يتبع نظام الأسد في سوريا وسائل وطرق عدة لإعادة تعويم نفسه عالمياً وإعادة الشرعية المفقودة منذ سنوات بعد أن وجه سلاحه إلى صدور الشعب السوري وانتهك جرائم كبيرة بحق الإنسانية، في وقت تسعى روسيا حليفه الأبرز لإعادة بناء مؤسسات الحكم بما يتناسب مع المرحلة الجديدة.
وكانت اللجنة المركزية لحزب البعث في سوريا يوم أمس، وتوصلت لعدة قرارات تنظيمية حسب وصف الصحف التابعة للنظام، بينها استبدال اسم "القيادة القطرية" للحزب بـ "القيادة المركزية".
واستبدال اسم "القيادة القطرية بـ "القيادة المركزية لحزب البعث"، يعني إلغاء منصب أمين قطري للحزب و استبداله بمنصب "أمين عام"، في وقت سيصبح الاسم التنظيمي للأمين القطري المساعد "الأمين العام المساعد"، وبالتالي أصبح أعضاء "القيادة القطرية" أعضاء "القيادة المركزية"، كما تم استبدال تسمية "المؤتمر القطري" بعبارة "المؤتمر العام".
ومن المتوقع التوصل إلى قرارات أخرى خلال جلسة الاثنين، حيث سيجري انتخاب "أمين سر اللجنة المركزية للحزب"، وهو منصب مستحدث ضمن التغيرات التنظيمية التي شهدها الحزب.
ويتحكم حزب البعث في مفاصل القرار في سوريا بيد عائلة الأسد وأتباعها، في وقت يصطنع النظام عدد من الأحزاب الأخرى التي باتت صورية وشكلية لاتستطيع تقديم أي اعتراض أو تغيير أي قرار، بل إن جل أعضائها من الأعضاء العاملين في حزب البعث تم تكليفهم بإنشاء هذه الأحزاب كعملية التفاف على الديمقراطية وفق وصف البعض.
قال منسقو الاستجابة في الشمال السوري، إن عمليات الخطف والابتزاز المالي التي انتشرت في الفترات الأخيرة في الشمال المحرر، وطالت العديد من الكوادر الطبية والإنسانية إضافة إلى الاعتداء على المراكز والنقاط الطبية في مناطق الشمال السوري سببت خروج عدد من الكوادر الطبية من مناطق الشمال وتوقف بعض المراكز عن العمل وتعليق عملها.
وأكد بيان المنسقين أن هذه التصرفات الغير المسؤولة من قبل الجهات الخاطفة لا تخدم السكان المدنيين في المنطقة وتسبب حرمان العديد من السكان من الخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية في تلك المناطق والتي تعاني بالأصل من ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية.
وأوضح البيان أنه "لليوم التاسع عشر على التوالي يستمر اختطاف أحد العاملين الإنسانيين في منظمة Syria Charity المدعو "علاء العليوي" أثناء قيامه بواجبه الإنساني من قبل عناصر تابعة لأحد الفصائل العسكرية في منطقة ريف إدلب الجنوبي والمطالبة بدفع فدية مالية لإطلاق سراحه".
ولفت البيان إلى أن "علاء العليوي" من مهجري مدينة حلب وخرج منها أثناء عمليات التهجير القسري في عام 2016 واتجه للعمل في تلك المناطق بسبب ضعف عمل المنظمات في مناطق ريف ادلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
وأدان فريق منسقو استجابة سوريا هذا العمل الغير إنساني وطالب الجهة العسكرية التي تتبع الها تلك العناصر لإطلاق سراحه بشكل فوري ومحاسبة الفاعلين على التصرفات الغير مسؤولة بحق العاملين الإنسانيين ومحملاً الجهة العسكرية المسؤولية الكاملة عن سلامة المختطف.
وكانت أعلنت منظمة ""سيريا شيراتي Syria Charity" العاملة في الشمال السوري، انسحابها من مناطق ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بعد اختطاف أحد العاملين لديها خلال مهمة توزيع كفالات أيتام في المنطقة من قبل مجهولين.
وعلقت المنظمة في بيان لها كامل نشاطها ( الطبي والإغاثي وكفالات الأيتام وتوزيع السلل الغذائية وغيرها )، لمدة أسبوع، مشترطة بتلبية طلبها بتحرير موظفها، أو أنها ستعلن وقف نشاطها في جميع المناطق.
