رحب السيد عبد الأحد اسطيفو، رئيس دائرة العلاقات الخارجية للائتلاف الوطني السوري، بإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في كلمته في الجامعة الأمريكية في القاهرة، يوم أمس الخميس 10 كانون الثاني، عن ضرورة التصدي لأجندة النظام الإيراني، والحد من طموحاته القاتلة في الشرق الأوسط عامة وسورية خاصة من خلال السعي لطرد المليشيات الإيرانية التي شاركت قوات النظام في قتل المدنيين في عموم البلاد.
وتساءل اسطيفو عن الوسائل والآليات والخطوات العملية التي ستتبعها الحكومة الأمريكية في تنفيذ سياستها للعمل مع الشركاء الدوليين على سحب إيران وقواتها بالوكالة من سورية؛ مذكراً في هذا السياق بأن كل القوى والإمكانيات التي كانت تملكها الثورة السورية لطرد وتحجيم الوجود الإيراني قد تم تهميشها ومحاصرتها وتجميد الدعم المقدم لها.
وأشار اسطيفو إلى أن طرد المليشيات الإيرانية من سورية خطوة مهمة لإزاحة أبرز الفاعلين الذين أوغلوا بدماء السوريين إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، مؤكداً إلى أن هذا الأمر لا يتم إلا من خلال قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بدوره في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله، ودعم قوى الثورة المحلية في مواجهة التمدد الإيراني، والاستمرار في الضغط الدولي لدعم الاحتجاجات المدنية وتشديد العقوبات والعزلة السياسية على نظام الملالي.
وكان وزير الخارجية بومبيو قد أعلن بأن بلاده ستواصل العمل مع شركائها لطرد آخر جندي إيراني منها، والعمل من خلال المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، مؤكداً على أنه لن يكون هناك مساعدات من الولايات المتحدة لإعادة إعمار المناطق السورية التي يسيطر عليها الأسد حتى تنسحب إيران وقواتها بالوكالة، وحتى يشهد المجتمع الدولي تقدما لا رجعة فيه باتجاه الحل السياسي.
وأضاف بومبيو بأنهم توصلوا لتفاهم مشترك مع حلفائهم حول ضرورة الوقوف في وجه النفوذ والإجراءات الإيرانية الخبيثة ضد منطقة الشرق الأوسط والعالم، محذراً بأنه لن تتمتع دول الشرق الأوسط بالأمن أو تحقيق الاستقرار الاقتصادي أو تحقيق أحلام شعبها، إذا استمر النظام الإيراني في مساره الحالي.
وسبق للمقاومة الإيرانية المعارضة أن ذكرت في تقرير موسع عن أبرز قادة ميليشيا نظام الملالي التي زج بها في القتال إلى جانب ميليشيا الأسد الطائفية، قائلة بأن تلك الميليشيات كانت شريكة في سفك دماء السوريين، وإحدى أبرز اللاعبين في محاربة الثورة السورية.
ودعا رئيس دائرة العلاقات الخارجية واشنطن بعد إخراجها الميليشيات الإيرانية من سورية، إلى مضاعفة جهودها الدبلوماسية، والمضي باتجاه الحل السياسي "وفق القرارات الدولية التي أقرها مجلس الأمن بشأن سورية، وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254". المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري.
قالت متحدثة وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة، إن الولايات المتحدة تبحث عن ذرائع لإبقاء قواتها العسكرية في سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته زاخاروفا في العاصمة موسكو، تحدث فيه عن المستجدات الإقليمية الأخيرة.
وشككت زاخاروفا بالانسحاب الأمريكي من سوريا، في معرض ردها على سؤال يتعلق بالإعلان الأمريكي الشهر الماضي حول الانسحاب من سوريا.
وأضافت في هذا الإطار "لا يمكنني أن أشارككم الثقة في مغادرتهم، لأننا لم نشهد الاستراتيجية الرسمية بعد".
وأوضحت المتحدثة الروسية" رغم أن الولايات المتحدة تقول أنها مغادرة؛ إلا أنها تبحث عن ذرائع لتبقى في سوريا".
واستدركت زاخاروفا أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح.
وبينت أنه من المهم أن تنتقل الأراضي التي ستنسحب منها القوات الأمريكية إلى سيطرة النظام السوري، بعد الانسحاب.
يشار إلى أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، أعلن في وقت سابق الجمعة، بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال، شون ريان، المتحدث باسم التحالف، في بيان "بدأنا عمليتنا المدروسة للانسحاب من سوريا"، حسب وكالة "أسوشيتيد برس".
وفي 19 ديسمبر/كانون أول 2018، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارا الانسحاب من سوريا.
وقال ترامب، آنذاك، إن مهمة واشنطن العسكرية انتهت مع انحسار تنظيم الدولة، وأن ما تبقى يقع على عاتق دول المنطقة.
يشار أن الولايات المتحدة تنشر قوة عسكرية قوامها ألفي جندي في سوريا، حسب تقارير إعلامية.
أعلن مصدر من مطار دمشق الدولي أن هيئة الطيران المدني العمانية أنهت صباح اليوم الجمعة كشفا إطلاعيا على مطار دمشق.
