أعلن التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، مقتل 1291 مدنيا منذ آب/ أغسطس عام 2014، خلال عملية محاربة "داعش" في سوريا والعراق.
جاء في بيان التحالف "نفذ التحالف 34464 ضربة، في الفترة بين آب/ أغسطس 2014، وحتى نهاية آذار/ مارس 2019. وفي هذه الفترة ووفقا للمعطيات المتوفرة القادمة من تقييمات المجموعة العملياتية الموحدة المشتركة، فإن ما لا يقل عن 1291 مدنياً قتلوا جراء الضربات منذ بداية عملية "العزم الصلب".
وكان أعلن الرئيس الأمريكي في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا.
وكانت كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير صادر عنها، مقتل 3035 مدنياً بينهم 924 طفلاً، و656 سيدة على يد قوات التَّحالف الدولي منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى آذار/ 2019، سقط العدد الأكبر من الضحايا في محافظة الرقة تلتها محافظتي حلب ودير الزور.
كما وثَّق تقرير الشبكة 172 مجزرة ارتكبتها قوات التَّحالف الدولي، و181 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة بينها 25 حادثة اعتداء على مدارس، و16 حادثة اعتداء على منشآت طبية، و4 حوادث اعتداء على أسواق.
ولفت التقرير إلى أن 560 ألف نسمة قد تعرضوا للتشريد القسري بفعل هجمات قوات التَّحالف الدولي ومعظم المشردين اضطروا للإقامة في مخيمات أنشأتها قوات سوريا الديمقراطية حيث يتم احتجازهم ومصادرة أوراقهم الثبوتية ويمنعون من المغادرة.
قالت منظمة العفو الدولية ومجموعة (إيروورز) لمراقبة الهجمات الجوية اليوم الخميس، إن هجوما دعمته الولايات المتحدة لطرد تنظيم "الدولة" من معقله في مدينة الرقة السورية عام 2017 تسبب في مقتل أكثر من 1600 مدني، وهو رقم أعلى عشر مرات من الذي أقر به التحالف.
وأوضحت العفو الدولية و(إيروورز)، وهي منظمة مقرها لندن تأسست عام 2014 لمراقبة تأثير الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على "تنظيم الدولة"، إنهما أجرتا أبحاثا لمدة 18 شهرا بشأن القتلى المدنيين منها شهرين على الأرض في الرقة، واستندت في تحقيقاتها إلى مقابلات وصور للأقمار الصناعية وزيارات للمواقع وتحليلات لمقاطع الفيديو.
وأضافت المنظمتان "ما خلصنا إليه بعد كل ذلك هو أن الهجوم العسكري الذي شنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة تسبب بشكل مباشر في مقتل أكثر من 1600 مدني في الرقة"، وذكرتا أن الحالات التي وثقتاها تصل على الأرجح إلى حد انتهاك القانون الدولي الإنساني ودعتا الدول الأعضاء في التحالف إلى تشكيل صندوق لتعويض الضحايا وأسرهم.
وطالبت كلتا المنظمتين التحالف العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة، بالتوقف عن إنكار نتائج هجومه على الرقة، من حيث العدد الكبير للضحايا في صفوف المدنيين من ناحية وحجم الدمار الهائل من ناحية أخرى.
وقامت العفو الدولية والحرب الجوية بإنشاء صفحة تفاعلية توثق الدمار والقتل الذي تسبب في التحالف في الرقة وكتبتا في بداية الصفحة "الخطاب البلاغي في مقابل واقع الحرب في الرقة".
وقالت المنظمتان الخميس إنه وفقا للدراسة قام التحالف العسكري خلال قتاله لـ "داعش" بإلقاء قنابل على الرقة لم تسقط بدقة كما كانت هناك عديد من الهجمات المدفعية بشكل عشوائي ولذلك "ليس من المستغرب أنه خلال ذلك سقط مئات المدنيين بين جريح وقتيل"، حسبما ذكرت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين لدى العفو الدولية، ووفقا للمعلومات تعرض 11 ألف مبنى للتدمير.
