أدان المجلس الوطني الكردي في سوريا، اليوم الخميس، "المجزرة الدموية" التي تعرضت لها محافظة السويداء جنوبي سوريا، يوم أمس، داعياً المجتمع الدولي وكل "القوى المحبة للسلام والحريّة" لممارسة دورها الفاعل بغية إيجاد حل ينهي المأساة والمعاناة السورية، وتطبيق القرارات الدولية ذات الشأن.
وقال المجلس في بيان له: "تعرضت مدينة السويداء لمجزرة جماعية على غرار ما تم في مدينة عين العرب "كوباني" في ٢٥/٦/٢٠١٥، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، في محاولات يائسة لضرب الاستقرار والسلم الأهلي تنفيذاً لمشاريعهم الدنيئة والقذرة بإثارة المزيد من الفتن بغية الاستمرار في حروبهم والإبقاء على الوضع المتأزم في البلاد دون حلول».
وأبدى المجلس استنكاره وإدانته الشديدين لمقتل وإصابة المئات من أبناء محافظة السويداء (من الطائفة الدرزية)، معلناً عن «تضامنه الكامل مع الأهالي في مواجهة القوى الظلامية التي تسلك كل الوسائل السيئة لبقائها».
ودعا المجلس في ختام بيانه المجتمع الدولي وكل القوى المحبة للسلام والحريّة لممارسة دورها الفاعل بغية إيجاد حل ينهي المأساة والمعاناة السورية وتنفيذ القرارات الدولية ذات الشأن".
وكانت أدانت الأمم المتحدة ما أسمته "الهجوم الإرهابي" الذي وقع في مدينة السويداء جنوب سوريا يوم الأربعاء، كما أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة أمس الأربعاء، بمحافظة السويداء جنوبي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات النظام، متعهدة بمواصلة الحرب على التنظيم.
وارتفع عدد القتلى الذين سقطوا جراء الهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنه تنظيم الدولة على مدينة السويداء وريفها الشرقي لحوالي 220 قتيلا، فيما فاق عدد الجرحى الـ 185 شخصا غالبيتهم من المدنيين.
هاجم الجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس، قائلا: "حسابكم مع فيلق القدس، ونحن أقرب إليكم مما تتصورون"، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
سليماني اعتبر تصريحات ترامب الأخيرة ضد إيران بـ"سخيفة"، محذرا إياه بالقول: "حسابكم معي ومع فيلق القدس وليس كل القوات المسلحة الإيرانية، ونحن أقرب إليكم مما تتصورون".
وفي كلمة له ألقاها، الخميس، خلال ملتقى أقيم في مدينة همدان غرب إيران، قال سليماني مخاطبا ترامب: "إننا أقرب اليكم مما تتصورون. تذكّروا بأن حسابكم معي ومع فيلق القدس، وليس كل القوات المسلحة. أنتم تعرفون قدرات إيران في الحرب غير المتماثلة".
كما حذر سليماني الرئيس الأمريكي من أنه إذا شن حرباً، فإن الإيرانيين "سينهونها"، حسبما أفادت صحيفة "تسنيم نيوز" شبه الرسمية في إيران، الخميس.
وأضاف: "أنت (ربما) تبدأ حربًا ، لكننا سننهيها. اذهب واسأل أسلافك (حول هذا الموضوع). لذا توقفوا عن التهديد.. نحن مستعدون للوقوف ضدكم"، حسب قوله.
كما نقلت قناة "العالم" الإيرانية، شبه الرسمية، عن سليماني قوله، الخميس، إن "البحر الأحمر الذي كان آمنا لم يعد كذلك بعد الوجود الأمريكي"، معتبرا أن " فيلق القدس خصم مساو للقوات الأمريكية"، حسب تعبيره.
سيرت القوات التركية والأمريكية، الدورية المستقلة الـ 20 على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية "درع الفرات" ومدينة "منبج"، شمالي سوريا.
وقال بيان أصدرته رئاسة الأركان التركية، اليوم الخميس، إن عناصر من القوات التركية ونظيرتها الأمريكية، سيرت الدورية المنسقة المستقلة الـ20، في المنطقة المذكورة.
وفي 18 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، ومنبج.
