أجرت صحيفة «لوموند» الفرنسية مقابلة مطولة مع مناف طلاس المنشق عن نظام الأسد عشية انعقاد مؤتمر لدعم الثورة السورية في فرنسا، ولفت طلاس خلال المقابلة إلى أن أمام سوريا أربعة سيناريوات نصفها سيء ونصفها الآخر جيد، مشيرا إلى أن الأول هو انتشار الفوضى ودخول الثوار إلى دمشق وسقوط النظام في خضم فوضى عارمة، والثاني هو أن تدوم المواجهات بين الأطراف السورية أكثر بدون أن يكون هناك منتصر، وهذان اعتبرهما سيئين.

والسيناريو الثالث أن يقبل بشار الأسد تحت الضغوط الدولية بنقل حقيقي للسلطة، والرابع يقضي بجمع المعتدلين من كافة الأطراف من معارضة الداخل والخارج والجيش السوري الحر ونظام الأسد للاتفاق على مشروع وطني لا يستبعد أحد، واعتبر تلك السيناريوهات جيدة.

واعتبر طلاس كل من يقف مع نظام الأسد ولم تتلطخ يديه بالدماء هو من المعتدلين، حيث نوه إلى أنه لا يمكن للجميع أن ينشقوا لأسباب عديدة منها إمكانية وضع عائلاتهم في أمان، وشدد على أن عدداً لا بأس به من المسيحيين والعلويين لا يرون أنفسهم مؤيدين لا للنظام ولا للثورة حيث يتخوفون من وزن ما أسماهم "الإسلاميين المتطرفين".

ورد طلاس على إعلان الائتلاف الوطني أن هدفه دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية بأن "الكلمات الجميلة لا تكفي لوحدها بل يجب إيجاد ضمانات، فالعلويين لن ينشقوا طالما لم يحصلوا على ضمانات ووضعية في الجانب الآخر".

ورفض مناف طلاس التحدث "يوم ما بعد بشار" مشددا على أن اليوم السابق هو أهم لأنه يحدد كيف يكون يوم ما بعد بشار".

وقال طلاس أن "الطوائف في سوريا عاشت أكثر من ألفي سنة بانسجام ووئام وأن العنف الحاصل هو وليدة ردة فعل وليس متأصلاً في العادات السورية" وحذر بأن إطالة المواجهات تحمل مخاطر ازدياد العنف بين الطوائف.

ورفض طلاس أي تدخل خارجي في سوريا حتى في شكل حظر طيران، وفي المقابل أعلن تأييده لتوريد صواريخ مضادة للطائرات شرط "إعادة تنظيم الجيش السوري الحر بعيداً عن كل رغبة بالانتقام".

وخلال المقابلة قال "طلاس" إنه يعتقد أن بشار الأسد سوف يسقط مع أنه لا يمكنه التكهن بتاريخ حدوث ذلك.

وفي معرض رده على سؤال تم توجيهه له "ما الدور الذي يود أن تلعبه بعد سقوط الأسد" قال طلاس أنه "ليس لديه أي طموح شخصي، ولكنه فقط يسعى لتخفيف المعاناة".