منذ بداية الحديث عن تداعيات فايروس كورونا اتخذ نظام الأسد أساليب الاستغلال الإعلامي له إلى جانب الاهمال والاستهتار الكبير الذي يفاقم من معاناة السكان، وآخر ما توصل إليه من هو استغلال حاجة بعض الأشخاص العالقين حول العالم بسبب إجراءات منع السفر في تلك الدول، وذلك بمضاعفة أسعار التذاكر من قبل شركة الطيران التابعة للنظام، ليصدر المصرف المركزي قراراً مساند لاستغلال شركات الطيران.
وبحسب قرار "مصرف سورية المركزي" فإنّ الأشخاص العالقين بسبب عدم توفر قيمة التذكرة يسمح لهم بدفع قيمة تذكرة الطيران ضمن مناطق سيطرة النظام بالليرة السورية، ويزعم أن القرار بناءً على التوجهات الحكومية بإعادة المواطنين السوريين إلى بلدهم، حسب وصفه.
بالمقابل نشرت جهات رسمية ناطقة باسم النظام الأسدي أن اليوم الثلاثاء 12 مايو/ أيار وصلت إلى دمشق واللاذقية طائرتان من دولة الامارات قوامهما 500 مواطن عادوا إلى سوريا بموجب التوصيات الحكومية المزعومة لإعادة السوريين العالقين في الخارج.
وتعج صفحات موالية للنظام بشكاوى من طلاب ومواطنين عالقين في مختلف الدول لا سيما روسيا وإيران بسبب إجراءات منع السفر الناتجة عن قرارات الوقاية من فايروس كورونا، عقب تحديد نظام الأسد موعد لانطلاق طائرة تابعة لشركة الطيران السوريّة ليفاجئ العالقون بأنّ تكلفة التذكرة الواحدة تبلغ 600 دولاراً.
وحسبما ورد في تقرير سابق تلفزيون "الخبر" الداعم للنظام فإنّ الطلاب في روسيا عبروا عن استيائهم وصدمتهم بعد أن علموا بأسعار رحلة العودة إلى سوريا المعلن عنها متوقعين بأن الشركة ستراعي ظروفهم العصيبة إلا أنها استغلت الأمر لصالحها، وفقاً ما نقلته المصادر ذاتها.
ونقل التلفزيون عن طلاب قالوا إنهم مضطرين للعودة إلى سوريا بعد انتهاء العام الدراسي وتوقف الحياة في روسيا إلا أنهم تفاجئوا بسعر التذكرة المبالغ فيه، مضيفين بأنهم توقعوا أن تقوم شركة الطيران باجلاء الرعايا السوريين وليس رفع ثمن التذكرة التي ضاعفت سعرها لتشمل حتى الأطفال.
ويشير بعض الطلاب إلى أنهم اتصلتوا بمكتب شركة الطيران والسفارة السورية لكن دون جدوى، وبات معظم الطلاب يفكر في إلغاء سفرهم وفضلوا البقاء في روسيا والبعض راح يبحث عن استدانة ثمن التذكرة، حسب وصف التلفزيون الداعم للنظام.
ويزعم مدير الجاهزية في وزارة النقل سليمان خليل أن الرحلة القادمة من الامارات والتي نقلت المواطنين العالقين هناك وصلت إلى مطار دمشق مساء أمس الاثنين وتم اعتماد سعر التكلفة، حسب تعبيره.
هذا ويعاني الكثير من السوريين العالقين في العديد من الدول من عدم قدرتهم على العودة إلى سوريا بسبب الإجراءات الاحترازية ضد وباء كورونا وإغلاق المطارات وإيقاف رحلات الطيران في العالم، لتأتي التكاليف العالية لرحلات السورية للطيران لتزيد من معاناتهم، وفقاً لما تتناقله صفحات موالية ليظهر النظام بمشهد إستغلالي جديد غير آبه بما يعانيه السكان.
كشفت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، عن تعرض الشباب الفلسطينيين الخاضعية لاتفاق التسوية جنوب سوريا، والملتحقين بصوف "جيش التحرير الفلسطيني"، لعمليات اعتقال وملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية.
ولفتت المجموعة الحقوقية إلى أنه مع التحاق عناصر "جيش التحرير" بالقطع العسكرية بدأت المضايقات والاستفزازات تطالهم، حيث اعتقل البعض منهم ضمن القطع العسكرية بتهمة حمل السلاح ضد الدولة وأرسل البعض الآخر للتحقيق معه في وحدة استطلاع جيش التحرير، فيما لم يعرف مصير بعضهم حتى اللحظة.
كما تحدثت عن اقتياد عدد من المجندين المنشقين سابقاً بعد اعتقالهم في سجون جيش التحرير إلى الأفرع الأمنية السورية للتحقيق معهم واعتقال البعض الآخر بتهم تتعلق بالوقوف مع المعارضة المسلحة ودعم افرادها بالسلاح والذخيرة خلال سنوات الحرب.
وأكدت تحويل عدد من أبناء الجنوب إلى مبنى الاستطلاع التابع لجيش التحرير في منطقة جرمانا بعد اتهامهم بالتواصل مع داعش ومجموعات إرهابية، لافتة إلى أنها اتهامات لا أساس لها من الصحة حسب مقربين من المتهمين.