وفي هذا السياق، قالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين في برنامج مواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، إن "آلاف المدنيين قتلوا أو جرحوا في هجوم تحالف الولايات المتحدة لتخليص الرقة من قبضة تنظيم الدولة الذي حوّل قناصوه وألغامه، المدينة إلى مصيدة للموت. إذ افتقرت العديد من عمليات القصف إلى الدقة، بينما اتسمت عشرات الآلاف من عمليات القصف المدفعي بالعشوائية، ولذا فليس من المستغرب أنها قتلت وأصابت المئات من المدنيين.
وقام باحثو "أيروورز" ومنظمة العفو الدولية كذلك بتحليل أدلة من معلومات متاحة علناً، في وقت الحدث، وبعد المعركة، على السواء- بما في ذلك إدراجات في وسائل التواصل الاجتماعي، ومواد أخرى- لبناء قاعدة بيانات شملت ما يزيد عن 1,600 مدني، ورد أن ضربات التحالف أدت إلى مقتلهم.
كما جمعت المنظمتان أسماء أكثر من 1,000 ضحية؛ وتحققت منظمة العفو الدولية بصورة مباشرة على الأرض في الرقة من بيانات 641 من هؤلاء، بينما تتوافر تقارير متعددة متسقة تماماً كمصادر بشأن المتبقين.
وكثيراً ما تبادلت كلتا المنظمتين ما توصلتا إليه من معطيات مع "التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة" ومع حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. ونتيجة لذلك، اعترف التحالف بالمسؤولية عن مقتل 159 مدنياً- أي نحو 10% من إجمالي عدد القتلى في التقرير- بيد أن التحالف ظل بصورة روتينية ينكر مسؤوليته عمن تبقوا، ويصف البيانات المتصلة بهم بأنها "غير ذات مصداقية". كما ظل التحالف يتقاعس عن كل مطالبة بإجراء تحقيقات كافية في التقارير المتعلقة بمقتل المدنيين، ويرفض مقابلة الشهود والناجين، مما يشكل اعترافاً بأنه لا يجري
يبعث مشروع "لغة الخطاب تفنده الوقائع" الحياة في قصص عائلات عاشت ولقيت مصرعها في الحرب عن طريق نقل مستخدمي الموقع في رحلة للتجوال عبر المدينة؛ حيث يلتقون الناجين، ويسمعون شهاداتهم، ويزورون البيوت المهدمة. فما بين الجسور، التي تصل ضفتي الفرات ببعضهما البعض والتي جرى قصفها والمدينة القديمة القريبة من الاستاد المركزي التي دُمر القسط الأعظم منها، لم يترك القصف حياً من الأحياء إلا وأتى عليه.
ويضمّ الموقع الإلكتروني التفاعلي، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع الفريق الإبداعي لموقع "هولوسكرايب"، الصور الفوتوغرافية وأشرطة الفيديو، وتجارب مدهشة، لمشاهد من 360 درجة وصور التقطت من الأقمار الصناعية وخرائط وبيانات تصويرية تسلط الضوء على القضايا، وعلى تنقلات المدنيين الذين حاصرهم قصف التحالف. وباستطاعة المستخدمين أيضاً الاطلاع على بيانات تخص المدنيين الذين قتلوا، بعد أن كان العديد منهم قد فروا من مكان إلى آخر في المدينة طلباً للسلامة.
وحثت المنظمتان أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على إنشاء آلية مستقلة ومحايدة؛ لكي تتولى على نحو فعال وفوري التحقيق في التقارير المتعلقة بما لحق بالمدنيين من أضرار وأذى، بما فيها انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ارتكبت، ونشر المعطيات التي تتوصل إليها التحقيقات على الملأ.
كما يجب على أعضاء التحالف الذين شنوا الضربات، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، أن يكونوا شفافين بشأن ما يتبعون من أساليب وما يستخدمون من طرق ووسائل في هجماتهم، وبشأن الأهداف التي يختارونها، والاحتياطات التي يتخذونها أثناء التخطيط لهجماتهم وتنفيذها.
أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، على أصغر خاجي، اليوم الخميس، أن إيران تؤيد أنضمام لبنان والعراق لمباحثات أستانا كونهم جيران لسوريا.
