مفوضة أممية: أحداث غويران سلّطت الضوء على أوضاع المدنيين المقلقة هناك
قالت "رافينا شامداساني" المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن الأحداث الأخيرة في سجن غويران بمدينة الحسكة، سلّطت الضوء على أوضاع المدنيين المقلقة هناك، وظروف آلاف السجناء اليائسة في تلك المراكز، وما تمر به العائلات المحتجزة في المخيمات بهذه المنطقة، إضافة إلى وضع الأطفال العالقين في الاشتباكات.
وأوضحت المتحدثة: "سبق أن حذرنا من الحالة المزرية وغير الآمنة لمراكز الاحتجاز التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث يُحتجز المعتقلون في ظروف مزدحمة، ولا يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة، ولا يمكنهم رؤية عائلاتهم".
وطالبت، جميع أطراف النزاع، وكذلك الحكومات التي لها تأثير على الأطراف، إلى "بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين، بما في ذلك في التخطيط للعمليات العسكرية والأمنية وتنفيذها".
في السياق، عبرت المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان فيونوالا ني أولاين، عن قلقها الشديد إزاء سلامة نحو 700 طفل من المحتجزين في سجن غويران، ودعت الدول إلى الاستعجال بإعادة جميع مواطنيها الأطفال المحتجزين في سوريا إلى بلدانهم.
وكان اعتبر الرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد)، رياض درار، أن هجمات سجن الصناعة بحي غويران بالحسكة، تهدف إلى "تشويه" صورة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والقوى الأمنية، والإشارة إلى أن هذه القوات لا تستطيع حماية المناطق والأماكن التي يُحتجز فيها عناصر "داعش".
وتحدث درار عن "تنسيق مسبق وتحضير مستدام" للهجوم "المنظم" على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، واعتبر أن نجاح هجوم تنظيم "داعش" على السجن، يحتاج أيضاً إلى "دعم واسع من أكثر من طرف"، وحذر "درار"، من فرضية هروب جميع عناصر "داعش"، ما قد يتسبب بفوضى عامة تعيد دورة الصراع من جديد في المنطقة.
وكان قال "مجلس سوريا الديمقراطية" في بيان له، إن تهديد تنظيم داعش لم ينته بمناطق شمال وشرق سوريا، بل خطره يزداد ويحتاج لتعاون دولي أكثر، زاعماً تورط دول بالأحداث الجارية في سجن الصناعة بحي غويران بالحسكة.
ودعا المجلس عبر البيان الأمم المتحدة إلى تركيز اهتمامها على انهاء الحصار عن مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال فتح معبر رسمي لإيصال المساعدات الانسانية بنسبة مخصصة للمنطقة، ودعا المجلس دول الناتو وروسيا والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم المجلس في مواجهة تنظيم داعش.
وكشفت أحداث سجن الصناعة في حي غويران في مدينة الحسكة، والخاص باحتجاز مقاتلي تنظيم داعش، تحت إشراف التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، عن حالة الوهن التي تعيشها الميليشيا، والتي طالما تغنت بالقوة التي تتمتع بها، وما أسمته "الانتصار" على التنظيم في سوريا.
وأوضح نشطاء ومراقبون، أن ماجرى في سجن الصناعة، يكشف حالة الوهن التي تعيشها "قسد"، بعيداً عن دعم التحالف الدولي، وهي التي تلقت السلاح والدعم المالي واللوجستي طيلة السنوات الماضية باسم محاربة التنظيم، لتقع في أسوأ اختبار لها أمام عناصر محتجزين في سجن كبير، استطاعوا تنفيذ مخطط لهم من داخل وخارج السجن للهروب.
وتطرح أحداث سجن الصناعة في الحسكة، تساؤلات عن كيفية تمكن عناصر محتجزين في سجن كبير ومحصن، من الوصول لهذه الكمية من الأسلحة والذخائر لمواجهة "قسد والتحالف" والتمكن خلال ساعات قليلة من الخروج من السجن والقتال في معركة من المفترض أنها غير متكافئة على كل النواحي.
ولطالما استخدمت "قسد" ملف مقاتلي داعش المحتجزين لديها، كورقة بيدها لترهيب المجتمع الدولي، وإظهار أنها تقوم بعمل يحمي العالم أجمع لاستقطاب الدعم الدولي، والحصول على بعض الشرعية الدولية لبقائها واستمرارها، في حين كان لها دور كبير في تهريب العشرات من قيادات التنظيم من تلك السجون.