دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، جميع الدول الأوروبية وفي مقدمتها اليونان إلى احترام اللاجئيين القادمين إليها، بشكل يتلائم مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأكد الرئيس أردوغان في كلمة له خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، أن تركيا لن تسمح أن تذهب دماء شهدائها هدرا، لافتاً إلى أن نظام الأسد فقد لغاية اليوم (منذ انطلاق درع الربيع) أكثر من ثلاثة آلاف و200 من عناصره.
وأضاف بالقول : "أثبتنا خلال عملياتنا الأخيرة بأن تركيا ليست دولة لا تعرف كيف تحارب، بل دولة لا تريد الحرب"ـ وتابع أردوغان: "لن نترك الشعب السوري المظلوم لوحده"، وعن اللاجئيين قال أردوغان: "عقب الهجوم الذي أدى إلى استشهاد 36 من جنودنا فتحنا الأبواب أمام المهاجرين الراغبين بالذهاب إلى أوروبا وهذا يتوافق مع القانون الدولي".
وشدد أردوغان على أن على اليونان التي تستخدم كافة الوسائل لمنع دخول اللاجئين إلى أراضيها، ألّا تنسى أنها قد تحتاج إلى الرحمة يوما ما، داعياً "جميع الدول الأوروبية وفي مقدمتها اليونان إلى التعامل باحترام مع اللاجئيين القادمين إليهم وبما يتلائم مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وخلال عرضه صورة من صحيفة "القدس هنا" للاجئين يونانيين بسوريا إبان الاحتلال النازي لبلادهم، قال أردوغان: "ربما يكون أحد الأطفال الظاهرين في الصورة جد أو جدة رئيس الوزراء اليوناني".
وكان انتقد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، تعامل السلطات اليونانية المخيف مع المهاجرين المحتشدين على حدودها، لافتاً إلى أن اليونان تتعامل مع المهاجرين بشكل مخيف، ومن ثم تلقى الاتهامات على تركيا.
وكان قدم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة، أنس العبدة، رسالة لممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل فونتيليس، احتجاجاً على استخدام الجيش اليوناني للقوة المفرطة ضد اللاجئين السوريين.
وطالب العبدة دول الاتحاد الأوروبي بالكف الفوري عن استخدام القوة المفرطة ضد اللاجئين السوريين، داعياً إلى النظر جدياً في حجم مأساتهم واعتماد قوانين وأنظمة جديدة للحد من معاناتهم، كما طالب بتبني إستراتيجية جديدة تحترم حقوق الإنسان بغض النظر عن الجنس أو المعتقد أو الخلفية، وتزويد اللاجئين بما يلزم من الخدمات الإنسانية والقانونية والحماية.
قبل 72 عامًا، استقبلت سوريا، بالتحديد مدينة حلب السورية أكثر من 12 ألف لاجئ يوناني فروا من ويلات الحرب في بلادهم، خلال الحرب العالمية الثانية.
تعود الحادثة إلى عام 1943 أثناء الحرب العالمية الثانية حين فر مهاجرون من دول أوروبا إلى الشرق العربي، وذلك بعد أن تم غزو اليونان من قبل إيطاليا وألمانيا.
وعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء صورة لاجئين يونانيين في سوريا أثناء الاحتلال النازي لبلادهم وقال "ربما يكون أحد الأطفال الظاهرين في الصورة جد أو جدة رئيس الوزراء اليوناني".
ويعود تاريخ الصورة التي أظهرها أردوغان إلى عام 1943 وقد عرض موقع "أمازون" الأميركي مجموعة من الصور المماثلة للبيع بمبلغ 11 ألف دولار والتي تعود لتلك الحقبة.
ويعيد التاريخ نفسه ولكن بشكل معاكس، حيث تنتشر هذه الأيام صور لطوابير اللاجئين السوريين الذين دمرت الحرب الأهلية بلادهم وحياتهم فضاقت بهم الأرض فلم يجدوا بداً إلا الفرار من جحيمها إلى أوروبا عبر اليونان.