وقال المسؤول الإيراني لوكالة "سبوتنيك" الروسية ردا على سؤال عما إذا كان انضمام مراقبين جدد إلى المفاوضات حول سوريا قد نوقش: "هناك وجهة نظر مفادها أنه من الضروري البدء بالدول المجاورة لسوريا. فيما يتعلق بهذا، هناك نقاش حول العراق ولبنان. ونحن نتفق مع ذلك".
وكانت قالت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية، إن «لبنان لن يشارك في الجولة المقبلة من (آستانة)، وهو قد يكون حاضراً في الجولة التي ستلي، في حال تم توجيه دعوة رسمية إليه من قبل المؤتمرين، لأن هذا القرار يُتخذ على مستوى المؤتمر ككل».
وعقد في فندق الريتز كارلتون، اليوم الخميس، اجتماعات ثنائية وثلاثية مغلقة ضمت وفودا من الدول الضامنة (روسيا، تركيا وإيران)، بالإضافة لممثلين عن حكومة النظام والمعارضة، وكذلك المبعوث الأممي بيدرسون.
وكانت بدأت الجولة الجديدة باجتماع للوفدين الروسي والإيراني، وقالت وزارة الخارجية الكازاخية بأن ألكساندر لافريتيف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لسوريا، يترأس الوفد الروسي.
شدّد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رياض الحسن، على أنّ الأدلة التي تمتلِكلها "الآليةُ الدولية المحايدة والمستقلة" بشأن الجرائم الأشد خطورة في سورية، منذ أول أيام الثورة في آذار 2011، كافية لمحاكمة رأس النظام وكل حاشيته وطغمتِه الفاسدة.
ورحّب الحسن بمواقف الدول الداعمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، المشير إلى أن السلام في سورية لا يمكن له أن يتحقق إلا بإقامة العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة، ودعمها للآلية الدولية المحايدة والمستقلة لمساءلة ومحاسبة المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية.
وقال الحسن إن على الدول المعنية بنشر قيم السلام وحقوق الإنسان في العالم، العمل معاً على تفعيل الآلية الدولية المحايدة والمستقلة في الوقت الذي بدأت تظهر فيه ملامح واضحة للإفلات من العقاب، ومحاولات بعض حلفاء النظام إخفاء الحقائق المتعلقة باستخدام النظام للأسلحة الكيميائية بحق الشعب السوري.
وأكد الحسن على أن محاكمة المجرمين في سورية على الجرائم التي ارتكبوها، هي ليست محاولة لتحقيق معايير العدل في هذا البلد فحسب، وإنما ستكون مقدمة مهمة لمحاكمة كل مرتكبي جرائم الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان في باقي دول العالم.
ويأتي تعقيب أمين سر الائتلاف بعد أن كشف تقرير أممي عن امتلاك أدلة تتضمن أكثر من مليون سجل بشأن الجرائم المرتكبة في سورية منذ العام 2011، وذلك وفق ما ورد في التقرير الثالث لـ: "الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، حيث تشمل الأدلة وثائق وأشرطة فيديو وصوراً، وإفادات من الشهود والضحايا.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قد أنشأ لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية في 22 من شهر آب عام 2011، وعهد إليها بولاية التحقيق في جميع الانتهاكات التي تجري في سورية منذ انطلاق الثورة السورية، كما أدت جهود المجتمع الدولي إلى صدور قرار الأمم المتحدة في 2016 الخاص بإنشاء آلية محايدة ومستقلة لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب في سورية.
نفذت قوات التحالف الدولي بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، صباح اليوم الخميس عملية إنزال جوي في قرية ضمان بريف ديرالزور الشمالي.
وقال ناشطون في شبكة "ديرالزور24" إن عملية الإنزال أسفرت عن وقوع مجزرة بحق ستة مدنيين بينهم طفل وسيدتان.
وأشار المصدر إلى أن مقاتلون تابعون لـ "قسد" والتحالف الدولي أطلقوا النار بشكل مباشر على عائلة فرحان المظهور.
ولفت المصدر إلى أن سبب عملية الإنزال ما زال مجهولاً حتى اللحظة، وأن العملية تمت على منزل لآل المظهور في قرية الضمان شمال ديرالزور.
