مع اقتراب العام الدراسي الجديد: أبناء يراقبون التجهيزات بحسرة ويعجزون عن الانضمام إلى المدارس
مع اقتراب العام الدراسي الجديد: أبناء يراقبون التجهيزات بحسرة ويعجزون عن الانضمام إلى المدارس
● أخبار سورية ٤ سبتمبر ٢٠٢٥

مع اقتراب العام الدراسي الجديد: أبناء يراقبون التجهيزات بحسرة ويعجزون عن الانضمام إلى المدارس

اقترب العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 في سوريا، ويستعد الطلاب للعودة إلى المدرسة وبدء فصل دراسي جديد. في الوقت نفسه، يركز الأهالي على التحضيرات اللازمة لاستقبال العام الدراسي، مثل تجهيز اللوازم المدرسية وغيرها لأبنائهم. كما يقوم المعلمون والمعلمات بالاستعداد لمزاولة مهنتهم النبيلة.

وسط هذه الفرحة والتحضيرات، هناك طلاب يراقبون المشهد من بعيد، ويشعرون بالإحباط لعدم تمكنهم من الالتحاق بالمدارس مثل أقرانهم. وتتعدد الأسباب التي حالت دون تعليمهم، فتشمل الفقر، والحاجة للعمل، وغياب المعيل، بالإضافة إلى الظروف القاسية التي يمر بها الأهالي، والتي تجعل الاستمرار في التعليم أمراً صعباً.

تؤكد المعطيات الموجودة على أرض الواقع بأن آلاف الطلاب خارج نطاق التعليم، وبحسب تقرير لمنسقي استجابة سوريا صدر عام 2024، فإن أكثر من 2.2 مليون طفل في سوريا باتوا خارج العملية التعليمية، بينهم 340 ألفاً في شمال غرب البلاد، و80 ألفاً داخل المخيمات.

ظاهرة انقطاع الطلاب عن التعليم ليست جديدة، فقد كانت موجودة قبل الثورة السورية لعدة أسباب، أبرزها الفقر، وعدم الاهتمام الكافي بموضوع التعليم، وتركيز بعض الأهالي على الأعمال التي تحقق نتائج سريعة وملموسة لأبنائهم بدلاً من انتظار التعليم الذي يستغرق سنوات طويلة، وفقًا لما ذكره عدد من الأهالي الذين تحدثنا معهم. 

ومع اندلاع الثورة والحرب في البلاد، ظهرت أسباب جديدة ساهمت في زيادة هذه الظاهرة، منها النزوح، وسوء الأوضاع المعيشية للأسر، واضطرار الأطفال إلى العمل ليصبحوا معيلين لعائلاتهم بعد فقدان المعيل الرئيسي، إضافة إلى ظروف أخرى معقدة أثرت على قدرتهم على الاستمرار في الدراسة.

انقطاع الطالب عن التعليم له آثار سلبية تنعكس على وضعه التعليمي والاجتماعي والنفسي، سواء على المدى القريب أو البعيد. وفقاً لما ذكره عدد من الطلاب الذين اضطروا لترك الدراسة خلال السنوات الماضية، شعروا بالحزن والإحباط لعدم قدرتهم على متابعة تعليمهم.

 وأوضحوا أن أسباب ذلك كانت مرتبطة بالوضع المعيشي الصعب، والنزوح، وغيرها من الظروف القاسية. وأكد هؤلاء الطلاب أنهم كانوا يشعرون بالأسى عند رؤية أصدقائهم ينتقلون من صف إلى آخر ويحققون التفوق والنجاح، بينما هم لا يزالون متوقفين عند مكانهم السابق.

أكد ناشطون اجتماعيون أن انقطاع الطلاب والطالبات عن التعليم يحرمهم من الحصول على الشهادات الدراسية، وبالتالي يفقدون فرص مزاولة المهن مميزة وذات دخل جيد، والتي تتطلب مؤهلات علمية. وبدلاً من ذلك، يضطر كثير منهم للعمل في وظائف مؤقتة أو منخفضة الدخل، والتي تتاح عادةً للأشخاص الذين لا يمتلكون شهادة تعليمية.

توصي منظمات المجتمع المدني في سوريا بضرورة تنفيذ برامج عملية لمعالجة ظاهرة انقطاع الأطفال عن التعليم، خاصة في المناطق المتضررة من النزاع والنزوح. وتشمل هذه البرامج تقديم دعم مالي للأسر الفقيرة لتغطية تكاليف التعليم واللوازم المدرسية، وإنشاء مراكز تعليمية بديلة في المخيمات والمناطق النائية. 

كما تؤكد المنظمات على أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالحرب وفقدان المعيل، لضمان عودتهم تدريجياً إلى المدارس ومتابعة تعليمهم بانتظام، مما يساهم في تأمين مستقبل أفضل لهم ويقلل من آثار النزاع على المجتمع بشكل عام.

انقطاع الطلاب عن التعليم هو ظاهرة تفاقمت خلال سنوات الثورة في سوريا، وعكست آثاراً سلبية على الطلاب من الناحية النفسية والاجتماعية والمعنوية، وتستدعي هذه الظاهرة وضع حلول عملية لمعالجتها والحد من تبعاتها على الأطفال والمجتمع بشكل عام

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