وفي فترة الحرب العالمية الثانية، التي استمرت من عام 1939 إلي 1945، فر آلاف اللاجئين الأوروبيين من القارة العجوز إلي دول الشرق العربي ومنها سوريا ولبنان والعراق ومصر بحثاً عن ملاذ آمن.
وكانت حلب السورية إحدى المدن العربية التي استضافت آلاف من اليونانيين بسخاء. ويظهر في الصورة المنشورة جموع اللاجئين بملابسهم الرثة ومعهم أولاد صغار يصطفون في انتظار المعونات والأكل. وكتب على الصورة أنه تم إطعام حوالي 12 ألف من المهاجرين اليونانيين في حلب.
فعندما احتل الجنود الألمان والإيطاليين اليونان، فرّ الآلف منهم عبر طريق البحر إلى معسكرات اللاجئين في الشرق الأوسط.
وبعدما وضعت الحرب أوزارها بدأوا في العودة إلى منازلهم، وتمكنت غالبيتهم من العودة بأمان، واليوم بعد 72 عاماً تغلق اليونان حدودها في وجه السوريين الطالبين للأمن والعيش بكرامة وآمان.
قالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن إيران دفعت بألفي عنصر جديد من مليشياتها إلى جبهة سراقب، بالتزامن مع الخسائر الكبيرة التي طالت قوات النظام في إطار عملية "درع الربيع" العسكرية.
وأضافت الصحيفة التركية، بحسب ما ترجمه موقع “الجسر ترك”، أن حلفاء الأسد سارعوا لنجدة نظامه الدموي، إثر الضربات الموجعة التي لحقت بالآلاف من عناصره في إدلب وحماة، خلال الأيام القليلة الماضية.
ولفتت إلى أن مليشيات روسيا وإيران وحزب الله انتقلت إلى مرحلة الهجوم من عدة نقاط، بهدف السيطرة على سراقب وجبل الزاوية ومعرة النعمان، وإفساح المجال أمام النظام لالتقاط أنفاسه، وجمع شمل فلول عناصره.
وأشارت إلى أن إيران دفعت إلى جبهة سراقب بألفي عنصر جديد من مليشياتها التابعة لعصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وفيلق القدس، فيما دفع لواء الفاطميون بقافلة تعزيزات من تدمر ضمت 200 مركبة إلى معرة النعمان.
كما لفتت الصحيفة الانتباه إلى عودة مليشيات حزب الله للظهور في سراقب مجدداً، وذلك بعد انسحاب المئات من عناصرها جنوباً، إثر استهداف الطائرات التركية المسيرة لهم، ما أسفر حينها عن مقتل 15 عنصراً على أقل تقدير، وإصابة 50 آخرين.
وأوضحت أن حزب الله عمد إلى نقل عناصره من نبل والزهراء ودير الزور إلى سراقب، مشيرة إلى وجود قياديين في التنظيم بينهم، وتحدثت عن توارد أنباء عن قدوم وفد من لبنان سعى لوقف إطلاق النار بهدف سحب عناصر حزب الله من المنطقة.
وأكدت أن روسيا وفرت لكل تلك المليشيات الدعم اللازم لتقدمها عبر غارات جوية استمرت لساعات دون انقطاع، ما اضطر الفصائل المعارضة للانسحاب من بعض المواقع بعد أن ألحقت خسائر كبيرة في صفوف النظام وحلفائه.
وكان أكد مصدر عسكري من فصائل الثوار لشبكة "شام" أن النظام وروسيا وإيران، حشدوا قوات النخبة ورأس الحرب في قواتهم، لاقتحام مدينة سراقب، في محاولة لتغيير المعادلة العسكرية واستعادة المدينة الاستراتيجية لما للسيطرة عليها من أهمية تفاوضية - وفق تعبيره - قبل اجتماع الرئيسين "بوتين وأردوغان".
وأكد المصدر أن روسيا تحاول الحفاظ على السيطرة الحالية في المنطقة قبل التوصل لأي اتفاق مع الجانب التركي، وأنها تراهن على معركة سراقب لإعادة الأمور لما كانت عليه قبيل استعادة الثوار عليها، وبالتالي زج القوة الضاربة لديها من القوات.
