فتح الشام: لسنا ضد الحل السياسي والاتفاق إذا ما تم فهو خطأ كبير
فتح الشام: لسنا ضد الحل السياسي والاتفاق إذا ما تم فهو خطأ كبير
● أخبار سورية ٤ يناير ٢٠١٧

فتح الشام: لسنا ضد الحل السياسي والاتفاق إذا ما تم فهو خطأ كبير

أجرى المتحدث باسم جبهة فتح الشام لـ"حسام الشَّافعي" مقابلة مع مراسل الجزيرة نت "محمد الكناص"، حيث وجه الكناص عدة رسائل للمتحدث باسم الجبهة.

ففي معرض رد الشافعي على سؤال الكناص حول موقف جبهة فتح الشام من المفاوضات المرتقبة في أستانا، قال: أن الواقع  عسكري الذي فرضته روسيا من خلال تدخلها المباشر والقصف الهمجي على المدنيين والمدارس والمستشفيات، وما أجرمته في حلب مؤخرًا ضمن صمت وتخاذل عالمي عن أدنى مساعدة لأهل حلب حتى في التصريحات الجادة، الأمر الذي ألقى بظلاله على سحب الأطراف المعنية تجاه رؤية مشتركة "للحل السياسي".

ولفت الشافعي إلى أن روسيا "استطاعت بعد فشل اتفاقها مع أمريكا على إيجاد صيغة حل مشتركة مع تركيا، حيث تحاول روسيا أن تقوم بمسار دبلوماسي يغطي على جرائمها السابقة في حلب وغيرها، وتسوق نفسها من خلاله أنها قادرة على إنهاء الأزمة في سوريا، فتقوم تركيا بالضغط على الفصائل وتضمنهم من جهة والروس كذلك على النظام كطرف ضامن، وقد غاب عن الروس الميليشيات الإيرانية التي تتمتع بنفوذ على الأرض ولها كلمتها ورؤيتها للحل، فروسيا تسعى للحفاظ على مصالحها وهذا هو دافع تدخلها في سوريا، بعكس إيران التي تملك مشروعا عقديا ويهمها إبقاء النظام المجرم متمثلا بشخص بشار لإكمال مشروعها في المنطقة".

وشدد الشافعي على أن المشهد الذي حمل عنوان "إنهاء الأزمة في سوريا" يغيب عنه اللاعب السوري، وأضاف "إذا ما أتينا هنا لجانب المعارضة التي حضرت ووقعت فنرى أن خيارها بالهدنة والاتفاق لم يكن بكامل إرادتها، حيث مورس عليهم ضغط كبير لتوقع في النهاية على اتفاقية تم تقديم خلافها للنظام المجرم وثالثة لمجلس الأمن الذي اعتمد بدوره الاتفاق كأرضية للحل السياسي ومنطلقا قانونيا لمفاوضات الأستانا عاصمة كازاخستان، لتبدأ جولة من المفاوضات يغيب عنها مصير الأسد والميليشيات الإيرانية، والذي سيضمن حقوق المعارضة هو الاحتلال الروسي!! ويقر الاتفاق قصف فتح الشام إحدى قوى الثورة الفاعلة".

ووصف الشافعي الاتفاق إذا ما تم بالـ "خطأ الكبير" ومسؤولية يتحملها كل من حضر ووقع، وأمانة عظيمة سيحاسب عليها، وأردف "فلم يقدم أهل الشام كل هذه التضحيات ليكافئ بهذا الاتفاق المذل، والذي ينتهي بإعادة إنتاج النظام المجرم ورِضىً به، وقصف وقتل لمن يحمي أهل الشام ويدافع عنهم، وهدنة وموقف المتفرج لمن وقع ورضي بذلك!!".

كما ونعت الشافعي تسويق هذه التسوية المخزية مع النظام المجرم بضمانة المحتل الروسي تحت مسمى "الحل السياسي" بالـ "غش للناس وهدر لتضحياتهم".

وقال الشافعي إن كان الحل السياسي تثبيتا لأركان النظام المجرم أو إعادة لإنتاجه بصورة تحفظ مصالح الجميع إلا من قام بالثورة وضحى لأجلها، حل يؤدي إلى تقاسم ما تبقى من الشام بين الدول الراعية سوى أهل السنة في الشام، فهذا ما نرفضه ولن نقبل به، وسيوصم بالعار والخيانة كل من يمرر هذه الاتفاقية على أهلنا وشعبنا.

وأكد الشافعي على أن جبهة فتح الشام ليست ضد الحل السياسي، بالقول "فالجهاد الذي نقوم به اليوم هو لإيصالنا لحل سياسي، حل يحفظ الدماء ويعيد الحقوق  وينعم المسلم بحياة كريمة أبية في ظل الشريعة".

ونوه الشافعي إلى أن مقدمات المفاوضات والعناوين الرئيسة التي وقع عليها من وقع من الفصائل والتي ستشكل وفدا ليفاوض هي مقدمات خاطئة ولن يخرج عنها حل لقضية الشام، بل ستزداد القضية تعقيدا وستحتضر في الأروقة الدولية، وستحمل الناس في ذاكرتها أرقام اتفاقات وتفاوضات جديدة تضيع أجيالا قادمة وتضحيات سابقة.

ووجه الكناص سؤالا آخر للشافعي قائلا: هل ستقبل جبهة فتح الشام بمخرجات المفاوضات في أستانا؟

ورد الشافعي بالإشارة إلى أن البيئة التي نشأ بها هذا الاتفاق والضغوطات التي مورست على من وقع، والبنود التي خطت، لا تبشر بخير بل هي شر وهدر للتضحيات وإضاعة للوقت.

ورفض الشافعي فكرة احتمالية أن تندلع مواجهات بين جبهة فتح الشام وبقية الفصائل الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار، كون الفصائل والجبهة تعيش في ساحة واحدة، إذ إن الروابط التي تجمعهم أقوى من التي تفرقهم.

وفي المقابل ذكر الشافعي أن هناك واقع يعترف الجميع به أنه لا حل لإسقاط النظام المجرم سوى بالقوة والجهاد، وبالصبر وديمومة المصاولة والتضحية.

وحول سؤاله عن إمكانية توقيع جبهة فتح الشام اندماجا يبعدها عن تهمة الانتماء للقاعدة ويجنبها المواجهات مع بقية الفصائل، قال الشافعي أن الجبهة لا تتبع لأي جهة خارجية، وهدفها منصب على إسقاط النظام كاملا بكافة رموزه ومؤسساته.

وأبدى الشافعي استعداد الجبهة لأي اندماج يصب في صالح أهل السنة في الشام، يحفظ الثوابت ويجاهد لأجل تحقيق الأهداف، يمثل الثورة سياسيا وعسكريا.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