وكان أهالي عدد من المجندين قد أطلقوا نداءات متكررة لوقف التمييز والاتهام ضد أبنائهم، واصفين ما يقوم به الضباط من ممارسات بحق أبنائهم بالمشين وغير الأخلاقي.
ودخلت مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في درعا كغيرها من مناطق جنوب سوريا ضمن اتفاقيات التسوية التي ابرمتها المعارضة مع قوات النظام السوري التي تمكّنت مدعومة بالقوات الروسية من إنهاء العمليات العسكرية في كامل الجنوب السوري يوم 31 تموز/يوليو 2018.
وتخضع هذه المناطق منذ ذلك الحين إلى اتفاقيات تسوية مناطقية، حيث وقّعت كل منطقة بفصائلها المسلحة وفعالياتها الشعبية اتفاقيات مستقلة مع الجانب الروسي، وأسست هذه الاتفاقيات إلى حالات مختلفة من السيطرة، إذ خضعت بعض المناطق بالكامل لسيطرة النظام، فيما بقيت مناطق أخرى تحت سيطرة روسية، وأخرى تحت السيطرة الإيرانية.
وكان من ضمن بنود اتفاقيات التسوية إلحاق شباب محافظة درعا بالقطع العسكرية لأداء الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ومنهم اللاجئين الفلسطينيين لأداء الخدمة في جيش التحرير الفلسطيني.
كشفت صحيفة "جيروزالم بوست"، عن تحركات عسكرية إيرانية في عدة مواقع بسوريا، كإجراء احترازي لتفادي الضربات الإسرائيلية، نافية كل التقارير التي تحدثت عن خروج أو انسحاب لميليشيات إيران من سوريا.
وتحدثت الصحيفة عن نقل ميليشيا لواء فاطميون الذي يضم عناصر من الشيعة الأفغان، من منطقة دير الزور شرقي سوريا يوم السبت، إلى تدمر في وسط سوريا، واللواء 313 من دير الزور إلى مقرات الميليشيا في منطقة السيدة زينب بدمشق، وتم نقل الميليشيات في حافلات مدنية بدون أسلحة من أجل عدم لفت الانتباه.
وطلبت القيادة الروسية من الميليشيات الإيرانية في البوكمال سحب جميع قواتها في المنطقة وإعادة توزيعها على أماكن أخرى، وتأتي هذه التحركات بعد أيام من إعلان مصدر دفاعي كبير في الجيش الإسرائيلي أن إيران تخفض للمرة الأولى عدد مقاتليها في سوريا، وتسحب الآلاف من جنودها ومقاتلي الميليشيات التابعة لها، بسبب الغارات الإسرائيلية.
لكن رئيس المخابرات السابق في الجيش الإسرائيلي عاموس يادلين والممثل الأميركي الخاص لسوريا جيمس غيفري، أكدا أن إيران لا تنسحب من سوريا بل تغير تموضع قواتها فقط.
طالب "الحزب التقدمي الاشتراكي" اللبناني وكتلة "اللقاء الديمقراطي" النيابية بفتح ملف التهريب إلى سوريا "على مصراعيه" ومحاسبة المتورطين "من المهرب إلى المسؤول الذي يغطيه"، إثر تقديم نوابه بلاغاً لدى النيابة العامة التمييزية، حول هذه القضية، فيما أعلن أمس عن تعرض قوة أمنية لاعتداء بعد حجز شاحنتين محملتين بالمازوت متجهتين إلى منطقة حدودية.
وأعلن النائب في "اللقاء الديمقراطي" هادي أبو الحسن، وفق "الشرق الأوسط"، من أمام قصر العدل، أنه "بعد رصد عدد من التقارير الإخبارية والإعلامية التي صدرت في اليومين الأخيرين عن تهريب الطحين والمازوت إلى خارج لبنان، تقدمنا اليوم بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية، وطالبنا حضرة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي نثق به، بفتح تحقيق بما يحصل".
وقال: "وضعنا كل المعطيات بتصرف القاضي عويدات، ونطالب القضاء بأن يقفل أبوابه أمام التدخلات السياسية، كما نطالب السياسيين بعدم التدخل للتغطية على المهربين".
ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى "حزب الله" الذي يسيطر على هذه المعابر ويستخدمها في نقل سلاحه ومقاتليه، كما وضعت هذه الاتهامات حليف حزب الله أي التيار الوطني الحر والحكومة مجتمعة في دائرة الاستهداف كون عدم مشاركتهم مباشرة لا تعفيهم من كونهم يستفيدون ماديا من ناحية ويسهلون عمل عقود التهريب الذي يديره الحزب.
ولفت إلى أن وفد الحزب "سيتوجه إلى المجلس النيابي لمساءلة الحكومة حول ملف التهريب"، مطالباً مجلس الوزراء بـ"وضع ملف تهريب الطحين والمازوت إلى سوريا على جدول أعمال الجلسة، ومحاسبة جميع المتورطين بدءاً من المهرب الصغير إلى المسؤول الكبير الذي يغطيه".