ومدينة سراقب، تتمتع بموقع استراتيجي كبير، كونها تقع على الطرق الدولية وعقدة اتصال بين الطريق الدولي "حلب - دمشق" الذي يتفرع إلى طريق "حلب - اللاذقية"، غرباً باتجاه أريحا وجسر الشغور، إضافة لكونها عقدة اتصال بين مدينة إدلب مركز المدينة غرباً وريف المحافظة الشرقي.
كشفت التطورات الميدانية الأخيرة في إدلب، مع بدء تركيا لأول مرة توجيه ضربات جوية لمواقع قوات النظام وحلفائه، عن تفوق كبير لطائرة "بيرقدار" التركية المسيرة، على السلاح الروسي، الذي يمتلكه النظام والميليشيات التي تقاتل معه.
عشرات الفيديوهات المصورة جواً لعمليات استهداف المسيرة "بيرقدار" لدبابات وراجمات ومنظومات دفاع جوي روسية تمتلكها قوات النظام، تمكنت تلك المسيرة محلية الصنع في تركيا، من تدميرها وحتى تفادي كشفها لاسيما مع استهداف منظومات الدفاع الجوي التي من المفترض أن تكشف المسيرة قبل تعرضها للاستهداف.
وتظهر اللقطات التي تنشرها حسابات مقربة من وزارة الدفاع التركية بشكل يومي، تدمير دبابات النظام وألياته، بدقة أهداف تصل إلى مئة بالمئة، كان لهذه الضربات أثراً كبيراً في تحقيق هزائم كبيرة بصوف النظام وحلفائه على جبهات عدة.
ويملك جيش النظام بشكل رئيس الأسلحة الروسية من دبابات وأليات وحتى طائرات، ومدافع وراجمات، ومثلت الأسلحة الروسية نصف واردات الأسلحة السورية قبل 2011، وكان يتم تسديد الصفقات عن طريق وضع الأموال في حساب مؤسسة روسوبورون إكسبورت القائمة على عمليات بيع السلاح الروسي.
وسبق أن قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن بشار الأسد الذي يواجه وضعا ماليا واقتصاديا صعبا قام في الأشهر الأخيرة بتسريع تسديد ثمن صفقات أسلحة لروسيا، بقيمة نحو مليار دولار يتضمن أربعة أنظمة صواريخ إس 300 مضادة للطائرات إضافة إلى عقد بـ550 مليون دولار ثمن 36 طائرة تدريب قتالية من طراز ياك 130.
وتعد تركيا سادس دولة في العالم تصنع وتطور وتصدر الطائرات العسكرية المسيرة (بدون طيار) وذلك بعد الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وباكستان وإيران، كانت بدأت المرحلة الأولى بتطوير نموذج الطائرة المسيرة "بيرقدار TB2" عام 2007 حيث أجرت أولى رحلاتها في يونيو/حزيران 2009، عقب ذلك أبرمت الشركة التركية للصناعات الدفاعية (بيكار) اتفاقا لتطوير المرحلة الثانية والإنتاج في ديسمبر/كانون الأول 2011.
وقد انطلقت المرحلة الثانية بالفعل في يناير/كانون الثاني 2012، حيث أجريت أولى التجارب في أبريل/نيسان 2014، وسلمت أول ست طائرات للقوات البرية التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، أعقب ذلك تسليم ست طائرات أخرى للقوات البرية في يونيو/حزيران 2015، ودخلت تلك الطائرات الخدمة رسميا في القوات التركية منذ ذلك الحين.
يتكون نظام الطائرات المسيرة "بيرقدار TB2" من ست مركبات جوية (طائرات) ومحطتين أرضيتين للتحكم والسيطرة، وثلاث محطات للبيانات الأرضية، ومحطتين للفيديو، إضافة إلى معدات للدعم الأرضي.
تُصنف "بيرقدار TB2" ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم) إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفا إلى 27 ألف قدم) نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراما، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.