وذكر المصدر أن هذا الكشف يمهد لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، مؤكدا أن دولا خليجية أخرى أجرت ذات الكشف على أن تعود الرحلات الصيف القادم، كما نقلت إذاعة "شام اف ام" التابعة لنظام الأسد.
ووجهت وزارة النقل في حكومة الأسد القائمين على النقل الجوي باتخاذ كافة الإجراءات والتأكد من جاهزية المطارات لاستقبال رحلات شركات الطيران وتخديمها بشكل كامل ورفع درجات الاستعداد للتعامل مع كافة المواقف والحالات الطارئة وتقديم أفضل الخدمات للركاب.
وقالت هيئة الطيران المدني الإماراتي، في وقت سابق إنها تعمل على تقييم وضع مطار دمشق الدولي، لتحديد إمكانية استئناف شركات الطيران الوطنية رحلاتها إلى دمشق خلال الفترة المقبلة.
والجدير أن دولا عربية تراجعت عن موقفها الرافض لوجود نظام الأسد في حكم سوريا، حيث زار الرئيس السوداني عمر البشير العاصمة دمشق والتقى بالمجرم بشار الأسد مؤخرا، فيما أعادت البحرين والإمارات سفارتيهما للعمل في دمشق.
قال وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، إن بلاده في طليعة المطالبين بعودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية.
وقال باسيل، في تغريدات على "تويتر"، اليوم الجمعة: "نحن طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به إلى سوريا عندما يقرر هو ذلك".
وأضاف: "لقد خنقتنا الحرب في سوريا وأقفلت الأسواق العربية في وجهنا فمن غير المقبول أن نخنق أنفسنا في زمن السلم".
وتابع: "عندما كانت سوريا في لبنان واجهناها حتى خروجها وعندما أصبحت سوريا في أرضها أعلنا بالجرأة نفسها عن عزمنا على إقامة أفضل العلاقات معها فلا نستحي بذلك ولا يغير أي شيء من تاريخنا".
وأضاف: "علاقتنا مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته ولا يمكن أن تكون العلاقات مع سوريا موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان".
كما أردف: "اعترضنا من الأساس على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وحافظنا على أفضل العلاقات معها ومن الطبيعي أن نساعد اليوم على عودتها. حريصون على وحدتنا الوطنية ولكننا نرفض أيضا أن نعرض مصالحنا الوطنية للأذى ولن ننتظر قرارا من الخارج".
وكانت الجامعة العربية قد جمدت عضوية نظام الأسد، في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2011، وذلك بعدما ارتكبت قواته مجازر بشعة بحق السوريين الذين ثاروا للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام في مختلف المحافظات.
قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، اليوم الجمعة، إن المحادثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين ونظرائهم الأتراك حول الأكراد وسوريا ستتواصل الأسبوع القادم على أمل التوصل إلى نتائج مقبولة من البلدين.
وأضاف بولتون في مقابلة إذاعية، أن الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو يدركان أن تركيا ملتزمة "بعدم الإضرار بالأكراد الذين قاتلوا معنا ضد تنظيم داعش".
وهناك خلاف عميق بين تركيا والولايات المتحدة رغم أنهما حليفتان في حلف شمال الأطلسي، بشأن تطبيق خطة الرئيس دونالد ترمب لسحب نحو ألفي جندي متمركزين في سوريا، وهذه الخطة مرهونة بالتعاون التركي لتأمين شمال شرق سوريا في ظل الانسحاب الأميركي.
وعلى الرغم من أن الانسحاب الأميركي شابته رسائل متضاربة من ترمب وإدارته فإن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة قال إن الانسحاب بدأ اليوم الجمعة.
وحاول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الأسبوع الحالي، الحصول على ضمانات بأن تركيا لن تلحق الضرر بوحدات حماية الشعب الكردية بعد الانسحاب لكن ذلك قوبل بتوبيخ شديد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن هجوما شنته القوات الحكومية السورية يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 قرب مدرسة ابتدائية، وقتل 6 أطفال ومعلمة ووالدة طالب، يبدو غير قانوني وعشوائي. على جميع أطراف النزاع، بما فيها التحالف العسكري السوري-الروسي والجماعات المسلحة غير التابعة للدولة، ضمان حماية الأطفال والمدنيين من أي هجوم.
استخدم في الهجوم الأرضي في بلدة جرجناز، في محافظة إدلب، نظام هاون عيار 240 ميليمتر روسي الصنع. يطلق هذا النظام قذيفة كبيرة شديدة الانفجار مصممة "لهدم الحصون والتحصينات الميدانية"، طبقا لكتالوغ تسويقي للأسلحة الروسية. جُرح أيضا 10 أطفال تقريبا، 2 على الأقل فقدا أطرافهما، و3 بالغين. شن هجوم عشوائي قد يتسبب في موت أو إصابة مدنيين، أو شن هجوم مع المعرفة بإمكانية تسببه بخسائر مدنية عرضية أو إصابات أو أضرار، عند ارتكابه بنية إجرامية، يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب.
قال بيل فان إسفلد، باحث أول في حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "الهجوم المروع على جرجناز هو لمحة صغيرة عما سيواجهه آلاف الأطفال إذا شُن هجوم شامل على إدلب بلا تدابير صارمة تحمي المدنيين. في ضوء الاضطرابات الأخيرة في المحافظة، من الضروري أن تضغط روسيا على قوات الحكومة السورية لوقف مثل هذه الهجمات التي تنتهك القانون بشكل صارخ، وعلى جميع أطراف النزاع وضع حماية المدنيين كأولوية".
قال شهود إنه بين الساعتين 12:45 و1 بعد الظهر يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أصابت 3 قذائف المنطقة قرب مدرسة الخنساء الابتدائية، على المشارف الجنوبية الغربية لجرجناز، متسببة بانفجارات ضخمة. تظهر الصور التي عرضها شهود على هيومن رايتس ووتش ومقاطع فيديو على الإنترنت نُشرت بعد ساعات من الهجوم بقايا قذائف هاون من عيار 240 ميليمتر من طراز "3إف2" (3F2) "غاغارا" روسية الصنع.
تعمل "مدرسة الخنساء" الابتدائية بدوامين، الأول صباحي للأطفال من سن 6 إلى 9، والثاني يبدأ الساعة 11 صباحا لمن أعمارهم بين 8 و13 عاما، وفقا لمسؤولي المدرسة. كان 200 طفل تقريبا في المناوبة الثانية في المدرسة عندما انفجرت أول قذيفة مدفعية حوالى الساعة 12:45 أو12:50 بعد ظهر السبت، وهو يوم مدرسي في المنطقة، كما قال مسؤولو المدرسة لـ هيومن رايتس ووتش.
تحدثت هيومن رايتس ووتش عبر "واتساب" مع 7 شهود على الهجوم، بينهم 3 موظفين في المدرسة، ومالك متجر يعيش في مكان قريب، وناشط إعلامي محلي، و2 من متطوعي الدفاع المدني وصلا إلى المدرسة لإخلاء الجرحى. طلب الجميع عدم ذكر أسمائهم خوفا من انتقام القوات الحكومية. كما راجعت هيومن رايتس ووتش صورا ومقاطع فيديو للهجوم قدمها إليها شهود، وأخرى نُشرت على الإنترنت.
قال شهود عيان إنهم لم يتمكنوا من سماع صوت إطلاق قذائف الهاون، لكن صوت التفجيرات كان مرتفعا بشكل غير عادي، ما يتفق مع مدى قذائف هاون عيار 240 ميليمتر وقدرتها التدميرية. قال أحد السكان، "كان الصوت أعلى من صوت براميل أو قنابل الميغ"، في إشارة إلى القنابل البرميلية المرتجلة، التي تسقطها المروحيات السورية والقنابل التقليدية شديدة الانفجار التي تلقيها طائرات روسية الصنع ذات الأجنحة الثابتة.
أكد جميع الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش أنه لا توجد مواقع عسكرية في جرجناز أو قرب المدرسة، رغم عدم تمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق من ذلك بشكل مستقل. قال ناشط إعلامي إن السكان لم يسمحوا "للجماعات المسلحة بدخول [جرجناز]، ولا توجد قوافل ولا مقرات عسكرية. تقع المقرات العسكرية في أراضي زراعية بعيدة عن المدينة". أكد مسؤول في المدرسة أنه "لم تكن هناك مراكز أو مقرات عسكرية في جرجناز" منذ بدء النزاع في 2011.
قال فان إسفلد: "لا يوجد مبرر لمهاجمة المباني المدنية كالمدارس، ومع ذلك تواصل القوات السورية تشويه وقتل أطفال المدارس دون عقاب. وقف الهجمات العشوائية خطوة أولى مهمة لحماية الفئات الأكثر ضعفا".
الأسلحة المستخدمة
يبلغ المدى الأقصى لقذائف الهاون المحمولة بالصواريخ المستخدمة في الهجوم 20 كيلومتر تقريبا، مع رأس حربي شديد الانفجار وزنه 46 كيلوغرام ذي تأثير مدمر واسع النطاق. تزن كل قذيفة 239 كيلوغرام وتتطلب فريقا من 5 أفراد على الأقل لتحميل قذائف هاون عيار 240 ميليمتر وإطلاقها. ويتم إما قَطْر هذه القذائف أو وضعها على مركبة حاملة.
وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الجيش السوري المدمر لقذائف الهاون عيار 240 ميليمتر في هجمات عشوائية ضد مدينة حمص عام 2012، واستخدام قذيفة عيار 240 ميليمتر تحوي ذخائر عنقودية ومحمولة بالصواريخ في هجوم على مدرسة في ضاحية دوما بدمشق في 2015. ليس من المعروف استخدام أي من مجموعات المعارضة المسلحة في سوريا نظام الهاون عيار 240 ميليمتر.
هجوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني
سقطت القذيفة الأولى على بعد نحو 550 متر شمال شرق المدرسة، ودمّرت منزلا من 4 غرف لم يكن أصحابه فيه. بعد حوالي 8 دقائق، انفجرت القذيفة الثانية في الشارع على بعد نحو 30 متر شمال غرب المدرسة، وقتلت روعة عبد الرزاق الدغيم (30 عاما) وابنها التلميذ حسين (11 عاما)، عندما كانا في سيارة. قال موظفون في المدرسة إن الانفجار أدى إلى تحطيم نوافذ المدارس، وإن عدة تلاميذ ومدرِّسة مذعورين يعيشون في الجوار هربوا من المدرسة إلى الحقول الزراعية المجاورة.
