
مرضى السكري يغرقون في أزمة الإنسولين في تل أبيض ورأس العين
وجّه مرضى السكري في منطقتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة، المعروفتين ضمن منطقة عمليات "نبع السلام"، نداء استغاثة إلى الجهات المعنية، نتيجة معاناتهم البالغة في الحصول على دواء الإنسولين بأسعار تتناسب مع أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، التي تدهورت على مدار السنوات الماضية.
وساهم في تفاقم هذه المعاناة توقّف بعض المنظمات عن توفير هذا الدواء الضروري، الذي يؤدي انقطاعه إلى كوارث صحية، ما أدى إلى انخفاض الكميات تدريجياً. حاول المرضى والكوادر الطبية التعامل مع الوضع وإيجاد حل منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، لكن دون جدوى.
وفي ظلّ الظروف الاقتصادية القاسية التي يواجهها الأهالي في تلك المناطق، يضطر مرضى السكري وعائلاتهم لتوفير الدواء على نفقتهم الخاصة، مما يزيد من أعبائهم المالية، لا سيما أن المشافي المحلية والمراكز الصحية التي توفره مجاناً تحتوي على كميات محدودة تُمنح فقط للحالات الضرورية والحرجة.
وبحسب مصادر محلية، يعتمد المرضى على الأنسولين المستورد من تركيا، الذي يتميز بتكلفة مرتفعة، أو على أدوية تدخل بطرق غير نظامية (تهريب) من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مشيرين إلى أن كلا الخيارين يسبب لهُم مشقة ونفقات مالية تتجاوز قدرتهم الاقتصادية.
ويُروِي أبو عمار، أحد المرضى، لشبكة "شام" معاناته في تأمين دواء الإنسولين في ظل الظروف الحالية، موضحاً أنه اضطر لإرسال ابنه البالغ من العمر 13 عاماً للعمل في دكان لصديقه، لمساعدته في تغطية نفقات الدواء، مؤكداً شعوره بالحزن والأسى لحمل ابنه المسؤولية مبكراً وأخذ جزء من أجره وجهده.
وتشير مصادر طبية عاملة في كلا المنطقتين إلى أن عدد مرضى السكري المحتاجين للإنسولين في رأس العين يتجاوز 300 مريض، بينما يزيد عددهم في تل أبيض عن 200 مريضاً، وهو عدد كبير يستدعي تدخل الجهات المعنية وإيجاد حل عاجل وفوري.
تعرف منظمة الصحة العالمية مرض السكري بأنه حالة مزمنة غير معدية تنشأ إما نتيجة قصور البنكرياس في إنتاج الأنسولين، أو نتيجة عدم قدرة الجسم على استخدامه بشكل فعّال. ويعد الأنسولين هرموناً أساسياً ينظم مستوى السكر في الدم، وقد حول استخدامه المرض من حالة قاتلة إلى حالة يمكن السيطرة عليها لدى أكثر من 9 ملايين شخص مصابين بالنمط الأول حول العالم.
أما بالنسبة لمصابي النمط الثاني، الذين يزيد عددهم عن 60 مليون شخص، فيساهم الأنسولين في تقليل مخاطر المضاعفات الخطيرة مثل الفشل الكلوي والعمى وبتر الأطراف. وفي عام 2021، تسببت مضاعفات السكري وأمراض الكلى المرتبطة به في وفاة أكثر من مليوني شخص حول العالم، كما شكل ارتفاع مستوى السكر في الدم نحو 11% من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية.