أكدت مصادر إعلام روسية أن كلاً من روسيا وتركيا تعتزمان تسليم الأمم المتحدة مذكرة رئيسي البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان حول الاتفاق في محافظة إدلب، لاعتمادها وثيقة رسمية من قبل مجلس الأمن.
ووفق مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أثناء حديثه في اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا.، قال: "سنعمل مع شركائنا الأتراك على نقل هذه الوثيقة لتوزيعها كوثيقة رسمية في مجلس الأمن".
وكان أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لالتزامهما الشخصي بشأن إدلب السورية
ونال الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب خلال قمة سوتشي، تفاعلاً دولياً ومحلياً كبيراً كونه جنب 3 مليون إنسان ويلات الحرب، حيث أعلنت كيانات ودول ومسؤولين أممين عن ترحيبهم بالاتفاق والتأكيد على أن يكون بداية للتوصل لحل سلمي شامل في سوريا.
أكد المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، يوم الثلاثاء، أن قمة "سوتشي" حول إدلب السورية، تمثّل "تعبيرا عن تصميم الرئيسين التركي والروسي على إيجاد حل سلمي، للتصدي لكارثة إنسانية كبرى بالمحافظة".
وأضاف سينيرلي أوغلو في إفادة قدّمها أمام أعضاء مجلس الأمن في جلسة عقدت بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، أن الاتفاق "استهدف المحافظة على منطقة التصعيد في إدلب، وتهيئة الظروف اللازمة لمنع وقوع كارثة إنسانية، وتمهيد الطريق للنهوض بالعملية السياسية".
وأوضح أن "الظروف الإنسانية باتت رهيبة في إدلب، ولذلك تهدف مذكرة التفاهم (الاتفاق التركي الروسي)، في المقام الأول، إلى تجنب مأساة وشيكة يواجها الناس هناك".
وأردف: "لن يمنع اتفاق أمس هجومًا عسكريًا على إدلب فحسب، بل يخدم أيضًا الهدف النهائي المتمثل في تسريع العملية السياسية، وإيجاد حل تفاوضي في سوريا"، وفق "الأناضول".
وشدد على أن "تركيا ترغب في تسريع الجهود من أجل إنشاء لجنة شاملة وذات مصداقية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، ومعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري من أجل مستقبل ديمقراطي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأردف: "نكرر دعوتنا إلى هذا المجلس والمجتمع الدولي لدعم مساعينا والإسراع بالعملية السياسية. في سوتشي، أكد الرئيسان التركي والروسي عزمهما محاربة التنظيمات الإرهابية بما فيها "ب ي د/ ي ب ك" في إدلب وما وراءها، وأن تكون مكافحة الإرهاب مصدر قلق مشترك للجميع، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته وإلقاء ثقله وراء الحل السياسي".
وأكد أنه "في حال عدم تحرك المجتمع الدولي الآن، فإن العالم بأسره سيدفع الثمن وليس المدنيين الأبرياء فقط".
ونال الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب خلال قمة سوتشي، تفاعلاً دولياً ومحلياً كبيراً كونه جنب 3 مليون إنسان ويلات الحرب، حيث أعلنت كيانات ودول ومسؤولين أممين عن ترحيبهم بالاتفاق والتأكيد على أن يكون بداية للتوصل لحل سلمي شامل في سوريا.
أكد التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة "التزام" واشنطن بخارطة الطريق المتفق عليها مع تركيا بخصوص منطقة منبج السورية والتي تنص على إخراج عناصر قوات الحماية الشعبية "واي بي جي" وحزب الاتحاد الكردستاني "بي كي كي" منها.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم التحالف العقيد شون رايان خلال مشاركته في اجتماع بوزارة الدفاع الأميريكية (بنتاغون)، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، استعرض فيها آخر المستجدات فيما يخص العمليات ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وردا على سؤال حول وجود عناصر لـ"واي بي جي" في منبج (تتبع محافظة حلب)، قال رايان "وفق متابعتي ما زال هناك عدد ضئيل جدا منهم. نحن ملتزمون بالاتفاق (خارطة الطريق). و"واي بي جي" لن يكون جزءا من منبج (شمال)".
