عام على التحرير: العائدون إلى القرى السورية بين الأمل والتحديات
خلال الأشهر الماضية، عادت آلاف العائلات النازحة إلى قراها ومدنها في شمال غرب سوريا، عقب سقوط النظام البائد في 8 ديسمبر 2024. وجاءت هذه العودة بعد سنوات طويلة من الغربة والنزوح والانتظار. لكن العائدين اصطدموا بمجموعة من العقبات التي أعاقت استقرارهم وأثرت على شعورهم بالأمان والراحة.
وبالرغم من مرور عام كامل على تحرير سوريا، ما زالت العديد من التحديات تواجه العائدين، مضيفةً أعباء جديدة إلى جانب مسؤولياتهم الأساسية. ويأتي في مقدمتها دمار منازلهم وعجزهم عن ترميمها أو إعادة بنائها بالشكل المطلوب، مما اضطر كثيراً من العائلات إلى إقامة خيام فوق أنقاض منازلها، أو السكن في كرفانات، أو الاكتفاء بإجراء ترميمات بسيطة للعيش في منازلهم المرممة جزئياً.
تروي عائشة العبدو، عائدة مع عائلتها إلى قريتها في ريف إدلب الجنوبي، لشبكة شام الإخبارية أنها لم تتخيل يوماً أن الخيمة التي عاشت فيها ست سنوات خلال نزوحها في المخيمات ستعود معها إلى موطنها الأصلي، وتضطر للعيش فيها مجدداً، وتتحمل معاناة برد الشتاء، وغياب الخصوصية وغيرها من الظروف الصعبة التي تفرضها المعيشة داخل الخيمة.
كما تواجه القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي، وغيرها من المناطق المتضررة بفعل الحرب والنزوح، مشاكل متعلقة بالكهرباء والمياه، حيث يضطر الأهالي لشراء المياه على نفقتهم الخاصة.
وتعاني بعض المدارس من الحاجة الملحة للترميم، فبالرغم من إعادة ترميم العديد منها، ما تزال هناك مدارس أخرى بحاجة إلى صيانة وتأهيل لتكون صالحة لاستقبال الطلاب، بينما تكافح العائلات لتأمين احتياجاتها الأساسية وسط هذه الظروف الصعبة.
إلى جانب ما سبق، ما تزال العديد من المناطق تواجه خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، حيث سجلت الأشهر الماضية حوادث انفجار أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين بإصابات بالغة، ما يزيد من تعقيد عودة العائلات إلى منازلها ويضاعف التحديات التي تواجهها.
ورغم الجهود المبذولة لتحسين واقع الحياة في المناطق المتضررة، والتي شملت إزالة الأنقاض، وترميم المرافق الصحية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من العمل والوقت قبل أن تتحسن الظروف المعيشية بشكل كامل.
ويطالب أهالي العائدين إلى مناطقهم المتضررة بأن تقوم الجهات الحكومية بالعمل على تحسين واقع الحياة، من خلال مشاريع تهدف إلى تعزيز الخدمات الطبية والخدمية والتعليمية، إلى جانب تقديم المساعدات المتعلقة بإعادة بناء المنازل وترميمها، بما يتيح لهم العودة إلى مناطقهم بشكل مستقر وآمن.