قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن اليوم الثلاثاء، إن الهجوم المحتمل على محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، من شأنه تقويض عملية التوصل إلى حل سياسي سلمي للقضية السورية.
وأضاف قالن في مؤتمر صحفي من المجمع الرئاسي بأنقرة: "مناشدتنا هي وقف الهجوم المحتمل على إدلب من خلال التحرك بتنسيق وتعاون بين الرأي العام العالمي وجهود الدول الغربية والإقليمية والولايات المتحدة".
وتابع: "نتوقع من جميع الأطراف في الأيام القادمة مواقف تسهم في التوصل إلى حل سياسي يزيل العقبات أمام ملف إدلب"، وفق الأناضول".
عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، جلسة مشاورات طارئة بطلب روسي لمناقشة النتائج التي تم التوصل إليها في قمة طهران الثلاثية التي عقدت الجمعة الماضية بين رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانة، لفت المندوب التركي في كلمته إلى أن أي عملية عسكرية بإدلب ستؤدي إلى موجات نزوح، كما أنها ستشكل تهديدا لأمن تركيا ولأمن أوروبا أيضاَ
عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، جلسة مشاورات طارئة بطلب روسي لمناقشة النتائج التي تم التوصل إليها في قمة طهران الثلاثية التي عقدت الجمعة الماضية بين رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانة.
وتداول أعضاء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الكلمات بعد تهديدات المندوب الروسي بشن عملية عسكرية باسم "محاربة الإرهاب" في إدلب، حيث هددت فرنسا بأنها ستتحرك بقوة في حال استخدم النظام السلاح الكيماوي، واعتبرت مندوبة واشنطن أن روسيا وإيران تسعيان للتصعيد في إدلب وترفضان التهدئة التي تطالب بها تركيا لتجنيب المنطقة كارثة إنسانية.
وقال مندوب فرنسا إن الهجوم العسكري إن حدث في إدلب سيكون له تداعيات كارثية، وأن اجتماع طهران لم يخرج بالتزامات من إيران وروسيا، في وقت دعا مندوب هولندا لوقف كل عمليات العنف في سوريا، وشدد على ضرورة وقف روسيا وإيران تحضيراتهما لضرب إدلب.
ودعا مندوب السويد مجلس الأمن لتحرك عاجل وسريع لوقف التصعيد في سوريا لاسيما إدلب، كما اعتبر المندوب الكويتي أن أي تحرك عسكري في إدلب سيؤول حتماً إلى كارثة إنسانية.
ولفت المندوب التركي في مجلس الأمن إلى أن أي عملية عسكرية بإدلب ستؤدي إلى موجات نزوح، كما أنها ستشكل تهديدا لأمن تركيا ولأمن أوروبا أيضاَ
ويكتنف الغموض عن مخرجات قمة طهران بين الدول الضامنة، في حين تشير المعطيات إلى فشلها في التوصل لأي اتفاق ولو غير معلن، إذ ان روسيا تصعد في إدلب وتواصل القصف والتحشيد، في وقت تعمل تركيا على تعزيز قواتها على الحدود، وتعلنها صراحة رفضها لأي عملية عسكرية تستهدف المنطقة لما لها من عواقب إنسانية كارثية
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الثلاثاء 11 أيلول/سبتمبر، إن واشنطن تعرض عضلاتها أمام موسكو وطهران على الأراضي السورية، وهي عبارة عن تهديدات وابتزازات.
وصرح ريابكوف: "نحن نسمي المواقع الجغرافية، حيث تجري الاستعدادات لتنفيذ الاستفزازات ونسمي منظمات إرهابية محددة، تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها، تحت شعار مكافحة الإرهاب".
وتابع: "للأسف، يتم تجاهل كل هذه التحذيرات والإشارات. ويعرض الزملاء الأمريكيون عضلاتهم من جديد ويخاطبون المجتمع الدولي والدول الضامنة، أنا أقصد روسيا وإيران، بلغة التهديدات وإشارات الابتزاز".
وأشار إلى أن بعض العواصم الغربية لم تتخل بعد عن سيناريو الاستفزاز العسكري في سوريا، مشددا على أن موسكو ستعمل على الحيلولة دون ذلك.
وأكد على تجهيز الإجراءات الوقائية والاستعدادات لأي عمل من جانب الولايات المتحدة منذ وقت طويل.