كما تتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار. إذ تعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلا عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
وقد دمجت شركة "روكتسان" التركية المتخصصة بصناعة الصواريخ والقذائف صواريخ ذكية محلية الصنع من نوع "MAM-L ve MAM-C'yi" في هذا الطراز من الطائرات، وتتميز هذه الصواريخ بالقدرة على إصابة النقطة المستهدفة من بعد ثمانية كيلومترات.
وتواصل تركيا أعمال تطوير هذا النوع من الطائرات من خلال رفع مستوى أنظمة الكاميرا المركبة عليها، وقد لعبت هذه الطائرات دورا مهما في عمليتي "درع الفرات، غصن الزيتون" اللتين نفّذتهما القوات المسلحة التركية شمالي سوريا، وأبرمت أنقرة اتفاقات لتزويد كل من أكرانيا وقطر بطائرات من هذا النوع.
ومنذ تدخلها في سوريا، تواصل روسيا على مرآى العالم أجمع في انتهاك كل القوانين الدولية والأعراف، واتخذت روسيا من الأراضي السورية خلال السنوات الماضية، ميداناً لتجربة أسلحتها المدمرة على أجساد الأطفال والنساء من أبناء الشعب السوري، فأوقعت الآلاف من الشهداء والجرحى بصواريخها القاتلة والمتنوعة، في وقت دمرت جل المدن السورية وحولتها لركام في سبيل تجربة مدى قدرة صواريخها على التدمير منتهكة بذلك كل معايير المجتمع الدولي الذي تعامى عن ردعها.
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، مقتل جنديين تركيين بقصف لقوات النظام السوري في شمال غرب سوريا، في حين قال متحدث باسم الوزارة، إن 6 جنود أصيبوا بجروح، مضيفا أن القوات التركية "قامت بالرد فورا".
وذكر بيان الوزارة أن الجيش التركي رد بعدما فتحت القوات السورية النار ويواصل قصف أهداف، وبذلك ترتفع الى 59 حصيلة الجنود الأتراك الذين قتلوا في سوريا منذ الأسبوع الماضي، بحسب حصيلة "رويترز".
وتحدثت الوزارة عن إسقاط 3 مقاتلات و8 مروحيات و3 طائرات بدون طيار وتدمير 151 دبابة و52 راجمة صواريخ و47 مدفعية و8 منصات دفاع جوي للنظام السوري منذ بدء عملية درع الربيع.
وكانت انطلقت في العاصمة التركية أنقرة، يوم الثلاثاء، جلسة مغلقة للبرلمان، لبحث الاعتداء الغادر على الجنود الأتراك في إدلب وتطورات المنطقة، بعد سلسلة تعديات وقصف من الطيران الروسي ومدفعية الأسد على النقاط التركية.
أكد فريق منسقو استجابة سوريا في بيان اليوم، استمرار الأعمال "الارهابية" بحق السكان المدنيين في شمال غربي سوريا من قبل قوات النظام السوري و"الضامن الروسي" ، حيث تواصل تلك القوات استهداف الأحياء السكنية مسببة وقوع المزيد من الضحايا المدنيين وعشرات الآلاف من النازحين وسط ضعف كبير في عمليات الاستجابة الانسانية لحركة النزوح من المنطقة.
وكشف منسقو استجابة سورية عن توثيق سقوط أكثر من 2167 مدني بينهم 604 طفل منذ بداية اتفاق سوتشي بين الدول الضامنة في سبتمبر 2018، كما وثق منسقو استجابة سوريا نزوح أكثر من 1,037,890 نسمة من المدنيين خلال الفترة الواقعة بين نوفمبر 2019 وحتى تاريخ الرابع من مارس 2020
وأدان فريق منسقو استجابة سوريا، بشدة استمرار الأعمال العسكرية ضد المدنيين في شمال غربي سوريا والمستمرة منذ توقيع اتفاق سوتشي وحتى الآن، لافتاً إلى أن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والذي تجاوز عددهم أكثر من 2167 مدني، تظهر حقيقة استهداف النظام السوري وروسيا للأحياء السكنية فقط بعيدا عن مناطق الاشتباكات.