وطالبت المنظمة من جميع منظمات المجتمع المدني والإعلاميين والقوى العاملة في هذه المناطق التفاعل والتضامن معها والسعي للضغط على القوى المعنية في المنطقة لإطلاق سراح المسعف المختطف دون قيد او شرط.
كما طالبت الجهات الخاطفة أن يطلقوا سراح المخطوف فورا وان يفهموا أن عمال الإسعاف والإغاثة هم يعملون لمساعدة الفقراء والمحتاجين والأيتام والأرامل وما أكثرهم.
ويوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر أيلول الماضي، قامت عناصر مسلحة من أربع أشخاص، باختطاف المسعف علاء العليوي في قرية صهيان بريف إدلب الجنوبي، وهو أحد كوادر المنظمة ولايزال مصيره مجهولاً، حيث يفاوض الخاطفون على إطلاق سراحه مقابل فدية مالية كبيرة، في وقت تتجه الاتهامات في اختطافه إلى فصيل "عمر الفارس" التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية وفق مقربين من المختطف.
انتقدت حركة "رجال الكرامة" في السويداء، ما وصفته بالتخاذل الذي لمسته ولمسه الجميع من "قبل بعض الزعامات الدينية والتقليدية" في قضية الإفراج عن المختطفين الدروز لدى تنظيم الدولة، معتبرة إياه "وصمة عار ستلازمهم وتلازم أحفادهم من بعدهم".
وأعلنت الحركة في بيان رسمي، تضامنها الكامل، مع أي قرار لأهالي المختطفين من قرية الشبكي لدى تنظيم داعش في بادية السويداء، معلنة وضع نفسها كحركة بكل ماتملك من قوة تحت تصرف الأهالي.
وطالبت الحركة الزعامات التقليدية "بتوضيح الأمور والوقوف وقفة حق مع أهلهم وأبنائهم"، لافتة إلى أن "تخاذل الدولة فهو أمر متوقع فلن ننسى أنها كانت المسبب الأبرز لما حصل في المحافظة من خلال نقلهم قطعان الإرهابيين الدواعش بالشاحنات ومعهم أسلحتهم قبل أسابيع من الهجوم ونحملها كامل المسؤولية في قضية الإفراج الفوري عن المختطفين".
وتوعدت الحركة بالقيام بحرب مفتوحة لتحرير المختطفين مع أي جهة كانت، وأوضح البيان" لقد رفضنا أن يكون ردنا على أي شخص بريء داخل المحافظة من أي طائفة كان ولا زلنا نرفض وحتى اليوم نكابر على جراحنا ونتجنب أي خطوات ضد المسؤولين عن ما حصل لأن عدونا يعمل كخفافيش الظلام".
ولاتزال قضية المختطفات من الطائفة الدرزية لدى تنظيم الدولة تراوح مكانها، بسبب عدم جدية النظام وروسيا في التفاوض وتنفيذ طلب عناصر التنظيم الذي قام قبل أيام بتنفيذ الإعدام بحق إحداهن مهدداً بقتل البقية.
نظم العشرات من المدنيين من أبناء بلدات ريف حلب الشمالي المحتلة من قبل الميليشيات الانفصالية مساء اليوم، وقفة احتجاجية في بلدة سجو شمالي حلب، مطالبين بتحرير بلداتهم وقراهم، لعودة المهجرين إليها.
وحمل المحتجون لافتات وعبارات يطالبون بتحرير قرى وبلدات تل رفعت ومنغ وباقي القرى التي لاتزال تسيطر عليها المليشيات الانفصالية الكردية شمالي حلب، بعد توقف عملية "غصن الزيتون" على مشارف هذه القرى.
ومضى أكثر من عامين على احتلال قوات "قسد"، أكثر من 42 مدينة وبلدة بريف حلب الشمالي، أجبرت أكثر من 250 ألفاً من سكانها على الخروج من مناطقهم باتجاه الحدود السورية التركية، لتغدوا المخيمات هي المأوى البديل لهم، وهم يترقبون بشكل يومي الوقت الذي تعود فيها مناطقهم لسيطرة الجيش الحر وتتخلص من محتليها الجديد ممثلة بقوات قسد وحلفائها.