ووفقا لأقواله، فإن موسكو ترى في سلوك الولايات المتحدة تزايد اللحظات المثيرة للقلق.
وختم ريابكوف قوله إن "هذا أحد مظاهر هذا النوع من النهج المدمر، الذي يصب في صالح الإرهابيين ويؤدي إلى مزيد من التعقيدات في الوضع في سوريا والشرق الأوسط، وتدهور آفاق تطبيع الوضع هناك".
أكد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن موسكو لا تنظر بشكل جدي لتصريحات وسائل الإعلام الأمريكية بشأن هجمات ممكنة على القوات الروسية في سوريا.
وقال بيسكوف للصحفيين في هذا الصدد: "نحن لا ننظر بجدية لتصريحات وسائل الإعلام، وذلك لأنها فقدت مصداقيتها… ونركز على البيانات الرسمية".
والجدير بالذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن بشار الأسد "قد وافق على استخدام الكلور في الهجوم على آخر معقل كبير للمسلحين في محافظة إدلب السورية"، مشيرا إلى أن ذلك قد يدفع القوات الأمريكية إلى ضربة الرد.
وأضافت الصحيفة: "البنتاغون يعمل على وضع سيناريو عسكري، لكن السيد ترامب لم يقرر بعد ما هو سبب الرد العسكري وما إذا كانت الولايات المتحدة ستهاجم القوات الروسية والإيرانية، التي تساعد السيد الأسد في سوريا".
أعلن الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، اليوم الثلاثاء، تأييد بلاده لكل جهد يساهم في حل أزمة اللجوء السوري، بما في ذلك المبادرة الروسية، موجهاً انتقادات للسياسات الأميركية والإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ووقف التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقال عون، في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي: "النزوح السوري يشكل عبئاً ثقيلاً على لبنان، اقتصادياً وامنياً واجتماعيا".
وأضاف: "لبنان، ومن باب التضامن الإنساني، استقبل أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، ولكنه بلدٌ صغير المساحة، وكثيف السكان، وضعيف الموارد، ويعاني من ضعفٍ في البنية التحتية وتزايد البطالة"، مذكّراً بأن "لبنان هو بلدة هجرة وليس بلد استقطاب أو سوقاً مفتوحة للعمل".
وتوجه الرئيس اللبناني إلى النواب الأوربيين بالقول: "لا بد أن تدركوا مدى العبء الذي نتحمله في الوقت الذي لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في مساعدة لبنان انطلاقاً من مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات بين الدول"، داعياً إلى "تفعيل قرارات الدعم التي اتخذت في مؤتمر بروكسل (حول اللاجئين)، برغم تحفظنا على بعض ما جاء في بيانه الختامي، والذي يتعلق بالعودة الطوعية وربطها بالحل السياسي في سوريا".
وشدد عون على أن "لبنان يسعى لتأمين العودة الكريمة والآمنة للنازحين إلى ديارهم، ويؤيد كل دعم لحل مسألة النزوح السوري، على غرار المبادرة الروسية".
وأشار عون إلى أن "لبنان تحمل عبء أزمات المحيط، اقتصادياً واجتماعياً وامنياً، حيث تسرّب الإرهاب إلى حدوده الشرقية والشمالية، جاعلاً منها منطلقاً لعمليات دموية في الداخل اللبناني، إلى أن قام جيشنا بعملية عسكرية نوعية دحر خلالها الإرهابيين، وتابع مع سائر الأجهزة الأمنية المختصة استئصال الخلايا الإرهابية النائمة، حتى تم القضاء عليها نهائياً، وتحقق للبنان الأمن والاستقرار".
ولفت عون إلى أن "بلدنا يواجه الكثير من التحديات، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وقد أطلقت في الفترة الأخيرة الخطوط العريضة لخطة اقتصادية ترسم خريطة طريق لتفعيل القطاعات الإنتاجية وتحديث البنية التحتية، وقد جاءت هذه الخطة متناغمة مع مقررات مؤتمر سيدر" لدعم الاقتصاد اللبناني، مضيفاً "لقد وضعت على رأس أولوياتي مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وتفعيل المحاسبة، وبدأنا بالفعل في تحقيق خطوات إيجابية على هذا الصعيد".