واعتبر أن "ملف التهريب موضوع سياسي يجب أن يفتح على مصراعيه"، مؤكداً أن "وقف التهريب يعد أول أبواب الإصلاح الذي يطالب صندوق النقد الدولي بمعالجته، ما دام أن استمرار التهريب يستنزف خزينة الدولة".
من جانبه وحمّل الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي قيادة "حزب الله" الحالية مسؤولية الفساد في البلد، وقال: "هي تتحمّل كامل المسؤولية عن كل المظالم التي لحقت بالشعب، وعن التلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار، وعن نزيف الاقتصاد عبر الحدود السورية ذهاباً وإياباً".
ووفق "الوكالة الوطنية للإعلام"، فقد حجزت قوة من المديرية العامة للجمارك في طرابلس، شاحنتين تحملان في صندوقيهما خزانات مموهة مملوءة بمادة المازوت (حوالي 22 ألف لتر) كانتا "متجهتين نحو منطقة حدودية".
ولفتت الوكالة إلى أنه "أثناء اقتياد الشاحنتين إلى المركز، تعرضت القوة لاعتداء من قبل مجموعة كبيرة من الأشخاص، ما سمح بفرار الآليتين. ثم أعيد توقيفهما من قبل أحد حواجز الجيش اللبناني بعد التنسيق مع قواته المنتشرة في المنطقة وجرى استلامهما تمهيداً لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهما وبحق جميع المعتدين في ضوء إشارة القضاء المختص".
وتُقدّر خسائر الدولة اللبنانية من الرسوم الجمركية نتيجة التهريب عبر المعابر غير الشرعية بنحو 600 مليون دولار، كان وزير المال السابق علي حسن خليل قد كشف نهاية العام الماضي، عن وجود 136 معبراً غير شرعي معروفة بأسماء أشخاص أو نوع بضائع معينة.
ويؤمن "مصرف لبنان" 85 في المائة من تكلفة استيراد المازوت والطحين، التزاماً منه بقرار دعم السلع الأساسية، ورغم ذلك، فإن محطات الوقود تشهد شحاً بالمشتقات النفطية، بسبب "تهريب مليوني لتر على الأقل من المادة المدعومة يومياً إلى سوريا عن طريق الهرمل والحدود البقاعية"، وفق ما ذكرت "وكالة الأنباء المركزية".
تمكن العشرات من المدنيين والنشطاء اليوم الثلاثاء، من الوصول إلى الطريق الدولي "أم 4"، ضمن نطاق تسيير الدورية الروسية التركية شرقي مدينة أريحا، حيث قاموا برشق العربات الروسية بالبيض والحجارة.
وقال نشطاء كانوا في المكان، إن عدداً من النساء والنشطاء، وصلوا فجراً للطريق الدولي دون أن يتعرض لهم أحد، حيث قاموا برشق العرابات العسكرية الروسية بـ "البيض والحجارة" إبان وصولها لمنطقة تواجدهم، تعبيراً عن رفضهم مرور الدوريات الروسية ضمن المناطق المحررة.
وفي 7 أيار من الشهر الجاري، سيرت قوات روسية وأخرى تركية، دورية مشتركة على الطريق الدولي "أم 4" هي الثانية الغير مختصرة والتي تصل لمشارف مدينة أريحا، إلا أن حواجز "هيئة تحرير الشام"، منعت متظاهرين ونشطاء إعلاميين من الوصول لمنطقة الطريق الدولي من طرف المسطومة والنيرب، واعترضت على وصولهم للطريق الدولي وقامت بإغلاق المنطقة كلياً.
وفي وقت سابق اليوم، سيرت قوات روسية وأخرى تركية، دورية مشتركة على الطريق الدولي "أم 4" هي العاشرة في تعداد الدوريات المشتركة منذ توقيع اتفاق وقف النار، والثالثة الغير مختصرة والتي تصل لمشارف مدينة أريحا.
وقالت مصادر محلية بريف إدلب اليوم، إن دورية روسية تركية، سيرتها قوات الطرفين على الطريق الدولي "أم 4"، بين مدينتي سراقب وأريحا، حيث وصلت الدورية لحدود مدينة أريحا من الجبهة الشرقية وعادت أدراجها.
وترفض الفعاليات الشعبية بشكل مطلق، مرور الدوريات العسكرية الروسية ضمن المناطق المحررة على الطريق الدولي "أم 4"، وكانت أعلنت ذلك صراحة إبان اعتصام النيرب، قبل امتطائه من قبل هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ وتبني مطالبه ظاهريا برفض الدوريات وباطنياً بالتفاوض على فتح معبر تجاري، سرعان ماقامت بإنهاء الاعتصام بعد تحقيق غايتها.
ظهر لاعب منتخب البراميل "عمر السومة"، ضمن لقاء تلفزيوني على قناة سما الفضائية التابعة للنظام حاوره المخرج الموالي للنظام "سيف الدين سبيعي"، حيث أدلى بتصريحات أثارت جدلاً واسعاً على الصفحات الموالية للنظام بسبب الحديث عن صراع داخلي بين عناصر المنتخب الأسدي.
وهاجم السومة في لقاءه معظم أفراد الفريق مشيراً إلى أنّ عدم توفيق المنتخب هو التناحر بين صفوفه وكل لاعب عمل لمصلحته الشخصية دون التفكير في الانتماء الوطني، على حسب تعبيره.