ويتطلع عشرات الألاف من بلدات ريف حلب الشمالي المحتلة منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" من قبل القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر، لتحرير مناطقهم وبلداتهم من الميليشيات الانفصالية التي سيطرت عليها قبل أقل من عامين بدعم جوي روسي، ورفضت إعادتها لأهلها رغم كل المفاوضات التي أجريت لذلك
وكانت تعرضت المدن والبلدات التالية أسمائها " مدينة تل رفعت، بلدة دير جمال، بلدة كفرنايا، بلدة الشيخ عيسى، كفرناصح، الشهابية، مزرعة الشيخ هلال، إحرص، حربل، أم حوش، حساجك، فافين، الزبارة، خربة الحياة، منغ، عين دقنة، مرعناز، المالكية، تل عجار، أناب، كشتعار، المزرعة، مريمين، شوارغة، مزرعة المزرعة، طاطا مراش، تبن، كفر أنطون، طويس، الهيبي، كفرمز، أم القرى، الوحشية، واسطة، سروج، الحصية، السموقة، طعانة، قرامل، تل حيحان، تل المضيقـ القلقمية"، لهجمة عسكرية كبيرة من قبل قوات قسد على رأسها جيش الثوار في شهر شباط من عام 2016 إبان تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية لبلدتي نبل والزهراء، حيث قامت قوات قسد بالسيطرة على البلدات المذكورة بعد اشتباكات مع الجيش الحر، قدمت فيها روسيا دعماً جوياٌ كبيراً لقوات قسد، في حين حظيت ذات القوات بتغطية مدفعية كبيرة من قبل قوات الأسد.
وشهدت تلك البلدات والمدن حركة نزوح كبيرة لآلاف المدنيين باتجاه منطقة إعزاز، حيث استحدثت عشرات المخيمات لإيوائهم، والتي لم تسلم هي الأخرى من قصف قوات قسد التي لاحقتهم لمخيمات نزوحهم، في الوقت الذي قامت فيه قسد بسرقة كل المقدرات الموجودة في هذه البلدات من مشافي وأفران ومستوصفات ومحولات كهرباء، وممتلكات خاصة وصلت حتى لتعفيش فرش المنازل ونقلتها لمنطقة وجودها في منطقة عفرين.
ولعل تغاضي المجتمع الدولي عن قضية آلاف المدنيين واستمرار قسد في تعنتها في احتلال مناطقهم، دفع الثوار من أهالي المنطقة لإطلاق سلسلة عمليات باسم "أهل الديار" استهدفت مواقع قوات قسد في انتظار اليوم الذي تبدأ فيه عمليات التحرير الحقيقية وتعود هذه المناطق لأهلها المبعدين عنها.
قال "ياسر عبد الرحيم" القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير، إن هناك أطراف تحاول تحوير الكلام والاستمرار بحالة الانفلات وتجارة الحروب، من خلال تحريف اتفاقية "سوتشي واستانة" وتجييش الشارع وتكفير من يوافق عليها على نمط عمل "داعش" لتفرقة الصف الثوري.
ورد عبد الرحيم في تغريدات له على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" على من يدعي أن تركيا باعت الثورة مطالباً إياه بـتقديم حلوله بضوء تخلي كل العالم عن الشعب السوري ودعمه للنظام لقتل المدنيين، بدلاً من أن يكون بوق لأمير حرب يسعى بالمتاجرة بدماء الشهداء، ولتكن حلوله تضمن عودة المهجرين في المخيمات والحياة الكريمة لهم، وفق تعبيره.
أوضح القيادي بالقول: "هم يعلمون الحقيقة ولكنهم يحرفونها لغايات لديهم ويلبسون على الناس الحقيقة"، مشيراً إلى أن الهدف كان "حماية أهلنا في المحرر أولا وخصيصاً بعد سقوط مناطق كبيرة مثل حلب والحفاظ على ثورتنا واسقاط النظام فدخلنا بسلسلة مباحثات استانا برعاية الأخوة الاتراك واكتملت بسوتشي وبتدخل شخصي من الطيب أردوغان لحفظ الأمن والأمان للمدنيين".