ومن المقرر أن يجري الرئيس اللبناني، خلال زيارته لستراسبورغ التي بدأت الأمس، عدد من لقاءات مع كبار المسؤولين الأوروبيين تتناول العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي، والأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
قال عضو اللجنة الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي أوليغ موروزوف لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء 11 أيلول/سبتمبر، إن القوات المسلحة الروسية قد تدعم جيش الأسد، في حال قرر التحالف الغربي ضرب سوريا بسبب "استفزازات الهجوم الكيميائي في إدلب".
وصرح موروزوف لوكالة "سبوتنيك": "حتى لو بدأ الهجوم على سوريا، فلن يصدق أحد الهجوم الكيميائي في سوريا، إلا من صوره. لكن ذلك لا يعني أن التحالف لن يضرب. إن الهجوم الكيميائي مجرد ذريعة ليتمكنوا من تبرير نشاطاتهم"، بحسب وكالة سبوتنيك.
والجدير بالذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن بشار الأسد "قد وافق على استخدام الكلور في الهجوم على آخر معقل كبير للمسلحين في محافظة إدلب السورية"، مشيرا إلى أن ذلك قد يدفع القوات الأمريكية إلى ضربة الرد.
وأضافت الصحيفة: "البنتاغون يعمل على وضع سيناريو عسكري، لكن السيد ترامب لم يقرر بعد ما هو سبب الرد العسكري وما إذا كانت الولايات المتحدة ستهاجم القوات الروسية والإيرانية، التي تساعد السيد الأسد في سوريا".
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن مقترح بلاده بخصوص "إدلب" السورية واضح، ويتمثل بوقف الهجمات والعمل معا للقضاء على "الجماعات الإرهابية"، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماعه مع نظيريه البولندي، والروماني، في عاصمة الأخيرة بوخارست، اليوم الثلاثاء.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن الجميع مهتمون بالوضع في سوريا، وتساءل " لماذا ينبغي قتل الكثير من المدنيين والآلاف من النساء والأطفال؟ "، مشيراً إلى استمرار هجمات النظام السوري إلى جانب روسيا على إدلب، مضيفا: "مقترحنا واضح، فلتتوقف الهجمات على إدلب، ولنعمل سوية على إنهاء وجود الجماعات الإرهابية".
وقال: "لم نحرز تقدما كبيرا في الوصول إلى الحل السياسي الذي يعد الأفضل بالنسبة لسوريا. النظام وداعميه يؤمنون بالحل العسكري".
وتابع في ذات السياق: "على الرغم من أننا حاولنا جاهدين في أستانا وسوتشي، واجتمعا في طهران (قمة ثلاثية) لمنع المجزرة (بإدلب) إلا أن النظام مستمر في هجماته"، وفق "الأناضول".
وأعرب عن استعداد بلاده للعمل مع وروسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى جانب كل الشركاء في سوريا، مؤكداً دعم بلاده وحدة أراضي سوريا، مضيفا: " لكن قتل الأبرياء والنساء والأطفال ليس هو السبيل لضمان وحدة الأراضي".
واختتم بالقول: "أدعو الجميع لرفع أصواتهم ضد هجمات النظام وإيجاد حل سلمي بسوريا".
وواجهت مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي منذ الرابع من شهر أيلول حملة تصعيد عسكرية كبيرة للنظام وروسيا، من خلال تصعيد القصف الجوي والصاروخي على المناطق المدنية، خلفت أكثر من 30 شهيداً من المدنيين، إضافة لإلحاق الضرر بمشفيين طبيين ومركزين للدفاع المدني والعديد من المدارس التي تعرضت للاستهداف، هذا عدا عن التسبب بحركة نزوح كبيرة فاقت الـ 40 ألفاً من أهالي المنطقة.
أنهت وفود الدول الثلاث الضامنة لـ"مسار أستانة"، اليوم الثلاثاء، الاجتماع الرباعي مع الأمم المتحدة، لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية، حيث جاء الاجتماع الذي انعقد في المقر الأممي بمدينة جنيف السويسرية، استكمالًا لقرار مؤتمر الحوار السوري، الذي انعقد في مدينة سوتشي الروسية، مطلع 2018.
واستغرق اللقاء أكثر من ساعتين، انتهى بمغادرة وفود الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، باستثناء رؤساء الوفود الذين انتقلوا لغداء عمل مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في المقر الأممي.
