
هل تراجعت حظوظ اللاجئين السوريين بالبقاء طويلا في ألمانيا ..!؟
عاد موضوع لم شمل أسر اللاجئين السوريين في ألمانيا ليطرح من جديد مسألة آفاق بقاء دائم لهؤلاء في ظل عدد من المتغيرات يتعلق جزء منها بالسياسة الداخلية الألمانية والآخر بالتطورات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالشأن السوري.
وارتفعت بعض الأصوات في ألمانيا مطالبة بفتح النقاش حول إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، فقد دعا رئيس وزراء ولاية ساكسن ـ آنهالت بشرق ألمانيا إلى ترحيل مزيد من طالبي اللجوء بمن فيهم السوريين إذا "توفرت الشروط لذلك". لكن الرد جاء سريعا من برلين إذ نفت الحكومة الاتحادية أن يكون الموضوع مطروحا في الوقت الراهن.
وبغض النظر عن وجهات النظر المتباينة بهذا الشأن، فإن هذا الجدل يطرح من جديد آفاق بقاء مئات الآلاف من السوريين في ألمانيا على المديين المتوسط والبعيد، ما يطرح تساؤلات سياسية وقانونية.
وبهذا الصدد أكدت الأستاذة نهلة عثمان لـ DW، وهي محامية متخصصة في قانون الهجرة، أن مصير اللاجئين مرتبط بأوضاعهم القانونية وبدرجات الحماية التي يتمتعون بها.
فيما رأى نبيل يعقوب، الخبير في شؤون الهجرة والعضو السابق في مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن ألمانيا كباقي البلدان الأوروبية تتعرض لمدٍ شعبوي داخلي يدفعها لعدم الالتزام بالقوانين الدولية ذات الصلة بحماية اللاجئين. بيد أنه اعتبر في المقابل أن الحديث عن ترحيل اللاجئين إلى سوريا سابق لأوانه، بالنظر للدمار الشامل الذي أتى على الأخضر واليابس هناك.
إطلاق شرارة الجدل كان بطلها هذه المرة راينر هازلهوف رئيس وزراء ولاية ساكسن ـ آنهالت الشرقية حينما قال "علينا ترحيل مزيد من الأشخاص، بما في ذلك اتجاه سوريا إذا ما توفرت الشروط لذلك"، وذلك في حوار مع صحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" الألمانية في عددها الصادر يوم (الاثنين 30 يوليو/ تموز 2018). تصريح هازلهوف جاء رغم أن عدد طالبي اللجوء الذين تُقبل طلباتهم في الولاية في تراجع مستمر إذ لا يتعدى نسبة 3%.
بهذا الصدد أوضح نبيل يعقوب في حوار مع DW أن "مطالب الترحيل تتعالى بسبب ضغوط داخلية تؤججها قوى شعبوية ويمينية متطرفة عنصرية وكارهة للأجانب ولا تريد أن تنتظر حتى تحل هذه الإشكالية بطريقة إنسانية".
وأوضح الناشط الحقوقي أن مجرد متابعة الصور التي تبتها وسائل الإعلام عن الوضع في سوريا، تظهر أنه، وبالرغم من التقلص الكبير في مساحات البلاد التي تعرف الحرب، إلا أن الدمار الهائل يؤكد أن إعادة بناء الظروف التي ستسمح بعودة اللاجئين لا تزال بعيدة المنال..
أدت الحرب في سوريا إلى نزوح ملايين السوريين عن بلدهم، فيما طالب نظام دمشق مؤخرا على لسان بشار الأسد، اللاجئين بالعودة إلى بلادهم، رغم المخاطر التي قد تحدق بهم من قبل الأعمال الانتقامية لأنصار النظام.
وذهبت روسيا في نفس الاتجاه، إذ دعت المجتمع الدولي للمساعدة في عودة اللاجئين السوريين، كما أن المستشارة أنغيلا ميركل "بحثت الموضوع للتو مع الروس (..) وسبل تنظيم هذا الأمر" على حد تعبير هازلهوف، وذلك في إشارة إلى زيارة وزير الخارجية الروسي لبرلين مؤخرا. وإن كانت الحكومة في برلين أكدت رسميا أن الموضوع غير مطروح حالي على جدول الأعمال.