وتوصلت واشنطن وأنقرة، في يونيو/ حزيران الماضي، لاتفاق "خارطة طريق" حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي حزبي الاتحاد الديمقراطية "واي بي دي" والعمال الكردستاني "بي كي كي، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وقبل لقائه بوتين، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن التطورات في سوريا، سواء في منطقة "تل رفعت" أو "منبج" شمالي البلاد، "لا تسير حاليا في الاتجاه المطلوب".
أكدت الخارجية الروسية توجيه دعوة رسمية لممثلين عن الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع سوتشي القادم حول القضية السورية بصفة مراقبين.
وقال نائب مدير قسم الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس: "تستضيف مدينة سوتشي يومي 30 و31 يونيو الاجتماع الدولي الـ10 حول سوريا في إطار منصة أستانا، وتأتي هذه الفاعلية بمشاركة نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا بصفة الدول الضامنة لعملية أستانا الخاصة بالإسهام في التسوية السورية، ووفدين من حكومة سوريا والمعارضة السورية، ومراقبين من الأمم المتحدة والأردن، وتم كذلك توجيه دعوة مماثلة للولايات المتحدة".
وأوضح كوجين أن اجتماع سوتشي "سيركز اهتماما خاصا على الأوضاع الإنسانية في سوريا" وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقالت صحيفة "دير شتاندارد" النمساوية، إن روسيا تسعى لحل اللغز السوري، بعد أن ساهمت في تقويض قوة الحراك المعارض للنظام، لتغدوا أمام مهمة شاقة في إعادة توحيد سوريا المفككة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخطط الروسي لإعادة توحيد سوريا المفككة يواجه العديد من العقبات، لعل من بينها الأطماع الإسرائيلية، حيث تسعى "إسرائيل" إلى خلط الأوراق في اللعبة السورية ووضع قواعد للتعايش السلمي بين تل أبيب ودمشق.
قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن روسيا مهتمة بعودة اللاجئين السوريين "الذين هجرتهم طائراتها وقتلتهم مدافعها وقوات حليفها الأسد" إلى بلدهم، مشيرا إلى أنها بدأت بطرح هذه المسألة في الأمم المتحدة، في سياق مساعيها الدولية لإعادة شرعنة نظام الأسد، وتسويق نفسها على أنها حمامة السلام.
وقال نيبينزيا، في كلمة ألقاها اليوم الخميس خلال مراسم افتتاح جمعية الأمم المتحدة للأطفال في مخيم الاستكشاف "آرتيك" بشبه جزيرة القرم، إن "هذه المسألة تجري مناقشتها"، وأضاف: "إننا بالطبع مهتمون بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، والمؤسسات التي تعمل على ملف اللاجئين ضمن الأمم المتحدة تشمل بالدرجة الأولى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ونبحث هذه القضية معها".
وفي أعقاب القمة التي جمعت 16 يوليو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، أعلنت موسكو أنها تعد خطة مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى أماكن عاشوا فيها قبل بدء تهجيرهم منها من قبل النظام وروسيا التي كانت الراعي الأول لعمليات التهجير.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم 18 يوليو، عن إنشاء مركز خاص في سوريا لاستقبال وتوزيع وإيواء النازحين واللاجئين السوريين ومقره في دمشق، وأرسلت لاحقا فرق عمل إلى الأردن ولبنان وتركيا، لتنفيذ مهمات خاصة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وكانت قالت صحيفة "دير شتاندارد" النمساوية، إن روسيا تسعى لحل اللغز السوري، بعد أن ساهمت في تقويض قوة الحراك المعارض للنظام، لتغدوا أمام مهمة شاقة في إعادة توحيد سوريا المفككة.
أظهر تقرير جديد نشره موقع "بازفيد" حالة انعدام التنسيق بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في العديد من القرارات التي أصدرها الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بما فيها قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.
الموقع الذي تمكن من فحص إيميلات داخلية بموجب "قانون حرية المعلومات" أشار إلى "الفوضى" الحاصلة لدى مسؤولي البنتاغون الذين يواجهون أسئلة عديدة متعلقة ببيانات صادرة عن البيت الأبيض لا علم لهم بها، وفق تقرير لـ "أورينت نت".
