هجوم غير مسبوق يزيد التوتر على ضفاف نهر الفرات شرقي ديرالزور
أفادت مصادر إعلامية في المنطقة الشرقية، بأن رتلاً عسكرياً لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تعرض لهجوم مركب عبر تفجير عدة عبوات ناسفة في حدث غير مسبوق خلال الفترة الماضية في بلدة الجرذي شرقي دير الزور.
وتعرض الرتل للهجوم أثناء مروره على طريق البلدية، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الميليشيا، حيث أكدت مصادر محلية وقوع ما لا يقل عن عشرة إصابات بين قتيل و جريح .
وأشارت مصادر إلى عدم تبني أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تتجه إلى ما يسمى قوات العشائر التي تخوض صراعاً مستمراً مع قسد في المنطقة.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوتر والاشتباكات المسلحة بين الطرفين، والتي تسببت في سقوط العديد من الضحايا المدنيين في وقت سابق من شهر أغسطس الماضي.
هذا الهجوم يمثل تصعيداً خطيراً في الصراع الدائر في شرق سوريا، و قد تحدث مصدر من مليشيا النظام أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة الرد على اغتيال ما يسمى "أبو صدام الحسوني"، قائد لواء البوكمال في ما يسمى جيش العشائر.
ويشير هذا التفجير إلى هشاشة الوضع الأمني في المنطقة التي تسيطر عليها قسد و قد شهد الأسبوع الماضي تكثيف الدوريات الامريكية لدورياتها في مناطق دير الزور و بالاخص في منطقة الوسط التي تعتبر المنطقة الأكثر سخونة في الاحداث في دير الزور .
وقالت شبكة "نهر ميديا" المحلية نقلا عن مصادر إنّ الشيخ "إبراهيم الهفل" بات يلعب دوراً هامشياً بأحداث دير الزور من الناحية العسكرية، وسط تقليص عدد عناصره.
وقدرت أن مقاتلي الهفل كانوا حوالي 50 عنصراً تقريباً، أنفض نصفهم عنه وغادروا نحو “هاشم المسعود السطام” متزعم ميليشيا “أسود العگيدات” والتي تتلقى دعمها من ميليـشيا الحرس الثوري الإيراني رسمياً.
وقال أحد العناصر المنشقين عن "الهفل"، في حديثه للشبكة إن "السطام هو قائد حراك العشائر الفعليّ اليوم، ودور الهفل هامشي ويقتصر على الجانب إعلامي فقط، وقد بلغ عدد العناصر المنشقين 28 عنصراً.
ونوه إلى الحصول على بطاقات من مكتب أمن الأصدقاء التابع للميليشيات الإيرانية للتحرك بحرية، ولفتت إلى أنّ "الهفل"، مطلوب للخدمة العسكرية للنظام، وتم منحه بطاقة عدم تعرض من ديوان العشائر، التابع لمخابرات الأسد كغيره من الشيوخ والوجهاء الموالين للنظام السوري.
وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا تصاعدًا في وتيرة الفوضى الأمنية وازدياد الجرائم العنيفة، ما يُعزز من حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة.
ومطلع أيلول الحالي قُتل وأصيب عدد من العمال جراء هجوم على إحدى مناطق دير الزور، بينما نفذ تنظيم الدولة الإسلامية عمليات إعدام لعناصر من قوات "قسد" في الرقة، بالإضافة إلى اندلاع اشتباكات عشائرية عنيفة زادت من حدة التوتر المحلي.
وتزايدت الهجمات والنزاعات المسلحة وعمليات الخطف والقتل التي ترتكبها مجموعات مسلحة وخلايا تنظيم داعش، يُعمق من معاناة السكان المحليين ويزيد من الشعور بالخوف والقلق، علاوة على انتهاكات "قسد" الانتقامية من السكان.
وتكررت الهجمات ضد مقرات وتحركات "قسد" نفذها مسلحين ينسبون أنفسهم لقوات العشائر حيث تم استهداف مقراً في محطة وقود ببلدة العزبة، وآخر في مدرسة السواقة، القريبة من حقل العمر النفطي، وامتدت الهجمات والاستهدافات في مواقع محافظتي الرقة والحسكة.