وفي 18 يونيو/ حزيران الماضي قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن عناصر "واي بي جي" غادروا مواقعهم على الحدود التركية مع منبج، موضحا أن تطهير المنطقة من الإرهابيين بشكل كامل سيتم على مراحل.
وفي نفس اليوم بدأت قوات تركية وأمريكية دوريات مستقلة ومنسقة على طول الخط الفاصل بين مناطق "درع الفرات" ومنبج، بموجب اتفاق توصل إليه البلدان.
وفي هذا السياق، قال رايان إن الجانبين نفذا الدورية الـ 46 مؤخرا، مشيرا إلى أن تلك الدوريات تسهم في استقرار المنطقة.
ولفت إلى أن الدوريات المشتركة بين الطرفين بموجب خارطة الطريق، لم تبدأ بعد، لكن التدريبات متواصلة في هذا الإطار.
وأوضح رايان أن "منطقة وادي الفرات الأوسط، الذي يسعى التحالف للسيطرة عليها من قبضة "داعش"، تضم ما بين 1500 و2000 من عناصر التنظيم".
واعتبر أن الحرب على داعش في سوريا وصلت مرحلتها الأخيرة".
اعتبر الجراح التركي الأمريكي الشهير، الدكتور محمد أوز، أن زيارته لمخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية غيرته للأبد.
وقال في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "أتيحت لي الفرصة لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين على طول الحدود التركية السورية بمساعدة منظمة أفاد الإنسانية والهلال الأحمر التركي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر".
وتابع: "رغم المصاعب التي واجهها الناس الذين التقينا بهم، فإن قصصهم عن التغلب على تلك المصاعب ملهمة. إنها رحلة قد غيرتني للأبد".
في يوليو/ تموز الماضي، تفقد الطبيب أوز مستشفى مخيم نزيب في غازي عنتاب(جنوب تركيا حدودية مع سوريا)، برفقة رئيس إدارة (آفاد) محمد غوللو أغلو، وتبادل أطراف الحديث مع الأطباء السوريين، وقدم هدايا متنوعة للأطفال.
كما أجرى جولة في منطقة "أعزاز" شمالي سوريا، قام خلالها بفحص مجموعة أطفال سوريين وتوزيع الهدايا عليهم.
وولد الطبيب أوز في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية لأبوين تركيين، وهو جراح قلب ومؤلف، أصاب شهرته الكبيرة في المجتمع الأمريكي والعالمي من خلال ظهوره الأسبوعي على برنامج "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey show)، ويقدّم حاليًا برنامج "ذا دكتور أوز شو" (The Dr. Oz Show) الحواري.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إن سلسلة ظروف مأساوية اجتمعت وأدّت إلى إسقاط طائرة تابعة لبلاده في سوريا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بوتين، بالعاصمة موسكو، عقب مباحثاته مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
ونقلت وكالة "سبوتينك" الروسية عن بوتين تأكيده على ضرورة إجراء دراسة جدية لحادثة تحطم الطائرة الروسية من طراز "إيل-20"، الليلة الماضية.
وأضاف الرئيس الروسي، في أول تعليق له عقب الحادثة، "بالتأكيد يجب علينا دارسة ذلك بجدية، وموقفنا من هذه المأساة طرح في بيان وزارة دفاع روسيا الاتحادية، والذي تم التوافق معي عليه".
وتابع: "عندما يموت الناس، خصوصا في مثل هذه الظروف المأساوية، فإنها دائما كارثة، كارثة لنا جميعا، للبلاد ولأقارب رفاقنا القتلى، وأنا هنا بالطبع أقدم التعازي لأقارب القتلى".
