
مربية الأيتام ... فقدت زوجها وولديها في شهر واحد
تحت خيمة مهترئة يتقاذفها الهواء كما يتقاذف مشاعر النازحين الحنين تسكن الحاجة أم نصر مربية أحفادها الأيتام حسن ومرهف بعد أن نزحت برفقتهم من قرية السماقة بريف حماة الشرقي لينتهي بهم المطاف في مخيم النور التابع لتجمع تل الكرام بالقرب من مدينة سرمدا شمال إدلب.
شهر واحد كان كفيلاً بتغيير حياة الحاجة أم نصر, فقد وصلها خلال شهر واحد نبأ وفاة زوجها واستشهاد ولديها أحدهم في معركة والآخر تم اعتقاله من قبل ميليشيات النظام أثناء رعيه الأغنام وتصفيته ليترك لها طفلين يتيمين تخلت عنهم أمهم بعد زواجها.
بضع سنوات مرت على أم نصر وحيدة برفقة أحفادها في ظل نزوح وفقر مطقع جعل منها حبيسة خيمتها بعد أن تقدم بها العمر وأصبحت عاجزة عن العمل فهي لا تجد إلا البكاء سبيلاً للتخفيف عنها في ظل عجزها عن تأمين حياة كريمة لأحفادها.
يعتصر قلب أم نصر الألم عندما يسألها أحفادها عن والدهم حينها تجيبهم بأنه في العمل وسيأتي لهم بأغراض العيد, ولكن مرت 6 سنوات دون أن يأتي والدهم ودون أن يلبس أحفادها الجديد في عيد لم تعرف منه الحاجة أم نصر إلا البكاء.
تعيش أم نصر على ما توفره لها سلة الإغاثة من بعض المواد وتبيع بعضها الآخر لتؤمن الخبز وبعض الحاجيات الأخرى, ولكنها تقف عاجزة عن تأمين متطلبات أحفادها الذين ما زالوا بانتظار والدهم الشهيد.
تبقى مأساة الحاجة أم نصر احدى المآسي التي وصلنا اليها وعرضنا تفاصيلها, في ظل وجود آلاف القصص التي ما زالت حبيسة صدور أصحابها بانتظار من يكشف عنها, فهل تجد الحاجة أم نصر من يساعدهم ؟ أم سيبقى أحفادها بانتظار أغراض العيد التي سيجلبها لهم والدهم الشهيد؟؟؟
تقرير: مهند المحمد