وتابع عبد الرحيم "ومن ضمن الاتفاق وكما صرح الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير سحب السلاح الثقيل من مناطق بعمق محدد وعلى مراحل عدة وليس كما حصل بالجنوب سلم السلاح والمدنيين" مشيراً إلى أن "حلفاؤنا صادقون ومن الوفاءان نكون معهم بوجه الاجرام واطماع الروسي والإيراني".
وقال القيادي "ليس مطلوب من القوى الثورية تسليم السلاح الخفيف ولا الثقيل
وإن السلاح جاهز للتصدي لأي عدوان من النظام وحلفاءه اذا نقضوا الاتفاق، ولن نسلم او نتنازل أو نقايض عن أي شبر من المناطق المحررة".
واعتبر عبد الرحيم أن اتفاقيات أستانة وسوتشي هي نصر سياسي كبير لتركيا في حفاظها على الشمال على عكس المناطق التي تبنتها بعض الدول فكان نتاج ذلك التبني خسران الغوطة وتهجير درعا وحمص ليكون الشمال السوري هو المأوى لكل الشرفاء السوريين.
اعتبر رأس النظام السوري "شار الأسد"، أن الاتفاق الموقع بين روسيا وتركيا بشأن إدلب إجراء مؤقت، زاعماً أن النظام حقق من ورائع العديد من المكاسب منها "حقن الدماء"، مكرراً بذلك التصريحات الروسية الأخيرة التي اعتبرت أن الاتفاق اجراء مؤقت.
وكان قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قبل أسبوع، إن بلاده مصرة على "أن تكون المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية إجراء مؤقتا وغير دائم".
ورد بوغدانوف على تصريحات أمريكية بأن "الوضع في إدلب مجمد"، بالقول: "نقول دائما إن هذا إجراء مؤقت، مثلما كانت باقي مناطق خفض التوتر التي أقيمت في إطار "أستانا-4"، إجراءات مؤقتة".
وأثارت تصريحات "ميخائيل بوغدانوف" نائب وزير الخارجية الروسي، ردود فعل كبيرة في أوساط المعارضة في الشمال السوري، بعد تأكيده أن روسيا تصر على أن يكون اتفاق "سوتشي" الموقع بين الرئيسين التركي والروسي في سوتشي بشأن إدلب إجراء مؤقت وغير دائم.
أكدت مصادر عسكرية مطلعة لشبكة "شام" في وقت سابق أن روسيا تحاول اللعب والمراوغة مرة أخرى في اتفاق إدلب على غرار اتفاقيات "خفض التصعيد" التي غدرت بها في حمص والغوطة الشرقية والجنوب السوري، لافتاً إلى أن الوضع في إدلب أعقد من حيث طبيعة الفصائل ومن حيث وجود الطرف التركي الضامن للمنطقة.
ويوم أمس، أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير أحد أكبر الفصائل العاملة في الشمال السوري عن بدء تنفيذ الاتفاق بسحب السلاح الثقيل من خطوط التماس إلى خارج المنطقة منزوعة السلاح، قاطعة بذلك الحجة الروسية المستمرة بأن الفصائل ترفض تطبيق الاتفاق، في وقت يتطلب من روسيا إجبار نظام الأسد على سحب السلاح الثقيل من حدود المنطقة.
تتواصل الاشتباكات بشكل عنيف بين قوات الأسد والميليشيات التابعة لها من جهة وعناصر تنظيم الدولة من جهة أخرى في بادية السويداء، في وقت لاتزال تبتلع تلك المنطقة المزيد من عناصر قوات الأسد والميليشيات الأخرى.
وقتل 7 عناصر لقوات النظام وجرح آخرون اليوم، جراء الاشتباكات المستمرة في محاولة لقوات النظام لأحراز تقدم في منطقة تلول الصفا ببادية السويداء الشرقية بالتزامن مع استمرار القصف الجوي والمدفعي على مواقع التنظيم بالمنطقة.
وقبل أيام، أعلن جيش التحرير الفلسطيني في سورية عن فقدان عشرة من عناصره وإصابة 15 خلال مشاركتهم القتال إلى جانب قوات النظام السوري في المعارك الجارية ضد تنظيم الدولة في محيط بلدة تلول الصفا ببادية السويداء الشرقية جنوب سوريا.
وتواجه قوات الأسد معارك طاحنة في ريف السويداء الشرقي مع عناصر التنظيم، حيث أن التلال والمنطقة الصحراوية تساعد التنظيم على المناورة والتحرك بشكل سريع وإيقاع القوات المهاجمة بكمائن عديدة تزهق المزيد من الأرواح والخسائر في صفوفهم.