وأشار بوتين إلى روسيا ستعمل على تعزيز أمن عسكرييها في سوريا، بعد حادث إسقاط الطائرة قبالة السواحل السورية، قائلاً إن "الجميع سيشعرون بذلك".
وفي ما يتعلّق بالرد الروسي على إسقاط الطائرة، لفت إلى أنه "سيكون موجها، في المقام الأول، نحو توفير أمن عسكريينا ومواقعنا في سوريا، وهذه الخطوات سيلاحظها الجميع".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 15 شخصًا، على متن طائرتها التي أسقطتها الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري، بصاروخ من منظومة "إس-200".
وحمّلت موسكو مسؤولية إسقاط الطائرة بالكامل لتل أبيب، مشيرة أن مقاتلات إسرائيلية تسترت بالطائرة الروسية، ما جعل الأخيرة عرضةً لنيران النظام السوري.
وعلى خلفية الحادثة، أعلنت الخارجية الروسية، لاحقا، استدعاء السفير الإسرائيلي لدى موسكو.
اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا تؤكد الحاجة إلى ضرورة وقف إيران نقل أسلحتها "بشكل استفزازي" عبر سوريا.
وقال بومبيو في بيان نشره الموقع الإلكتروني للوزارة، اليوم: "إن حادثة الأمس المؤسفة تذكرنا بضرورة إيجاد حلول دائمة وسلمية وسياسية للنزاعات الكثيرة المتداخلة في المنطقة ودرء خطر سوء الحسابات المأساوي في مسرح العمليات المزدحم في سوريا".
وشدد بومبيو على "الحاجة الملحة لحل النزاع السوري وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 ووقف إيران عن النقل الاستفزازي لأنظمة الأسلحة الخطرة عبر سوريا، والذي يشكل تهديداً للمنطقة"، وفق "الأناضول".
وذكر البيان أن: "الولايات المتحدة تعرب عن أسفها تجاه مقتل أفراد طاقم الطائرة الروسية التي أسقطتها نيران النظام السوري المضادة للطائرات".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 15 شخصًا، على متن طائرتها التي أسقطتها الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري، بصاروخ من منظومة "إس-200".
وحمّلت موسكو مسؤولية إسقاط الطائرة بالكامل لتل أبيب، مشيرة أن مقاتلات إسرائيلية تسترت بالطائرة الروسية، ما جعل الأخيرة عرضةً لنيران النظام السوري.
داهمت عناصر مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام مساء اليوم الثلاثاء، مدينة الدانا بريف محافظة إدلب الشمالي، وقامت بحملة اعتقالات لمدنيين ونشطاء من الحراك المدني، رفضوا في مظاهرات الجمعة الماضية رفع علم أي فصيل عسكري بما فيها هيئة تحرير الشام في المظاهرات السلمية التي شهدتها.
ووفق مصادر خاصة لشبكة "شام" فإن عناصر الهيئة قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي في المدينة وروعوا المدنيين، قبل الاعتداء بالضرب على عدد منهم وإشهار السلاح، ثم قاموا باعتقال عدد من نشطاء الحراك المدني، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
ويوم أمس، اعتقل الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام، اثنين من خطباء المساجد في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، لرفضهم تنفيذ تعليماتها وتوجيهاتها فيما يتعلق بالدعوة لمناصرة مظاهرات تشرف عليها الهيئة في المنطقة التي تكتظ بمئات ألاف المدنيين في المخيمات.
ووفق مصادر محلية فإن عناصر مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام اعتقلت الشيخ أبو خالد الأحمد إمام وخطيب مسجد أهل السنّة في قرية أطمة، حيث قامت بتعذيبه في أحد أفرعها الأمنية في المنطقة قبل الإفراج عنه.
كما قامت ذات العناصر باعتقال الشيخ مالك العبد الله إمام وخطيب مسجد الفاروق في قرية أطمة، واقتاده إلى أحد أفرعها الأمنية، حيث لايزال مصيره مجهولاً.