ولم يستثني لاعب منتخب النظام ومهاجم الأهلي السعودي مدرب المنتخب الجديد التونسي نبيل معلول، من التصريحات الذي اتهمه بالفشل الذريع في التفكير في النهوض بالمنتخب الذي عانى من خسارات مذلة عقب الترويج الإعلامي الكبير له من قبل إعلام النظام.
من جانه رد الاتحاد الرياضي التابع للنظام على تصريحات السومة من خلال بيان رسمي قال فيه: إن عمر السومة، لم يقم بالتواصل مع المكتب الإعلامي في الاتحاد قبل إطلاق تصريحاته التي تعبر عن وجهة نظره الشخصية".
واعتبر أن التعليمات الناظمة لتواصل كوادر المنتخب مع وسائل الإعلام لم تصدر بعد، وستصدر خلال فترة قريبة عندما يقام التجمع الأول للمنتخب خلال الأسابيع المقبلة، حسب تعبيره.
ويرى مراقبون أن نظام الأسد يعمد إلى التخلص من معظم اللاعبين الذين كانوا في صفوف الثورة سابقاً، قبيل عودتهم إلى ما يُسمى بـ "حضن الوطن"، وذلك بعد استخدامهم في الترويج الإعلامي لصالحه، في الوقت الذي بات منتخب البراميل يعاني من صراع داخلي غير مسبوق مع انتشار الفساد المالي والإداري ضمن صفوفه.
هذا ويطلق الثوار مصطلح "منتخب البراميل"، على المنتخب التابع لنظام الأسد، فيما تعج مواقع التواصل الاجتماعي بوقائع حال الكرة السورية التي تشهد خلافات حادة وطالما تصل إلى العراك، لا سيّما بين اللاعبين الذين عادوا إلى صفوف النظام بعد مشاركتهم في تأييد الثورة السوريّة، حيث جرى استبعادهم لاحقاً وإذلالهم من قبل نظام الأسد.
أثار مقطع فيديو نشرته منصة "الجزيرة بودكاست"، التابعة لشبكة الجزيرة القطرية يوم أمس الاثنين، ردود فعل كبيرة في أوساط نشطاء الشارع السوري الثوري، لما يحمله من تمجيد شخصية "قاسم سليماني" المتورط بجرائم جرب كبيرة بحق السوريين.
وبثت الشبكة قبل 4 أيام، حلقة كاملة ضمن سلسلة "رموز"، يتضمن مقطعاً لقائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" والذي نشرته يوم أمس على حسابها على "تويتر"، أظهرت فيه سليماني على أنه بطل، متجاوزة كل الجرائم التي ارتكبها في مسيرته.
وخلال العرض يتحدث عن سليماني على أنه "الجندي الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والثورة الإسلامية وعزتها وكرامتها، والاسم الذي يهابه الشيطان الأكبر والعدو الصهيوني"، وقالت إن نجمع لمع في الحرب الإيرانية العراقية، ثم انطلق بعدها مهندسًا لمعظم معارك إيران الخارجية تاركًا بصماته في أكثر بقاع المنطقة التهابًا: سوريا، اليمن، العراق وغيرها، وكاد اغتياله أن يشعل حربًا عالمية ثالثة".
وأثار المقطع المتداول حفيظة نشطاء الحراك الثوري السوري، واعتبروه تمجيداً بطاغية ارتكب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الأطفال والشيوخ والنساء السوريين طيلة السنوات السابقة، وحتى مقتله، وأن عرضه بهذه الطريقة فيها إهانة لعذابات السوريين ودمائهم.
ورغم أن المنصة حذفت التغريدة من موقعها على تويتر وفيس بوك، بعد سيل من الانتقاد والتعليقات المضادة، إلا أن المقطع وضمن الحلقة لايزال على قناتها على يوتيوب، في وقت برزت مطالبات عب مواقع التواصل لحذفه نهائياً، لما لقناة الجزيرة ومنصاتها المتعددة من مواقف واضحة في نصرة ثورة الشعب السوري.
وقاسم سليماني الرجل الأبرز في الشخصيات العسكرية الإيرانية التي أدارت العمليات العسكرية وأشرفت على عمل الميليشيات الشيعية في سوريا، لعب دوراً بارزاً في مساعدة نظام الأسد ومنع سقوطه، وتمكين سطوة ميليشيات إيران في جل المحافظات السورية، إضافة لتورطه مع عشرات الميليشيات التي يديرها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري.
أكدت "رابطة المستقلين الكرد السوريين"، أمس الاثنين، رفضها المفاوضات الجارية بين "المجلس الوطني الكردي" و"ب ي د"، حول تشكيل إدارة جديدة مشتركة للمنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم شرقي سوريا.
ودعت الرابطة في بيان لها، المجلس إلى مطالبة التنظيم بفك ارتباطه مع "بي كا كا"، ومغادرة عناصره سوريا، مؤكدة أنها "تابعت باهتمام بالغ التسريبات المتتالية حول الحوارات بين المجلس الكردي، وبين الذراع السياسي والعسكري لـ"بي كا كا"، وهو "ب ي د"، في سرية بالغة وبرعاية أمريكية وفرنسية".