أعلن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، عن اتفاق لمقابلة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قريبا، لمواصلة العمل على التعاون في مجال الأمن لاسيما بعد توتر العلاقات بين الطرفين مؤخراً على خلفية سقوط الطائرة الروسية "إيل 20" في سوريا.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية: "تحدثت قبل قليل مع الرئيس بوتين واتفقنا على الاجتماع قريبا من أجل مواصلة التنسيق الأمني الهام بين الجيشين".
وتابع نتنياهو، "إسرائيل ستعمل باستمرار من أجل منع إيران من التموضع عسكريا في سوريا، ومن تحويل أسلحة فتاكة إلى حزب الله بلبنان".
وكانت حملت وزارة الدفاع الروسية، سلاح الجو الإسرائيلي المسؤولية عن حادث إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية "إيل-20"، وذكرت أنه في يوم 17 أيلول/سبتمبر، قبالة قاعدة حميميم الجوية، وعلى متنها 15 عسكريا روسيا، مضيفة بأن الحادث تزامن مع قيام 4 طائرات إسرائيلية من نوع "إف-16" بضرب مواقع سورية في اللاذقية".
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن روسيا ستقوم بتزويد سوريا بمنظومة صواريخ "إس-300"،مضيفا بأن بلاده كانت قد أوقفت تسليم سوريا المنظومة بطلب من إسرائيل عام 2013، وأن الوضع اختلف الآن، وهذا ليس بذنب الجانب الروسي.
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن نظام الأسد هو من احتضن المتطرفين وساعد في صعود تنظيم "داعش" بهدف نشر التطرف لتبرير عملياته العسكرية، وهو بالضبط ما يحاول القيام به في إدلب، آخر معاقل الثورة في سوريا.
وسرد الخبير في الحرب السورية (كريستوفر فيليبس) الذي ألف كتاباً بعنوان "معركة سوريا: التنافس الدولي في الشرق الأوسط الجديد"، ضمن كتابه التفاصيل التي قام بها "الأسد" لربط المعارضة بالجهاديين، بعد أن أطلق الآلاف منهم من السجون بعد اندلاع الثورة.
وكتب (فيليبس) أن "الأسد" أتى بسرد حاول من خلاله إضفاء الشرعية على حكمه عبر "تصوير المعارضة على إنها عنيفة، وأجنبية، ومكونة من الإسلاميين الطائفيين" إذ كان يأمل من ذلك الإبقاء على خيارين أمام العالم للاختيار "بين الجهاديين وبين نظامه"، وفق مانقل موقع "أورينت نت".
من جانبه، رسم (روبرت فورد) السفير الأمريكي السابق في سوريا سيناريو تشاؤمي من الممكن من خلاله، أن يستمر "الأسد في السلطة لفترة طويلة" وفي هذه الحالة لن يتعرض لأي محاكمة ضده أو ضد شركاءه من الروس والإيرانيين.
وعن مستقبل حكم (الأسد) قال في لقائه مع الصحيفة، إن النظام يفتقر إلى الموارد المالية، كما أن روسيا وإيران لن تستطيعا تقديم أكثر مما قدموه بالفعل.
وحول دور "حزب الله" في محاربة الثورة، كتب (فيليبس) كان لـ "حزب الله دوراً أساسيا في بقاء الأسد"، حيث كان من أوائل المقاتلين الأجانب الذي استجلبهم النظام في عام 2012، وأن عناصر "حزب الله" حاربوا "في معارك رئيسية مثل القصير، وأعادوا تنظيم قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية الموالية للأسد"، وأضاف "ربما كان سليماني هو العقل المدبر، إلا أن حزب الله لعب دور المنفذ الذي يوثق به".
وأشار (فورد) إلى أن البنية الداخلية للنظام، هي نفسها تلك التي أسسها "حافظ الأسد"، والتي تحكم إلى اليوم، وعلى هذا الأساس "لا تسيطر روسيا ولا إيران على الدائرة الداخلية" للنظام، التي "بقيت موالية للأسد طوال فترة الحرب".