وتحاول تحرير الشام من خلال التأثير على الخطباء في المساجد والضغط عليهم دفعهم لتنفيذ تعاليمها وتوجيهاتها في خطب الجمعة، على غرار مايقوم به نظام الأسد من استغلال المساجد والخطباء لترويج أفكاره ومايريد على عوام الشعب.
مصادر خاصة من داخل "هيئة تحرير الشام" أكدت أن هناك تيارات تتصارع ضمن الهيئة بين من يؤيد الحراك الشعبي السلمي ويعزز انتشاره ويدعمه، وبين من يرفضه ويعمل على محاربته، وإظهار أن الكلمة الفصل في إدلب هي للعسكر وهي من تتصدر الواجهة وتدير المنطقة، في استمرار لنزعتها الرامية لتعويم السواد في المنطقة وفق كلام المصدر.
وأوضح المصدر في حديث مع شبكة "شام" في وقت سابق، إن عودة الحراك الشعبي السلمي للساحات كانت ضربة قوية لبعض التيارات ضمن الهيئة وقيادات عسكرية وأمنية معروفة بمحاربتها للحراك واعتقال النشطاء المدنيين ومنع التظاهر ورفع علم الثورة لسنوات عديدة في إدلب، مادفعهم اليوم لتوجيه عناصرهم ومؤيديهم لاختراق التظاهرات ورفع أعلام الهيئة وإبراز أنها هي المسيطرة، وأن لها مناصرة شعبية كبيرة.
سيرت القوات التركية والأمريكية، اليوم الثلاثاء، دورية مستقلة جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية "درع الفرات" ومدينة "منبج" بريف حلب الشرقي.
وقال بيان أصدرته رئاسة الأركان التركية، إن القوات التركية ونظيرتها الأمريكية سيّرت اليوم الدورية المنسّقة المستقلة الـ 47، في المنطقة المذكورة.
وفي 18 يونيو / حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، ومنبج.
ويأتي تسيير تلك الدوريات في إطار خارطة الطريق التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن.
وتوصلت واشنطن وأنقرة، في يونيو / حزيران الماضي، لاتفاق "خارطة طريق" حول منبج، تضمن إخراج عناصر قوات الحماية الشعبية "واي بي جي" وحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وفي 18 أغسطس / آب الجاري، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن التدريبات اللازمة من أجل إجراء دوريات تركية أمريكية مشتركة في مدينة منبج السورية، ستبدأ في غضون أيام
أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لالتزامهما الشخصي بشأن إدلب السورية
وقال دي ميستورا، لأعضاء المجلس اليوم، "إدلب باتت مصدر قلق بالغ لنا جميعا.. ونحن نرحب بما أحرزته الدبلوماسية من تقدم حقيقي وحماية أكثر من 3 ملايين في إدلب، بينهم مليون طفل".
وأضاف المبعوث الأممي أن اتفاق إدلب بمثابة "تطور مهم ونأمل أن ينفذ سريعًا مع احترام القانون الدولي الإنساني ونحن راضون عن التهدئة في إدلب"، ورأى أنه "بعد التوصل إلي اتفاق أمس لا يوجد سبب لعدم إحراز تقدم علي المسار السياسي".
وأبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن الدولي بأنه أجري مشاورات مكثفة مع كافة أطراف الأزمة خلال الأيام القليلة الماضية، كما أكد أن اجتماعات "سوتشي" دعمت مفاوضات جنيف فيما يتعلق بملف صياغة الدستور، مشيرًا إلى أن الشهر المقبل "سيكون حاسمًا بالنسبة للأزمة"، وفق "الأناضول".
وشدد على ضرورة عدم التدخل في مهمته لا سيما ما يتعلق بـ"قوائم لجنة الدستور، والنظام الداخلي، إلى جانب مضمون العملية أيضًا"، مشدداً على أن هناك "حاجة لأن يتحاور السوريون بين بعضهم البعض ولابد من إجراءات بناء ثقة".