بعد دقيقتين أو 3 من الانفجار الثاني، أصابت القذيفة الثالثة المنطقة الزراعية نفسها، على بعد نحو 75 مترا غرب المدرسة، حسبما قال مسؤولان في المدرسة، ما أسفر عن مقتل المدرِّسة، خديجة الضبعان (30 أو 33 عاما)، وكانت حاملا؛ والأخوين إياد وعبد الغني الدغيم ( 10 و11 عام)؛ وعثمان أحمد الضبعان (9 أعوام)؛ والفتاتين نجمة الضبعان (12 عاما) وأسماء الخطاب (12 عاما)، والذين ركضوا خارج المدرسة.
أدى الهجوم الثالث إلى جرح 10 أطفال، من بينهم 9 تلاميذ، وفقا للسكان وحقوقيين، من بينهم ابن المدرِّسة البالغ من العمر 20 شهرا، الذي كانت تحمله وقُطعت ساقه اليسرى؛ وطفل عمره 10 أعوام، قُطعت ساقه اليمنى؛ وتلميذ آخر؛ وطفل أتى لإحضار شقيقته إلى البيت من المدرسة؛ وامرأة أتت لإحضار أولادها؛ وأحد السكان، عمره 50 عاما، أصيب في بطنه وعموده الفقري، ما أدى إلى شلله جزئيا؛ ومعروف إبراهيم الجبان، وهو متطوع في الدفاع المدني، الذي أصيب في الفقرات والعمود الفقري.
استمرت الهجمات في وقت لاحق من ذلك اليوم، وفي اليوم التالي. قال الناشط الإعلامي ف. د. الذي صوّر الهجمات في مدرسة جرجناز، لـ هيومن رايتس ووتش: "كان هناك قصف كل ساعتين". قُتلت الطفلة أمينة الديبو (3 أعوام) بقصف مدفعي الساعة 2:30 صباحا، وأصيب شقيقها البالغ من العمر 5 أشهر، بحسب السكان ومجموعات حقوقية.
قال 2 من مسؤولي المدرسة إنهما والعديد من السكان الآخرين فروا من جرجناز بسبب الهجمات المستمرة. قال مسؤول في إحدى المدارس إن البلدة تعرضت لهجمات مدفعية أخرى في 25 و26 نوفمبر/تشرين الثاني: "لم يبقَ أحد. إذا لم يكن هناك مواطنون ولا يوجد تلاميذ، من سيفتح المدارس؟"
ضرب هجوم في 10 سبتمبر/أيلول مدرسة "القدس" الابتدائية ومدرسة "النضال" الثانوية المجاورة في جرجناز، ما أسفر عن إصابة 5 تلاميذ وإغلاق المدارس 3 أيام، وفقا لمراقبين حقوقيين ومسؤول آخر في المدرسة. قال ه. د.، أحد السكان، إن هجوما آخر في 2 نوفمبر/تشرين الثاني قتل 8 أشخاص، جميعهم مدنيين. من بين القتلى، حدد حقوقيون طفلين هما مصطفى الخاتون (15 عاما)، ومحمد العزو (10 أعوام).
روايات الشهود
قال ه. د.، وهو إداري رفيع في المدرسة، إنه بعد الهجوم الأول وقف عند المدخل الرئيسي للمدرسة لمحاولة منع الأطفال من المغادرة:
في جلسات التدريب، قيل لنا إن البقاء في الداخل [أثناء الهجوم] أكثر أمانا من الخروج. في الوقت نفسه، ومع ذلك، كان الزجاج قد تحطم والناس فقدت الوعي. وصل الأهالي لأخذ أطفالهم، وكانوا خائفين. عندما وصلوا، وقع الهجوم الثاني. ضربت [الطلقتان] الثانية والثالثة على بعد أمتار قليلة من المدخل. ... لم نرَ مثل يوم 24 [نوفمبر/تشرين الثاني]. أب، أم، يأتيان من أجل أطفالهما، ويشاهدانهم يموتون أمام أعينهما؟ هم على بعد 100 متر، لكن لم يتمكنوا من الوصول إلى بعضهم. سوف يؤثر هذا على الجميع في جرجناز، على قطاع التعليم بأكمله.
قال م. د.، الذي يملك متجرا في السوق الرئيسي بجرجناز، إنه بدأ يقود دراجته النارية إلى المنزل بعد الانفجار الأول، وإن منزله كان بالقرب من المدرسة، حيث وقع الانفجار الثاني بينما كان في طريقه:
وصلت إلى مدخل المدرسة. كان الأطفال يصرخون، والأمهات، كلهن يبكين. الأشلاء في كل مكان. ذراع، ساق، أحشاء. لا يمكنك وصف ذلك، فقد البعض ساقه، وفقد البعض ذراعه، وكان البعض يصرخ. ليس هناك ما هو أكثر بشاعة. أول شخص رأيته كان أخي. كان يختبئ خلف جدار، لكنه القدر. أصابته [شظية]. يبدو أنه كان يحاول التوجه نحو منزلنا للاختباء، لكنه لم ينجح في ذلك. كان [تلميذا] في الصف الخامس. ذهبت إليه، وأزلت حقيبة ظهره، وحملته إلى سيارة وأخذوه.