وأضاف البيان: "انطلاقا من المصلحة الوطنية السورية، ومن مصلحة القضية الكردية في سوريا، نعلن رفضنا لهذه الحوارات وعدم الاعتراف بأي اتفاق ينتج عنها، لان هذه المبادرة تم إطلاقها أصلا من شخصية عسكرية قيادية في قسد (ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية/ دون تحديد)، وهي من كوادر (بي كا كا)".
واعتبرت الرابطة أن "أي حوار كردي لوحدة الصف، يتطلب شرطا أساسيا جوهريا، أن تكون سوريا مستقلة، وان لا يجري بسرية وبمعزل عن باقي القوى السياسية، ومكونات الشعب السوري، وبالتالي كان من المفترض على المجلس الكردي، أن يطالب 'ب ي د' بعدة أمور".
وشددت الرابطة على ضرورة مغادرة جميع كوادر وعناصر 'بي كا كا' الأراضي السورية، ثانيا الإعلان عن فك الارتباط الأيدولوجي معه والمصنف كقوة إرهابية"، و"إعلان فك الارتباط مع النظام السوري، ومقاطعة مشاريعه، والالتزام بمسار جنيف للمفاوضات وفقا للقرارات الدولية في الحل السياسي".
كما طالبت بالاعتذار عن الانتهاكات والإعلان عن تقديم المجرمين للمحاكمات، وإطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المخطوفين، والقبول بإدارة مدنية دون إقصاء أي مكون من مكونات الجزيرة السورية، وتسليم المناطق والمحافظات الأخرى التي لاوجود للكرد فيها إلى أهلها لإدارة شؤونهم بأنفسهم.
وأكدت على أهمية الإعلان بصراحة ووضوح تام للانحياز إلى مطالب الثورة السورية وأهدافها ومبادئها، والإعلان عن محاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، وإقامة علاقات حسنة مع دول الجوار، والعمل على الاستقرار والسلام مع تلك الدول، إضافة إلى وقف احتكار القرار العسكري وإعادة هيكلة القوات بما يضمن استقلالية القرار الكردي السوري، وعدم التبعية للأحزاب والقوى خارج الحدود السورية.
وأعربت الرابطة عن اعتقادها بأن "خطوة المجلس الكردي باتجاه "ب ي د" الذي يعاني من انسداد الأفق السياسي، نتيجة اتباع سياسة حافة الهاوية، والمغامرة العسكرية، غير محسوبة النتائج".
ولفتت إلى أنه: "وبالنظر إلى عدم تنفيذ اتفاقيات سابقة، نرى أن المجلس يرمي حبل النجاة مرة أخرى لهؤلاء، متذرعا بالضغوطات الشعبية، وبخلاف إرادة الشعب الذي يعاني الأمرين في ظل سلطة الوكالة، والتجنيد الإجباري وسوق أبنائهم إلى حتفهم".
وختمت بالقول: "مرة أخرى، نعلن رفضنا لهذه الحوارات، وما ينتج عنها، ونهيب بقوى الثورة والمعارضة، وكافة القوى الوطنية والديمقراطية إعلان موقفها مما يجري بالخفاء، ورفض الحوار مع قوى الإرهاب، والالتزام بمبادئ الثورة السورية، والقبول فقط بالتفاوض على مغادرة قوى الإرهاب كافة الأراضي السورية، من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل، ينهي معاناة الشعب السوري".
والرابطة – وفق تعريفها - هي تجمّع مستقل للأكراد السوريين ينشط سياسيا واجتماعيا وتنمويا، ويضم المستقلين الأكراد من كافة الشرائح الاجتماعية المؤدية لـ"الثورة السورية" وأهدافها، ويتعاون مع فئات المعارضة حتى إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا.
وتمارس الولايات المتحدة وفرنسا ضغوطاً على "المجلس الوطني الكردي" للانسحاب من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" السورية، وتشكيل كتلة سياسية جديدة مع تنظيم "ي ب ك - بي كا كا".
ويأتي ذلك ضمن مساعٍ من البلدين لإضفاء مشروعية دولية على التنظيم الإرهابي، من خلال استغلال شرعية المجلس الوطني الكردي، الذي تأسس في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011، في أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق، من 15 حزبا وفصيلا من أكراد سوريا، برعاية الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني.
وكانت وافقت الهيئة العامة للائتلاف الوطني على انضمام خمسة ممثلين عن مجلس القبائل والعشائر السورية إلى الائتلاف، وكذلك انضمام ممثل عن رابطة المستقلين الكرد السوريين، خلال اجتماع الهيئة العامة في دورتها الخمسين قبل أيام.
أصيب قرابة سبعين مدنياً، بينهم أطفال ونساء يوم أمس الاثنين، بحالات تسمم متنوعة، جراء تناولهم وجبات إفطار وزعت من قبل إحدى المنظمات في مخيم للنازحين بدير حسان شمالي إدلب.
وأكدت مؤسسة الدفاع المدني، إصابة 70 مدنياً بينهم 31 طفلاً و21 امرأة، بحالات تسمم داخل مخيم رعاية الطفولة في تجمع مخيمات ديرحسان بريف إدلب الشمالي.
