
معلناً اعتقال متهمين ... النظام يقرّ بأن "الإهمال والتعمد" تسببا بحرائق غربي حماة
أقر نظام الأسد عبر وزارة الزراعة التابعة له بأنّ "الإهمال والتعمد"، تسببا في الحرائق الحراجية في مناطق بريف حماة، حيث كشفت الوزارة عن اعتقال النظام عدد من المتهمين في إشعال النيران بسبب تعمدهم وآخرين بسبب الإهمال، حسب وصفها.
وأشارت وزارة الزراعة التابعة للنظام في منشور لها إلى أن نتائج التحقيقات الأولية في ثلاثة حرائق شهدتها منطقتا الغاب ومصياف أظهرت أن الإهمال والتعمد كانا سببين لتلك الحرائق، وفقاً لما أوردته عبر "فيسبوك".
وكشفت الوزارة عن "توقيف ثلاثة أشخاص مشتبه بهم على ذمة التحقيق، ومصادرة 5 سيارات تنقل الأخشاب في ناحية عين الكروم قادمة من مناطق أخرى وفيها 7 أشخاص" وأشارت الوزارة إلى أن التحقيقات ما زالت جارية معهم، حسب تعبيرها.
وأكدت نتائج التحقيقات الأولية بأن حريقين آخرين بريف حماة "حدثا نتيجة إهمال من المواطنين في منتزه المحمية حيث قام بإشعال نار ولم يستطع السيطرة عليها وانتقلت إلى الحراج"، وأشارت إلى توقيف شخصين متهمين بالمسؤولية عن الحرائق نتيجة الإهمال، وزعمت استمرار التحقيقات لمعرفة أسباب بقية الحرائق.
ونقلت وسائل إعلام موالية قبل أيام عن مدير عام الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي "حسان فارس"، قوله إن مساحات واسعة من الغابات المعمرة منذ مئات السنين تحولت إلى رماد خلال أقل من 24 ساعة، وفقاً لما ورد في تصريحاته حول الحرائق المتجددة.
وأشار "فارس"، إلى أنه يعتقد أن الحريق مفتعل من قبل أشخاص ذوي نفوس ضعيفة ستتولى التحقيقات الكشف عن هويتهم وإحالتهم للقضاء المختص وفقا لقانون الحراج رقم 6 لعام 2018، حسب وصفه.
وبحسب المرسوم الصادر عن رأس النظام بهذا الشأن فإن القانون 6 يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة كل من تسبب بنشوب حريق في الأراضي أو المحميات الحراجية، فيما تسجل تلك الحوادث ضد مجهول برغم من الكشف عن أنها "مفتلعة"، وتشير المعلومات إلى أنّ ذلك يجري بتنسيق بين شخصيات النظام المستفيد من هذه الحرائق في بيع الحطب وإنتاج الفحم.
وفي صيف 2019 الماضي كشف "حسان فارس"، بأن الحرائق التهمت مساحات حراجية كبيرة تحتاج 100 عام لإعادتها على وضعها كما كان، وأكد حينها بأن الحرائق الأخيرة في كل من اللاذقية وطرطوس وحمص وحماه "مفتعلة"، دون إتخاذ أي إجراء بالكشف عن هوية الفاعلين أو محاسبتهم، ما يشير إلى ارتباطهم وعلاقاتهم الوثيقة مع النظام.
وكانت تناقلت وسائل إعلام النظام إحصائية تنص على أن العام 2019 سجل أكثر من 100 حريق حراجي في سورية، أقضى لخسائر ضخمة و إلتهام مساحات واسعة من الأراضي المزروعة و تحديداً في المنطقة الوسطى والساحلية، واليوم ومع بدء تسجيل عدد من الحرائق هذا الموسم، لا يبدو نظام الأسد لم يعد خطة وقاية من الأخطار التي تهدد الأشجار المثمرة والحراجية، الأمر الذي أشارت إليه صفحات موالية، وسط استهتار وتجاهل النظام.
وكانت رصدت شبكة "شام" الإخبارية قبل أيام جانباً من تعليقات الصفحات الموالية للنظام على حوادث الحرائق التي تتكرر في صيف كل عام، إلّا أن جديد هذه المرة جزم معظم الموالين للنظام بأن الحرائق "مفتعلة" إلى جانب انتقاد عدم وجود طيران مخصص وانعدام المساعدة الروسية في إخماد حرائق الغابات التي امتدت في مناطق البلاد الوسطى والساحل السوري.