وتتألف هذه البنية، بحسب (فورد) من العلويين، الذي لا يمثلون أكثر من 10% من إجمالي سكان سوريا. الأمر الذي يفسر بقاء هيكل السلطة الموالي (للأسد) على نفس الموقف طوال السبع سنين من الحرب.
ووفق الصحيفة، فإن استمرار "الأسد" بالحكم قد حول سوريا إلى دمار، إذ يرى (فورد) سوريا الآن "أضعف، وأفقر، وأقل تأثيرا في المنطقة" بينما يعيش "الأسد" في عزلة، ولا يستطيع السفر إلا إلى دول "صديقة" خشية من محاكمته.
وأضاف "ترغب روسيا في أن تظهر للعالم بأن الحرب الأهلية السورية قد انتهت إلى حد كبير، وبأن عودة اللاجئين هي المؤشر على أن حكومة الأسد هي من انتصرت". هذا ما يفسر، إنشاء روسيا لـ "مركز تنسيق عودة اللاجئين" التابع لها في "قاعدة حميميم الجوية" مدعية أن 900,000 لاجئ، سيعودون إلى سوريا قريبا من لبنان والأردن وتركيا.
وأشار إلى أن البنية التحتية متآكلة في سوريا، ولا يمكنها التعامل مع السوريين العائدين. حيث تتراوح كلفة إعادة الإعمار من 250 مليار إلى 400 مليار دولار.
وقال موضحاً: "أعيد بناء القليل من مدن حمص وحلب على الرغم من انتهاء الحرب هناك منذ سنوات. أين سيعيش اللاجئون؟ ما هي الوظائف المتبقية لديهم؟ ماذا عن المياه النظيفة والكهرباء والحرارة المنخفضة في فصل الشتاء؟".
ناهيك عن مشكلة إعادة الإعمار، حيث يواجه ملف عودة اللاجئين، بحسب الصحيفة، مشكلة الملاحقة الأمنية التي يقوم بها النظام، وقد أشار (فورد) إلى قصص وردت في وسائل الإعلام، قام بها النظام باعتقال الرجال العائدين وتسليمهم فوراً لقواته العسكرية التي أجلت حملتها الأخيرة ضد إدلب، نتيجة للاتفاق الموقع بين روسيا وتركيا.
نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، شارتاً يوثق حصيلة الضحايا المدنيين الذين قُتلوا في سوريا منذ آذار 2011 حتى أيلول 2018، والتي بلغ عددهم "222114" مدنياً، قتل النظام السوري أكثر من 89 % منهم.
وتوضح الحصيلة تفاصيل توزع الضحايا المدنيين على الجهات الرئيسية التي تسببت بقتلهم، ونسب القتل لكل جهة والتي تتصدرها قوات النظام وحلفائها بنسبة تقوم الـ 90%، حيث قتلت قوات النظام السوري "198152" مدنياً، بينهم " 22363" طفلاً، في حين قتلت القوات الروسية " 6239" مدنياً، بينهم "1804" طفل.
وقتلت التنظيمات المتشددة في مقدمتها تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام "5312" مدنياً، بينهم "887" طفلاً، في وقت قتلت فصائل المعارضة المسلحة "4112" مدنياً، بينهم "974" طفلاً.
ووفق الحصيلة فقد قتلت قوات التحالف الدولي "2830" مدنياً، بينهم "859" طفلاً، وقتلت قوات الإدارة الذاتية الكردية "1008" مدني، بينهم "159" طفلاً، في حين قتل "4461" مدنياً على يد جهات أخرى كحوادث الغرق والتفجيرات والقتل على يد جهات مجهولة، بينهم "943" طفلاً.
وتقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بإصدار توثيقات دورية لحصائل الضحايا المدنيين وحوادث الاعتداء على المراكز الحيوية والمدنية والمجازر المرتكبة على يد كل القوى الفاعلية في سوريا، والقصف المحرم دولياً وضحايا التعذيب وعمليات الاعتقال القسرية وتوثيقات القصل بالبراميل، وفق تقارير شهرية وسنوية وتقارير خاصة حسب الأحداث الجارية، تستند في توثيقاتها لأرقام وإحصائيات مدققة وفق داتا الشبكة وعمل كبير تقوم به في توثيق جميع الأحداث والانتهاكات في سوريا منذ ثماني سنوات.
