
عمر من القامشلي.. طفل يواجه آثار الحرب بابتسامة وأمل في المستقبل
تسببت مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة في تغيير حياة مئات الأطفال السوريين جذرياً؛ منهم من فقد حياته، ومنهم من أصيب بإعاقات سترافقه سنوات طويلة. هؤلاء الصغار كانوا حتى وقت قريب يستمتعون بطفولتهم كبقية أقرانهم، قبل أن تقلب لحظة مأساوية حياتهم رأساً على عقب.
الصحفي خالد العليان نشر على صفحته في منصة “إكس” مقطعاً مصوراً جمعه بطفلين، أحدهما علاء (10 أعوام)، والآخر عمر (14 عاماً) من مدينة القامشلي، الذي فقد بصره إثر انفجار قنبلة أثناء اللعب في الملعب، وما زالت آثار الإصابة ظاهرة على جسده.
في الفيديو ظهر عمر مرتدياً نظارة سوداء وهو في طريقه إلى المستشفى لتلقي العلاج برفقة ابن عمته الذي يساعده في تنقلاته، في ظل ظروف مالية صعبة. ورغم هذه المعاناة، بدا عمر مبتسماً ومفعماً بالتفاؤل، متحدثاً عن حلمه بأن يصبح طالباً جامعياً ثم طبيباً في المستقبل. وقد جرى تسجيله في برنامج الإسعافات الأولية للمكفوفين المقدم من مركز الملك سلمان للمكفوفين.
عمر يمثل نموذجاً لعشرات الأطفال الذين أصيبوا بإعاقات دائمة بسبب مخلفات الحرب، ما دفع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني – ومنها الدفاع المدني – إلى تكثيف حملات التوعية حول مخاطر الألغام، خاصة أن الأطفال غالباً لا يدركون خطورتها أو كيفية حماية أنفسهم منها.
ويؤكد مختصون أن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى دعم نفسي ومالي وتعليمي، لتمكينهم من تجاوز محنة الإعاقة والتغلب على تداعياتها، حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بصورة طبيعية واستعادة بعض ما فقدوه جراء الحرب.