هذا وتسببت المجزرة باستياء في أوساط الأهالي في ريف ديرالزور الشمالي، كون أسباب عملية الإنزال ما زالت مجهولة.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات التحالف الدولي و"قسد" نفذت في الآونة الأخيرة عمليات إنزال عدّة في ريف ديرالزور، وتستهدف بشكل رئيسي خلايا تابعة لتنظيم الدولة.
بدأت ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "بي واي دي" بتشييد مبنى لما يسمى "الدفاع الذاتي" خلف الجامع الكبير في حي غويران شرقي بمدينة الحسكة.
وقال ناشطون في شبكة "الخابور" بمدينة الحسكة، إن ميليشيا "بي واي دي" حولت مبنى المجمع الاستهلاكي إلى مركز "للدفاع الذاتي" هو الأكبر في حي " غويران شرقي".
ولفت المصدر إلى أن عناصر "بي واي دي" أحاطوا المركز الجديد بالأسلاك الشائكة والسواتر الترابية، ونشروا كاميرات مراقبة على طول السياج الذي يحيط بالمركز.
وأضاف المصدر أن عمليات التشييد لاتزال مستمرة منذ أكثر من 15 يوما، مرجحاً أن موعد افتتاح المركز الخاص بالتجنيد الإجباري سيكون قريبا.
وبين أن المركز خلق حالة من الغضب والاستياء الشعبي بين أهالي الحي، بسبب خشيتهم أن يتحول المركز اعتقال أبنائهم.
يشار إلى أن ميليشيا "بي واي دي" تعتمد إلى انتهاج سياسة التجنيد الإجباري للشبان، في مناطق سيطرتها شمالي شرقي سوريا.
شهدت مدن وقرى وبلدات خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بريف ديرالزور حالة غضب واحتجاجات واسعة على خلفية الممارسات العنصرية والتعسفية التي تنتهجها "قسد".
وقال ناشطون أن مظاهرات خرجت أمس الأربعاء في بلدتي الحصان و سفيرة تحتاتي بريف ديرالزور الغربي احتجاجاً على ارتفاع اسعار المحروقات و هيمنة قوات الحماية الشعبية على صناعة القرار والفساد الإداري المستشري في مجلس ديرالزور المدني التابع لـ "قسد".
وقام المتظاهرون بقطع طريق "دير الزور _ الرقة" من خلال اشعال الإطارات و هددوا باستمرار المظاهرات في حال لم يتم تلبية مطالبهم.
وخرجت اليوم الخميس مظاهرة حاشدة للأهالي وسط إضراب عام في مدينة البصيرة بالريف الشرقي، حيث أُغلقت المحال التجارية احتجاجا على تصرفات "قسد"، و تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والصحية.
كما خرج اليوم متظاهرون في بلدة العزبة وقرية معيزيلة بالريف الشمالي، وقام عناصر "قسد" بتفريقها بالقوة، دون حدوث أية أضرار بشرية.
وطالب المتظاهرون بخروج عناصر "قنديل" التابعين لحزب العمال الكردستاني، ورفضوا أي تواجد للقوات الإيرانية والروسية في المنطقة.
ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا تظهر عبارات كُتبت على الجدران وأبواب المحال التجارية بريفي ديرالزور الشمالي والشرقي، حيث نددت الكتابات بالفساد المستشري لدى المسؤولين والانفلات الأمني وانتشار البطالة وارتفاع اسعار المحروقات.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تواجه حالة رفض شعبية واسعة، حيث خرجت قبل أسابيع مظاهرة نسائية لنازحات في مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية وسوء المعاملة، وردت "قسد" بشن حملة اعتقالات طالت عددا من النازحين معظمهم من النساء.
كشف تقرير لوكالة "بلومبرغ" نشرته أمس الأربعاء، أن سوريا لم تتسلم ولو قطرة نفط واحدة من إيران طيلة شهر مارس الماضي، في الوقت الذي تشتد فيه أزمة الوقود في سوريا وتضيق فيها العقوبات الأمريكية على إيران.