كما أشار التقرير إلى أن "حالة الارتباك" الموجودة في البنتاغون والتي تمتد لتشمل المسؤولين الأمريكيين المتواجدين حول العالم.
تشير إحدى الرسائل الإلكترونية التي اطلع عليها "بازفيد" إلى البيان المفاجئ الذي أصدره البيت الأبيض في ساعة متأخرة من ليلة 26 حزيران من العام الماضي والذي حذر فيه (بشار الأسد) وجيشه من "دفع ثمن باهظ" إذا ما قاموا بهجوم كيميائي آخر.
جاء بيان البيت الأبيض بعد شهرين من قيام الولايات المتحدة بإطلاق 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" ضد "قاعدة الشعيرات الجوية".
وفي البيان، قال المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض (شون سبايسر) إن الولايات المتحدة "تعرفت على تجهيزات محتملة لهجوم بالأسلحة الكيميائية يقوم به نظام الأسد، من المحتمل أن يؤدي إلى قتل جماعي للمدنيين".
قنوات الاتصال مع البنتاغون والتي من المفترض أنها على تواصل مع البيت الأبيض لتنسيق إصدار البيان لم تكن على علم إطلاقاً بالموضوع. حيث صدر البيان بينما كان وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس) والمتحدثة الرئيسية باسم البنتاغون (دانا وايت) في طريقهم إلى ألمانيا لحضور حفل إحياء الذكرى السبعين لـ "خطة مارشال".
وبحسب "بازفيد" فإن خمسة من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية قالوا في تلك الليلة إنه "ليس لديهم أدنى فكرة" عن السبب الذي دفع البيت الأبيض لإصدار بيانه.
"لا يوجد لدي أدنى علم" قال (جيف ديفيس) أحد المتحدثين باسم البنتاغون في رده على رسائل البريد الإلكتروني على الأسئلة الموجهة له من المراسلين الأمريكيين والدوليين في تلك الليلة. وفي رسالة أخرى وجهت للضباط الصحفيين في البنتاغون قال "من المفترض أن نرسل استفسارات إلى البيت الأبيض". أما الضابط الصحافي المكلف بالعمل في تلك الليلة اعتذر للصحفيين قائلاً إنه لا يستطيع أن يحيلهم إلا إلى البيان.
"استيقظنا على هذا البيان. البيت الأبيض لم ينسق معنا" قالت المتحدثة الرئيسية باسم البنتاغون (دانا وايت) في إحدى محادثاتها مع كبير موظفي وزاره الدفاع.
"هل كان هناك أي تنسيق حول هذا؟" تساءل شخص من مكتب هيئة الأركان المشتركة، تم حجب اسمه في إحدى محادثاته مع (وايت) مضيفاً "هذه هي المرة الأولى التي أعلم بها بالموضوع. أي إيضاحات ستكون محط تقدير".
ويشير التقرير إلى أن كبير المتحدثين باسم (ماتيس) علم بالبيان بعد أن تم نشره على موقع الإنترنت الخاص بالبيت الأبيض. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم قالت نائب المتحدث باسم البيت الأبيض (سارة ساندرز) في ذلك الحين، للصحفيين إن "سلسلة القيادة العسكرية على علم تام بالبيان أثناء إعداده وإصداره في وقت لاحق".
في رسالة أخرى أرسلتها (وايت) للعديد من الضباط الصحفيين في البنتاغون قالت فيها "لمجرد أن الجميع لم يعرفوا بالأمر" هذا لا يعني أن لا أحد يعلم من وكالات الاستخبارات الأمريكية وأن المدراء لم يناقشوا الوضع فيما بينهم بما في ذلك (ماتيس)، مؤكدة في الرسالة الإلكترونية أنه يحق "للبيت الأبيض القيام بما يريده بالوقت الذي يراه مناسباً وبالطريقة التي يريدها".
وقال مسؤول بارز في البنتاغون لـ "بازفيد" إن "هنالك قصورا مدهشا في الحرفية وبالتنسيق بين الوكالات" مؤكداً "أنه من الأنصاف القول إن الوضع سابقاً لم يكن على هذه الصورة من الغموض على الإطلاق".