وحذر من أنه "مع غياب أي تقدم ملموس في الميدان، فلن نحصل علي الثقة المطلوبة ولذلك يتعين إطلاق سراح المعتقلين والسجناء وتسليم الجثامين"، وقال: "علينا ألا ننسى أنه في نهاية المطاف سنكون بصدد انتخابات تشريعية ورئاسية وفقا لما نص عليه القرار 2254".
وأوضح المبعوث الأممي أن الشعب السوري يتطلع إلى تحديد مستقبله بنفسه.. وهذا يتطلب عملية تسوية شاملة"، داعياً أطراف القضية السورية لمواصلة التسوية السياسية، مؤكدا استعداده للانخراط في الحوار مع جميع الأطراف في إطار اللجنة الدستورية.
رحبت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، بالاتفاق الروسي التركي الذي سيجنب إدلب كارثة كبرى كان النظام وداعموه يعدون لها أملا بإعلان انتصار عسكري موهوم على أبناء الشعب السوري تحت ذريعة وشماعة مكافحة الإرهاب وفق بيان رسمي.
وقالت الهيئة في بيانها إن الاتفاق أعاد الحضور القانوني إلى مسار جنيف والقرارات الدولية التي كانت تختفي بفعل المراوغات الروسية، والأممية، وتكرار هروب النظام من أي استحقاق سياسي.
وأكدت أن البيان جاء ليمنح الأمم المتحدة دورا كانت قد تخلت عنه أمام الموقف الأمريكي الذي كان يفتقد لرؤية متوازنة لتداعيات الصراع ومستقبله، وأمام الموقف الروسي المصر على المضي في الحل العسكري الذي طالما عطل مسيرة الحل السياسي، وفرض المصالحات بالقوة، والتهجير لمن لاين عن ويستسلم لمنظومة الإستبداد، وأمام الموقف الأوربي المتلكی، وأمام خطر الانجرار إلى حرب دولية تجهد الله الحرب الروسية غير المنضبطة في فرضها على العالم، وأمام احتمال مواجهة التهديد المستمر بعمليات إرهابية كارثية تقوم بها ميليشيات إيران.
وأوضحت الهيئة أن الاتفاق تجاوز احتمال تصاعد الخلافات بين روسيا وتركيا التي كانت تنذر بتفاقم التوتر في المنطقة، كما استطاع أن يجعل إيران خارج شد الجسم السياسي النهائي في جنيف - وسجل للإنفاق أنه سيتعامل مع الانفصاليين أو الداعين لتقسيم سورية معاملته مع الإرهابيين، وأنه سيمنح التنظيمات المتطرفة والموصوفة بالإرهاب فرصة حل تنطيماتها وتسليم أسلحتها، والمثول لحلول سياسية أو قانونية.
وعبرت الهيئة عن تأييدها ما تضمنه البيان من تحميله للمجتمع الشعبي المحلي مسؤوليات ملء الفراغ السياسي والإداري، حيث يجد الفرصة والدعم لإقامة مجالس حكم محلية مؤقتة، بوسعها أن تقدم صورة عن حكم شفاف رشيد، مؤكدة على ضرورة أن يوثق هذا الاتفاق ويعتمد أممية.
وأشارت الهيئة إلى أنها ترى في هذا الاتفاق أنه مرحلية ومؤقتة بانتظار الحل النهائي، عبر تنفيذ دقيق لتراتبية القرار 2254، حيث يكون البدء بتنفيذ البنود الفوق - تفاوضية، والسعي على الفور لتشكيل هيئة حكم انتقالي تشرف على تهيئة بيئة آمنة، وتشكل جمعية تأسيسة لوضع دستور جديد، وتعيد هيكلة الجيش وأجهزة الأمن، وتبدأ مرحلة العدالة الانتقالية وتدعو لانتخابات برلمانية ثم رئاسية.