ويظهر من بيانات "بلومبرغ" لتتبع السفن، أن سوريا وأوروبا لم تتسلما خلال الشهر الماضي أي شحنات نفط من إيران.
ولم تكشف الوكالة عن سبب توقف شحنات النفط الخام من إيران إلى سوريا، إلا أن ذلك يعود وفقا لمسؤولين سوريين إلى العقوبات المفروضة على سوريا، حيث لم تدخل أي ناقلة نفط إيرانية الموانئ السورية خلال أشهر، إضافة لتوقف الخط الائتماني الممنوح من طهران لدمشق.
وتتفاقم أزمة الوقود في مناطق سيطرة النظام لاسيما في العاصمة دمشق، وسط حالة غليان داخلية كبيرة لعدم تمكن المدنيين من الحصول على احتياجاتهم من الغاز والوقود، سبب ذلك أزمة كبيرة أيضاَ لحركة المرور وشلل في الشوارع والأسواق.
واتخذت حكومة الأسد، إجراءات تقشفية جديدة لمواجهة أزمة الوقود، والتي عللت وزارة النفط بأنها مرتبطة بعدم وصول ناقلات النفط إلى المرافئ السورية نتيجة العقوبات الاقتصادية على طهران، علماً أن مصر نفت ما روجه النظام من منع وصول ناقلات النفط الإيرانية.
وكان قال "برايان هوك"، الممثل الأميركي الخاص لإيران ومستشار السياسات بوزارة الخارجية، اليوم الخميس، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط.
يواصل نظام الأسد والميليشيات الإرهابية المساندة له، عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مدن وبلدات ريف إدلب، مستخدماً الصواريخ الثقيلة والعنقودية، في الوقت الذي يجتمع فيه ضامنوا أستانة في العاصمة الكازاخية "نور سلطان" مع الأطراف السورية والأممية لبحث ملفات الحل السوري.
واستهدفت قوات الأسد منذ ساعات الصباح اليوم بلدات عدة في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، مسجلة المزيد من الخسائر على صعيد النزوح والتدمير ومواصلة المعاناة لآلاف المدنيين، هذا عدا عن استمرار الخروقات وضرب الاتفاقيات الدولية المتعلقة بوقف القصف.
وفي كل مرة يعقد فيه اجتماع بين الضامنين "إيران وروسيا وتركيا" وخلال الجولات السابقة لمحادثات أستانة، كان النظام يواصل القصف بل ويصعده بشكل كبير، في رسالة واضحة للمجتمعين بأنه مستمر في ضرب أي مساعي دولية للحل في سوريا بالطرق السلمية، كل ذلك بدعم روسي واضح.
ولمرات عديدة ومع اقتراب كل اجتماع لضامني أستانا، ينتظر السوريين القرارات التي ستخرج عن هذه الاجتماعات، في الوقت الذي تتواصل فيه القذائف والصواريخ بالسقوط تباعاً على بلداتهم وقراهم، مسجلة مجازر وضحايا جدد، لتتكشف لاحقاً أن الاجتماعات لم تكن إلا كسابقتها دون نتائج على الأرض مع مواصلة التصعيد.
قالت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، إن اللاجئين الفلسطينيين في سورية بشكل عام وأبناء مخيم اليرموك بشكل خاص، يعانون أزمات اقتصادية غير مسبوقة بسبب انعكاس آثار الحرب السلبية عليهم، واضطرارهم للنزوح عن مخيمهم إثر تدهور الوضع ألأمني والقصف والحصار وسيطرة تنظيم داعش على جزء واسع من المخيم.
وأشارت المنظمة إلى أن معظم أهالي اليرموك فقدوا أعمالهم وخسروا ممتلكاتهم ومنازلهم، إضافة إلى تضاعف التزاماتهم من إيجارات منازل ومصاريف معيشية وانتشار البطالة في صفوفهم وعدم وجود مورد مالي ثابت يعينهم على تأمين متطلبات حياتهم اليومية، ما جعلهم يعانون أوضاعاً اقتصادية غاية في السوء.
