
وزير الدفاع اللبناني: لقاء جدة فتح الطريق لتفاهمات لبنانية سورية بشأن التهريب والحدود
أكد وزير الدفاع اللبناني، ميشال منسى، أن العلاقات بين لبنان وسوريا مقبلة على مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون، عقب اللقاء الذي جمعه بنظيره السوري، مرهف أبو قصرة، في مدينة جدة السعودية، مشيراً إلى أن التهريب يُعد السبب الرئيسي وراء التوترات الحدودية بين البلدين.
وقال منسى خلال لقاء صحفي عقده في مقر نقابة الصحافة اللبنانية، إن "الاجتماع مع الجانب السوري كان إيجابياً ومثمراً، وفتح الباب أمام نقاشات جادة تمهّد لوضع حلول جذرية للمشاكل الحدودية التاريخية، والتي لا يمكن معالجتها بشكل جزئي أو مؤقت، بل تتطلب مقاربة شاملة ومتوازنة".
وشدد وزير الدفاع اللبناني على أن "التهريب هو الخلفية الأساسية للأحداث التي شهدتها الحدود الشمالية الشرقية خلال الفترة الماضية"، مؤكداً أن "معالجة هذه الظاهرة تتطلب تعاوناً مباشراً وفعّالاً بين الجهات الأمنية والعسكرية في كلا البلدين".
وأضاف منسى أن اللقاء مع وزير الدفاع السوري شكّل بداية لمسار جديد من العلاقات الثنائية "التي نأمل أن تُترجم بخطوات عملية تساهم في استقرار الحدود وتعزيز التعاون في ملفات حساسة، أبرزها مكافحة التهريب وضبط المعابر غير الشرعية".
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة "ستتضمن خطوات مهمة لبناء جسور الثقة والتنسيق، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين، ويحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن الفوضى على طول الشريط الحدودي".
برعاية سعودية .. وزيرا الدفاع السوري واللبناني يوقعان اتفاقاً لترسيم الحدود والتنسيق الأمني
وقع وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، اتفاقاً لترسيم الحدود بين البلدين، بعد مباحثات انطلقت مساء أمس الخميس في مدينة جدة غرب السعودية، وتم الاتفاق على التنسيق بين البلدين من أجل التعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.
في السياق، أكدت المملكة العربية السعودية الراعية للاتفاق، في بيان دعمها الكامل لكل ما يحقق أمن واستقرار البلدين الجارين، ويسهم في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة أيضا، وأعرب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان عن سعادته بتوقيع هذا الاتفاق الذي وصفه بالمهم.
وكانت استضافت مدينة جدة السعودية يوم الخميس 27 آذار، اجتماعًا بين وفدي سوريا ولبنان لبحث قضايا أمنية هامة، وذلك بوساطة سعودية. تركزت المباحثات حول تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين وتبادل المعلومات الأمنية، بالإضافة إلى مسألة ترسيم الحدود وسبل ضبط المعابر غير النظامية، حسبما أفاد موقع "العربية".
وفي هذا الصدد، أوضح وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أن هذه المبادرة السعودية جاءت نتيجة تعذر التواصل المباشر بين الطرفين، مشيدًا بالجهود التي أثمرت عن ترتيب اللقاء. وأضاف الوزير اللبناني أن أبرز الملفات العالقة التي سيتم مناقشتها في الاجتماع تشمل تشديد الأمن على الحدود اللبنانية السورية، بالإضافة إلى ملف النزوح السوري، واصفًا اللقاء بأنه "أمني بامتياز". كما أكد الوزير منسى أنه سيلتقي بنظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان في جدة بعد الاجتماع.
الخلفية الأمنية: التوترات على الحدود
جاءت هذه الاجتماعات في وقت حساس بعد سلسلة من الاشتباكات المسلحة على الحدود اللبنانية السورية في الأيام الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من الجنود اللبنانيين والسوريين. وقالت مصادر محلية إن سبب اندلاع هذه الاشتباكات يعود إلى ملاحقة الجيش السوري لعدد من المهربين بالقرب من الحدود، حيث أدى إطلاق النار إلى سقوط ثلاثة جنود سوريين. وتفيد بعض التقارير بأن مقتل الجنود السوريين تم على يد عناصر من حزب الله، إلا أن الحزب نفى أي علاقة له بالأحداث على الحدود.
وتهدف الاجتماعات إلى وضع حلول فاعلة لتأمين الحدود ومنع التصعيد المستقبلي، فضلًا عن العمل على تطبيق القرار 1680 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في عام 2006، والذي يدعو إلى ترسيم الحدود بين البلدين وإنشاء علاقات دبلوماسية رسمية.
أهمية الوساطة السعودية
تستمر المملكة العربية السعودية في لعب دور الوساطة بين الجانبين السوري واللبناني، وهو ما يعكس أهمية هذا الاجتماع في تعزيز الاستقرار الأمني بين البلدين. ويأتي هذا الاجتماع بعد سلسلة من التوترات التي شهدتها المنطقة، إضافة إلى الوضع الأمني الهش على الحدود والذي قد يتم استغلاله من قبل أطراف خارجية مثل إسرائيل لتعزيز مشاريعها التوسعية في المنطقة.
رئيس الحكومة اللبنانية يعلن عن زيارة مرتقبة إلى دمشق ولقاء مع الرئيس "الشرع"
أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، يوم الثلاثاء، عن نيته التوجه قريباً إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية سيلتقي خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، برفقة وفد وزاري وأمني رفيع المستوى.
وأوضح سلام أن الزيارة ستتناول ملفات عديدة عالقة بين الجانبين، إلى جانب متابعة ما تم التوافق عليه في لقاء جدة الأخير بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري، مشيراً إلى أهمية التنسيق الثنائي في الملفات المشتركة ذات الطابع الأمني والسياسي والاقتصادي.
مستقبل التعاون الأمني بين سوريا ولبنان
من خلال هذه الاجتماعات، يسعى الجانبان إلى تعزيز التعاون الأمني بين الأجهزة العسكرية والأمنية، بهدف وقف التصعيد وتفادي تكرار الحوادث الحدودية التي تسببت في وقوع ضحايا. التعاون الأمني بين البلدين سيكون أساسيًا في المرحلة المقبلة لتهدئة الوضع على الحدود، خصوصًا في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة.