسحة واسعة من التسامح الأميركي مع اللبنانيين ومع حزب الله، وما بدأته الولايات المتحدة لمواجهة إيران وسواعدها في العالم العربي، لا بدّ أن تستكمله واشنطن خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
استنكر «الائتلاف الوطني» لقوى الثورة والمعارضة السورية تناوب نظام الأسد على رئاسة «منتدى الأمم المتحدة لنزع السلاح الكيميائي والنووي»، معتبراً أنه سيكون بمثابة صدمة لضمير الإنسانية وخيانة لضحايا الأسد في هجماته الكيميائية التي فاقت مائتي هجوم.
ودعا رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى في رسالة وجهها لـ 18 دولة إلى مقاطعة المنتدى طيلة الأسابيع الأربعة التي يتولى فيها نظام الأسد الرئاسة، حيث وجّه الرسالة إلى حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وكندا واليابان وإيطاليا وإسبانيا والسويد والنرويج وهولندا وبلجيكا وأستراليا وسويسرا وفنلندا ونيوزيلندا وأوكرانيا.
واعتبر أن رئاسة نظام مارق كنظام الأسد لهذا المنتدى يقوّض مصداقية الأمم المتحدة ويشكك بنزاهة إطار نزع السلاح؛ لأن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية وغير التقليدية القاتلة وسعيه غير الشرعي إلى امتلاك أسلحة نووية يتعارض مع الأهداف والمبادئ الأساسية لمؤتمر نزع السلاح..
وأضاف مصطفى: لقد انتهك نظام الأسد اتفاقية الأسلحة الكيميائية وقرارات مجلس الأمن الدولي على نحو سافر، وقد تم توثيق تلك الانتهاكات من قبل آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة (OPCW) في تقريرها المقدم إلى مجلس الأمن الدولي في 25 تشرين الأول 2017/أكتوبر حيث قام نظام الأسد بإطلاق الغازات السامة على الشعب السوري في 21 آب من 2013 لأول مرة، ومؤخراً وليس آخراً في دوما يوم 7 نيسان من العام الجاري.
وأورد في رسالته أن «جعل نظام بشار الأسد يترأس منتدى نزع الأسلحة الكيميائية والنووية على المستوى العالمي مثل وضع مغتصب متسلسل (مثل جاك السفاح) مسؤولاً عن ملجأ للنساء».
ودعا رئيس الائتلاف في نهاية رسالته حكومات الأصدقاء إلى ضمان وضع نهاية لمعاناة الشعب السوري، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقه، ودعمه لتحقيق مطالبه العادلة من الحرية والكرامة والعدالة.
وقد تأسس مؤتمر نزع السلاح عام 1979 بعد دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتألف من 65 دولة تم تقسيمها في السنوات الأخيرة حول القضايا الرئيسية، وجرت العادة أن تترأس الدول هذا المؤتمر، الذي يعقد في كل عام، وفقًا لترتيب الأحرف الأبجدية لأسمائها، ولتغيير الدولة التي من المفترض أن ترأس الاجتماع يجب أن يكون هناك إجماع دولي بين كل الدول المشاركة.
قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئيل، إن الانطباع المتبلور لدى القيادات السياسية والأمنية في إسرائيل يشير إلى أن روسيا ستكون على استعداد لتغيير موقفها بشأن مطلب دولة الاحتلال بإبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها، إلى مسافة 60 كيلومترا عن الحدود الحالية مع هضبة الجولان المحتل.
وكانت روسيا سبق لها أن عارضت في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بشأن مناطق خفض التوتر في جنوب سورية، المطلب الإسرائيلي بإبعاد القوات الإيرانية، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة والأردن.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن التغيير المرتقب في الموقف الروسي، بحسب التقديرات الإسرائيلية، بات يلوح في الأفق في الأسابيع الأخيرة، على أثر العدوان الإسرائيلي الذي استهدف أكثر من 52 موقعا إيرانيا وأخرى للدفاعات السورية، في العاشر من الشهر الحالي، ردا على إطلاق المليشيات الإيرانية أكثر من 20 صاروخا استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل.
ولفتت الصحيفة إلى أن القصف الإسرائيلي المذكور أثار لدى موسكو مخاوف من أن مواصلة إسرائيل لهذه الهجمات على الأرض السورية من شأنه أن يعرّض استقرار نظام بشار الأسد للخطر، خاصة أن مسؤولين إسرائيليين حذروا، آنداك، من أن من شأن إسرائيل أن تتحرك لإسقاط نظام الأسد كليا في حال استمر الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية.
وبحسب "هآرتس"، فقد استأنفت روسيا أخيرا جهودها لمحاولة دمج وإشراك الولايات المتحدة الأميركية في الاتفاقيات الرامية إلى تكريس استقرار النظام في سورية، وبالتالي فإن روسيا، ومن ضمن هذه المساعي قد تبدي استعدادا لإبعاد إيران عن الحدود مع إسرائيل، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة إخراج كافة القوات الموالية لها وتلك المحسوبة عليها والموجودة على الأراضي السورية.
وبحسب هرئيل، فإن روسيا لم تستأنف لغاية الآن مباحثات مباشرة بشأن التسوية لمستقبل سورية، لكن الروس أطلقوا مؤشرات لجهة استعدادهم لدراسة وفحص مواقفهم السابقة أيضا في سياق الوجود الإيراني.
وتعتقد الحكومة الإسرائيلية أن من شأن روسيا في ظل الظروف الجديدة التي نشأت بعد العدوان الإسرائيلي على المواقع المذكورة في العاشر من الشهر الجاري، وتواصل الغارات الإسرائيلية على مواقع مختلفة في سورية، سوية مع التأييد الكامل من قبل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإسرائيل، أن توافق على إبعاد القوات الإيرانية إلى شرقي طريق درعا دمشق، وبما يوافق الشرط الإسرائيلي وربما أيضا وراء ذلك الخط.
عثر الدفاع المدني على ستة جثث مجهولة الهوية صباح اليوم الاثنين على الأوتوستراد الدولي "دمشق-درعا" في ريف درعا الشرقي لليوم الثاني على التوالي دون معرفة الفاعلين.
وقال الدفاع المدني أن أحد الفرق التابعة له عثرت على ستة جثث تعود لشبان مجهولي الهوية تم تصفيتهم بطلق ناري في الرأس، على جانب الطريق الدولي، وتم نقلهم إلى مستشفى نصيب الميداني لتسليمهم إلى ذويهم أو يتم دفنهم في حال عدم التعرف عليهم.
هذا وقد عثر يوم أمس الأحد على جثتين مجهولتي الهوية على أطراف مدينة درعا في المزارع المحيطة بالجمرك القديم، دون التمكن من التعرف على الفاعلين أو حتى معرفة أصحاب الجثث في ظل استمرار الانفلات الأمني.
يذكر أن محافظة درعا تشهد انفلات أمني وانتشار كبير للخلايا التابعة لنظام الأسد وتنظيم الدولة، وعدم قدرة الفصائل التابعة للثوار على إيقاف عجلة الاغتيالات وعمليات التصفية، والتي كان أخرها اغتيال مراسل شبكة شام إبراهيم المنجر.
أكد مصدر في النظام السوري لوكالة رويترز أن النظام ستشتري كل القمح الذي سيقدم لها عبر مراكز الشراء والتجميع، وستكون الكمية التي سيتم شراؤها أقل من كمية الإنتاج لهذا العام.
وتوقع المصدر أن يشتري نظام الأسد أقل من مليون طن من القمح محلياً من المزارعين في موسم 2018، نظراً لنقص هطول الأمطار، وهذا يعتبر اقل من الاحتياجات السنوية.
بينما توقعت وزارة الزراعة التابعة لنظام الأسد إنتاج مليون طن هذا العام، بانخفاض حاد عن 2017. وقدر محصول 2017 عند 2.17 مليون طن، بينما قدرته وكالات الأمم المتحدة بنحو 1.8 مليون طن.
وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن هويته: «قدرت وزارة الزراعة الإنتاج بمليون طن، نقدر المشتريات بأقل من ذلك، لكن سنشتري كل القمح الذي سيُقدم لنا في مراكز التجميع». وأضاف أن «35 مركز شراء حكومياً تعمل في أنحاء سورية هذا العام».
كما يقوم المزارعون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ببيع القمح لمراكز تابعة للحكومة المؤقتة، والتي بدورها تأخذ المال لشراء القمح من عدد من الجهات المانحة، وتقوم بإعادته على شكل قمح لهذه الجهات التي تقوم بتوزيعه على الأفران على شكل طحين، واشترت الحكومة المؤقتة 10 آلاف طن من القمح العام الفائت.
كما يلجئ بعض المزارعين لبيع محاصيل القمح لديهم للنظام السوري نظرا لأن حاجة الحكومة المؤقتة أقل من الإنتاج المحلي، الأمر الذي يسبب مشاكل لهم نتيجة تفاوت سعر الشراء بين النظام والحكومة المؤقتة.
وتقدر احتياجات مناطق سيطرة الأسد من القمح إلى ما بين مليون ومليون ونصف طن سنوياً لسد احتياجاتها من مادة الطحين.
وكانت قوات الأسد على مدى الأسابيع الماضية تستهدف بشكل متواصل مزراع القمح بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة بهدف حرق المحاصيل، كما تقوم بقنص المزارعين الذين يتوجهون إلى حقولهم، وهو ما جعل القمح السوري يعاني بشكل أكبر، هذا بالإضافة لضعف الهطول المطري في مناطق وتشكل السيول في مناطق أخرى، الأمر الذي أدى لدمار مساحات كبيرة من القمح.
وكانت سوريا قبل 2011 تنتج أربعة ملايين طن من القمح في العام إذا كان الموسم جيداً، وكان بإمكانها تصدير 1.5 مليون طن.
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على مخيم اليرموك في سوريا، الذي أضحى بمثابة مقبرة للاجئين الفلسطينيين، حيث دُمّر المخيم بعد قصفه من قبل نظام الأسد خلال الأسابيع الأخيرة، ليسيطر عليه نظام الأسد بعد اتفاق مع تنظيم الدولة قبل أيام.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مخيم اليرموك الذي تأسس سنة 1957، كان يضم قبل سنة 2011 قرابة 150 ألف فلسطيني، أما اليوم فلم يتبق فيه سوى مئتي لاجئ تقريبا.
وتشير التوقعات إلى أن نحو مئة ألف فلسطيني قد غادروا سوريا مع قوافل المهاجرين نحو أوروبا والبلدان المجاورة.
وذكرت الصحيفة أن العديدين يرون في مخيم اليرموك، المخيم الأكبر في الشرق الأدنى، مجرد مخيم عادي يحتضن اللاجئين، إلا أن دوره يتجاوز ذلك بكثير.
ويعد المخيم حاضنة للهوية العربية، وفضاء موسعا للنشاطية، ومكانا اختلاط اقتصادي وثقافي. وعلى امتداد ستة عقود، خدم هذا المخيم، الذي تبلغ مساحته اثنين كلم مربع، أبناء الشتات الفلسطيني، بحسب "عربي 21".
وأشارت الصحيفة إلى أنه يوم 15 أيار/ مايو سنة 2011، الذي تزامن مع إحياء ذكرى النكبة، خرج قرابة 700 ألف فلسطيني من بين المزارعين وسكان المدن للتظاهر على الحدود الإسرائيلية للمطالبة بحق العودة، من بينهم فلسطينيون يقيمون في مخيم اليرموك.
وتم الترتيب لخروج المظاهرات من المخيم عبر منظمات شبابية والنظام السوري والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة الموالية لدمشق والمعادية لحركة فتح، كتلميع لصورة نظام الأسد أمام مؤيديه.
وفي الخامس من حزيران/ يونيو سنة 2017، تجمهر فلسطينيون من مخيم اليرموك في المنطقة ذاتها، سقط منهم 23 متظاهرا على يد جند الاحتلال، واستغل النظام الأسدي سقوط هؤلاء القتلى على أمل أن يوجهوا أنظار العالم بعيدا عن الثورة السورية التي تهدف للإطاحة بالأسد، التي جابهها النظام مباشرة بالقمع الدموي.
وفهم فلسطينيو مخيم اليرموك أنهم كانوا ضحية تلاعب، فأقدموا على إحراق مكاتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة في المخيم.
وتساءلت الصحيفة عن موقف أبناء مخيم اليرموك من الثورة السورية التي بدأت تكتسب طابعا عسكريا.
وفي هذا الإطار، خير غالبية فلسطيني مخيم اليرموك ومعظم فصائلها السياسية، من بينها حركة فتح، الحفاظ على مبدأ الحياد.
واستقر الفلسطينيون على هذا الخيار تجنبا لتكرار المأساة التي لحقت بفلسطينيي لبنان، الذين كانوا ضحية تدخل منظمة التحرير الفلسطينية في الحرب الأهلية التي قطعت أوصال بلاد الأرز بين سنتي 1975 و1990.
رغم عدم تعاطفهم مع بشار الأسد، الذي عمل والده حافظ الأسد على دحر الفدائيين التابعين لياسر عرفات خلال الثمانينيات، إلا أن فلسطيني سوريا كانوا يتمتعون بظروف معيشية أفضل مقارنة باللاجئين المقيمين في دول عربية أخرى.
فقد استقبلت سوريا العديد من اللاجئين الفلسطينيين، لكن أقل من لبنان والأردن مقارنة بعدد سكانها، وقد منحهم النظام البعثي الحقوق ذاتها التي كان يتمتع بها المواطن السوري.
ونوهت الصحيفة إلى أنه مع تفاقم الأزمة السورية، بات سقوط النظام السوري مسألة وقت، الأمر الذي دفع بشار الأسد إلى الاستنجاد بقوات فلسطينية تعاضد قواته وموالية لنظامه؛ وهي كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وفتح الانتفاضة.
ومع نهاية صيف سنة 2011، تكفل هذا الذراع الفلسطيني الموالي للأسد بمراقبة المخيم ومساجده التي كانت تشكل مركزا لتنظيم الاحتجاجات ضد نظام الأسد. في المقابل، انضم فلسطينيون محسوبون على حركة حماس إلى كتائب الثوار، بحسب الصحيفة.
وفي تقرير نشر سنة 2014 في مجلة الدراسات الفلسطينية، ذكر الصحفي نضال بيطاري الأوامر التي نقلها ضابط سوري من الموالين للنظام في المخيم خلال شهر شباط/ فبراير سنة 2012، قال فيها "اضمنوا الهدوء في اليرموك، فهو ليس أحب إلينا أكثر من بابا عمرو". وقصد الضابط بأن مخيم اليرموك سيقصف بدوره كما قصف حي بابا عمرو في حلب.
وقالت الصحيفة إنه يوم 16 كانون الأول/ ديسمبر سنة 2012، قصفت طائرة أسدية من نوع "ميغ" المخيم ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وفي الختام، تحدثت الصحيفة عن الخلافات الداخلية التي هزت قوات المعارضة، ما شكل فرصة لجماعات متطرفة مسلحة لاستغلال الموقف. فقد اقتحم تنظيم الدولة المخيم بمساعدة من جبهة النصرة في غرة نيسان/ أبريل سنة 2015، قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليه فيما بعد.
وعن حماس، قالت الصحيفة بحسب مصادرها، إن "الحركة قررت إيقاف دعمها لهم، وأخذت تتطلع نحو تجديد العلاقات مع الحليف القديم إيران وحزب الله، أهم داعمي بشار الأسد ونظامه"، وفق قولها.