ولم يتم الإعلان أو الكشف عن مضمون المباحثات التي تناولت ملف اللجنة الدستورية، فيما انحصرت المباحثات في القائمة الثالثة التي أعدتها الأمم المتحدة من المستقلين والخبراء، دون تناول بقية التفاصيل، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات لـ "الأناضول"
وينتظر أن يتم الإعلان عن نتائج الاجتماع من قبل المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي، أو عبر بيان يصدر من مكتبه.
أجرت الدول الضامنة لمسار أستانة حول سوريا "تركيا وروسيا وإيران" اليوم الاثنين، اجتماعات ثنائية وثلاثية حول اللجنة الدستورية في جنيف السويسرية، بدعوة من المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا.
وأجرت وفود الدول الضامنة اجتماعات تقنية ثنائية وثلاثية، حيث التقى الوفد التركي نظيره الإيراني بالمقر الأممي في جنيف، تبعه لقاء الوفد التركي نظيره الروسي بمقر البعثة الروسية في المدينة، وجرى لقاء مماثل بين الوفدين الروسي والإيراني، قبيل اختتام الاجتماعات بلقاء ثلاثي في مقر البعثة الروسية.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإنه كان ينتظر إجراء اجتماع رباعي تمهيدي بين الدول الضامنة والأمم المتحدة في المقر الأممي بجنيف اليوم، قبيل أن يتم تعديل الأمر، وإجراء لقاءات تقنية ثنائية وثلاثية.
ويترأس الوفد التركي في اجتماعات جنيف، نائب وزير الخارجية سادات أونال، فيما يترأس الوفد الروسي ألكساندر لافرنتيف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص بشؤون التسوية في سوريا، في حين يترأس وفد إيران مساعد وزير الخارجية حسين أنصاري.
وسبق أن جرى طرح اللجنة الدستورية ضمن مقررات مؤتمر بسوتشي نهاية يناير/ كانون الثاني ، حيث اتفق المشاركون على تشكيلها كخطوة نحو صياغة دستور جديد لسوريا.
وعقب الخطوة بدأ الحديث والتشاور بين الدول الضامنة والأمم المتحدة، التي كانت حاضرة في الاجتماع، من أجل إقرار القوائم وتسليمها لمكتب المبعوث الأممي، تهيدًا لتشكيل اللجنة والبدء بعملها في جنيف.
ويفضي القرار بأن يسلم النظام قائمة بالأسماء التي تمثله، ويقابل ذلك قائمة أخرى من المعارضة، على أن تكون هناك قائمة ثالثة يضعها دي ميستورا من المستقلين والخبراء وممثلي منظمات المجتمع المدني.
ويقوم المبعوث الأممي على التنسيق مع مختلف الدول المعنية بالملف السوري، حيث ينتظر عقده اجتماع مع وفود الدول الغربية وهي أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والأردن والسعودية ومصر في 14 من الشهر الجاري، لبحث تطورات الملف السوري.
وتشير توقعات بأن يتم تشكيل لجنة صغيرة غير معروفة العدد حتى الآن، من إجمالي 150 شخصًا موجودين على قوائم النظام والمعارضة والمستقلين، حيث قدم كل من النظام والمعارضة قوائم من خمسين اسما، وقوائم المستقلين تناهز 50 أيضا.
منذ اليوم الأول لبدء التجييش الإعلامي والتحشيد العسكري لشن حملة عسكرية على محافظة إدلب، كان لافتاً الموقف الإيراني الهادي في مسألة المشاركة في العملية، قبل أن تطفوا على السطح التسريبات عن رفض إيران وميليشياتها المشاركة في المعركة، لأسباب عديدة منها الأولوية التي تراها في تمكين وجودها في دير الزور.
وفي قمة طهران، بين رؤساء الدول الضامنة لأستانة، بدا الموقف الإيراني متوازناً ساعياً للتوفيق بين الموقف التركي الرافض لأي عملية والموقف الروسي المصعد والمصر على الحسم العسكري.
واللافت آخر تصريحات إيران الهادئة، على لسان حسين جابري أنصاري المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني والذي قال: إن طهران تشاطر الأمم المتحدة قلقها إزاء احتمال وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب السورية وإنها ستسعى لتفاديها.
وأضاف أنصاري، عند وصوله إلى جنيف لإجراء محادثات ترعاها الأمم المتحدة بخصوص تشكيل لجنة دستورية سوريا: "نحن أيضا نشعر بالقلق. سنعمل على عدم حدوث ذلك"، وفقا لـ"رويترز".
