أعرب الشيخ أبو حسن يحيى الحجار، قائد حركة "رجال الكرامة"، خلال استقباله محافظ السويداء مصطفى بكور والأمير حسن الأطرش، عن جملة من المواقف المبدئية تجاه قضايا الساعة في المحافظة، مؤكدًا تمسك الحركة بثوابتها الأخلاقية والوطنية.

دعوة للمحاسبة وضمان كرامة المواطن
أكد الشيخ الحجار رفضه القاطع لما وصفه بـ "التجاوزات غير المقبولة" التي تعرض لها أحد الوفود المدنية على أحد الحواجز، مشددًا على ضرورة محاسبة المتورطين في هذا الفعل وفق القانون. واعتبر أن ترسيخ هيبة الدولة يبدأ من احترام المواطن، مؤكداً أن المؤسسات، الأمنية منها والمدنية، مطالبة بالتعامل بعدالة ومساواة، دون استقواء أو تعسّف.

استنكار للتهديدات بحق المحافظ
في المقابل، أدان الشيخ الحجار التهديدات التي طالت المحافظ مصطفى بكور، واصفًا إياها بأنها "مرفوضة أخلاقيًا واجتماعيًا". وأشاد بالمواقف الشخصية والوظيفية للمحافظ، مثنيًا على ما وصفه بـ "الاحترام والمبادرات البنّاءة" التي قدمها في خدمة الناس، رغم تعقيدات الواقع الراهن.

تحذير من الفوضى والتحريض
لفت قائد رجال الكرامة إلى ما وصفه بمحاولات "بث الفوضى والتحريض" من قبل جهات معينة، مذكرًا بالأحداث السابقة، ومنها إحراق مبنى المحافظة، والتي لم تجلب إلا الضرر لأهالي السويداء. ودعا للتصدي لكل محاولات زرع الانقسام وإضعاف المؤسسات، مؤكدًا أن المحافظة بحاجة إلى وعي جماعي وتكاتف لدرء مخاطر الانهيار والفشل الإداري.

غياب الدولة بعد سقوط السلطة السابقة
أوضح الحجار أن حالة الارتباك المؤسسي التي تعاني منها البلاد ناتجة عن الارتباط الكبير بين مؤسسات الدولة وشخص النظام السابق، مشيرًا إلى أن سقوط السلطة أدى إلى تراجع الدولة كمفهوم راعٍ لمصالح المواطنين. وشدد على ضرورة إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تجعلها حاضنة للجميع، وليست مجرد واجهة لسلطة منفصلة عن الناس.

رفض خطاب الكراهية والدعوة لخطاب مسؤول
عبّر الشيخ الحجار عن قلقه البالغ من تصاعد خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أن هذا الخطاب يؤجج الفتن ويهدد السلم الأهلي. ودعا إلى تبني خطاب عقلاني ومسؤول، يعبّر عن الألم والمعاناة بوعي، لا عن الحقد والتحريض، مطالبًا الدولة بتحمل مسؤولياتها القانونية في تجريم هذا النوع من الخطاب وملاحقة مطلقيه.

تمسك بالدولة المدنية الشاملة
اختتم قائد رجال الكرامة حديثه بالتشديد على أن سوريا بلد متعدد المكونات، ولا يمكن أن ينعم بالاستقرار إلا عبر بناء دولة مدنية محايدة، تقوم على العدالة وتضمن الحقوق المتساوية لجميع المواطنين. واعتبر أن التطرف، مهما كان منبعه، هو العدو الأول لبناء الدولة، وأن الحل لا يكون إلا من خلال الحوار والانفتاح، لا بالإقصاء أو التهميش.

وأثارت المداخلة التي ألقتها الناشطة المدنية "غادة الشعراني" أمام محافظ السويداء الدكتور مصطفى بكور، بحضور وفد من النشطاء الذين أُفرج عنهم مؤخراً بعد اعتقالهم في حمص، موجة واسعة من ردود الأفعال المتباينة بين الرأي العام السوري، لا سيما مع انتشار تسجيل المداخلة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي اعتبر أنه مشهد غير مسبوق في سوريا الجديدة.