في الريف الجنوبي لحلب تختلف الحياة نهائياً ، فكلما تعمقت فيه تجد البؤس يزداد فتكاً بالأجساد ، التي حاولت الهروب من الموت قصفاً لتصتدم مع نوع اخر من الموت .

مخيم "جب العمى" بالريف الجنوبي من المخيمات المنكوبة،الذي لا يتوفر فيه أدنى متطلبات الحياة فالخيم بالية من الحر نتيجة استخدامها لمدة ثلاث سنين من النزوح الذي كان كفيل بأن ينهك الإنسان فلا تعليم ولا ماء إلا ما ندر اضطرهم قصف النظام لقراهم أن ينأو إلى هذه المنطقة هربا بأطفالهم من الموت نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة والمدفعية من معامل الدفاع.

جغرافياً المخيم يقع شرقي بلدة بردة في منطقة جبل الحص ، لكن كواقع كأنه خارج الأرض أو في مكان منعزل عن البشرية من شدة العوز الذي يعانيه سكانه .

هذا المخيم ، الذي يضم ما يقارب عن 200 أسرة ، يحتاج وفق ساكنيه إلى توفير أماكن "كرفانات" لتعليم الأطفال بالدرجة الأولى بعد انقطاع ثلاث سنوات عن التعليم كما يحتاجون إلى خيم بديلة للخيم المهترئة بالإضافة إلى تأمين مستلزمات صحية أو مستوصف بالحد الأدنى كما هم بحاجة لتأمين جرار لجلب المياه إلى المخيم