وتعيش معظم عائلات مخيم اليرموك خلال السنوات الماضية معتمدة على مساعدات وكالة "الأونروا" بشكل رئيسي، حيث تقدم الأونروا مساعدات مالية دورية لها تستخدمها العائلات بدفع جزء من إيجارات المنازل.
في غضون ذلك يعتبر العديد من أبناء مخيم اليرموك المساعدة المالية المقدمة لهم من الأونروا غير كافية خصوصاً في ظل ارتفاع مصاريف المعيشة من إيجار منازل وغيرها من الالتزامات الحياتية.
كما طالب أهالي اليرموك جميع الجهات المعنية بالإسراع بإعادة بناء المخيم، وتأمين البنى التحتية وإعادة الكهرباء والماء إلى منازلهم وحاراتهم، وفتح الطريق أمامهم ليتمكنوا من العودة إلى بيوتهم والتخلص من الأعباء الاقتصادية والمادية التي تثقل كاهلهم.
يذكر أن نحو 60% من أهالي مخيم اليرموك نزحوا عنه بعد قصف جامع عبد القادر الحسيني ومدرسة الفلوجة من قبل طيران (الميغ) السوري يوم 16/ 12/ 2012، وسيطرة المجموعات المعارضة السورية عليه، في حين نزح ما تبقى من سكانه منه بعد سيطرة داعش على اليرموك يوم 1/ 4/ 2015 والعملية العسكرية التي شنها النظام السوري على مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق لطرد تنظيم داعش وإعادة السيطرة عليه، مما أسفر عن إلحاق دمار 60% من منازل اليرموك وقضاء 31 مدنياً وسقوط العشرات من الجرحى.
قال "برايان هوك"، الممثل الأميركي الخاص لإيران ومستشار السياسات بوزارة الخارجية، اليوم الخميس، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط.
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو أكد، الاثنين، أن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات إيران النفطية إلى صفر، بعد أيام من إعلان واشنطن أنها سترفع كل الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات على إيران ومطالبتها الدول بوقف وارداتها من طهران اعتبارا من مايو وإلا واجهت إجراء عقابيا.
وأضاف بومبيو في مؤتمر صحافي في واشنطن أن الولايات المتحدة سعت مع الشركاء لتعويض أي نقص في سوق النفط العالمي. وأشار إلى أن بلاده ستواصل العقوبات لمنع إيران من تصدير نفطها، خاصة أن نظام إيران يستخدم أموال النفط في دعم الإرهاب، وكرر موقف بلاده قائلاً: "هدفنا حرمان نظام إيران الخارج عن القانون من عائدات النفط".
ولاحقاً أكد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإنهاء جميع الإعفاءات التي أتاحت لمستوردي النفط الإيراني تجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية لن يؤدي إلى رفع أسعار الخام. وقال كودلو الثلاثاء: "لا أرى أي تأثير ملموس. فالعالم يفيض بالنفط"، معتبراً أن الأسواق مستقرة وتتلقى إمدادات كافية.
نفى "مصطفى بالي" مدير المكتب الإعلامي لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، ما روج من أنباء عن نية "قسد" شن عملية عسكرية على مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وغرد بالي على حسابه في "تويتر" بالقول: إن "قسد" لا تخطط لشن أي عملية عسكرية في منطقة البوكمال، مشيراً إلى أن "قواتنا ما زالت منشغلة بملاحقة تنظيم داعش شرق الفرات.. نركز جهودنا هذه الفترة، على اجتثاث داعش، وتأمين المناطق المحررة من التنظيم".
وكان كشف مصدر مقرب من قيادة الوحدات الشعبية YPG، السبت، عن أن قوات سوريا الديمقراطية، بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى حقل العمر النفطي بريف دير الزور، استعدادا لشن عملية محتملة ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية، على ضفاف نهر الفرات، شرقي سوريا، بالقرب من الحدود العراقية، بدعم من قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتسعى إيران وميليشياتها إلى ترسيخ وجودها العسكري في مدينة البوكمال على طول الحدود السورية العراقية، التي تشكل الحلقة المفقودة في ممرِّ إيران البري إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط عبر سوريا والعراق، وفق مسؤولين كورد سوريين وغيرهم من المراقبين للشأن السوري.