وشدد على أن استمرار عملية نزوح السكان المدنيين من المنطقة على مدى الأشهر السابقة، تبرز نية النظام السوري والروسي على العمل على إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة وتندرج تلك الأفعال كجرائم حرب ضد السكان المدنيين.
واعتبر أن مواصلة استهداف المنشآت والبنى التحتية في شمال غرب سوريا والتي تجاوز عددها منذ اتفاق سوتشي أكثر من 671 منشأة (مشافي ومدارس وأفران ومخيمات ومراكز إيواء) وأكثر من 34 موظف وعامل إنساني تتطلب تحقيقا دوليا واسع النطاق في تلك الاستهدافات المتكررة والمتعمدة والتي تسبب خروجها عن الخدمة من إيقاف خدماتها الأساسية للسكان المدنيين في المنطقة.
ولفت إلى أن توسيع استهداف المناطق وخاصة المدن الكبرى والأساسية من قبل قوات النظام وروسيا ستسبب موجات نزوح ضخمة من تلك المدن، وسط عدم القدرة على تحمل المزيد من موجات النزوح الحالية.
وعبر عن تزايد المخاوف لدى منسقو استجابة سوريا من ارتفاع أعداد النازحين بعد تكرار استهداف المدن الكبرى والأساسية إلى أكثر من مليوني نازح، مطالباً مجدداً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة اتجاه السكان المدنيين في شمال غربي سوريا.
قدم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة، أنس العبدة، رسالة لممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل فونتيليس، احتجاجاً على استخدام الجيش اليوناني للقوة المفرطة ضد اللاجئين السوريين.
وطالب العبدة دول الاتحاد الأوروبي بالكف الفوري عن استخدام القوة المفرطة ضد اللاجئين السوريين، داعياً إلى النظر جدياً في حجم مأساتهم واعتماد قوانين وأنظمة جديدة للحد من معاناتهم، كما طالب بتبني إستراتيجية جديدة تحترم حقوق الإنسان بغض النظر عن الجنس أو المعتقد أو الخلفية، وتزويد اللاجئين بما يلزم من الخدمات الإنسانية والقانونية والحماية.
وأكد على ضرورة التواصل مع جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق وقف إطلاق النار واحترامه في كل سورية، وخاصة في الشمال الغربي، إضافة إلى دعم جهود المسار السياسي لتحقيق الانتقال السياسي في البلاد، وذلك من خلال انخراط الجميع بمسؤولية في العملية السياسية للتوصل إلى حل سياسي شامل من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، والذي من شأنه ضمان حل الأزمة الإنسانية بشكل جذري في سورية.
ولفت العبدة إلى أن الشعب السوري يعيش واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العصر الحديث، نتيجة العمليات العسكرية المتكررة من روسيا وإيران ونظام الأسد، مما أدى إلى نزوح أكثر من نصف سكان سورية قسراً، فهناك الملايين في البلدان المجاورة، بما في ذلك أكثر من أربعة ملايين في تركيا.
وأوضح أن الظروف المعيشية الصعبة التي تلاحق السوريين دفعتهم للبحث عن أماكن يشعرون فيها أنهم يمكن أن يحصلوا فيها على مساعدات أكبر وفرص أخرى لهم ولأسرهم.
وشدد رئيس الائتلاف الوطني على أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية الكاملة عن مأساة الشعب السوري سواء في سورية أو في الخارج، وخاصة أولئك الذين غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
وكان قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الاتحاد الأوروبي لم يف بالتزاماته بخصوص التعاون مع أنقرة في التعامل مع ملف اللاجئين، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، عقب لقائهما في العاصمة أنقرة.
وسبق أن أعرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة، عن استنكاره للاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات اليونانية تجاه اللاجئين على الحدود، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي مطالب بالعمل فوراً على تأمين الحماية للاجئين، والمحافظة على كرامتهم، ومن ثم العمل من أجل ضمان توفر الظروف المناسبة لعودتهم الطوعية إلى وطنهم.