ووفق محللين فإن أحد أبرز عقبات الأسد أمام عملية إدلب هو رفض ميليشيات إيران وحزب الله المشاركة في معركة إدلب، كون الأولوية لهم اليوم تعزيز نفوذهم في منطقة دير الزور التي تترقب صراع دولي كبير لتمكين قبضتهم فيها لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية بالغة بالنسبة لجميع اللاعبين، إضافة لأن إيران لم تعد ترى في معركة إدلب أي فائدة بعد سحب ميليشياتها المحاصرة في كفريا والفوعة خارج المنطقة.
اعتبرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير أصدرته اليوم، أن مجزرة القوات الروسية فيّ قرية أورم الكبرى بريف حلب الغربي في العاشر من شهر آب الماضي، رسالة إرهاب وقتل للشمال السوري.
وأوضح تقرير الشبكة أنه ومنذ 10/ آب/ 2018 شهدَت محافظة إدلب وما حولها (أجزاء من محافظات حماة وحلب) تصعيداً عسكرياً خطيراً، على الرغم من أنَّها تقع ضمن ما يُسمى "منطقة خفض التَّصعيد الرابعة" التي تمَّ الاتفاق عليها في أيار/ 2017 تحت رعاية كل من تركيا وروسيا وإيران كأطراف ضامنة.
ووفق الشبكة فقد بدأت قوات النظام السوري حشدَ قواتها في قرى ريف حماة الشمالي وتنفيذ هجمات جوية وأرضية على عدة قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي، استهدفَ معظمها السكان المدنيين؛ بهدف توليد الإرهاب والرُّعب بينهم لدفعهم إلى الهروب شمالاً أو الاستسلام.
ورأى التقرير أنَّ الهجوم العسكري على محافظة إدلب وما حولها يحمل بين طياته رسالة إرهاب وقتل للشمال السوري ويختلف في ماهيته وتبعاته عن بقية المناطق؛ حيث تحتضن محافظة إدلب وما حولها قرابة 3.8 مليون نسمة، قد استقروا فيها بعد تشريدهم قسراً من مدنهم وبلداتهم في كل من الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي وغيرها، ويرفض معظمهم العودة إلى مناطق يُسيطر عليها النظام السوري خوفاً من عمليات التَّصفية والاعتقال والإخفاء القسري والنَّهب.
واستعرَض التقرير تفاصيل مجزرة نفَّذتها قوات روسية في قرية أورم الكبرى بريف محافظة حلب الغربي مُشيراً إلى أنَّ هذه المجزرة والهجمات العسكرية للنظام السوري على أرياف محافظتي حلب وحماة ومحافظة إدلب تسبَّبت في مقتل 106 مدنياً بينهم 29 طفلاً، و13 سيدة، وجنين واحد منذ 10/ آب/ 2018 حتى لحظة إعداد التقرير.
بحسب التقرير فقد نفَّذت طائرتان ثابتتا الجناح يُعتقد أنَّهما تابعتان لسلاح الجو الروسي يوم الجمعة 10/ آب/ 2018 بين الساعة 18:31 و 18:52 ثلاث غارات استخدمت فيها ما لا يقل عن8 صواريخ شديدة الانفجار استهدفَت تجمعاً سكنياً شمال غرب قرية أورم الكبرى بريف حلب الغربي. وقد تسبَّب القصف في مقتل 36 مدنياً، بينهم 20 طفلاً، و7 سيدة، وإصابة قرابة 45 شخصاً آخرين إضافة إلى دمار ما لا يقل عن 25 مبنى سكنياً بشكل كامل.
كما تسبَّبت في بثِّ حالة من الرعب لدى الأهالي الذين بدؤوا بالفرار، وقد نزح منهم بحسب التقرير ما لا يقل عن 48 ألف مدني من كل من قرى: التح وتحتايا، والخوين، بريف إدلب الجنوبي، ويُقيم معظمهم الآن في مخيمات ومراكز إيواء تفتقر بشكل مُخيف لأدنى درجات الخدمات الأساسية.
وأوضحَ التقرير أنَّ الهجمات التي قام بها الطيران الروسي تُعتبر بمثابة انتهاك للقانون الإنساني الدولي العرفي، وقد تسبَّبت في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضَّرر الكبير بالأعيان المدنية. وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأنَّ الضَّرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.