"لدى الرئيس ترامب طريقة مختلفة للقيام بالأمور" قال مسؤول في إدارة (ترامب) رداً على استفسار وجهه له "بازفيد" مفسراً الأمر بأن "الرئيس ديناميكي لا يخاف من اتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة بسرعة. وعلى البقية الاعتياد على هذا الأمر ومجاراته".
أكدت مصادر إعلامية كردية، أن وفداً من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD توجه إلى دمشق للقاء مسؤولين أمنيين في النظام، في سياق اللقاءات المكثفة بين الطرفين لتطبيع العلاقات وإعادة مؤسسات النظام وفق تفاهمات مشتركة.
وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته لموقع باسنيوز: «انطلق وفد من PYD بطائرة الساعة الرابعة صباحاً من مدينة القامشلي، ضم إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، وإبراهيم القفطان رئيس حزب سوريا المستقبل، متوجهاً إلى دمشق، للقاء مسؤولين أمنيين في النظام السوري».
وأشار المصدر إلى أن «وفد الإدارة سوف يناقش الملفات الأمنية إضافة إلى موضوع الرقة ودير الزور مع مسؤولي النظام»، موضحاً أن «وفد PYD سوف يسلم إدارة مناطق جديدة للنظام، بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف الضغط التركي عليها».
ولفت المصدر إلى أن «الحوارات لن تشمل الملفات السياسية بين الطرفين»، مشدداً على أن النظام «لا يزال يرفض الحوار مع PYD حتى اللحظة».
وكان الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية قال في وقت سابق إن «تفاهماتنا» مع النظام هي أمور تتعلق «بخدمات محددة»، نافياً أن يكون هناك تجاوب من قبل النظام في الجانب السياسي.
وكان قال رئيس مكتب الثقافة والإعلام في المجلس الوطني الكردي، بشار أمين في وقت سابق، إن «تفاهمات النظام و PYD ليست جديدة وهي ليست مفاجئة لنا»، مشيراً إلى أن «هذه التفاهمات تتجدد مع مراحل تطورات الوضع في سوريا، وعليه ستدوم هذه التفاهمات طالما هناك مصالح مشتركة، لكن هناك من يعتقد أنها مرحلية وقتية متوقفة على قضايا الوضع الدولي والإقليمي».
وكان القيادي في المجلس الوطني الكردي في سوريا فؤاد عليكو، قد حذر يوم الثلاثاء، من صفقات «استلام وتسليم» بين PYD والنظام، وقال «هناك مخاوف جدية حول ما يحصل من عمليات تسليم واستلام بين PYD والنظام للمناطق الكردية التي تحت سيطرة الحزب دون ضجة ودون أن نعرف ماذا يدور في الغرف المظلمة وخلف الكواليس، سوى بعض ما يصدر من فتات في إعلام النظام، مقابل إنكار شبه تام من قبل قيادة PYD».
وعزز الاتفاق التركي الأمريكي الأخير في منطقة منبج والذي كانت فيه الوحدات الكردية الخاسر الأكبر حالة الخوف الكبيرة لدى قيادة الوحدات، والتي ظنت أن واشنطن لن تتخلى عنها، سبق ذلك خسارتها المدوية في عفرين وبعدها تل رفعت، مع تصاعد التصريحات التركية بان اتفاق منبج قد يشمل مناطق أخرى شرق الفرات.
سبع سنوات وأكثر مضت على بدء الحراك الشعبي انطلاقاً من محافظة درعا في الجنوب السوري، دفعت أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء القريبة منها على اتخاذ موقف الحياد إلى حد ما، والنأي بالطائفة الدرزية عن دائرة الحرب التي شنها الأسد ضد المعارضين والثائرين على نظامه، رغم محاولاته الكثيرة لضرب الطوائف ببعضها البعض واللعب على هذا الوتر.
وطيلة السنوات الماضية اتخذ أبناء الطائفة الدرزية في السويداء "مشايخ الطائفة" مرجعية لهم والتفوا حولهم بعيداً عن سلطة النظام في المدينة، وباتت السويداء تدار من قبل المشايخ رغم محاولات الأسد العديدة لتقويض قوتهم بعمليات الاعتقال والاغتيال والخطف وتعزيز سطوة القوى الأمنية التي كانت تواجه دائماً بالرفض والخروج عن قراراتها ومواجهة ممارساتها.