ولفتت المؤسسة إلى أن السبب وجبات طعام وزعت في المخيم قبل موعد الإفطار، حيث عملت فرق الدفاع المدني على نقل المصابين من المخيم للمراكز الطبية في المنطقة لتلقي العلاج اللازم.
وأرجع نشطاء الأمر، لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، والمدن الزمنية التي استغرقتها عمليات توزيع الوجبات في المخيم، حيث لاتتوفر البرادات لحفظ الطعام، في وقت طالب النشطاء من الجهات المعنية بفتح تحقيق في الأمر وكشف الأسباب الحقيقية لحالات التسمم تلك.
تناقلت مصادر محلية بياناً صادراً عن المؤسسة العامة للاتصالات التابعة لما يُسمى بـ "حكومة الإنقاذ"، تضمن قرارات جائرة تفرض غرامات مالية جديدة وتستحوذ بشكل أكبر على قطاع الاتصالات، قالت إنها بسبب مقتضيات المصلحة العامة، وبعد اجتماع الهيئة من تجمع شبكات الانترنت في الشمال المحرر.
وينص البيان على 4 مواد جائت بلغة التهديد والوعيد إذ تنص المادة الأولى على منع الزبائن منعاً باتاً من الانتقال من مزود خدمة إلى آخر إلا بعد طلب خطي يتقدم به إلى المؤسسة العامة للاتصالات والحصول على الموافقة موضحاً فيه الأسباب الداعية إلى عملية النقل.
وفي حين تنص المادة الثانية التي كشفت عن حجم المخالفات المالية الضخمة التي فرضتها الإنقاذ حيث تشير إلى تغريم صاحب الشبكة بثلاثة أضعاف ثمن الحزمة، كما يغرم مزود الخدمة الجديد بثلاثة أضعاف ثمن الحزمة، فيما يعرض صاحب الشبكة إلى ما وصفتها بأنها "الإجراءات القانونية"، اللازمة وإيقاف الشبكة ومصادرة الأجهزة، حسب نص المادة.
واعتبرت حكومة الإنقاذ هذا القرار نافذاً من تاريخه حيث أمس الاثنين 11 مايو/ أيار، وحمل توقيع مدير المؤسسة العامة للاتصالات "أسامة عوض"، الذي قرر بوقت سابق عزمه الاستحواذ على تشغيل خدمة 4G في مناطق الشمال السوري.
من جانبها تواصلت شبكة شام الإخبارية مع مصادر محلية أكدت أن حكومة الإنقاذ قامت بمنع مزودي شبكات الانترنت من تشغيلها فضلاً عن اطفاء عدد منها ممن لم يخضع للضرائب التي تفرضها هيئة الاتصالات التابعة للإنقاذ.
المصدر أكد أن أصحاب شبكات الانترنت خاطبوا العناصر الأمنية التي أقدمت على إيقاف عمل الشبكات بأن الوقت غير مناسب لهذه التصرفات والمضايقات التي تنتهجها حكومة الإنقاذ في ظل المعارك وحركة النزوح التي يشهدها عموم الشمال السوري.
ولا يوجد قدرة لدى النازحين لدفع المزيد من الأموال لتأمين التواصل الذي بات حاجة ملحة وسط تصاعد الأحداث، إلا أنّ هيئة الاتصالات لم تهتم لهذه المناشدات ضاربة بعرض الحائط معاناة النازحين وسكان المنطقة.
ويرى المصدر أن العائق من التعامل مع غير الهيئة التابعة لحكومة الإنقاذ هو ارتفاع سعر البطاقات وحزم الاتصالات إذ تفرض الأخيرة ضرائب تحتم على مزودي الشبكة رفع الأسعار في ظل تردي الأحوال المادية لدى الكثير من السكان.
هذا وعملت "تحرير الشام" خلال العامين الأخيرين على تمكين احتكار جل السلع الأساسية التي يحتاجها المحرر، فمن احتكار الوقود والغاز عبر مؤسستها "وتد" إلى احتكار توريد المواد الأساسية عبر تجار محسوبين عليها وبالتالي تعود جميع الفوائد المالية لها لاسيما السكر والحديد والإسمنت وكذلك محلات الصرافة وغيرها.
وينتشر في عموم الشمال السوري "الإنترنت الضوئي" الذي يصل عبر الألياف الضوئية القادمة من تركيا إلى أبراج البث الفضائي في المحرر، حيث تقوم عدة شركات خاصة بتوزيع تلك الخدمة عبر أبراج كبيرة تنتشر في عموم المحرر، لتغدو اليوم الشبكة بيد جهة واحدة، وبالتالي أي خلل في سيرفرات الشبكة سيقطع الإنترنت عن جميع المناطق المحررة، في أسلوب مشابه لسياسة النظام القمعية.
سيرت قوات روسية وأخرى تركية اليوم الثلاثاء، دورية مشتركة على الطريق الدولي "أم 4" هي العاشرة في تعداد الدوريات المشتركة منذ توقيع اتفاق وقف النار، والثالثة الغير مختصرة والتي تصل لمشارف مدينة أريحا.