وجه زعيم الحركة القومية التركي، دولت بهتشلي، هجوما على روسيا وإيران، لافتا إلى أنهما يحيكان الآلاعيب ضد تركيا في سوريا، متهماً روسيا بأن طائراتها شاركت في الهجوم على القوات التركية في 27 شباط/ فبراير الماضي، والذي أدى لمقتل 34 جنديا في ريف إدلب الجنوبي.
وقال بهتشلي، في كلمة له أمام الكتلة البرلمانية لحزبه يوم الثلاثاء، إن "روسيا تلعب في إدلب على الحبلين، وإيران تطعن من الخلف، وبشار الأسد ارتكب جرائم بشكل لا يغتفر"، مؤكداً على أهمية الاجتماع الذي سيعقد بموسكو الخميس المقبل، مضيفا، أن "أولئك الذين ينتهكون اتفاق سوتشي معروفون" (في إشارة إلى روسيا).
وأضاف، أنه "تم استهداف الجنود الأتراك بشكل مقصود، وعلى الرغم من إبلاغ موسكو بتحركات الجنود الأتراك، تنكرت من ذلك"، ولفت إلى أنه "على الرغم من إنكار روسيا وجود مقاتلات حربية لها في سماء المنطقة بذلك الوقت، فإن أجهزة الرادار تبين عكس ذلك، وكانت المقاتلات الروسية خلف المقاتلات التابعة للنظام السوري"، متسائلا: "من يخدع هؤلاء؟".
وتساءل بهتشلي: "ما الرسالة التي تقصدها موسكو بالأسماء التي حملتها الفرقاطتان الحربيتان الروسيتان اللتان عبرتا من خلال المضائق في تركيا؟ يعتقدون أننا لم نلاحظ ذلك؟ لذلك هل أنا مخطئ لأننا نقول إنه ليس من الصواب الثقة بروسيا؟".
وأضاف قائلا: "سنهدم بيت من يقطع غصننا، ونلقن الدرس لمن يسيء لنا، أو يتبختر علينا، وخطة النزول في البحار الساخنة هي خطة تاريخية، وصفحات الأجندة السرية تنكشف واحدة تلو الأخرى".
وأشار إلى أن بوتين سيتخلى عن الأسد عندما تنتهي صلاحيته، مضيفا: "ولكن إذا لم نذهب إلى إدلب، فسيأتي يوما ما يأتون إلينا"، وقال: "إذا انسحبنا من إدلب، فقد نخسر هاتاي، وهذا قد يؤدي إلى الفوضى في الأناضول، وسنقلع عين الذين يضعون أعينهم على الولاية التركية، ونقطع اليد التي تمتد إليها".
وأضاف: "على روسيا التخلي عن سياسات البلطجة، والالتزام باتفاق أستانة، وتقديم الدعم لتركيا لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30- 35 كم"، واستدركا قائلا: "ولكن قبل ذلك كله، عليها الاعتذار وتقديم التعويض اللازم بسبب حادثة 27 شباط/ فبراير".
وشدد على أن وجود روسيا وإيران غير شرعي، ويتعارض تماما مع القانون الدولي، وعلى موسكو عدم اختبار صبر تركيا، وأكد على ضرورة نجاح الدبلوماسية، قائلا: "وإلا فإن الجيش التركي في نهاية المطاف قد يصل إلى دمشق، ويضع الأكياس فوق رأس الأسد الظالم والمتوحش، وتوجيه الضربة القاضية للنظام الدموي والظالم".
أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، على ضرورة تعاون الاتحاد وأنقرة لتجاوز الصعوبات المشتركة، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، عقب زيارة رسمية أجراها لأنقرة، والتقى خلالها عددًا من المسؤولين الأتراك.
وقال بوريل في تغريدته "الضغط والأعمال الأحادية اجانب ليست حلًا، يجب أن نعمل معًا يدًا بيد كي يتسنى لنا التغلب على الصعوبات المشتركة تحقيقًا لمنفعة تركيا والاتحاد الأوروبي"، لافتاً إلى أنه خلال زيارته لتركيا التقى وزير الداخلية، سليمان صويلو، وتناول معه الأوضاع الخاصة باللاجئين والمهاجرين على الحدود التركية.