نالت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، جائزة دولية جديدة مضيفة لقباً دولياً جديداً لسلسلة الجوائز التي أحرزتها المؤسسة الإنسانية خلال الفترة الماضية، حيث كرمت لمرات عدة بجوائز دولية على عملها الإنساني الذي تؤديه في إنقاذ المدنيين في سوريا.
وقالت مصادر من الدفاع المدني إن المؤسسة نالت جائزة "إيلي فيزل 2019" من متحف الهولوكوست الأمريكي، حيث من المقرر أن يتسلم الجائزة في حفل بتاريخ 29 نيسان القادم عام 2019 في المتحف بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وفي تشرين الثاني من العام الماضي، نال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) جائزة آيبر الدولية للسلام مضيفا لقباً جديدا إلى رصيده من الجوائز، تسلم الجائزة وفد من "الدفاع المدني" بعد فوزه بالتصويت بنسبة 53 %من قبل طلاب مدارس المدينة وذلك خلال حفل أقيم في مدينة آيبر البلجيكية.
كانت نالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "القبعات البيضاء" في 17 تشرين الأول من العام الماضي، جائزة “نساء العام- women of the year”، وذلك لقاء ما تقدمه المتطوعات في الدفاع المدني من جهود في خدمة المدنيين، وذلك خلال حفل أقيم في العاصمة البريطانية.
سبق أن نال الدفاع المدني السوري جائزة "تيبراري الإيرلندية الدولية للسلام "Tipperary international peace award"، وذلك تقديراً للجهود التي تبذلها الفرق المتطوعة في إنقاذ المدنيين ومساعدة المجتمعات المحلية في سورية.
وتسلم أعضاء من الدفاع المدني "الأربعاء 6 أيلول 2017" الجائزة خلال حفل أقيم في مدينة تيبراري في إيرلندا، وتعد الجائزة رقم 29 منذ تأسيسها مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي لتكريم الأفراد الذين يقدمون مساهمات خاصة لقضية السلام، وكان قد حصل عليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العام الماضي.
كما تكرر اسم مدير الدفاع الوطني السوري “رائد صالح” في حفل تكريم الفائز بمسابقة “صناع الأمل”، عدة مرات احتفاء بفوزه ضمن الأوائل في الجائزة التي تقاسمتها خمسة أشخاص ، حصل كل واحد منهم على جائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي.
وتوج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صانع الأمل العربي، خلال حفل ضخم يقام بقاعة ساوند ستيج في مدينة دبي للأستوديوهات، وحضره أكثر من 2000 شخص.
وفاز فاز فيلم الخوذ البيضاء في شباط 2017 بجائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما "أوسكار" عن أفضل فيلم وثائقي قصير، كما مُنحت جائزة "ديزموند توتو" الخاصة بالسلام مناصفة بين وحَدات الدفاع المدني، وبين النائبة السابقة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال "الراحلة جو كوكس" في تشرين الثاني 2016 وسلسلة جوائز كبيرة نالها الدفاع المدني السوري.
ويعمل الدفاع المدني السوري كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 100 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 260 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
قالت مصادر محلية في ريف دمشق، إن قوات الأمن التابعة للنظام شنت حملة اعتقالات في قدسيا بريف دمشق، استهدفت الشباب لإجبارهم على الالتحاق بقوات الأسد، وخلّفت الحملة اعتقال أكثر من 15 شاباً من بينهم عدداً من أبناء مخيم اليرموك النازحين إلى البلدة.
وقال ناشطون أن قوات الأمن أقامت "حواجز طيّارة" مؤقتة، وداهمت عدداً من المحال التجارية وورشات العمل بحثاً عن مطلوبين لديها للخدمة الإلزامية.
ونقلت مصادر إعلامية عن ناشطين في البلدة، أن الحملة الأمنية تزامنت بتشديد أمني تقوم به الحواجز المُحيطة، يتم من خلالها التحقق من أوراق التأجيل الدراسي للطلاب، حتى أن التدقيق طال كبار السن وفقاً لشهود عيان.
وتواجه مناطق ريف دمشق التي خضعت لاتفاقيات مصالحات مع النظام حملات دهم واعتقالات يومية من قبل قوات الأسد والميليشيات التابعة لها وقوى الأمن، لملاحقة الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، في وقت تعيش جل العائلات ظروف معيشية قاسية بما فيها العائلات الفلسطينية في المنطقة.