بقيت لمساعدة الدفاع المدني، وفجأة سقطت [القذيفة] الثالثة، على بعد حوالي 10 أمتار غربا، ما أدى إلى إصابة عديد من الأشخاص، من بينهم رجل من الدفاع المدني. من لم يُصب في الهجوم الثاني، أصيب في الثالث. لا أعرف ماذا أقول. هذا يدمي القلب. الأطفال يتوسلون إليّ، "عمو أرجوك اسحبنا، نحن بحاجة إلى المساعدة".
قال الناشط الإعلامي ف. د. إنه "شعر بالقلق من استهداف المدرسة" بعد سماع الهجوم الثاني، وانطلق نحو الموقع:
بعد دقيقتين من الثانية، سقطت [القذيفة] الثالثة بينما كنت في طريقي. سقطت الثانية في الشارع، أمام منزل، وألحقت أضرارا به ودمرت مركبتين. وصل الدفاع المدني لإنقاذ الناس وسحب الأطفال، [الذين كانت أجسامهم] مقطّعة، مع حقائبهم المدرسية. ما رأيته كان مروّعا. على يميني، يطلب الناس المساعدة، يبكون. على يساري أيضا أشخاص يطلبون المساعدة. وأمامي الناس يصرخون ويبكون. نظرت إلى اليسار ورأيت سيارة دمّرت وقُتل فيها امرأة وطفل [...].
انفجرت [قذيفة هاون] ثالثة في حقل وقتلت التلاميذ الذين كانوا يهربون من المدرسة عبر الأراضي الزراعية، لأنهم كانوا خائفين من الهرب بين البيوت. أحدهم كان بلا ساق. خسر آخر نصف رأسه. آخر ذهب جزء من جسده. كانوا جميعهم ممزقين، وكانت حقائبهم المدرسية على أكتافهم. كان الدم في كل مكان. قصف مدفعي. شعرت بالضياع. كان مريعا. رأيت الكثير. ليس مثل هذا، أبدا.
قاد م. ج.، عامل الدفاع المدني من مركز تلمنّس، شاحنة "بيك آب" إلى المدرسة مصحوبا بسيارة طوارئ لإجلاء المصابين بسبب القذيفة الثانية. تلقى إصابة في الظهر من موجة انفجار القذيفة الثالثة:
عندما خرجت من البيك آب، مشيت بضعة أمتار باتجاه المكان الذي سقطت فيه [القذيفة] الثانية. عندما سقطت الثالثة، رماني ضغطها نحو الشاحنة. أتذكر أنه كانت هناك بنتان، تلميذتان تسيران نحوي. اصطدمتُ بالشاحنة وسقطتُ على الأرض. سقطت الفتاتان أمامي. حاولتُ أن أسحب واحدة منهما، بالكاد وصلت إليها، لكني لم أستطع بسبب إصابتي. لم يسمح لي ظهري وساقاي بسحبها. ماتت الفتاة. أنا نجوت.
سمع أ. ي.، الذي يعمل في المدرسة، أول انفجار، لكنه قال إن الانفجار الثاني جعل الأطفال "يبدؤون بالصراخ":
صوت الانفجار، إنها المرة الأولى التي نسمع فيها شيئا كهذا، كان ضخما، ومخيفا جدا جدا، ومؤذيا جدا. حاولنا السيطرة على الوضع. وضعنا الجميع بين مبنيَين. أغلقنا الأبواب، ولم نكن نريد السماح لهم بالخروج. مع ذلك، غادر البعض مع المُدرِّسة، وسقطت القذيفة الثانية حيث كانوا على بعد 25 مترا. المَدْرَسة كانت هي الهدف.
كشف موقع "ميدل إيست آي" أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قدم خلال لقائه كبار المسؤولين الأتراك في أنقرة مؤخرا ورقة غير رسمية تضم بنودا بخصوص الانسحاب الأميركي من سوريا وعلاقة تركيا به.
وبحسب الموقع، فإنه في الوقت الذي كان الأتراك يتوقعون فيه من بولتون أن يحمل معه خطط انسحاب الجنود الأميركيين من سوريا قدم بدلا من ذلك "ورقة غير رسمية" توضح موقف واشنطن من قضايا خلافية بشأن الانسحاب وتتحدث عن نقاط عدة، بينها التأكيد على أن الانسحاب الأميركي من سوريا سيكون حاسما ومنظما.
كما تتحدث عن تجديد الالتزام بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية طوال وجود القوات الأميركية بسوريا علما بأن الرئيس دونالد ترامب سبق أن أكد أن بلاده ستحتفظ بكل الإمكانيات الضرورية لمنع عودة تنظيم الدولة من جديد إلى الساحة.
وبحسب الموقع الإلكتروني، فإن الورقة تقترح حلا تفاوضيا يراعي قلق تركيا من أكراد سوريا الذين تتهمهم أنقرة بكونهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني، غير أن المسؤولين الأميركيين لم يقدموا أي تفاصيل بخصوص الجدول الزمني للانسحاب أو خطة ما بعد الانسحاب، بحسب ما صرح به مسؤول تركي للموقع.