وبيّن المسؤول أن لقائه بوزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، شهد تأكيدًا من الطرفين على خطورة الأوضاع بإدلب شمال غربي سوريا، مشددًا على ضرورة إجراء لقاءات متعددة الأطراف مع تركيا لخفض التوتر وتحقيق الأمن.
وجاءت زيارة بوربل لأنقرة على خلفية بدء تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، اعتبارًا من مساء الخميس الماضي، عقب تداول أخبار بأن أنقرة لن تعيق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا، والسبت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكدا أن بلاده لا طاقة لديها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.
صعدت روسيا من لهجتها تجاه تركيا قبل اجتماع الرؤساء يوم غد الخميس في موسكو لبحث التوتر المتأزم في إدلب، وسبل وقف الحملة العسكرية الروسية وإعادة الأمور لما كانت عليه قبل نقض جميع الاتفاقيات والتوسع في منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا متسببة بأزمة إنسانية كبيرة.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية، تركيا بأنها فشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، معتبرة أن تركيا انتهكت القانون الدولي بزيادة عدد القوات في إدلب أيضاً.
وزعمت وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات على قاعدتها الجوية في سوريا باتت يومية وزادت في مزاعمها معتبرة أن "التحصينات الإرهابية" اندمجت مع نقاط المراقبة التركية في إدلب، لتبرير استهدافها للقوات التركية المتكرر في مواقع تمركزهم بريف إدلب.
وفي وقت سابق، أكد الكرملين إمكانية عقد قمة "روسية تركية إيرانية" حول إدلب، إذا اتفقت الأطراف على توقيتها، لكنه نفى الأنباء عن التخطيط لقمة رباعية بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا يوم الجمعة.
وردا على سؤال عن احتمالات وقوع مواجهة فعلية بين القوات الروسية والتركية في إدلب، عبر بيسكوف عن الثقة في أن موسكو وأنقرة قادرتان على خفض مثل هذه المخاطر بشكل مطلق بفضل ما بين عسكريي البلدين من تواصل وحوار وثيقين.
وكانت أكدت صحيفة "ملييت" التركية يوم الثلاثاء، أن اللقاء بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو سيكون حاسما، مشيرة بالوقت ذاته إلى أن أنقرة مصرة على موقفها بانسحاب النظام السوري وفقا لاتفاق سوتشي دون أي تحديث عليه.
ولفتت الصحيفة إلى أن موسكو تزعم أن التوازنات في الميدان قد تغيرت، لذلك فإنه يجب تحديث اتفاق سوتشي، مؤكدة أن اللقاء بين أردوغان وبوتين وجها لوجه، ذو أهمية كبيرة، في الوقت الذي أطلقت فيه تركيا عمليتها الرابعة في سوريا.
نشر إعلامي النظام "شادي حلوة"، تسجيلاً مصوراً يظهر ما قال إنه رصد للنقطة التركية قرب مدينة "سراقب" بريف إدلب الشرقي، معتبراً أن ما نشره إنجاز ونصر إعلامي في سياق الرصد حسب وصفه.
ويأتي ذلك عقب ظهور الشبيح الداعم للنظام في مدينة حلب إذ نشر فيديوهات قال أن مصدر زوده بها لنشرها دون ظهوره كالمعتاد في المناطق التي تستبيحها عصابات الأسد والميليشيات المساندة لها.
ويظهر في مقدمة الفيديو الذي بثه الإعلامي الموالي للنظام والعامل ضمن الآلة الإعلامية الموالية له وهو في سيارة ضمن أحياء مدينة حلب التي يقيم فيها، مدعياً أنّ ما سيظهر لاحقاً هو عملية رصد لجندي تركي وآخر يرتدي وشاح يحمل علم الثورة السورية، رداً على ما وصفه بأنه عدوان تركي على مواقع جيش النظام.