وقالت مصادر محلية بريف إدلب اليوم، إن دورية روسية تركية، سيرتها قوات الطرفين على الطريق الدولي "أم 4"، بين مدينتي سراقب وأريحا، حيث وصلت الدورية لحدود مدينة أريحا من الجبهة الشرقية وعادت أدراجها.
ولفتت المصادر إلى أن عشرات المدنيين والنشطاء تجمعوا على الطريق الدولي "أم 4" قرب مدينة أريحا، وقام البعض منهم برشق الدورية بالبيض والحجارة، معبرين عن رفضهم لمرور القوات الروسية في المناطق المحررة.
وذكرت المصادر إلى أن انتشاراً مكثفاً شهدته المنطقة الممتدة من بلدة النيرب حتى مدينة أريحا من قبل القوات التركية التي أغلقت المنطقة بشكل كامل قبل بدء تسيير الدورية الروسية التركية، لافتة إلى أن الدورية المشتركة وصلت لحدود بلدة مصيبين شرقي مدينة أريحا.
وجاء تسيير الدورية المشتركة لهذه المسافة لأول مرة في الخامس من شهر أيار الجاري، بعد إنهاء هيئة تحرير الشام اعتصامها على الطريق الدولي "أم 4" في منطقة النيرب، والتي كانت رفعت شعارها بمنع الدوريات الروسية، لكن تبين لاحقاً أن الهدف الضغط لافتتاح معبر تجاري مع النظام، في وقت غاب عناصرها عن المشهد اليوم بشكل كامل.
وكانت سيرت القوات التركية الروسية، سبع دوريات مشتركة مختصرة في وقت سابق، على الطريق الدولي "أم 4"، اقتصرت على المنطقة الواقعة بين بلدة النيرب ومدينة سراقب، بمسافة لاتتعدى 2 كم، في وقت كانت تغلق "تحرير الشام" الطريق بالسواتر الترابية وخيم المعتصمين، وترفع شعار رفض مرور الدوريات الروسية ظاهرياً، سرعان ماتخلت عنه لأجل فتح معبر تجاري مع النظام.
وكانت ثبتت القوات العسكرية التركية خلال الفترة الماضية، نقاط تمركز جديدة لقواتها على الطريق الدولي "أم 4" بريف جسر الشغور، في سياق المساعي التركية لنشر نقاطها على كامل الطريق الدولي لتأمين تشغيله وحمايته.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد 15 أذار، اختصار مسار الدورية المشتركة الأولى مع القوات التركية على طريق "M4" في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، زاعمة وجود استفزازات من قبل "تشكيلات إرهابية"، كذلك الدورية الثانية التي تم اختصارها.
تزعزت إمبراطورية رامي مخلوف، المموّل الأساسي للنظام السوري منذ عقود، وبرزت علاقته المهتزة ببشار الأسد الذي يخوض معركة استعادة سلطته كاملة وإنعاش اقتصاده بعد تسع سنوات حرب، إلى العلن، في قضية تتداخل فيها مصالح عائلية وسياسية ومالية، بحسب متابعين وخبراء.
وبعد أن بقي لسنوات بعيدا عن الأضواء، خرج مخلوف عن صمته عبر بيانات وشريطي فيديو على صفحته على فيسبوك فضحت حجم التوتر بينه وبين نظام ابن عمته بشار الأسد، في معركة يتوقع محللون أن تكون عواقبها وخيمة عليه.
وكان يُنظر الى مخلوف (51 عاماً)، على أنه أحد أعمدة النظام اقتصادياً. وتفرض عليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة جراء علاقته بالنظام.
بدأت أزمة مخلوف حين وضعت السلطات صيف 2019 يدها على "جمعية البستان" التي يرأسها والتي شكلت "الواجهة الإنسانية" لأعماله خلال سنوات النزاع. كما حلّت مجموعات مسلحة مرتبطة بها.
وفي كانون الأول/ديسمبر، أصدر النظام سلسلة قرارات بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لعدد من كبار رجال الأعمال، بينهم مخلوف وزوجته وشركاته. واتُهم هؤلاء بالتهرّب الضريبي والحصول على أرباح غير قانونية خلال الحرب المستمرة منذ 2011.
في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، أكد الأسد على استعادة أموال "كل من هدر أموال الدولة".
ويقول الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش لوكالة فرانس برس "في سوريا، يجب التذكر دائماً أن حملات مكافحة الفساد كثيرة لكنها غير مجدية، وهدفها ببساطة إسقاط الرؤوس التي تبرز".
- "سيكلفه كثيراً" -
وتجمع مخلوف ببشار صداقة منذ الطفولة. وحين تسلم الأخير سدة الرئاسة خلفاً لوالده حافظ الأسد عام 2000، كان مخلوف أحد أبرز أركان سياسة الانفتاح الاقتصادي التي روّج لها الأسد الابن.
ويتربع مخلوف على رأس امبراطورية اقتصادية تشمل أعمالاً في قطاع الاتصالات والكهرباء والعقارات. فهو يرأس مجموعة "سيريتل" التي تملك نحو سبعين في المئة من سوق الاتصالات في سوريا. كما يمتلك غالبية الأسهم في شركات عدة أبرزها شركة "شام القابضة" و"راماك للاستثمار" وشركة "راماك للمشاريع التنموية والإنسانية".