وتتحدث الورقة أيضا عن أن واشنطن ستتابع سحب القوات المدعومة إيرانيا من سوريا، وستدفع باتجاه حل سياسي في هذا البلد الذي أنهكته معارك لسنوات.
كما تعلن الورقة أن القوات الأميركية لن تنسحب في الوقت الحاضر من قاعدة "التنف" بجنوب سوريا، وهي القاعدة التي توفر ملاذا آمنا للاجئين وقوات تابعة للجيش السوري الحر.
وتوضح أن إطلاق سراح مقاتلي تنظيم الدولة من الذين تصفهم الولايات المتحدة بـ"الإرهابيين الأجانب" غير مقبول، وتتعهد واشنطن بأنها ستعطي الأولوية لاتخاذ الإجراء المناسب معهم.
ويضيف ميدل إيست آي نقلا عن مصدر مطلع على المحادثات أن المسؤولين الأتراك ناقشوا عدم القيام بعمليات عسكرية ضد قوات حماية الشعب مع وجود القوات الأميركية، وجددوا موقف أنقرة الصارم ضد أي وجود لقوات التنظيم الذي تصفه بالإرهابي على حدودها.
وبحسب ميدل إيست آي، فإن جون بولتون تساءل عن المفاوضات بين تركيا وروسيا بخصوص خطة الطرفين لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من سوريا، لكن الأتراك كان حاسمين ورفضوا إطلاع الأميركيين على أسرار لقاءاتهم مع الروس.
وكان محللون قد تحدثوا عن فشل اجتماع الوفد الأميركي مع نظيره التركي، ووصفوه بأنه "اجتماع دون إجماع"، حيث غادر بولتون أنقرة بعدما تعرض لسيل من الانتقادات الشديدة ولم يتمكن من لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان الغضب التركي من الموقف الأميركي وتناقض التصريحات بشأن الانسحاب من سوريا ودعم المقاتلين الأكراد أبرز معالم هذه الزيارة.
وتحدث مسؤولون أميركيون للصحفيين المسافرين مع بولتون عن أن مستشار الأمن القومي لم يعتبر رفض الرئيس التركي مقابلته خلال زيارته تركيا تجاهلا له، لأن خطط إجراء محادثات بينهما لم يتم تأكيدها.
وكان أردوغان انتقد مطالبة بولتون تركيا بعدم التعرض للمقاتلين الأكراد في سوريا، واتهمه بتعقيد خطة الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأميركية.
وسبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أكد في السابع من يناير/كانون الثاني الجاري أن انسحاب بلاده من سوريا سيتم بوتيرة مناسبة، في ظل استمرار مكافحة تنظيم الدولة والقيام بكل ما يقتضيه الحذر والضرورة.
جاء ذلك بعد أن أبدى حلفاء الولايات المتحدة قلقهم الشديد من إعلان ترامب المفاجئ يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي سحب القوات الأميركية من سوريا، لينقلب بعدها ويتحدث عن انسحاب "بطيء" لتلك القوات "على مدى فترة من الزمن".
أفادت مصادر قيادية خاصة من داخل "هيئة تحرير الشام"، أن الدائرة الضيقة في الهيئة ممثلة بـ "الجولاني" وعدد من قادات الصف الأول المقربين باتوا يعدون مخطط جديد لتنظيف البيت الداخلي في الهيئة - وفق ما أسماه المصدر - يقتضي إنهاء مهام العديد من الشخصيات التي تؤثر على استمرارية مشروعها الجديد بالاغتيال أو إجبارهم على ترك الهيئة.
وقالت المصادر القيادية لشبكة "شام" - والتي فضلت إيصال المعلومات عبر محادثة سرية على موقع "تيلغرام" - أن هناك مخطط جاهز لدى قيادة الهيئة لمسار جديدة سيبدأ عهده خلال فترة قريبة يتضمن تغيرات جذرية في سلوكها وتصدير قيادات وشخصيات جديدة تشمل الجانب الأمني والعسكري في كوادر الهيئة، وفقاً لمتطلبات المرحلة.
وأضافت المصادر أن هناك العديد من الشخصيات التي تم التوافق على إبعادها عن الواجهة كونها باتت تشكل عبء على استمرارية المشروع، بعد أن تم استثمارها وانتهاء مهامها، منها شخصيات شرعية كـ "أبو اليقظان المصري" وآخرون، وشخصيات أمنية باتت معروفة للعوام، كون وجود هذه الشخصيات سيعيق التحول الدراماتيكي في سياسية الهيئة وسعيها للخروج من التصنيف وتمكين وجودها.
ولفت المصدر لـ "شام" - والذي تنقل معلوماته على مسؤوليته بعد التحقق من هويته - أن عملية إبعاد تلك الشخصيات تتخذ وسائل وأساليب عدة منها الاغتيال والإجبار على الخروج من الهيئة أو الإقصاء والترحيل خارج الحدود عبر أجهزة مخابرات عالمية، لافتاً إلى أن مخطط سابق فشل في اغتيال "أبو اليقظان"، كونه الشخصية الأبرز التي باتت عبء كبير على قيادة الهيئة وتستوجب غيابها عن المرحلة القادمة.