وناسفاً لجميع الأخلاق والقيم والمبادئ العامة في الصحافة يعتبر الشبيح حلوة أنّ هذه المشاهد التي نشرها تعبر عن مدى قوة جيش النظام الذي ظهر منهكاً ومرتبكاً أمام ضربات طائرات مسيرة قلبت الموازين لدى جيش النظام المجرم.
وأثار التسجيل الذي بثته الإعلامي "حلوة" الكثير من ردود الفعل لدى متابعي صفحته الشخصية مباركين هذا الإنجاز الذي تضمن تصور محيط نقطة المراقبة التركية في ريف محافظة إدلب.
في وقت يستذكر ناشطين سوريين ما ظهر في تسجيل إصابة طاقم الإخبارية السورية في بلدة "خان العسل" بريف حلب الغربي، لا سيما مشاهد الهلع و الارتباك المصور "جورج أورفليان"، إذ يعزو نشطاء تلك اللقطات لما قالوا إنها تفسير لخوف ورعب شادي وزملاءه من استهداف الثوار لهم.
ويعرف عن الإعلامي للموالي للنظام "شادي حلوة" ظهوره المتكرر وهو يشمت بقصف المدنيين في محافظة إدلب وتهجير أهلها، ويعرف أنه من أبرز الوجوه الإعلامية المثيرة للجدل بسبب كثرة مواقفه المحرجة التي انكشف فيها كذبه على الهواء مباشرة.
ومثالاً على ذلك طلبه من ميليشيات حزب الله اللبناني تغيير لهجاتهم أثناء تصويرهم، إلى جانب رميه بالأحذية بمدينة حلب وصولاً إلى توبيخه على يد "سهيل الحسن" المدعوم من قبل ميليشيات روسيا.
وسبق أنّ أصيب "شادي حلوة" إلى جانب إصابة فريق وكالة أنباء النظام "سانا"، بعد ساعات من نشره مستهزئاً وشامتاً خلال تواجده على طريق حلب دمشق الدولي، إلى جانب عدد من عناصر شبيحة النظام وهم يتراقصون على أنغام الأغاني التي تتعالى من سيارة أحد الشبيحة ما أثار الغضب بين متابعين معتبرين المشهد ملخصاً للرقص على جثث الشهداء.
يشار إلى أنّ الآلة الإعلامية التابعة للنظام "بشار الأسد" تستخدم التجييش الإعلامي والتهديد العسكري ضمن استخدام سياسة الأرض المحروقة، ولطالما اشتهر عدد كبير من إعلامي النظام بظهورهم المثير للجدل فوق جثث الضحايا ودمار المنازل، داعين إلى مواصلة المحرقة بحق ملايين السوريين في الشمال السوري التي نتج عنها مأساة إنسانية تزداد تفاقماً مع موجات النزوح الهائلة.
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، استشهاد جندي إثر هجوم في إدلب شمال غربي سوريا، وجاء ذلك في تصريح للصحفيين، الثلاثاء، عقب انتهاء جلسة مغلقة بالبرلمان، حول هجوم قوات الأسد على الجنود الأتراك في إدلب.
وفي معرض رده على سؤال حول أنباء عن تعرض عناصر من الجيش التركي لهجوم، قال أكار: "استشهد أحد جنودنا"، دون مزيد من التفاصيل.
وبخصوص الجلسة المغلقة، أوضح: "أعتبر الجلسة مفيدة.. شرحنا ما جرى في الميدان، وأجبنا على الأسئلة".
وتواصل تركيا تنفيذ عملية "درع الربيع" العسكرية، ضد قوات الأسد في إدلب، ردا على اعتدائها على القوات التركية، في 27 فبراير/ شباط الماضي، ما أدى لاستشهاد 34 جنديًا.
والإثنين، أعلن أكار، تحييد 2557 عنصرا من قوات الأسد في إطار عملية "درع الربيع"، بجانب تدمير مقاتلتين و8 مروحيات وطائرتين مسيرتين و135 دبابة و5 منصات دفاع جوي، و16 مضاد طيران، و77 عربة مدرعة، و9 مستودعات ذخيرة.