ولأن الأسد بات في موقع "المنتشي بالنصر" بعد الدعم الروسي الكبير وتمكينه من السيطرة على جل المناطق السورية الخارجة عن سيطرته كان لابد من إعادة السويداء لحكم الأسد بشكل كامل، وإنهاء ملفها الشائك المصطدم باعتراض مشايخ الطائفة والذين يتمتعون بالتفاف شعبي كامل لأبناء الطائفة الدرزية حولهم، مكنهم هذا الأمر من منع أبناء الطائفة من الالتحاق بصوف النظام إلا عبر بعض الميليشيات التي قادها "عصام زهر الدين" وابنه وميليشيات أخرى ساندت النظام بشكل كبير.
ومع بدء عملية إخراج مقاتلي تنظيم الدولة من جنوب العاصمة دمشق ونقلهم على ريف السويداء، كان هناك تخوف كبير من هذه الخطوة، والتي نظر إليها البعض في أنها خطوة للأسد لإعادة السيطرة على المحافظة من خلال استخدام عناصر التنظيم لتحقيق أجندات تخدم النظام للظهور بمظهر المدافع والحامي للأقليات وإعادة الهيمنة على كامل مرافق الحكم في السويداء.
ولم تلبث أشهر قليلة حتى بدأت تتحرك عناصر الدولة بشكل حقيقي وتبدأ بمرحلة الهجوم على قرى وبلدات ريف السويداء الشرقي، إضافة لدخولها إلى عمق مدينة السويداء وتنفيذها تفجيرات وعمليات انتحارية عدة أودت بحياة المئات من المدنيين في مذبحة كبيرة، أكدت بشكل واضح تورط الأسد في هذه العمليات وتسهيل دخول عناصر التنظيم لضرب الطائفة الدرزية ومن ثم الظهور بمظهر الحامي والمدافع عنها بعد تحقيق مراده في إثبات عجز مشايخ الطائفة في الدفاع عنها أمام هجمات التنظيم.
هذه العمليات سبقها تصريحات روسية عن وجود مجموعة إرهابية في جبل العرب في محافظة السويداء، الأمر الذي رفضته "قوات شيخ الكرامة" واعتبرته "تصعيدا خطيرا جدا" ضد المنطقة، كما نقل عن الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الجليل والكرمل الشيخ موفق طريف، تصريحاته بأنه "لا يوجد إرهابيون في جبل العرب وإن هذا الأمر عار عن الصحة وإن أبناء الطائفة الدرزية في جبل الدروز قاموا بالحفاظ على بيوتهم وعائلاتهم ودافعوا عن أنفسهم في وجه "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى".
هذا الهاجس والإحساس بغدر النظام دفع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" اللبناني وليد جنبلاط لدعوة موسكو إلى التدخل لحماية من أسماهم "الشرفاء في جبل العرب" مما وصفه بمكائد نظام الأسد وتدخل جهات إسرائيلية مشبوهة، جاء كلام جنبلاط على خلفية التصعيد في محافظة درعا المجاورة للسويداء، وفي أعقاب لقاء في مبنى محافظة السويداء جمع مشيخة عقل الدروز ووجهاء من المنطقة مع وفد عسكري روسي ومسؤولين وحكوميين أمنيين سوريين في المنطقة.
هواجس جنبلاط لم تبنى على عبثية بل كان يدرك جيداً والكثير من أبناء الطائفة الدرزية أن الأسد مستعد لاتباع جميع الوسائل الممكنة لتقويض قوة مشايخ العقل الدروز وإعادة السويداء لحكمه المطلق، وهذا ماتساعده عليه روسيا التي حاولت إقناع مشايخ ووجهاء الطائفة بضرورة العودة، إلا أن رفضهم وإصرارهم على موقفهم الأخير دفعها بحسب خبراء لدفع الأسد لاستخدام ورقته الجاهزة عناصر التنظيم كـ "حصان طروادة" لإعادة السيطرة والضغط على السويداء لكسر شوكة مشايخها وفرض هيمنة قواه الأمنية وهذا مايبدو أنه المتبع حالياً.