رحب "عبد الرحمن مصطفى" رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن إدلب، على اعتبار أنه جنب المنطقة والمدنيين وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأكد أن ما حدث يُمهد لعودة المسار السياسي لإيجاد حل سياسي شامل في البلاد.
وقال مصطفى في تصريحات خاصة اليوم الثلاثاء، إن الائتلاف الوطني كان يُدرك خطورة التهديدات التي يطلقها النظام وإيران لذلك كان التركيز في كافة المباحثات مع الجانب التركي على سلامة المدنيين وبقائهم في مناطقهم وعدم تكرار عمليات التهجير القسرية.
ولفت إلى أن أنقرة لعبت دوراً محورياً وهاماً في حفظ أرواح الملايين وبقائهم في مناطقهم، متقدماً بجزيل الشكر للسيد الرئيس رجب طيب أردوغان، وداعياً كافة مؤسسات الثورة وفصائلها للتقيد بالاتفاق.
وأكد رئيس الائتلاف أن الاتفاق يعيد ترتيب الأوضاع في سورية، ويقدم الحل السياسي على الحل العسكري الدموي الذي كان يسعى له النظام وأعوانه، مضيفاً أن تعويل النظام على شن الهجمات العسكرية والقتل والتهجير فشل فشلاً ذريعاً وسيهوي به لتكون سورية حرة ومستقبلها لأبنائها.
وأشار مصطفى إلى أن المرحلة القادمة تتطلب العمل بشكل جدي لتوحيد الجهود في كافة المجالات، والاستفادة من عودة الحراك الثوري للشارع السوري، بهدف إعادة الثورة السورية إلى طريقها الذي بدأت منه وهو نيل الحرية والكرامة وإجراء تغيير كامل في النظام من خلال مرحلة انتقالية حقيقية.
اعتبرت الصحف الروسية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن اتفاق إدلب الناتج عن القمة الروسية التركية التي جرت الاثنين، "بارقة أمل لإحلال السلام في سوريا".
وأشادت الصحافة الروسية بالنتائج الإيجابية الصادرة عن لقاء الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، وأجمعت الصحف على أن تأسيس منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب "تطور إيجابي".
وبهذا الخصوص، نشرت صحيفة "فيدوموستي" خبرا بعنوان "بوتين وأردوغان يتفقان على تأسيس منطقة منزوعة السلاح في إدلب"، مشيرة أن القرار صدر عقب لقاء استغرق ما يزيد على 4 ساعات.
وأضافت الصحيفة أنه لن تُجرى عملية عسكرية في المركز الأخير الخاضع لسيطرة قوى المعارضة المسلحة، وفق "الأناضول"
من جانبها، ركزت صحيفة "كومرسانت" في تغطيتها للقمة التركية الروسية، على أنه لن يتم تنفيذ عملية عسكرية في إدلب، لافتاً إلى أنه عقب إعلان اتفاق إدلب، وقعت هجمات صاروخية قادمة من البحر المتوسط قرب قاعدة "حميميم" الروسية، في مدينة اللاذقية السورية.
أما صحيفة "نزافيسيمايا" فصدّرت خبرا بعنوان "أردوغان يسعى لإيجاد حل وسط بين روسيا والغرب"، وذكرت أن أردوغان صرح عشية قمة سوتشي بأنه من الممكن حل أزمة إدلب عبر تركيا، وروسيا، والولايات المتحدة.
فيما أفردت صحف أخبارا حول الاتفاق بعناوين مختلفة من قبيل "أمل في سوريا من جديد"، و"تطورات حول أزمة إدلب"، و"أمل من جديد مع وقف العملية العسكرية في إدلب".
وكان أكد الرئيسيان التركي "أردوغان" والروسي "بوتين" في مؤتمر صحفي في مدينة سوتشي الروسية أمس الإثنين، أنها توصلا لاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة قوات الأسد والمعارضة في منطقة إدلب شمال سوريا.
ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة، للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، مئات الآلاف منهم نازحون.