وفي تقرير سابق أوردته "شام" نشر في شهر حزيران 2018 حمل عنوان ((عبر "الدولة العميقة" كيف تسعى "هيئة تحرير الشام" لإدارة المحرر بعد حل نفسها ..!؟)) ذكر مصدر من داخل "هيئة تحرير الشام" حينها أن خطوات حثيثة تعمل عليها الهيئة منذ قرابة عام، تتمثل في تمكين يدها عبر كوادرها في جميع المؤسسات المدنية في المناطق المحررة، على جميع المستويات الأمنية والخدمية والتعليمية والمجالس المحلية، تصلها لمرحلة أن تتسلم الكوادر المحسوبة عليها جميع مفاصل الإدارة المدنية والأمنية في المنطقة.
وتدرك الهيئة وفقاً لما صرح المصدر لشبكة "شام" أن وجودها كقوة عسكرية بات أمراً مرفوضاَ وصعباً، وأكد المصدر إلى أن الهيئة عملت وفق مخطط مدروس لتهيئة كوادرها ليكونوا هم القوة الأكبر مدنياً من خلال وسائل عدة منها تسجيل المئات من كوادرها ضمن المعاهد والجامعات التي تديرها في إدلب، وتخريجهم بشهادات دراسية تمكنهم من الدخول في مؤسسات الدولة، إضافة لتوظيف جل عناصرهم في المؤسسات المدنية التابعة لحكومة الإنقاذ والإدارات المدنية، وتمكين يد المحسوبية عليها في المجالس المحلية.
أما عسكرياً، فعملت الهيئة على رفد وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ بمئات العناصر من كوادرها وتم تعيينهم كقوى أمنية، إضافة لجهاز شرطة مدنية بدأت مؤخراً علميات نشرهم في الشوارع والمناطق المحررة بعد إخضاعهم لتدريبات عديدة، كذلك القوة الأمنية التي عينتها في مدينة إدلب وباقي المدن التي تسيطر عليها جميع كوادرها يتبعون لهيئة تحرير الشام وباتوا ضمن ملاك حكومة الإنقاذ.
يضاف لذلك تبعاً لما صرح المصدر لـ "شام" الاختراق الكبير الذي قامت به الهيئة للمنظمات المحلية والمؤسسات الإغاثية عبر فرض شخصيات تتبع لها في مواقع إدارية، تتيح لهم لاحقاً لتوظيف كوادر جديدة من الهيئة، وكذلك بناء كيان اقتصادي كبير من خلال السيطرة على المعابر وسوق الصرف وتجارة المحروقات والدخان والغاز والقمح والأسواق العامة في المدن والبلدات، وتملك العقارات والأملاك العامة وتكريسها لصالحها.
كل هذه المساعي باتت في الطور الأخير من تنفيذ مخططها بحسب المصدر، وجل الرافضين لخطوة الهيئة هذه باتوا خارج ملاكها ضمن فصائل أخرى، حيث ستكون قيادة الهيئة الحالية كخلية تعمل في الظل وتدير الحكم مدنياً في المحرر وفق التصور الذي تريد وتسعى له بواجهات مدنية كبيرة تدرك جيداً أنها ستكون نواة حكم وإدارة المنطقة مهما كانت القوة المسيطرة فيها والتي لن تستطيع اختراق هذه "الدول العميقة" فيها والكلام للمصدر.
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا تعتقد أن إنشاء منطقة نزع السلاح في سوريا يحمل طابعا مؤقتا، مشيرة إلى أهمية منع تحولها إلى ملجأ للإرهابيين.
وقالت زاخاروفا في موجز صحفي أسبوعي، اليوم الجمعة: "نؤكد تمسكنا بتنفيذ الاتفاق الروسي التركي حول استقرار الوضع بمنطقة خفض التصعيد في إدلب والذي تم التوصل إليه في 17 سبتمبر عام 2018... ومن المهم منع إفشال نظام وقف إطلاق النار وضمان الانسحاب الكامل للجماعات المتطرفة والأسلحة من منطقة نزع السلاح".
وأشارت إلى أن "ذلك لا يجب أن يكون حجة لتحويل منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى ملجأ لآلاف الإرهابيين من "النصرة". ننطلق من أن إنشاء منطقة نزع السلاح ومنطقة خفض التصعيد يحمل طابعا مؤقتا".
وأشارت زاخاروفا إلى قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا قائلة: "نرى أن تنفيذ نية واشنطن المعلنة سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح. وننطلق من أن الوحدات العسكرية الأمريكية والأجنبية الأخرى الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي، يجب في نهاية الأمر أن تغادر أراضي هذا البلد".
وتابعت: "نعتقد أنه من المهم أن تنتقل الأراضي التي ستتحرر بعد الانسحاب الأمريكي، إلى سيطرة الحكومة السورية. وبهذا الصدد يكتسب تنظيم الحوار بين الأكراد ودمشق أهمية خاصة".
خرجت مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة في مدينة الطبقة شمال غرب الرقة طالبت بإسقاط نظام الأسد.