ساهمت وقف الديانة التركية، خلال الأشهر الـ 15 الأخيرة، بترميم 108 مسجد شمالي محافظة حلب، منذ تطهيرها من عناصر تنظيم الدولة والميليشيات الإنفصالية، تتوزع هذه المساجد على مناطف: جرابلس، الباب، أعزاز والراعي، وبدأ ترميمها في مارس/ آذار 2017، بحسب معلومات وصلت الأناضول.
ويواصل الوقف التركي إصلاح المساجد المتضررة في مدينة أعزاز والبلدات والقرى التابعة لها، والتي تم تطهيرها من الإرهابيين بفضل عملية "درع الفرات"، ويسعى الوقف إلى تمكين سكان هذه المناطق من أداء عباداتهم بشكل آمن ومريح.
وعمل على ترميم القبب والمآذن والزجاج والأبواب والثريات المحطمة، فضلا عن إصلاح خطوط التيار الكهربائي والمياه، ويخطط الوقف لترميم 160 مسجدا بحاجة إلى إصلاحات في المنطقة.
وقال مفتي أعزاز، أحمد ياسين للأناضول: "بدأ ترميم المساجد مع توفر الآمان في شمالي سوريا، إثر تطهيرها من المنظمتين الإرهابيتين (ي ب ك) وداعش، بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون".
وأفاد ياسين بإصلاح 17 مسجدا في أعزاز، والتخطيط لترميم 25 أخرى، وأضاف أن أولوية تركيا عقب تطهير المنطقة من المنظمات الإرهابية كانت ترميم أماكن العبادة، وقد تم تعيين أئمة ومؤذنين لكافة المساجد.
قالت صحيفة "دير شتاندارد" النمساوية، إن روسيا تسعى لحل اللغز السوري، بعد أن ساهمت في تقويض قوة الحراك المعارض للنظام، لتغدوا أمام مهمة شاقة في إعادة توحيد سوريا المفككة.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته ترجمته "عربي21"، إن المهمة الروسية لن تكون سهلة، حيث ستجد موسكو العديد من العواقب في طريقها، تتمثل أساسا في المناطق الرئيسية على غرار الرقة وإدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخطط الروسي لإعادة توحيد سوريا المفككة يواجه العديد من العقبات، لعل من بينها الأطماع الإسرائيلية، حيث تسعى "إسرائيل" إلى خلط الأوراق في اللعبة السورية ووضع قواعد للتعايش السلمي بين تل أبيب ودمشق.
وأكدت أنه في الوقت الراهن، تراقب "إسرائيل" بقلق المعارك الدائرة في جنوب سوريا. أمس الثلاثاء، أسقطت "إسرائيل" طائرة مقاتلة روسية الصنع تابعة للنظام اخترقت مجالها الجوي. أما يوم الاثنين، فاستخدمت القوات الإسرائيلية منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "مقلاع داوود" لإسقاط صاروخين أرض قادمين من الأراضي السورية.
ونوهت الصحيفة بأن التدخل العسكري الإسرائيلي يحمل خلفية سياسية، حيث تسعى تل أبيب إلى خلط أوراق اللعبة السورية ووضع قواعد التعايش السلمي مع سوريا. من جهة أخرى، لن تسمح إسرائيل لإيران بتوسيع مجال نفوذها في الأراضي السورية.
في هذا الإطار، أدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 11 تموز/يوليو الجاري، زيارة إلى الرئيس الروسي، في السياق ذاته، وخلال لقائه ببوتين في مدينة هلسنكي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اتفاقه مع نظيره الروسي على السهر على حماية أمن "إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أنه خلال الاثنين الماضي، عقدت "إسرائيل" الأمل على أن يتفق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، على تفاصيل كيفية حماية أمن "إسرائيل"، لكن ذلك لم يحدث.
وبينت أن العرض الروسي القاضي بإبقاء الإيرانيين على بعد 100 كم من الحدود السورية الإسرائيلية لم يرض "إسرائيل"، خاصة وأنها تطالب بالقضاء على الأسلحة طويلة المدى وعلى منظومة الدفاع الصاروخية، بيد أنه من الصعب أن توافق موسكو على ذلك. وعلى ضوء هذه المعطيات، يبدو أن كل الأمور ستبقى عالقة قبل أسبوع من انعقاد الجولة القادمة من قمة سوتشي.
وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من أن كل الأخبار تهتم بشكل خاص بالمستجدات في جنوب سوريا، إلا أن تطورات الأوضاع في شمال البلاد تحظى بنصيب من اهتمام وسائل الإعلام أيضا. ففي شمال شرق البلاد، تتفاوض قوات سوريا الديمقراطية، التي استنجدت بالولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد تنظيم الدولة، مع نظام الأسد.
وتابعت أن مستقبل القوات الأمريكية في سوريا تحوم حوله عدة تساؤلات. في الأثناء، تبدو القوات الأمريكية متخوفة من مدى قدرة روسيا على تأمين الحماية الكاملة لإسرائيل والضغط على إيران، في حال سحبت كامل قواتها من الأراضي السورية. من جهة أخرى، لا تزال واشنطن تشكك في نهاية تنظيم الدولة، لذلك فهي تخشى من أن تسحب يدها من سوريا.
وأفادت "دير شتاندارد" بأن مخطط إعادة توحيد سوريا يصطدم بحقيقة انعدام الاستقرار في المناطق الرئيسية على غرار محافظة الرقة التي لم تعد الحياة فيها إلى طبيعتها على الرغم من انسحاب تنظيم الدولة منها منذ أكثر من سنة. ولعل ما يعرقل عملية إعادة إعمار هذه المحافظة هو حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة وهو ما يقف حاجزا أمام عملية إزالة الألغام والبحث عن الجثث.
وأردفت أنه في الوقت الراهن، يشن النظام معركة شرسة في جنوب سوريا لاستعادة السيطرة على هذا الجزء من البلاد. ويحظى جنوب غرب سوريا بمتابعة عن كثب من قبل وسائل الإعلام، نظرا لأنه يضم مدينة درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية في سنة 2011، علاوة على الحدود الإسرائيلية السورية. فضلا عن ذلك، يعيش جنوب غرب سوريا على وقع عودة الأهالي الفارين.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن استمرار المعارك يعرقل مسألة رسم ملامح نظام ما بعد الحرب. في الأثناء، من المستبعد أن يتوصل النظام وحليفته روسيا إلى اتفاق مع جيوب المتمردين في إدلب. إلى جانب ذلك، يمكن أن يؤدي الصراع حول إدلب إلى اندلاع أزمة تركية روسية.
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده لن تجبر اللاجئين السوريين على العودة الى بلدهم، مؤكدا أن المملكة تعمل مع شركائها من أجل إيجاد "البيئة" التي تسمح ب"العودة الطوعية" لهؤلاء اللاجئين.
وقال الصفدي في مقابلة مع قناة "المملكة" الأردنية ليل الأربعاء الخميس "نحن لن نجبر أحد على العودة (...) مسألة عودة اللاجئين مسألة طوعية، ونحن نعمل مع شركائنا على إيجاد بيئة تسمح على العودة الطوعية".
وأضاف أن "الكلام مبكر (عن هذا الموضوع) الروس يتحدثون الان عن أفكار وأنا تحدثت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام بسيطة، وقال ان لديهم أفكار من اجل عودة اللاجئين"، مشيرا الى انه سيلتقي وفدا روسيا الخميس للاستماع الى هذه الأفكار وبحث مسألة عودة اللاجئين.
وأكد الصفدي "اننا نريد ان تبدأ عملية عودة اللاجئين الى بلدهم ليعيشوا بحرية وكرامة وأمن واستقرار"، ولكنه شدد في الوقت ذاته على ان بلاده "تحترم التزاماتها القانونية وحقوق الانسان".
وكان الصفدي بحث الاحد في اتصال هاتفي مع لافروف "موضوع عودة اللاجئين السوريين" الى بلادهم بهذا الصدد، وفقا لبيان لوزارة الخارجية الأردنية.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011، وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.