ويقول مدير نشرة "سيريا ريبورت" الاقتصادية جهاد يازجي إن مخلوف "كان يسيطر على قطاعات معينة بالكامل بينها أكبر شركة قطاع خاص في سوريا، أي سيريتل. وكان هناك الكثير من القطاعات التي لا يمكن لأحد أن يعمل فيها من دون المرور عبره".
وليست هناك تقديرات لثروته، لكنها بالطبع "من مليارات الدولارات"، وفق يازجي.
خلال سنوات النزاع، كانت إطلالات مخلوف نادرة جداً. ويُعد ظهوره الأخير قبل أيام الأبرز منذ مقابلة أجراها في أيار/مايو 2011 مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وقال فيها "من المستحيل، ولا أحد يستطيع أن يضمن ما يمكن أن يحصل، اذا لا سمح الله، حصل شيء للنظام".
في آذار/مارس 2011، وحين صدحت حناجر السوريين مطالبة بالإصلاح ثم بإسقاط النظام، كانت لمخلوف حصته من الهتافات. ففي محافظة درعا جنوباً، هتف متظاهرون "برا برا برا، مخلوف اطلع برا"، و"بدنا نحكي على المكشوف.. سرقونا عيلة مخلوف".
ويقول بالانش إن مخلوف واصل خلال سنوات الحرب "إنماء أعماله... وبسبب شركات الظل، كان من القلائل الذين تمكنوا من الالتفاف على العقوبات ليأتي إلى سوريا ببواخر محملة بالبضائع".
ويرى يازجي أن خروج مخلوف إلى العلن اليوم هو نتيجه "شعوره بتراكم الضغط عليه لتهميشه"، مشيراً الى أنه حاول "أن يقاوم كثيراً قبل أن يرمي الورقة الأخيرة ويفضح الخلاف العائلي".
لكنه يؤكد أن ذلك "سيكلّفه كثيراً".
- وقت التسديد -
وفتح مخلوف الذي يُعتقد أنه في دمشق، حسابا جديدا على "فيسبوك" في نيسان/أبريل، ونشر عليه بيانات عدة للدفاع عن أعماله، وصولاً الى شريطي فيديو الشهر الحالي قدّم فيهما نفسه على أنه ضحية "أجهزة". وتوجه الى الأسد واصفا إياه بـ"صمام الأمن"، وطلب منه التدخل لإنقاذ شركة الاتصالات من الانهيار بعدما طلب منه النظام تسديد نحو 180 مليون دولار كجزء من مستحقات للخزينة.
واتهم مخلوف في الشريط الثاني الأجهزة الأمنية باعتقال موظفيه للضغط عليه للتخلي عن شركاته. وتساءل "هل يتوقع أحد أن تأتي الأجهزة الأمنية على شركات رامي مخلوف الذي كان أكبر داعم لهذه الأجهزة وأكبر راعي لها خلال الحرب؟".
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال القوى الأمنية العشرات من موظفي "سيريتل".
ويقول مصدر دبلوماسي عربي في بيروت متابع للملف لفرانس برس "أخذ النظام الكثير من عدد من رجال الأعمال"، لكن "يبدو أن مخلوف رفض دفع ما طُلب منه، وسط تقارير عن أنه حاول حتى إخراج أموال من البلاد".
ويشير إلى عاملين أساسيين خلف قضية مخلوف، أولهما أنه "كبر كثيراً"، والثاني هو "الحاجة الملحة للأموال نتيجة الأزمة الاقتصادية".
والاقتصاد السوري منهك بسبب الحرب، وسجلت الليرة انخفاضاً قياسياً أمام الدولار خلال الصيف وتخطت اليوم 1200 ليرة. وتشهد مناطق سيطرة النظام أزمة وقود حادة. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل 107 في المئة خلال 2019 فقط، وفق برنامج الأغذية العالمي.
- "لا حصانة" -
وتحدثت تقارير إعلامية عن دور لأسماء، زوجة الأسد، في المواجهة بين النظام ومخلوف. ويقول يازجي "من الصعب جداً أن نعرف فعلياً ماذا يحصل"، مضيفا "قد تكون أسماء التي يكبر دورها، تريد تأمين مستقبلها وابنها" عبر إبعاد عائلة مخلوف التي طالما كانت الحليفة الأولى لعائلة الأسد.
وليست قضية رامي مخلوف الأولى التي تتشابك فيها السياسة مع العائلة في سوريا. ويقول بالانش "بالطبع هي مشكلة في صلب النظام"، مشيراً الى أن "الأسد يطيح بقريب كما فعل والده مع شقيقه رفعت" الذي أجبره على مغادرة البلاد عام 1984.
ويضيف "في حالة رامي، قد يكتفي الأسد بتكسير أجنحته، فهو في النهاية قريبه"، مشيراً الى أن المسألة تتعلّق بـ"ثروة سوريا الأولى وابن خال بشار الأسد".
ويخلص بالانش الى أن مخلوف "كان يشعر أنه لا يمكن المساس به ولا يمكن الاستغناء عنه (...) لكن في هذا النوع من النظام الاستبدادي، يجب أن نتذكر من وقت لآخر أنه لا يوجد أي أحد محصن".