ونشرت شبكة الرقة تذبح بصمت فيديو تظهر العشرات من أبناء مدينة الطبقة خرجوا بعد صلاة الجمعة مباشرة في مظاهرة نادوا فيها بإسقاط النظام، وتأتي هذه المظاهرات بعد بيانات أصدرها ممن يسمون أنفسهم شيوخ عشائر في المحافظة تؤيد الأسد وجيشه وتتقرب منه.
كما ندد المتظاهرون بمحاولات التقرب من نظام الأسد بعد المجازر التي ارتكبها بحق المئات من أبنائهم قصفاً وقتلاً وتعذيباً.
وتخضع الطبقة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي بدورها تتقرب وتتذل لنظام الأسد وذلك بعد القرار الأمريكي بالإنسحاب من سوريا.
حيث أكد القيادي الكردي البارز في حركة المجتمع الديمقراطي في سوريا، آلدار خليل وجود مفاوضات مع نظام الأسد ولكن لم يحصل أي تقدم في هذا الإطار، لدينا فقط خارطة طريق يتم تحضيرها حالياً مع الطرف الروسي، ونحن أيضاً ننتظر أن تتقدم روسيا خطوة نحو إقناع النظام بالمبادئ العامة للحل في سوريا والتي قدمناها أيضاً لموسكو" .
وأضاف: "نحاول تطوير الحوار والوصول إلى حل شامل مع دمشق. الأمور لا تزال في مراحلها الأولى ونحن نؤمن بأن التوافق السوري مهم".
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد أعلنت أيضا أنها انسحبت من مدينة منبج وسلمتها لنظام الأسد، وهو في الواقع لم تكن سوا خدعة صبيانية حاولت من خلالها خداع تركيا والجيش السوري الحر، ودعت الوحدات في بيانها نظام الأسد لإرسال قواته المسلحة لاستلام هذه النقاط و حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية.
هذه الخطوة تظهر فعليا المدى الذي قد تذهب به وحدات حماية الشعب الكردية وهو تسليم كامل مناطقها لنظام الأسد، وهو ما يرفضه الشعب السوري بشكل عام ويطالبون بالانضمام لمناطق الجيش الحر والثورة.
مصادر تؤكد مقتل وزير الصحة في تنظيم الدولة بغارة للتحالف شرقي دير الزور
أكدت مصادر إعلامية محلية، مقتل الطبيب "موفق مهيدي العسكر" وزير الصحة في تنظيم الدولة، ، بغارة لطيران التحالف على بلدة السوسة، بريف ديرالزور الشرقي، أمس الخميس.
ووفق المصادر فإن العسكر من مواليد بلدة غرانيج في ريف دير الزور الشرقي، سنة 1975، ودرس الطب، وعمل كطبيب داخلية، وبايع تنظيم "داعش" سنة 2014، وعمل بشكل متواصل في مشفيي "نوري السعيد" في الميادين، ومشفى عائشة في البوكمال، وكانت مهمته معالجة عناصر التنظيم، وربطته علاقة مميزة مع عناصر التنظيم القادمين من المغرب العربي.
وتشير المصادر إلى أن ثلاثة من أبنائه قتلوا لدى قتالهم في صفوف التنظيم، في معارك في سوريا والعراق، في حين زاد نفوذ العسكر في الآونة الأخيرة، عندما انحسرت الرقعة التي يسيطر عليها التنظيم بأرياف دير الزور، وعين وزيراً للصحة فيما يعرف بولاية الخير، وتابع عمله كطبيب في مشفى هجين، وعندما فقد التنظيم معظم الأراضي التي يسيطر عليها تحول إلى قائد عسكري في بلدة الشعفة.
يذكر أن تنظيم داعش حرص على استقطاب الكوادر الطبية وخصوصاً السورية عبر إعطائهم رواتب كبيرة وكل ما يلزمهم معطياً إياهم وزناً واحتراماً من الأمراء والسبب حاجتهم الكبيرة لهم لكثرة الإصابات في صفوفهم بسبب المعارك المستمرة، وفق "بلدي نيوز".
ألزمت "هيئة تحرير الشام" اليوم الجمعة، فصيل جيش الأحرار بتسليم مقراته ومواقعه العسكرية وحواجزه في منطقة الحدود بريف إدلب الغربي وريف الساحل، في سياق سعيها المتواصل لتملك السيطرة على جميع المناطق الاستراتيجية وتقويض قوة الفصائل الأخرى.
ووقع جيش الأحرار على اتفاق ورقي بين قيادته في الساحل وقيادة هيئة تحرير الشام، سلم بموجبها ثلاث حواجز وهي "المنطرة، هيا، الزرن" وتعهد بعدم الاقتراب على المقرات العسكرية في المنطقة.
وتسعى هيئة تحرير الشام للتفرد بالمناطق الاستراتيجية في الشمال السوري، حيث تمكنت خلال الأيام العشرة الماضية وبعد معارك عنيفة جيشت لها ضد الفصائل من توقيع عدة اتفاقيات أبرزها إنهاء فصيلي الزنكي وأحرار الشام، وبيارق الإسلام وثوار الشام في الأتارب، ومكنت حكومة الإنقاذ الذراع المدني لها من السيطرة على تلك المناطق.