واعتبرت الأمم المتحدة الإثنين أنّ عودة السوريين من البلدان التي لجأوا إليها في الشرق الأوسط، إلى بلدهم، وهي مسألة تم التباحث فيها بين واشنطن وموسكو، "يجب أن تتم بشكل طوعي وليس على نحو قسري".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "مبدئيا، عودة الناس إلى ديارهم يجب أن تكون طوعية وأن يتم تحقيقها بكرامة وبأمان"، مشددا على أنه "يجب ألا يتم إجبار أحد على العودة" إلى بلده.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إرسال فرق عمل إلى الأردن ولبنان وتركيا، للعمل على عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، في سياق المساعي الروسية لإعادة شرعنة النظام وإجبار الهاربين من بطشه على العودة لمناطق سيطرته.
وكانت قالت وزارة الدفاع الروسية إن روسيا قدمت للولايات المتحدة مقترحات حول تنظيم العمل لعودة اللاجئين السوريين وتشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية، التي دمرتها ألة الحرب الروسية ونظام الأسد، وهجرت سكانها.
وساهمت روسيا منذ تدخلها لصالح نظام الأسد في سوريا من تدمير البنية التحتية لعشرات المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام بصواريخ طائرتها وبوارجها الحربية، كما تسبت بقتل 6187 مدنياً، بينهم 1771 طفلاً، إضافة لتهجير ملايين المدنيين من بلداتهم ومدنهم، لتبدأ بعد لعب كل هذا الدول بمحاولة إعادة الشرعية للأسد من خلال ملف اللاجئين وإعادتهم إلى مناطق سيطرته.
أعلنت وزارة العدل الأميركية، أن أميركيين اثنين متهمين بالتعاون مع تنظيم الدولة داخل سوريا تم ترحيلهما إلى الولايات المتحدة تمهيدا لمحاكمتهما.
وأوردت الوزارة في بيان أن «مواطنَينِ أميركيينِ متهمَينِ بشكل منفصل بخرق القوانين الاتحادية، نُقلا من مراكز احتجاز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية وأرسلا إلى الولايات المتحدة حيث سيمثلان قريبا أمام المحاكم».
وتحتجز "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن مقاتلين أجانب من عشرات الجنسيات أُسروا خلال المعارك مع تنظيم الدولة.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن الجيش الأميركي هو من قام بترحيل الأميركيين المتهمين بالتعاون مع التنظيم.
والأميركي الأول هو إبراهيم عزي مسيبلي (28 عاما) المتحدر من ديربورن في ميشيغان، وهو متهم بأنه شارك من أبريل (نيسان) عام 2015 حتى يونيو (حزيران) عام 2018 في أنشطة تنظيم الدولة، الذي صنفته واشنطن رسميا بأنه منظمة إرهابية. وسيقوم قاض في ديترويت بإبلاغه بالتهم الموجهة إليه.
وقال المدعي العام الأميركي ماثيو شنايدر في بيان إن «الاتهام ينص على أن مسيبلي قام خلال فترة طويلة من الزمن بتقديم دعم مادي لتنظيم داعش، أحد أعنف المنظمات الإرهابية في العالم». وأضاف: «سنقاضي بشدة كل من يقدم أو يحاول تقديم دعم لإرهابيين». ولم يُعرف في الوقت الحاضر ما إذا كان مسيبلي لديه محام.
كما وجهت التهمة إلى سامانثا الحساني في إنديانا بالإدلاء بإفادات كاذبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، وستمثل أمام المحكمة لجلسة استماع تمهيدية في تاريخ لم يتم تأكيده.
وأعلنت وزارة العدل أن الحساني أعيدت إلى الولايات المتحدة برفقة أطفالها الأربعة القصر، وجميعهم مواطنون أميركيون، ووضعوا حاليا برعاية جهاز خدمات الأطفال في ولاية إنديانا.
وأفادت تقارير أن ابن الحساني ظهر في أشرطة دعائية لتنظيم الدولة، وأن زوجها كان قناصا في التنظيم قتل في غارة نفذتها طائرة من دون طيار.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» شون روبرتسون إن وزارة الدفاع أمنت طائرة لإعادة الأميركيين من سوريا إلى الولايات المتحدة.
وقال جون ديميرس، المسؤول الكبير في وزارة العدل: «إن شعبة الأمن القومي (التابعة للوزارة) لن تتسامح مع التهديدات الموجهة ضد بلادنا من منظمات إرهابية مثل (داعش)، حتى لو جاءت (هذه التهديدات) من مواطنينا» أنفسهم.