أكد الادعاء العام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، اليوم الثلاثاء، بالمحكمة الدولية في لاهاي، أن النظام السوري في صلب مؤامرة عميلة الاغتيال، وأن المتهمون الأربعة في قضية الاغتيال جميعهم ينتمون إلى حزب الله الإرهابي.
واعتبر الادعاء العام أن الشبكة "الخضراء" التي قادت اغتيال رفيق الحريري تابعة تماماً لحزب الله الإرهابي، وأن مصطفى بدر الدين هو العقل المدبر لاغتيال رفيق الحريري.
وكانت انطلقت المرحلة الثالثة من مراحل محاكمة المتهمين باغتيال رفيق الحريري اليوم الثلاثاء في المحكمة الدولية في لاهاي، حيث وصل رئيس الحكومة اللبنانية، المكلف سعد الحريري، أمس الاثنين، إلى لاهاي في هولندا، للمشاركة في الجلسات المخصصة للاستماع إلى المرافعة الختامية للمدعي العام نورمان فاريل، حول قضية اغتيال والده عام 2005.
ومع بدء الجلسات الختامية، تدخل محاكمة المشتبه بهم، وجميعهم من عناصر "حزب الله"، في مرحلتها الأخيرة بعد 13 عاما من الاغتيال، الذي وقع وسط بيروت، وأودى بأرواح رئيس الوزراء الأسبق، و21 شخصا آخرين.
وقتل الحريري الذي كان رئيس وزراء لبنان حتى استقالته، في أكتوبر 2004، في فبراير 2005، عندما فجر انتحاري شاحنة صغيرة مليئة بالمتفجرات لدى مرور موكبه في جادة بيروت البحرية، وأصيب 226 شخصا بجروح في عملية الاغتيال.
والمتهم الرئيسي مصطفى بدر الدين، الذي يصفه المحققون بأنه "العقل المدبر" للاغتيال قتل، وبالتالي لن تتم محاكمته.
ويبقى سليم عياش 50 عاما، المتهم بقيادة الفريق الذي تولى قيادة العملية، ورجلان آخران هما حسين العنيسي 44 عاما، وأسعد صبرا 41 عاما الملاحقان خصوصا بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف يتبنى الهجوم باسم جماعة وهمية.
كما يواجه حسن حبيب مرعي 52 عاما، عدة تهم بما في ذلك التواطؤ في ارتكاب عمل إرهابي، والتآمر لارتكاب الجريمة.
وسيكون القضاة في مواجهة قفص اتهام خال، في المحكمة التابعة للأمم المتحدة، والتي أنشئت في 2009، لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال الحريري، وعلى الرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الخاصة بلبنان، رفض "حزب الله"، الذي ينفي أي تورط له في الاغتيال، تسليم المشتبه بهم.
وبذلك سيحاكم المتهمون غيابيا، وحتى بدون الاتصال بمحاميهم، وهذا الوضع غير مسبوق في القانون الدولي منذ 1945.
غابت حركة الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام، مع توقف القصف المدفعي والصاروخي على بلدات ومدن ريفي حماة وإدلب اليوم الثلاثاء بشكل مفاجئ، حيث لم يسجل إقلاع أي من طائرات روسيا من قاعدة حميميم وفق المراصد.
ويسود المنطقة لاسيما التي تتعرض للقصف منذ الرابع من شهر أيلول الجاري بشكل مستمر، حالة حذر وترقب شديدة، تحسباً لعودة الطيران للأجواء في أي وقت، واستئناف القصف المدفعي والصاروخي، في وقت تتواصل فيه عمليات النزوح لألاف العائلات من المنطقة باتجاه الحدود الشمالية مع تركيا.
وواجهت مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي منذ الرابع من شهر أيلول حملة تصعيد عسكرية كبيرة للنظام وروسيا، من خلال تصعيد القصف الجوي والصاروخي على المناطق المدنية، خلفت أكثر من 30 شهيداً من المدنيين، إضافة لإلحاق الضرر بمشفيين طبيين ومركزين للدفاع المدني والعديد من المدارس التي تعرضت للاستهداف، هذا عدا عن التسبب بحركة نزوح كبيرة فاقت الـ 40 ألفاً من أهالي المنطقة.